دواوين الشعر العربي على مر العصور-جزء اثنين وخمسون
علوم اللغة العربية : يحتوى هذه المنتدى على كتب وأبحاث علوم اللغة العربية وهي المجموعة في قول الناظم:
نحو وصرف وعروض ثم قافية***وبعدها لغة قوض وإنشـــــــــاء
خط بيان معان مع محاضــــرة ***والاشتقاق لها الآداب أسمــــــاء
الكتاب: دواوين الشعر العربي على مر العصور
المصدر: موقع أدب
ملاحظة: [هذا الكتاب من كتب المستودع بموقع المكتبة الشاملة]
و ما خلا منهم في كل أوقات
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (13-16)
مختارات (13-16)
رقم القصيدة : 6653
-----------------------------------
(13)
فما لي بُعْدٌ بَعْدَ بُعْدِكَ بَعْدَما
تَيَقَّنْتُ أنّ القرب والبُعد واحد
وإنّي وإن أُهْجِرتُ فَالهَجْرُ صاحبي
وكيف يصحّ الهجر والحُبّ واجد
لك الحمد في التوفيق في محض ِخالصٍ
لعبدٍ زكّي ٍما لغيرك ساجد
***
***
(14)
لا تَلمنّي فاللوم منّي بعيد
وأَجِرْ سيّدي فإنّي وحيد
إنّ في الوعد وَعْدك الحقّ حقاً
إنّ في البدء بدء أمري شديد
مَن أراد الكتاب هذا خطابي
فاقرؤُا وأعلموا بأنّي شهيد
***
***
(15)
قد تصبّرتُ و هل يصـ
ـبرُ قلبي عن فؤادي
مازجَتْ روحُك روحي
في دنّوٍ وبعادي
فأنا أنت كما أنّ
ـك أنّي و مرادي
***
***
(16)
أنتم ملكتم فؤادي
فهِمْت في كلّ وادي
ودقّ على فؤادي
فقد عدمت رقادي
أنا غريبا وحيدا
بكم يطول إِنفرادي
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (17-20)
مختارات (17-20)
رقم القصيدة : 6654
-----------------------------------
(17)
حقيقة الحقّ مُسْتنِيَر
صارخه بالنبا خبير
حقيقة الحقّ ِقد تجلَّتْ
مَطْلب من رامها عسير
***
***
(18)
أنت المُوَلِّهُ لي لا الذكر ولَّهني
حاشا لقلبي أَنْ يَعْلَق به ذِكَرى
الذكر واسطةٌ تُخْفِيك عن نظري
إذا توشَّحَهُ من خاطري فكري
***
***
(19)
مواجِيدُ حَقّ ٍأَوْجَدَ الحقُّ كُلَّها
و إِنْ عجزَتْ عنْها فهوم الاكابر
وما الوجد إلا خطرة ثم نظرة
تُنَشّي لهيبا بين تلك السرائر
إذا سكن الحقُّ السريرةَ ضُوعفتْ
ثلاثة أحوال لأهل البصائر
فحالٌ تُبيدُ السرَّ عن كنْه ِوجِدِه
وتُحْضِرُهُ بالوجد في حال حائر
و حالٌ به زُمَّتْ قوى السرّ فآنْثنَتْ
إلى مُنْظِرِ أفناه عن كلّ ناظر
***
***
(20)
(الاحتمال الأول)
إذا بلغ الصبُّ الكمال من الفَتَى
ويذهل عن وصل الحبيب من السُّكر
فيشهد صدْقاً حيث أشهده الهوى
بأنّ صلاة العاشقين من الكفر
- - - -
(1/14465)
________________________________________
(الاحتمال الثاني)
إذا بلغ الصبُّ الكمال من الهوى
وغاب عن المذكور في سطوة الذكر
فشاهد حقّاً حين يشهده الهوى
بأنّ صلاة العارفين من الكفر
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (21-24)
مختارات (21-24)
رقم القصيدة : 6655
-----------------------------------
(21)
عَقُدْ النبوّة مِصْباح من النور
مُعَلَّقُ الوَحي في مشكاة تأمور
بالله يُنْفَخُ نَفْخ الروح في جَلَدِي
بخاطري نَفْخَ اسرافيلَ في الصور
إذا تجلّى لطوري أن يُكَلّمني
رَأَيْتُ في غيبتي موسى على الطور
***
***
(22)
لأَنوار نور الدين في الخلق أنوارُ
و للسرّ في سرّ المسرّين أسرار
وللكون في الأكوان كون مُكَوّن
يكنُّ له قلبي و يهدي و يختار
تأمّلْ بعين العقل ما أنا واصف
فللعقل ِأسماع وُعَاة و أبصار
***
***
(23)
سكنتَ قلبي و فيه منك أسرار
فليَهْنِك الدار بلْ فليهنك الجارُ
ما فيه غيرك من سرٍّ عَلِمْتُ به
فأنْظُرْ بعينك هل في الدار ديّار
و ليلة الهجر ِإنْ طالتْ و إن قَصُرَتْ
فمؤنسي أملٌ فيه وتذكار
إنّي لراض ٍبما يرضيك من تلفي يا قاتلي و لِمَا تختار اختار
***
***
(24)
الحبّ ما دام مكتوماً على خطرٍ
وغاية الأمْنِ أن تدنو من الحذر
و أطيب الحبّ ما نمّ الحديث به
كالنارِ لا تأتِ نفعاً و هي في الحجر
من بعْدِ ما حضر السحاب و اجتمعا
الأعوانُ و امتطّ أسمى صاحب الخبر
أرجُو لنفسي براء من محبّتكم
إذا تبرّأت من سَمعي ومن بصري
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (25-30)
مختارات (25-30)
رقم القصيدة : 6656
-----------------------------------
(25)
غِبْتَ و ما غبتَ عن ضميري
و صرْتَ فرحتي و سروري
وانفصل الفصل بافتراق
فصار في غيبتي حضوري
فأنت في سرّ غيبِ همّي
أخفى من الوهم في ضميري
تؤنسني بالنهار حقاً
وأنت عند الدجى سميري
***
***
(26)
يا شمس يا بدر يا نهار
أنت لنا جنّة و نار
تَجنُّبُ الإثِم فيك ثم إثمٌ
وخاصّية العار فيك عار
يخلعُ فيك العذار قومٌ
(1/14466)
________________________________________
وكيف من لا له عذار
***
***
(27)
أحرف أربع بها هام قلبي
و تلاشت بها همومي و فكري
ألِفٌ تألف الخلائق بالصنْـ
ـع ِولامٌ على الملامة تجري
ثمّ لامٌ زيادة في المعاني
ثمَّ هاءٌ أهيمُ بها أتدري
***
***
(28) و(29)
لماذا رفض الشيطان السجود لآدم
(الاحتمال الأول)
جحودي فيك تقديس
و عقلي فيك تهويس
و ما آدم إلاك
و من في البين إبليس
(الاحتمال الثاني)
جُنُوني لك تقديس
و ظنّي فيك تهويس
و قد حيّرني حِبٌّ
وطرْفٌ فيه تقويس
و قد دلّ دليل الحُبّ
أن القرب تَلْبيس
فمن آدم إلاك
ومن في البين إبليس
***
***
(30)
حويتُ بكُلّي كلّ حُبِّك يا قُدْسي
تكاشفني حتّى كأنّك في نفسي
أُقلّب قلبي في سواك فلا أرى
سوى وحشتي منه و منك به أُنْسي
فها أنا في حَبس الحياة مجمَّع
من الأنس فاقبضْني إليك من الحبْس
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (31- 34)
مختارات (31- 34)
رقم القصيدة : 6657
-----------------------------------
(31)
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت
إلا و حبّك مقرون بأنفاسي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهم
إلا و أنت حديثي بين جلاسي
ولا ذكرتك محزوناً و لا فَرِحا
إلا و أنت بقلبي بين وسواسي
ولا هممت بشرب الماء من عطش
إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكأس
ولو قدرتُ على الإتيان جئتُكم
سعياً على الوجه أو مشياً على الرأس
ويا فتى الحيّ إن غّنيت لي طربا
فغّنني وأسفا من قلبك القاسي
ما لي وللناس كم يلحونني سفها
ديني لنفسي ودين الناس للناس
***
***
(32)
يا نسيم الروح قولي للرشا
لم يزدني الِورْد إلا عطشا
لي حبيبٌ حبّه وسط الحشا
إن يشا يمشي على خدّي مشا
روحه روحي وروحي روحه
إن يشا شئتُ وإن شئتُ يشا
***
***
(33)
عجبتُ لكلّي كيف يحمله بعضي
ومن ثقل بعضي ليس تحملني أرضي
لئن كان في بسط من الأرض مَضْجَعٌ
فبعضي على بسط من الأرض في قبضي
***
***
(34)
ما زلتُ أطفو في بحار الهوى
يرفعني المَوْجُ و انحطُّ
فتارةً يرفعني مَوْجُها
وتارة أهوى وانغطّ
(1/14467)
________________________________________
حتّى إذا صيَّرني في الهوى
إلى مكان ما له شطّ
ناديتُ يا من لم أَبُح بِاسمه
ولم أَخُنْهُ في الهوى قطّ
تقيك نفسي السُّوء من حاكم
ما كان هذا بيننا شرط
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (35- 40)
مختارات (35- 40)
رقم القصيدة : 6658
-----------------------------------
(35)
مكانُك من قلبي هو القلب كلّه
فليس لخلق ٍفي مكانك موضع
وحَطَّتْك روحي بين جلدي وأعظامي
فكيف تراني إن فقدتك اصنع
***
***
(36)
إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني
وغفلتي عنك أحزانٌ وأوجاع
وصار كلّي قلوباً فيك داعية
للسقم فيها وللآلام إسراع
***
***
(37)
نديمي غير منسوبٍ
إلى شيءٍ من الحيف
سقاني مثلما يشرب
كفعل الضيف بالضيف
فلما دارت الكأس
دعا بالنطع و السيف
كذا من يشرب الراح
مع التِّنين في الصيف
***
***
(38)
صَيَّرني الحقّ بالحقيقةْ
بالعهد والعقد والوثيقةْ
شَاهَدََ سرّي بلا ضميري
هذاك سرّي وذا الطريقةْ
***
***
(39)
وَحِّدْنِي واحدي بتوحيِد صِدْق ٍ
ما إليه من المسالك طَرقُ
أنا الحقُّ و الحقُّ للحقِّ حقٌّ
لاَبِسٌ ذاتَهُ فما ثمّ فَرْقُ
قد تَجَلّتْ طوالعٌ زاهراتٌ
يتشعشعْنَ في لوامع بَرْقِ
***
***
(40)
ركوبُ الحقيقة للحقِّ حقُّ
ومعنى العبارة فيه تدقّ
رَكِبْتُ الوجودَ بعين الوجودِ
وقلبي على قسوةٍ لا يَرِقّ
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (41- 45)
مختارات (41- 45)
رقم القصيدة : 6659
-----------------------------------
(41)
جبلتْ روحك في روحي كما
تجبل العنبر بالمسك الفتقْ
فإذا مسَّك شيءٌ مسَّني
فإذاً أنت أنا لا نفترقْ
***
***
(42)
دَخَلْتَ بناسوتي لديك على الخلق
ولولاك لاهوتِي خَرجْتُ من الصِدْق
فإنّ لسان العلم للنطق و الهدى
وإنّ لسان الغيب جلّ عن النطق
ظهرتَ لقوم ٍوالتبستَ لفتيةٍ
فتاهوا وضلّوا واحتجبتَ عن الخلق
فتظهر للألباب في الغرب تارة ً
وطورا على الألباب تغرب في الشرق
***
***
(43)
فيك معنى يدعو النفوسَ إليك
(1/14468)
________________________________________
ودليل يدلّ منك عليْك
لِيَ قلبٌ له إليك عيونٌ
ناظراتٌ وكلُّهُ في يدَيْك
***
***
(44)
هّمي به وَلٌَه عليك
يا من إشارتنا إليك
روحان ضمهما الهَوَى
فيمِدْحَتِك وفي لديك
***
***
(45)
دُنْيَا تُخَادِعُنِي كأنّي
لستُ أعرف حالها
ذمّ الِإلهُ حرامها
وأنا اجتنبت حلالها
مدَّتْ إلىَّ يمينها
فرددْتها وشمالها
ورايتُها محتاجة
فوهبتُ جملتها لها
ومتى عرفت وصالها
حتّى أخاف ملالها
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (46- 50)
مختارات (46- 50)
رقم القصيدة : 6660
-----------------------------------
(46)
عليك يا نفس بالتسلّي
العزّ بالزهد و التخلّي
عليك بالطلْعة التي
مشكاتها الكشف و التجلّي
قد قام بعضي ببعض بعضي
و هام كلي بكلّ كلي
***
***
(47)
مُزِجت روحك في روحي كما
تمزج الخمرة بالماء الزلال
فإذا مسَّك شيء مسّني
فإذاً أنت أنا في كلّ حال
***
***
(48)
نِعْمَ الإِعَانَةُ رَمْزٌ في خفا لُطُف
في بارق ٍلاحَ فيها من حُلَى خِلَلِهْ
والحال يرمقني طوراً وأَرْمُقُه ُ
إن شا يغشى على الإخوان من قُلَلِهْ
حال إليه رأى به فيه بِهِمّته
عن فيض بحرٍ من التمويه من مِلَِلهْ
فالكلّ يشهده كُلّاً وأشهده
مع الحقيقة لا بالشخص من طللهْ
***
***
(49)
ثلاثة أحرف لا عُجْمَ فيها
ومعجومان ِوانقطع الكلام
فمعجومٌ يشاكل واجديِهِ
ومتروكٌ يُصَدّقُهُ الأنام
وباقي الحَرْف ِمرموزٌ مُعَمَّى
فلا سفر ينال و لا مقام
***
***
(50)
تفكّرتُ في الأديان جدَّ تحقّق ٍ
فألفيتها اصلاً له شُعَباً جّما
فلا تَطْلُبَنْ للمرء ديناً فإنّه يُصَدُّ
عن الأصل الوثيق وإنّما
يطالبه اصلٌ يعبِّر عنده
جميعُ المعالي والمعاني فَيَفْهَمَا
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (51- 55)
مختارات (51- 55)
رقم القصيدة : 6661
-----------------------------------
(51)
يا لائمي في هواه كم تلوم فَلَوْ
عرَفْتَ منه الذي عنيت لم تَلُم ِ
للناس حجّ ولي حجّ إلى سكني
(1/14469)
________________________________________
تُهْدَى الأضاحي وأُهْدِي مُهْجَتِي وَدَمِي
تطوف بالبيت قومٌ لا بجارحة ٍ
باللهِ طافوا فأغناهم عن الحَرَم ِ
***
***
(52)
بدا لك سرٌّ طال عنك اكتتامه
ولاح صباحٌ كنت أنت ظلامه
وأنت حجاب القلب عن سرّ غيبه
ولولاك لم يطبع عليه خاتمه
***
***
(53)
هيكليّ الجسم نوريّ الصميم
صمديّ الروح ديّان عليم
عاد بالروح إلى أربابها
فبقي الهيكل في الترب رميم
(54)
قلبك شيء وفيه منك أسماء
لا النور يدري به كلّا ولا الظلم
ونور وجهك سرّ حين أشهده
هذا هو الجود والإحسان والكرم
فخُذْ حديثي حِبِّي أنت تعلمه
لا اللوح يعلمه حقاً ولا القلم
***
***
(55)
آهٍ أنا أم أنْتَ؟ هَذَيْن ِإلهَيْن ِ
حاشاي حاشاي مِن إثبات أثنَيْن ِ
هويةٌ لك في لايئتي ابَداً
كلّي على الكلّ تلبيسٌ بِوَجْهَيْن ِ
فَأَيْنَ ذاتك عنّي حيث كنت أرى
فقد تَبَيّنَ ذاتي حيت لا أين
وأَيْنَ وَجْهُك مقصود بناظرتّي
في ناظر القلب أم في ناظر العين
بَيْنِي وبَيْنك أنّيٌ يُزاحِمُنِي
فارفعْ بِأنَّك أَنّي مِن البين
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (56- 60)
مختارات (56- 60)
رقم القصيدة : 6662
-----------------------------------
(56)
ألا أبْلِغْ أحبّائي بأنّي
ركبتُ البحر وانكَسرَ السفينةْ
على دين الصليب يكون موتي
و لا البطحا أريد ولا المدينة
***
***
(57)
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا
نحن روحان ِحَلَلْنا بدنا
فإذا أبصرتَني أبصرتَهُ
و إذا أبصرتَهُ أبصرتَنا
***
***
(58)
يا غافلاً لجهالةٍ عن شأني
هلّا عرفتَ حقيقتي وبياني
أعِبادة لِلَّهِ ستّة أحرف ٍ
مِن بينها حرفان معجومان
حرفان اصليّ وآخُر شَكْلُه
في العجم منسوب إلى إيماني
فإذا بدا رأس الحروف أمامها
حرفٌ يقوم مقام حرف ثان
أبصرتَني بمكان موسى قائما
في النور فوق الطور حين تراني
***
***
(59)
خاطَبنِي الحقّ من جناني
فكان علمي على لساني
قربّني منه بَعْدَ بُعْدٍ
وخصَّني الله و اصطفاني
***
***
(60)
(1/14470)
________________________________________
كذا اجتباني وأَدناني وشرّفني
والكلّ بالكلّ أوصاني وعرّفني
لم يبق في القلب والأحشاءِ جارحةٌ
إلّا وأعْرفه فيها ويعرفني
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (61- 65)
مختارات (61- 65)
رقم القصيدة : 6663
-----------------------------------
(61)
أنْتَ بين الشغاف والقلب تجري
مثل جري الدموع من أجفاني
وتُحِلُّ الضميرَ جوفَ فؤادي
كحلول الأرواح في الأبدان
ليس من ساكن ٍتَحَرَّكَ إلّا
أنت حَرَّكْتَهُ خَفَّي المكان
يا هلالاً بدا لأربع عشر ٍ
لثمان ٍوأربع ٍو اثنان
***
***
(62)
حَمَّلْتَ بالقلب ما لا يحمل البَدَنُ
والقلب يحمل ما لا تحمل البُدُن
يا ليتني كنتُ أدنى من يلوذ بكم
عيناً لانظركم أم ليتني أُذن
***
***
(63)
بيَان بيان الحقّ أنت بيانه
وكل بيان ٍأنت منه لسانهُ
أشرتُ إلى حقّ ٍبحق ٍوكل من
أشار إلى حقّ فأنْتَ أَمانهُ
تشير بحقّ ِالحقّ والحق ناطقٌ
وكل لسان ٍقد أتاك أوانهُ
إذا كان نعْت الحقّ للحقّ بَيّناً
فما بالُهُ في الناس يَخْفَي مكانه
***
***
(64)
رقَيبَان ِمنّي شاهدَان ِلحُبِّهِ
واثنان ِمنّي شاهدَان ِتراني
فما جال في سرّي لغيرك خاطر
ولا قال إلا في هواك لساني
فإِنْ رُمْتُ شرقاً أنت في الشرق شرقهُ
وإن رمتُ غرباً أنت نصب عياني
وإن رمتُ فوقاً أنت في الفوق فوقه
وإن رمتُ تحتا أنت كل مكان
وأنت محلّ الكلّ بل لا محلّهُ
وأنت بكلّ الكلّ ليس بِفان ِ
فقلبي وروحي والضمير وخاطري
وترداد أنفاسي وعقد جناني
***
***
(65)
أرجعْ إلى الله إنّ الغايةَ الله
فلا إِلهَ إذا بالغْتَ إلّا هو
وإنّه لمَعَ الخَلْق الذين لهم
في الميم والعين والتقديس معناه
معناه في شفَتي من حلّ معتقداً
عن التهجّي إلى خلق ٍله فاهوا
فإنْ تشكّ فدِبّرْ قول صاحبكم
حتّى يقول بِنَفْي ِالشكّ هذا هو
فالميم يفتح أعلاه وأسفله
والعين بفتح أقصاه وأدناه
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات (66- 69)
مختارات (66- 69)
رقم القصيدة : 6664
(1/14471)
________________________________________
-----------------------------------
(66)
من رامه بالعقل مسترشدا
أسرحَهُ في حيرة تلهو
قد شاب بالتلبيس أسرارهُ
يقول في حيرته هَلْ هو
***
***
(67)
لستُ بالتوحيدِ ألهو
غير أنّي عنه أسْهو
كيف أسهو كيف ألهو
وصحيح أنّني هو
***
***
(68)
يا سرّ سرّي تدقّ حتّى
تُخفي على وهم كل حّي ِ
وظاهرا باطناً تجلّى
في كلّ شيء لكل شيء
لئن اعتذاري إليك جهلٌ
وعُظْم شكّي وفرط عيّ ِ
يا جملةَ الكلّ لسْتَ غيري
فما اعتذاري إذاً إليّ ِ
***
***
(69)
اسمٌ مع الخلق قد تاهوا به وَلَهاً
ليعلموا منه معنىً من معانيه
والله لا يصلوا منه إلى سببٍ
حتّى يكون الذي أبداه يبديه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الليالي قصار
الليالي قصار
رقم القصيدة : 6665
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
اعلق الدنيا .. على مسمار
مدقوق فيه اجدار ..
وتسكن في ساسه ريح ..
من له سنين يطيح ..
ولجل الليالي اقصار ..
ممداه ..
اعلق اعيوني على نجمه ..
محبوسةٍ في غرفةٍ ظلما ..
ومقفول عنها باب ..
ولها حارسٍ كذاب ..
دايم يشيل كتاب ...
ويقراه وهو أعمى
اعلق احلامي على نصل
سهمٍ يشد افنبل ..
وترمى به الدنيا وبعد .. يخطي ..
أموت .. انا مبطي ..
لكن .. أحدٍ يبي ياخذ ..
مني .. وابي أعطي ..
اعلق افسمعي .. رعدغيمه ..
واشرب .. ذِِكِر ديمه ..
طاحت في بطن اليم ..
اغمض اعيوني عليّ ..
واحلم ..
بعرقي .. يعاف الدم .. شيمه ..
بروحٍ علي تندم ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> القاع والمسافة
القاع والمسافة
رقم القصيدة : 6666
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
انا احبك مابها زيف وخداع
رغم الذي نخفيه .. واللي نخافه
أودعك .. ليت الألم لحظة اوداع
إلى مضت .. ننسى الألم والحسافه
وأفارقك.. لوالسفر .. يم وشراع
وبعد الفراق .. اللي نوده نعافه
لا صار مافي البعد راحه لملتاع
بالله وش نفع التعب والكلافه
(1/14472)
________________________________________
من الجفا والصد .. يكفيني اذراع
لا جف نهر الحبماتت اضفافه
املي يدك رمل وترى هذي القاع
ومدي النظر .. تدرين وش هي المسافه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> قمرا
قمرا
رقم القصيدة : 6667
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
انتي مثل قمراً على صفحة الما
له صورة عندي وهي في السّما فوق
اتصافحك عيني وأنا كفي أعمى
مَالي جدى إلا مصافح الموق للموق
ياما شربتك شوف من خوف لا أظما
وياما الوله للوصل يّبس بي عروق
وياليتني بدلت نورك بظلما
واخترت لي غيرك من الناس مخلوق
اقول أحبك يا عذابي أو أكما
لا حاصلٍ قربٍ ولا نافعٍ شوق
العصر العباسي >> الحلاج >> مختارات1 (1-4)
مختارات1 (1-4)
رقم القصيدة : 6668
-----------------------------------
و أيّ أرض تخلو منك حتّى
تعالوا يطلبونك في السماء
تراهم ينظرون إليك جهراً
وهم لا يبصرون من العماء
***
إلى كم أنت في بحر الخطايا
تبارز من يراك و لا تراه
وسمتُك سمت ذي ورع ٍتِقّي
و فعْلك فعل متّبع هواه
فيا من بات يخلو بالمعاصي
وعين الله شاهدة تراه
أتطمع أن تنال العفو ممّا
عصمتَ و أنت لم تطلب رضاه
فَتُبْ قبل الممات وقبل يوم
يلاقي العبد ما كسبت يداه
أتفرح بالذنوب والخطايا
و تنساه و لا أحد سواه
***
كانت لقلبي أهواءٌ مفرّقة
فاستجمعَتْ مُذْ راءَتْك العين أهوائي
فصار يحسدني من كنت احسده
وصرتُ مولى الورى مُذْ صرتَ مولائي
ما لامني فيك أحبابي و أعدائي
إلّا لغفلتهم عن عظم بلوائي
تركتُ للناس دنياهم و دينهم
شغلاً بحبّك يا ديني و دنيائي
أشعلتَ في كبدي نارين واحدة
بين الضلوع و أخرى بين أحشائي
***
إذا دهمَتْك خيول البعاد
ونادى الاياس بقطع الرجا
فخُذْ في شمالك ترس الخضوع
و شُدّ اليمين بسيف البكا
و نَفْسَك نَفْسَك كُنْ خائفاً
على حذر من كمين الجفا
فإن جاء الهجر في ظلمة
فسِرْ في مشاعل نور لصفا
فقُلْ للحبيب ترى ذلّتي
فجُدْ لي بعفوك قبل اللقا
(1/14473)
________________________________________
فَوَ الحُبِّ لا تنثنِي راجعاً
عن الحِبِّ إلّا بِعَوْض ِالمنا
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لين العود
لين العود
رقم القصيدة : 6669
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لين العود .. قلبك ما يلين ..
قاسيٍ ما درى عن لين قدك
ما درى عن عذاب العاشقين
يا قمر .. والقمر غصبٍ يبين ..
انجز الوعد .. لو ما هوب ودك
كان ما هوب لي .. للساهرين
لاتخاف .. السما بينك وبين ..
عاشقٍ ساريٍ في نور خدّك
لاغدى لليل .. مجروح وحزين
ظالمي في الهوى .. الله يعين ..
ما ظلمني لطيف الروح صدك
ظالمي في الهوى شوق .. وحنين
لين العود .. لابد السنين
تبعدك يوم عني أو تردك
لنت يا صاحبي .. أو ما تلين
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لاتعلمني
لاتعلمني
رقم القصيدة : 6670
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليه أحس إني وأنا اشوفك حزين
وقلبي الليله بهمي ممتلي
كانها الفرقى طلبتك حاجتين
لا تعلمني ولا تكذب عليّ
خلني ما بين شكي واليقين
السكوت رضاي عنك وزعلي
باكر اللي خافيٍ لازم يبين
والوعد بلقى مكانك به خلي
وانتظر لي ليلة او ليلتين
لين ما يقفي السحاب وينجلي
ولا طويت الياس بذرف دمعتين
للهوى الغالي وبا وادع هلي
صاحبي بموت من كثر الحنين
خلني بختار لحظة مقتلي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لو ما تحب العين
لو ما تحب العين
رقم القصيدة : 6671
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لو ما تحب العين ما ضمت دموع
يا عاذلي بالله جز عن عتبها
اربع ليالي كلها سهد وولوع
استغفر الله ما تلاقي هدبها
تكاثرت من همها ساعة اهجوع
الله حسيب اللي غدى هو سببها
الجادل اللي لفتته ورد وشموع
يا حيف قلبي اللي احترق في لهبها
يمد لي حبلٍ من الود مقطوع
غير السلام وبسمته ما عقبها
يا قلب .. يا قلب الخطا دونك ضلوع
يا شين قل لي راحتي هو نهبها
(1/14474)
________________________________________
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> فكره
فكره
رقم القصيدة : 6672
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حبيبي من هو غيرك قد عشق فكره
طيف وخيال ونحولٍ يكسر الخاطر
ما حذرك عاذلك من غيه وسحره
ما قال قلبه خراب وموسمه باير
لا بر في دفتره لا شهد في حبره
لا ضي في غربته متبعثر وحاير
كني سمعتك وكل العين منتثره
دمعٍ صرختي ما بين السيف والحافر
لا تذبحونه ألم وأن طال به عمره
فاق بخياله جمال الماضي والحاضر
اللى طعنتوه خلوا شبر في صدره
يلقى به العشق وقت يقيم ويسافر
الكوكب اللي تقول الناس ياصغره
من كثر ما هو بعيد وشوفهم قاصر
لا تحسدونه خذا من خبزكم كسره
للجوع وأعطي شباب القلب والناظر
اللي قليله قليل ٍ فاض من كثره
واللي كثيره قليل الجوهر النادر
اللي قليله قليل ٍ فاض من كثره
واصابعه وان حسبتوا مالها اخر
اصابعه وان حسبتوا كلها عشره
وفي كل صخرٍ بياض عظامها نافر
في كل ارضٍ حفروديناها ظفره
وكل ما بكى كل دمعةٍ تولد بشاعر
كل ما انجرح شع نزفه واشتعل فكره
وكل ما بكى كل دمعه تولد بشاعر
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> كذبه
كذبه
رقم القصيدة : 6673
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من الشمال هضاب ..
ومن الجنوب وادي ..
وما بينهم ( كذبه ).. القرية العذبه..
طين ونخل وقباب ..
سورٍ بلا ابواب
وأظن ميلادي .. ماله زمن وكتاب ..
لكن ولدت فـ يوم .. وولادتي صعبه ..
قالوا سنة ما غاب .. مات .. أو رحل ( شرشاب )
ترف الشفاه مثل الجناح ..
ويطير الحكي .. يطير
فـ الاعياد .. يقولون :
كان يحرك الناس عرايس ..
بقطعة خشب وخيوط ..
يشعل المعارك .. ويرتب الأعراس ..
ينهي الجدل .. ويعلق الأجراس ..
يتعب الأنداد .. متبعثر الأبعاد ..
ويجمع عيون الناس فـ احداقه
ويعزي في الموتى .. ويبارك الاولاد ..
يكتب لكل طفل ورقه ..
ويغطيه بلحاف ..
مثل الكهوف مظلم .. ومثل الغدير شفاف ..
(1/14475)
________________________________________
يصهر حديد البنادق ورق .. ويبري خشبها اقلام ..
ويحرق البارود .. ند .. وخشب صندل ..
ويبدا من الحنظل .. وينتهي في الشهد ..
بعض الليالي عبد .. وباقي الليالي طيف ..
كذبه .. مثل سوالف الجن .. مالها آخر
ومثل البحر زاخر .. بالحقيقه والخيال ..
ايام تحملها الجمال .. شمال ..
لجبال .. تكسيها الثلوج ..
وين المروج .. وعرايش العنب ..
وايام ينهكها التعب ..
وتجلس على اطراف الدروب ..
وتقابل الصحرا جنوب ..
تعد أعواد النبات الناحله ..
في السراب ..
وين اختفى شرشاب ؟
في الليل واجساد الحطب ..
تلوى .. وتصرخ .. ويجلدها الحطب ..
يصبح كلام الليل غير ..
وترف الشفاه لكن .. يموت الطير الأول ..
ويظهر بداله طير ..
وشرشاب يرجع .. من عج الاساطير ..
وضباب القوافي ..
لا هو مريض .. ولا متعافي .. مثلنا ..
لحم .. وعظم .. وعيون ..
واسمعهم يقولون : لو هو حرير وخز ..
أحيان .. يهتز ..
مثل انعكاس الغصن ..على الما الجاري ..
وترتعش كفه .. وسط العواصف ساري ..
وما يحرك الا .. حجانه الكثه ..
تظهر .. وترشح .. اوجاعه الرثه ..
على سطح الجديد من الثياب ..
تنشب حروفه فـ الضروس .. وتنقطع انفاسه ..
ذكرى الجنايز والعروس .. تتقاسم احساسه
يرجع لنا من كل الدروب دخان ..
ومن العزايم دله .. وشظايا فنجال ..
مشوش ٍ .. كله .. كله ..
عج .. ودموع .. ومناديل ..
في الريح .. قبل الغروب بشوي ..
يطيح العج .. وتهدا الهبوب ..
( وكذبه ) .. تجلس على الساقي ..
تغسل التراب .. عن وجهها الطيب ..
وعن قلبها الباقي ..
وتناظر الشمس اللي تغيب شوي .. وشوي ..
والما يترقرق صافي .. فـ ضلوعها ..
بين ضلوعها .. وبين النخيل
وتتذكر ايام الرحيل .. وتسترجع اوقات الغياب ..
شرشاب ..
كان المصابيح في السوق .. والمدفأة في البيت
وما يحرق الكبريت .. من تبغ .. ومن عود ..
يخيط .. جناح الفراش الأبيض المحروق ..
بسلوك الرماد ..
كان الخضار .. لزرعنا .. وكان الجراد ..
(1/14476)
________________________________________
كان الوله .. وعطر المكاتيب .. ووشوشات النبات ..
يرمي الحصاة .. قبل الغدير ..
ويجني الرطب قبل اللقاح ..
ولا تطعن اطراف الرماح .. الا ما يصيب ..
كان الغريب .. اللي يعلمنا الوطن ..
( كذبه ) .. تظهر عليها الشمس من كل الجهات .. في الصيف
ما هي شمس وحده .. تقول الف شمس ونيف ..
بس الغريب .. ان ظلالها داكن ومظلم وعميق التجاويف ..
مثل صدور أهلها ..
ووقت السوالف والحكي .. اطفالها شيبان ..
وهذي عجوز ترتكي .. على ظلها ..
يوم ابتعد عنها الجدار ..
قالت وانا من هالنهار .. هارب للظل ..
الله المستعان شرشاب
اتذكره وأنا شباب ..
يعزف الرباب ..
ويحفظ قصيد بني هلال ..
ويرقص بمطرق خيزران .. وسط الحفل ..
ثوبه نظيف لو هو عتيق ..
وما في الجيوب .. ( لو بيزه ) وحده ..
يبيع الحطب .. ويشعل قناديل الدروب ..
قبل الغياب ..
ودايم تشوفه جالس لوحده ..
وفي يوم جا خطاب .. قالوا يبي ( مزنه ) ..
نقول : هذا خطيبك في الحفل .. يرقص بمطرق خيزران
الله المستعان ..
والى متى الكذبه .. يا ( كذبه ) .. والحكي في الغياب ..
وين ادفنوا ( مزنه ) .. ومتى رحل شرشاب ..
فوقي يمر غراب .. وتحتي كسر من طين ..
اطلال هالمسكين .. وملامحٍ لبيوت ..
كانت غتر وبشوت .. عطر وكحل وشيال ..
حضر الزمان وغاب .. واللي عرف شرشاب ..
ما انصف الرجال .. لكن ظلم ( كذبه ).
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لو تغيبي
لو تغيبي
رقم القصيدة : 6674
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لو تغيبي ولو رحل وجهك حبيبي
في غيابي عنك أشوفك .. وفي عذابي منك أشوفك
صدقيني ما نقص هالليل بعدك إلا قمرا
وما فقدت من النهار إلا شعاع الشمس بكرا
واجمل الناس حبيبي ..
لو تغيبي لو رحل وجهك حبيبي
تصغر الدنيا وتضيق
كلّ مافي الدنيا أعرفه إلا بيتي والطريق
أنا أحبك ذا نصيبي .. إبعدي عني وغيبي
صدقيني مانقص هالليل بعدك إلا قمرا
(1/14477)
________________________________________
ومافقدت من النهار إلا شعاع الشمس بكرا
لك ليالي ما سألتي .. ولي ليالي ما سألت
ولو دريت إنك زعلتي .. كان أفرح مازعلت
بس داري مافي قلبك إلا قلبك
واختياري إني أحبك والا أحبك
ومن عذاب الحب يكفي لو تجرّح قلب واحد
وإنتي يا حبي وضعفي لا يهمك كله واحد
لجل تتغير فصول .. ويبكي الغيم في عيوني
وتزهر جبال وسهول .. اضحكي بيّا وبدوني
وصدقيني ما نقص هالليل بعدك إلا قمرا
ومافقدت من النهار إلا شعاع الشمس بكرا
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> قمر قلبي
قمر قلبي
رقم القصيدة : 6675
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من رماد المصابيح .. اللي انطفت في الريح
جيتك أنا وقلبي ..
ومن سهاد المواويل .. وباقي قصيد الليل
جيتك قمر دربي ..
فيني تعب .. لا والله أكثر
حالي صعب .. لا والله أكثر
وكنتي الحبيبة والصديق .. واللي خذتني من الطريق
وسكنتني أهدابها ..
في قلبي شوك .. وفي عيوني شوك
شوفي أصابعك انزفت .. من كثر ما لمست جروحي وجففت .. دمعي الحزين ..
في صوتي ليل .. وفـ صمتي ليل ..
وانتي الليالي اللي حلفت ..
تشعل نجومي بالظلام اللي انطفت .. من هالسنين
فيني تعب .. لا والله أكثر
حالي صعب .. لا والله أكثر
وانتي الحبيبة والصديق .. واللي خذتني من الطريق
وسكنتني أهدابها ..
ياللي أغلى من سنيني ..
ناظريني لين تحسدني العيون ..
وان حكوا حسادي فيني ..
وقالوا انك تعشقيني ..
آه يا محلا السوالف والظنون ..
ليتهم ما يسكتون ..
ولما تسقيني الغرام ..
اسري بالنور والظلام ..
واتركي كل الكلام ..
انتي الحبيبة والصديق ..
واللي خذتني من الطريق ..
وسكنتني أهدابها ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الليل
الليل
رقم القصيدة : 6676
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الليل 00
ما هو الظلام وبس 00
ولا القمر 00 ولا النجوم 00
الليل هو هذا البحر 00
يظهر من شطوطه
لاناموا الناس 00
(1/14478)
________________________________________
وتثاوبُ الحراس 00
الليل 00
ما هو الظلام وبس 00
انا أحس 00 أحس 00
ان البحر افلاك 00
والليل بحر 00
وانت 00 وانا 00
يا صاحبي اسماك 00
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الفتاة الغايبة
الفتاة الغايبة
رقم القصيدة : 6677
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
و سلامي .. لمن سأل عني ..
أنا من أشعل .. عيون الفتاة الغايبه.. شمس بكلامي..
لين تركوني الناس .. و راحوا لضي عيونها ..
و رجعت نفسي طايبه.. أجرّ ظلّي ..
و كان لي .. ظل ثقيل .. تعلق .. بعود نحيل ..
و القلب رجل عايبه .. ترقا جبل ..
ردوا سلامي .. لمن سأل ..
يحيني الكلام .. قولي .. قولي أعرفك ..
انت من يحمل جذوع الشجر للماء.. ولنور القمر ظلما..
أنت اللي مردت القوافل .. تطلب الترحال ..
و زيّنت الشمال.. نجمه .. وعلّمت الغلام .. اسمه ..
لين انتهض .. رجال .. يحيني الكلام .. قولي ..
في بعض الكذب .. رحمه..
الوقت يمضي .. صديقتي.. والناس تمضي ..
وهالحراس باقين .. على ورق هالتين ..
والكوكب الفضي .. والبوح بالأحساس ..
تتغير الألوان .. الا السواد .. متى السواد يمضي ..
توي رفعت الأرض .. سجده .. وسبّحت له.. وحده ..
و صار الرماد .. ومضي .. و كل الذنوب .. غبار ..
و دموعي الأمطار ..
صديقتي .. يحيني الكلام .. قولي .. لمن سأل ..
أنا من اشعل عيون الفتاة الغايبه .. تيه وخجل ..
لين تركوني الناس .. و رجعت نفسي .. تايبه ..
من كل.. ما في الناس .. و كل ما فيني .. الا .. الكلام ..
أنا..الكلام يحيني .. يحيني الكلام .. قولي ..
لاجل الفتاة الغايبه .. من هالعتيم .. تعود ..
وردي سلامي لمن سأل .. ان كنت أنا موجود.. موجود..
و الحلم .. رجل عايبه .. ترقا جبل ..
و سلامي للفتاة الغايبه ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لا تسأله ناسي
لا تسأله ناسي
رقم القصيدة : 6678
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
(1/14479)
________________________________________
لا تسأله ناسي .. خله مثل ما هو
ياقلبي إحساسي .. ماهو معي هو
والله لا أمر .. صوبه لا امر
أصرخ بامر .. أبكي بامر
ما التفت .. لو هو العمر
وما ينحني راسي ..
كافي .. ترى ذل
يا خل .. ياخل
مكسور انا الخاطر
في نظرة الكل
لا تذكرني .. وجه مع الناس
لا تصبرني .. ما في الجفا إحساس
ضاع العمر .. وانت لا شمس لا ظل
والله لا أمر .. صوبه لا امر
ما التفت .. لو هو العمر
وما ينحني راسي ..
جف الكلام ..وسكت الدمع
الليلة .. با طفي الشمع
باترك ملامح .. صورتك تحت الغبار
واترك شوارع ديرتك .. لارض النهار
با نساه انا ... ما ادري متى
بالصيف يمكن .. او فـ الشتاء
والله لا أمر .. صوبه لا امر
أصرخ بامر .. أبكي بامر
ما التفت .. لو هو العمر
وما ينحني راسي ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ليلة تمرين
ليلة تمرين
رقم القصيدة : 6679
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليلة تمرين .. عطرك السافر
فضح .. وردالبساتين
وكثر الكلام ..
صحيح .. جرحت الظلام ..
بالخد.. وبنور الجبين ..
ليلة تمرين ..
يا عذبة التجريح .. شفتك بعرس الريح
والشال الذهب ..
يحجب سنا الشمس الذهب
كانت عيونك حزن ..
كانت غضب .. وكثر الكلام
ليلة تمرين ..
يا غيرة الورد ..
جرحها الكلام ..
حبيبة الورد ..
عاتبها الظلام ..
مرت بليلة برد .. وكانت دفا
عطر ودفا.. وليه الملام
يامجرحة صدر الظلام..
بالخد .. وبنور الجبين
ليلة تمرين ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> فصول ومناجل
فصول ومناجل
رقم القصيدة : 6680
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
وللكلام فصول .. ومناجل ..
قمح .. وحمامٍ زاجل ..
وقصة وله.. ونحول ..
وباقول .. باقول ..
****
مشقق الأسمال .. مغبر ..
اجيك .. مترنح ومصفر ..
بامراضي اجيك .. يالمورق الزاهي ..
ما عادبي أخضر .. وتتذكر أشباهي ..
تقول : انت فلان ؟ واهز راسي ..
(1/14480)
________________________________________
واجمع حواسي كلها .. واضحك ..
في بالي إني أضحك .. مادري عن شفاهي !!
****
وللكلام أسفار ..
أوتار .. ومعازف ..
وللكلام أسفار .. جنحان وزعانف ..
وللكلام أعمار ..
مثل الزهر .. وذبول ..
وانا بقول .. بقول ..
****
في آخر الشاهي ورق ..
وتصب لي نفسي ..
مثل الذي في بريقك المعدن ..
من الماء .. والورق ..
اتنفس الفوح ..
واستمهل البوح .. عن حالتي ..
اسكت .. لآخر قطرةٍ في بيالتي ..
ويقول لا نزل العرق .. من جبهتي بقول ..
لا .. لانت أطرافي ..
من الرحيق الدافي .. يمدي الكلام ..
يطول .. وبقول ..
****
أحاكيك ..
عن كل المدى والبيد ..
أو .. ما في الشبابيك .. من المدى والبيد ..
عن شوكةٍ في الأرض .. خلقت لإ بهامي ..
أو أرض تحت الشوك .. مرتها أيامي ..
لو أدري وش يكفيك..
كلي على شفاهي
شوك .. وعطش .. ووحول
وللكلام حمول .. وقوافل ..
وارث الزمان الغافل ..
وباب على المجهول ..
بس قلي وش يرضيك .. ؟
وأنا أقول ..
وأنا أقول..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> قبل الورق وبعد الورق
قبل الورق وبعد الورق
رقم القصيدة : 6681
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كثر النهار أشتاق و إنتي بعيده
الين أشوفك كثر ما تنبت أشجار
ومثل الرمال أحس روحي وحيده
الي أجدبت عامين ما طاحت أمطار
طال السهر والليل ينزف وريده
في صدري اهموم وهواجيس وأسرار
كل الحروف المبطية والجديده
تطري علي لاشك في شوقي احتار
قبل الورق وانتي فـ بالي قصيده
وبعد الورق ضيعت أنا كل الأشعار
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لا من غديتي شمس
لا من غديتي شمس
رقم القصيدة : 6682
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لامن غديتي شمس .. وشلون اعذلك
لابد مايظهر مع طلتك نور
ماالومهم لو لدت عيونهم لك
من ناظرك ياربة الحسن معذور
تلطفي وان كحل التيه نجلك
وتواضعي لوبك غدى الحسن مغرور
أغار لو بالزين قد ذكر مثلك
(1/14481)
________________________________________
وأغار لو غيري سبقني لك شعور
لاصار لي قلبك .. وروحك .. ووصلك
لاقافلٍ بابٍ .. ولا بانيٍٍ سور
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لا تعقد الحبل
لا تعقد الحبل
رقم القصيدة : 6683
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
شمالٍ هبت ورذرذ مطر ما به ذرى وخطار
تبي تدفا في تالي الليل والخشبان مبتله
ألا ياضيف وش جابك عسى ما جيتني دوار
مضيع والنياق اللي تدور عنها مندله
سرحت افـ خاطري ذودك ذلول وفاطرٍ وحوار
تبي تاكل ربيع المجرهده دقه وجله
ألا يا شين لو ذودك رعايا تحتميها امهار
أظنك ما تراعي للخلايق سلمٍ أو مله
ترى ضرب الفيافي ما يجي للخايف المحتار
أمانه لاتعقد الحبل ثمٍ تعجز تحله
سرت عنك المطايا .. والمطايا عينها للدار
تبي تشوف البلاد وصابها خالي الخلا بخله
ضوى همك وشبيت اف ضلوعي نار للخطار
فريت المجذوي .. قلبي دفنته قرص في المله
تعش ولا بدى نور الفجر خل الهقاوي يسار
وعوّد وان سمعت الشور لا تبعد عن الحله
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ليلي
ليلي
رقم القصيدة : 6684
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليلي مثل ليلك ... او همومنا غير
قلي صباحك مشرقه مع صباحي
إنت السما عندك... نجومه ... نواوير
ومن الفرح عجعج سناها ... وفاحي
وانا نجومي ... في الغداري مسامير
على السما ... دقت بكل النواحي
جاك الظلام .. وجاك ربع ومسايير
وجاني الظلام وكل ما احب راحي
علمي بنور الشمس ... وقت المعاذير
قال الوداع وقلت.. دربك سماحي
كان الالم.. غيثٍ فدمعي محادير
وكان الندم سيلٍ فخدي .. بطاحي
تقول خل الهم واكفخ كما الطير
عطني سما ياخوك والوي جناحي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> غريق الدمع
غريق الدمع
رقم القصيدة : 6685
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
اللي طعنّي بين الاضلاع وأدمى
هذاك ندٍ لي ونعمين فارس
(1/14482)
________________________________________
ومن ينطح الوقت الردي قلبه أعمى
كم عامرٍ خلاه بالقاع دارس
يابنت مالي قلب بالحب يرمى
كفي سهام الفاترات النواعس
الما عيوني أظهريني من الما
وأنا غريق الدمع والريق يابس
ظميان من مثلي من الناس يظما!!
وأنا على أحلى الينابيع حارس
والله يالولا فيّة عيون سلمى
ماشوف كل الناس ضاحك وعابس
من طاب لي بالنور ماني بظلما
ومن جادلي بالغيث ماني بحابس
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الغراب اللي نعق
الغراب اللي نعق
رقم القصيدة : 6686
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليت ها العين ضاقت بالحدق
قبل جدرانها بوجهك تضيق
والله اني صحيت من الأرق
راحلٍ لا مكان ولا طريق
ما سمعت الغراب اللي نعق
وين مثلي .. على مثله يفيق
منزلي في الطويل الي شهق
ومنزله قاعة الوادي السحيق
قالو الحاقد بدمك شرق
قلت ما أظنه لمدحي يطيق
كنه الشوك في ثوبي علق
يوذي الشوك ولا يقطع طريق
كثر ما الريح تعبث بالورق
وتوقد أغصانه الصفراء حريق
وكثر ما شوه العج الشفق
وقص من جيده عقود العقيق
وكثر ما صابني وأخطا التفق
لين ما أصحبت من خوفي طليق
وكثر ما نز في كفوفي العرق
من سلام على غير الصديق
اتركيني على باقي عبق
غيمة العطر من عمري العتيق
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ليله
ليله
رقم القصيدة : 6687
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليله لو باقي ليله ..
في عمري ابيه الليله ..
واسهر في ليل عيونك
وهي ليله عمر ..
يالله .. يالله ..
وش كثرانتي جميله
يالله .. يالله ..
وش كثرانا احبك
احلم .. احلم بك دايم
جنبي وانا صاحي ونايم ..
ياللي ايامي بدونك
ماهي من العمر ..
صوتك .. همسك
بيتي .. وسفري
قمرك .. شمسك
ليلي .. وفجري
وانتي ياعيوني انتي
قلبي .. انا وين ماكنتي
ياللي .. سواد عيونك
افديه العمر ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> اللوعة
اللوعة
رقم القصيدة : 6688
نوع القصيدة : عامي
(1/14483)
________________________________________
-----------------------------------
ياللي نسيت الزمن وقلوبنا تعده
كم ليلةٍ غبت والهاجوس يلعب بي
لا انت مع القلب يالغالي ولا ضده
كله سوى راحتي والا تعب قلبي
يسيل قلبي على الخدين .. وارده
خبرت قلبٍ من اللوعات ينحبي
وان قلت لا بد يبرد زادت الشده
شقيت انا منك والشكوى على ربي
يا من يغيب القمر لا من ظهر خده
الزين زينك وانا كثر الوله ذنبي
من عانق السيف لازم يجرحه خده
ومن يعشق الجمر فيه النار تشتبي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الليالي
الليالي
رقم القصيدة : 6689
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سب لي الليالي .. وامشي بعيد
سبني في حالي .. اسهر وحيد
ابعد هناك .. انت وهناك ..
حتى السعاده .. خذها معاك ..
وسبني في حالي .. سب لي الليالي ..
سبني فـ حياتي ..
اطوي حياتك ..
خليني افرق .. ذاتي وذاتك
امشي طريقي .. واطفي حريقي
والحق في عمري .. اللي فاتك
ابعد هناك .. انت وهناك ..
حتى السعاده .. خذها معاك ..
وسبني في حالي .. سب لي الليالي ..
صبري عليك .. ظلمك ليَّ ..
نسى حنان الدنيا علي َّ..
نسى ظنوني .. قسى عيوني ..
خلاها تضحك .. للأسيه ..
ندمي عليك .. ندمي عليه ..
ندمي .. وانا حبي الضحيه
طفى شموعي .. خلّف دموعي
وشمعة حياتي .. ما هي شويَّ
ابعد هناك .. انت وهناك ..
حتى السعاده خذها معاك ..
وسبني في حالي .. سب لي الليالي ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لا
لا
رقم القصيدة : 6690
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لا .. لا ..
هالكلمة المرة ..
لا .. لا ..
إسمعها مره ..
جرب هالقلب القاسي ..
حبك عذب إحساسي ..
وتسأل باشوفك بكره ..
لا ما هو هالمره ..
ارجع .. واترك لي ليلي..
تجرح قلبي .. وتشكي لي ..
نادم هذا منديلي .. وابكي .. بالمره
وتسأل باشوفك بكره ..
لا .. ما هو هالمره ..
كيف بدا القمر الباكي ..
عمري .. وردي واشواكي ..
(1/14484)
________________________________________
حبك .. أرضي وافلاكي ..
وليتك تفهمني مره ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ليتي معك دايم
ليتي معك دايم
رقم القصيدة : 6691
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليتي معك دايم .. روحي فـ هواك هايم
واخفيك مع روحي .. آمالي وجروحي
وانت السهر والليل .. وانت القمر وسهيل
وانت سبب نوحي ..
ومالي فـ هواك لايم .. ليتي معك دايم
ليتي معك خطوة .. تمشي لهواك دروب
ونسمة هوى حلوه .. تحيّي الأمل فـ قلوب
ليتي معك وارتاح .. وانسى الضنى اللي راح
واخفيك مع روحي .. آمالي وجروحي
وانت السهر والليل .. وانت القمر وسهيل
وانت سبب نوحي ..
آه .. من الهوى والليل .. فـ عيونك السودا
غربه ومالي دليل .. والخطوه معدودة
والله الزمان غلاب .. والبسمه محسوده
ونور الأمل كذاب .. والراحه مفقوده
واخفيك مع روحي .. آمالي وجروحي
وانت السهر والليل .. وانت القمر وسهيل
وانت سبب نوحي ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ليلة القمر الشحيح
ليلة القمر الشحيح
رقم القصيدة : 6692
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يوم أصيح .. كنت أهزك ..
يا نخيل الوادي ..
غصب اهزك .. مثل ريح ..
والوي أعناق الجريد ..
للقصيد .. ولبحّة الشادي ..
كانت أسراب الحمام .. تنشر فـ صوتي جناح ..
ولا بدى وجه الظلام .. تضوي فـ صمتي هديل ..
كنت أهزك .. يا نخيل ..
يا نخيل الوادي
وليلة القمر الشحيح ..
ما طاح في الساقي ..
طير على حبري رذاذ
وابتلت أوراقي ..
كانت حروف القصيده
حب .. في نخله وحيده ..
وما درت بي ..
أصيح .. أصيح ..
وانا صدري .. روض شوك ..
وخاطري طيرٍ جريح ...
وما دريتي بي ..
أقضبي لجام مهرة الشعر ..
با ترجل .. قبل اطيح ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ليلكم شمس
ليلكم شمس
رقم القصيدة : 6693
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليلكم شمس .. اتصلنا ..
اتصلنا امس ..
(1/14485)
________________________________________
ما لقينا صوتكم ..
اشتكينا اسكوتكم ..
لسكوتكم
ولمَّا ملينا الكلام .. كانت الساعه ظلام ..
قلنا .. بنحاول ننام ..
ونتصل باكر
ليلكم شمس ..اتصلنا
اتصلنا اليوم
جاوبتنا داركم
اشتكينا اعذاركم ..
لا عذاركم ..
ولمَّا ملينا العتب .. كانت الساعه تعب
قلنا لو ننسى الغضب ..
ونتصل باكر ..
ان لقيناكم عسى .. وان هجرتونا عسى ..
بنغسل اجروح المسا..
بالمسا..
حنا ملينا الصبر .. كانت الساعه عمر
اقبلو منا العذر ..
لكل شي آخر
لكل شي آخر
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لحظة وداع
لحظة وداع
رقم القصيدة : 6694
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عيني عن النوم جزاعه
وكثر الهواجيس قزّني
وأشبح متى عقرب الساعة
يطوي ظلام الكدر عني
قلبي زوال الرجا راعه
ما ارتاح يوم ابعدوا مني
وقفت انا لحظة وداعه
أبكي .. وأنا ضاحك سني
مسكين من صاحبه باعه
وعيّن لياليه يشرني
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لا تناظرين بعيد
لا تناظرين بعيد
رقم القصيدة : 6695
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
تعبت اناظر فوق ..
واتعلق بشوفي ..
تحتي الثرى مشقوق ..
وهمك على كتوفي ..
ولاتناظرين بعيد ..
وبلادي في عيونك
توي قطعت البيد ..
لرضاك .. وبدونك ..
ماعاد فيني اعروق ..
ودمي على سيوفي ..
لاتمطريني ورد ..
مشقوقه كفوفي ..
مثل الثرى .. والقلب ..
قمح ونخل محروق ..
وجدراني حروفي ..
تعبت اناظر فوق ..
تحتي الثرى مشقوق ..
قمح ونخل محروق ..
ماعاد فيني عروق ..
ماتنزلي لخوفي ..؟
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لاوالذي سواك
لاوالذي سواك
رقم القصيدة : 6696
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لا والذي سواك ما اريد سلواك
ما أخبر به نفسٍ تمنت قدرها
وكان التفرق يا ادعج العين عناك
أنا الذي روحي عذابه صهرها
والله لو ما اعي .. نفسي برجواك
واجزم وَكاد إنه يهمك خبرها
(1/14486)
________________________________________
لأطفي شعاع العمر .. لا غيّب ضياك
عميت عيونٍ ما يطولك نظرها
أغلي حياتي .. من ثواني بها ألقاك
لولاك ما تسوى حياتي كدرها
ودنيا خلت من صافي الود وياك
يا عل تكسف شمسها مع قمرها
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> كل ما دعاني الشوق
كل ما دعاني الشوق
رقم القصيدة : 6697
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كل ما دعاني الشوق للقلب الأول
القى مكان القلب في الصدر تنهيد
وطيوف ذكرى في الحنايا تجول
تجمع صور وأوراق من باقي العيد
مدري سبقني الوقت والا تحول
أخلف ربيعي وادهرن المواعيد
أو هو الصبا .. نجمٍ رقى ثم حول
غاب وسما وجهي مشيب وتجاعيد
أحبابنا ليت الذي راح طول
وليت الذي باقي لما فات تجديد
انتم مثل قلبٍ عرفته امنول
وأصبح مكان القلب في الصدر تنهيد
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> فم الجروح
فم الجروح
رقم القصيدة : 6698
-----------------------------------
فم الجروح ..
نوافذ البوح ..
هذي الثقوب في الصارخ الحي ..
نوافير من ضي ..
وجدار ..
املاها بحديث النار ..
واكسرها على اقدام الاماني ..
مره أغاني ..
ومرها .. كلامٍٍ جارح ..
وهذا القصيد ..اللي كتبت البارح ..
اليوم .. انفاس الصباح ..
تلفح جروحي ..
آه .. ياصبحٍٍ لمحت في عتمته روحي ..
طفلةٍ تصدح على خشب المسارح ..
ياصوتها الغاضب المقطوع ..
بعض السواد .. شموع ..
ومحدٍ درى وش قلتي ..
خانتني الجوارح ..
مثل القصيد اللي كتبت البارح ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ليل البعاد
ليل البعاد
رقم القصيدة : 6699
-----------------------------------
ما أطولك ليل ...
ليل البعاد .. والإنتظار ..
ما اطولك ليل ...
سارق من عيون النهار ...
ناسي زمانك ...
زمانك .. يا شجوني ...
عارف مكانك ..
مكانك.. في عيوني ...
يا ليل .. يا ليل ..
يا ليل أنا ربعي هناك ...
وداري ورا الدمعه .. وراك ...
الله على شمس الأصيل ..
(1/14487)
________________________________________
من ضيها مثل الذهب ..
الله على سمرا تقول ..
الى متى الفرقا .. تطول ..
في صوتها .. شوق وعتب ..
ما أطولك ليل .. ما اطولك ..
طال .. طال بي وجد ..
قلبي يا هواي ..
يا دفا نجد ..
في عيون الصبايا ..
ليتني نسمه .. على عالي عسير ..
أو على جده .. على الشط الحرير ..
ليتني نفحة أريج .. عطرت ريح الشمال ..
يا ليتني موجة خليج .. ترتمي فوق الرمال ..
ما أطولك ليل ... ما اطولك ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> لاتنساني
لاتنساني
رقم القصيدة : 6700
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
خريف ..
اوراقك الصفرا .. خريف ..
والضحكة الصفرا .. خريف ..
ملت .. مواعيد الوله ..
قلبك دله ..
وقف .. النزيف ..
وش عاد .. لو تكذب علي ..
إكذب علي ..
ما عاد .. فرحني غزل ..
ما عاد .. عذبني امل ..
ياحب ناداك الرحيل .. رد الندا ..
إخترت عن عيني بديل .. وكان المدى ..
أعطيك .. وش عندي قليل ..
صرخة .. وصدى ..
اللي بيدي إني اذوب ..
واشتاق لك .. طيف وصور
ولو هو بيدي .. امحي الدروب ..
والغي المواني والسفر ..
وآه من السنين .. يا حبيبي ..
من اللي ما ينسى مين ..
واللي يعيش ينسى ..
ومر الزمن ليلة ..
ليله .. بعد ليله ..
اسهر .. وانادي له ..
وأحيا على .. باقي عطر..
فـ أطراف منديله ...
ويلاه ... يا ويلاه ..
قلبي أنا ويلاه .. أسهر أنادي له ..
وامر شباكه عسى .. تضوي قناديله
يا حبي اللي ذاب ...
ما للزمن أصحاب ..
صدقني ما أدري لمتى ..
إنت وانا أحباب ..
وآه من السنين
لا تنساني .. هذا الكلام اللي بقول ..
لجل المطر .. لجل الفصول ..
لا تنساني ....
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> قادر الله
قادر الله
رقم القصيدة : 6701
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قادر الله .. قادر الله ..
يالغضي ..قادر الله
نلتقي فـ وسط الطريق ..
خطوة مني ..وخطوه منك
شارع الفرقه .. يضيق
قادر الله ..
(1/14488)
________________________________________
والمحبه .. هي من الله
حطها وسط القلوب ..
قلب يتهنى بشبابه ..
وقلب يتعذب يذوب ..
قادر الله .. قادر الله ..
لا .. ولا ياابو سن ضاحك ..
منك ما شفنا عبوس ..
ما تعودنا نشوفك ..
إلا بهجه للنفوس ..
قادر الله .. قادر الله ..
ليتني وانت في جزيرة ..
ما يجيها غيرنا ...
حولنا بحورٍ غزيره ..
نقضي فيها عمرنا ..
قادر الله .. قادر الله..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ظما الشمس
ظما الشمس
رقم القصيدة : 6702
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الله يعلم إني حاولت .. حاولت
أسند على كفي السما .. وأناظر الشمس
أشرب عن عيونك ظما
أشرب ظما الشمس
وقلتي عسى ... جفنك عسى مايحترق
حاولت ماأغمض عيوني
حاولت أنا .. ما نفترق
..آه لو تدرين لوتدرين
لاعوّد العاشق حزين
يمشي على جفن وجبين
عزاه يالقلب الشجاع
ضاع الأمل .. وما لك عذر
من لمست عيوني الشعاع
زندي أنثنى .. ورمحي أنكسر
إن لمسني حزنك الطاغي
بغطي وجهي الوجل بيدي
وجرحيني .. جرحي .. جرحي
ثم ابعدي
ريحي الصمت بكلام
آه .. لو كلمة ملام
إرجعي تحت الظلام .. عوَّدي
في سنا القلب اللي توه يحترق
غمضت أنا عيوني
غمضت أنا عيوني
ياإنت بنفترق
والله يعلم .. إني حاولت
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عض النواجذ
عض النواجذ
رقم القصيدة : 6703
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أقوم بجبالٍ ولا أقيم في سفح
لو أطعموا لحمي لعوج المخالب
يابنت مابه ذنب يصعب على الصفح
كود الهوان وعيش سحم الثعالب
لاوالذي كرّم جديلك عن النفح
العز ماهو بين شاري وجالب
الله خلقنا .. تلفح وجيهينا لفح
حر السمايم في عزيز المطالب
سوى رضينا أوطفح كيلنا طفح
عض النواجذ طبع والطبع غالب
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عطني المحبه
عطني المحبه
رقم القصيدة : 6704
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عطني المحبة ..
(1/14489)
________________________________________
كل المحبة .. عطني الحياه..
عطني وجودي ..
ابغى وجودي .. أعرف مداه
املا شعوري .. بالحب مره
ابغى هواكم.. حلوه ومره
وأغلى الأماني .. عاشت في غربه
ياعمر ثاني .. عطني المحبه
عطني في ليل الياس شمعه ..
وبسمة نهار..
عطني في ضياع العمر دمعه..
وسكة ودار ..
واعطيك أمل في الحب غالي ..
يصعب على غدر الليالي ..
وأغلى الأماني .. عاشت في غربه
ياعمر ثاني .. عطني المحبه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عاشق هالزمان
عاشق هالزمان
رقم القصيدة : 6705
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لا انت حارس للنجوم .. ولا انت غارس للقمر
وما انت حابس للسموم .. ولا انت حاسس بالمطر
شايلٍٍ هم التراب .. وشايلٍ هم السما
وانت يغويك السراب .. وانت يقتلك الظما
تحمل هموم وهموم
وانت في الآخر بشر
***
لا انت فارس هالرمال .. ولا نوارس هالبحر
أعظم حروبك خيال .. واقصر دروبك سفر
شايلٍ هم الصديق .. وشايلٍ هم العدا
ليه تمشي والطريق .. كل ما خلص .. بدا
وليت به شيٍ يدوم
وانت في الآخر بشر
***
لا انت عاشق هالزمان .. ولا مشانق هالزهر
انت تحتاج الأمان .. لو تعانق لك حجر
شايلٍ هم الغياب .. وشايلٍ هم اللقا
كافي ضيعت الشباب .. لا يضيع اللي بقى
ما لأوهامك لزوم
وانت في الآخر بشر
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ظماي انت
ظماي انت
رقم القصيدة : 6706
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ظماي انت .. ومن يعشق ضماه غيري
جروحي انت .. ومن يكره دواه
اسقني لو ما ارتويت .. داوني لو ما شكيت
ماهقيت اني اعطش .. في حياتي لغيرك انت
مادريت ان مابه أغلى منك ..الا انت
ما تصور ان عيني مره تغفى وما اشوفك
ما تصور لو يطول الصمت ما اسمع حروفك
تدري احساسي بخوفي هو أماني
لما تسأل عني ليله عن مكاني
ما تصور كيف تحرقني الثواني
شمعه في ليل انتظارك..!
ياللي يسبقني زماني .. من عطش .. ليلي ونهاري
(1/14490)
________________________________________
عطني موعد .. وانسى موعد
بس لا... تهجر وتبعد
يا ظما قلبي لقلبي .. وغربة اعيوني عن عيوني
وينك انت
ياترى الليله في صدري
لا ..
في جفني
لا ..
في الشعور اللي خطفني
اه ... لو تدري بشوقي
آه ... .يا ظما الدنيا بعروقي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> على النوى
على النوى
رقم القصيدة : 6707
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
على النوى علمي .. بهم هجعة الليل
نجل العيون من البكا كحلها سال
واليوم غير الياس.. قل المراسيل
يا من يطمّني عسى ليلهم طال
الله على اللي ما صفط لي غرابيل
لاشك شرع الحب همٍ وغربال
قفّى ولي في حجر عينه تعاليل
تقول يا ذا البعد نجزيك بوصال
وتعلقت روح الليالي المقابيل
و يا عنك ما يامن من الوقت رجّال
لا ما علي لو دمع عيني هماليل
الموت دمع القلب لا صار همّال
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ضيعت الدليل
ضيعت الدليل
رقم القصيدة : 6708
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كل ما أقفيت . . ناداني تعال
وكل ما أقبلت عزّم بالرحيل
وكل ما أجنبت واعدني شمال
يا أهل الحب ضيعت الدليل
الحقيقة غدت مثل الخيال
هو عدوّي . . وهو أغلى خليل
شفت أنا الظلم من بعض الدلال
يجرح القلب لو كانه جميل
أشهد إن الهوى ما به عدال
هو خلي . . وأنا قلبي عليل
وكل ما قلت له يا ابن الحلال
المحبة عطا . . وانت بخيل
التفت لي وهو عجل وقال
لذة الحب في الشي القليل
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> طيف
طيف
رقم القصيدة : 6709
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
نامت الشمس .. واستيقظ عناي
حال دون الكرى طيفٍ ضوى
ساعة أقبل نطحته من عماي
وصحت يا سيدي .. طال النوى
أحسب إنك معي ليتك معاي
يوم ضميت بيديني الهوى
يا بعيدٍ عليه انزف دماي
لاقضى الصبر .. ولا الشوق ارتوى
نبتة الدم .. تورق في حشاي
من سببها ترى حالي ذوى
وين أنادي ومين يسمع نداي
(1/14491)
________________________________________
صرختي فيك .. وسكوتي سوى
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> العمر أحبك
العمر أحبك
رقم القصيدة : 6710
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لليل احبك مابقى في السما نور
والى ضواني الليل .. للصبح أحبك
واللحظة اللي كلها عند وغرور
أشوف قبري بين عينك .. وقلبك
في صدري سراجٍٍ حزينٍٍ .. ومكسور
رغم المطر والريح .. شلته في دربك
والله مابه غير لوعاتي قصور
وخوفي عليك الله ربي وربك
ما بي جهد ابني على صمتك جسور
لا حيرتني أسباب سلمك وحربك
العمر أحبك .. مابقى فيني شعور
والى جفاني العمر .. وشلون أحبك
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ظل وطباشير
ظل وطباشير
رقم القصيدة : 6711
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
اشاره .. تعقد الحاجب
نوقف طوابير
الليل في الشارع ..
ظل .. وطباشير ..
ووجيهنا لوح
اشاره .. نعقد الحاجب
توقف نوافير .. النور ..
وتجري نوافير ..
ويدور .. الشريط يدور
وسيارةٍ قبل الأخير
اتعيد نفس الأغنية ..
نفس الأغنية ..
ويمر الوقت ثقيل .. ثقيل ..
على القليل .. من الجلد ..
اعد حبات العرق .. في جبهتي ..
وفي مرايتي .. يصرخ ولد
وينعس كبير ..
وسيارةٍ قبل الأخير ..
اتعيد نفس الأغنية ..
نفس الأغنية ..
يصرخ نفير ..
اشارة تطلق الحاجب
وحبلٍ يلين ..
اطلق يدي .. من الشعور ..
اني سجين ..
اشارةٍ تطلق الحاجب
وتركض نوافير .. النور
آه .. السؤال ..
دربي شمال .. والا يمين ..
شمال .. يمين
انا وين اروح .. وين اروح ..
ظل .. وطباشير ..
ووجيهنا لوح ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> العشره الحلوه
العشره الحلوه
رقم القصيدة : 6712
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
العشره الحلوه .. على الراس والعين ..
أحلى الليالي .. اللي مضت .. لكن مضت ..
ويش رايك في هالحين ..
دايم .. تذكرني .. اللي فات ..
كل الحياة ماضي بعيد ..
(1/14492)
________________________________________
باكر تراه .. يومٍ جديد ..
أحلى الليالي .. اللي مضت .. لكن مضت ..
ويش رايك في هالحين ..
بالله .. لا تخلي الوفا .. يصبح صبر ..
لا تختصر .. كل العمر ..
وتعيش امل .. عطني عمر ..
أحلى الليالي .. اللي مضت .. لكن مضت ..
ويش رايك في هالحين ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الظما عشق
الظما عشق
رقم القصيدة : 6713
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
كل ما حث الخطى .. ينبت
الطلح في عيوني
تبني الرمال رمال
كل ما حث الخطى .. يولد
من رحم السراب جبال
أثر الظما عشق
وردت يا بير السما
الشمس دلوي والشعاع حبال
أثر الظما عشق
يا ربعي الخالي
وأثر الأماني جمال
ترعى عشب بالي
والشمس ترس نحاس
وأثر الشعاع نصال
وراعي الهوى خيال
يفكها من الياس
واحث الخطى .. ينبت
الطلح في عيوني
تبني الرمال رمال
يكبر الطلح في عيوني
ويغيب ..
يسيل من تحت القدم
رغم الجفاف .. شعيب
اقطع تجاعيد السهال
بسيف الظلال ..
ويشرق سواد بيوتكم
في ( مرو ) التلال
وغيم الخريف
البرق له وميض .. ورفيف
يشرب الطلح في عيوني
وتسقي الرمال رمال
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> صداقة بالنظر
صداقة بالنظر
رقم القصيدة : 6714
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
علمتني .. أعقد صداقة بالنظر
مع ساعتي .. قبل اللقا ...
وكيف الثواني ما تمر ..
والشمس .. ما تنوي المغيب ..
علمتني .. إن الحبيب .. دايم حبيب
مهما هجر ..
سيل الظلام ..
يملى الشوارع ليل ..
ولا جيت أنام ..
أرخي الستاير .. عن شعاع ..
عن صوت .. وأقفل بابنا ..
يدخل قمر أحبابنا .. مدري أنا من وين
ساكن قمر أحبابنا .. بين الهدب والعين ..
أرجع أناظر ساعتي .. واللي مضالي من السهر ..
علمتني .. إن الحبيب .. دايم حبيب ..
مهما هجر ..
ياللي عيوني مرايتك ..
وفي كتاب دمعي حكايتك..
ما اظن تنساني أنا ..
وجهي تركته في ساعتك
لا .. تخون وداعتك
(1/14493)
________________________________________
تذكرني في ليل .. وفـ سهر .. وفـ حلم
تذكرني في بيت من شعر .. أو اسم ..
علمتني .. إن الحبيب .. دايم حبيب ..
مهما هجر ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عيون الليل
عيون الليل
رقم القصيدة : 6715
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عيونك لاتوريها .. لغيري لاتوريها ..
عيونك لي .. ولو أقدر ..
عيونك عنك أداريها ..
أنا لو بعت نظراتك.. ابيع العمر واشريها
عيون الليل .. انا بالحيل
أحب أسهر لياليها ..
وأحب أبكي .. وهي تبكي ..
وأفرح للفرح فيها ..
حبيبي لو ضمنت اليوم ..
أعيش الشك في باكر ..
يجي مستقبل الايام ..
يغير في هوى الحاضر ..
يغيرك الزمن بعدي .. تعلم طبعه الغادر ..
أخاف عيون مايدرون ..
وش اللي يجرح الخاطر ..
وعيونك آه .. لو يدرون ..
حياتي فيها للآخر ..
عيونك لاتوريها لغيري ..لاتوريها ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الصاحب
الصاحب
رقم القصيدة : 6716
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا صاحبي .. والليالي سود
يا صاحبي .. والزمن صافي
اللي إلى احتجت له موجود
واللي إلى من وعد يافي
ما هو على المرجلة محدود
تقول مكتوف بكتافي
ما جور ياللي رقيت إسنود
عرض الجبل .. وانيٍ حافي
يوم الردى مسكنه فـ .. لحود
مسكنك في راس مشرافي
والله لوفي التحرص زود
كان العمر ما نقص .. وافي
وليت الرخا لا اجتمع والجود
تقاسمه شهم .. وسنافي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عقد وشوار
عقد وشوار
رقم القصيدة : 6717
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لا شاري عقدِ ولا مهدي سوار
لا تلحقي نفسك هموم وحسايف
تريثيي يا قرة العين مقدار
ما تشرب عروق القصيد الوصايف
لا من قدحت الشعر وشبيت لك نار
نارِ على روس الهضاب النوايف
يطرب لها الساري ويسري بها الطار
وتزهر بها عقب المحول الشفايف
باهديك أنا عمر ولاكل الأعمار
(1/14494)
________________________________________
يفنى القلم قبله وتفنى الصحايف
قصيدة تولد ورى باب وجدار
سر الضلوع المرهفات النحايف
وإلى أصبحت طارت على متن الأسفار
وغنت بها قبل النفود الصحايف
غيبي وشيبي وإتركي كل ما صار
يبقى جمالك في قصيدي طرايف
وخلي الكواكب من سنا نورك تغار
ولا تلحقي نفسك هموم وحسايف
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> العين مشتاقه
العين مشتاقه
رقم القصيدة : 6718
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا عاذلي .. ما تشوف العين مشتاقة
لولا الحيا جاوبتك بدمعها الصافي
عطني جلد .. كان تنخاني على فراقه
ودي الي من تركته ما أشبح خلافي
لاح الجبين .. وجذبني نوض براقه
حيثه ربيعي .. وورد الخد مصيافي
والغصن لولا المطر ما أخضرت أوراقه
يا كيف عشب الوسم يترك وينعافي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> صرخة بلا فم
صرخة بلا فم
رقم القصيدة : 6719
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قالت قصيدك ليل .. سودٍ معانيه
رويانةٍ بالدمع ... وامدادها دم
الى متى يا شاعر الهم تخفيه
والى متى .. تحنى ضلوعك على هم
قلت البكا .. صعبٍ عليه وأنا بيه
لا واهني اللي بكى وما تندم
لي عبرةٍ يلعب بها الحزن والتيه
ولي صرخةٍ .. واتعبت ابلقى لها فم
لا ما كتبت الشعر .. لحدٍ بسليه
ولانيب مداحٍ .. ولا باترنم
احساس لابيعه ولانيب شاريه
مرٍ يجي شهدٍ ومرات علقم
الى لمحتي دم جوفي .. افـ خليه
علىالورق .. لا صار روحك تالم
قلت الشعر يوم إن لي .. راحةٍ فيه
وحزين أنا .. إلى متى .. الله يعلم
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عز الكلام
عز الكلام
رقم القصيدة : 6720
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عز الكلام ..
عز البكا والإبتسام ..
عز العتاب ويا العذاب ..
حتى الندم ذاب والأمل أصبح عدم ..
لما خلت كل الدروب ..
لما إنطوت .. شمس الغروب ..
وضيع معاه قصة هوى ..
وعز الهوى حتى على أهل الهوى
(1/14495)
________________________________________
عزت على عينه الدموع .. عند الوداع
سلم يإيده للهوى .. سلم وضاع ..
تحت الليالي ضاع وانتهيت .. يا حب غالي ..
وضيع معاه قصة هوى ..
وعز الهوى حتى على أهل الهوى ..
ياما إبتسامه عاشت زمان ..
في عيون حبيبي .. ذبلت في يوم ..
وياما الملامه .. قست حنان ..
في قلب خايف .. جرحه يهون
وياما الهوى عذب كثير ..
لكن بقي فرحه كبير
إلا حبيبي .. عزت عليه ..
دمعة وداع تملا عينيه ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> طريقنا واحد
طريقنا واحد
رقم القصيدة : 6721
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
طريقنا واحد ..
امشيه .. معي ..
أحباب .. كانك تبين ..
أصحاب .. اللي تبين ..
يكفي متى .. ما توصلين
تتذكرين ..
إنك حزينه .. وانا حزين
كافي كلام ..
مابي .. وعد ..
أو التزام ..
طريقنا يمحي الظلام
نمشي مسافات الرجوع
ودرب الهوى كله خضوع
ارمي الجرايد والهموم
لا تجبري عيونك تنوم
لا واسمعي همس النجوم
وهم الوداع .. وكثر الحنين
وكافي كلام .. مابي وعد
أو .. التزام
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الضي النحيل
الضي النحيل
رقم القصيدة : 6722
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
دايم يذكرني النخيل .. غير الطفولة والرياض ..
وصوت السواقي والهديل .. مواجع الضي النحيل ..
على وجنتك ..
كان الظلام .. والله كثير ..
وما ادري وش اللي وهقه ..
واختار خدك فـ الأخير .. وشعاع خدك شققه
دايم يذكرني النخيل .. غير الطفولة والرياض ..
وصوت السواقي والهديل .. مواجع الضي النحيل ..
على وجنتك ..
نجدية الضي والعتم .. ما بين راسك والقدم ..
لي مجد .. لي مي .. ورطب .. وسنابل الياس والغضب ..
ولي مواعيد النخيل .. اللي مضت ..
وحكاية الضي النحيل مع وجنتك ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> العطش
العطش
رقم القصيدة : 6723
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
(1/14496)
________________________________________
آه ..يا العطش
جفت اشفاهي
وصوتي الواهي ارتعش
لو حبيبي ما .. ما سقاني الما
لو شربت أظما لحبيبي .. وللعطش
يا سموم القيظ ..جفت عروقي
تحتي الرمضا..واللهب فوقي
والعطش شوقي .. وشوقي للعطش
اسقني عيونكحبيبي .. أو أموت
ما ابي رمشك نعش
يا وسامي الحب ..امطري في القلب
الزهر والعشب ..قلبي يا مطر
الظما .. والجوع .. بعدك .. والدهر
لو حبيبي ما .. ما سقاني الما
لو شربت أظما لحبيبي .. وللعطش
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ضي عيني
ضي عيني
رقم القصيدة : 6724
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ضي عيني ..
يا ضي عيني انت ..
زدني هوى لا هنت ..
وزدني وله لا هنت ..
يا شيب عيني من غيابك..
اسأل علي ..
يا ليتني سورك وبابك..
وتدخل علي
وافرح بعد..
لو كنت.. ضي عيني
يا ضي عيني انت..
البارحه.. جو من سفرغياب
وما خانهم ليل و قمر و احباب
غابوا سنه..
وما كنهم غابوا حبيبي
وانا لي انا..
ينساني وانا جنبه حبيبي ..
يا شيب عيني من غيابك ..
اسال علي ..
يا ليتني سورك وبابك ..
وتدخل علي ..
وافرح بعد..
او كنت ضي عيني
يا ضي عيني انت ..
عاشق ولو قلبك صخر واهواك
ومحتاج مع عمري عمر وانساك
لو هو بيدي..
خذتك ولو تزعل حبيبي..
غصب على الدنيا وعلى الناس..
وحبيبي ..
يا شيب عيني من غيابك..
اسال علي ..
يا ليتني سورك وبابك ..
وتدخل علي ..
وافرح بعد ..
لو كنت ضي عيني ..
يا ضي عيني انت ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عيونك والعتيم
عيونك والعتيم
رقم القصيدة : 6725
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
إنتى عيونك والعتيم .. سبحان رب خالقه
قصيدة لشاعر قديم .. عاشق وماحد صدقه
ومن كثر ما غبتي عليه .. جمع قصيدة وشققه
إنتى عيونك سالفه .. سمعتها ليلة سفر
واثنين مروا بعاصفه .. وضيعوا نجمة وقمر
ومن يومها كثر الظلام .. وراح السحاب وبارقه
إنتي عيونك هالمدى .. بحر وطيور مهاجرة
(1/14497)
________________________________________
تركت في شطه صدى .. صوتٍ تجرح آخره
ليتك سمعتي صرختي .. بالحيل كانت صادقه
إنتى عيونك نجمتين .. ضي ٍ ورا ضي ٍ يعود
ويادوب غابوا ليلتين .. خلو شموس الكون سود
رحتي ولا ظنك تجين
وين الوعد يامفارقه
إنتى عيونك والعتيم .. سبحان رب خالقه
قصيدة لشاعر قديم .. عاشق وماحد صدقه
ومن كثر ما غبتي عليه .. جمع قصيدة وشققه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عبرة الحبر
عبرة الحبر
رقم القصيدة : 6726
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أبا اتنفس دام لي بالنفس حق
ياللي قصيدي فيك من حر الأنفاس
والله يالولا عبرة الحبر الأزرق
دمعٍ نثرته من عذابي بقرطاس
لاأقول أحبك .. لين بدموعي اشرق
وقبل الصديق يحس بي نايد الناس
إلى متى .. وصلك من العمر يسرق
دونك ودون الوصل .. بابٍ وحراس
أنا فـ جبيني الشمس تظمى .. وتعرق
وانته بشوب القيظ .. ريٍ ونسناس
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عظم وغضاريف
عظم وغضاريف
رقم القصيدة : 6727
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
في دربكم يا راحلينٍ ٍ مناكيف
تالي ليالي القيظ وأول خريفه
ردّوا سلام أهل القلوب المواليف
على الوليف اللي نشد عن وليفه
ردّوه لعذوق النخيل المهانيف
وعلى القصور اللي بوادي حنيفه
دارٍٍ لها بالقلب عشق وتكاليف
ياعل عينٍٍ ماهوتها كفيفه
طبنا وشبنا وأتعبتنا المشاريف
والمرقب العالي هبوبه عنيفه
يا واردين العد .. كفّوا المغاريف
اللي بقى دمعٍ هماجٍٍ ذريفه
والله لو دمّي يغيث الملاهيف
قطعت عرقي لين يصفى نزيفه
ويا حظ من لا عرف منهو ولا شيف
إن طاب ..يحمد وإن تردّى .. بكيفه
وحنا ورثنا العز عظم وغضاريف
لا ما ورثنا العز تاج وقطيفة
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> صياح الباب
صياح الباب
رقم القصيدة : 6728
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
صياح الباب يكفي لا ظهرت وبكتم صياحي
(1/14498)
________________________________________
لك الله لو تبيني اصرخ حبيبي لا تهج الباب
تكلم واحرق بنار العتب طيني والواحي
عيوني لك مرايا لو تبي وافتح ضلوعي كتاب
وان مات الحكي ما عاد ينفع ضحكي ونواحي
يقولون الذي كاره يلاقي للفراق اسباب
حبيبي والوداع نعاس نجم والجفن صاحي
واحلام الرماد ولفتة تملي الدروب غياب
امانة لو عشقت في يوم غيري تذكر جراحي
ولا تترك حبيبك ما بقى للعاشقين عتاب
مفارق والذي يخليك لحظة بطفي مصباحي
تعرى الدمع ساعدني البسه الظلام ثياب
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ظامي هوى
ظامي هوى
رقم القصيدة : 6729
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ما أقول أنا لبيه .. وما أقول سمّى
ياعيونه اللي ما صفت لي وتكدّرت
يا صاحبي بكفيك مدحي وذمّي
كان الجفا تقصير يا زين قصرت
يا من نثر برماح الأهداب دمي
لو للجروح ضماد وصلٍ تصبّرت
لا شك ما انته يا دعج العين يمّي
لا والذي اطغاك زين وَتكَبّرت
ظامي هوى وشربت من فيض همّي
ويوم ارتوت روحي من الدمع صدرت
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عطش قلبي
عطش قلبي
رقم القصيدة : 6730
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أرفض .. المسافة
والسور .. والباب والحارس ..
آه أنا الجالس ورى ظهر النهار ..
ينفض أغبار .. ذكرى
أرفض .. يكون الإنتظار .. بكرا
أبسقي ..عطش قلبي اليابس..
على اشفاهي ..
بقول أحبك ..
أرفض إني أموت في قلبك
مادرى بموتي أحد .. حتى أنا
أرفض الصورة .. على الرف البعيد
وجهك المحبوس في ورق وحديد
أرفض احساس الحبر
وجرح سكين السطر ..
أرفض الليل ..الحصار
حبنا خلف الجدار
آه أنا الجالس ورى ظهر النهار ..
أنفض أغبار ذكرى
أرفض يكون الإنتظار .. بكرا
مثل البكا .. حبيبتي تحتاجني ..تحت الظلام ..
ومثل الفرح .. حبيبتي أحتاجها .. وسط الزحام
الحب علمها السكوت ..
والحب علمني الكلام ..
أرفض الصمت .. الحوار
بيننا .. خلف الجدار..
أبسقي عطش قلبي اليابس ..
(1/14499)
________________________________________
على شفاهي .. بقول أحبك ..
أرفض إني أموت .. أموت في قلبك
مادري بموتي أحد .. حتى أنا
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> العشق
العشق
رقم القصيدة : 6731
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
العشق .. هو خال .. وزمام ..
والا العيون اللي .. محاجرها ظلام ..
وقبل السلام .. وبعد السلام ..
يابنت أنا أحبك .. والسلام ..
واناظرك وانتي بشعرك تلعبي .. باصابعك كل الحديث اللي أبي
ما تعبت ليلي أناظرك .. ومااظنك إنتي بتتعبي
با بنت أنا أحبك .. والسلام ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> صوت العظام
صوت العظام
رقم القصيدة : 6732
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لو هو غضب بيحت ما ضم جوفي
من الغثا واظهرت عقب االعقل جهل
ولو هو الم ما طال عندك وقوفي
ولا جيت أبا اسمع قصة الذيب والحمل
ولو هو ندم كسرت .. باقي سيوفي
على دروب الوصل ومفارق الشمل
صوت العظام اللي تكسر حروفي
مابه كلامٍ تنطقه شفتي سهل
إن جيت امش الدمع تبكي كفوفي
وإن جيت أقول الشهد يوذيني النحل
الحمل ماهو اللي تشيله كتوفي
الموت لا صارت كتوفي هي الحمل
ومن قال باكر .. قلت باكر حتوفي
والباقي إنشد عنه ضراية الرمل
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الطير
الطير
رقم القصيدة : 6733
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
واطيري اللي زودوا فيه الأثمان
اشعل ظهر والصدر يجهر شعاعه
لو له شبيه في الملى هو غزالان
راجي عل زينه يزود بشجاعه
خذته ولاني يا هل الطير ندمان
من عادتي ما نيب اسوم البضاعه
الى ركز في مجلسي طير حوران
وتجمعوا عندي كثير الجماعه
وشلته على كفي كثير الغثا هان
عندي غدى للهم مثل المناعه
لا صرت فيما تطلب النفس بلشان
اترك طمان القاع وارقا برفاعه
وباكر تصاريفه على عالي الشان
من يضمن الدنيا ولو ربع ساعه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ظنك أحد طار
(1/14500)
________________________________________
ظنك أحد طار
رقم القصيدة : 6734
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
وما قد لمست بأصبعي .. جمرٍ .. و في بالي أحترق ..
ولا دخلت البحر وأكفاني معي.. ودي عن أنفاسي افترق ..
لكن لمحت الموت .. مره .. يمكن مرتين ..
وما كان هالقاسي .. الحزين ..
سمعت له صوت..أنا مرني الموت..مثل طير.. و دعاني ..
أدعي معي .. والا اخشعي ..
و ما هي ترى مرثيتي .. لا تجزعي ..
ليتي شجاع .. الى هالحد .. والا صدوق .. الى هالحد ..
البارحه .. والريح تحمل رملها ..
و اللي عطا .. هالأرض .. ذكرى .. من بقايا اهلها..
عطاني من بعض القبور.. تراب ..
و من كل غايب .. جلد .. وكفن .. وعتاب ..
كانوا قراب .. الى هالحد ..
وذكروني .. لو الذنوب تعد .. وش كثر أنا شايب..
الطير مرّ ومرّ .. وما لمحناه ..
و لا دعانا .. بيت قصرانا .. به بكى ..
ظنك أحد .. طار !! ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عود الليل
عود الليل
رقم القصيدة : 6735
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عوّد الليل .. اوقد سراجك
واحبس الليل .. واطلق حجاجك ..
احبس هموم الغرام ..
واطلق البسمة .. سلام ..
إن شكى العاشق يلام ..
رحت يابدر التمام ..
عوّد الليل
فـ الضحى .. شدوا الركاب ..
وابحروا .. يم السراب ..
كانت عيونه حبيبي .. شمس .. وعيوني سحاب
وآه يا سهيل اليماني .. شدوا البدو بأماني
ليتهم ردوا الركايب .. وربعوا بين المحاني
أوقدوا فـ النار .. نار
ما ورا ليلي .. نهار
من خذا فجرك حبيبي ..
ومن ترك لي .. الانتظار
آه يا رمل وهبايب ..
تدفن جروح الحبايب
يا ترى لو مر عام
يرجع الفجر اللي غايب
احبس هموم الغرام ..
اطلق البسمة سلام ..
إن شكى العاشق يلام ..
رحت يابدر التمام ..
وعوّد الليل
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> صعب السؤال
صعب السؤال
رقم القصيدة : 6736
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
(1/14501)
________________________________________
صعب السؤال .. ليه نفترق !!
صعب السؤال .. وين نلتقي
إنتي الجنوب .. وأنا الشمال ..
وما بيننا .. بحر .. ورمال
لكن نحب .. والله نحب .. وفوق الخيال
.. صعب السؤال
يا اللي اجمل من كلامي عنك وأقرب من سكوتي
آه يا طول المسافة بين احساسي وصوتي
ما هو غريب .. إني أسألك
و إنتي أنا .. كيف أوصلك !!
لا مستحيل .. هذا الرحيل
من يقطع الصمت الطويل
ويدلني ..
قصيدتي .. وين الحروف .. جف القلم
يا ضايعه .. ببرد الكفوف .. رعشة ألم
قصيدتي .. إلا الندم .. إلا الندم
بتسافرين .. وانتي معي
وبترجعين .. وانتي معي
قصيدتي .. لا تسمعي .. غيري قصيد
يا ساكنة افـ ورق الحشا .. وحبر الوريد
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> عيونك
عيونك
رقم القصيدة : 6737
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
شعرك كساه النور ما باج ظلماه
وخدّك غشاه الليل ما غاب نوره
فـ .. عيونك جنود .. وبواريد ورماه
غزو .. ورمشك صار مقدم سبوره
صبّح به اللي داله القلب بحماه
قبل النذير .. وقبل يملك شعوره
أنا الصويب اللي غشت صدره دماه
شلفا عيونك هشمت مش زوره
يامن يبي ذبحي .. وأبي منع لاماه
روحٍ شكت ظلمك تراها معذوره
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ضاوي الليل
ضاوي الليل
رقم القصيدة : 6738
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياضاوي الليل .. نورك أخلف سراجي
خلاّ السفر .. وانطفي في عتمة عيونك
أقبلت .. صبحٍٍ نثر في متنه الداجي
جدايلٍٍ مشّطت بضلوع مضنونك
تسابقتك العيون وجرحي اللاجي
في القلب طفلٍٍ لمحته يقضب ردونك
يا مرحبا .. من ضميرٍٍ ظاميٍٍ راجي
كم ليلة قد طواني الياس من دونك
ليت الليال وعدك .. وكل من داجي
انت .. وجميع الثرى تذكر به ضعونك
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سألتي
سألتي
رقم القصيدة : 6739
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قالوا سألتي .. عني سألتي ..
(1/14502)
________________________________________
وأنا ما ادري ويني .. ضايع ياعيني ..
ما ادرى وش اللي ذكرك ..
مقطع شعر في دفترك ..
والا الكلام عن صاحبك ..
وانت عقدتي حاجبك ..
قلتي كلام كله كذب ..
وليه اتصلتي .. عنى سألتي؟
آخر لقانا في الخريف
تذكري الثوب الخفيف
والبرد .. يوم خفتى علي من البرد..
وامطار الخريف..
ومرت سنة يمكن سنين
ويني أنا ووين السنين؟
قلتي كلام كله كذب
ليه اتصلتي.. عني سألتي ..
صوتك طيور مهاجره ..
مرت في قلبي مسافره ..
والحب .. لو طال الغياب اول مداك وآخره ..
غيبي سنه والا سنين ..
بااجيك انا .. والا تجين ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> على آخر تراب الأرض
على آخر تراب الأرض
رقم القصيدة : 6740
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
علىآخر تراب الأرض ...
أحسن أن المسافة شبر ...
وكل الأرض ... ما تحمل تعب مشوار ...
أحس إني ... رغم صغري ... تفاهة عمر ...
في صدري ندم جبّار ...
يا ليت ... يا ليت ... ما كانت لي عيونك أرض
ولا عمري وقفت فـ يوم
على آخر تراب الأرض ...
تصّورتك ... وحزن الناس ...
جرح النّاس ... وهم النّاس ... في عيونك ..
تخوني النّاس وتخونك ...
تصّورتك في شامة ليل ...
على خَدِ السَّما الزرقا
زحَام والدنيَا سهرانه ...
أحَد نازل وَأحَد يرقى ...
وأحَد مِثلك يخاف من الَبلل والطين ...
يقول إن الرعد قاسي ...
يحس ان المطر سِّكين
يحسّ ان الذي يضحك ... يحس ان الذي يبكي ...
لا حَد مسكين ...
تصوّرتك ... ولا ادري ليه ...
ولا أظنك بَعد تدرين ...
يا انتي ان المسافه ِشبر ...
يا انتي إن الليالي َصبر ...
وكل الأرض ... ما تحمل تعب مشوار ...
على آخر تراب الأرض ...
على الميهاف ...
ومرتني الليالي خفاف
تَعدَّت عمري المعدود ...
دِريت ان الَمدى محدود ...
وان الليل لا شعرك ... ولا رمشك ...
ولا شفت الشفق في خدود ...
دريت اني عجزت املك ... ولو همّي ...
ونزيف الجرح ... من دمي ...
(1/14503)
________________________________________
صحيح الدنيا ما تنشاف ...
وانا وانتي على الدنيا ...
وعلى الميهاف ...
أحس ان المسافة شبر ...
أحس إن الليالي ... صبر ...
وكل الأرض ... ما تحمل تعب مشوار ...
أحس إني رغم صغري ... وتفاهة عمر ...
في صدري ندم جبار ...
يا ليت ... ... يا ليت ... ما كانت لي عيونك أرض
ولا عمري وقفت فـ يوم
على آخر تراب الأرض ...
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> طفله وطفل
طفله وطفل
رقم القصيدة : 6741
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
غديت انا .. وانتي .. طفلة وطفل ..
تبكين فـ وداعي .. وانا كني مفارق أهل ..
وبيتٍ صغير .. ودربٍ كهل ..
ياللي على خدك كحل .. لوتمسحيه
وتتبسمي .. مال البكا داعي
ياللي سنا عيونك أمل .. لا تقتليه
تتألمي .. مال البكا داعي
يا اول مواعيدي .. ويااخر مواعيدي
انتي فرح عمري .. وجرحي وتسهيدي ..
افارقك ليله .. يا طولها ليله ..
واجيك انا باكر .. وقلبي على إيدي ..
ومادري سبب خوفك .. وانتي العمر شوفك ..
ياللي على خدك كحل .. لوتمسحيه
وتتبسمي .. مال البكا داعي
ياللي سنا عيونك أمل .. لا تقتليه
تتألمي .. مال البكا داعي
وغديت انا .. وانتي .. طفلة وطفل ..
تبكين فـ وداعي ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الغضب
الغضب
رقم القصيدة : 6742
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
نشي غيظي .. سحابٍ أسودٍ في موسم الدخان
ترزم .. وأمطر بجمرٍ غدا له بالحشى صالي
غضبت .. وما دريت إن الغضب ياصاحبي إنسان
وسيمٍ مثل سلة سيف.. وقلبه أسودٍ بالي
هدمت الدار من قل الحصى لأجل أرجم الخلان
وقتلت النور .. من كثر الجفا با فارق ظلالي
وحثيت الريح..في وجه التراب وهبت القيعان
تحت أقدامي .. ومرت ديار وودعت غالي
ويوم أصحت سما نفسي .. تلفتت وصرخت .. فلان
قمر وجهك .. وشمس الدار في دمعي تغايا لي
وقفت .. وكانت الفرقا .. مشيت ولا حصل نسيان
(1/14504)
________________________________________
بكيت .. ولا سقاني الدمع لا مرٍ ولا حالي
غريبٍ تزرع عيوني سراب .. وتحصد الكثبان
وحيدٍ مثل رسمٍ مبطيٍ في صحصحٍ خالي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الدواير
الدواير
رقم القصيدة : 6743
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا رامي الماء .. بالحصا.. لأجل الدواير.. تكبر..
لا توجع الماء .. أكثر.. هذي حدود .. الماء..
يجيبك الهاجوس .. و يروح بك..
يا شين وش نفع الحكي .. لا روح بك..
تخط فالرمل البحر.. وترزّ وعودك .. ساريه..
وتبقى الحقيقه .. عاريه ..
ما عاد في السفر الا دواير ..
بين الكواسر.. والبدن ..
ماكان لي صدر.. وما كان لي كف.. لحمي تنتف ..
ناظر.. على راسي تحوم .. عقبان الهموم ..
وترسم دواير .. وقلّ لي .. وش اللي صاير..
وكانك حبيبي .. فسّر الكون ..
و الا حبيبي .. اترك الكون ..
وقل لي .. من خذا مني محلي .. لين ضاقت ..
فسّر اشتاقت.. تبيني .. حدد اقدامي .. جبيني ..
و آخر الجدب .. العواير ..
واترك الماء .. لأشهب الماء .. و الدواير..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الشمس اللي تغيب
الشمس اللي تغيب
رقم القصيدة : 6744
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أركض ورا الشمس .. اللي تغيب ..
ابي النهار .. وينتحي ..
أخاف أنا وجهي الى طاح الظلام ..
فوق الملامح .. ينمحي ..
كافي سواد العين والظل الحزين ..
وشمسٍ تبين .. وماتبين ..
ورا السحاب ..
كافي بَعْض ليلٍ يجي .. قبل الغياب ..
عن ليل الغياب
يا موقد الشمعة ..
وجهي أنا .. أو نور ذا الشمعة ..
قاسي الشحوب ..
في رعشة الضي العليل ..
وتكبر مسافات الهروب ..
يا صاحبي الشمعة غروب ..
به قريةٍ .. تحت الظلام .. مريتها ماجيتها
وبنيةٍ .. تحت الظلام ..
ورسالةٍ في الليل ..
خانتها الحروف .. من القهر شقيتها ..
كلي عيون .. وماتشوف
والناس .. ياظل .. وطيوف ..
والظلما .. نسيان .. الحبيب .. لحبيب ..
(1/14505)
________________________________________
أركض ورى الشمس اللي تغيب ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> رديني
رديني
رقم القصيدة : 6745
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
وظهرت من عيونك .. ليلة..
لـ هاالدنيا.. لليل والنهار..
كانت السما زرقا داكنه .. ما تغيرت ..
والمباني ساكنه ..الا على الما ..
وفي قلوب الصغار ..
كان الطريق خالي ..
وأحجار الرصيف تكسرت ..
وقلت مساحات الخضار..
وكن الدروب تكورت .. على المساكن ..
مدري من البرد ..اومن قلة الأحباب
لكن .. بقى لون الغبارالداكن ..
وصوت الفراغ في الدروب ..
ظهرت من جفونك ليلة عيونك نثرت..
دمعك.. وقلبي..
ليلة تجرحناالعتاب..
ما اكذب عليك .. كنت مشتاق ليلتها وربي ..
لبيتي .. ولغرفتي .. ولمكتبي مشتاق..
لأقلامي .. والأوراق..
ولقيتها مثل ما كانت .. تحت الغبار ..
حلم وقصيد من شرار..
ومفرش محروق..
وزرع يبس وعروق .. وفجر بلا أبواب
ووسادةٍ ياما ليالي استكثرت..
نومي عليها.. ما تغيرت
رديني لعيونك .. أرجوك رديني ..
مابي أحد .. ما بيني
ابي عيوك بس ..
تكفيني .. تكفيني .. تكفيني ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> شديد الرمل
شديد الرمل
رقم القصيدة : 6746
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ليلة شديد الرمل .. جتنا ركايب
من الشمال .. وبركت بين الأيام
طوي التراب وشل فوق النجايب
والجو ثارت به معاصير وعسام
علمي بوجهك فـ اسود العج غايب
والريح تدفعني وانا ما لي اقدام
لولا الشجر .. شدت غصونه نهايب
جلدي وثوبك قلت انا وانت الاوهام
لا خيمة .. لا طنب لا صوت شايب
لا صرخة ..لا طفل لا كحل وزمام
طاح الرواق وطاح حلم الحبايب
لا ناي في روحي غدت روحي حطام
ما غيرها ضلوعي في صدري حطايب
وشم الجروح اللي بكبدي من العام
إن كان ذا قبري فـ ابي له نصايب
قبر الورق خلوا شواهده الاقلام
يامعمر الدنيا عمارك خرايب
ما حدٍ ورث جدرانها غير الأيام
(1/14506)
________________________________________
العمر شدة والليالي ركايب
والرمل يمحي الرمل والموت قدام
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> شمس الورق
شمس الورق
رقم القصيدة : 6747
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنابظهر من سكوتي قبل شمس الورق ما تغيب
قبل حبر الليالي يجف .. وانا ماغنت جروحي
قصيده .. خذتها من طفل .. ما اظنه ابد بيشيب
ولكنه نزح عني .. مثل إحساسي بروحي
ابا اكتب للسماء نجمه.. ابا اكتب للخزامى طيب
واباكتب لين احس القلب لا يكتب ولا يوحي
يموت في قلبي الشاعر ويغتال المشاعر ذيب
ولا ادري افزع للضحكي .. او أحمي صرختي ونوحي
حزينه هالقوافي لا .. ولكن من يعرف الغيب
سعيده هالقوافي .. بـ انتظر لين آخرة بوحي
تعالي نتيع الضي البعيد في عتمة التغريب
ولو مليتي من أجمل قصايد غربتي روحي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> رسالة من بدوي
رسالة من بدوي
رقم القصيدة : 6748
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا بنت أنا للشمس في جلدي حروق
وعلى سموم القيظ تزهر حياتي
أطرد سراب اللال في مرتع النوق
ومن الظما يجرح لساني لهاتي
عاري جسد والليل هتّان وبروق
دفاي أنا والبرد سمل العباتي
إن عذربوني بعض خلانك .. صدوق
يا بنت أنا عشق الخلا من صفاتي
وشمٍ على رمال( المتاييه) مدقوق
لاشك من منهم يسوي سواتي
أنا بدوي .. ثوبي علىالمتن مشقوق
ومثل الجبال السمر صبري ثباتي
ومثل النخيل خلقت أنا و هامتي فوق
ما عتدت أنا احني قامتي إلا فصلاتي
وإلىإفتخر بأفعال يمناه مخلوق
يا بنت انا فعلي شهوده اعداتي
الله خلقني وكلمة الحق بوفوق
وملكت الأرض .. ( وراس مالي .. عاصاتي )
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ذليل الدمع
ذليل الدمع
رقم القصيدة : 6749
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنا لانيب لاشاكي .. ولاعتاب كفاني اشطون
هواك اللي نثرته لاتعجب لاأنكسر كاسه
(1/14507)
________________________________________
ترى ما يذبح العاشق مثل دمعٍ بكته اعيون
على موت الأمل واللي يحبه هو سبب ياسه
حبيبي ما خبرت الدمع يرقا وجنة المشطون
ذليل الدمع .. لابد يتحدر لو رفع راسه
بقالي عزتي ياللي على اللي ما سواها تمون
وأظنك ما سمعت بعاشقٍ قلبه عصى وداسه
أنا الحطاب في قاعٍ جرد ما به شجر وغصون
حداه البرد والليل الطويل وشب في فاسه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> زلة المحبوب
زلة المحبوب
رقم القصيدة : 6750
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا زين .. للعاشقين ذنوب
كثير واللي يحب يغفر
بالحيل .. طول الزعل عذروب
إلى متى الكسر ما يجبر
با أخطي .. وأعيد الخطا وأتوب
والصاحب .. اللي علي يصبر
وإن ما دمح زلتك محبوب
ما أظن من يكرهك .. يعذر
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سوالف عرب على جال ضوهم
سوالف عرب على جال ضوهم
رقم القصيدة : 6751
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عبر العصور .. السالفه ..
كانوا العرب .. يشرون
المهر .. بمية ناقة
كانوا الرجال .. مثل الرماح ..
قاماتهم مشدودةٍ .. ودقاقة
وكانوا الحريم .. صبرٍ قديم
وفا .. وسماح ..
والى .. اقطعوا عن الفطيم .. الحليب
قصوا عسيب .. من انخله
واعطوه له وقالوا فرس
اعطوا الصغير .. سيفٍ خشب
ومجدٍ يحبه .. يوالفه
السالفه .. رغم الفقر
والجهل .. واوقات المرض
ماكان للبسمة غرض
ولا كان للدمعه .. غرض
ماكان في الدنيا .. سوى
ثوب ورغيف .. وعرض نظيف
وكرامةٍ ماهي تمس ..
السالفه .. اني أحس
انا عكسنا السالفه
صحيح قهرنا الفقر
والجهل .. وايام المرض
لكن غدى لكل شي .. غرض
السالفه .. ان القديم
كله غدينا .. انخالفه
ابدون وعى .. والابوعى
ماانتم معي .. انها قديمه السالفه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ردي سلامي
ردي سلامي
رقم القصيدة : 6752
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
حبيبتي...
(1/14508)
________________________________________
ردي سلامي للهوى .. عذب السلام ..
وأغلى الأماني وللأمل .. كلمة ملام ..
قولي له إني ما هقيت ...
إني الى نحت وشكيت ..
ترجع ليالينا سوى شوق وغرام ...
سنين .. مرت وما أدري عن الأيام ..
يقولوا تفرق الأحباب ..
وانا أقول القمر ما غاب ..
من أول يوم تواعدنا ..
أثاري الوقت يخدعنا ..
ويبعد عننا الأحلام ..
قولي له إني ما هقيت ...
إني الى نحت وشكيت ..
ترجع ليالينا سوى شوق وغرام ...
حبيبتي يا نظر عيني ..
أشوف الليل ما بيني .. وبينك .. وكل الناس ..
أحس فـ نظرتك معنى ..
ودربٍ كان يجمعنا على الإحساس ..
قولي له إني ما هقيت ...
إني الى نحت وشكيت ..
ترجع ليالينا سوى شوق وغرام ...
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> زل الطرب
زل الطرب
رقم القصيدة : 6753
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
تلعب وانا .. ما عاد لي بالطرب شف
لعبك بروحي بدل الفرح بجراح
زل الطرب يا موجع الطار بالكف
شابت قوافي الليل .. نور الضحى لاح
كانك تدق القلب .. دقك على الدف
عسى الضلوع توقي القلب لا طاح
شفتك .. ولا ادري من قضب بعدك الصف
ناس ٍ كثير .. وكنهم عندي أشباح
نورك دعاني عندك الشوف وقف
كنه فنارٍٍٍ لاح في عين ملاح
من له ثمان اسنين من راح منكف
خلّى السفين وعارض الموج سباح
من فرحته ما حسب االحيل يتلف
غلب عليه الموج والقاع منزاح
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> شكرا سحايب
شكرا سحايب
رقم القصيدة : 6754
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
شكرا سحايب على لطفك
انتي مطر والصحاري الناس
قلبك شكا من كثر عطفك
لا باس هذا التعب لاباس
أغليك وان كنت ما عرفك
اخوين يجمعهم الاحساس
رسمك لحن رائع وعزتك
على القلم نوَّرالقرطاس
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> راعي الهوى مسكين
راعي الهوى مسكين
رقم القصيدة : 6755
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
(1/14509)
________________________________________
شعر موج .. وقمر خد ..
دفا روح .. وطغى قد ..
وراعي الهوى مسكين ..
زهى الكحل .. في الحاجر الفتان
وسرى الليل .. تو الفجر ما بان
وراعي الهوى مسكين
كما الشمس .. يجهر سنا نوره
ما اقدر أناظر .. والعين مكسوره
وراعي الهوى مسكين ..
ثغر ورد .. ورده شكت ورده
من دونها الشوق .. والرمح والقرده
وراعي الهوى مسكين ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سيف الغضب
سيف الغضب
رقم القصيدة : 6756
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أفداك أنا كلي ..
عودي غصن يابس ..
لا تحرقيني اليوم ..
حر .. وسموم .. وصيف ..
إنتي إجلسي فـ ظلي .. ولا جا الشتاء يمدي
لا تجرديني اليوم .. خليني في غمدي ..
سيف الغضب ماضي خلي الكلام يموت ..
ووقت الغضب ماضي .. لا ترجعيه .. بصوت ..
وش كثر أنا راضي حبيبتي عندي ..
قولي لي يا بعدي .. يومين ماشفتك ..
يومين مالي عيون ..
محروقه أجفاني بشموع إحساسي
كانت دموعي فوق وجهي وانفاسي ..
وظلي على كتفك .. وراسي على زندي ..
أفداك أنا والله لاتسمعي رعدي
ولا يزعجك برقي ..
انا لو شكيت أحلم ..
ما به زمن نندم .. ومابه عمر للخوف ..
إنتي احفظيني فم .. ولا تحفظيني حروف ..
ولو غرقت فـ يم ..
لا تعشقي بعدي ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> دروب الأرض
دروب الأرض
رقم القصيدة : 6757
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
دروب الارض ..
توصلنا الاماكن وترجع !!
ويكفي هالسفر عذروب
بأن الارض ما تقوى الهروب ..
دروب وغير الارض
وين بتروح تسافر..
كان الصوت يرجع للحناجر ..
كان الجرح يرجع للخناجر
مثل كل الطيور اللي تهاجر
وترجع كل مرة
تعب هالبحر لا يجتاز
جدران السواحل
انا لي سنين راحل
حملت الطين
كله .. لكل الطين
قلي يا انا
الى متى وانت
على هذا الأنا مصلوب
دروب الأرض .. لكن
لكن
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> دروبي رمل
دروبي رمل
رقم القصيدة : 6758
(1/14510)
________________________________________
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
في دروبي رمل لامن جيت ساري
ينبت الأشواك لامن رحت ساري
صاحبي ماجيتك إلا وفي طريقي
من ربيع العام نوّار وخباري
ولا تواعدنا وبه في الأرض زهره
ولا تفارقنا وبه للبرق طاري
لا تأخر دام لي في العمر ساعه
ولا تقدم لين أشوفك في انتظاري
الزمن ورده .. سهرت أحسب ورقها
وإن قضا ماجيت في دموعي عواري
حبّني كثر اللذي نلقى بوعدنا
من ظلال وريح ونجوم وغداري
صاحبي مثل الخجل لو تكتسي بي
قبل أصير الشال يذهلني انحساري
ياقريب البعد .. للشكوى أسامي
الجفا .. والخوف .. وآخرها حذاري
وانت لو خان الزمن بقول وافي
لا أنا تركي .. ولا أظنك مشاري
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سافري
سافري
رقم القصيدة : 6759
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سافري كان يرضيك السفر
جربي لو ورى ليلي صباح
بدلي الرمل بأمواج البحر
واتبعي الغيم تحملك الرياح
سافري لين تبكين المطر
واضحكي لين ما يضيق البراح
ولا تعبتي وحسيتي بضجر
خلي الشوق لديارك جناح
أرجعي في ابتساماتك عذر
مثل ما الدمع في عيني سماح
انتي العين من طول النظر
وانتي القلب من كثر الجراح
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الروح الجريحه
الروح الجريحه
رقم القصيدة : 6760
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا عذولي .. وش تفيد به النصيحه
لا تعذل القلب .. وجروحه طريّه
من يداوي علة الروح الجريحه
ومن يسلي دمعة العين الشقيه
ان شكيت من الهوى .. قالوا فضيحه
وان سكت استنقضوا جرحي عليه
وان نويت البعد .. ضاقت بي الفسيحه
وان بغيت القرب .. خان القرب فيه
من عذلني في الهوى الله يبيحه
ومن عذرني .. ما حصل مني خطيه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الشفق
الشفق
رقم القصيدة : 6761
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أول اليوم عانقت الشفق
(1/14511)
________________________________________
وآخر اليوم عانقني شفق
وأنا بين التلاقي والفراق
أدفن العمر وأحفر لي نفق
يا حبيبي وأنا مثلك غريب
عن حمى النوم غربني أرق
اقطع الليل لديار النهار
واغسل الدمع من شط العرق
ولا جمعني بك الموعد لمحت
ألف نجمٍ توهج .. واحترق
أجمل العمر طفلٍ من غلاه
قمت أضمه لصدري واختنق
وباقي العمر لو عمره يطول
ما يجي سطر في ذهن الورق
من بقول اللقا غير الوداع
بينهم فرق واجد ما صدق
أول اليوم عانقت الشفق
وآخر اليوم عانقني شفق
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> دارالشواق
دارالشواق
رقم القصيدة : 6762
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا الله لا تقطع رجا كل مشتاق
بامرك يا رب الحلم يصبح حقيقه
وأنا أدري أن الوصل تاليه لفراق
ولولا الأمل .. ما تحمل النفس ضيقه
أمس سرى في تالي الليل براق
قلبي يفز لنوضته بتخفيقه
وسمٍ بكور صادق الوبل دفاق
لو شافه الظميان يبتل ريقه
عله على دار الوفا .. دار الأشواق
دار صفت لأهل القلوب الرقيقه
فارقتهم ما ليلةٍ خاطري ضاق
واليوم للسلوان ما أجد طريقه
يا كود حرفٍ لي كتبته بالأوراق
مثل السراب اللي يسلي بريقه
والله لو كل المخاليق عشاق
ما شفت لك نفسٍ تعذب دقيقه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> شكرا صدقت
شكرا صدقت
رقم القصيدة : 6763
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
لو كان في كفي رميته في كفك
يفداك مافي الحب من صادق الحب
تحبنّي؟..ياعلّني بعض ضعفك
قلبي جرادٍ باد ما حصّل العشب
أنا قديم الهم وأنفع لعطفك
أما الهوى ياسيدي مركبه صعب
يا ليت لي صهوة جوادٍ وأخطفك
للشمس لنجوم المجرات.. للشهب
تحبني..وأقول من زود لطفك
شكراً صدقت .. وألف شكراً على الكذب
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> رساله
رساله
رقم القصيدة : 6764
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
إلى من .. يهمها أمرى .. إلى من ..
(1/14512)
________________________________________
رجاءً .. إلى متى صبري .. رجاءً
أنا لن .. اشتكي .. همي لغيرك ..
ياروحي .. اشتكي روحي على من ..
رساله .. حبرها .. دمي ..
رساله .. تصرخ ابهمي .. إلى من ..
سألت الرمل .. في دروب القوافل ..
سألت الجدب .. عن لون السنابل ..
سألت الناس عن وجهك حبيبي ..
عن الشمس .. ومتى تشرق مساءً
أحبك .. يالصحاري اللي ..
فـ هجيرك .. احترق كلي .. وفاءً
كتبت لواحة عيونك رسايل ...
بسراب الدمع ... وانفاس القوايل ..
كتبت وذي ترى .. اخر رسالة
أحبك .. وان نسيتيني .. وداعاً ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سوالف رحلتي
سوالف رحلتي
رقم القصيدة : 6765
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
عن حبك رحلت ..
ولحبك وصلت ..
وهذي سوالف رحلتي ..
سافرت .. في كل التراب
سافرت .. لديار السحاب
وهربت من ليل اللقاء .. وسهر الغياب
وأنتي بداية رحلتي وكنتي النهايه ..
ودعتك وغصب علي خذتك معايه ..
يا طول هالرحله.. لو هي المسافه والزمن
يا قصر هالرحله .. سافرت من جرح الشجن
يا طولها .. يا قصرها
تصوري إني نسيت
بس الأكيد إني بكيت
لين الدموع تكدست .. أوراق
عن حبك رحلت
ولحبك وصلت
وهذي سوالف رحلتي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> رعشة هدب
رعشة هدب
رقم القصيدة : 6766
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ماقلت له ... يا حلوتي ماقلت له ...
المشكله ... إني أختلف ...
لا طروا اسمك من الوله ...
وجهك تغيّر ... نظرتي ...
وتضحك في عيني يا عبرتي ...
وبعض الحكي ما اتحمله ...
رعشة هدب لفته ...
البارحه شافوك ... في النوم الذي عفته ...
وماحد ٍ يقول ... شافك معي مره ...
طيفك متى ... يكفيني من شره ...
باكر إلى مروا علي ربعي بقول :
إن السما ما هي سما ....
واغيّر اوقات الفصول ...
ان صدقوني .. ما دروا إنك هواي ...
وإن عاتبوني ... صارت عيونك سماي ...
وإن عاتبوني ... صارت عيونك سماي ...
(1/14513)
________________________________________
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الرسايل
الرسايل
رقم القصيدة : 6767
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
وليله كانت الفرقا
و قالت لي .. فـ أمان الله
و ليله ذكرها يبقى
على جرحي .. و لا انساه
و جت تاخذ رسايلها ..
و خصله من جدايلها
و تديني جواباتي
بقايا عمر بسماتي
و قالت لي .. فـ أمان الله
و ليله زي ذي الليله و هبتك في الأمل عمري
و يا ليت البسمه ما كانت ولا الاحساس
وياليت الدنيا خانتني و كل الناس
و لا خنتي هواي انتي
و لا قلتي .. فـ أمان الله
لا تردين الرسايل ويش اسوي بالورق
لو تركتيني في ليله بسمتك عند الرحيل
دمعة العين الكحيله عذرها الواهي دليل
و ليله كانت الفرقا
و قالت لي فـ امان الله
و ليله كانت الفرقا
و قالت لي فـ امان الله
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> السكوت الكلام
السكوت الكلام
رقم القصيدة : 6768
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ياحروفنا الملح.. في شفاهنا الحنضل ...
كان السكوت أفضل .. ولا الكلام ؟
قلت اللي في قلبي ..
وخرج الحكي..من الحكي وما عاد..
اخيامنا طويت ..كافي ندق اوتاد
الكلمه .. ماهي انتصار
ولا انكسار ..
كانت حقيقه ..
يوم انقطع حبل الحوار
يا حروفنا الحنضل.. في شفاهنا الملح
زعلوا حبايبنا..كان السكوت أفضل
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> السهر والخوف
السهر والخوف
رقم القصيدة : 6769
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
نبي .. نطفي قمرنا ..
لو يعذبنا السهر .. والخوف ..
نبي ننثر قهرنا .. يا حبايبنا ..
على مد النظر .. والشوف ..
نبي ننزع من أعماق الحشا سكين ..
نبي ننزف حنان العاشق المسكين ..
ونجرح في سواد العين .. صورنا ..
ونبي نطفي قمرنا ..
سامحينا يالمحبة .. لو جرحنا وانجرحنا ..
س امحينا لو نسينا .. في الهوى ضحكة فرحنا ..
وآه يالنصل الحرير ..
ياهوى القلب الضرير..
(1/14514)
________________________________________
يالجروح اللي مضت .. واللي بتصير ..
نبي ننزع من أعماق الحشا سكين ..
نبي ننزف حنان العاشق المسكين ..
ونجرح في سواد العين .. صورنا ..
ونبي نطفي قمرنا ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> السراب
السراب
رقم القصيدة : 6770
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
قال السراب وقلت ظامي لسرابه
قال الهلاك وقلت لعيون الاحباب
يا لايمي في حب مترف شبابه
الموت حق ولاتبرق بالاسباب
كانه ذبحني صاحبي من عذابه
ماابي لدمي يا هل اللوم طلاب
الجادل اللي فيه زين ومهابه
يفز له قلبٍ .. وتخضع له أرقاب
في حجر عينة لي غدير وسحابه
وفي وسط قلبي له تناهيت وعتاب
إن قلت أحبه يكفي القلب مابه
وان قلت أنا مابيه ..باصير كذاب
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> زمان الصمت
زمان الصمت
رقم القصيدة : 6771
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
وتِرحَل ..
صَرخَتي تِذبَل
في وادي .. لا صدى يوصل
ولا باقي أنين
زمان الصمت ..
يا عُمر الحُزن والشكوى
يا خطوة ما غدت تقوى
على الخطوة ... على هم السنين
حبيبي .. كتبت اسمك على صوتي
كتبته .. في جدار الوقت
على لون السما الهادي
على الوادي ..
على موتي ... وميلادي
حبيبي .. لو أيادي الصمت
خذتني ... لو ملتني ليل
أنا عمري .. انتظاري لك
لا تحرمني .. حياتي لك
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سيدي قم
سيدي قم
رقم القصيدة : 6772
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سيدي قم...
ما خبرت اللي يحب يشتهي النوم
سيدي قم...
لاتنام وفي السماء باقي نجوم
يا جريح البارحه
كيف طبت اليوم
سيدي .. يا سيدي قم
سيدي ...الليل للعاشق نهار
قم معي ... نجمع نجوم الظلام
سيدي ... لو عرفت الانتظار
ما غفا لك جفن .. .يا عذب الكلام
اه لو تدري الهوى والسهر مقسوم
يا جريح البارحه
كيف طبت اليوم
سيدي .. يا سيدي قم
سيدي ... لا تناظرني بغضب
(1/14515)
________________________________________
ودي تحس مثلي بالغرام
سيدي ... ما وراك الاالتعب
ليت عيني مثل عينك تنام
اه لو تدري الهوى والسهر مقسوم
ويا جريح البارحة كيف طبت اليوم
سيدي .... يا سيدي قم
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> شجر النار
شجر النار
رقم القصيدة : 6773
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أنا مدري ..
اللهب حب .. وجوع ..
الحطب قلب .. او السير ضلوع ..
ياترى هاليابس الموجوع ..
وش يقول ..؟
من يسمع الدخان ..
اويدري باسرار الحطب ..
من طرز سلوك الذهب ..
في اغصانه ..
من خاط بقماش الرماد اكفانه ..
وهذا اللهب ..الطاغي الفتان
هاالقاتل الشافي ..
من خلى في موته عمر ..
لولا حروفٍ قلتها ..
وكانت شعر
شبيت فْـ اطرافي ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> دم الاطراف
دم الاطراف
رقم القصيدة : 6774
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أتعب على المعنى .. ويسهرني القاف
ويلذ لي تجريح عذب القوافي
وإلى مزج حبر القلم دم الأطراف
يصير لي معنى على الناس خافي
عندي معاني الشعر تلمس وتنشاف
أنما جرحك الشعر ما هو ب كافي
وان ما لمس في القلب .. احساس وشغاف
عدّك كتبته فوق رمل السوافي
لاتحسب ان البحر موج ومجداف
ترى قليل البحر ما كان طافي
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> شمس الجمال
شمس الجمال
رقم القصيدة : 6775
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
هيه يا غصن تمايل بالدلال
ما تخاف الكسر لا هب الهبوب
وما تخاف الله وتسعى بالعدال
انصف من لحاظ عينيك القلوب
لا متى ذبح العرب عندك حلال
تابت العالم متى عينك تتوب
مير قلبي يا لغضي بيعه محال
ما أقدر أعطي لو تبي مني ذنوب
أشهد إنك بالحلى فقت الخيال
وعيب حسنك كان في حسنك عيوب
شارقة في طلعتك شمس الجمال
وجامع في ضحكتك كل محبوب
الخمل فيني انا ما بك خمال
مشملٍ نوّك .. وانا نوّي جنوب
(1/14516)
________________________________________
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> صوتك يناديني
صوتك يناديني
رقم القصيدة : 6776
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
تذكٌر .. صوتك يناديني ...
تذكر ... تذكر ...
تذكر الحلم الصَغير ...
وجدار من طين وحصير ...
وقمَرا ورا الليل الضرير ...
على الغَدير ...
لاهَبٌت النسمَة تكسر ...
جيتي من النسيان ...
ومن كل الزمان ...
اللي مَضَى ... واللي تغٌير ...
صوتك يناديني تذكٌر ...
ناديتي ... خانتني السنين ... اللي مَضت راحت
ناديت ... ماكن السنين ... اللي مضت راحت
كنا افترقنا البارحة ...
البارحة .... صارت عمر ...
ليله ... أَبَدْ عيٌت تمرٌ ...
ياجمرة الشوق الخَفي ...
نسيت أنا وجرحك وفي ...
يتذَكر الحلم الصغير ...
ريانَة العُود ... نادي ...
نادي الليَالي تعُود ..
بشوق الهَوى ... بوعُود ...
بوجهي اللي ضيعته زَمَان ...
في عُيُونك السٌود ...
ياالضحكة العَذبة ...
عَنك الصٌبر ... كِذبه ...
وفيك العُمر موعود ...
اشتقت للحلم الصغير ...
واشتقت لجدار وحصير ...
وقمَرا ورا الليل الضرير ...
على الغدير ...
ان هبت النسمَة تكسر ...
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> دمع السحاب
دمع السحاب
رقم القصيدة : 6777
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
جهّى مطر دمع السحاب المجاهيم
سود العيون اللي انتثر وبلهنه
رمح الشمال اللي طعن مهجة الغيم
شق السحاب وسالت الشمس منه
ساعة غشاني دمعها كنه الديم
دب الوجل في المهجة المرجهنه
وقمت اتذرى بالصبر والتعازيم
بعضي يبوح الخوف وبعضي يكنه
ناديتها واللي يغيث المظاليم
انك ولا غيرك لقلبي مضنه
ان قالوا الحساد داله وانا .. اهيم
ما نيب انا ارجي من عدوي محنه
قالت تشد .. وقلت بالحيل باقيم
ما في الوطن .. وعيون الاحباب منه
تبسمت شوقٍ .. بحبٍ .. بتسليم
حبيبتي .. والا العدو خاب ظنه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سلامة رماحك
(1/14517)
________________________________________
سلامة رماحك
رقم القصيدة : 6778
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سلامة رماحك اللي جرحها غالي
طعنتني غاضب لين أنكسر رمحك
لو قلت لي كان أجرح حالي بحالي
لا عاش قلبٍ جزع وارتاع من جرحك
لاجلك جروحي غدن اليوم عذالي
ذميت ظلمك وأنا من عادتي مدحك
ياليت لي ذنب وألقى علقمك حالي
وياليت بك عدل .. وأرضى فـ الهوى ذبحك
ياسيدي وإن نويت تزيد غربالي
قلي وأنا أبعد ظلامي عن سنا صبحك
لو ما يسرك أطو ل الشمس بجبالي
مايكفي إن عشقت جبالك وسفحك
كل الهوى بالهوى يزهى ويختالي
وأنا الذي في خسارة عزتي ربحك
ياعل ماتزهرالأشجار في رمالي
لو أعتذر عن شموخي في رجا صفحك
سلامة رماحك الي جرحها غالي
طعنتني غاصب لين أنكسررمحك
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ربيع الحب
ربيع الحب
رقم القصيدة : 6779
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الله يعين الروح .. كم هي تمنى
شوف الحبايب ساعةٍ عقب حرمان
والله يجازي اللي بلطفه هدنا
وقتٍِ تبدل وأبدل الوصل هجران
أقفى ربيع الحب .. وأدهر وطنا
وشوك الثرى دسناه في درب الأحزان
خاط القدر بسلوك حكمه كفنا
وإلى حكم وش ياترى بيد الإنسان
حنا ضحايا الياس .. نرجي زمنا
ينظر لنا لو يوم لله بإحسان
حنا ليالينا بهوانا رمنا
حنا .. جنينا ونرجي الله غفران
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ربابه
ربابه
رقم القصيدة : 6780
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
يا جاذب القوس ..
قطعت كل العروق .. الا وتر
وكل الجبال .. الا الحجر
وكل الطعوس .. الا الاثر ..
وجرحتني .. جر الربابه
يا فتى الجود ..
وبين السبابه .. والابهام
احبس القلب ثم اطلقه
صوتٍ أحسه واعشقه
هات القصيد من الكلام
والروح .. في صافي النغم ..
ذكرني .. زهر القحويان
في مبسمٍ لو قلت فم
عيا النهار
لاصابعك تلفتت (عليا )
وتنهدت (نوت )
والعشق من كل الرمال اللي مضت
كنك جمعته فـ صوت
(1/14518)
________________________________________
ناظرت في حسك .. آثارهم فوق المراح
كن البدو .. اللي شربوا .. ملح وقراح ..
من أول بدايات الصباح..
أسمع حنين ركابهم
قفوا .. وانا فـ اعقابهم
أبكي على خلي .. رحل
لاجل الزمام .. ودق الوشام ..
وخرسٍ محاجرها الظلام ..
رد القصايد للكلام ..
وخل الربابه .. يا فتى الجود ..
في قبرها الملحود
تحت الضلوع .. واخرجنيمن حسك
ود ّ الغريب .. يعود .. يا صاحبي بسك
لا تجذب القوس ..
لو هالدموع نفوس كان فاضت ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> السنابل
السنابل
رقم القصيدة : 6781
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من يهني السنابل .. في ليالي عرسها
كل شعب الجزيرة .. اللي تعب في غرسها
يا جزيرتنا بناتك ..
ما تناسوا وصاتك ..
كافحوا .. واتخرجوا .. وتحت ظلك انتجوا
آه كل يومٍ .. في حايتك يا جزيرتنا أمل ..
البيارق خضر .. وفصولك ربيع
راية التوحيد .. يا عز الجميع
يا جزيرتنا بناتك
ما تناسوا وصاتك
كافحوا .. واتخرجوا وتحت ظلك انتجوا
آه كل يومٍ في حايتك يا جزيرتنا أمل ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ردي علي الصوت
ردي علي الصوت
رقم القصيدة : 6782
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ردي علي الصوت .. ردي حياتي
صمتك على شكوى حنيني .. مذله
اما اقطعي حبل الوصل بالنجاتي
والا عطيني باقي الود .. كله
لا توعديني .. عذب الصبر ذاتي
والبعد حالي مع عنا الوجد سله
اشكي الجفا لك .. ما شفيتي شكاتي
الوعد الأول للقا .. فات حله
يرضيك يصبح شملنا للشتاتي
يرضيك نرضي كل نفسٍ مغله
يرضيك لا فرحوا بهمي عداتي
واقفوا يقولون .. الغضي عاف خله
ردي علي الصوت .. يكفي السكاتي
قولي لغيرك ماهفا القلب للّه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> ذلني الشوق
ذلني الشوق
رقم القصيدة : 6783
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
ينزع الحر .. للعالي المنيف
(1/14519)
________________________________________
عادة الحر .. لطام يعاف
ذلني الشوق يالقاسي اللطيف
ولحظة الوصل .. من صدك تخاف
انا قلبي .. جناحٍ له رفيف
يتبع الشمس في الريح الصلاف
للوعد جيت من لون الخريف
وللوعد جيت من طعم الجفاف
ومر في ساعتي وقت ونزيف
ومر في خاطري حزن وزفاف
آه وينك انا مثلك كفيف
وليه قمراك تطلع ما تشاف
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> الرماد
الرماد
رقم القصيدة : 6784
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
الشمس طاحت .. وبردت.. ورمد الشفق .. في حجر الارض
من يشتهي يدوس باقدامه على هالرماد كله ..
يا عابرٍ .. على المدى .. من السراب .. الى الندى ..
قلبي سقط فوق التراب شله..
او لا تدوس القلب خله .. كل يوم له شمس
وانا مالي سوى قلبي
انا .. من بكى لين الثرى بله بالدمع ..
ويوم اكتفى .. صد وعصر ظله .. ومسح بردنه .. وجنته ..
ثم ابتسم لين حسدوه الناس
يازارعٍ شوك الهراس .. فوق الرمل كله .. لاقدام من يكره الشوك
ياحظ من ياطى بقدم .. انا مالي سوى قلبي
الشمس طاحت ونثر الظلام ظله ..
على الجروح .. ياكاتم الزين الفضوح عن عيني
لا تظهر انيابك .. وتقطع احبابك شمات
انا من عطى ضي الشموس خله .. لين حسدوه الناس
ولا تنتظر غير السموس .. لله ..
انا مالي سوى قلبي ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سلام
سلام
رقم القصيدة : 6785
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سلام يا رمشٍ كسى باهي الخد
سلام يا ذبح القلوب الخليه
انعم من النسمة على خدة الورد
وأغلى سلامٍ لو ترده عليه
كان الجفا منك حصل لي فلا بد
أرضى بعطفك لوه رد التحيه
رد السلام ولي تبسم على قد
ما توجب ظروف الوفا والحميه
وان كان لك قلبٍ غليلٍ على الصد
الله حسيبك صد .. أنا اش في يديه
والله ما يصبر على خاين الود
كود الذي قد خان أمانة خويه
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> زمان الشح
زمان الشح
رقم القصيدة : 6786
(1/14520)
________________________________________
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
في زمان الشح .. يصبح للقمر
مثل نور الشمس في الليل العتيم
في زمان الشح .. يصبح للحجر
مثل ما للسيف من قدرٍ عظيم
في زمان الشح .. يملانا الفخر
لا تحدى الظلم كهلٍ أو فطيم
في زمان الشح في وقت الدهر
كل مجدٍ فـ ارضنا يولد يتيم
وش نقول اليوم ياطفال القهر
في القصايد ذل والله العظيم
ما فقدنا السمع ولاكف البصر
مير بين اضلوعنا قلبٍ سقيم
أهلنا صرتوا عناوين وصور
انتذكركم مثل وجهٍٍ قديم
كن ما به ارض لا نهر وبحر
كيف جرح الأرض يشفي في الصميم
علمونا اليأس من صبر وحذر
علمونا (القدس) ننسى (اورشليم)
لا سقينا غيث هتاف المطر
كان خضنا الحرب باطفال وحريم
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> شاعر
شاعر
رقم القصيدة : 6787
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
أحبك ..آهـ انا ياليت قلبي .. شعلةٍ من نور
كريمٍ مثل شوق النظرة اللي تسكن أهدابك
أحبك وش بقى مني حطام العاشق المغرور
وما أظن الزمان اللي مضى يرجع من اسبابك
ولكن صدقيني الصدق في هذا الزمان شعور
يحبك من صدقلك مرةِ ما همه عتابك
أمانه لا تصبين العمر في كاسي المكسور
يضيع العمر ما يبقى سوى الإبهام وانيابك
ابد ما هو قصيده كتبها لك شاعرٍ مشهور
ٍولا هو وردةٍ يذبل ورقها في داخل كتابك
ولا هو بسمةٍ صفرا على شفاة موات بور
وملامح صورةٍ تخفينها حتى عن اصحابك
الا يا طفلتي ماهو الهوى هالشارع المهجور
ولا هو ريحة غبار الوعد في اسفل ثيابك
كذب من قال ورد العاطفه ينبت بظل السور
وجبان اللي يخاف الناس لو وقف على بابك
كتب لك كل مافي الحب من عذب الكلام سطور
و لكنه عجز يا طفلتي لا يكتب كتابك
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> شعاع
شعاع
رقم القصيدة : 6788
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
شعاع ٍ .. يدخل الغرفة ..
بعد العصر ..
يزحف فوق سجادة ..
ويطلع فوق هالكرسي
(1/14521)
________________________________________
ويمكن يلمس وسادة ..
ولحظة ما لمحته خاف
تراجع .. طاح من الكرسي ..
وركض قبل النهار يمسي ..
ورجع للشمس كالعادة ..
يذكرني شعاع العصر ..
عيونك .. تدخل ضلوعي
في غفلة من عيون الناس ..
وتمد اهدابها احساس ..
وتاخذ قلبي من قلبي ..
تضيق بصدري الانفاس ..
ولما ينتبه واحد من الجلاس ..
بسرعة تركض النظرة ..
على السجاد والكرسي ..
احس ان النهار يمسي ..
وتغيب الشمس كالعادة ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> سوالف ليل
سوالف ليل
رقم القصيدة : 6789
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
سوالف ليل ..
بجنب المنقد الغافي ..
على حد السهاد ..
تحدثنا في تالي ليل ..
زرعنا سرنا الخافي ..
على شفاه الجمر معنى ..
وخفنا الناس تسمعنا ..
يا انتي .. لاتوادعنا...
في تالي ليل لاتخافي ..
بنلقى اللي بقي معنا ..
سوالف ليل ..
أو حفنة رماد ...
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> السيف
السيف
رقم القصيدة : 6790
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
من يطعن السيف ابـ حشاه .. ويجرح السيف ..
من يضرب السيف ابدماه .. ويقطع السيف ..
السيف .. المعدن البارد ..
نصل الشتا الحاد ..
له تحت جلدي .. طريق ٍ ضيق ٍ بارد ..
وله صرختين اجداد ..
حبيبتي .. يا نبتة الدم ..
السيف .. إما قتلتي اعناد ..
والا قتلتي هم ..
ومضة شعاع ٍ خاطفه .. السيف ..
الصمت قبل العاصفه .. الألم .. لا فارق اللحم .. العظم ..
كم .. لحظة ٍ .. يا انتي إنطحنتي خايفة ..
من موعدك .. قبل الوعد ..
ورديتها .. قلت ارجعي ..
وكم صرخة ٍ .. ياللي ان جرحتي .. توجعي ..
ولو انجرحتي توجعي ..
اطلقتها بعد العد .. وشقت ضلوع العاطفة ..
من يطعن السيف ابحشاه حبيبتي
ومن يضرب السيف ابدماه .. ويقطع السيف ..
وقفت وضلوعي ( الصفاه )
اغطي عيون الأمل ..
ابغترة الحزن .. واركعه ..
كان الجفا .. سيف ٍ يسيل ..
في لحظة قصاص ..
(1/14522)
________________________________________
وكانت عيوني تودعه ..
تشتاق .. للموت .. الخلاص ..
يا نبتة الدم .. السيف ..
مره قتلني عناد .. ومره قتلني هم ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> اغصان المساويك
اغصان المساويك
رقم القصيدة : 6791
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
تجلس عجوز .. في اول السوق ..
وبين الشبابيك .. وتبيع السوالف ..
وأغصان المساويك ..
ومايخالف .. لو باعتني الحكي ..
الحكي غالي هـ الايام ..
مريتها .. ابي الكلام ..
قلت : ياخاله أنا ..
ان نسوني الناس .. زعلت ..
والى اذكروني الناس .. زعلت ..
صمتي وحروفي مبعثره ..
ضحكت وقالت :
لو عدلت .. سلمت قلب وحنجره ..
ماعطيتها فلوس على هذا التعب ..
وماريحتني من التعب ..
قمت وعلى عيوني غباش ..
مدت لي مسواك جديد ..
عييت ..
وقالت لي بلاش ..
ان كانت سنونك نظاف ..
حطه في جيبك ياولدي ..
يجلي محانيك الرهاف ..
من كل اأحساس ردي ..
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> أستبد
أستبد
رقم القصيدة : 6792
نوع القصيدة : عامي
-----------------------------------
استبد..استبد احيان
استمد كل هذا الظلم من ألمي
اتحد من راسي .. لقدمي
واضرب بعواصفي وبزلزالي
واهّدم الناس .. واهدّم بحالي
لين استرد بعض اثيابي من الريح
ولحمي من الشوك..
وابتعد..ابتعد
واحيان ما املك العواصف .. ولا الزلزال
ولا حتى .. فـ الهجير .. ظلال
لكن استبد..استبد باللي عندي
اضرب بيدي فـ الهوى..بجبيني فـ الصخر
لين اتعب ..اتعب..وانهمد
مثل طفل اضناه البكا.. والسهر
وانتي آخر ماأعد في عمري
واجمل ما أعد
اعشقي ظلم الغصون الخضر للحطاب
والجلد للأنياب..والجفن للسكين
اعشقي هالظالم المسكين...
واتركيني انصهر في الشمس
والا ارتعد في البرد
لكن استبد..واسترد اثيابي من الريح
ولحمي من الشوك
وابتعد .. ابتعد
شعراء الجزيرة العربية >> بدر بن عبدالمحسن >> جرحي بخير
جرحي بخير
رقم القصيدة : 6793
نوع القصيدة : عامي
(1/14523)
________________________________________
-----------------------------------
ومرت سنه .. على فراقك
على صوتك .. واشواقك
غريب كيف االزمن يرحل
واحلام العمر .. تذبل ..
سنه مرت .. وانا أول ..
حبيبٍ يوقد الشمعه
لجرحه في يوم ميلاده
هلا .. بالحب .. واعياده
وكل عامٍ .. وجرحي بخير
مشيت دروبنا .. خطاوي قلوبنا
ومريت الوعد .. وعدنا العام
ماكان الوعد .. ولا الأيام .. هي الايام
وما ادري ليه هالشارع .. نسوه الناس
ومتى هالمقعد الخالي .. يجوه الناس
حبيبي .. ليه فـ غيابك .. يغيبوا الناس
حبيبي .. ايه والله حبيبي .. ايه والله
نساني العمر.. لو انساه
نساني الفرح .. لو انساه
احبه .. ما ظهر نجم .. ونبت عشب .. وسرى براق
أحبه .. لا زمن يشقي جروحي .. لا جفا .. وفراق
أنا هذا الهوى كله .. وقلبي آخر العشاق ..
شعراء الجزيرة العربية >> طاهر زمخشري >> إلى المروتين
إلى المروتين
رقم القصيدة : 6794
-----------------------------------
أهيم بروحي على الرابيه
وعند المطاف وفي المروتين
وأهفو إلى ذكر غاليه
لدى البيت والخيف والأخشبين
فيهدر دمعي بآماقيه
ويجري لظاه على الوجنتين
ويصرخ شوقي بأعماقيه
فأرسل من مقلتي دمعتين
*******
أهيم وعبر المدى معبد
يعلق في بابه النيرين
فإن طاف في جوفه مسهد
وألقى على سجفه نظرتين
تراءى له شفق مجهد
يواري سنا الفجر في بردتين
وليس له بالشجا مولد
لمغترب غائر المقلتين
*******
أهيم وقلبي دقاته
يطير اشتياقاً إلى المسجدين
وصدري يضج بآهاته
فيسري صداه على الضفتين
على النيل يقضي سويعاته
يناغي الوجوم بسمع وعين
وخضر الروابي لأناته
تردد من شجوه زفرتين
*******
أهيم وحولي كؤوس المنى
تقطر في شفتي رشفتين
فأحسب أني احتسبت الهنا
لأسكب من عذبه غنوتين
إذا بي أليف الجوى والضنى
أصاول في غربتي شقوتين
شقاء التياعي بخضر الربى
وشقوة سهم رماني ببين
*******
أهيم وفي خاطري التائه
رؤى بلد مشرق الجانبين
يطوف خيالي بأنحائه
ليقطع فيه ولو خطوتين
أمرغ خدي ببطحائه
(1/14524)
________________________________________
وألمس منه الثرى باليدين
وألقي الرحال بأفيائه
وأطبع في أرضه قبلتين
*******
أهيم وللطير في غصنه
نواح يزغرد في المسمعين
فيشدو الفؤاد على لحنه
ورجع الصدى يملأ الخافقين
فتجري البوادر من مزنه
وتبقي على طرفه عبرتين
تعيد النشيد إلى أذنه
حنيناً وشوقاً إلى المروتين
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> قصائد الرحلة
قصائد الرحلة
رقم القصيدة : 6795
-----------------------------------
1
أوازي الطريقْ
نلتقي في المدى
ربما نلتقي
قد يضلُّ الطريقُ
فأتبعهُ مثل ظلٍّ
أو أضلُّ الطريقَ
وأتبعُ ظلي إلى المُشتهى
فالمدى نقطةٌ
وأنا المتقاطعُ في نقطتينِ
وأقصرُ كلّ الخطوطِ إلى المبتغى
كان منحنياً
20/11/1982 الكوت
**************
2
تركتْنا ( سُدى ) عند جدولها
غريناً
لا نجيدُ الرحيلْ
غَمَرَ البحرُ أهدابها
فاصطفينا الحصى حُليةً
واصطفتنا المسافاتُ
بدواً
بدون دليلْ
كيف لو كسرَ الموجُ أطنابَ خيمتنا ؟
أو تغوصُ القبائلُ في الرملِ
هل نكتفي بالقليلْ ؟
5/12/1982 الكوت
**************
3
تعودُ المدينةُ
نافضةً حزنها في الشوارعْ
وفي الروحِ تمتدُّ قافلةٌ من ذنوبِ الطريقْ
تباهلُ أشجارَها
هربَ البحرُ حين أفاقَ على موجةٍ
من نعيقْ
26/12/1982 قلعه دزه
**************
4
لم أستطعْ إغلاقَ أبوابي
لأستريحْ
لكنني استطعتُ أن أغلق بابَ الريحْ
28/12/1982 بيران شهر
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> أبجدية الليلك
أبجدية الليلك
رقم القصيدة : 6797
-----------------------------------
على لغةٍ واضحه
والشهوة النابحه
رؤيةِ البحرِ
وادّارك الراحلين بصاريةِ الضوءِ
يمضي إلى صحوِ شمسٍ تنامْ
شرفةً
(بالدمعة الفاضحه
مؤجلةً
السارحه
رؤيةِ البحرِ
يعدو بمليونِ نورسْ
يخبُّ
تكاملَ فيهِ التقاربُ
وادّارك الراحلين بصاريةِ الضوءِ
ألقى إلى الصخرِ سحنته المالح
وفي ليلةٍ واضحه
شارعٌ يتعثرُ بالأفقِ
يمضي إلى صحوِ شمسٍ تنامْ
على سكرةِ البارحه
تتكدّسُ أيامُهُ
(1/14525)
________________________________________
شرفةً
شرفةً
أقيمُ المتاريسَ فيهِ
وأجمعُ من بين أنقاضهِ
صدفَ العاشقينَ
كوىً
رتّقتْها المحاجرُ )
(بالدمعة الفاضحه
أيُّهذا الكلامْ
تعالَ
أكدسُ منكَ حروباً
مؤجلةً
وسلامْ
فمثواكَ دفترْ
ومثوايَ في اللغةِ
السارحه
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> قصائد الرحلة
قصائد الرحلة
رقم القصيدة : 6798
-----------------------------------
1
أوازي الطريقْ
نلتقي في المدى
ربما نلتقي
قد يضلُّ الطريقُ
فأتبعهُ مثل ظلٍّ
أو أضلُّ الطريقَ
وأتبعُ ظلي إلى المُشتهى
فالمدى نقطةٌ
وأنا المتقاطعُ في نقطتينِ
وأقصرُ كلّ الخطوطِ إلى المبتغى
كان منحنياً
20/11/1982 الكوت
2
تركتْنا ( سُدى ) عند جدولها
غريناً
لا نجيدُ الرحيلْ
غَمَرَ البحرُ أهدابها
فاصطفينا الحصى حُليةً
واصطفتنا المسافاتُ
بدواً
بدون دليلْ
كيف لو كسرَ الموجُ أطنابَ خيمتنا ؟
أو تغوصُ القبائلُ في الرملِ
هل نكتفي بالقليلْ ؟
5/12/1982 الكوت
3
تعودُ المدينةُ
نافضةً حزنها في الشوارعْ
وفي الروحِ تمتدُّ قافلةٌ من ذنوبِ الطريقْ
تباهلُ أشجارَها
هربَ البحرُ حين أفاقَ على موجةٍ
من نعيقْ
26/12/1982 قلعه دزه
4
لم أستطعْ إغلاقَ أبوابي
لأستريحْ
لكنني استطعتُ أن أغلق بابَ الريحْ
28/12/1982 بيران شهر
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الدوران حول نقطة ظل
الدوران حول نقطة ظل
رقم القصيدة : 6799
-----------------------------------
متوسلا .. أدعوكَ أن تدعَ المشانقَ
والبنادقَ جانبا ،وتكونَ مثلَ بقيّة
الأوطانِ ترحم عاشقيك فأنني أسفاً
لتربتك-التي نبتتْ بها الإبر الحقودة
ميسماً - أجثو وأتلو آيتي ، ولأجل
نحلتكَ العقيمةِ فُتحتْ أزهاريَ الأولى
متى تأتي فصولُ النضجِ ؟ إن
تناسخَ الأرواحِ يرعبني ، فكل
خطيئةٍ تلدُ
الخطيئةَ، هكذا ........
جسدي مواطنُ مخطئينَ ولاجئين من
لتشردِ للتشردِ ، هكذا
........
يتناسل التعتيمُ في جسدي ، فلا
فنى ولا تخبو الحرائقُ في دمي
........
(1/14526)
________________________________________
كم مرةٍ من أجل عينيكَ استباحتْ
!ضحكةُ العشاقِ داري
ولأجل عينيكَ استباحتْ صرخة
!الأحقاد داري
لم تكنْ داري سوى الركنِ القصيّ لداركَ ،
الأشباحُ أنى لي برفقتها؟
واني لي سوى ألمِ التوسلِ أن أكون كما أريدُ ،
كما أريدك أن تكونَ
كنجمةٍ وهنا مداري .............
***
!كم مرةٍ نبدأ
والبدءُ خاتمةٌ ومشنقةُ النهاياتِ ابتداءْ
!كم مرةٍ نبدأ
بالماءِ نطفئُ شهوةَ الإطفاءِ
والإطفاءُ مجمرةٌ
سيسلم من لظاها مَنْ يرى في الماءِ ماءْ
كم مرةٍ
بالصفرِ يبدأُ عدُّنا العكسيّ ، إن
محاوراً للصفرِ قافلةٌ من الأعدادِ والألغازِ
نعجزُ أن نتابعَ خطوها ....
بالصفر يبدأ ظلُّنا وسموّنا والغور نحو قرارِ
ذاكرةِ التقوقع في الزمان الواقفِ - الدوّار
حول تمركز الظلِّ
كم مرةٍ
سندور حولَ نفوسنا مستصحبينَ
.الظلَ ، فينا دورةُ الأشياءْ
كم مرة .........
***
تتصادمُ الذراتُ ... تختصمُ الأواصرُ ...
في سخونتنا الجليدُ يشعُ برقاً ،
كلما اصطدمتْ أواصرنا ، نرى في الماءِ
سرَّ أفولنا ونذوبُ لا نقوى على غور المرايا
مثل أغنامٍ نساااااااااااااااااااق
- كلٌّ يخافُ على بقايا صوفهِ -
للهِ درّهُ ) )
قاتلاً
لا يرتدي إلا قناعَ الذئب
وضحيةً
تجري خفافاً خلف قاتلها
***
قلق
كبندولٍ تأرجحَ بين زهرةٍ وقذيفةٍ
طرنا بنشوةِ عاشقين / هووا كطاووسٍ
تطاير ريشه الشمعيُّ
ماذا بعد هذي اللعبةِ الأخرى ؟
وماذا ؟
مَنْ سيورثُ خطوةً رعناءَ تجهلها الطريق ؟
***
.... ونفرُّ مذعورينَ خلفَ
ظلالنا فنراكَ تعدو خلفنا في دورة
الأفلاك نحنُ الواقفين نراكَ تعدو خلفنا في دورة
الأشياءِ ، يصدمنا جدارُكَ ... مرة أخرى تعكرُ
صفونا في حانةٍ كنّا اصطفيناها
بعيداًعنكَ ، تأتيها كراقصةٍ تُشدُّ لها ال
العيون المستفزةُ ...
ثم تأتينا بزي مقاتل
كم أرعبتنا شارةُ النصرِ المقنعِ بالدماءِ وبالضحايا
ثم تأتي صامتا
......
وتجيءُ،تحملُ فوقَ رأسِ الرمح نجمَ حنيننا
........................
(1/14527)
________________________________________
ما جئتنا يوماً تسامرنا وتعظمَ أجرَنا
ثكلَ الأحبةَ كلّنا
رحلوا
فتهنا بعدهم ........
***
عدْ أيها السادي
إن جراحنا ، مأساتنا وطنٌ يطاردنا
فنهربُ ثم يهربُ كي يطاردنا وأنّا في
سباقِ العمر نلتحفُ أل ( أنا ) ، كيف
التخفي عن عيون العاشقين ؟وعن
عيون المخبرين ؟ وعن عيوني ؟
كيف التحدي والتصدي ؟
نلتقي خصمينَ
- كلٌّ ثاكلٌ لبنيهِ
كلٌّ خاسرٌ في الربحِ
كلٌّ مثخنٌ بالجرح -
عدْ
يا أيها الساديُّ ، إن جراحنا وطنٌ نطاردهُ
فيهربُ ثم نهربُ كي نطاردهُ وأنّا في
سباق الظل نفتضحُ .........
***
متوسلاً
أدعوكَ أن تدعَ المشانقَ والبنادقَ
جانباً وتكونَ مثلَ بقيّة الأحبابِ ترحمَ
عاشقيكَ فأنني أسفا لجرحٍ
مستفيضٍ فيكَ أجثو حانياً
أرثي النهاياتِ التي بدأتْ ........
1984 طهران
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> شجرة العائلة
شجرة العائلة
رقم القصيدة : 6800
-----------------------------------
اشترتْ متراً مربعاً من الأرض
لتقيمَ عليه محراباً للحاضرِ
وقبراً للمستقبلِ
توارثهُ الأبناءُ تباعا
وحين ماتت
لم ينقلها أحدٌ إليه
***
أربعةً كانوا
الأول:ركبَ الموجَ فغرقَ
الثاني:لا يجيدُ الرقصَ على النار
فاحترقَ
الثالث :قال شيئاً
فاختنقَ
والرابعُ كتبَ على
:الشواهدِ الثلاث
اشترتْ متراً مربعاً من
الأرضِ لتقيمَ عليهِ محراباً للحاضرِ
وقبراً للمستقبلِ
توارثهُ الأبناءُ تباعاً وحين ماتتْ لم ينقلها أحدٌ إليه
قيل : جُن
1985 طهران
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> اليوم التالي
اليوم التالي
رقم القصيدة : 6801
-----------------------------------
يطلقُ الليلُ صقراً إلى العشبِ
إذ صدحتْ قبّره
يطلقُ الليلُ خنزيرهُ في المدى
فتعوي الرياح
أين أصواتهم ؟
أين أنفاسهم ؟
يطلقُ الليلُ طيراً
تعودُ
لم تجدْ نغمةً للصدى
لم تجد دوحةً في المدى
وحدها
المقبره
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> نقاط
نقاط
رقم القصيدة : 6802
(1/14528)
________________________________________
-----------------------------------
تبحثُ الروحُ عن نقطةٍ حافله
للبقاءِ الذي فيهِ يمضي التوازنُ
روحاً من الزئبقِ
يبحثُ الجسدُ المتآكلُ عن نزوةٍ زائله
تمنحُ الوقتُ وقتاً
يزيحُ النقابَ عن الزنبقِ
يبحثُ الوقتُ عن نقطةٍ فاصله
لتقومَ الطبيعةُ ضدَّ التطوعِ
بين احتمالِ التناسبِ والمطلقِ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الخريف
الخريف
رقم القصيدة : 6803
-----------------------------------
ارتديتُ دمي رغبةً
تتشهى اللهيبَ
رياحاً
تدقُّ النوافذَ
،توقظُ صلصلةَ الحزنِ
ألحانيَ المتعبه
خطوةٌ
خطوتان
...................
ربما النشوةُ المبتغاةُ بعمقِ
السقوط
- أيها المصطلي بالحنينْ
النوافذُ لم تسعِ الموجَ والعاصفه
وجنونٌ هو الصمتُ
حينَ استحالَ البقاءْ
قد تساقطَ شَعرُ البهاءْ
لا تقفْ
فقميصُكَ قدّتهُ ريحُ الشمالِ وريحُ
الجنوبِ
ولا ترجُ من طفلةٍ همسةً
أو صديقٍ يمنُّ بمعطفهِ الوبري
أيها المصطلي بالحنينْ
ستموتُ إذا انهمرَ الثلجُ
.أو أنكرتكَ الشجيراتُ والأرصفه
- أصطلي بالزفيرِ
ولي
قمرٌ للجنون ْ
ينجلي
في دمي
التصقي
باردٌ كلّ شيءٍ
سوى زفرةِ الحبّ
حين يدبُّ شتاءُ اللقاءِ
حريقْ
وتفيقْ
تحتَ أثوابنا
نجمةٌ
ومواعيدُ جمرٍ
وما بين نهديك وادي عقيقْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> هل كان
هل كان
رقم القصيدة : 6804
-----------------------------------
أتذكرهُ .....
أتذكرُ لغوَه
هل يذكرُ صمتي
أتذكرهُ الآنْ
كان يطاردني في الشارعِ والحانة والمقهى
يتسللُ في العتمةِ
..... عينيهِ
الزائغتينِ وراء الليل
ماذا كان
شرطياً ؟
سمساراً ؟
سلطانْ ؟
أتذكرَهُ الآنْ
كنا ننتظرُ الباصَ الذاهبَ للثورةِ
في آبْ
حدثني عن بردِ القطبِ ونومِ
الأفعى
ناولني معطفه المطريَ
وغابْ
أينَ هو الآنْ .....؟
هل ينتظر الباصَ الذاهب للثورةِ ؟
أو ينتظر الباص الداخلَ للنسيانْ؟
1985 دمشق
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> تقاسيم
تقاسيم
(1/14529)
________________________________________
رقم القصيدة : 6805
-----------------------------------
1 شاعر
في كلِّ يومٍ
يوقدُ النارَ ويبكي
شاعرٌ حزينْ
شكوهُ للسلطانِ ذاتَ يوم
متهماً بالزندقهْ
وقبل أن يصعدَ للمشنقهْ
قد غصَّ في ضحكتهِ
:وقال
لم أعبدِ النارَ
ولكنْ أكتبُ الشعرَ
وحين لا أرى مَنْ يفهمه
أحرقُ أفكاري
وأبكي غربتي
1978 الكوت
2 قرنفلة
على الرصيفِ التقيا
رمى لها قرنفله
ارتطمتْ بالأرضِتحتَ العجله
اصطبغَالشارعُ بالدماءْ
لم تأبهِ السابله
1979 بغداد
3 بُركة
بركةٌ في الزقاق
تهمسُ الأمُّ في إذنِ طفلتها
تجلسُ الطفلة القرفصاء
تعبرُ الأمُّ صوبَ الزقاق
1979 بغداد
4 فضول
أراقبُ فجوةً في الأفقْ
أراقبُ فجوةً في الأرض
أراقبُ فجوةَ البابِ المطلِّ على
دهاليز الكلامْ
....................................
ولم أكُ بانتظارِ أحد
1979 بغداد
5 حالتان
تدخلُ في الزقاق
تصرخُ في الزحام
فيرجعُ الصدى
من غرفٍ مسدلةِ الستار
يخرجُ منها رجلٌ أنيقْ
يصطنعُ التزويقَ والحذلقه
وامرأةٌ فضفاضةُ اللسانِ والثياب
والنظرةِ الشبقه
فيرجعُ الصدى
من غرفٍ مطفأةِ الأنوار
......................... يرتسمُ الردى
تدخلُ في الزقاق
تصرخُ في الخلاء
فيرجعُ الصدى
كنجمةٍ محترقه
تضيءُ في المدى
أغنيةَ الحلمِ
الذي يخطو إلى مشنقه
1979 النجف
6 كمين
كغزالٍ
عند النبعِ تلفّتَ مذعوراً
وشباكُ الصيادِ تطاردهُ
والغزلانُ تطاردهُ ..........
يغترفُ أخيراً
..................
ماذا بعد الرجفةِ
والعَودِ إلى شركِ الصيادِ مطيعا ؟
.........................
.........................
كانَ الخوفُ ربيعا
1980 النجف
7 الأرض
كانتِ الأرضُ مستويه
فلماذا تميدُ وتنخسفُ
حينما ينطقُ الصمتُ في الزاويه؟
1980 الكوت
8 امرأة
امرأةٌ
تدخلُ الآنَ مملكتي
امرأةٌ
لا تجيدُ الغناءَ ولا الرقصَ
في غمرةِ الإنتشاءْ
حينما أحرقوا جسدي
رقصتْ فوقَ ناري
وغنتْ
كجاريةٍ ماهره
امرأةٌ
لم تكنْ عاهره
1980 النجف
9 حرب
قطرةٌ من نحاسْ
(1/14530)
________________________________________
سقطتْ من جبينِ النفيرْ
النعاسَ
النعاسْ
يستغيثُ الضميرْ
22 / 9 / 1980 النجف
10 حريق
وقفَ الشاعرُ في منعطفِ الليلِ
فمرتْ قرب عينيهِ غمامه
أمطرتْ جدباً وناراً
فاستغاثَ الخوفُ بالإطفاءِ
كانتْ من خراطيم المياهِ النارُ
تسقي ظمأَ الماءِ
وتعدو
دخلَ الشاعرُ في محبرةِ الصمتِ
وغابْ
حينما أدركَ في العمقِ قرارَه
1981 المحمره
11 أسوار
( لم يكتبْ عنها كافافي )
حينَ شرعَ البناؤون ببناءِ جدارٍ حولي
كنتُ أحلمُ باللبلابِ
وحين أشادوا السقفَ
صارتْ عندي زاويةٌ أرحلُ منها
وحين سمّروا النافذةَ
الوحيدةَ بقطعة خشبٍ أسود
فرحتُ - لأني أملكُ لوحاً -
في الصبحِ وجدتُ شرطياً عند البابِ
عندئذٍ أيقنتُ بأنَّ اللعبةَ متقنةٌ
1981 مشارف عبادان
12 طوفان
من سقفي جمّعتُ الأخشابَ
صنعتُ سفينه
حينَ رأيتُ الإعصارْ
لكنْ حينَ دعوتُ الأهلَ
،حبيبةَ قلبي
وطني
سخروا مني
فرفضتُ الإبحار ْ
1982 الكوت
13 غُراب
هذا أوانكَ
فاتخذْ من أيكةِ الليلِ سريراً
كل موسيقى العصورِ ستنحني
لنعيقكَ الفضيِّ
غرّدْ ما تشاءُ
فأنتَ أنتَ الطائرُ الأوحدْ
كنْ ما تشاءُ
فأنتَ ذاكرةُ الحقولْ
منْ قالَ إنكَ أسودٌ ؟
أفلا يَرَونَ جناحكَ الفضيَّ
في قَدَرِ الأفولْ ؟
1982 بغداد
14 مقام الليلْ كاهْ
الليلُ في الشرفاتِ يسعلُ شهوةً
إنْ شاءَ
يعدو تاركاً خلفَ المسافاتِ
إتقادَ العمقِ
أو طابتْ له الأحلامُ
ينصبُ خيمةً
أطنابها الشجرُ اليتيمُ
وقامةُ المجهولُ
يلعبُ بالنجومِ النردَ
يخنقُ ضحكةَ الباكين
1983 كرج
15 أصيل
تركَ الخببْ
مذْ كانَ مهراً جامحاً
نحو اعتلاءِ النجمِ يمضي
فاستبدَّ به التعبْ
نشطَ العنانَ بعنقهِ
كيلا يُعادَ الى اصطبلْ
أو أن يروّضَ كالخيولْ
هو لا يطيقُ سوى السهولْ مرعىً
ولا يعدو على نغمِ السياطْ
هو هكذا شَبْ
1983 طهران
16 الكوت
إلى : فرج شاوي
أنتِ ضيقةً
والقصيدةُ متسعي
قد أواريكِ
لكنني
سأسميك أرضاً
وأبقيكِ في اللامعي
1983 طهران
17 جدار
ما كانَ لي جدارْ
(1/14531)
________________________________________
أحفرُ في آجرِّهِ الركابْ
في ظلِّهِ أنتظرُ الزمانْ
أخطُّ في لوحتهِ صبابةَ الجموحِ
لكنني
وكلما اقتربتُ من جدارْ
ينهارُ تحتَ وابلِ الغيابْ
يردمني
يكسرُ ساقَ بوحي
1984 خرم آباد
18 خيانة
أبيحُ لكَ ما لم أبحْهُ لنفسي
قالت الزهرةُ للأريج
قالَ الكونُ للشاعر
قالَ الشاعرُ لحبيبتهِ
غيرَ أنَّ الزهرةَ ذبلتْ
الكونُ ضاقَ
وخانتِ الحبيبة
1984 طهران
19 الحقيبة
أيتها العربةُ التي حملتُها
كنتِ معي
في الطريق التي ضلَّ فيها الدليل
في الطريق التي ضنَّ فيها الدليل
في الطريق التي تركتني
هل ستبقينَ معي
حينِ لا تتسعُ الطرقُ إلا لمسافرٍ وحيد ؟
منَ سيحملُ الآخرَ
حينما لا تتسعُ عرباتُ النقلِ لمقعدين ؟
1984 طهران
20 قطار
إلى : كريم ناصر
سكةٌ تستطيلْ
والقطارُ ــ الذي غادرتهُ المحطاتُ
في غفلةٍ -
وصلَ الأفقَ مبتهجاً
في دواليبهِ
كانَ قلبُ
22 هوس
بصيفِ الروحِ
كنتُ أبخّرُ الكلماتِ
أتبعُها
حماماً غادر الأعشاشَ ــ لمّا
ينبتِ الزغبُ -
استحمتْ أوّلُ الرغباتِ
واغتسلتْ أمانيَّ - الهزالُ
بماءِ نشوتها
لتنتفضَ اشتهاءً مرةً أخرى
وتطفو
....................................
..كانتْ قبضةً من نارْ
... حاصرها الهشيمُ
وعنفوان الماءْ
1984 طهران
23 شتاء
رصيفٌ موحلٌ
مطرٌ
مظلةُ عاشقينِ
...............................
...............................
وقفتُ
عند شواطئ البركِ الصغيرةِ
أرقبُ الأوراقَ
يجرفها الحنينُ
إلى مرافئ ضحكةٍ غرقى
1984 طهران
24 غبار
أتكون الكأسُ الأخيرةُ فراشةً ؟
أم ريحاً ؟
في الحانةِ
الكأسُ سكرى تَعِبُّ رعافها
وأنا يقظانُ
أبعثرُ أوراقي لأجمعها
أتكونُ قصيدةً ؟
أم غمامةً
تهطلُ غباراً على رفوفي ؟
1984 طهران
25 مشهد
جبلٌ على رأسي
يئنُ من الدوارِ
تلفّهُ سبّابةٌ فقأتْ عيون السهل
......................
تخيلتُ الجبالَ نهودَ عاشقةٍ
وإذْ أمسكتُ حلمةَ صخرةٍ
نزفتْ حليبَ الشهوةِ العذراءِ دم
1984 طهران
26 هوس
حين ألقى السكونْ
(1/14532)
________________________________________
ورقَ اللغوِ
في لحظةٍ نزقه
قمرٌ للجنونْ
خطَّ وهماً على صفحةِ الليلِ
زنجيةً شبقه
1985 دمشق
27 خاتمة
حاء
ميم
ما أنزلنا هذا الحبَّ لتشقى
بل كي يسمو هذا الصلصالُ لذاكرةِ الغيبِ
حدوسا
كي يتدفقَ ماءُ الوجدِ
ويجري منأصلابِ الليلِ
وترائبِ زهراتِ الحلْمِ
شموسا
ولكي يسري هذا القلبُ
ويمضي نحو الولهِ الفضيِّ
يحدثني الصمتُ
بأنَّ الدمعَ سيقرعُ في هذا
الحبِّ
نحاسا
تصطفُّ الكلماتُ
وتلبسُ ثوبَ الإلحاد الصوفيِّ
وتهرعُ للطرقاتِ
لتبحثَ عن نجمٍ ينبئُها
أنَّ مجوسا
عادوا بالبشرى
فلتفتحْ أبوابَ قراكَ
وتقرعْ للحبِّ طبولا
فسيولدْ نهدٌ يتحدثُ في المهدِ
وسيلقي النجمُ مفاتيحَ السر بكفك
فاقرأ
إنا اعطيناكَ الصمتَ رسولا
1985 دمشق
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> تحت نصب الشاعر المجهول
تحت نصب الشاعر المجهول
رقم القصيدة : 6806
-----------------------------------
بينَ رحمِ الكلماتِ وسجنِ الرؤيا
وكان رحيلُ الشاعرِ
،تسعةُ أشهرٍ
وجاءَ خديجاً
وكمالِ المطلق
،عشقَ أمه
قتلَ أباهُ
في السجنِ كانَ يُشارُ إليهِ بأصابعِ الاتهامِ والتفردِ
ويكرهُ الأحرارَ - السجناءَ
فعشق الحرية
عشقَ امرأةً سرقتهُ من نفسه
منحتهُ ما
عشقَ الـ ( ما ) والـ ( لا ) وكلّ حروفِ الرفضِ
وظلَ كئيباً
ولنفسه : لا
فصار المعارضَ دوماً
وذهبَ لنفسهِ حينما طردتْهُ الأرضُ
يدخلُ حانَ الغرباءِ
ويمزجُ الرمادَ بكأسٍ
************
1
وجههُ ، ولم تحملْ أيةَ علامةٍ تدلُ
2
وبقايا لحمٍ محروقٍ وخارطةُالـ(عراق )
جميلةٍ لم تُشاهدْ من قبل .
تقرير آخر عن مصير الجمجمة
قالَ الشرطيُ : لنسجنها
وقالَ غريبٌ آخرُ : أنا أعرفها سأنقلها إلى ذويها
صرختِ الجمجمةُ : لا
ولله : لا
ولنفسه : لا
وللـ( لا ) : لا
فصار المعارضَ دوماً
ذهبَ للأرضِ حينما أخرجه اللهُ من مملكتهِ
وذهبَ لنفسهِ حينما طردتْهُ الأرضُ
وكسرَ بيضةَ نفسهِ حينما وجدَها لا تتسعُ لكلّ أحلامهِ
(1/14533)
________________________________________
وسافرَ بعيداً يحملُ في عينيهِ الرفضَ
وذكرى امرأةٍ علّمتهُ اللذةَ
في كلّ مساء
يدخلُ حانَ الغرباءِ
يحرقُ خارطةَ وطنهِ
ويمزجُ الرمادَ بكأسٍ
يشربها حتى الثمالةِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تقرير الشرطة الكونية
1
وجدتْ في أقصى الكونِ جمجمةٌ إنسانٍ لم يُعرفْ
وجههُ ، ولم تحملْ أيةَ علامةٍ تدلُ
على أنها لإنسانٍ من هذا العصر .
2
في المكانِ نفسهِ وجنب الجمجمةِ كانت كأسٌ فارغةٌ
وبقايا لحمٍ محروقٍ وخارطةُالـ(عراق )
وصورةُ امرأةٍ
جميلةٍ لم تُشاهدْ من قبل .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير آخر عن مصير الجمجمة
قالَ رجلُ الدين : لندفنها
قالَ الشرطيُ : لنسجنها
قال الأثريُ : لنضعها في متحف الغرائب
وقالَ غريبٌ آخرُ : أنا أعرفها سأنقلها إلى ذويها
وحينَ همَّ بحملها
صرختِ الجمجمةُ : لا
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الهواء الأسير
الهواء الأسير
رقم القصيدة : 6807
-----------------------------------
نافذةٌ نصفُ مفتوحةٍ
للهواءِ الأسير
وذاكرةِ الضوء
هنا الليلُ مرَّ سريعاً
ببذلتهِ القرمزيه
وربطةِ عنقٍ من الليف
سارقاً ضحكَ أحزاننا في حقيبته
أين يرحل ؟
وهل يخلعُ الليلُ أسنانهُ اللؤلؤيةَ
حين
يمرُّ على حرسِ الصبحِ ؟
أينَ هو الآن ؟
قيلَ: رأوهُ قتيلاً
وقيلَ : اختفى عند عاهرةٍ
وقيلَ
وقيلَ
ولكن .........
أينَ أخفى حقيبتهُ ؟
أينَ أحزاننا ؟
نافذةٌ نصفُ مفتوحةٍ
للهواء الأسير
وذاكرة الضوءِ
هنا الليلُ مرّ سريعاً
ببذلتهِ القرمزيه
وربطةِ عنقٍ من الليفِ
يشهر نحوي مسدسهُ
ويبتزُّ مني مزيداً من الحزنِ
مزيداً من الاختناق
ولا شيءَ
غير الهواءِ الأسير
لاهثاً
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> صَيّاد
صَيّاد
رقم القصيدة : 6809
-----------------------------------
صيادُ سمكٍ عجوز
لا يرى أبعد من كفيه
(1/14534)
________________________________________
رمى صنارتهُ إلى السماءِ
وانتظرَ الشمس
1985 كوبنهاكن
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> نافذتان
نافذتان
رقم القصيدة : 6810
-----------------------------------
في ذلك الزقاقِ الضيق من العالم
الأضيق، كانت هنالكَ نافذتان ورموشٌ
تقطرُ أحزاناً وصبي يرشقُ
إحداهما بحجرِ البراءةِ
مازالَ الزقاقُ الضيق ضيقاً والعالمُ
أضيقَ غير أن النوافذُ بدأتْ تتسعُ
وتأخذُ مساحةً أكبرَ من الجدار
... والآن
وقد انصهرَ حديدُ النوافذِ وانهارتِ
الجدرانُ تحتَ وابلٍ من قذائفِ
النسيانِ ، لا تزالُ في ذاكرتي
نافذتان
وفتىً
يرشقُ النافذةَ الأخرى بالزهور
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> قصيدة العناصر
قصيدة العناصر
رقم القصيدة : 6811
-----------------------------------
الماء
فشلَ الماءُ في إطفاءِ حرائقِ الروح
فشلَ الماءُ في إرواءِ ظمأ الحقول
فشلَ الماءُ في تطهيرِ الأجسادِ المبتلَّةِ
بالوحلِ
فشلَ الماءُ..............
فراح يغسلُ نفسهُ من أدرانِ الأرض
واكتفى بالمسيرِ إلى الـ
م
ن
ح
د
ر
ت
الأرض
حينَ أبصرتِ الأرضُ زحفَ الخراب
هالها وجهها
فاستشاطت
ودارت على نفسها دورتين
نفضتْ خلقها
وتصابتْ
تعرتْ
:وقالتْ
هيتَ لك
يا مليكي الصغير
فأن أباكَ الذي في السماء
نا
ئم
ن
الشمس
تسّاقطُ أوراقُ التوت
تأخذُ حوائيِ واحدةً
أخذُ أخرى
لنعيشَ العصر الشعريِّ
ولكن في الشمس
النار
أيتها النار ..
لم يبقَ لهذي الروحِ سوى الكيْ
لست مجوسياً
لكنَّ النجمَ يحدثني
عن ظلماتٍ أبعدَ من هذا الليل
عن نجمٍ يُقتلُ في نافذتي
ونبيٍّ يعمهُ في الغيْ
أيتها النار ...
لم يبقَ لهذي الروح سوى ...
1985 دمشق
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الصديق
الصديق
رقم القصيدة : 6812
-----------------------------------
كانَ جالساً أمامي بوجههِ الكئيبِ وعودهِ الناحلِ
يبتسمُ إذ أبتسمُ ويعبسُ إذ أعبسُ
أتذكرُ أني رأيتهُ
مرةٍ حينما كنّا صلصالاً في شرفاتِ قصرِ اللهِ
(1/14535)
________________________________________
ومرةً أخرى في جهنم
لماذا اختارني من بين كلّ هؤلاءِْ الجالسين ؟
ولماذا لم يذهبْ مع مُحبي الكرة لمشاهدة التلفزيون ؟
أراهُ غريباً
ينفضُ عن رأسهِ أفكاراً كترابِ القبرِ
أقرأُ في وجههِ
ثلاثينَ عاماً من الحيرةِ
ثلاثينَ عاماً من الرحيل إلى مدنِ الحلمِ المغلقة
ثلاثينَ عاماً من السهر
يقرأُ كتابي
ويرتدي كفناً
لماذا غامت عيناهُ حين رآني أغازلُ تلك الشقراء؟
هل يشعرُ بالغيرةِ ؟
ــ أكرهكَ
يضحكُ ويتمتمُ بكلماتٍ لا أسمعها
والآن سأتركهُ يمارسُ اللعبةَ وحدهُ
ولكن حين خرجتُ
تذكرتُ بأني نسيتهُ
فعدتُ
وجدتهُ يبحث عني
بوجههِ الكئيبِ
وعودهِ الناحل
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الأمّهات
الأمّهات
رقم القصيدة : 6813
-----------------------------------
جئنَ من أقاصي حقولِ الحزنِ
تلوحهنَّ شمسُ المراعي وليل الخرافات
بأقدامٍ مشققةٍ كأرضٍ عطشى
ما كُنّأ لننامَ إلا على رائحة (الخضيرة)
ورائحةِ العرقِ الشبقي
كيف تعلمنَ الغناءَ وموسقةَ الحشرجاتِ على عيوننا؟
كيفَ تعلمنَ التحضير للثورةِ واتّقنَّ الخيانات ؟
كيفَ استطعنَالبقاءَ في غابة الآباء الموحشة ؟
..........................................
لماذا أسكرتنا الأمهات بـ ( ماء الغريب ) ؟
فصرنا نهذي بالوطن
لماذا عتقنَ بكاءنا ؟
فعتقنا فوضانا ونزقنا
لماذا قمطننا بحديدِ براءاتهنَ ؟
ألكي نحسنَ المشي في الطرقات المعوجة
ونجهل السير في الأنفاقِ السرية للروح ؟
نتشهى السجنَ
ولقد دعونا كلَّ ذوي الشوارب المفتولة والعصي الغليظة
عمومتنا
منحناهم ولاءَنا
فسرقونا حليبَ الأثداءِ ودفءَ الأفخاذ
حتى أبوابَ انعتاقنا سرقوها
مرددينَ ما يمليه وحيُ نبوءاتهنَ
ــ البرقُ الكاذبُ من الغيمِ الكاذب ــ
ــ والبادئُ أظلم ــ
لماذا كل ذلك قد حَدَثَ ونحنُ لم نفطنْ ؟
جئن من أقاصي حقول الحزنِ
تلوحهنّ شمسُ مراعٍ جرداء
وليلُ خرافاتٍ ساذجة
....................................
(1/14536)
________________________________________
....................................
أيها الطفل القادم بعدي
كيف تنام
دونما خرافةٍ
أو رائحةٍ شبقية ؟
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> 1002
1002
رقم القصيدة : 6814
-----------------------------------
ذلكَ المحاربُ الذي حفرتْ على جبينهِ الرياحُ الصيفيةُ بقعاً كالجدري
من أين جاءَ ؟
من أين جاءَ ... بخنجريهِ المنتصبِ والمعقوفِ
ــ الصاعد نحو نطاقهِ والمتدلي منهُ ــ
ضحكتْ مراهقةٌ
استنفرتْ كلابُ الشرطةِ
إلى أين سيمضي ؟
يشقُ البحر لتمرَّ قوافلهُ ــ بجِمالها وهوادجِ أعراسِ الحزنِ ــ
ينصبُ خيمتهُ في عراءِ البحرِ
يدقُّ الأطنابَ على الموجِ
ويركبُ حوتاً أحمرَ
يطوّحُ بالموجِ ويرحلُ في الأقاويل
ينقشُ على كوفيتهِ أمجاداً وهو الخاسرُ حتى الرملَ
يحاكي بناتِ الجنِّ اللائي يدركنَ خسارتهُ
يلقنهنَّ لغةَ القهرِ المنسيةَ في ذاكرةِ الموتى
والأحلامَ المتروكةَ في الأنهارِ المهزومةِ
فيرضعنَ حليبَ النجمِ
ويتدفأنَ بثلجَ الرعشات
يُخرجُ خنجرهُ الصاعدُ نحو نطاقهِ
تقفُ الموجةُ
تتعرى
تمنحهُ كلَّ أنوثتها
ويهربُ منه القمرُ المختالُ
كيفَ يمارسُ طقوسَ نبوءتهُ وهو الخاسرُ حتى صحراءَ الحلم؟
وكيف يدركُ ما في الغيبِ وهو الهاربُ من رائحةِ الصمت ؟
وحينما أخرجَ خنجرَهُ المشنوقَ بحبل نطاقهِ
منحتهُ الحورياتُ مفاتيحَ مدينتهنَّ
وألبستهُ مليكتهنَّ المتغطرسةُ تاجها اللازوردي
فصار الربَّ
قتلَ البحر بألفِ ليلةٍ
ــ كلّ ليلةٍ يغتصبُ موجةً ويقتلها في الصباح ــ
وفي الليلةِ الأولى بعد الألف
جاءتهُ الصحراءُ
:حدثتْهُ عن
محاربٍ حفرتْ على جبينهِ ]
الرياحُ بقعاً كالجدري وألبستهُ
الصحراءُ حلةَ القتالِ وودعتهُ عند
تخوم الفجر ، ومنذ أن
غادرها لاتزالُ تردُّ الخاطبين وتنظمُ
حبّاتِ الرمل قلادةً
[...... لجيدِ وليدٍ ثكلتهُ
في الليلةِ الثانيةِ بعد الألف
أخرج خنجرَهُ المشنوقَ بحبلِ نطاقهِ
وحزَّ وريدَهُ
......
(1/14537)
________________________________________
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> لوحات سويدية
لوحات سويدية
رقم القصيدة : 6815
-----------------------------------
1
نورسي سيدُ البحر هذا
فهل تلعبينَ معهْ ؟
تلعبينَ معهْ
أو تغوصينَ للقاعِ
بحثاً عن الطحلبِ المتعفنِ
كي تدخلي مخدعَهْ
لا تنطّي إلى البحرِ
إني أعلنتُ للمدِّ
أن يغلقَ البابِ دونكِ
أعلنتُ لليلِ
أن يخنقَ الآهةِ المُفزِعهْ
فأنا سيدُ البحرِ
يا ضفدعهْ
2
على كفي
ألقّنُ طائرَ الشهواتِ ذاكرتي
وأطعمهُ الأناملَ
وهي تكتظُّ بسيلٍ من رحيقِ الجمرَ
أثقفهُ الطعانَ
وكيف ينجو من شراكِ يدي
3
للحسرةِ إذ تزفرها الروحُ مطرٌ ورماد
قال الصوفيُّ الجالسُ تحتَ شجرةِ الحكمةِ
باحثاً عن ثقبٍ في الروح
وبيديه المصطبغتين بدماء الفكرةِ
تلمسَ صدرهُ
جرحٌ عميقٌ
ينزفُ منه الكون
نافذةٌ زرقاء
يدخلُ منها الله
4
في الليل تتفتحُ زهرةُ عباد الجمر
أدعو الفصولَ بألحانها
الشتاء
الصيف
الخريف
الربيع
5
يتساقطنَ كأوراقِ التوتْ
فبأيٍّ أتعرى ؟
أم ذاكَ خريفي ؟
وخيولي مسرجةٌ بالصوتْ
أرسمُ أحلاماً
أتقرى
أيّاً ستكونُ رديفي ؟
أيّاً تكتبني للذكرى ؟
أم
أيّاً في عينيها سأموتْ
6
بثيابِ الينابيعِ
تبدو الأميرةُ عاريةً
في الحقولِ تخطُّ على صفحةِ العشبِ ناراً
وتعبرُ قنطرةَ الجسدِ المتوقدِ
نهرَ حليب
وتمضي الأميرهْ
ستدخلُ بيتَ الينابيعِ
تسدلُ أستارها
وتفجرُ بركانَها
كي تضيءَ السريرْ
غير أن الأميرْ
يتدلّى بحبلِ الضفيره
1986 فايله
7
التقيتُ ظلالي
وكنتُ الذي لا يرى غير ما لامستهُ الأكفْ
وكدتُ أبوحُ بما اقترفَ العمرُ يوماً
ولم يعترفْ
ورأتني الظلالُ
وكنتُ أراها
وكلُ يرى وجههُ في المرايا
وأينَ التقاهُ
وأينَ وقَفْ
وحانَ الفراقُ
فكلٌ طوى ظلهُ
وانصرفْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> من لوح بابلي
من لوح بابلي
رقم القصيدة : 6816
-----------------------------------
لقد حانَ اليومُ وأزفتِ الساعة
سأهيبُ بالشمسِ فتتركُ شعاعها
(1/14538)
________________________________________
وأغطي بالظلام الدامسِ وجه النهار
فمَنْ ولدتهُ أمه في يومٍ ماطر
ستدفنهُ في يوم مسغبة
ومن مضى في طريقٍ مرويةٍ خضراء
سيتخذ في طريقِ عودته طريق غبارٍ ورمال
( من لوح بابلي)
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> بلقيس
بلقيس
رقم القصيدة : 6817
-----------------------------------
لم تغفُ منذ ثلاثةِ أيامٍ
أو منذ خريفِ الكرم المتعرشِ في الروح -
تجلسُ صامتةً
وتتابعُخطوَ العثّةِ في العرشِ
وخطوَ العثّةِ في الروح
ترنو للفجر الشاحبِ في المرآة
تسبلُ جفنيها
وتقبّل ذيلَ الهدهد
بلقيسُ مُتوجةٌ
بالنار
وأكاليل الفتنةِ
تغني :
........................]
الخ[ .........................
تسدلُ نافذةَ الصبحِ
وتخرجُ
يتبعها الألقُ الشرقيُّ
ورائحةُ الدمع
لم تغفُ منذ ثلاثةِ أيامٍ
أو منذ سقوط الشعر الأسودِ
في ذاكرةِ الليل -
يحملها عفريتُ الجنِّ إلى حانِ
الغرباء
تكتمُ حسرتها
تجلسُ فوق العرشِ المتضعضع
وتتابعُ خطوَ العثةِ في الروح
تثرثر ...............
تشطبُ يوماً من عمرِ الوردِ
وتكتبُ بالطلّ
- لم تغفُ منذُ ثلاثةِ أيامٍ
أو منذ خروجِ السيد آدم من
مملكةِ الله.
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> مفتتح
مفتتح
رقم القصيدة : 6818
-----------------------------------
زارني ( دجلةٌ ) في المنامِ فقلتُ :
- أيا سيّد العارفين بهذا الخرابْ
- أيّهذي المياه التي اصطبغتْ بالدماءِ ،
الحنينِ ،
القوافي
هل لكِ أن تُدلي المسافرَ نحو العراق ؟
أشارتْ إلى نجمةِ القطبِ قالت :
طريقُ المنافي
- والودائعْ .. ؟
- غانياتٌ سُبينَ لأرضِ المغولْ
واحتفظتُ بواحدةٍ
همستْ
فانتشيتُ بخمرِ الذهولْ
- هذهِ الأرضُ أُورثها الشعراءَ
يقيمون فيها جنانَ القصيده
بعدما مُلئتْ بالحرابْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> فواتح
فواتح
رقم القصيدة : 6819
-----------------------------------
1
(1/14539)
________________________________________
طللٌ لنا نبكيهِ أم نلغيه ؟ نحنُ سلالةُ الأطلالِ والأسلافِ .. نحنُ رسيسُ وهنٍ نحملُ الأسفارَ والأطلالَ ، فينا نشوةُ الماضين نحو أفولهم ، حزنُ الشجيراتِ الصغيرةِ في مسار الدمع ، نكتم ضحكةَ الباكين فوق منافض الكلمات ، تكتبنا وترسمنا لهم وعلى بقايا زهرةٍ يبكو
2
قمرٌ على الأبواب يرسمهُ الدجى
ويلوّنُ العتباتِ بالفيروزِ ،
يفتحُ كوّةَ الأطيافِ في نزقٍ تطلُّ على اندحار غزالةِ الرؤيا أمام نسور ظلمتهم وتلغي مهرجان اللونِ في صبحٍ تكللَ بالطيورِ والندى ..
قمرٌ على الأبوابِ يرسمهُ الدجى
ويلوّنُ العتباتِ بالفيروز ،
يكتبُ أبجدية سرّهِ المهزوم في لوحٍ تهشمَ صمتهُ العذريّ . تلك سلالةُ الطين المعفر بالسخامِ وبالحروفِ ، وبالحروفِ ــ سُلافةُ الأسلافِ ــ تكفيرٌ لكلّ خطيئةٍ ألقت بهذا الطين في وادي التمرد ، آهِ يا طينَ السلالةِ كم تبرأنا وها إنا نعود إليكَ نجمعُ من أريجكَ نف
قمرُ الردى
3
قمرُ الطفولةِ يقتفي أثرَ المحاقِ ،
على طفولتنا يخطُّ سحابةً صفراء أوهَمَنا فأعطيناهُ كلَّ الخيطِ فرَّ بنا ، فشاهدناهُ يغوي نجمةً عرجاءَ في التابوتِ يُدخلها ، وكنا نسمعُ الأرواحَ تعزفها الخطايا ... تلك كانت أبجديةَ ظلنا ، كنا نمدُّ الى الجذور يداً فنلمسُ موتها في الشمسِ ، جذوةَ نضجها الممتد
ابتهال
عَبَدَ اليمامةَ ... علّمتهُ غناءَها / فالشعرُ كانْ
عَبَدَ المياهَ ... فعلّمتهُ رحيلَها / فالنفيُ كانْ
عَبَدَ النجومَ ... فأقرأتهُ ضياءَها / فالدمعُ كانْ
عَبَدَ الحياةَ ... فأطعمتهُ قليلَها / فالموتُ كانْ
أسفاً عليهِ فلمْ يزلْ انسانْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> هكذا ابتدأ الجنون
هكذا ابتدأ الجنون
رقم القصيدة : 6820
-----------------------------------
ا
شاهدَ إنساناً بلا إنسانٍ ، شارعاً يمشي في أزقةٍ ضيّقةٍ ،
(1/14540)
________________________________________
زاحمَ مشاعرَ الوقتِ الساكنِ تحتَ لغطِ الخطواتِ وحطامِ الهواء ، الشارعُ يلتفُّ على الشارع ، والناسُ لا يتذكرون أصابعهم إلا في حضرةِ النهدِ النافرِ وسلخِ الوشمِ عن ظاهرِ اليد .. واليد لا تذكرُ قبضتها إلا في هذيانِ اليافطاتِ المسمّرةِ على سياجِ حديقةِ الحيوا
ب
جلسَ عند جثمانهِ الملقى عند ضفّةِ تمردَ الماءُ عليها ،
تتبعَ آثار حروقٍ في جسدِ الحقيقةِ وأحلامَ الزيف ،
ج
سار طويلاً يبحثُ عن نافذةٍ تعطيهِ العالم .. أو ترميهِ قتيلا ،
شاهدَ البؤسَ مناديلَ توضعُ في الجيوب ،
صدّقَ كذب الناس :
الساعة
والشمسُ ضياءٌ ودفء )
سمعَ همسات الناس " تمثالُ الطاعون "
د
شاهدَ القحطَ في كلّ سنبلةٍ والجوعَ عربةً تجرها خيولٌ متخمة ،
حينما تخطّى الصدقَ والكذب
فراح يتلمسُ الجدرانَ
صوت
لا يرى خلفَ كفيهِ غير الضبابْ
فانزوى تحتَ شرفتها الساهره
هل يرى شرخَهُ
لانسدالِ الجفونِ على الذاكره ؟
.. ماضياً
الساعة
لا يرى غيرَ شرفتهِ
خائضاً
السمكُ لا يعيشُ إلا تحتَ سقوفِ الماء
في رمالِ السرابْ
والشمسُ ضياءٌ ودفء )
شاهدَ تمثالَ الحريةِ .. هشّمهُ .. وقفَ محلهُ
سمعَ همسات الناس ـــــــــــــ " تمثالُ الطاعون "
د
- إذا غادرتِ الأشياءُ نفسَها ، يكبر الزمنُ
قال لنفسِهِ وغادر المدنَ يحملُ أسفاراً
دخلَ قرى جاثيةً عند روافدِ الظمأ العظيم ، خطوةٌ دفعتها الرياحُ إليهِ ... يوماً من سلالةِ الأيام .. كان يوماً للحصاد المر ،
شاهدَ القحطَ في كلّ سنبلةٍ والجوعَ عربةً تجرها خيولٌ متخمة ،
شاهدَ امرأةً من قشّ تذروها المحاريث ..
هـ
حينما تخطّى الصدقَ والكذب
لم يرَ الأرضَ على وجه الأرضِ
فراح يتلمسُ الجدرانَ
تسبقهُ عصاه .
صوت
.. واقفاً
لا يرى خلفَ كفيهِ غير الضبابْ
أمسِ ، نافذةٌ رشقتهُ بنرجسةٍ
فانزوى تحتَ شرفتها الساهره
هل يتابعُ ذاك الجدار ؟
هل يرى شرخَهُ
نازلاً
لانسدالِ الجفونِ على الذاكره ؟
.. ماضياً
لا يرى غيرَ شرفتهِ
خائضاً
(1/14541)
________________________________________
في رمالِ السرابْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> أحلام
أحلام
رقم القصيدة : 6821
-----------------------------------
يتناسلُ الضوءُ موجةً إثر موجة
على ذاكرة الفراغ
ينسجُ الرمادَ رداء فضفاضاً للعاصفة
التي تكسرُ ساعةَ السماء وتهدم أبراج النفس .
الحيرةُ هدأتْ
فجرادُ الشكّ اجتاح حقول السؤال
واهترأت الجداولُ
قضيَ الأمر
يتعفنُ الأرقُ
تسقطُ الكآبة
تصيرُ سريراً
حلمتُ .......
ا
حلمتُ أن الطبيعة جسدٌ منخور
حلمتُ أن للخبز روحاً تتحطم
والشعوبَ فتاتث الحطام
حلمتُ أن الخليفةَ نائمٌ والزمانَ ستارةٌ
وأنا أسكن الكتاب
أفاجئ الطفولةَ برصاصةِ السنبلة
- لكنّ الخبز مات
- هاتِ سنبلة الكتاب إذن
- ليس للكتاب سنبلة
- هات الأكفان
واتلُ صلاةَ النهر
واطلقْ أجنحةَ التابوت
لترحل ....
فربانُ الغيم يعزفُ على قيثارة الضفاف أغنيةً الغصون
- لا توقظِ الخليفه
لا تفتحِ الستاره
بل
لا تحصدِ الكتاب
صوت
لا تغسلْ العاصفه
في جدولِ الرمادْ
لا تدعِ الجرادْ
يرضعُ من سنبلةٍ راعفه
ب
حلمتُ أن الطبيعةَ حُبلى والشمسُ رئةٌ مثقوبةٌ
تنفثُ عصيّاتِ التعفنِ في عروقِ الرياح
ساحرٌ يجلدُ الأرضَ بسياطٍ من برق
يتحركَ الجنين
فتمطرُ السماءُ نجوماً وينكشفُ الحجاب
يومئ بعلامة الصليب
ويتلو ما تيسر من ( رأس المال )
يعود الشرقُ إلى شرقهِ
والغربُ إلى غربهِ
كلٌّ يلومُ نجمه
واليقظةُ ظامئةٌ
تطفو فوق منابع الخجل
سعالٌ
سعال
يمتلئ الهواء عفناً
الهواء الذي تخترقه وداعةُ الخطى الضالة
صوت
لم تحملِ الأرضُ
بل ورمٌ في الجوفْ
هل يولدُ الرفضُ
من صُلبِ هذا الخوفْ
ج
حلمتُ أني فزاعةٌ في حقولِ الوقت
جسدي خشبٌ وعظامي مساميرُ صدئةٌ
ينحدرُ الليلُ على ذاكرتي مثل قطيع ماعزٍ
وينسابُ عيوناً تتدفقُ بشهدٍ مرّ
يفتحُ في ذاكرتي نفقاً
ليمرّ قطار الساعاتِ المتهالكُ
نحو قرار بحيرة روحي
أهشُّ ... ولا يرعوي
سوى طيورِ النومِ
ونوّار اليقين
نقيقَ ضفادعَ
وطنينَ صراصيرَ شبقةِ
(1/14542)
________________________________________
أسمعُ لغطَ الفلاحاتِ
أرى أثداءهنَّ المنتفخةَ
وعيونَ الصبايا تنخرني
- عنين
لم أدركْ رجولتي
إلا حينما ضاجعتُ جنيّة الحقولِ
فانكسرتُ .......
صوت
يا هذا القمرُ الناعقُ في ذاكرتي
يدخلُ منكَ الحزنُ إليها
مثلَ طوابيرِ النمل
هل أفقأُ عينكَ ؟
أم أتدلى منكَ
لأشرمَ إذنَ الليل ؟
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> رؤية
رؤية
رقم القصيدة : 6822
-----------------------------------
1
يجنُّ خرابي
أيا ساحلَ الوردِ هلاّ أفقتَ على مبحرٍ ، لاتطاولُ كفاهُ عنقَ السواحلِ ، إذ تتلظى مياهٌ ويشتعلُ الأرجوانُ بشوق المناديلِ نازفةً للقاء الشفاهِ ، وحين يدبُّ دبيبُ المواعيدِ في نرجسِ العاشقين ....
يجنُّ خرابي
أرى نجمةً فوق صاريةٍ لا تضيء الطريق إلى مرفأٍ ثملٍ ، وأرى نجمةً في الفنارِ تخبئ ظلَّ قراصنةٍ وتُضلُّ المراكبَ ، تلكَ بغايا البحارِ وهذي بقايا سنين ....
يجنُّ خرابي
أدرْ دفّةَ الحزنِ نحو القرارِ ،
أدرْ دفّةَ العمقِ نحو السماءِ ،
فما بينها يا بن ماجد نأمنُ شرَّ الزوابع ،
إنا رسوْنا على ذنبِ اليأسِ ، يفضحنا رأسهُ هل ترى أن في الأفقِ شيئاً يلوحُ
سوى عثرةِ القادمين ....
2
ا - يصحو جنوني
يمتدُّ العالمُ ... يمتدُّ
وكلما يمتدّ يكون قابلاً للقسمةِ أو التشظي
وأنتَ المقسومُ أو المقصومُ
هكذا قالتِ الأرضُ
وهكذا تحججتِ السماءُ
حينما أزهرَ السباخُ في أرضِ الله .
ب - يروقُ خرابي
أيتها الوعولُ الشاردةُ من سهامِ الصيادين
إلى أين تسعين ؟
أيتها الأنهارُ العائدةُ الى منابعها والمحتفظةُ بتقاليدها العريقةِ
أين هو المجرى ؟
لا شيءَ
سوى قبضِ ريح
قالتِ الكفُّ العذراء
حينما لم ترَ في راحتها سوى سلاّمياتٍ لا تصلحُ لإمساكِ طيورِ الفطنة
3
لم يعدْ لي إلهٌ
لأدعوه يوماً لمأدبةٍ
فلعلهُ يلعنُ ساعةَ سكرٍ
رمتْ هذهِ الكأسَ في حانةٍ شربتْ دمنا ،
ويغيضُ بها الخمرُ عن أعينِ الشاربين ..
لم يكنْ لي أبٌ
لأقولَ لأحفادهِ أن يخطّوا على مرقدي
(1/14543)
________________________________________
( هو ذا ما جناهُ عليْ )
هي ذي صرخةُ الطفلِ
هذا الذي به بشرتمُ الأرضَ مبتهجين ..
لم يعدْ لي وطنْ
لأقولَ لهُ : كن شبيهي
لكي يشنقوكَ كما شنقوا الأولين ..
لم يكنْ لي مدار
لأقولَ لأرضي : قفي
واسائلُ أثداءَ نجمةِ عشقيَ :
مَنْ تُرضعين ..؟
4 - لم يبقَ لي خراب
لأقولَ : تلكَ سلالةُ الأطلالُ فينا ،
قد أتى زمنٌ عليكَ ترى سفينتكَ - الخطيئةَ ،
هذهِ الأرضُ التي عشقتْ دمانا ،
تطلبُ القربانَ - رأسَ نبي.
فخذْ يا نوحُ كلَّ رجولةٍ فينا
فمَنْ نبكيهِ
غيرَ سفينةٍ - طللٍ
وخلٍّ قد وفى العهدا ؟
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> خيبة عوليس
خيبة عوليس
رقم القصيدة : 6823
-----------------------------------
تطيرُ المدينةُ ، يتبعها طوفانُ الدمِ المتخثرِ في الروحِ ، أدخلُ خارطةَ الشجرِ المتسامقِ نسغاً يغيضُ ، تصير المدائنُ أقنعةً ترتديها حقولُ الغبارِ ، وزاويةً تتعثرُ بالعين ، خيطاً خجولاً يراودُ سمّاً يشاكسُ همسَ الحرير ، هبوطَ العناكبِ في جنةِ الوهمِ ..ذا
أفيقُ ...
أفيقُ ...
فلم تكُ أرضي سوى جسدٍ من سخامٍ وأطلالِ ذاكرةٍ ، لم تعدْ لي سماءٌ لأدفنَ وجهيَ بين النجومِ ، أُداعبُ خصلاتِ شمسٍ ، فهذي سماءٌ ملبدةٌ بالدخانِ ، ولم يعدِ القمرُ المُشتهى حلمةً بل غرابٌ يحومُ على جثّةِ الماء ...
أيُّ
المقابرِ
تقبلُ
جسمَ الغريبْ ...
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> مفتتح / رؤيا
مفتتح / رؤيا
رقم القصيدة : 6824
-----------------------------------
....... واقفاً أمامَ مرآةٍ طائشةٍ مرتدياً خوذةَ العاشقِ ومتقلداً سيفاً صدئاً يُقال له سيف المحال ... رأيتني قامةً من ورقٍ كُتبتْ عليها عناوين الفراغ . خرجتُ مني حاملاً فانوساً مثل جمجمةِ عجوزٍ مازال الشيبُ يلمعُ في ذؤابتها .. هبطتُ .. هبطتُ .. وبسيفي كنتُ
ناي حزينٌ
(1/14544)
________________________________________
كان يأتي من جهةِ الأفقِ فيسحبني من عناني ماضياً بي إلى كوخٍ يربضُ بين أنقاضٍ وجماحمَ ، مددتُ لساني لاهثاً تذوقتُ غموضاً حامضاً من الأطلالِ المعتقةِ ... كانَ صوتُ الناي يخفتُ شيئاً فشيئاً تحتَ أناملِ النعاس ... هيكلٌ عظمي جالسٌ وسطَ الكوخِ تتفرعُ منهُ أغص
صمتٌ
إلا وقعُ خطى العسسِ الذئبيةِ ، كانتِ الشمسُ تدخلُ دارة الحَمَل .
فجأةً
خببٌ هاربٌ وتكسرُ أضلاعٍ تحتَ أقدامِ الهواء ، وحينما أدنيتُ رأسي من الأرضِ كي أصغي إلى نبضها سمعتُ استغاثةَ طوفانٍ تحتَ قبضةِ الغَرق .... مددتُ يدي لنجدتهِ غير أني بدأتُ أغورُ شيئاً فشيئـ ...........................
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> مختارات
مختارات
رقم القصيدة : 6825
-----------------------------------
( ... )
في فضاءٍ ينهرُ الطائرَ إنْ همَّ
يرى
أرصفةً تعدو
وشمساً قاهره
وثنيٌّ ضاقَ بالصمتِ
ولغوِ الدائره
كلما راودهُ حلْمُ انعتاقٍ
قدَّ ايكاروسَهُ
من حجرِ الحدْسِ
وريشِ الذاكره
( ... )
ذاتَ ضحى
فرّتْ حبّةُ دمعٍ
من بينَ أصابيعِ رحى
ذابتْ في بحرِ مرؤءتها
كانَ الحرّاسُ يفلّونَ البحرَ
بحثاً
عن حزنٍ آبق
(... )
في القطارِ المكتظِّ بالأدغالِ
توجعني الفراشةُ حين تلامسُ روحي
وتوجعني روحي حينما تفرُّ الفراشاتُ
أقفُ
هيهات
الأدغالُ تعلو
أنبتُ في الممقعدِ كالدغلِ
أينَ يمضي القطارُ المكتظُّ بالأدغال ؟
( ... )
أمام القطرةِ
يودعُ صباهُ ويستقبلُ اليباب
أمامَ القطرةِ
يقرأ نوايا الأقدامِ
ومن وجههِ تنسلُّ خيوط النار
فيُطفأُ
كآخرِ عقْبٍ لسجين
ــ من مراثي نرجس ــ
( ... )
جسدي أمصارٌ مغلقةٌ
كلما حاولتُ فتحها
أسقطُ في الأسر
( ... )
نطّتْ كالدولفينِ من حوض المتعةِ
بقميصها المبتلِّ بالفراشات
عصرتْ ( روحي )
وتركتْهُ على حبلِ الغسيل
اهترأ القميصُ
ومازلتُ أرى حلمتينِ
معلقتينِ على حبل جنوني
فأطوفُ حولهما
( ... )
غرابٌ ؟
أم بجعٌ ــ محترقاً يطفو ــ ؟
أم
(1/14545)
________________________________________
قبعةُ عوليس ؟
( ... )
يرسمُ الطفلُ نهراً
وموجْ
ويمزّقُ كرّاسةَ الرسمِ
حين يفيقْ
على صرخةٍ لغريقْ
( ... )
في حانة الميناء
وفي الساعاتِ الأخيرةِ
يبقى الشعراءُ
يتواثبون على المناضدِ
طَمَعاً بجِزَرِ النادلة
( ... )
المهرجُ الزنجي
الذي يضحكُ الحانةَ في بُحرانه
كلّ ليلةٍ
ــ وحينما يقطفُ النادلُ المصابيحَ ــ
يسرقُ نديماً
ويختفي في الظلام
( ... )
يُدلِقُ الليلَ على روحهِ
حاناتٍ
ويمضي ...
أمّةٌ من نشوةٍ
تتبعُ آثارَ عصاهْ
فيرى :
سفناً تغرقُ في الوحلِ
ومرساةً تفلّي القاعَ
بحثاً عن خطاهْ
............................
يُغلقُ الجرحَ بقارِ الصمتِ
كي ينجو على لوحِ رؤاهْ
( ... )
الصاعقةُ التي هطلتْ عَلَي
لم تمشطْ شَعرَ أجمةٍ
ولم تحرقْ ظلامَ روحي
( ... )
في الذاكرةِ
أغنياتٌ لم يبللها مطرُ الجنون
كتمراتِ العبيد
( ... )
هكذا
مثلَ حطّابٍ أعمى
أطبخُ فأسي
وأدعو برابرةً لوليمةٍ من حساء الحديد
( ... )
في أعلى الشجرةِ
ورقةٌ محاطةٌ بأشواكٍ وعقارب
قالَ : لأجلسْ حتى يحلَّ الخريف
(... )
ظامئاً كانَ
تذكرَ الطوفانَ
فلم يرَ سوى حيتانٍ برية
( ... )
كلما تخيّلَ جُبّاً
رأى خيانة
( ... )
بكفيهِ المعروقتينِ
يمسّدُ شَعرَ القمرِ الساقطِ في حجرهِ
ــ ما خالهَ حلمةً أو كوّةً ــ
حتى ينامَ
فينسلُّ ( أبو العلاء ) هادئاً
وبشرفتيهِ المُطفأتين
يتلمسُ الهواءَ
ويسافرُ
رديفاً للطيورِ على صهوةِ الفضاء
( ... )
أضعُ راحتي على كتفي
وأعبرُ المدى
خطوةً
خطوتين
وفي الخطوة الثالثةِ
أتذكرُ
أين أضعتُ عينيّ
( ... )
جاءَ الحقُّ
ليبحثَ عن نجمٍ يهديهِ
زهقَ الأسمُ
الفعلُ
الحرفُ
لم يبقَ سوى الصمتِ العاوي
كخواءٍ في التيهِ :
تفوووووووو
( ... )
في مهرجانِ العراةْ
حين بدتْ الأرضُ في عريها
أوّلُ من قبّلَ أذيالها
النولُ
والشاعرُ
والمرآةْ
( ... )
ــ أين أضعتْ خطاك ؟
ــ تركتها في الفخ .
ــ وعينيكَ ؟
ــ بعد خطوتين على الطريق التفتُّ فلم أجد عيني .
(1/14546)
________________________________________
ــ وكيفَ اهتديت ؟
ــ دلّني عماي
وجرذٌ فيَّ
ينتظرُ جبنةَ النجمِ
حاسباً الشمسَ جُحراً
فالأرضُ قطّةٌ تتأهبُ
( ... )
أفُقٌ
يصحو على فأسِ ونايْ
وخطايْ
تقتفي آثارَ جرذٍ
ورؤايْ
نجمةٌ ألقتْ ظلالاً
وسياجٌ راكضٌ خلفي
عناقيدُ من الجمرِ تدلّتْ
ورصيفٌ شاغرٌ يرثي الخطى
وخطىً أسمعها
تمضي إلى هاويةِ الأفقِ
وأفْقٌ يعزفُ الغصّةَ بالفأسِ
على أحلامِ نايْ
( ... )
عصبوا عينيهِ
فقادَهم إلى حتفهم
ربطوهُ إلى عمودِ الكهرباء
فأضاء عتمتهم
وحينما رشقوا جسدهُ بالرصاصِ
صار ناي
( ... )
في الضحى
وقبل أن يطلقَ النارَ على روحهِ
أطلقَ إطلاقةَ تنويرٍ
وفي المساءِ
سار المشيّعون
( كأنَ كلّ شيءٍ على ما يرام )
وحدهُ القمرُ
كانَ مثقوباً
( ... )
لم يبقَ لهذا السجينِ
سوى
أن يداعبَ أنوثةَ زنزانتهِ
بنبلةِ الشعاع
( ... )
في الظهيرةِ
امرأةٌ ــ في الثلاثينَ من عمرها ــ
تفتحُ البابَ
تسقي الممرَ
وتطلقُ للأفقِ عصفورتينْ
.........................
الممرُ الرخاميُّ
لم ينبتِ العشبُ فيهِ
ولا الأفقُ
ردَّ إلى الصدرِ عصفورتيهِ
والصبيُّ
ــ الذي في الثلاثين من عمرهِ الآنَ ــ
أدركَ أن التي ( ............................... )
لم تعدْ تفتحِ البابَ
تسقي الممرَ
ففي الروحِ عصفورةٌ ذابله
( ... )
في غمرةِ الكشفِ تنسى
وتلهو بقراءةِ نقوشٍ على كوزِ لذتها
هذهِ الروحُ
هذهِ الروحُ صغيرةٌ
صغيرةٌ كنبوءةِ عصفور
( ... )
الدرويشُ
معلمُ الأنهارَ أبجديةَ المطر
ذات يومٍ
أجلسَ ساقيةً ـ نسيتْ درسها ــ
على ركبتيها
وراح يجلدُها بطلعٍ يابسِ
غير أن الساقيةَ النزقةَ
تسلقتْ سماءَ أوراقهِ
وبالتْ عليه
( ... )
لماذا لم أمتدحِ الظلامَ ؟
الظلامَ الذي يوقظُ نردَ صحوي
على امرأةٍ
تشقُّ جدارَ جلدي
وتأتيني بسابعِ مستحيلاتِ الضياء
...........................
لماذا لم أمتدحِ الظلامَ ؟
الظلامَ الذي يرمي غاباتٍ من النشوةِ
على كفّي
وأنهارَ شعرٍ
..........................
(1/14547)
________________________________________
لماذا لم أمتدحِ الظلامَ ؟
الظلامَ الذي يحجبُ عني ثقيلي الظلّ
وينيرُ وجهَ صديقي
صديقي الذي يرمي نردَه
منشغلاً
بغاباتٍ
وأنهارٍ
وامرأةٍ
تأتيهِ بسابعِ مستحيلات الضياء
.............................
( ... )
دونما ارتباكٍ
دونما رعشةٍ
انـ ... سـ ... لا ... لٌ ... بطـ ... يء
إلى حيثُ تختفي العزلةُ
والآن
سلَّ خنجركَ المتحفزَ
واطعنِ الحياءَ طعناتٍ سريعةً
اخفِ الجريمةَ بالاتقان ِالذي بدأتَ
وتسللْ ...
رعشةٌ خفيفةٌ في الجسد
وقطراتٌ من دم الروح
لا يهم
ستختفي حالما يرتفع صدرُ الحياء
ويعطشُ خنجركَ
وهكذا
المرةَ تلو المرة
حتى تضمحلَ الرعشةُ
عندما تضمحلُ أنتَ نفسك
( ... )
تستدلُّ بجرحٍ مضيءْ
تنحني الروحُ
كي تلقطَ الأرضَ
هيهاتَ
هيهاتَ
في قبضةِ الروحِ لا شيءَ
إلا عثرةُ السيلِ
أو حفنةٌ من زمانٍ رديءْ
..............................
تستدلُّ بجرحٍ مضيءْ
ترتقي الروحُ
ترفو السماءَ بلبلابها
وتعودُ
ولم يتركِ النجمُ مسكاً
بجلبابها
بل هواء صديء
.........................
تستدلُّ بجرحٍ مضيءْ
تنحني الروحُ
أو
ترتقي
فعلى ساحلِ الليلِ
يحترقُ النايُ من شغفٍ
للذي لا يجيءْ
( ... )
طارتِ الملكه
حفرةٌ في الفضاءِ
هو الوهمُ
أو في السريرْ
قفصٌ للجهاتِ
فإنْ طرتَ
أو غرتَ
كنتَ الأسيرْ
ــ موكب الملكة ــ
( ... )
عربةٌ
يجرها الثعبانْ
ومنجنيقٌ
يقصفُ القمرْ
ــ موكبُ الخليفة ــ
( ... )
بنتُ أميرِ المؤمنينَ في الطوافْ
تسألُ عن شاعرِها المليحْ
تهديهِ شرخاً في جدارٍ
كي يكونَ له ضريحْ
ــ موكبُ الأميرة ــ
( ... )
هل يرتقي سلالمَ الصبوةِ
أم
يهبطُ نحو شرفةِ الحدْسِ ؟
يحلبُ ضرعَ الأرضْ ؟
ويملأُ الدلاءَ بالمسِّ
ــ موكبُ الشاعر ــ
( ...)
أوقدتُ أغنيتي
كي استضيءَ بها
وفي حطاميَ
لم أعثر على جسدي
أعمىً
تلمستُ أعراسي
فلم أرَ حنّاءً لمعنايَ
أو طيناً
يعيدُ إليَ سريَ
أو يدي
لم اهتدِ
بشراعٍ
لا يكبّلهُ برٌّ
ولا لجّةٌ تغريهِ بالنزقِ
غيّرتُ قافيتي
(1/14548)
________________________________________
حينَ انتهيتُ إلى
البحرِ العسيرِ
ولي
سفينةٌ غرقتْ في راحةِ الكأسِ
والنوتيُّ سكرانُ في شدوٍ
وفي شبقِ
طفقتُ
أتبعُ ظلاً لا يطاوعني
وامتطي مهراً
يعدو
وخلفه أمهارٌ
على الورقِ
ــ من خطبةٍ لدونكيشوت ــ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> قفص العنقاء / خاتمة
قفص العنقاء / خاتمة
رقم القصيدة : 6826
-----------------------------------
في العراءِ المهندمِ
النوافذُ تغدو سجناً وفي ذاكرةِ الأشياءِ تتسعُ خلواتٌ شاغرةٌ ، الطائرُ الذي فكّرَ بالهربِ صدتْه الجهاتُ قبل شروعهِ ، الجهاتُ الأسيرةُ التي تنتظرُ القمرَ ، القمرَ الزائرَ الجريء الذي يتسللُ كلَّ مساءٍ بين النوافذِ كي ينكثَ روحَه ويوزعها خيوطاً للجهاتِ ، الج
العراءُ امرأةٌ عاريةٌ ، نسيتْ ( الجهاتُ ، النوافذُ ، الطائرُ ، القمرُ ، ... الخ ) نفسها في حضرتها لتقيمَ موتها تمثالاً .
العنقاءُ انزوتْ في قفصها الرمادِ تراقبُ العراءَ وهوسَ النوافذِ الشبقةِ .
أقتفي أثري ، بوصلةٌ عاثرةٌ تشيرُ إليَّ .. فأضيعُ .. دلّني يا عراء !
قلتُ للجهاتِ الأسيرةِ ( آسرةِ الطائرِ المتمرد ) : اندفعي !
قالتْ : ليس خلفَ العراء فضاء .
قلتُ للعنقاءِ : اخرجي !
قالتْ : ليس بعد الرمادِ عشبٌ .
قلتُ للعراء : تعرَّ
قالَ : عرائي الذي يجعلُ سجنكَ أكثرَ إلفةً ورحمةً ... أنتَ المنعتقُ بي ، أسيرُ مفاتني .
ــ ولكني أسير! ؟
ــ لأنكَ لم تتسعْ مثلي
ولأنكَ واسعٌ بلا جهات
ولأنكَ بلا قمرٍ مشاكس
ولأنكَ أنتَ .....
أنتَ المقتفي أثركَ مثلَ عتبةٍ حرون ، وإن تهربْ تهربْ مثلَ نفقٍ ، تظنُّ أن لصحرائكَ نسغاً يسعُ مرورَكَ ، أيها البحّارُ الضريرُ ، الظامئ مثلَ قدحٍ ، أيةُ بوصلةٍ ستقودُ المراكب إليكَ ؟ وأنتَ المتعثرُ بمركزكَ
الدائرُ حولكَ
الراسمُ موميائكَ
الحافرُ هاويةً في الروحِ
حينَ تميطُ لثامَ آثاركَ تجدني وأنى ترحلْ فأنا غربتكَ ، أنا الدمُ المتصاعدُ في شرايين تمثالكَ ... وسياجكَ الأليف .
(1/14549)
________________________________________
حينما أغراكَ الإبحارُ نسيتَ بأن القاعَ مقبرةٌ شرهةٌ ، أغراكَ صراخَ لؤلؤةٍ أسيرةٍ فأطلقتَ سراحها لتسكنَ الصَدَفَةَ ، بحثتَ في جماجمِ الغرقى عن فكرةٍ تحملها إلى جُزرِ الكلامِ ونسيتَ أنّ الفضاءَ تنخرهُ عثةٌ تعزفُ الخرابَ بقوسِ قزحٍ ، تسوقُ قطيعَ فراشاتٍ إلى
نسيتَ
نسيتَ سفينتكَ المحملةَ بالفكرةِ والفراشاتِ وصولجاناتكَ المرصعةَ باللآلئ . كنتَ
كخالقٍ ضريرٍ يضيء نسلَ الجاحدين ....
والآنْ
اقرأْ ماذا كُتبَ على جبينِ اعصاركَ :
تسكن بي
تحيطكَ جهاتي
أيها العنكبوت المتواطئُ مع القمر .
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> بانتظار قصيدة
بانتظار قصيدة
رقم القصيدة : 6827
-----------------------------------
ليسوا طواحينَ أهواءٍ * لكنهم يدورون حول أقطابهم * وحول سماواتِ الوهمِ الذي ما اقترفته أحلامهم يدورون * يدوّرونَ أفلاكاً حَسْبَ مشيئةِ الأحرار ( مُتْ بغيظكَ ) * أسئلتهم لا تُحدُ * وجرائرهم تترى :
* لم يناموا بيقينٍ
* لم يتشبثوا بمنخورٍ
* لم يقفوا عند مطلقٍ زائلٍ ببعدهِ
* لم يطأطئوا حدْساً أمام سطوةٍ متكلسةٍ
في الرؤوس المواظبةِ على استمناء الرحمة
* ولم .............................
جرحُهم يتوكأُ على نزفهِ * وكنهرٍ يتسلقُ سفحاً * هناك في الذُرى يقفون * لا ينتظرون مَنْ يملي عليهم عهداً فلهم ألواحُ زندقتهم بها يسترشدون * محفوظةٌ * لن يكسرها غيظاً أو طيشاً * إنما هم هناك في مهبّ الريح ينقذون الهواءَ من التسوس * ويبحثون عن أحلامٍ في وحلِ
حسبهم أنهم ينتظرون ....
1/1/1991
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> Deadline
Deadline
رقم القصيدة : 6828
-----------------------------------
بندولُ الساعةِ شمسٌ سكرى
وأنا عودُ ثقابٍ أعزلَ
أحتكُّ بجدرانِ الحدْسِ
جسدٌ مكسوٌ بالحمى
يكتبُ ذاكرةً
لليمونِ التائبِ عن قداحِ الأمسِ
مئذنةٌ قلقه
في هذي الليلةِ أكتظُّ عواءً
ودبيبُ دبابيسَ برأسي
15/1/1991
(1/14550)
________________________________________
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> شلالات
شلالات
رقم القصيدة : 6829
-----------------------------------
في الزمانِ الضريرْ
حملَ الكُردُ تفاحةَ الكونِ
ساروا
استعاروا
خطوةَ الماءِ في السهلِ
واتّبعوا أثرَ الحلمِ
لكنهم
ما استداروا
حين كان الزمانُ الأخيرْ
يستديرْ
مرةً
مرتينِ
ثلاثاً
إلى آخرِ القهرِ
يخفونَ آلامهم في الطريقْ
يحرسونَ القناطرَ والشمسَ
فالليلُ يعبرُ
لكنهم نائمونْ
قرْبَ أحلامهم والحريقْ
الجبالُ التي أشفقتْ
والجبالُ التي أُحرقتْ
حدّقتْ
كانَ في النارِ أكرادُها
يقتفونْ
أثرَ الماءِ للهاوية
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الوهم
الوهم
رقم القصيدة : 6830
-----------------------------------
يبتدئُ الوهمُ
لكنَّ سرعانِ ما ينتهي بالمحالْ
كيفَ يبتدئ الوهمُ
أو ينتهي بالمحالْ ؟
ها أنا
أتوهمُ أن السؤالْ
بابُ أغنيةٍ ثمّ أوغلُ في الوهمِ
أحفرُ
أحفرُ في الأغنياتِ
أنقبُ عن غجرٍ ضائعينْ
أو قبائلَ قانعةٍ بالزوالْ
ثم أمضي إلى آخرِ الوهمِ
( أي للمحالِ )
وأبحثُ عن أمّةٍ
وئدتْ في القفارِ
فانفضُ عنها الرمالْ
هكذا
يبدأُ الوهمُ أو ينتهي
هكذا
شاعرٌ حائرٌ بقصيدتهِ الواهمه
قاضماً غيظَهُ مثل أخرسَ
يبحثُ في حانةِ القصْدِ عن خاتمه
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> إملأ الفراغات ياجمال
إملأ الفراغات ياجمال
رقم القصيدة : 6831
-----------------------------------
إلى : ج مصطفى
يستيقظُ الحلمُ
يتلمسُ السلالمَ للصعودِ إلى ......
- عليهِ أن يختارَ ما بينَ الصعودِ إلى هاويةِ الحدْسِ
أو الهبوطِ نحو شرفةِ الإيقاع
...............................
هناك :
صحارى شاهقةٌ
كثبانُ بدوٍ تسدُّ السلالمَ للطابقِ الأعلى
خطىً تخرجُ من مزاغلِ الرملِ
وبيقينِ مسدسٍ
ترسمُ فسحةً بين تأريخين
................................
وهنا :
يستيقظُ الحلمُ
يتلمسُ السلالمَ للصعودِ إلى شرفةِ الهاوية
..............................
(1/14551)
________________________________________
ولكي يسبحَ الضوءُ في فسحةِ الروحِ
ولكي أبعدَ المساءَ
أدعو جمالاً ليملأَ الفراغاتِ بالهذيان
ونضللَ حماقةً ترتكبنا
...........................
..........................
ها نحنُ
وقد خرجنا تواً من الموشور
منكسرينَ ( طبعا )
نبتدئُ يومنا بـ :
مديحِ الرافضِ
ورثاءِ المكسورِ
وهجاءِ المُعتمِ
والتشبيبِ بالنار
" مسكينٌ أيها المزمعُ الرحيلَ إلى الحبشة حيثُ يقيمُ آلافُ الشعراءِ مبتوري السيقان ، تاجروا بالسلاحِ والعبيدِ وأفلسوا ، هناكَ يجلسون في عراءِ القصيدةِ ينتظرون اللهَ في نهمٍ .....
أو مسكينٌ أيها العائدُ من الحبشةِ كأسيرٍ يروي نكاتٍ عن الموتِ الجبانِ ومجدِ الهروب .... "
لكنَّ الحلمَ الذي شعرَ بضحالةِ الجمالِ وسماجةِ الإطناب
بكى
كانت عيناه تذرفانِ ناراً
وكنّا صامتين نحدقُ إلى البحرِ
وفينا ضوءٌ يشطحُ على قباب الماء
حالمينَ
بأننا نرفو وجهَ الله.
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> من مراثي نرجس
من مراثي نرجس
رقم القصيدة : 6832
-----------------------------------
هلوساتٍ
كانتِ الصورةُ في ذاكرةِ الماءِ
رحيلاً
كانَ صوتُ الماءِ في ذاكرةِ الصورةِ
موتاً
كانتِ الأشياءُ في ذاكرتي
ربما تعترفُ المرآةُ بالأخطاءِ
أو
تغترفُ المرآةُ من أخطائنا
ربما فاتَ الأوان
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> CNN
CNN
رقم القصيدة : 6833
-----------------------------------
هياجُ عارٍ لأرضٍ متسوسةِ الأسنانِ تضحكُ أطلالاً
فزعٌ يلطخُ الفراغ
نُصُبٌ للخوفِ ومداخنُ من صخبٍ
سفنٌ لقراصنةٍ تجوبُ الضحضحاح
أمٌّ تهدي طفلتها أقراطاً من نار
طفلٌ يولدُ في تابوت
.........................
........................
كلّ ليلةٍ
أسمعُ جذوري وهي تحفرُ في الحلم
فأتيقنُ بأني سأزالُ حياً
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> ك ..... منفى
ك ..... منفى
رقم القصيدة : 6834
-----------------------------------
شارعٌ
(1/14552)
________________________________________
يكتظُّ برعاةٍ منتعظين كثيرانٍ
وأرصفةٌ
تُرغي شحاذين وحواةً وشرطة
هكذا يبتدئُ المشهد
ثمّ ......
تمرُّ شاحنةٌ محمّلةٌ بتماسيحَ تمدُّ أعناقها خارج القضبان ، أتذكرُني متأبطاً رأسي أدندنُ معناي كشحّاذٍ يملّحُ طعناتِهِ ــ يا لحماقةِ السندان ــ خارجاً من الزحامِ الذي يقرظُ موتاهُ ، ضائعاً كنقوشٍ على مدخنةٍ . مرةً سقطَ قوسقزحٌ فامتطاهُ الصبي، عضَّ على دش
ظلامٌ يعمُّ المشهدَ ، يختفي ( الأنا ) ويبقى ( الهو ) وحيداً في دائرةٍ من ضوء شاحبٍ سرعانَ ما تعمُّ عتمةٌ ويضاءُ ( الهو ) يجلسُ وحيداً فيختلقُ الحكايةَ ، وفي عتمتهِ يكوّر للحظةِ شمساً . يطمئنُ نفسهُ " بينَ لحظةٍ وضحاها ... " فيبتدئُ الأملَ شكّاً مبطناً ب
لم يمتْ ،
لكنّهُ أصيبَ بخيبةِ أملٍ أبدية
هكذا ينتهي المشهدُ
ثمّ ...... أضربُ النافذةَ بقبضةِ روحٍ معربدةٍ
لماذا كلما ينامُ المنفى تنسلُ الذكرياتُ تترى كشكوكٍ ؟
أنا وذاكرتي جيادٌ محشورةٌ في مصعدٍ عاطل
أو كخزّافٍ يجمّعُ رؤوسَ أحلامهِ في خزانةٍ مثل كيزانٍ
أنصتُ
لهتافِ موتى يتسلقون التلالَ
وصراخِ ( سُدى ) مطعونةٍ
كلما ينامُ المنفى أنسلُّ خارجاً
أصفّرُ كخائفٍ في عتمةٍ
أو كقفصٍ محايد
يتكررُ المشهدُ
واقفٌ
كفزّاعةٍ أهشُّ على بناتِ الحياءِ
واضحٌ
كشمعدانِ في شبّاكِ عاهرة
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> العالم الجديد
العالم الجديد
رقم القصيدة : 6835
-----------------------------------
فلكيٌّ أعمى
يفتحُ نافذةً لمداهْ
فيرى :
أمكنةً غاضتْ
وخرائبَ فاضتْ
وزماناً ينهارُ
إلى آخرهِ .....
الفلكيُّ الأعمى
يرسمُ خارطةً برؤاهْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> زيارة
زيارة
رقم القصيدة : 6836
-----------------------------------
في الطريقِ إلى المقبره
كانتِ أجسادهم مثل سعفٍ
من الخوفِ يرتعدون
وكنّا صغاراً
نقلّد أحزانهم
جلسوا عند قبرٍ نديّ الترابْ
عزفوا دمعهم بالنحيبِ
وعادوا
وهم يضحكون
وبالَ
(1/14553)
________________________________________
- الذي كانَ في وجههِ الحزنُ أمضى من السيفِ -
بين القبور
وكنّا صغاراً
نقلّدهم
نتقافزُ بين القبورِ
ونضحك
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> عاصفة الصحراء
عاصفة الصحراء
رقم القصيدة : 6837
-----------------------------------
بالظلمةِ مقرورةً أتدفأُ
وأعوي في الصحراءِ بلا قمرٍ
لا سقيفةٌ أساومُ فيها وجعي
وأحتمي بها من ميازيبِ دمٍ
تهطلُ في الصحراء
ولا كعبةٌ خضراءُ أحطمُ فيها لاتَ فرارِ
غريقٌ يتشبثُ بأفعى
هنا أو هناك
على أوراقٍ كاظمةٍ طلقها
أبحثُ في ( سكْراب ) حروفٍ
خلّفتها قافلةُ الطفولةِ
وفي العتمةِ
أقضم فاكهةَ الحلمِ
وأرقبُ زهرةَ الأبجديةِ تتفتحُ
لتضوعَ مراثيَ
في العتمةِ عارياً كنتُ
معلقاً بلا شيء
هنا أو هناك
على طريقِ كويت - بصرة
سكْرابُ جيشٍ
وأشلاءُ عراقيين يعلوها الصدأ
الكلابُ تندسُ بينها تبحثُ عن نياشينَ
أولئكَ الهولاء
سندباديونَ عادوا مهزومين من البحر
أو
غجرٌ ينامونَ على جمرِ ناي الرحيل
هنا أو هناك
الليلةَ
أنوءُ بحملهم
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> مشهد / حلم
مشهد / حلم
رقم القصيدة : 6838
-----------------------------------
بابٌ وحيدٌ في صحراء
والشحّاذونَ طوابيرَ
طوابير
ينتظرونَ الله
فجأةً
تفتحُ البابَ امرأةٌ عاريةٌ
فتندفعُ أمواجُ دلافين .
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> (......)
(......)
رقم القصيدة : 6839
-----------------------------------
كخندقٍ
يعتقُ أسراهُ
وينسلُّ هارباً من دبكةِ الدمِ
آنَ لكَ أن
تنسلَّ من هذا الزحامِ
كخيطٍ أبيٍّ
ينسلُ من سجّادةِ الطريق
وفي العراءِ
لا تدعِ القصيدةَ تستظلّ بعوسجٍ
قفْ
ترَ الطريقَ قارباً مثقوباً
محمّلاً بالسعادين
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> جهانيم
جهانيم
رقم القصيدة : 6840
-----------------------------------
مراثي نفسي
كسجينٍ
يوتّرُ روحَهُ
( .. )
نفسي
( .. )
تفتحُ أبوابها فيدخلُ الخواء
(1/14554)
________________________________________
ضعْ نفسكَ على المنضدةِ
أرى الغرفةَ وقد اكتظتْ بالأفكار
مكتنزةٌ روحي
بانتظارِ مرورِ الله
فالغبيُّ من يحتسي نفسَهُ
حكمةٌ شاهقةٌ
( .. )
مَنْ رأى شجرةً حافيةَ الجذور
وطنٌ أعزلُ إلا من خرائبهِ
صراخٌ يتعالى
ضفادعُ تنقُّ
أرواحُ الذين سبقوني إلى مستنقعِ النور
( .. )
أأندبُ الخطى راكسةً في القير ؟
( .. )
ناسياً خطواتهِ مدفونةً في النهار
( .. )
وفي الظلمةِ تسللتُ واستمنيتُ نفسي
( .. )
تأبى التحكيمَ
النفسُ المطمئنةُ
( .. )
( .. )
آجرةً
في البردِ والمطرِ
( .. )
..............................
يا نفسي
يا سليطةَ المجاز
( .. )
عند الهذيانِ
تنتصبُ غريزةُ المعنى
( .. )
مَنْ رأى شجرةً حافيةَ الجذور
هاربةً من غاباتِ الشارع ؟
تلكم نفسي
( .. )
وطنٌ أعزلُ إلا من خرائبهِ
يدخلُ عتمةَ العالم
صراخٌ يتعالى
( .. )
ضفادعُ تنقُّ
تنقُّ
أرواحُ الذين سبقوني إلى مستنقعِ النور
( .. )
كبوةٌ واثقةٌ من خطاها
وهمُ العكاز
( .. )
هل تُفضي هذهِ السلالمُ إلى الأبد ؟
أو إلى المتاهة ؟
( .. )
أأندبُ الخطى راكسةً في القير ؟
أم أندبُ الظهيرةَ سادرةً بحرِّها ؟
( .. )
من ورقٍ أصفرَ - في لحظةِ حزنٍ ــ أصنعُ مخلوقاتي الكسولةَ الفارغةَ ثم أنفخُ فيها من غضبي حتى تهتاجَ فأجعلها أنداداً وأصبُّ لعناتي ... وأختفي في المجاز
( .. )
الحنينُ ليلٌ يسري
ناسياً خطواتهِ مدفونةً في النهار
الحنينُ امرأةٌ تبحثُ في مقبرةٍ عن خاتم
( .. )
نفسي جسدٌ يلصفُ جنوناً
( .. )
من أولِ صرخةٍ عشقتُ نفسي
وفي الظلمةِ تسللتُ واستمنيتُ نفسي
ثم كرهتُ نفسي
( .. )
نفسي سردابٌ تفوحُ منهُ أسرارٌ شبقية
( .. )
لذّاتٌ خارجةٌ على نفسي
تأبى التحكيمَ
وتعلنُ :
لا حكمَ لغير الرغبة
( .. )
النفسُ المطمئنةُ
يسيلُ الصدأُ من أقفالها
( .. )
الخساراتُ أنهارٌ نافقةٌ في روحي
( .. )
آجرةً
آجرةً
تبني الألمَ
حتى يصلَ سقفَ البوح
( .. )
في البردِ والمطرِ
عاريةً كانتْ
(1/14555)
________________________________________
تبحثُ عن ملجأٍ في القصيدةِ
وحينما ولجتهُ إنهارَ سقفُ الألمِ عليها
( .. )
...............................
..............................
( .. )
يا نفسي
يا عاهرةً
يا سليطةَ المجاز
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> القصيدة الأخيرة
القصيدة الأخيرة
رقم القصيدة : 6841
-----------------------------------
إلى كافافي مرةً أخرى
حينما عادَ الصبيُّ أومينيس
شاكياً :
" آهٍ .. كم هو عالٍ سلّمُ الشعر "
نصحهُ ثيوكريتس :
" ضعْ كلمةً
فوقَ كلمةٍ
فوقَ كلمةٍ
ثم أعرجْ حيثُ يقيمُ الشعر "
في اليوم الأول
جاء أومينيسُ يحملُ ورقةً كَتَبَ عليها :
" وطن
وطن
وطن "
ابتسمَ ثيوكريتس إشفاقاً
والصبيُّ الذي أدركَ المغزى
عادَ في اليومِ الثاني يحملُ ورقةً كَتَبَ عليها :
" أنا
أنا
أنا "
ضحكَ الحكيمُ ساخراً من الـ ( انا ) الغضروف
عندها لم يعدِ الصبي
حتى وجدوهُ يغطُّ في موتهِ
وعلى صفحةِ دفترهِ الأولى كُتِبَ :
" صمت
صمت
صمت "
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> رماد
رماد
رقم القصيدة : 6842
-----------------------------------
كشراعٍ يتعثرُ بالظلِّ
أنا الظلُّ
مَنْ يبغي ترويضَ الشك
أنا الساحةُ والمضمارُ
تروضني امرأةٌ فُستاناً للعرس
ِ
تنامُ
وتتركني كالزئبق في محرار الشهوة
مُختنقاً
وأنا النصلُ
،أطنبت
أنا الطبشورُ الهاذي
،أقصرت
أنا الممحاةُ
أنا اليقظةُ
مقفرةً
والنومُ المحلُ
أنا الموزون
ُ
أنا المُختلُّ
أنا البياض
الهاربُ من فوضى
الفصولِ ونزقِ الفرشاة
ها أنا
واقفٌ على شفا الأرضِ
حجراً أسودَ في العراء
أنا البياض
ُ
أنا المتآكلُ بالفوضى
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> مسافة الغناء
مسافة الغناء
رقم القصيدة : 6843
-----------------------------------
كيف لك أن تستجمع ريشاتك المهدورة في فضاء رجراج ؟
والنسور أمامك تتفلى في شمس مدارها الواضح
قال لي صنوي الذي مات منذ قرون
"عليك أن تخفي قرادك أولا تحت الزغب
(1/14556)
________________________________________
ولا تبحْ بسرّ قوادمك حتى تستطيل "
زغب
قوادمُ تستطيل
تحليقٌ
يتهيأ العارف بمسافة الغناء
كييلتقطَ بمنقارهِ الغيبَ حلماً
حلماً
زغب
ٌ
قوادمُ تستطيل
تحليقٌ أعرج
اكتملت الدائرة منذ آدم وسور الحين .
إلى سور الذاكرة وسورك
انفرطت اذن معارفك مثل
حبّات الرمان على سطح الزئبق
كيف لك أن تستجمع ريشاتك المهدورة في فضاء رجراج ؟
قال : اخرج
ْ
من نعومة الصفن إلى فخ العالم
هيأتك النسورُ ذخيرة فخّ لغزالة أشهى
( وحين تعود سالما ( وهذا ما يحدث مصادفة
غيّرْ مدارك
اجعلْ الشمس تدخل مرآتك من غربها
وغيّرْ الفصول
لكن
إياك أن تتذكر نعومة الصفن
فإنك في درب الصدّ
وأني هيأتك لنسورٍ أخرى
تسمع هديل الطائر في المرآة
وأنا
لم يعد لي متسع للتذكر
لا الصفن
ولا صنوي الذي مات منذ قرون
فلم يعد الزغب زغبا
غير أن للقراد الذي في دمي
رائحة تثير شهوة القرش
لا فرق إن كنت )لقمة أو مائدة عامرة )
فالأقاليم على مائدة الجنرال تبدأ بقرية
والشوكة بلا قلب ... ( تماما كالسمكة
غير أني ) وأنا اللقمة )
حينما أطرق باب الدنيا متسولاً كسرةَ حب أو
فتات لذة
تصفق الأشجار أبوابها
ويغلق الغيم نوافذه
.فأموتُ بالغصة
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> حسين قسّام النجفي
حسين قسّام النجفي
رقم القصيدة : 6844
-----------------------------------
سنجاب الكلام
جَفّ الغري
تناسلتْ جبّانةٌ
وأنتَ في شغل عن
الماضين والآتين ْ
شراعك المبحر في الفراغْ
من ورق الهيل ِ
ومن ملابسِ العراةْ
قسامْ
كيف استطعت أن
تصيدَ الليلَ في الظلامْ ؟
كيف استطعت أن ترى ما لا ....؟
- لا تُسألُ
القصيدةُ
عن قاصدٍ قد زاغْ
قبطان الكلام
(ذهب عتيق)
تترجلُ الظلالُ عن حصيرة الظهيرة
فأرٌ جلسٌ على مقعد خيزران
يرتدي ملابس الحرس
ويغوي الشبابيك
(ماس عتيق)
وأنت تنوءُ بزكائبِ اللحى
تسائل الوقتَ
لماذا يصفن الصمت ؟
لماذا المئذنة أطول من قامة اليقين ؟
(حذاء عتيق)
الأرضُ حذاء الحفاة
(1/14557)
________________________________________
يتوسدونها حينما يتعبون
وإنْ غضبوا
يرمونها في وجه مغضبيهم
ولكن
لا أزرار لشرخ الروح
7/4/1990 فايله
حسين قسام النجفي ( 1898 ــ 1960 ) :شاعر شعبي عراقي عاش بالنجف، له ديوانان مطبوعان هما ( سنجاف الكلام ) و ( قيطان الكلام ). يمتاز شعره بطرافةٍ وسخرية لاذعة
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> زهرة
زهرة
رقم القصيدة : 6845
-----------------------------------
في الدفاترِ
يبحثُ عن زهرةٍ
كيفَ للقلبِ أن يستدلَّ إليها ؟
وينصتَ للعطرِ
أو يستميلَ الصبايا
ليدفنّها في القميصِ المُطرّزِ بالنارِ
هذا المساءُ طويلْ
طفلةٌ سرقتْ منهُ أوراقَهُ
ثم مدّتْ إليهِ من الوصلِ حبلَ ندى
غير أن مساءً طويلاً
يعرّشُ في الروحِ
والأغنياتُ تفيقُ على حلمٍ مستحيلْ
أ تُرى
كان يبحثُ عن زهرةٍ في الدفاترِ ؟
أم
كان ينبشُ أسرارَهُ الغامضه ؟
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> قصيدة مضادّة
قصيدة مضادّة
رقم القصيدة : 6846
-----------------------------------
بسكاكينَ مخضلّة ٍ
تنحتُ جدواكَ
أيها الجمال
أيها الجمالُ القذر
يا عنقودَ العنب
يا حامض
علِّ
أنتَ والسماء بعريشةٍ واحدة على خط البصق
آنَ لنا أن نوصد الخارج
ونجرجر الضوء إلى شرفاتنا بعيداً عنك
أيها الجمال
يا عتيق
يا مسخرة الأطفال
يا قفا البارحه
ها إنك تنحت جدواك ثدياً
يرتعش من الدفء بعيداً عن أصابعِ المعنى
أيها الجمال
يا بعيراً أجربَ يحرنُ في العين
أيها الجمالالناقص
كعظيمٍ بخصية واحدة
أو كنهدٍ مُسرطَن
أيهذا الجمال
ياقذر
.................................................. ..
.................................................. ..
رغباتنا
يخنقهاالاستمناء
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> ياصاحبي
ياصاحبي
رقم القصيدة : 6847
-----------------------------------
على شاطئ الروحِ نورسةٌ
تستريحْ
تفلّي السماواتِ
تبحثُ عن سرِّ صمتِ النبوءاتِ
في نجمها
وعلى أفقِ الفجرِ
(1/14558)
________________________________________
فانوسُ حلمٍ غريقٍ
وما من مغيثٍ
سوى
موجةٍ لاتراهُ
وقبضةِ ريحْ
على شاطئ الروحِ نورسةٌ
تستريحْ
وعلى الضفة الثانيه
شاعرٌ يكتبُ اللازمانَ
ويجترحُ المجدَ للروحِ
أغنيةً صامته
شاعرٌ كانَ يحتضرُ
مذْ قرونْ
ليكونْ
غير أنَّ
القوادمَ مكسورةٌ
والخوافيَ مقرورة
والنسورْ
تتصيدُ همسَ المكانْ
جونثانْ!!
- منْ يعشْ في المكانِ يمتْ
منْ يعشْ في الزمان يمتْ -
هكذا قالَ لي صنوُ روحي
فطرْ
في فضاءٍ فسيحْ
على شاطئالروحِ نورسةٌ
تستريحْ
تستريحُ
وفي صمتها صوتٌ حلمٍ
جريحْ
8 / 6 / 1996 دمشق
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> خطأ صحيح
خطأ صحيح
رقم القصيدة : 6848
-----------------------------------
سوفَ لن ....
خطأٌ شائعٌ كشيوعِ الخطأ
سوف لن ....
هل سأركلُ سوفَ التي لن تجيء
ولن سوفَ أنتظرَ الفجرَ
كلَّ انتظاري
ولن سوفَ يرجعَ لي هدهدُ الحلمِ
بالصمت
ِ
أو بالنبأْ
حيثُ
لاتَ مكانَ سبأْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> غناء فحسب
غناء فحسب
رقم القصيدة : 6849
-----------------------------------
رحلتْ موجةٌ
فرأيتُ على صفحةِ الماءِ وجهيَ
قلتُ الرحيلُ إذن
غير أنّيَ أدركتُ - في اللحظاتِ الأخيرة -
أن الزوارقَ غارقةٌ في الرمالْ
وسوسَ الوهمُ ثانيةً
فلتسرحْ زوارقَ ليلكَ
في الدمعِ
وارحلْ
إلى أيّما جهةٍ
سيوسوسُ في روحكَ الوهمُ
ثالثةً
ثم رابعةَ
ثم تنسى السؤالْ
( إلى أين)
،كل الجهاتِ افتراضٌ
حنينٌ إلى قادمٍ من زوالْ
مثلما عدتَ ( للبحرِ ) ــ بعدَ
القطيعةِ ــ ثانيةً
ستغادرهُ
- وهو عذبٌ أجاجٌ -
وتنسى
نعمْ
سوفَ تنسى
ولن تبصرَ الماءَ
لو يرحلُ البحرُ
لا
موجة
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> مكابدة
مكابدة
رقم القصيدة : 6850
-----------------------------------
في العتمةِ ، أغمضُ عينيَّ
أرى قمراً نائي
فأمدُّ إليهِ يديّ
أصافحهُ
لكنّ ذئاباً تنهشُ جسدي
فتفيضُ دمائي
حتى أغطسَ
أغطسَ
في قاع اللوحةِ
مغموراً بالفيضِ
هناكَ
(1/14559)
________________________________________
أرى قمر الألوانِ يضيء سمائي
فيضوعُ ردائي
بمسكِ دمي
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> المعنى
المعنى
رقم القصيدة : 6851
-----------------------------------
طرقاتٌ لاتصلُ المعنى
قلْ:تتعثرُ
قل:طرقاتٌ سبقتها ضللتِ الخطوةَ
قل:كان الوعدُ دليلاً أعورَ
قل ما شئتَ
ولكنْ ......
طرقاتٌ لاتصل المعنى
قد توهمكَ الساحاتُ ،
لهاثُ الماضين ،
صوىً حائلةٌ ،
الصمتُ على أرصفةِ محطاتٍ غادرها الركبُ
زقاقٌ يلتفّ كثعبانٍ نائم
..............................
فتظنُ بأنك أنتَ الواقفُ وحدكَ
لكن ..................
طرقاتٌ لاتصلُ المعنى
إذ
لا معنى
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> اليَّ وحدي
اليَّ وحدي
رقم القصيدة : 6852
-----------------------------------
تعجزُ أن تجترحَ لنفسِكَ كذبةَ صدقٍ
تعجزُ أن تقترحَ لأمسِكَ تأريخاً
تمحو
وتضيفَ
وتستبدلَ أعوامَكَ ما شئتَ
تعجزُ أن تستشرفَ أملا
تعجزُ أن تزهدَ
أو تلهو
أن تصبحَ قدّيساً
أو تغدو
نذلا
.........................................
.........................................
ها أنتَ الليلةَ
وحدكَ
تجلس بين ركامِ الأجناس
نبياً خجِلا
تعجزُ أن تتأمل
أو تسهر
أو تأخذ كلَّ حبوب الفاليومِ
وتغفو
أجلا
تعجزُ.....
لكنّكَ تلعبُ بالكلماتْ .
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> بخفّي حنين
بخفّي حنين
رقم القصيدة : 6853
-----------------------------------
فاضَ الغريقُ على انحسار الماءِ
والصيادُ
عادَ بلا يدينْ
تركتْهُ واحدةٌ
وسارتْ قبلهُ
وتخلّفتْ أخرى
وراءه
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> ابوالطيب
ابوالطيب
رقم القصيدة : 6854
-----------------------------------
بأمانٍ حافيةٍ
تسعى
ألدير العاقولْ ؟
أم ماخورِ الورد ؟
نشفَ الريقُ
وضباعُ النارِ تهرُّ عليكْ
فإلى مَ ستسعى ؟
ألأنكَ حاوٍ ؟
أم أفعى ؟
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> جحيم
جحيم
رقم القصيدة : 6855
(1/14560)
________________________________________
-----------------------------------
لَهُم
في كلّ منحدرٍ فخاخٌ
تحتَ كلّ شجيرةٍ
وعلى الروابي
تنحني لَهُمُ الجبالُ
لكي يمرَّ ظلامهم
خطواتهم تطفو إذا سارتْ
ولم تتركْ سوى وحلِ الظلامِ
ووغرةِ الأنفاسِ
تتبعهم ضباعٌ من حديدٍ
تقتفي أثرَ البغامِ
وصرخةِ الوردِ الجريحِ
وأنتَ !!
تبحرُ
آملاً أن تدركَ
السفنَ
- التي غرقت
ونوحاً
- ضاع في طوفانِ نوحٍ-
!!أنتَ
مَنْ ؟
لوحٌ
تسوسَ
وأمّحى
ماخطّهُ الرُبّانُ لحظةَ يأسهِ
من حكمةِ الغرقى
!!عليهِ
وأنتَ
مَنْ ؟
يا زهرةَ العاقولِ
لا ضاعتْ
ولا
ضاعتْ
ولا تُهدي
سوى طوفانِ نارٍ
ضلّ مجراهُ
فطرْ (
إن كنتَ يوماً ذا جناحٍ )
ياغزالاً
طرْ ............
لَهُم
في كلّ منحدرٍ فخاخٌ
تنحني لَهُمُ الجبالُ
لكي يمرّ ظلامهم
سهلاً
لَهُم
ما في الخياناتِ
وما في الرفضْ
لهم ...............................
.وعلى فنائكَ قادرون
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الراقص
الراقص
رقم القصيدة : 6856
-----------------------------------
دخلَ الحلبه
راقصٌ ــ أهيفُ الطولِ ــ
تحسدهُ الفتياتُ
ويحسدنَ مَنْ سوفَ يختارها للسريرِ
ولكنهُ
ظلَّ وحدهُ يرقصُ
يرقصُ محترقاً
وهو يصعدُ
يصعدُ مخترقاً
صمتَ أغنيتي
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> المنبت
المنبت
رقم القصيدة : 6857
-----------------------------------
لم يكنْ غيرَ بقايا شمعةٍ
كانتْ مضيئه
حاولتْ أن تطفئَ الشمسَ
فذابتْ
كتبَ التلميذُ في كرّاسةِ الإنشاءْ
قالَ شيخٌ هدّهُ المنفى " بحزنٍ " :
ليسَ للمنبتِّ جذرٌ في السماءْ
***
كانَ للشاعرِ حلماً
كانَ للمنفيِّ نجماً
كانَ في شطحةِ صوفيٍّ ملاكاً
كانَ
ياما
كانْ
وأخيراً ماتَ ايكاروسُ
ماتْ
بعد أن أنكرهُ الإنسانُ
والطيرُ
وحتى الحشراتْ
،قيلَ في مستنقعٍ حاولَ تقليدَ الهوامْ
،قيلَ في متحفِ آثارٍ
وقيلْ ..............
ــ يضحكُ الضابطُ في كلّيةِ الأركانْ ــ
***
ماتَ ايكاروسُ
ماتْ
ماتَ مجهولَ النوايا والمكانْ
(1/14561)
________________________________________
***
ــ لم يكنْ
ــ ..........
ــ هل كانْ ؟
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الى فاتح المدرس
الى فاتح المدرس
رقم القصيدة : 6858
-----------------------------------
...... ما هي إلا بضعُ لوحات
وينعتقُ المكانُ مُحلّقاً في اللازمانِ
ويبلغُ الفنانُ ذروتهُ
ويغرقُ كلُّ شيءٍ في البياضْ
...... بضعُ لوحاتٍ
ويكتملُ ( المسيحُ )
وربما تأتي القيامةُ
،والوجوهُ نديةٌ
خجلى
وثمةَ مَنْ يرى سبباً
لتأجيلِ النهايةِ
...... بضعُ لوحاتٍ
لتفرحَ ( ابنتي ) بقدومها
قبل القيامةِ
...... بضعُ لوحاتٍ
ويمتلئ الوفاضْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الى عبد الوهاب البياتي
الى عبد الوهاب البياتي
رقم القصيدة : 6859
-----------------------------------
.... و
" " هل غادرَ الشعراءُ ...
يقولُ
ويغفو على صدرِ طاولةِ السُكرِ
طفلاً
يطاردُ ألوانَ دائرةِ القمرِ البابليّ
وحينَ يفيقُ
- قبيلَ فواتِ الأوانِ بثانيةٍ -
يُزرّرُ معطفهُ
ويلملمُ أحلامهُ
ويغادرُ معتذراً
والندامى على حافةِ الكأسِ
يختصمونَ
وحينَ تتعتعهم نشوةُ السُكرِ
أو صحوةُ الموتِ
يفترقونَ
- بلا أملٍ في اللقاءِ -
ولكنهم يلتقونَ
- وفي كلّ منفىً -
بطفلٍ
يطاردُ ألوانَ دائرةِ القمرِ البابليّ
:يرددُ
"....... " هل غادرَ الشعراء
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> متاهة الوقوف
متاهة الوقوف
رقم القصيدة : 6860
-----------------------------------
زورقٌ من كلامٍ ، عتيقْ
يبحرونَ بهِ في الظلامِ
إلى الضفّةِ الثالثه
،يوعدونَ الغريقَ بطوقِ نجاة
يبعثونَ الرسائلَ للجزرِ النائيه
في الصباحْ
تلوحُ بيارقُ عودتهم
وعلى صمتِ أشرعةٍ مزقتها الرياحْ
يكتبون
خيبةَ الأغنيه
ومراثيَ نوح الغريقْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> بصيرة
بصيرة
رقم القصيدة : 6861
-----------------------------------
أتبحثُ عن ملجأٍ بعدَ هذا الرحيلْ ؟
أتبحثُ عَمَّنْ يُدلكَ نحو اختراقِ الحدودِ
(1/14562)
________________________________________
وكنتَ الدليلْ ؟
أمازلتَ تبحثُ عن شاخصٍ لاحَ في الأفقِ يوماً ؟
فحدّقْ
ترَ الأفقَ مازال .......
يا صاحبي
ما أضعتُ السبيلْ
ولكنْ
أصبحَ الأفقُ موضعَ شكٍّ
وكفَّ البصر
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الصديق
الصديق
رقم القصيدة : 6862
-----------------------------------
ما عادَ يأتيني
مُحمّلاً بالريحِ والأشجارْ
بالماءِ والنساءْ
ينقرُ مثلَ بلبلٍ مجنونْ
زجاجَ ذاكرتي
.........................
ما عادَ يأتيني
ــ وكانَ لي ظلاً ــ
فربما يظنُّ أن زوجتي تحسبهُ الضرّه
أو لا يحبُّ ضجّةَ الأطفالْ
.........................
بالأمسِ فكرتُ بأنْ أدعوه
لحفلةِ احتضاري
بحثتُ في خزانتي فلم أجدْ
قُصاصةً بيضاءْ
كانَ سريري بارداً كالقبرْ
نمتُ
ولم أنتظرِ الصديقَ يأتيني
إذْ
ما عاد يعنيني
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> سراب مالح
سراب مالح
رقم القصيدة : 6863
-----------------------------------
يفركُ الشهوةَ كي يسطعَ نهدٌ
عابثاً
يُنشبُ أظفارَهُ في جمرتهِ
يشحذُ السكينَ كي يرتشفَ النكهةَ
من جرحٍ مضيءْ
يملأُ الكأسَ رعافاً
بانتظارِ القادمِ الضالعِ بالتيهِ
وفي مشكاتهِ الفانوسُ يخبو
مثلما الموتُ البطيءْ
ها هوَ الزائرُ قد جاءَ
على السلّمِ وقْع الخطواتْ
خطوةٌ
تقتربُ الآنَ
وكفٌّ أوشكتْ أن تطرقَ البابَ
ولكنْ
لن يجيءْ
يرتدي نظّارةَ العتمةِ
يمضي
وعصاهْ
تجلدُ الشكَّ الذي ضلَّ اليقينْ
هكذا
إذْ
ينطلي الوهمُ عليه
بعناقٍ هادرٍ يحتضنُ الأفعى
ينامْ
والكوابيسُ تصيءْ
حينما يدركُ سرَّ اللعبةِ الخرقاءِ
يَلغى بالعبثْ
يطعنُ الماءَ
ويبكي
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> Norremarken مقبرةُ
Norremarken مقبرةُ
رقم القصيدة : 6864
-----------------------------------
،الشواهدُ بيضاءُ
مجهولةٌ
وسواسيةٌ مثلَ أسنانِ مشطْ
- أتذكرُ بيتاً منِ الشعرِ لابنَ نويرةَ -
جاءتْ عجوزٌ
أزاحتْ بقفّازِها الصوفِ
(1/14563)
________________________________________
ثلجاً تراكمَ من ليلةِ البارحه
،وضعتْ باقةَ الزهرِ
منديلَ دمعٍ
وأيقونةً أو صليباً
وغابتْ
بينَ جدرانِ آسٍ وسروٍ
تُرى
يُدركُ النائمُ الآنَ في الرمسِ
ما أوحشَ الثلجَ فوقَ الشواهدِ
ما أوحشَ الآسَ
!والخطواتْ
،هنا
كلّما اجتازَ مقبرةً
يقرأُ الفاتحه
( ولا الضالين ...... )
ويمسحُ وجهَهُ
مُستدركاً
مَنْ تبقّى إذن ؟
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الغبار
الغبار
رقم القصيدة : 6865
-----------------------------------
بعدَ عشرينَ عاماً
تكونُ ابنتايَ تحررتا من عقالي
وكفّتْ عنِ الدقِّ في هاونِ اللغوِ إمرأتي
لن أقاضي الحياةَ
لما اقترفتْ من خطايا
ومن سوءِ حظٍّ
ولن أحسبَ العمرَ بالربحِ
أو بالخساره
.........................
.........................
حينذاكَ
سأُخرجُ مخطوطةَ العمرِ ،
،أنفضُ عنها الغبارَ
،أدوّنُ ما فاتني أن أدوّنهُ
وأعطَرُ بالهيلِ أنفاسَ أغنيتي
.........................
إيهِ يا صاحبي
Kierkegaard
بعدَ سبعينَ عاماً إذن
سوفَ أمسكُ طرفَ الحقيقةِ
أو ربما طرفَ وهمٍ جديدٍ ،
أعودُ طليقاً إلى غابتي
وسأفتحُ أزرارَ صدري
لتسكنَ في رئتيَّ الرياحُ
ولكنْ
.........................
.........................
ربما سوفَ يُنكرني الوحشُ
والظبيةُ - الأمُّ
والعاهره
!!ويدي
لن تعودَ يداً
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الغبار
الغبار
رقم القصيدة : 6866
-----------------------------------
بعدَ عشرينَ عاماً
تكونُ ابنتايَ تحررتا من عقالي
وكفّتْ عنِ الدقِّ في هاونِ اللغوِ إمرأتي
لن أقاضي الحياةَ
لما اقترفتْ من خطايا
ومن سوءِ حظٍّ
ولن أحسبَ العمرَ بالربحِ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الحانة-1
الحانة-1
رقم القصيدة : 6867
-----------------------------------
سمعتُ غناءً
فدخلتُ
كانتْ أنوارُ الحانةِ خافتةً
لم أرَ ندماناً أو غلماناً
ورأيتُ كؤوساً ترتفعُ
وتنزلْ
:ناديتُ
أيا نادلُ
!هاتِ الكأسَ
(1/14564)
________________________________________
:أجابني صوتٌ
يا هذا الغافل
اخلعْ جسمَكَ
وأدخلْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> القطا
القطا
رقم القصيدة : 6868
-----------------------------------
أمضي
فأقطعُ فرسخاً من صمتِ صوتي
نائماً أمشي
ومحنياً لأقتنصَ القطاة
كان القطا يقِظاً
يجمّعُ صوتهُ ضدي
ليسخرَ من رعونةِ خطوتي
في مثل هذا الليل
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> النهر
النهر
رقم القصيدة : 6869
-----------------------------------
حلمٌ يؤويني
فأخافُ عليهْ
أبحثُ عن ليلٍ أعمقَ
أدفنهُ فيهْ
قمرٌ مجنونٌ يرقبني
في الصبحِ
أراني
أبحثُ عن حلمٍ في تيهْ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> وهم
وهم
رقم القصيدة : 6870
-----------------------------------
يجلسُ في حديقةِ الوهمِ
يكتبُ عن نافورةِ الفراغ
قصيدةَ الرذاذ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> تأمل
تأمل
رقم القصيدة : 6871
-----------------------------------
الشمعُ أعوجُ
والظلامُ
هو الصراطُ المستقيمُ
ونبلةُ الضوءِ التي اخترقتْ سمائي
أنبأتني
أن هذي الروحَ حُبلى بالغبار
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> إلى إديت سودرجران
إلى إديت سودرجران
رقم القصيدة : 6872
-----------------------------------
على قمّةٍ شاهقه
حيثُ لا تصلُ الطيرُ
ثمةَ شاهدةٌ لغريبٍ
ونايٌ تصفّر فيه الرياح
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> صلاة
صلاة
رقم القصيدة : 6873
-----------------------------------
لي جسدٌ ماجنٌ
يُهدي إلى السماءِ موبقاتهِ
ومن جنوني
فكرةٌ تسطعُ في الرأسْ
ناصعةَ البياضْ
فتستديرُ نحوها الزهورُ
والآفاقُ
والشمسْ
أصرخُ من بئرِ مجوني
ياإلهي
هدّني السيرُ إليك
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> الجسد
الجسد
رقم القصيدة : 6874
-----------------------------------
تستوي النارُ على عرشِ الجسدْ
كإلهٍ مُستبِدْ
حاولَ العاشقُ أن يُطفئها
برضابِ القبلاتْ
حاولَ الصوفيُّ أن يُطفئها
(1/14565)
________________________________________
بترابِ الصلواتْ
حاولَ الشاعرُ أن يُدلقَ نهراً
فَغَرقْ
بيدَ أن النارَ تزدادُ أوارا
أحرقتْ كلَّ الجسدْ
فتوارى
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> سياحة
سياحة
رقم القصيدة : 6875
-----------------------------------
!!سنمضي
إلى أينَ نمضي ؟
ألم نقفِ الآنَ في آخرِ الأرضِ ؟
سيدتي
سوف نمضي إلى الأفْقِ
أو نستديرُ معَ الكرةِ الدائره
هل بدأنا المسيرةَ ؟
ها إننا في الفراغِ ندورُ
ندورُ
وقوفاً
ونحصي خرائبَ أرواحِنا الحائره
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> السرّ
السرّ
رقم القصيدة : 6876
-----------------------------------
كلمةُ سرٍّ
يجهلُها الخلقُ
وثمّةَ مَنْ يقضي العمرَ
يقلّبُ أوراقَ اللغةِ
أو يتلصصُ
علّهُ يسرقُ تلكَ الكلمه
حينَ ينامُ اللهُ
....................
طفلٌ أغراهُ
كتابٌ لم يفهمْهُ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> أغنية
أغنية
رقم القصيدة : 6877
-----------------------------------
سأقولُ إني قد نذرتُ إليَّ موتاً
يا أبي
أنا محضُ ذاتٍ
كنتُ وحدي سائراً في اللامكانِ
علامَ أرشدتَ الطريقَ إليّ ؟
كي تمحو طريقي ..........
................................
وأقولُ إني قد نذرتُ إليّ ذاتاً
يا أبي
وأنا أسيرُ بقربِ ذاتي
كان ينهدمُ الفراغُ عليَّ
أسمعُ قهقهاتٍ في الطريقِ
كأن ذاتي شامتٌ
وكأن يُطفئني حريقي ..........
.....................................
أأقولُ إني قد نذرتُ إليّ صوتاً ؟
كيفَ أخدعُ دفتري
وأنا
أرى الكلماتِ
تخرجُ من مغاورها إلى الصمتِ الطليقِ
سأقولُ إني قد نذرتُ إليَّ موتاً
يا أبي
أنا محضُ ذاتٍ
كنتُ وحدي سائراً في اللامكانِ
علامَ أرشدتَ الطريقَ إليّ ؟
كي تمحو طريقي ..........
................................
وأقولُ إني قد نذرتُ إليّ ذاتاً
يا أبي
وأنا أسيرُ بقربِ ذاتي
كان ينهدمُ الفراغُ عليَّ
أسمعُ قهقهاتٍ في الطريقِ
كأن ذاتي شامتٌ
وكأن يُطفئني حريقي ..........
(1/14566)
________________________________________
.....................................
أأقولُ إني قد نذرتُ إليّ صوتاً ؟
كيفَ أخدعُ دفتري
وأنا
أرى الكلماتِ
تخرجُ من مغاورها إلى الصمتِ الطليقِ
شعراء العراق والشام >> حميد العقابي >> حانة -2
حانة -2
رقم القصيدة : 6878
-----------------------------------
كانَ الطريقُ إليهِ صعباً ؟
أم تُراني
لم أكنْ هيّأتُ نفسي للرحيلْ ؟
:فيقولُ بطرانٌ
إذن عدْ مرةً أخرى "
ولا تتبعْ خطاكَ
"ولا تثقْ برؤى الدليلْ
:ثمِلٌ يهمهمُ وحدهُ
غافلتُ صحوي "
واندسستُ بغيمةٍ
ألقتْ بوابلها على أرضٍ بوارٍ
أينعتْ كرْماً
" وغاباتِ نخيلْ
نَهَضَ الندامى رافعينَ كؤوسهم
لغطٌ
زغاريدٌ
ونادلةٌ أراقتْ خمرَها
فَرَحاً بعودةِ غائبينَ
يقودهم شيخٌ جليلْ
صمتٌ
وإصغاءٌ
يَعبُّ الشيخُ كأساً
ثمُّ يمسحُ لحية بيضاءَ غطّتْ صدرَهُ العاري
وسالتْ دمعةٌ
يا نوحُ
أخبرْنا بما لاقيتَ
قالَ البعضُ ممَنْ ضاقَ بالصمتِ الثقيلْ
لا شيءَ "
غير الريحِ
والأفقِ المراوغِ
"والرهانِ المستحيلْ
.........................
.........................
.........................
" هوَ بينكم "
أفلا ترونَهُ ؟
قالَ عابرُ لاسبيلْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> مواسم الواقعة
مواسم الواقعة
رقم القصيدة : 6879
-----------------------------------
مَحْشورًا بين رَفارفِ زُرقتِها ورِتاج البحر يلوّثُ صمتَ
النسيانِ جنوباً يدفعُ بالرّكبةِ حتّى يتهيّج طقسُ العهدِ الوثنيِّ
بلادٌ تنقادُ إليه تحيّيهِ بلادٌ تتعقّبُهُ ترثيه هُو العطش السّريُّ
لنَخْرِ الماءِ قديماً خبّأَ للأفقِ العينين تعالواْ نحفرْ ترتيل
العثرات نبدّدْ جذْرَ الصّفرةِ بين هرير المقْتِ علَى أسوارٍ
تنهشُ بانيها
وجُدوهُ إلى مقصورةِ ضادٍ فارغةِ يسعى
للزّرقةِ خُلجانٌ للزّرقة أنباءٌ
تستودعُهُ أسرار مفاتيح هلّل يا شُبّاكي المتوحّد يا سيّدتي
الأعضاءُ لكِ الدُّلبُ الخلخالُ الخيلُ المنتزهُ الجبليُّ رميْنا
(1/14567)
________________________________________
ذات صباحٍ موّالاً بينً محافظنا
كانت تلكَ النّخلةُ تكتبُ
فجعاً لا كالصّحراء أتانا الدّهشُ جُموعاً آلفْتُ الزّمنين لماذا
الشّرقُ إليكَ تقدّم توشيحَ فضاءٍ أو
كلماتْ
كلماتٌ
لم تُوقَدْ بعدُ
خفيفاً من دمِهِ يتدفّقُ
رفضٌ
أو رفضٌ
يتقوّى عكّازيهِ
يُعاشِرُ أسماء هارِبةً
يا هذي الأمواج الوطنيّةُ
رُدّي
إنّ وضوحَ الموتِ هو العيد الوطنِيّ
الأعلامُ الأولى تمحُو لا تمحو ظلمةَ باب المحروق غُبارٌ
ريفيٌّ قصبٌ نهريٌّ أذواقُ التّيهِ انشطرت ما خلفك ترعاه
الكُتُبُ المرموقةُ بالدّم ما قُدّامك يُوقظهُ وقعُ القدمين إلى
الموتى انتسبت أشباهك
دمّرني
فالشّهوةُ واشمةٌ أطرافي حنّاء لقناديل الحلقاتُ اقتادت زاهيةً
صوتاً لتضيء نسيجاً منفرداً من خالطهُ من كاشف عزلته
يدعو المعنى ختماً حتّى الجرذان اقتاتت من عظم
الفخذين ومن لوح الكتفين إليك مسافةُ رؤيا ما اغتسلت
بحنين الأرزة كيف تُلاطفها عرىٌ يستهويك استنطق
نسيانك لا تُحضر غير الزّرقة أجراس منامتك المنبوذ من
الصّلوات
دجّالون نظرت إليهم يستلمون الحبل السّريّ لأعيادِ البحر
شَعِيرَتُكَ الأخرى تهدمُ خوف الزّمن الدّائر شرقُ
المتكلّم يَنْغُلُ في ساقي يتثقّب لا أحدٌ يقدرُ أن يجرح
ذاكرة الأمواتِ بحدّ الدّمعْ سحيق النّجمات يرنُ على
عتباتِ الرّجةِ جاءك نيلُ الفجرِ جليلاً مرتجفاً تتسقّطُ
أشباحاً تائهةً للعين سلاماً ينعشُ خلجان الشّهوات
أيقظ فوضاك بها انشغلي أيّتها الأوراق على تقويرةِ
مصطبةٍ يتهجّى التّاريخ من الثّقب المخنوقةِ يقرأُ صوتَ
الواقف عشقاً ناراً هادئةً لمّامةَ وردٍ لا
لم تكن الأغوارُ مرايا أشلاءٍ
خلف اللّجّةِ كانوا
منفردين بماء سَبُو
بصدى نقرٍ
بربابْ
تاهتْ فاسُ سبت منطوقك تطوانُ ممرّات الشّرق على
بضع مواويلٍ برزتْ متصدّعةً في وشْيٍ أندلسيٍّ ثمّة أطفالٌ
مازالوا يلتقطون بدايتُهمْ ورقٌ أبيضُ تنْشِجُ فيه دماؤك يا
بغداد بقايا نادرةٌ تضحك في مقبل شهوتها أكواخُ الجرح
(1/14568)
________________________________________
تحاصرُ تهجير وشومٍ نازلةٍ من ماءٍ يمزج بين الخالق
والمخلوق
ينسى رجليه على نيران سريرٍ عيْنًا بين مؤانسة الحالاتِ
أصابعه تتعهّد مَدْمَرَ أشياءَ العالم ما السّلطةُ ما الشّرعُ
هنالك توقد أسئلةٌ حيثُ النّبضُ اليوميّ يُعاوده تسخر من
عينك مَخْزَنُهُ الشّعريّ يقطّعُ أنفاسك أوزاناً لتفاعيل هي
الأبيات محجّبةٌ بسديم الفاء سماتِ الباءْ
وهنيئاً للجالس في الفاتحة العُليا السّاجد في وقت من
ضحكات مشمسةٍ بخبايا النّخل غريبْ
هذا الغسقُ الرّمليُّ
يؤجّلُ أرضَ الشّهوة حتّى تندلق اللّحظات على اللّحظات
عروشُ الحِكمةِ أو تتقدّم آثارُ القدمين على أحبال غسيل
فطنَ المبصرُ قربي لرنين تُغويه
مداراتك يا بيروتُ غبارُ النّومِ على حافّة ضوءٍ بعثوا
بمفازاتٍ ليتمّ الشنقُ شمالَ اللّيلة عند حُصونٍ تمتلكُ
النّسيانَ دليلاً للعرباتِ بغالِ القريةِ يا مبصرَ إنشادي
القُزَحيّ استنفدْ أشباحكَ لا تُمهِلْ كُرياتِ دمِي السّوداء نعم
سوداءَ مَزَجْتُ الحُلمَ بِأَطَفالِ الزّرقةِ ها إنّي مسكونٌ بمعارجِ
طُوفانْ
أو جئتُكَ حنجرةً تتمزّقُ فيها الدّيمومةُ ألطافُ
النّقشِ تخافُ هواء الهامش نازفةً تتقهقرُ في ساحةِ نسيان
ها هو يجلس في الهامش سكرتُُهُ
يتعوّدُ في ردهاتِ الموتِ على
أشكالِ الموتِ غناءٌ نَدْبٌ يُعلنُ عن
تتْويجِ حرائقِهِ يتحدّدُ في الموج
الشّبقيِّ يعيدُ الصَّنْجَ إلى سُلّم
أنفاسْ
صاحبني يا مددي الشّمسيّ إلى آفةِ
عِشقٍ صادقْ لُغةً تتهدّجُ في
شطحاتِ سَبُو
لن
ينجدِلَ البجعُ الفضّيُّ على بوّابةِ
قصرٍ لن يرهقَ كفّيه بُعكّازةِ شحّاذ
ما بينَ الهامش
والحكمةِ أيّامٌ حُبلى بشواطئ من
تلوين خليل والعُشبِ الوحشيّ
على دفترِ صفوانْ
يُعاشِرٌ قُبّةَ نفيٍ
قديمٍ
مسَا
لِكَ هذا الخرابِ الصّديق
يُعاشرُ قبّةَ نفيٍ
قديمٍ
معا
رِكَ هذا الخَرابِ الصّديق
يُعاشرُ قبّة نفيٍ
قديمٍ
مها
لِكَ هذا الخرابِ الصّديق
كُنّ جالساتٍ
قُربهُ
خائفاتٍ من صمتِهِ
(1/14569)
________________________________________
لم يكُنِ
المدارُ حاضراً ولا
الحضرةُ مكتملةً وحيداتْ
كنّ حتّى بلغهُنّ غبشُهُنّ اكتفى بلُعبتِهِ ولم ينفَلِتْ
بعدُ من طوافِهِ
إليّ أيّتها البديعاتُ المسافاتُ الألوانْ
إلَيّ أيّها الموتُ
البنفسجيّ طوّح بالبياضِ
وهو يرى يديه تشتعلانْ
والأوراقُ
شاهدةٌ كنّ قريباتْ
ولا
شيءَ
غيرُ نخلةٍ
أحمرُ شفّافٌ أصفرُ خاترٌ
أخضرُ مكسورٌ أزرق منشغلٌ بخطوطِهِِ
الرّطْبَةِ إليّ أيُّها
الوَقتْ
- من أيّ نداء يشتقّ فضاءُ الزّرقةِ وحدَتَهُ
من أيّ حصاةٍ ألْفَتَهُ
أقواسَهُ من أيّ الكلماتْ
- لا السّمأءُ قرينةُ سرّيَ لا
تدوين الغصونْ
لا الدَّمالِيجُ انْعَقَدَتْ في ناريَ لا
ترتيلُ الحُصونْ
يتقدّمُ في وجهي لا
العنبرُ لا
إيقاعُ المنحدراتْ
يتعشّقُهُ نفسُ الرّئتين هي اللّحظات
تتكوّن
من ميراثِ الضّوءِ طَرِيقَتَها
مِنْ تَهْليلاتِ النُّخَيْلاتِ خُرافتُها
كُنتُ الواحدَ
كُنتُ الاثْنين
لا الواحِدَ صرتُ إلى الاثنين
توجّهتُ أعجّلُ مائي
أنْ هذا غزوٌ شفقيٌّ يُنْشِدُ
أسمائي
لأنّني اختليتُ بالأقاصي في شبه جنونٍ رُبما سلكتُ ما
يسلكُهُ المساءُ من دماء نحوَ قبّةِ الغناء
اكتسيتُ بالشّوقٍ إلى
احتفالِ ضوئك البعيد هاذياً تُلقي بي الصّفاتُ في كون
القوافِلِ وحيرةِ الأقدامِ حيثُ تنتمي طفولةٌ إلى ضفاف نهرٍ
أو إلى سطرٍ يطوفُ بالفراغ
ولو يدرون أنّ الأرضَ أتلفت نسل سمائها العمياء لو
يدرون أن تاج الحكماء جثّةٌ مسقوفةٌ بظلمةٍ هي الخراب
جلبوا للميّتِ أقنعةً من آخرةِ اللّيلِ اختاروا
النّطع لنا والنّطع شفيعُ كتاب
آيَتُكَ اليومَ جِهاتٌ
يخْطِفُها الأطفالُ إلى لحظاتٍ ضوئيةٍ تتحدّرُ من أسفل
يومِ السّبتِ 20 يونيو 1981
جسدٌ
يتسلّلُ من
نافورتِهِ
يتراسلُ بين شهادتهم
يسترسلُ في ضحكٍ يتشظّى
في قوسِ نداءْ
من أنتَ أيّها الفتى في زُقاق الوحدةِ يا من غافل الموتَ
وأحضر ذئاب الضّحك حتّى لفّه النّوم يا قمراً يبحثُ مع
الأطفالِ غربَ الليلة عن أخٍ مفقود
(1/14570)
________________________________________
حتفهُمْ كان بين أيديهمْ
بالحجارةٍ ينشئونَ هياكلَ الخوفِ بفائقِ الإثمِ الجليل
يعبُرون ذاكرةَ النّهب لا وليمةَ غيرُ هذا الخراب
ساطعاً
يحتلُّ الصّباحُ امتدادَ الصّيحةِ عارياً يفتتح الوردُ تقاطع
الطُّرقاتِ رامحاً يجتاحُ الهدمُ هيئة السّلوان تلك معاصرُ
الزّيتونِ في وزّانَ أو زرهونَ تجرجرُ الدّعاءَ الدّعاء سبايا
الجوعِ في زمنِ الصّمتِ والدّموعْ
ها ماءُ سبو يندلقُ السّاعةَ من ألويةِ النّفط
إلى سندات الفوسفاط نُساقُ إلى النّسيانِ قبائل من شجر
الزّيتونِ تدثّرُنا سهرات الأرضِ تدثّرنا الحنّاء
إن العادةَ أفراسٌ
وفوانيسٌ تتأصّل في نقل هواء البحر إلى كهف أشرافٌ
ينتظرون وصولَ ذبائحهم عند العتبة زوجاً من أجود
أصنافِ البقرِ البلديِّ دجاجاً أو بعضاً من قمح النّاحية
الأخرى
من يأتيك اللّيلة يا سيّدي الأَدْرَدَ
يا سيّدتي الدّرْداءْ
لا يملكُ شعبي غير مسافاتٍ زرقاء
تقصّواْ ما شئتم من أنبائي في يُتْمِ الصَّحْراء اتّحدوا بحماي
تقولُ السّاحةُ حين استنفرت الصّرخاتُ منامتها
أيّها الدّمُ يا إشارةَ المساء
لن تطيرَ الأرضُ بغير أشلائها ويا
نفيّ النّداءاتِ إليّ تأتي مسرعاً إليّ أيّها الأطفالُ الطّيبون
القلقون الحالمونَ الهادمون
حنجرتي تسافرُ في القطارات العشيقةِ حدّقوا أبداً
في نهايات الجُنونْ
مدافنُ تختفي وراء الصّمتِ أسماءٌ مزّقوها وأضرموا النّار
فيها أعضاءٌ لا نعرفُ أين ولا كيف ارتجفت
وقتٌ كالنّاي يغنّي
للأمّ يغنّي
حُنجرةٌ واحدةٌ لا تكفي
حلزونٌ
ثمَ يطوفُ بأجداثٍ لا أخرس
بل أملس
تلك الحُبسةُ راسخةٌ
في زرقتها
حتّى القالب لم يتعوّد
هجرتَهُ بين العين وتاريخ العين
توالوا ينتسبونَ لمسكِ اللّيلْ
لتنتشرِ الطّحالبُ فوقَ قبري وليوجّهْ شكلُ أحذيةِ الغبارِ
مسافتي إنّي المراوغُ للأسنّةِ في هدوء اللّيلِ ما عرفت
لُغاتُ الزّائفين المرتشين السّارقين القاتلين عُطورَ أوديةٍ
تُوسّعُ دهشتي
(1/14571)
________________________________________
يستنجدُ أطفالٌ بدُموع وداعتهم تتكوكب
هبّاتُ الحلم متاريسٌ تختزلُ الرّيحَ دُروعٌ
تتعاضدُ صَلَّيْنَا للموتى قبلَ أوان الموت
تباكينا ها نحنُ نسينا
لأنّ المدينة لم تكُن وحلاً
مقدّساً
لأنّ الوحلَ المقدّس
لم يصلْ
بهاء الرّجس
للأمّ يُغنّي
للطّفلِ النّائم بين يديها
واحدةٌ لا تكفي
ليس الدّمعُ شهادةَ ميراثٍ غادرْ صوتك ما نطق اللوح به
حقٌّ لا تحرق ما تتنفسّهُ رئتاك نهارُكَ في سلسلة الرّجم
الحقُّ هو الحقُّ إذا الحقُّ تحقّق فيه الحقُّ ألا لا حقَّ لمن
لا حقَّ لهُ الحقُّ هو الحقُّ هنيئاً يا سيّدي الأدردَ يا سيّدتي
الدّرداءْ
وتصفّح فيك مواويلاً تمتلكُ الجيرَ القرمودَ نجوماً تسمحُ
للشّارعِ أن يرحل في الميقاتِ جليلاً وشِّح موتك يا
جسدي طوّحْ بخرومِ العظمِ بعيدٌ يتمعدنُ لمّا الأطفالُ
اقتربوا من حافّات الخوفِ المجهولةِ كانوا لا ينتظرون
وشاح اللّيلْ
مسارُكَ
في البلادِ
ولا بلادَ
فأيُّ موتٍ يصعدُ الدّرجاتِ
ثمّ يضيءُ لي موتي
ولا تقف الكتابة عندَ أقدامٍ لمن ماتوا لم جاعوا لمن
وردوا على أجراس يافا من ينابيع الذّهول
يا زُهورَ مدافنَ تختفي خلف الصّمت
يا ميّتاتٍ قبلَ أوانِ الموتِ خلّصنني من هذا الآن وكيف
أمُرُّ من زمني إلى زمني
بدائعُ الأعشابِ مراتبُ الطُّيوبِ خشيةُ القبابِ
استراحةُ اللّحدُ مساقطُ الحرارةِ مسكنُ الإيقاع
هندسةُ النّور انعقادُ الإقامةِ أهلاً
بفردوسنا الجحيميّ أهلاً
ببلاغةِ البراءة أهلاً
يا لَلَنْ يا للالّي يَالَلَنْ
في طائفةِ الدّمِ أهلاً
نتوحّدُ لا شيء سوى الدّمِ لا شيءْ
من كان
ميتاً فهو الآن
حيٌّ
إلى أينَ تُهاجرينَ أيّتُها
الأرضُ بأبنائك القتيلين هذا قصرُ النهايات ذاك بابُ
المحروقِ فليفسحْ لدمي الوردُ أن يهاجرَ في انتشار السّؤال
كيف يغْوي موجةً أولى يُهَدْهِدُها
على حدِّ مسالك الكلام
كيفَ ينهضُ من لسانِ جيلي
وحدَهُ لو اقتربت الوردةُ الشّقيقةُ إذاً
لانتهت إلى صمتي
عموا مساءً
(1/14572)
________________________________________
عزيزي الألفُ عزيزي السّينُ عزيزي الميمُ ما الذي محا
آثار قبركَ الشّمالُ الجنوبُ الشّوقُ العصفُ كلُّ الخطوط
سريعةٌ ولا شيء أبطأُ من النّسيانِ سلاسلُ المجدِ قلائد
الخناجرِ سبائكُ الولاءْ معابرُ السّيبةِ
في الصّباح
رأوه ثمّ رأوه يهتكُ تدوين الجغرافيةِ الأنسابْ
إنّا
شهداء اليوم
على دمنا
في ضوء المدافن ينامون مشاغبين عموا مساء مُرعبين عموا
مساء للمواسم يحضُرُ الذين لم يولدوا بعدُ الذين لم يموتوا
بعد راكبين بغالهم لم يكونوا وحيدين
شرقٌ يتصدّعُ في معراج
الهذيانِ بأيّ علامات الشّهوة تعرفُ فيك مراتبَ كُلّ
خواطركَ اقترنت أحوالكَ بالإثم فإنّك تختارُ صديقاً من
بين صباحاتِ الصّمتْ
ووحيدين لهُم أغنيةُ امرأةٍ من ورزازاتَ بلونِ الطّينِ الأحمر
والصّخرُ المتموّجُ في ماء الزّرقةِ لي هذا المنحدرُ السّابقُ
حُلميَ غوغاءٌ تسقُط بين الأشلاء حصاةً باردة تزنُ الحُلفاء
بميزان الأعداء الأعداء بميزان الحلفاء لذلك نُخفي القاتل
خلف الكلماتْ
فبأيّ غناء
تتدفّقُ فينا
شهوةُ موتٍ هادئةٍ دمُهُ الآن يحنُّ إلى ترنيمةِ غيمته
يشعلُ تاريخ الدّوران الدمُ في هدأته يتذكّرُ أسرارَ المشهد
منذ صباح السّبت تعاريج تعاريج
ألا هل بلّغت مياهَ أبي رقراق إلى مركزها
هل
بلّغت
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> مواسم الحضرة
مواسم الحضرة
رقم القصيدة : 6880
-----------------------------------
صباحُ الخيرِ يا عُنفي المُدونَ بين حاضرةٍ على قُربي وبين
النّيلٍِ هذا البيتُ من قصبٍ ومن فيضانِ وردِ عروسةٍ
ولكَ
الصّباحُ معي بقايا موعدٍ حَضَرَتْهُ حاشيةُ الدّخانِ وصيحةُ
الأعشابِ أنت شريدُ حلمٍ يستريحُ مع الصّباح
ترجّلْ أيّها
العُنفُ المتاخمُ للغبار هي التّي أهذي بومضِ جناحها كُنّا
اتفقنا جاء ثالثنا صديقاً قال كيف نُقيمُ من بين انعراج
الصّوتِ رابعنا
صباحُ الخير جالس جسرنا
هدّمتُ ما شقيتْ
به لُغتي غبارٌ كان يغسلني دويٌّ خارج الضّحك المُباح
(1/14573)
________________________________________
لعلّكِ نخلةٌ فهمتْ صباحيَ إنّني أمسكتُ عُنفي وانتهيتُ
إليك يا قوساً من الحُمّى التي اندفعت إلى حلقي تمجّده
وتُعلن أن خامسنا دليلٌ جالسته طريقةٌ زرقاءُ رسمُ محيطها
الموّالُ والألقُ القريبُ من الرّياح
هُناك فضحتُ خوف كتابةٍ غطّت سرائرها بعصف ذابلٍ
هاجمتُ أنت الآن بين يديّ أهتفُ أو أرافق رجّةً تشتدُّ في
هتك البلاغةِ واحتثاث المخزنِ اللغويّ يا عنفكَ الميمون
كم صوتاً تمادى في ارتفاع نُخاعي الشّوكيّ نحو مسالك
الطّلحِ المرشّحِ للهيب ولهجةِ الخوف
اقتربتُ مصاحباً
عُنفي رفيقُك إن سادسنا توهّج في بلاد الحُلمِ حاصر
صخرةَ الأحزان سابعنا تلفّظ بالظّنونِ رمى رداءَ النّوم فوق
جفُونِهِ بالأمس كلّمني وكان الجذب َ ما وصّى به أهلي
فجاء الوقتُ مزدحماً بأسماءٍ مركبّةٍ لها نفس الجراح
2
لك العزّة أيّتها الأرضُ المَكْسُوَّةُ بالأرحام وأنت على صدري
بوشاح دمٍ يتهجّجُ بين سَبُو ومداخل باب المحروق
لك العزّةُ لا أكتمُ نهجاً والنّاسُ اقتربوا حتّى صادفتُك وجهاً
حنّ إليّ سلاماً منتعشاً يمكن للأزرق أن يسمعه من
منخفضاتِ الصّمتِ وقد أقسمتُ بحدِّ الماء
تعاليْ أيّتها
المجنونةُ إني صادقتُ النّارنج وقُلتُ له حمّل صوتيَ بالعزّة
إن النخلة تتبعُ ساريةً هامتْ زمناً حتّى وجدتْ باب
المحروقِ يقول لهَا دمُهُم يا سيّدتي ضجّت عيناهُ ارتجّت
حُفرتُهُ
ولكِ العزّةُ نارنجاً تلقانِي نفحتُه كلماتٍ من ينسى كلماتك
لمّا الماء أتاها فاغتسلت بالنّار غشيتُ الحُرقَةَ في ليلِ
الرَّغَبُوتْ
أيّتها العزّةُ طُوفي اكتملت أعضائي ذاكرةً لم تمهلها أخبارٌ
جالسها رأسٌ قطعوهُ على أعشابِ سَبو
3
أّباركُ صيحةً عبرتْ إليّ من النّخيل ومن ظلالِ سَبُو تداهم
خيلُهم هل عادت الأسماءُ بعد طوافها بين الخرافة
والجهات المحرقات لتخبر أنّني صاحبتُ صورتها محدّقةً
على الأسوار فالقرمود فالشّبّاكِ جاءت لفحةً تتكسّرُ الأعباء
فوق بريقها الفضّيّ
(1/14574)
________________________________________
لم يرحل عن العين اختلاطُ الجمر بالشفتين ذاكرةً تبادرني
وذاكرةً ترمّمُ ساقي المخروم من تعب الفصولِ يكادُ يهتف
بالعشيرةِ صيحةً وصلت من الأحداق للأحداقِ واحدةً من
السّوسانِ والحبقِ المُطلِّ على بياض السّطح كيف تسلّلت
حتّى نزلتُ بحوضها أسعى وأشربُ من مياهِ سَبُو أحُلُّ بهِ
احتباسَ الصّوتِ
يا صوتي
ويا صوتي
يجيبُ القادمون من المساء
ومن غُموضِ البُعدِ فابتهجي
لنا حلُمٌ وأنتِ غمامةٌ زرقاءُ فابتهجي
دمٌ قامت طفولتُهُ وأقسم أن يجاهرَ باشتعال العينِ والخلخال
والوشمِ الفريدِ بمعصمٍ قطعوهُ ثمّ رموهُ في بئرِ لذاك سألت
عابرةً على شطّ الخليج تعود لي الأمواج باسترسال لمعتها
وتعبثُ بالمسافةِ
ها هم الأحبابُ يقتربونَ وجهكَ مربكٌ
ويداك تنتشران من دربٍ إلى دربٍ وتشتبكانِ في قوسٍ لهُ
الزّيتونُ والرّمّانُ هل تسمو بك الذّكرى
سَبُو يا معدن
الأسماء تغسلُ عارض الأخبار حين يشاءُ بابُ اللّيل أن
يعلو فَصَيْحَتُهُمْ تجدّفُ نحونا بالصّعقِ لا تكتئب هذا
المساءُ سمعتهمْ برقاً يرابط بين أنساغِ النّشيد ودبدبات
الصّحو يهتكُ ساعةَ الأقفال
يا صوتي
ويا صوتي
يسلّمني هُبوباً صافياً
شلاّلُ صحتهم يراني الماءُ لوناً موحشاً يُصغي وينشغلُ
4
كان لي القرارُ يقول هذا
الشّرقُ حين لمحتهُ يدنو
وينفخُ في سماقِ اللّوح
يفرشُ لي الحصيرَ يصوغ
كفّي من رنين الحرف كان
الحربُ أين طفولتي اختبأت
وكيف أقصُّ عن غسقٍ
يُصاحبني إلى باب دخلت
الجامعَ السُّفليِّ عندَ الصّحن
كان الضّوءُ منحدراً وجلبابي
يلفُّ الرّكبتين لمحتُهُ يختارُ
لي قصباً يقولُ اكتُبْ كتبْتُ
الجُرحَ ثمّ مشيتُ لم أذكرْ
حنين أصابعي والشهوةَ
الأخرى على شفتي
سأذكُرُ سيّدَ الكلماتِ
يقرئني هواء غامضاً يا سيّدَ
الكلماتِ لا تغضبْ نسيت
أصابعي بين الذهول مربّعِ
الزَّلّيجِ رائحةٍ تسمّى الياسمين
لمحنتها وهذا عُنفي اقتربت
من السّكراتِ حضرتُهُ كتبتك
في انغراس الشّوقِ والحُمّى
(1/14575)
________________________________________
أنا المقصيُّ من عتباتِ
أهلِكَ أيّها الشّرقُ القريبُ
5
كيف انصرفتْ أعشابُ
سَبُو لغوايتها
وتعالت بين معابر هجرتها
كيف الورقُ الأبيضُ يهذي بمسالكها
ويفاجئ
أحوال تصدّعها
كيف الأزرقُ يجفو وبناتُ القُدسِ حللنَ
بصوتي مرتدياتٍ قاماتِ النّخلِ البدويِّ أتين
بآياتِ الهذيان تصفّحن الجسد المنسيّ روين
حُروفي بالحنّاء غناء العُرسِ تسابقن إلى ساقي
الممدودةِ يفرشنَ الأزرقَ يحملنَ إلى كتفي
الألواحَ قرأتُ اهتاجت حتّى قُلتُ فضائي ثمّ
الوشمُ أتى ونشيدُكَ قابلَ عيناً رافقَ غاباتٍ لا
يعرفُها إلاّ سرّي
6
ها أنا أعطي لكُلّ خطوةٍ صورةَ صديقٍ ولكلّ رائحةٍ حديثاً
عن نخلةٍ أو زهرةٍ تحضرُ إلى مقام العين هذا الصّباح
انتبهتُ من هنا بدأت صفحاتُ الكونِ تنفتحُ وأسرار
الصّمتِ تنغلقُ أو لعلّها وشوشةُ حُزنٍ دافئ لم يسترحْ بعدُ
أعلمُ
لم تبقَ إلاّ
لحظةٌ ويسألني النّهارُ عن انكساري لم أتململ
والقادمون من البعاد يطرقون الباب لم نَمُتْ بعدُ
أعلمُ
تلك بقايا بيوت
أندلسيّةٍ تُطلُّ عليّ حدادٌ في الممرّ الآخر
دبدباتٌ وهذا سريري لم أستسلم
أيّها الشّرقُ الصّديق
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> مواسم الطريقة
مواسم الطريقة
رقم القصيدة : 6881
-----------------------------------
1
ستراهُم مكتئبين به أحياناً منشغلين مساءً يفتحُ أزرار
العتباتِ يكُوكب حُمّاهُ له أن يقرأ ما كتبوه على لوح
الكتفين تراتيلُ الأحجارِ يُردّدها وجهٌ ينساهُ اسمٌ ينساه
وحيداً بين معابر هذا الضّوء لجُبّ الأحوال لقُبّتها يهتف يا
أنت سحابتي الزّرقاء تكونُ له سرّ الكلمات
وترافقنا
منّا اقتربت
جهةٌ نتوحّدُ في ترنيمةِ عُزلتها
لونٌ يحتملُ التّكوينَ رميتُ الصّوتَ كريماً ها هو يوقظُ
سوسنةً لم يكترثوا لمداهُ لهُ أنحاءٌ منتصراتٌ كان صديقاً
للدّهشةِ يلهُو أجمل ما يلهو ببدايات الطّرقاتِ لماذا في
الهمساتِ اكتملوا تلك النّخلةُ أوّلُ من علّمهُ أشياء غوايته
(1/14576)
________________________________________
أوصاهُ بحوض ظلالٍ مُرتجفاتْ
كان بطيئاً مرتبكاً يسعى ويخاطب
كان إليها منحدراً
ومسافته
تتعهّد حيرتَهُ
قادتهُ طفولةُ نهرٍ حين أحبّ أواني الفخّار
الزّليجَ الزرابي مسكَ اللّيلِ الوشمَ بقايا
النّغمةِ والنّجماتْ
لم يجعلْ من أطيافِ الشّرقِ مكاناً لم يخلُقْ من شمسِ
الشرقِ كتاباً كان الفجع لأقسمتُ بماء سَبُو جهتي
أنقاضٌ هائمةٌ يرمونَ حنين الطّفلِ بأحجار تمائمهم وحنيناً
صاحبَ أقواساً خشباً شُبّاكاً ترتيلاً نقشاً حرّض أنساماً هُنّ
لهُ نقراتْ
أو كنّ له غصنين
سيركبُ ليلتهُ حتّى يلقاهُ ضجيج البئر
تمهّلْ يا منْ
أهديتَ قرنفلةَ الأسفارِ إلى خطّ سيصير خطوطاً معجبةً
بمتاهِ نُخيلاتٍ ضمّته إلى أفياءِ وداعتها سمّوهُ بما شاؤوا من
يأسٍ أو أشباحٍ فاجتمعت في الكفّ بِحارُ الكونِ سيدخل
صرختها
ينشدُ ملحونَ الجمرة
فالجمرةِ
هل من لطخاتِ نزيفٍ هادئةٍ
يتشكّلُ
حتّى يلمَسَها
متوسّدةً بوّابةَ وحدتها
في البرد تموت
يتقدّم في أصداء النّهر
ولا أعماق لغير دمي
طفلٌ
في غرفته
يهجُرُ تاريخ بلادٍ
يهجُرُ مأتم أضرحةٍ
وبيوتْ
وصديقي
الأزرق يكشفُ لي عن نارِ سريرته شطحاتٍ راسخةً في
الشّوقِ لماذا تَنزفُ تلك برودتها اختبأت في خُرصانِ
الغُرفُ السّفليّةِ لا النّسيانُ يهدّدها
لنهارِ الشّعرِ يفكّكُ دائرةَ الأحراشِ اللّيلةِ يبغتُ هذا الطّفل
الشّرقيّ على عتباتِ الدّبّاغين العطّارين هنالك أرصدُ
منخطفاً باب المحروقِ وذاك نعمْ سيّدي التوشيحَ نسيتُ
على لوح الصّلصال التقينا ذات مساءٍ في أعضائي
كان لوشوشةٍ مترقّبةٍ يقرأ ما لا يفهم واقرأ
ما لا يفهم خاطبْ عصيانَ قرنفلةٍ جسمي ممسوسٌ
ينخسفُ
ستسافرُ عينُكَ بين شُقوقِ الأنهارِ يُعاشركَ الملكوت
كتفاهُ
على أعشابِ حصير
ترتخيان
وتجلّلهُ
أشجارُ الماءِ كلاماً
أملس
في منخفضاتِ الجمرةِ
ينكشفُ
من أجلِ اللّيلِ صَمُوت
2
وأقولُ أنا أنتُم يعلُوني موّالٌ من سهلِ الشّاويةِ اليومَ انحبستْ
(1/14577)
________________________________________
أضواءُ الحُلمِ ترامت وانبسطت
هَيْلي يَوَى
اختطفوا جسمي عُضواً عضوا ورمونا في دهليز سرّيٍّ لم
ينطق باسمِهِ إنسٌ أو جانٌ ما جاء كتابٌ أخرسُ في الوطن
العربيّ بغير قبابٍ أو صلواتٍ خاشعةٍ تنحلُّ على أحباب
الحقِّ مشانقَ
رأسٍ حجْمُ مسافِتِه النّاسُ الفُقراءُ تعالوا يا
أحبابُ هُنا العينُ اتّسعت
حتّى ضاقت
عنها سعة الجسمِ المجموع المُفرد وانتشروا في النّهرِ
يكونُ لكُم مأوىً لا مأوىً غيرُ هبوبٍ يأتلفُ
3
يهيّئ يومَهُ لرصاصةٍ
ورصاصةٍ
جمعٌ رصاصٌ
هل يُصالحُ موتَهُ
هبّت على شفتيه لفحةُ قبرها
من فأس
كانت حُلكةُ البارودِ تبدأ كلّ ساريةٍ
تُعايِنُ هدْمَها
بيروتُ
تُعلِنُ عن مداهُ ويكتفي بالعين لا خبر الحُروف تسلّلتْ
بعضاً إلى بعضٍ ولم يبلغ بعيداً كان يسألُهُ تفضّل يا خراب
الشّرقِ أنت ولايتي من قال سقفُ الدّمع يأوينا كعادته
اقتفى وجهاً يصدّق ما رآه ولا يراه محا الطّرائقَ وانتشى
لم يسترح
جمعته أعيادُ الخُطُوطِ بلعبةٍ من أين يبدأها يباركُ رعدَهُ هذا
البياضُ لهُ وذاك الخوفُ يسمعُهُ وبينهما حجابُ الضّجّةِ
الأولى
تيقّنَ أنّ خطوتَهُ السّؤال ونخلةٌ
جاءت تباغتُهُ بياضُكَ طلسمٌ ولك الفراغ
4
هذا زمني
وأرابِطُ في أنساغِ يقيني
ينفُرُ منّي الصّمتْ
وتبقى حُنجرتي حمّالةَ
هذا الصوت المسلول الصّافي الموسومِ
بماء الورد
5
في الجهة الأخرى صلصلةٌ ماذا يقرأ هذا الميّت في
حفرتهِ تتدلّى الحُفرةُ من هذا الميّت لا تسأل علّقنا سبباً
وقتلناهم لن يحتفل الموتُ بغير الموتِ تقدّم حتّى ينشطر
الماءُ البنّيُّ فتسكن ريح صباحك إن الحضرة بين سبُو
ومساء أعزل في بردى تتأجّج حمّلْ أرضك بالأضواء تهبّ
على ليلتك الذّكرى
جسدٌ يتصدّعُ في صحراء الخشيةِ
حين يؤالفُ بين العيد وبين الموتِ يمجّدُ ماء الهتك
ولا نومَ تثقّبُ رائحة الخشخاشِ تُحصّنُ عينك تنسى أن
تتوارى في المتوحّد صدّقني هل خطّت أو رصدتْ أعماقُك
شيئاً من عشقٍ وسهاد
(1/14578)
________________________________________
بيروتُ لها أطفالٌ يلتقطونَ حصىً
أعضاءً
مقطعَ أغنيةٍ
ساحةَ نومٍ
تعتيمَ رماد
يرنونَ إلى ما يشبه عاصفةً فيلاحقني موتٌ يسقُطُ بعضي
حنّتْ لي عائلةُ الصّرخاتِ يداك بماء النّيل تُعيدان إليّ
نشيدَ الضّوء وهذا النّخلُ صديقُ الدّهشةِ يقترب
كنّا نجلسُ في نفسِ الشّرفةِ
نشربُ نفس الشاي
تهامسنا
زرقةُ حقلٍ كانت تجري بين الأطفال دعوتُ النّهر إلى
حُلمي ونساءٌ هُنَ على صوتي غبشٌ وسحائبُ حنّاء
سلّمتُ صداي لُعشبِ سَبُو
6
هُو ذا جسمي احتضانٌ للمنافي خِطَطُ التّدوين ضاعت
والإشاراتُ التي خلّفتها بين البياض انسحبت خلف سماءٍ
لن تراني
يتهجّى دَمَهُم بين نخيل ودخانِ
ردّدوا الصّمت عليه
عيّنوا الجُرح وقولوا أين يُخفي الدّمعُ عنّا جثثاً
يحتشدُ الشّرقُ على دفّةِ صحراء
على سارية القتل
سلوني عن هبوبٍ ينشدُ الغيم أغانينا
استعادت هدمَهَا
والكلماتُ احترقت بين يديه
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> فأس عن فأس نأت
فأس عن فأس نأت
رقم القصيدة : 6882
-----------------------------------
ها أنتِ تُحيطين النّعشَ الحجريّ
بخُطوطٍ كُوفيّةٍ
برشاشٍ
أرصُدُهُ في حاشيةِ الزّليج
بمواويل الطّربِ الأندلسيّ
ها أنت أمامي
أوضحُ من ظُلُماتِ البحرِ على جسدي
تجتازين الضّوء القمريّ إلى أقصى الكلمات
ضاقت عنكِ الشّمسُ وضاقت عنّي العتمات
ها أنت على ألواح الفتنة تنتقلينْ
من فانيةٍ
لجلالةِ فانيةٍ
تتخطّين حزامَ الضّوءِ فلا تنذهلين
ها أنت صفاءٌ منطفئٌ
في أجراسِ الحُلْمْ
وفضاءٌ منجرحٌ
يتدحرجُ في سردابِ اليُتْمْ
ضحكٌ لأراجيحِ الشّهداء
ضحكٌ لرخامٍ ينسلّ إلى شبه سماءْ
يا ناراً تشربُها الشهواتُ السّائلةُ انجذبي نبّئني
لمجاريك اندفقي يا سيّدي البرّاح
في حوضِ لُغاتي كيفَ أُحرّر فارسي من فاس
حجرٌ يحاصرُ بعضُه بعضاً يفكّكُ رقرقاتِ طفولةٍ منقادة
نحو المساءلة الطّليقة في انسياقِ النّخلِ هل نحت الجسارة
(1/14579)
________________________________________
في شُقوق الغفوةِ الأولى تزوّد من شعيلاتِ الفصاحة بذرة
الفتك السّعيدة هيّأ الكلمات للظنّ المُعبّإِ بانشطار حدائق
المعنى
سيصحبُ ماءهُ
سيفتّتُ الصّور البديعةَ لارتفاع القوس
ها هو يهتدي بشفافية الفراغ
بخطوةٍ
مطعونةٍ
بمساقط الأنفاس
في ضوء الحجارة
والثّغور القادمات مع القوافل والغُبارْ
غسقٌ لفاس
قمرٌ لنهرِ سَبو العتيق
من علّم الأيّام راحتها
سُمٌّ
تعتّق واستفاق
في ضجّة الأعضاء
يَصْعَدُ
وردةً تركتْ فراشها على حدّ السّماق
تطأُ العبارةُ حكمةً
تمحو دوائرها
فتشتعلُ الأواني بالصّراخ
فأسٌ عن فاسَ نأتْ
موّج كلماتِكَ في صحنِ العتماتْ
واغْسل أحجار الشّام
بمياه سبُو
صنعاء
نفسٌ يتدلّى من مشكاةِ المحو
وها هو ذا ابن سليمان على درجاتِ الصّفّارين
يتفرّسُ في أطياف غيابْ
صرخاتٌ
آهلةٌ
ببرودة
حُبستِها
لطخاتٌ
لطخاتٌ
وسحاب
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> فأس عن فأس نأت 2
فأس عن فأس نأت 2
رقم القصيدة : 6883
-----------------------------------
والماءٌ عتيقْ
بِصُراخِكِ سيّدتي
اشتعلت
والماءُ شقيق
ترحلُ فاسُ الليلة نحو الرّقع
المجهولة في عُمق الأعماق تهيّج
خِلجانَ الوحدةِ هل كانوا حين نأوا
عنها فرحين بغير صناديق الإسمنت
معلّقةً في حُلكةِ هذا العالم مفتونين
بغيرِ قوارير الغاز المضغوطِ إلى
أقصَى الصّيحةِ وافخَرْ بالآلةِ تُهديك
الأعضاء من الألمنيوم المستورد
جمِّلْ وجهكَ بالمرهِمِ والقلب
استبدلهُ بمعجون البلاستيك افخرْ
سيراود صلصالاً
ليُؤاخِيَهُ
يستدعي نجمتَهُ
يتزوّجُ صحراء الخشية يفصلُ منطوق النّخل عن القوس
الأقواسَ عن الأعلامِ يزيّن حاشيةً بهجوم ضباع يحفظ
شهوتَهُ في بئر الحيرة يسلُكُ منعرجاتٍ تكتم دهشتَهُ
وانهضْ يا تهجيج الهذيانِ
مباركةٌ ناري
حصِّنْ يا ابْنَ
حبُوسٍ غيمَتَنا
سنُسافرُ من حوضِ الإنشادِ إلى زيتونِ زلاغ مراكبُنا
أشباحٌ ترحلُ في النّبضاتٍ حواسُّ وهبناها النّهش اللّعنة
(1/14580)
________________________________________
عقّقناها وجعلناها تغرقُ في سمّ كان لنا
يكلّمني نورسٌ من مساء بعيدٍ على
هيئةِ الخيزرانُ عَنِ الذاهبين معي
لجنوبِ الغوايةِ مندفعين بحبرٍ تسيل
عذوبتُهُ شُعلاً يُنصتون لماء سَبُو لم
تَقُم بيننا حُجّةٌ هوَ هذا المساءُ لهُ أُممٌ
تتآلفُ في سحبٍ تتحدّرُ من شهوةِ
اللّحظاتِ جداولَ آبقةً تتوجّسُ ساعتها
صُورٌ تتواردُ يسكُنُها التائهُونْ
نقشٌ يتذكّرُ صاحبَه يتصفّح ترتيل دمٍ ما أرسخَ هذا الحفْرَ
الخشبيَّ خطوطٌ تكتُم ضحكتها جغرافيةَ القتل
استيقظ يا صاحبي الملعون لنا
كأسٌ أخرى شعشعناها بخرافةِ رأسِ الغولِ فراشاتٌ
نقّطناها بشُعاعٍ منذهلٍ من كزخستان
استيقظ سَتَرَى
في مرتفعاتِ السّكرة نجمتك
الوثنيّةَ تنشُر فوق العشبِ مناديل الصّيحةِ ضوءَ وريقاتي
بجزائر منسيّةٍ في ليل الأوقيانوسِ هنالك يهتفُ من منكم
يتشهّى حدّ الشفرةِ
لا أحدٌ
هل هذا الكونُ سديمٌ تلك النقطة سادرةٌ
كلِّمني من قصبٍ مجهولٍ
خبّئني في صدفاتِ الحُلم
اغمُرني بجليل النّار أنا الموؤودةُ
دثّرني
انظروا إليّ أيها العابرون جيّداً
هذه كسواتي الثّلاث
خذوا منها واحدةً
وضعوها على مدينة فاس
ثمّ انظروا إليها
تذوبُ
أهلها يتلاشوْنَ
بنيانُها
وأسوارُها
وماؤُها
يتلاشوْنْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> من يسمع فأس تغني لابن سليمان
من يسمع فأس تغني لابن سليمان
رقم القصيدة : 6884
-----------------------------------
هذا الولدُ المفتون بليِّ عمامته
بشعيراتٍ
تضحكُ فوق
الصُّدغين
شُعيراتٍ تنعشُ ما
بين الفخذين
يغلّقُ بهو منامتِهِ
ويُطاوعُ
تغريبةَ عينين رماديّتين
يرىَ
أليافَ سحابٍ منشغلٍ بجدار البيت
يرىَ
شمساً تتسلسلُ في أحقاقِ
نواعير الماء
ممالك مسك اللّيل
سواريَ تسمُقَ بالزِّلِّيج
إلى الزّلِّيجِ
إلى
السقفِ النّجميِّ
يرى
خالاً يتعقّبهُ من تحتِ ثُقُوبِ خمارٍ
يستعذب تمزيق يديه
يَرَى
دمُهُ أحواضَُ رياح
دمُهُ نارٌ تتهجّجُ في عرصاتِ عبارته
(1/14581)
________________________________________
سيكونُ الولدَ العاشقَ للأحجارِ
رصيناً
يخلقُ ماء جسارَتِهِ
هل تسمعُ فاسَ تُغنّي لابن سليمان
وأعنِي
ابن حَبُوسْ
ولدٌ يفتلُ إقليدَ الشّعرْ
ويُعاشرُ أقواسَ سَبُو
ولدٌ يغسلُ أدراج الصّفارين
بدماء الصّمت
ولدٌ يعبُرُ من أشفارِ امرأةٍ
لمنازِهِ غرناطهْ
ولدٌ فتّشَ في رملِ سبأْ
عن رنين الشّام
كان حتّى كانْ
ثم استيقظت عيني على حرارة الجير الأبيض في
البيت الذي رقمُهُ 5 فرقمُهُ 103 على
أبوابٍ لها مشاهدُ نقشٍ بمراتبِ أعماقي للشّمس
كُنتُ ألهو بحفرِ فرصةِ تساقطها شيئاً فشيئاً
للبياضِ أن يلعبَ حولي نازلاً من الحيطان
صاعداً من سعة السّطح ذلك البيتُ بألواح
خشبيّةٍ كان مسقوفاً بقليل من الإسمنت كان مبلّطاً
شجرةُ بُرتُقالٍ تحتضنُ ليمونةً أُصَصٌ تطوف النّهار
كُلّهُ بصهريج المياه لذلك نقطفُ الضّياء في
موعِدِهِ ناضجاً حينما ارتفعت القامة بفرح سنواتها
العَشرِ أصبحت السّطوحُ البعيدة قريبةً من ندائي
كلُّ سطحٍ إليّ يأتي طائعاً هذه المآذنُ التي لا
تعرفُ عنها أيّها العابرُ غير نقوشٌ مريضةٍ حكت
لي ما لن تراهُ الأفقُ هناكَ الأفقُ البطئُ ينحني
حتّى الجُيُوشُ التي حاصَرتِ الأسوارَ ما تزال
تعتقلُها الحجارةُ إليّ الأطفالُ على بعضنا
يهجُمُ بعضٌ على سواعدنا الهضابُ فاسُ
احتمتْ بصلاتها والكبرياءُ انتهت قبل الأوان
قرميدٌ أخضرُ ينفتحُ
دبدباتٌ سريعةٌ في أعضاء النهارْ
نقطةٌ وحيدةٌ
لا يراها العابرون تدنو
تتكوّنُ في حقلِ الكلام
من الطّيوبِ إلى السّعارْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج
رقم القصيدة : 6885
-----------------------------------
قُل للحكمةِ
أن تفقئ عينيها
قُل للشاعر
أن يتسكّع في طقس الهذيان
ليرى المعنى
خارج حوضِ المعنى
قُل للتربةِ
أن تنسى نعليها
وتسافرَ في ليلةِ عاشوراء
لم يقصِدْ فاس
ولم يقطف جرحاً من نهر طفولته
هذا الولعُ الفضّيّ بسرِّ الباء
يُعطيه فراشاتٍ
تتحدّرُ من ألفٍ
منشقًّ
(1/14582)
________________________________________
لا
يهجُمُ
إلاّ في مسرح غبطته
شُعلاً
تتآزرُ فيها الفاء
نغماتٌ أو أصواتٌ سوف تفسّخُهُ ذرّات مفترساتٍ وحدتهُ
تتقمّصُ حفل زهيراتٍ تسرجُ للشّهداء مجالسهم بجنان
العدوةِ للشّعراء مساقط ماء
يتقاسمُهُ أطفالٌ ينجذبون لنهرِ
سبو
لغةً ودماء
تحلُمُ
لا
ستُصادفُ بُركاناً يتوالدُ في أعضائك ملتبساً بمياه تحرسُها
حشراتُ الرّوحِ لذلك لم تقتحم الطّعناتِ ولم يأخذك
وداعٌ مقترنٌ بمرافئَ صامتةٍ
كنتُ الصّبوةَ
كنتُ النّارنجَ
أطوّقُ نقشاً محتدماً بهدير الفُلكِ أخادعُ أستعصي
للّهب
الكونيّ انتبهت أسراري غُصناً غصناً يبتكرُ القمرُ الصّيفي
شقيقاً يقتادُ الرّغباتِ إلى أحلامي هذا طفلٌ سمّوْهُ ابن
حَبوسٍ يبحثُ عن ألوانِ فراشته ويوزّعُ أقوال الغنباز على
كلَّ جناحٍ يصعدُ أدراجَ سكونٍ يُملي آيةَ هجرته في شبه
غناءْ
وأنا الذي سافرتُ في ليلِ
القصيدةِ
وابتهاجِ المَحوْ
أدعو الخطوط لمجدِ هاويةٍ
لها الهذيانُ
والهذيانْ
فليسَ لغيرِ هذا اليُتمِ
تنشأُ في المسافاتِ الخبيئة
حيثُ البلادُ
تجاوبتْ في فاس
حيثُ دمُ الذين أتوْا
تدثّر بالنّخيلاتِ البعيدة
والأناشيدِ الوضيئةْ
ضحكٌ لشقوقِ الماء
ضحكٌ لمعادنَ تلمعُ فوق صدور نساءْ
لغةٌ
تتبطّنُ نخلتُها
وهج الأشياء
تعصاني وردتُهُ
أو تلك يمامتُهُ
تسكنُ أقصى الضّحكات
يزنّرُ جبهتَهُ
بزنابقَ مسْكرةٍ يتسلّقُ أشجار الخرّوبِ يداهم باب الحمراء
برائحةِ النّعناع يحصّنُ عائلةَ الموْتى بطيورِ العدوةِ حيثُ
سُلالةُ رائحتها
يتعقّبني
وأنا أرصدُ أشباحَ صباحٍ لا تتذكّرها الكلِماتْ
أعلنتُ لأحجاري تتويجَ صداقتها وسّعتُ
حصاري مكتملاً للمُدُن الخرساء تُسافرُ من
شُبّاكِ نجومٍ فارغةٍ وأنا مجّدتُ جلالتها
حاول أنْ
تخدشَ صمتَ قبابك ليلاً بعد الليل استمسك
ببعيدٍ ينحازُ إليكَ إذا المجذوبونَ اتّحدوا في
الفرحةِ غالبني ترجيعُ غياب
يا أيّتُها الفاءُ
الملفوفةُ بالدِّفْلى انجذبي لصلاة الأعضاء
(1/14583)
________________________________________
الوثنيّة ليسَ الطّفلُ قديماً حتّى تنتمي الأحجار
إليه بلى يفدونَ عليه اللّيلة من شطحاتِ
المنتصرين بعقد دمٍ كالوردةِ فوق شقوقِ جباه
أو قمرٍ تتزوّجُهُ الحنّاءُ مرايا لابن حبوسٍ
تنهشُها الأوجاعُ دوائرُ من ريحٍ وسحابْ
فتياتٌ هنّ بقايا أندلسٍ يملين طواسينَ الجسدِ المصقول
خليج الشّهوةِ توليفَ الضّحكاتْ
لكنّ القرويّين قبائلُ نازلةٌ من صنعاء اليمن
احتضنوا صورَ الدِّمنِ
المملوكةِ للأشعار
فهل لك أن تتسلّقَ بُرجَ اللّيلة غزالتك الصّحراءُ
مفتوناً بين القمرِ البحري وآخرة هُنا تنشأُ فاسُ برابرة
الأحجارِ على طللٍ من مأربَ يهبونَ الوافد سلهاماً
فيك طفولةُ من ينساقُ من السّحب يفتتحُ الآفاقَ حروفاً
الزّرقاء فوانيسُ العرباتِ تضجّ بما تتحوّلُ أمداحاً تتفجّر
يتسرّبُ من صرخاتِ دمٍ يتصدّعُ في صحْنِ التاريخ
بين يديك الصّلصالُ وماءْ
يتذكّر فاتحةَ الطّوفانِ تواشيحٌ من هجّجَ صمتك يا
تترسّمُ محلولَ الصّخرِ اليمنيّ جدّي من ثبّت فيك
مراكبُ أعناب أنّى ظهرتْ تمنحُ هبوبَ كآبتك الأيّام
للعين خفاياها غبشٌ يتنفّسُ على كتفيك عصافير
أغصانَ الطّلح هنالك يجري سفناً مهدّدةً
تجري فوق الرّمل السّبتيّ إلى علِّمني
أسوارك فاسُ ريحَ المذبوحينَ
السّيدةُ المغمورةُ صهاريجُ لقبابٍ
بالحمّى أقفالٌ
بلقيسُ لفروجٍ أجسادٌ تعفُنُ
لها ابنتها الصّغرى في باب المحروقْ
أروَى
ألماءُ حدودُ الهُدْنَةِ
غبشٌ أطيبُ من رائحةٍ تتشبّهُ والفتنةِ من يستنجدُ
باستهلالِ الفتك مسافةُ رعدٍ حنّ بالآخرِ هذا قمرٌ يكتمُ
إليّ رخيماً ينشدُ لي هل كان له أن آياتِ إماء شيّعنَ
يجثوا أو يتدحرجَ كان له أن تنقاد الأنهار بزهرِ طفولتهنّ
الباءُ إلى الدّربوزِ تُشاهدَ وشماً في لهُنَ نواميسٌ أدغالُ
أحواضِ غبارٍ يا عدوى المُرعب غناء منحرفٍ إفريقيٍّ
أنتِ انبثقي من حضْن زيّانَ لا
مداراتٍ أبدياً لا تستسلِمُ لي
سيحرّضُ
علاّلُ الفاسيُّ عصابةَ طيرٍ يقتحمونَ عليّ
(1/14584)
________________________________________
مناسكَ أعشابٍ تتهلهلُ فيها الأحوالُ الوثنيّةُ أمكنةٌ للبدءْ
حقولٌ آهلةٌ بالضّوء
تزوبعُ
ذاكرتي
وحَّدني بالهذيان
فوحّدَ
خاطبني بكريم اللّوعةِ
خاطب
طلّقْ
مقصورَة
هذا
الوَحَلِ
التبّريريِّ استسلم
لفضاء
لا تُفضي غيرُ
الرّغباتِ
إليهِ
و
اتبَعنِي
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> مستحيل
مستحيل
رقم القصيدة : 6886
-----------------------------------
لم يختف الغنباز عن أجرام سهرتنا له
كنّا نعدّ تدفّق الأمداح من شطح إلى ماء
وهذي النار تحجُب يشبها بفصول
دالية مهدّدة على أعتابها
كنّا
نُقيم
شعيرةً
لتماسك الأضواء
نُسلِمُ يُتمنا لعواصف تعلو بكلّ عروقها
كنّا نحرّر شمسنا من غفلة الأشياء ننشئ
ريح أقواس هي العتمات نسكنها لتبلغ
رجفةً أشهى مفازتها
مدارٌ
من عنيف لهتك تختبر اللغات سموقهُ
وجعٌ لصمت الصّاعدين إلى البداية ها
هُنا كتفٌ توسّد بئرها جهةٌ على أهوالها
ومضاتُ عابرةٍ تذكّر بالهبوب غبارنا
ماذا
تريدُ شساعةٌ
وهبت لنا أجراسها
لا شيءَ غير الصمت
في الواقع
ليثبتَ مُستحيلٌ
من
شقو
قِ الموت
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> ظنون
ظنون
رقم القصيدة : 6887
-----------------------------------
لهذي الظّنون التي
نستضئ بها
لهذي المنافي التي التأمت
بينها
نحدّدُ لون الأثر
وننثُرهُ
بجعاً
وننثُرهُ
موجةً
أو حجرْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> توأم
توأم
رقم القصيدة : 6888
-----------------------------------
هذا الميّت لن
يعرفهُ
أيّ سحابٍ مرتحلٍ
هذا التوأم لن
يفهمه
ليلُ دبيب اليرقان
إنّه يلهو بطيور عبرت شفتيه
وردةً لا تُلقِ عليه
في انخفاض المنامة
واصغ إليه
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> سيدة
سيدة
رقم القصيدة : 6889
-----------------------------------
هي سيّدةٌ
يحتمي وجهها بالهواء
هي نافذةٌ
سقطت
كيف تعرفها
في اكتمال العراء
عمىً
يعلوُ بي هذا الحبر إلى نفسي
يعلو بي منتصراً
ثمّ
إلى حيثُ يراود عينيَ
يعلُو
(1/14585)
________________________________________
حتّى تنشأ في
غفلة حُمّاي
مراتيجٌ
ومواسمُ حنّاء
ومنازلُ من ليلِ الرقصات
إلى
ليل الرقصات
ويكون النّخل قريباً من خطواتٍ
نسيتْ صاحبها
ومشيئتها
تحت الصمت فجأتُ
صريراً
دائرةَ الشّمعِ تذوب
وفراشاً
ينهض من لطخته
وطيوراً قادتني
بتوزّعها
لعمايْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> توهج
توهج
رقم القصيدة : 6890
-----------------------------------
هو ذا
يوقظُ ماءً
ليبلّل
ما يستودعه عطش الأسلاف
من الأغصان
على
كتفيهْ
شعلٌ
تتخفّى بين مخاطرِهِ
وتُعيدُ إلى
مجد الليلةِ منظور
هسيس
ومسالك هينمةٍ
تتدافع في
أضواء
يديهْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> هجوم
هجوم
رقم القصيدة : 6891
-----------------------------------
ليستْ لي أقواسٌ وقباب
جمرٌ ينساقُ بمفرده
نحوي
ولهُ منّي شطحاتُ الكفّ
كواكب من جغرافية الأسلاف
على أغصان دمي
تنشأُ نوّارةٌ
فتنتها
يا ريحان الرّغبة
من هذي الصّحراء المنفرجهْ
تتجمّع أحلافي شيئاً
شيئاً
وعلى أسرار الصّمت
نهجُمُ
كم أنت عطوفٌ
يا
ترتيل جهاتي المنحجبهْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> كتابة
كتابة
رقم القصيدة : 6892
-----------------------------------
سمّها قطرةً أولى
تتخثّر في لحظات ارتياب
سمّها هبةً
نبذت برد معبرها
واكتفت بانحفار الغياب
قل لها
أن تكون لهم خيمةً
قل لهم
إنّها
نفسٌ لاتّقاد السّحاب
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> وحدة
وحدة
رقم القصيدة : 6893
-----------------------------------
هبوب دمي يؤالف بين أهوالٍ تعرّفت
الرّياح
على
مسالكها بطيئاً تنشأ اللحظات
في أقصى تفتّتها
مغيبٌ نازلٌ ببخارِه
ولدٌ يضجّ بهينمات القادمين ببُعدهم
سحب توسّع للفراشة منتهى ألوانها
دمي الوحيد لبعضه يُصغي
سيسأل عن ممرّ النهر
من عبروا وذبذبةٌ تعيد
صباحها من هدأة الغنباز
أيّ يد تهيئني لهذا الضوء يسهر في
علوّ الصّمت ليس يطوف بالأحجار غير
نداواة عرّت كثافتها
أتندثر اللغات
(1/14586)
________________________________________
على تخوم الفتك في ليلٍ كهذا الصّمت
تحرسُ لي
ولايتُهُ
الشّبابيك
ارتدت أشياءَ
صرختها
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> هناك
هناك
رقم القصيدة : 6894
-----------------------------------
يدان قريبتان و وشمةٌ
شفافةٌ طافت
به الأنواء
هل هذا مدارك
أم خطوطي العائدات
من الغناء
ومن غُبارٍ ما
هناك إذن
هناك إذن
سعفة
تلك السّعفة
ترتيلُ
مناخات تتخفّى قُبّتها
ظلٌّ يتكاثر
بين مخابئ وحدته
مشروع جوارٍ لن ينساهُ خفيفٌ
مرتحلٌ
أضغاث منارات وعواصفُ
تسهر قرب
دمي
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> مجاهدة
مجاهدة
رقم القصيدة : 6895
-----------------------------------
سأمنح للمنافي لون
غُنباز يعلّمني
انشقاق
تآلف بين السّهوب
سأودّع جبهتي عند ابتداء فراشة الملحون
أوردتي
أطوف بها على
نومِ
النّخيل
سأحضرُ شوقّ هذا الضوء
من
باب تغافلني
سأسرق
لفحةَ النجمات
من مستورِ سهرتها
إذن
فلربّما شاءت
مساءات المعابر
إن تسمّي شرفةً
متروكةً
لصفاء صمتٍ
يختفي
بين المناسك والهبوب
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> طرقات - شجرة
طرقات - شجرة
رقم القصيدة : 6897
-----------------------------------
الأرض تبتكر العروق
جذعٌ
يضيء بوحدةٍ في بردِ أغباشٍ
غصونٌ ميّتاتٌ
تدفع الأفق الأخير إلى اضطراب بزوغه
فصرخت فيك ارحل معي
وكتبتُ في صمت الكتاب اقرأ معي:
وجهي فضاءٌ
قادمٌ بطيوره
شبحٌُ دمي
يعيد عليّ أنساغ البروق
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> طرقات - حصى
طرقات - حصى
رقم القصيدة : 6898
-----------------------------------
أدنو من الأنفاس في أقصى تبعثرها
لوامعُ فيك تسطعُ
من يهدّدها
قلتُ: اقتربتُ من الطّيوبِ الباقيات
لكنّهنّ الواشمات
يُهدين لي جهة التّبدّد
والمدى
حجرٌ أصمُّ
من الجبال أو الوهاد
يهدين لي صوتاً كسوتُ به بلاداً هارباتْ
وواحدةً
فواحدةً
لمستُ حوافّ هذا الصّبح
إنّ لذائذ البشرةْ
توسّعُ
لي
مسافات الحداد
طرقاتٌ - صمت
(1/14587)
________________________________________
لو كنتُ أملكُ رغبتي
لوضعت أقواساً
تلي
أقواس
لو كنتُ أهجُرُ حيرتي
لأضفتً أجراساً
إلى
أجراسْ
لو كنتُ أًسرِجُ شهوتي
لتركت أنفاساً
بلا
أنفاسْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> طرقات - سيل
طرقات - سيل
رقم القصيدة : 6899
-----------------------------------
طبقاتُ الماء
تتزاحم في صدري
ماءٌ يحمومٌ
ماء
أزرقُ
من أيّ هواءْ
تتدفّقُ عاصفةُ الكلمات
سيلٌ
يحفر في الرملِ مداراً منفلتاً
وأخاديد اقتربت
من وردة ناري
لا
نار العُزلة
نار الخطوات
هي ذي أنساغُ نهاري
حاضرةٌ بشوائبها
وعلى الأوراق تفاجئني
أمزاجُ نداءْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> طرقات - شاعر
طرقات - شاعر
رقم القصيدة : 6900
-----------------------------------
يا مدرك شمس اللّيل
وموزّع أصداء
ما الأفق الفضّيّ على أشباح طفولتنا
لم يبق لنا
في الفجر المنسيّ
سوى
ما يجهلنا
وبقايا وشوشةٍ
لنساءٍ
ملتفتاتٍ
ما زلن وضيئاتٍ
وسوى
جسدٍ منهوِشٍ
فوق سرير الصّمت
طللٌ آخرُ
لا أرض له
لُغةٌ
وسماءٌ فارغةٌ تركُضُ
رملٌ
ويدي امتلأت
بحضورك أنت
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> طرقات - من أمرني
طرقات - من أمرني
رقم القصيدة : 6901
-----------------------------------
توغّل
في مصاحبة انشقاق الرّمل
مكانٌ
مثبتٌ في العين
مكانٌ وحدُه
للفجر مضطرباً يضيء
جهةً
أُسمّيها المستحيل
خطوطك تنثني
أبداً
تحيّي عُريها
فاتبعْ
معارج يتمِكَ الفضّي
أنت بها
ترى صفتي على سعف النّخيل
هُنا الأقصى
مكانٌ
يحتمي بدمٍ تبدّدَ أصلهُ
مكانُك أنتَ
أملسُ
شاخصٌ يدعوك لاسترسال مجهولٍ
تضاعف وشمهُ
نارٌ
يواصلُ ليلها عُنفُ الرحيل
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> شمس من أساطير
شمس من أساطير
رقم القصيدة : 6902
-----------------------------------
يطول النهّر
شمساً من أساطير
توارث رصدها الشعراء
أو
غنّوا
لسيّد ليلها
يطولُ النهر منحرفاً قليلاً
ثمّ
يحفر وهم مرثيةٍ بكلّ شموعها
(1/14588)
________________________________________
يضع البيوت على علوّ غامقٍ
بين النّباح
وبين سهب الذكريات
للماء
هنا شكلٌ من الأنفاس أزرقُ
باردٌ متموّجٌ
حذرٌ قريبٌ مشمسٌ
متقدّمٌ
أصداء مجذاف يوشوشُ ضاحكاً
شيءٌ
من الأسرار
أم
شبحٌ
تكرّر عبر أزمنةٍ
لها
صعقُ الضّياء
ولست أرى سوى أوراق
دُبّالٍ
تطاير بعضُها هوساً
فيظهر قادماً متعدّداً صمت الجهات
لونٌ بآخر
سعفةٍ
يهذي ويلبسني
ظلالٌ طافياتٌ
فوق
سطح الحاضر الماضي
هواء
يبني قوارب
للذين يفتّشون عن القصيدة
ماسكين برعبهم عطش النداء
خفضت يدي
لتلمس في التردّد صوت لمعتها
مساءُ التّيه يا نُسغي
ويا لغة تدِبّ على النّخيل مبدّداً تتقاسمه السّماء
هل حان وقتُ النّهر كي
يعلو
ويسبق ضفّتيه إلى حدود كدتُ أحجبها
حُدود اللاّنهاية
كيف أخطفها من الجهة
الّتي
وضع السّواد
على أقمارها
خِتم
الحداد
هو ذا الخلاء
ولي الهسيس هناك أتبعُهُ
عبورٌ ما لطير النّهر
مختلطاً
برائحة وماء
أردّدُهُ
بطيئاً واسعاً
عينيْ من الأشلاء تخلقُهُ
وفي محو الرجوعِ
إلى الوراء
أو التّناحر بين أفكار مشوّشة
تثبّتُهُ
كما
لو أنّ قطعة غيمةٍ جزّت
لتعبُرني أساطيرٌ
بأجنحة العماء
مساء التّيه
إنّ
الصّمت
بيتٌ
من
بيوت الفقد
إنّ
الموت
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> أهبط إليك
أهبط إليك
رقم القصيدة : 6903
-----------------------------------
إشارة
من صمت
لا
تدل
المسالك
عليه
اهبط يا محمّد اهبط
لا تفتّش عن قدميك أو عن صدرك
اهبط إليك
متّقداً بما أنت فيه
ممّا ليس لك
عشّق نفسك إلى نفسك
انفرد
بقوّة عينك
واحذر نظرة المقت
حيرتُك
قبل الهبوط هي حيرتُك
في الهبوط
ورأيتني أهبط منحدراً متوعّراً
كنت عثرت عليه في ليلٍ
مضاءٍ بمراكب الشّك
ثمّ في خلوةٍ
وأنا متوحّدٌ
من
غير
امتثال
حولي أصواتٌ تنادي
في كلّ نداء
يظهر النهر من وراء مسافة وأنا
لستُ عارفاً إن كان من خارجي يجري
أم
داخلي
إن كان أخضر
أم أبيض
أشبه بالشّعرة أم رعوداً
تتكاثر في أعضائي
أهبط
(1/14589)
________________________________________
وأُبصّر جسدي هابطاً تحت إبطي فراغٌ هائلٌ ما يقرّبني من
عظامي كان البردُ
لم تسبقني حممٌ حتى التّراب ظلّ محافظاً على جفافه
شيءٌ منّي انفصل عنّي وفي الهبوط ألمٌ لكن اللّذة كانت
أشدّ
أهبطُ
للفضاء نداوةٌ هذا سحابٌ مائلٌ نحو البنفسجيّ ثمةَ إشارةٌ
تدلّني على الطّرق المؤدّية إليّ أقصد حيرةً هي ما
ملكتُ في لمحٍ من البصر
تذكّرتُ
الهابطين على زمن مقبل دائماً من الدّخان
فيه أظلّ واقفاً أترجّى جهةً لا تراني
مستنجداً
أحتمي بغبار أشرعة يشعُّ مع الهواء
فهل أنا متودّداً
أستميل شيئاً من حياةٍ في الحياة
أفتكُّ
مرافقاً
أشهدُ على جهةٍ لا تراني
إليك أهبط إليك
هي الجوزاء لي بُرجٌ
ولي كهفٌ
ستهبط منك أنفاسي
مقطّرةٌ
تفتّش عن قرارتها
فراغٌ
بألوان انعكاسٍ
هادئٍ
يضاعف برجُهُ
ينمو على حجرٍ وطين
شيئاً يبينُ ولا يبينْ
لم تُدرك الأنفاس فاتحة اليقين
نهرٌ
سماويٌّ
يضاعف برجُهُ
شيئاً يبينُ ولا يبينْ
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> ما بناه الأقدمون
ما بناه الأقدمون
رقم القصيدة : 6904
-----------------------------------
ليل لأنهاري
يعود
الرّاحلون
ولم
أعد
أبداً
هنالك سيّدون على البسيطة
تائهون
مع القصيدة والغناء
شكراً
لأهلي المثقلين بذعرهم
شكراً
لنم تركوا إقامتهم
على حدّ الهباء
ليلٌ
ولي لغةٌ
تُضاءُ بوجدهم
شذرات دمعٍ ما تزال معلّقات
في شقوق الرّوح
أو
أصداءُ أزمنةٍ توالت في الرّحيل
مع السّحاب الحرّ
والضّحكات
صوتٌ يرتديه النّهر
ليلٌ من هواء
وجدٌ
يبدّد شكلُهُ طُرقاً
سيأتي آخرون
يرتّلون عليّ شيئاً من سحاب ما
أبارككم
إذن
وأنا تعلّمت الفراسة
كلّما أقبلت
كانت نقطة التّكوين شمس منامتي
في
النّهر يلطف بي سواي
نهرٌ
يفاجئُ ما تكرّر
من خطوط النّهر
رُكنُ اللانهاية شاسعٌ أو لا مصبّ له
أتابع
رجفة الأنس الّتي لمعت
على طين وماء
ولي الصّداقة
بذرة التّكوين تسكرني
تلك الصداقة أوّلُ الأسماء
قبالتي الّذين أتوا
من
نهر هذا
النّهر
(1/14590)
________________________________________
فانظر كيف
شئت
انطق بما سكرت يداك من المساء
إلى المساء
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> أعمى صديق
أعمى صديق
رقم القصيدة : 6905
-----------------------------------
1.
من ذلك الأعمى الذي خطف يدي وألقى بها في النّهر كنتُ أكاد ألمحهُ وهو كلّما اقتربت من هينماته تشبّث بالخفاء لا لأنّه ظلّ لوجهه برودة الليل يتجوّل بين أزقّة لها من الشّمم ما يدُلّ على الانتقال من زقاق إلى زقاق يضغط ببطن كفّه على العكّازة عابثاً بالإشارات وبا
2.
ذلك الأعمى قريبٌ من سمائي لكنّني مدركٌ أنّه شخصٌ يختلف عنّي تماماً لا أبادله التّحية إلا بين ذكرى وذكرى وهو لا يلحّ في أكثر من عبث يسمّيه المحبة حينما يحسّ بحركات قدميْ عشيقته الراقصة كلّ أعضائه تبدأ في السّيلان عيناهُ تبصران ما تكتبُ الرّقصات هل أسرفتُ ف
3.
طُف بي أيّها النّهر مشارق المنفى اجعل لي دبيباً يتسلّق النّخيل وقت الفجر كلّ مسافةٍ تعوي وهذا القادم الأعمى يلمس ما لا يُلمسُ بضع فراسخ في السرّ دبّالٌ يظلّل ما تبقّى من بخار لقد تركت ورائي قبوراً تئنّ قبوراً تستجير وضعت يدي على أغصانٍ محروقةٍ آثرت أن أسه
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> ليل وميتون
ليل وميتون
رقم القصيدة : 6906
-----------------------------------
ليلٌ
أخطّ عليه
ضوء
المستحيل
لم ينتظر أحدٌ هبوطي
حيرةٌ
تنحلُّ في الأعضاء
في شمس
النّخيل
خوفٌ
أظنّ النّهر يفرغهُ من الأشكال
رقّت قطرةٌ
هبطت من العتمات
ثمّة
ميّتون
وبينهم وجهي
شعراء المغرب العربي >> محمد بنيس >> صحراء على حافة الضوء
صحراء على حافة الضوء
رقم القصيدة : 6907
-----------------------------------
(1)
عينٌ تؤاخي تيهها
في لحظة
الفجر القديم
هناك حيثُ الرّملُ ينشأُ هاذياً بيباضه
حيث الأشعّة راسيّاتٌ
والمدى غمرٌ يحرّرهُ الكلام
عينيْ
تردّدُ ما تشاءُ
خطوطُ من جاؤوا
ومن تركوا بقايا الرّيح
ساهرةً
بجمرتها على وطنٍ توزّع بين أنقاض الغمام
(1/14591)
________________________________________
أيُّ فلاةٍ هذه التي. أنفاسي تتشبّثُ بها. كما لو كانت. مع سيّارة مسرعةٍ في شراييني. تتقاطعُ. صاعداتٍ إلى معتمِ النّبضات. لتوّها صاعدات. من وداع يلتبسُ. فيه اللاّشيءُ بالشيء. هذا ليلٌ. رمالٌ تصنعها الرّياح. رمالٌ. تنبسطُ. بين يديك رقيقةً. مرّر أصابعك. استعد
لهاثٌ دائمٌ
يصلُ الشواطئ بالشّواطئ
وابتداءُ الرمْلِ جسرٌ
يُدركُ الخُطوات بين دم النّهاية
لا نهاية
للذين يوسّعون منابع العطش
مسافةُ رجّةٍ
تُلقي عليّ وشاحها
أنحاء شاحبةٌ تمرُّ قريبةً
من حُفرةٍ
سمّيتها خطأً ظلال مشاعري
صورٌ تتابعَ محوُها
أثراً
زُمرّدةٌ
هذيتُ بها
إلى حتم المتاهْ
أسلمت أنفاسي مبعثرةً
ولي طرُقٌ سمعتُ فراغها يأتي
إليّ كأنّهُ بيتي
وقافلةٌ
من السّحب التي استولت عليّ هُنا
ووجهٌ هاربٌ
وسماءْ
بأيّ هواء
أعودُ إليك أنت أخي
شبيهي
من منابع زُرقةٍ
تركتُ حدودها أبداً تضيع
لأيّ مساء
تدفّقت الظلالُ على الظلال
وأيّ دماء
تشرّدُ ساعديك
(2)
حجرٌ يكتُبُ أبياتاً
ريبتُها
تجري في ذاكرةٍ من ريح
حجرٌ
يتلو
حجراً
بقعٌ بيضاءُ
تحُفُّ ببضعِ خطوطٍ متآكلةٍ
ألهذا ينهشني موتٌ
ألهذا أستقصي باسمك يا شاعرٌ كلّ ضريح
أَ : لا يأتي الوقت بأمداحي
بَ : ربواتٌ تتباطأُ
في الأعضاء
نعومتها
قُل هي العين تسرق
منتهاها لا تعبأُ كثيراً
دِ : قنديلٌ تنعكس الأشباحُ
خالطها الوهم خالطها
على قدميه
الغيمُ سيّدةً تهاجر في
لمحةٍ من سُلالات
يَّ : هي ذي أسرابُ غزالٍ
رغبتها ربّما سلكت مثلي
تبحثُ عن فيءٍ
مجازاتٍ غير مكتملةٍ
في
بطيوبِ الشّيح لازمت
المنعرجات
آكاماً تراها متدفقةً
بطائفةٍ من التّصاوير
ةٌ : سفنٌ تتدافعُ خضرتها
صدّقتُ لمعتها نحوي
أبياتٌ لا تصدأ في صرختها آلام جريحْ
(3)
ليكُن ماؤك مائي
أيتها الصّحراء
المودوعةُ في أسمائي
انتشري
جسداً آخر يدنُو
لعواصف أُبصرها تدنو
بهدوء
لا يرتابُ
إذن
نفحاتٌ زرقاءُ
انصبّت في كلّ عُروقك
أزمنةٌ مساءُ بها عينتُكِ أرجائي
(1/14592)
________________________________________
وكان الفجرُ مشتدّاً عليك. يفيضُ من أرضٍ خلاء. رُبما صُعقوا. هنا قبلي. هجومُ هذا الرّمل يتركُ لي النّهاية في مكانٍ. من سيكشفُهُ. صباحُ الخير. يا رسماً يضاعفُ ما تحدّر من ندائك. في نشيد التّائهين لأجل آيتك التي. حرّرتها من كلّ دمع.
ها هو الضّوء اعتلى طرقاً. من المرجان. تلمعُ في الأخاديد البطيئة. كلّ ناحيةٍ تبادلُ أختها عبق الشّميم. نداكِ أيتها المفازةُ زهرةٌ بيضاءُ تكبرُ في شقوق الروح. ألمس شرفةً متروكةً للعابرين. يوطّدون صبابةً. أنت الذي آخيتهُم. يفدون من شوقٍ عليك. ومن نشيدٍ ساهرٍ
هناك أنت. ترى كتابات. سحيقات. لها شأنُ الهلاك. حُروفُك التأمت أساريع ارتمت. بسطورها متعاقبات. هارباتٍ. في مسافتك المنيعةِ. كاسياتٍ ملتقىَ الشّهوات.
عينٌ تختلي بجهاتها. سعفُ النّخيل يطلّ من أفقٍ يدلُّ عليك. لا تُسرع. أمامك موجةٌ هدأت لتوقظَ عندها قدميك. لا تقصُص على أحدٍ. منابعها.
منازلُ في الخفاء تباعدت
أصداؤها
خطواتُهُم خفّت إليك
إبلٌ محمّلةٌ
بغيمٍ
أطلسيٍّ
بانثناء شعيلةٍ
حيّتك غبطتها وتاهت في دروب يديك
وقتٌ بلون الصّمت يشرع في التّكون. فجرُك الرّملي ذاب على الحصى. خطّ تناثر بين غدران. لنا ولهٌ أن نشبّه. غير أن الوقت أشلاءٌ مغطّاةٌ بعصفٍ لا غناءَ لهُ. ولي عطشُ الغريب.
عطشٌ وموسيقى
توالى الفجرُ
منتصراً
نشيدُ الغيمٍ يسكُنُ تحت أهدابي
هناك تآلفوا
فيءٌ
يواصلُ وقته العاري
يواصل عهدهُ
عينُ الغريب على الغريب
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> موت كلكامش
موت كلكامش
رقم القصيدة : 6908
-----------------------------------
[ عن إيابه بلا صحراء]
أيها الموت
صديقي أيها الموت..
ها أنت تعيدُني إليكَ من أمومةٍ مشاعةٍ،
ها أنتَ تشْبَخُ، من فوق ظلال أبنائك النائمين،
لتَسطو على امرأتك،
وتنجبَ منها زوجةً لي،
ها أنت تأخذني من حسد وجيز،
فأستيقظُ منك كي أنام.
في ما مضى،
أخذني منك أصدقاءٌ فرحون بمراثٍ لا تستحقهم.
(1/14593)
________________________________________
كم مرةً ناديتني، أتذكر؟
كان صوتك يتدحرج في منحدرات غامضة،
وهو يلقي
عليَّ وصيةَ الكامنين له في منعطف صغير.
أتذكُرُ..؟
عندما ـ نحنُ رهائنَ المستقبل ـ تلثَّمنا بملامحنا
وعبرنا مضيق السنة الأخيرة،
أتَذكُر يا صديقي؟
كانت السنةَ الأخيرةَ من حربٍ متأخرة،
مراهقون لا شتاء يسميهم،
دائماً يحصلون عليك بآبائهم،
ودائماً
نشيدك التائه يغويهم،
فينحدرون بهزائم لا تسميهم.
يصل آباؤنا،
وجنازاتهم تُطلُّ على شتاء هارب.
يصلون،
بعد أن يبيعوا جلودهم لصحراء مكهربة.
كيف لي يا صديقي،
أن أدلهم على عنوانك؟
مرضى بإفادات عن اللاجئين إلى الندم،
موتى على أسرَّة تَروي وحشة اللاحقين.
زرعتَ لِيْ ألغامَك في كل نوم..
أتذكرك في عيون أصدقائي،
هبطت فيها سبعُ سماوات،
وأيديهم التي سقطتْ منها بقية الأرض.
أتذكرك، يا صديقي،
في أعناق أصدقائي المصلوبين إلى مشانق تستدير،
ولا تتلفت معهم.
أتذكرك، وأنت تحرسني،
في معارك تجتازني مصادفاتها.
أتذكرك، في انقفال أبواب الدبابة،
وهي تعبر غابات (التاو)
في الأشجار التي تُنيم مصائدَها عندما أقترب،
أتذكرك،
في جثثٍ مكبوبة على الوجوه، تصرخ: أنا.
في السفر إليك،
لم يكن معي غيرُك،
أيها السفر أليه،
لم أستدل على طرقي إلاّ لأتشتّتَ
في مواجهات مع آثارٍ مخادعة،
لم أتقدم لإطلاق طيورك مني
إلاّ عند هبوبك فيَّ.
أُجراؤك يوقعون بيننا
وأنتَ أوّلُ مَن يعرفني من الأصدقاء!
أُجراؤكَ تَفضَحهُم شمسُ أبَديتكَ
حيث لا ظلامَ مُقَدَّساً لأيامهم.
... وهكذا,
كأرواح ـ بلا عينين ـ مقيدةٍ بحبل،
هذه السماء ليست لأحد،
كحربة يقودها الليل إلى بساتين خائفة.
أصطدم، دائماً، بمذكراتك، لدى من دونوا رسائلك،
أصطدم، بأدويةٍ بقيت منهم في صناديق الدبابات،
الدبابات المعاقة في معارك سابقة،
بأدوات حلاقة، كان يستخدمها الظلام،
مطلية بغبار الخنادق.
في المستشفيات، كم نافستني عليهم؟
والتقطتَ صورة أخيرة لهم،
ولم تترك لي نسخة عنها!
(1/14594)
________________________________________
في المستشفيات، كم ربتَّ على كتفيَّ؟
واعتذرت، معي للزوار وهداياهم المردودة.
أتذكر يا صديقي؟
ونحن نعبر خابور الحزن إلى ظلالنا المالحة؟
حيثُ ألسنةُ الميتين تروي حياتنا،
أتذكر، كم من السابقين عبروا منِّي،
وما انبثقوا ـ إلى الآن ـ أمامي؟
أيتامك يا صديقي، أكثر من أبنائك،
هؤلاء ملفقون، لأسمائهم منفى، ولا منفى لسمائهم،
وأولئك كانوا معي،
قبل أن تعطيهم الحرب عنوانك.
أما أنا،
فلديَّ ـ إليك ـ نصفُ عنوانٍ من هؤلاء،
ونصفٌ من أولئك،
فإلى أين أوجه رسائلي؟
أيتامُك أمواتك لكنَّهم فرحون!
مع صفارة الإنذار،
كان جوعُك الأفريقي يترصد ما تلقيه الطائراتُ،
وما تطبخه النيرانُ من ذكرياتنا.
فكم أبقيتَ من نسيانٍ لأعرفك؟
كم سميت لي من أحفادٍ،
لأشتبه بسلالتك الصمّاء؟
صديقي أيها الموت.
والأطفال...؟
طالما استدرجَتهم حلواك،
إلى نهر بلا ضفتين،
أو لوّنتَ لهم ألعابك،
قبل أنْ تسرقَ السياراتُ لوناً نائماً،
قاطعةً طريقَه إلى ذهب أعمى.
كنت أحسَبُ إنَّ ربيعَك محصورٌ
في قطاع( 50) في مدينة الثورة،
حيث عجائزُ ـ وحسب ـ يحصدون حقولك،
وكنت أطلُّ على تعبهم الأخير،
من بين زحمة المودعين.
لمْ أدرِ أنَّ خريفك يمتدُّ
إلى سحنات تنقصها الذكرياتُ،
لمْ أدْرِ أنَّ سنتك الكبيسة
مأهولة بما لا يعدُّ من أحذية الداخلين!
ولا آثار لعودتهم سوى أخبارك بيننا.
صديقي أيها الموت!
من أين لأسنانك كلُّ هذا الحنان
لتربي صرخة مقطوعةَ القدمين؟
من أين لأسرَّتك كلُّ هذا اليأسِ
لتعدَ جهاتٍ مهجورة،
لتحظى بأحلام من ناموا بلا ليلٍ،
وتعيدَهم إلى رعشة بيضاء هناك.
لا أدري،
لماذا يذبل أسبوعك في المحطات،
عندما يأكل الغرباء مسدساتهم وينامون؟
المسدسات، لا أسماء لهروبها،
لا ملامح لشبهاتها،
ولا مواعيد لنومها،
المسدسات فوضى الله حين يختار أعداءَهُ.
مِن على السطح، تومئ لي
بكفٍ محناة وفي بنصرها خاتم من شهوات،
بجهشات طفولة تُرَجِّفُ الوحْشةَ،
(1/14595)
________________________________________
بالحياةِ، تواصلُ نعينا ونستمرُّ نومئ بلا يدين!
أتذكر؟
عندما ازدحموا في الحافلة،
وكنت تقودها بلا أحد منهم ـ سوى ازدحامهم! ـ
أتذكر؟
كانوا يستردون حواسهم
عند كلِّ أبدٍ في الطريق إلى البداية المجهولة،
وكنت تفرك عينيك،
أمام عناوينهم التي يهبطون، فجأة، عندها،
عناوينهم التي لا تتذكرها لترسلها لنا.
صديقي أيها الموت،
لم تصلني رسائلك،
مع أنني أرسلها دائماً!
ولم أكذب وصيتهم الوحيدة،
مع أنهم تركوها على جسدك المفقود.
نتكرر بعد كل نوم،
وتتأخر أنت،
صديقي أيها الموت .
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> الموت بين نهرين
الموت بين نهرين
رقم القصيدة : 6909
-----------------------------------
... كلكامش لمْ يحظَ بموتهِ في المرآة،
فخرج إلى نومه، حياً وبكامل حروبه،
حيث سبعون أنكيدو وأكثر، تركهم نائمين،
مِن أوّلِ الفراتِ إلى شرقِ دجلة.
...، نظّارته، وجواز سفره،
وساعته التي تأخرت ـ قليلاً عن النوم ـ
هي ما يجعلني قادراً على رثائه.
...، ولم أجده على السطح،
حيث تركته يطيِّر الطائرات الورقيَّة،
والطِّيورَ التي لا تعود.
فمن يخرجني من الماضي؟
هو الذي لم يمتْ
فعاش ميتاً
وهذا اسمُهُ يرثُ الموتى.
...، حرّفوه وناموا، فلمْ يبقَ منْهُ سوى أخطائه.
خرج في نهار ليس لأحدٍ معرفة به
وكان يبتسمُ لأعدائه
ويعلِّقُ مفاتيحَ مملكتِهِ
في رقبةِ ثورِ الموت.
حقولُ ألغاز غافلة تعبرني،
وأنا مفخَّخٌ كالهُدوء،
وهادئ كالفخّ.
...، واقفونَ وفي أيديهم ذكرى الأبد
على ان نهراً مُنتحراً،
أعادَ أزهارَ الإعتذار لأبطال الفوات،
وسوى ذلك،
حرائقُ مستمرَّةٌ تنْحتُ حياتهم.
رصاصٌ مُهشَّمُ الأسْنانِ،
تتطايرُ رائحتُه،
ظلال خُوَذٍ مثقوبةٍ تنهار،
مسدسٌ أعمى يتلفَّت ببكائه،
ميت يسهو فيستردُّ أخطاءه بسرعة.
كان أنكيدو مُجنَّداً
في كتيبة الدبابات الحادية والسبعين
في اللواء المدرَّع الثاني والخمسين.
يسمُّونَهُ ولا يقفون،
وما زالَ يتسلَّل
(1/14596)
________________________________________
من أخطاء تائهة.
أكان عليَّ ـ دائماً ـ
أن أسجن ظلَّي
لأصل قبل أن يتكرَّروا فيَّ؟
أكان علي أن ألوِّنَهُ،
لكي يعبروا، منه إلي؟
طرقٌ مفضيةٌ إلى بريدٍ نائمٍ
كاد يعود إلى نسيانِه،
هم يُرسَلونَ إليه،
لأنهم ينامون بلا بريد.
الهاربُ من حروبٍ قديمة
دلَّني على جثَّةٍ لا تعود لأحد،
ذلك أن جميع مَن جاءوا،
تعرَّفوا عليَّ حالاً.
وما تركوني،
غير أنني أضعت الكلامَ
وكان وجهي يحارب.
أحصيتُ مَن تَركوني،
فَوجَدتُ أَنَّني،
سأكلِّمُ ـ لاحقاً ـ
كَثيْراً مِن الموت.
وها أنا أقفُ على ضفة أخرى
ولو نودي عليهِم ـ بصوتي ـ
لاسودَّت أكفانهم.
لأجل هذا
يبيضُّ صوتي،
وهو يعبرُ أمامَ العميان.
لم يكن لنا،
فلماذا نسمِّيه؟
أمِنْ أجْلِ أن نعودَ إلى نهار ضال؟
وكانوا على ظلال السلالم،
يعبرون
تقودهم سلاسلُ من نُعاس.
...، يهربون
يتبعهم طريقهم إلى روائحهم الراكدة،
ويدفنون خيالاتهم،
قبل أن يصل الوقت.
...، وجوهٌ شاغرةٌ
لا تستدلُّ على التائهين في النوم،
وجوهٌ
يجرجرها رمحٌ ضريرٌ
إلى حبر غامض.
قلبي تعضُّه رسائلُ مرَّةٌ
ودليلي إليك عمايَ الأكيد.
...، أهذه بلادي؟
بلادي التي لم أرها ولم تغنِّ باسمي
كنتُ فيها، وكانت تحاصرني فيَّ
فاخترتُها،
لكي أتكاثر خارج الظلّ.
إجازته
نصفُه نومٌ
ونصفُه نهارٌ مثْقلٌ بالمشاغل،
يرى الأشياء هاربةً فينام.
شكُّه مسدساتٌ مُشتقَّة من الخوف،
واحتجاجه صراخ أعرج،
ومصدِّقوه،
حفَّارون في ليلٍ مؤلل.
قُبورٌ هاربة تحِنُّ إلى أزهاره الحائرة،
إلى أمطاره الضالة،
قبورٌ تهربُ تحتَ سماءٍ تُشبهها.
ينظِّفُ الموسيقى من هواء أجشّ،
يدخل مُسرعاً،
وبنظَّارة تحتال،
يُصغي إلى فضلاتٍ الهروب.
رسائله مُرَّة
ويُطيل أيامَه تحت شمس المتوسِّط.
كَمَنْ يسْتولي على الانتظارِ كلِّه،
يعتقلُ أيَّامه ويخْرج حُرَّاً،
لأنَّهم، كلَّما نادوه،
سمعوا نُعاسَه فسبقوه إلى النوم.
يوصي:
أمطاره تتعثَّر في الطريق،
يصل منها نعاس
وخيوطها العمياء.
(1/14597)
________________________________________
ممسوس كظلٍّ،
وواضح كالغرباء،
أيَّامُه تُسمِّمُ ذكرياتٍ لا أوَّل لها.
كان ثالث اثنينِ معه،
أحدهما ينصتُ بيد أن الغابة تعْبُرُ بينهما،
بيد أن أشجاراً تنعطفُ، ونهاراً يتأسفُ،
وأحدهما تركَ عينيه عند جسر طويل،
وعاد ينصت بيدَ أن الغابة....
ساعته
أعطاها لغيره، لينسى مواعيده مع الله،
وكانتْ يدُه تؤلمه،
كلَّما اهتزَّ قلبُه بينَ فَخذيْ أنثى.
وغيرُه صارَ راكضاً إلى مواعيدِ ساعته،
ـ وكانا يلتقيان عند نسيانٍ متلاحق ـ
وما أنْ انتحر الأخيرُ وسافر الأوَّل،
حتَّى بقيتْ ساعة يدوية
تنتظرهما في يدِ جندي مفقود.
ينام، وتحلُمُ عنه، وتغلق الباب أيضاً!
وفي الصباح تغْسل وجهها نيابة عنه
وتفرِّشُ أسنانها، ثمَّ تخرجُ،
بينما لا يزال في السرير،
معْتقداً إنها ما زالت نائمة قربه.
نظَّارتُهُ
رَجَمَ بها البحْرَ عنْدما تذكَّر إنه ميتٌ،
وعاد إلى صحرائه بلا ذكريات،
فالتقطتْها نُسورٌ قديمة الأحلام،
وشاهدتْه سماءٌ مسْجونة في زجاجه الأعمى،
لم يلتفتْ ـ في طريق عودته ـ إلى مآله الحائر،
حيث خارطة النَّدم، تشنُّ هروباً على جهات الحواس.
لم يفركْ عينيه ليصدِّقَ إنَّه بيْن أعداءٍ ذوي أرواح مُقَنَّعة،
كان يُغْمضُهما ليصِلَ بإشاراته المنْسيَّة إلى وجهِهِ.
ومنْذُ ذلك الوقت إلى أيامه تلك،
صارَ كلُّ ما حولَه يتخفَّى ـ مُسرعاً ـ تحت وقْتِه الهارب
وصار ـ هوـ يُمطرُ نسياناً كافياً لإيواء عراةٍ مذْهولين
بعد انسحابٍ موبوء.
جواز سفره
أوصوه،
أنْ يوثقَ ظلَّه إلى جبلٍ ينهار،
ووعَدوهُ بما خلْف البحار
مِنْ سواحلَ مَنْذورة لأقدامه،
وبأنَّه سيجْهشُ تحتَ أشجارها
حتَّى يبيضَّ جمْرُهُ
ثُمَّ يصْمتُ
حتى يستعيدَ صرخَته،
وبأنَّه سيسْهرُ
حتَّى يُمطرَ النَّهارُ في عباءة أمِّه،
وعندما اصطدمتْ ـ على خرائطهم ـ فُصولُه،
حَصَدوا أشجارَ نَومِه،
فكانَ فجْرُ دكاكينهم.
وصِيَّتُه
...، إلاّ إنَّه يموتُ وكفَّاه مُقْفلتانِ،
(1/14598)
________________________________________
بلا أخوةٍ يشبهونَه ولا ما يذكِّرُ به من أعداء.
...، إلاَ أنَّهُ يعضُّ أحلامَهُ وينام،
كي تنطقَ جثَّة مصابة بالنسيان.
يصلُ،
قبلَ أنْ يبدِّلَ الفجْرُ حرَّاسه.
فيطول،
كنخْلة مرَّة أوصتْ بظلالها،
ويسْتديرُ،
كلَّما أومأتْ مرْوحَة!
أمامَ عماهُ
يتحشَّدُ الغُرباءُ
بخرائطَ ممحوّة،
وينْعَسون.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> بهلوان
بهلوان
رقم القصيدة : 6910
-----------------------------------
لسْنا تحْتَ سماءٍ واحدَةٍ لتُنافسَني على الله.
لسْتُ مأهولاً بالسُّجَناء، لتنقِّبَ في أنحائي عن ذكرياتك،
ولستَ معركةً في منام لأستيقظ في الصباح بقتلى يُشْبهونك.
أنا لديَّ كمْشةُ أيَّام، أنقذتُها في الهروب الأخير،
وأيَّامُك وديعة في مصرف، تستعيدُها عند السفر!
أنا كنيْسَة مقتولين يحدثونني، كلَّ يوم، عن خروج أحدهم
ويرجِعُونَ كلُّهم إلاّ الصغير.
موعودٌ أنا بالوقوفِ على المرتفعات البعيدة،
ومأمولٌ في رَعَشات النهاية،
وفيك بحيراتٌ من الأمواتِ ـ يعيشون كلَّ يوم! ـ
مُصطَحبينَ آثامي إلى منحدراتٍ قديمة.
حُزني رؤوسٌ تدورُ على الرماح، وكلُّ قَبْرٍ أمِّي.
وسعيدٌ أنْتَ في السِّيرك
تنقسمُ ـ كلَّما عُدْتَ ـ بهْلَواناتٍ ومُصفِّقينَ.
هكذا المصادفاتُ مؤامراتٌ مَنْسيَّة بعناية.
فلسْتَ أنكيدو لأصارعك في غاباتٍ عدَّة تتقاعَدُ بالتدريج.
ولَسْنا في صَحْراءَ واحدةٍ لأحييك.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> موت عائلي
موت عائلي
رقم القصيدة : 6911
-----------------------------------
أُجْلِسُ موتي ـ صغيراًـ بينَ كثيرينَ يُشْبهونَه،
وأسْتَديرُ عن الجميع،
بما لديَّ من نسيانٍ.
وها أنا،
كمَنْ وأدَ كلماتِه،
لا أسمِّي أحداً،
كّيْ لا يرتدَّ لي اسمي
غيْرَ أنَّني،
مُنْذُ أن هربْتُ مِنْ شراكةِ الغابة،
أصطدمُ ـ يومياًـ بأشجارها.
وثمَّة أيضاً،
مُتَشابهونَ كثيرونَ،
يصيحونَ بي: يا أبي.
الخابور
هذا الشَجَر
أثمارُه أحزان.
(1/14599)
________________________________________
لكأنَّ قواربَ الهاربينَ
توابيتُ عيدٍ فاسد.
لكأنَّ تتمَّة لليْلِ
تتيهُ نَوافيرُها في البقيَّةِ مِنْ جُنون.
هذا الشجرُ أحْزانُ مَنْ هَرَبوا،
كنَّا نُعَلِّقُ أرواحَنا
على مداخل ظلاله،
وكنَّا نُرافقهُ إلى آخرِ دموعِنا،
إلى آخرِ أشقَّاء معْكوسينَ في المُستقْبل.
هذا الشَّجر سمَّمه ـ قبلنا ـ الغرباءُ،
وها أسْماؤنا جَمْرةٌ تنبِّهُ الخرسان.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> مجنَّدون
مجنَّدون
رقم القصيدة : 6912
-----------------------------------
شكَّ الخَريفُ بمنْ أتاهُ من المعارك،
فارتدى أثراً غريباً واختفى،
وتَنبَّهتْ ناري لخارطةٍ مهاجرةٍ،
وكان الليلُ مفتاحاً مصاغاً من هروب
* * *
غُرَفٌ أقلُّ من انتحارِ البَحْر
كيْفَ أعضُّ ألغامي وأمشي في تُرابٍ خائفٍ؟
كيفَ انتقاءُ الليْل في عيدٍ مُسنٍّ؟
كيفَ نْعْبرُ وجْه مَنْ عبروا أمام غرائز القناص؟
أقْفَلْنا عليهم نارَنا، فتناسخوا صفة على عددٍ وعادوا.
* * *
لا يُشْبهونَ ملامحَ الغرقى على بحرٍ
ولا يَعِدونَ آخرَهم بما وُعِدوا به من ذكريات.
شجرٌ معادٌ كلَّما افترَقوا، ونسيانٌ مُشاعٌ يشْطبُ الآثار.
مذْعورينَ ينْحدرونَ خلفَ ضبابهم، وسؤالُهم فشل الوصول.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> نايٌ لِعَودَتِهم
نايٌ لِعَودَتِهم
رقم القصيدة : 6913
-----------------------------------
بلادي..لِمَنْ سنَجِرُّ ذبائحنا في الحروب الطَّويلة؟
مّنْ سينالُ دشاديشَنا عنْدَما تترمَّلُ قاماتُنا؟
مَنْ سيئنُّ بمُتحَفنا عندما يتخفَّى بنا الغابرون؟
على الجَبهات، كثيرون منَّا رأوا كلَّ شيءٍ وغابوا
فغنِّ بأسْمائهم ريثما يرجعون!
* * *
أسمِّيكِ هاربة كي أبرِّر بحْثي عن الله فيك.
أسمِّيكِ، في لفْتة الياسمين، مُطاردة بينَ نارٍ وعنوانها.
أسمِّيكِ قفْلاً على الحبْر، يكتمُ إلاَّ عن القافلين!
أسميك [ لاشيء]
كي أصلَ التَّسْمياتِ بعينينِ لا تصفانك في الذكريات.
* * *
(1/14600)
________________________________________
تُرابُكِ يشْهقُ في جّسدي كلَّما انتفضَتْ صرخاتي مع امرأة،
وموتاكِ يَعْوونَ بي كلَّما ارتعبوا من رطوبةِ أعدائهم في مدافن متصلات.
مدافنُك امرأة تتزوَّجُ سبْعة مُسْتتِرينَ ومُتَّضحاً واحداً وتخون الجميع معي! أنا ضجَّة من ملوكٍ معاقينَ بينهم السُّومرِّي الأخير، وبينهم القائمُ المتعدِّدُ والعابرُ المتأخرُ بعدَ الهجوم الأخير.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> كاميرا المجنون
كاميرا المجنون
رقم القصيدة : 6914
-----------------------------------
على أثر خائفٍ
أتعقَّبُ ضاحية من مجانينَ فرُّوا إلى داخلي
وأترقَّبُ عيْنيَّ كي أتعرَّفَ فيهم:
على الهاربينَ من الحرْب، والمتعبين من الحبِّ، والباحثينَ عن الله!
كي لا تصفَّ الإشاعات أولادها وتعلمهم أن يعودوا إلى التسميات.
ولا أتحدَّثُ في الليلِ عنْ قاتلٍ تائهٍ
أو حروبٍ محرَّرةٍ من نوازعها!
* * *
أتعقَّبُ ضاحية من مجانينَ كانوا جنوداً،
قبْل أن تهدمَ الحربُ آبارَهم،
أتعقَّبُهم
يَنْقلونَ معدَّاتِهم لمعاركَ ضدَّ سماءٍ برأسي!
* * *
على غيمةٍ تحْضنُ التركاتِ، هرَّبتُ موتي،
لتمْسحَ أمطارُ مرْثيتي قبَّعاتِ المجانينَ
منْ صرخاتٍ تُشَتِّتُهم نحْوَ عهْدي القديم،
ولا دمْعَ يروي عن الله سيْرَتَه في الحروب.
فمي عاطلٌ يتسلَّل منهُ كثيرون، ممَّن يشيعون في المنسيات
فمن سيحدِّثهم عن جنوني
سوى خطأ يدَّعيني لينكرني في المآل؟
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> خارج الصورة
خارج الصورة
رقم القصيدة : 6915
-----------------------------------
في ساعةٍ تائهةٍ في الساتر الأخير لما يؤدي إلي،
في لمعانٍ أخير للإنسان،
ليس لي، في ساعة كهذه، سوى ما خسرت:
بلادي التي استأثرتْ بي وهجَّرت ظلالي،
وأهلي الذين يزرعون نومهم بصورتي،
وينتظرونَ صوت بسطالي يوقظ الفجْرَ.
ليس لي، سوى دمعةِ أمِّي، تسْقطُ بعدّ موتها
ـ إذْ لم أكن ـ
ليس لي سوى أصدقاء أتذكَّرهم
(1/14601)
________________________________________
بضحكاتٍ بيضاء تصطدمُ في ما بينها قبل هجومٍ متوقَّع،
وقبل أنْ يسحبَ كلٌ نفْسهُ إلى نحيبٍ.
أمَّا عبيدي فلا أنْذرهم لشيء ،
أما الخَدَمُ الذينَ أطالوا ضجري بالوشايات،
فسينْصرفونَ في عيدٍ مُزوَّر.
أمَّا النِّساء الملوَّنات منْ نوافذهنَّ الزرْق إلى أبوابهنَّ الحُمر،
ومنْ بساتينهنَّ الصُّفْر إلى إنشادهنَّ الأسْود،
فعنْدي أمطارٌ لعُزلاتِهنَّ.
أمَّا أنتِ، أنتِ التي لم تصلي، فلم تصلي بعْد.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> بريد من قطاع 50
بريد من قطاع 50
رقم القصيدة : 6916
-----------------------------------
كَمَنْ يتعقَّبُ آثار المَطر الذي
مشى تحته الرعاةُ،
أنا أكتبُ المشاغبات.
نكايةً بما اقترفْتُ من محبَّة
وندماً عَلَىْ كنايات محجوزة في المسْتقْبلِ،
أجرِّدُ النِّسورَ من طيرانِها إلى ذكرياتي
كمَنْ يَضَعُ قفْلاً عَلَىْ حياتِه ويهرب.
طبول التشابيه تثيرُ فجْراً نائماً منذُ عشرة أيَّام،
نحاس أصواتِ يطرقُ الأبوابَ المحنَّاة منذُ ثلاثة أيام،
وأبواقٌ ـ نحاسية أيضاً ـ تتشاجَرُ في ممرًَّات الفضاء
مع بيارقَ تخشْخشُ رؤوسُ ألوانها.
وبقفْزة واحدة،
كمن عضَّه حلمٌ من نومهِ
كان الصبيُّ يتخلَّص من شبكة النعاس في سريره
ويتعقَّبُ ـ حافياً ـ
روائحَ تبتعدُ في طرفِ الزُّقاق.
رُبَّمَاْ لهذا،
يَكْتَمِلُ حُلُمِيْ ـ دائماً ـ
وأنا أتمشَّىْ حَاْفِياً
وبكامل ِ أناقتي في المدينة!
ولا ينتبهُ الناسُ لصرخاتي النائمة
وهي تناديني إلى السَّرير.
رُبَّمَاْ لهذا،
كلَّما مسحْتُ العرقَ عنْ وجهي
ابتعدْتُ أكثرَ خارجَ النهار.
أيقظوه،
فلا ينطقُ من نومٍ
وكلِّموه،
فهْو لا يُخْبرُ عن حَيَاْة.
أمامه صحْراء مقتولين،
وماؤه مختلٌّ
كأنه يتذكَّر صورتَه.
ليتَه لي
هذا الذي ليسَ لأحد،
لأشاهدَ الغيابَ
ممهوراً بإعجابي.
أجراسُ ماءٍ
أم سماءٌ هدَّها الزلزالُ
أم صافرةُ أوبئةٍ،
هذه التي تحْتضنُني في المنام؟
ترْتَفعُ آلامي في هروبِها
(1/14602)
________________________________________
كآبارٍ منْزليَّة
يئنُّ طينُها وحيداً آخر الليل.
المكان يستبْدلُ حنجرتَهُ
وأنا أسمعُ أنينَ ألعابٍ شعبية
وأنفاسَ درَّاجاتٍ مزركشة
تمضي لقتلِ دروسِها خلفَ التلال.
ألغامٌ في النوم،
تتنفَّسُ قبْلَ أشجاري
وأحلامي تسْعل في كلِّ اتجاه.
أنا منْذ أن تهندَستْ جثَّتي،
أمدُّ يديَّ بعلوِّهما،
مصفِّفاً شعْرَ ملائكةٍ غرْقى،
تاركاً قدميَّ تخوضانِ في ملحِ الماضي.
يوميَّاً نلتمُّ،
كأنَّنا وباءٌ قادمٌ من حدودٍ أخرى.
يومياً ننْقصُ في الأيام،
وأنا أجمعُ غروبَهُم
كما لو انَّ السَّماء تلتقطُ صورةً
لأرضِ معْركةٍ غادروها للتوِّ!
كنَّا نتبوَّلُ عَلَىْ ظلال بعْضنا،
مشيِّدينَ مجْداً من الكراهية،
وها بعدً أرضٍ مرَّ فوقها القطارُ،
ظلالنا جفَّتْ تماماً.
ومجدُنا ما زال.
أيضاً كنَّا نكتبُ عَلَىْ الأرْضِ أسماءنا
بمياهِ قضبانِنا الحارة.
من يدري
لعلّنا ماء يهربُ من التسْمية؟
(الدشاديشُ) المخطَّطةُ،
تلْمعُ إزاءَ منبِّهاتِ الشاحناتِ،
وأيدٍ تطشُّ الترابَ عَلَىْ دمٍ من إبهام قدمٍ مهشَّم...
الأرْضُ أيضاً مُصطكَّةُ الأسنان.
( الدشاديشُ) ذاتُها
تطْبخُ في قدورٍ سوداءَ،
لتفْرَحَ
حتَّى العاشرِ من الحزْنِ
عندما القدورُ ذاتها
تسْهرُ حتَّى الفجْر
بالقمْح والخرْفان.
لمْ يتهدَّم أمام عينيَّ
تمثالُ النعاسِ،
فمنْ سأقاومُ بعدَ نهاري هذا؟
الألعابُ
لم نُنجزْها إلى الآن،
علينا أن نغادرَ هذه اللعبة،
بلا مراهنات.
درَّاجاتٌ رجوليِّة تمرَّ بنا
إلى مواعيدَ خارجَ المدينة.
وبما يشبهُ منافساتٍ مع الآلهة
نركضُ خلْفها.
طرَفُ( الدشاديش) بين أسناننا
وأفخاذنا الملساءُ النحيفةُ
ترتجفُ
في كسل الوعورة.
نحتضنُ أعمدة الكهرباء
كصاعدي النخيل،
وبينَ أفخاذنا
يلمعُ ماءُ الشهْوة.
لسنا مسنينَ بما يكفي
لفقدانِ العظام في الظلام،
وأحدُنا يهربُ
طارقاُ عمودً الكهْرباء
بعظامٍ أخرى،
ملوِّحاً بعودةٍ إلى الحَيَاْةِ التي لم نجدْ.
هل تركْنا الأبطالَ
(1/14603)
________________________________________
وحيدينَ في السينما
وعدنا إلى بيوتنا
منْشغلينَ
بصنعِ أسلحة وأعداء
ننافسُهم في الشوارع
والذكريات.
وهؤلاء أيضاً
رجعوا
إلى تركاتهم
مقوِّسينَ أيَّامَهم
ليمرُّوا
من شاشة الحروب.
أكنَّا جميعاً شعراءَ،
مفرداتنا الأشياء التي
لا تتشكَّلُ إلاَّ بالخوفِ
أم ترانا
صيادونَ خائبون
يعودونَ إلى منازلِهم
بالشهْرة
وأحاديثَ عن المشاهدات؟
منْ شرفةٍ أخيرةٍ،
لتوديع زورقٍ مليءٍ بالأقليِّات
صرخْتُ:
هذا أنا المتثائبُ خلْفَ جسدهِ.
وهنا تقريباً
دفنتُ رأسي بينَ ركبتيَّ
متورِّطاً برحلةٍ
مع قياصرة
بأكاليلَ مسمومة.
بكيتُ تقريباً،
بلا أصدقاء،
مع أن الزوْرقَ
لم يتعقَّب مجرى النَّهْر، فقط،
أنا أصغر الغرباء عَلَىْ اليابسة.
الماضي ثورٌ في شاحنة
نَسيَ عينيه في مكان آخر
وها هو مائلٌ كغيمة في شاحنة!
يجدرُ بي أن أحييه
كأننا نرى بعضنا من خُرمِ إبرة.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> عاد من السماء
عاد من السماء
رقم القصيدة : 6917
-----------------------------------
كأعمى يكذبُ في الغابة
ويسدُّ ثُقبَ الباب بأنفه،
جاء بأخبارِ الأيام التي فرَّتْ من الحروب،
ومدافنُه لمْ تزلْ باردة0
رائحة أجْراس قديمة، تلوِّنُ النوم0
تقدَّمْ000
إنَّه ليسَ لأحد،
وهؤلاءِ مواطنُوه
يقطنونَ يأسَهم،
كأنَّهُ يتزوَّجُ ماضيه باستمرار،
كأنَّه يسْتبْدل أذنيه في الغابة!
أعدْه إلى مهدِه
وامسحْ يديكَ من روائحِ المنفى
أعدْه إلى أوانه "الآن"
لا لأنَّنا غُرباء
بل لأنَّ أعماقَه تتلفَّتُ في المستقبل.
أعدنا إلى دوائرَ مرسومةٍ بالماء
عَلَىْ أرْضٍ لمْ يرْوها أحدٌ مِنْ قبلنا،أو بعدَهم
أعدنا إلى السجونِ المهاجرة معنا
حيث كلُّنا ميِّتون
نهرب من صورِنا
تاركين آباءنا في الصور بلا أبناء
وفي القبور،
بلا أحاديث عن الماضي.
صفاته إنَّه ملغَّزٌ وشائع
ولسانُه جنَّة بمسدَّساتٍ جريحة.
مع هذا،
يظْهرُ في الشَّوارعِ وخواتمُه تثرثر،
فقيلَ إنَّه مطرودٌ من المجد
وقيلَ محاربٌ
(1/14604)
________________________________________
ماتَ بكاملِ خوفِهِ
وقيلَ: أسلحة المقْتول تنْزفُ عداواتٍ أيضاً
كأنَّما الثأرُ
بوقٌ عائمٌ عَلَىْ وحولٍ
تطفو عليها أحذية المحاربين أيضاً
وقيلَ إنَّهُ صفَّى حياتَه
ـ ذلك المساء ـ
ومشى إلى الحدودِ بغير خاتم
حتى أشعلَ الأيَّامَ خلْفَهُ
كلَّما تذكَّرَ شذرة خاتمَه
فترهبنتْ أشجارٌ
وتفرعنتْ أوثانٌ عَلَىْ صورتِه
قيلَ أنَّ عداواتِه مازالتْ في الطباعة
لهذا فهو يقضِّي نهارَه
متنكرا بإعجابه0
كأنَّه كثيرونَ ولا أحد
مشْتمِلٌ بنار
وحرائقُهُ هؤلاءِ المتشابهون
أختام الخرافة تلطِّخُ روحَهُ
وليس من جنَّة سواه0
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> أرمي بنردي إلى الهاوية
أرمي بنردي إلى الهاوية
رقم القصيدة : 6918
-----------------------------------
أنا كلَّما نظرتُ إلى الهاوية
رأيتُ سهامي تتعثَّرُ بآثامِها
كأنني ملائكة ينتحرونَ ببعضهم
ولم يبْقَ منِّي سوى شركاء في الهاوية.
أنا كلَّما نظرْتُ في الهاوية
تهيَّجتْ حملاني بنداءِ نارٍ ضريرة
لكأنَّني أمشي عَلَىْ صمْتي،
بينما خيوطٌ من ظلالٍ مدْفونة،
تتشاجر فيما بينها كلَّما تفتَّتَ
تحتَ أقدامي،
حجر الهاوية.
لكثرة مَنْ رثيتُ ـ في الطريقِ إلى الهاوية ـ
نمتُ مع السَّماء،
وتمشَّيتُ في النارِ ومعي قبلاتُ كثيرةٌ.
وصار أصدقائي
ينفلتون من المشاجراتِ جريحاً جريحاً
ولمعانُ أفواههم يتخبَّطُ في كلِّ الجهات.
روائحهم بلا خرائط،
كأنَّهم يخلطونَ حبْرَهم بالأدوية
ويرْسلونَ حقائبَهم بالبريدِ أو القواربِ،
وليسَ لديهم ما يستحقُّونه!
قبْلَ هذا وبعدَه
الليلُ مأهولٌ بأشجارٍ عزْباءَ،
وقوافلُه تجرُّ أسرارَها عَلَىْ الأرْض.
صورةُ مَنْ هذهِ الملوَّنة بآلامٍ وساعتُها عاطلة؟
لعلَّها خيانة تُشرقُ في الماضي،
وعَلَىْ فمي منها تفَّاحة،
وأنا نائمٌ في الأنقاض.
*
أنا مسْرعُ في مواجهةِ النَّهار الذي يعدُّ لي وليمتَه
غير منتبهٍ لسحَّاب بنطالي الذي يثرثرُ منذ الصَّباح!
(1/14605)
________________________________________
كأنَّني أخْلقُ من نسياني خجلاً
لمظليين يهاجمون الجنَّة منذ عدَّة قرون
وأنا كلَّما نظرت في الهاوية،
ارتعشت آباري في نومها
وحلَّقتْ من عيوني قططٌ مقوَّسة الظهْر
كأنَّها تودِّعُ السَّماء
وتشمُّ رائحة طائراتٍ في المستقبل.
*
فلماذا أوصيتُ عَلَىْ نظَّارة طبية،
لعيوني التي تتكاثر في الغابة،
هل أنا العازفُ الأخيرُ تحتَ نوافذك المغلقة
أيتها الهاوية؟
*
قُلتُ للصحْراء وكانت كثيرينَ،
لا تقْربوا الأضرحة بآثامي
أنا شريككم في الجنَّةِ الممحوَّة،
قلتُ للنهْر، وكانَ هارباً من الجنَّةِ ايضاً:
مَنيُّ العبيدِ أسودُ!
وما البياضُ سوى حبلٍ سريٍّ لتهريب المستقبل.
*
أنا كلَّما نظرتُ في الهاوية
وجدتُني واقفاً في العرْس،
بينما شخصٌ يحاولُ الظهورَ معي في الصورة،
وبعْدَ عشرينَ عاماَ وأكثر،
أجلسُ، عريساً، كأنَّني خنْتُ وقوفي،
وحولي مسافرونَ إلى بلدانٍ شتَّى،
تهْدرُ محرِّكاتُ طائراتهم أمام باب الصالة،
كأنَّني بيْنَ سفرتين،
أختارُ وقتاً خارجَ الأمكنة.
*
أوقظُ ملابسي
وأمتعتي،
وأنا مهدَّدٌ بآثامي التي
ترقدُ خلفً مرْتفعاتِ هذا الفجر،
لا شمْسَ إلاَّ وسَحَرةٌ حرَّضوها عَلَىْ دفعي إلى الهاوية.
أنا محاربٌ ضائعٌ في تضاريس ظلامهِ الخالد،
أنا الرجلُ البعيد أضعُ أيَّامي في الماء.
وأتعقَّبُ روائحَ الغرْقى وأخَلِّدُ يأسَ اللصوصِ
وهمْ يتعثَّرونَ بآثارهِم،
كأطفالٍ،
في أولمبيادِ الهروب من السَّماء،
بقواربَ في كتاب.
بينما الأرْضُ ليستْ أكيدةً
حُفرَةٌ نساها اللهُ قبلَ أن يبْرَحَ
طائراً إلى بيتِه في النقوش المُرْتعشة.
*
وها أنا بعْدَ مُنتَصَفِ الليلِ،
أعودُ بزوجتي، إلى المنزل أيضاً،
وحيدين معَ الله العائد مِثلَنا
مُتعقِّبين ثرثرةَ الأثر.
*
أنا كلكامش الهاربُ من ثأرِ الحَيَاْةِ
إلى حَيَاْةٍ غيْر مُعنْونة.
أنا محمدُ الغائبُ
أدخلُ المقهى ـ في ظهيرة الشبهات ـ بقمصان التشابيه.
أنا أميرٌ آشوريٌّ مدفونٌ، مع أسلحتي، في شرقِ دجلةَ
(1/14606)
________________________________________
بينما يسافرُ رأسي إلى أستراليا!
أنا سعادةٌ مقصوصة الشَّعر وأعيادها طويلة وسوداء!
وها أنا أنظرُ في الهاوية،
أرمي بنردي
فرْصَةً أخيرةً لانبعاثِ الخسائر،
هازَّاً كتفيَّ من الضحكِ،
ومتكئاً عَلَىْ أحدٍ يحاول الظهورَ معي في الصورة.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> العثور عَلَىْ حَيَاْة
العثور عَلَىْ حَيَاْة
رقم القصيدة : 6919
-----------------------------------
البطلُ
بعدَ عدةِ قُرونٍ منْ مقتلهِ
إثرَ مشاحناتِ نبلاْ،
يستيقظُ في الفنْدقِ،
عَلَىْ ستائرَ مذعورةٍ.
وبعينيهِ اللتينِ لم تتذكَّراْ أعداءهُ،
يرى ضجةً لمحاربينَ في العشْريْناتِ
يقطعونَ الشارعَ نحْوَ شرْفتهِ،
مُكوِّمِيْنَ أعْضاءهم الناقصةَ
في عرباتٍ.
ويتبادلونَ العناوينَ معَ المارةِ.
بينما أمَّهاتٌ عذراواتٌ،
يكْشفْنَ عنْ رُكبهنَّ
ويستعدنَ للتصوير.
*
يقولُ... وأكتُبُ
ينامُ... وأحلمُ.
أيُّنا هو؟
يحلمُ بيْ مُهرَّباً فيْ سفنِ القراصنةِ
وأنامُ وعَلَىْ رأسهِ عصابةٌ حمْراءُ
وعَلَىْ ثياب واحدِ منا ندوبٌ
وآثارُ خجلٍ منْ صورِ العاريات!
*
أقرأْ يديكَ،
أنا سيوفٌ حافيةُ الظلالِ، تخبطُ فيْ كلِّ الجهات
ولا حاجة بي لعداواتٍ بالمراسلة.
لملمْ عينيكَ من نوافذِ الباب، للعائدِ من ترابهِ
أنا أشجارٌ معصوبة العينينِ
تمشي عَلَىْ آثار صرخاتها
وليس ليْ شأنٌ
باللهبِ الذي يتعقبني.
*
سوِّ ثيابكَ في مواجهةِ الشبابيك التي
تناديك منها القرودُ
وفي أيديها ساعتُكَ القديمةُ.
أنا مراهناتٌ قديمةٌ
عَلَىْ انتظارِ أعدائي فيْ الصحْراء
وليس لي أسمٌ
عَلَىْ اللافتاتِ في الطابور.
*
يكثرُ الطيرانُ من حولي
ولا أنحني لالتقاط حجارةٍ من فمِ الأرضِ،
كأنما كلُّ زئبقٍ،
يُخَثِّرُ صورَتهُ ليهربَ من مآلهِ،
وكلُّ إغماضةٍ تهدمُ لمعانَ حشائشها
وتأوي إلى الطينِ
فأيُّ فجرٍ يقودني
إلى الموسيقى التي ألقتْ بنفسها من النافذة؟
في أيَّةِ جنَّةٍ أدفنُ أخْشابي المْحترقة؟
(1/14607)
________________________________________
وأنا خليطٌ من أجراس شتى
ندهت ذكرياتها عَلَىْ قهقهة ماردٍ
رمى بنفسهِ من قطار المحاربين.
*
يدُ الخيال الملوَّثةُ بالحَيَاْةِ،
تمتدُّ من وراءِ ضماداتها
لتجرني في النهاراتِ كمشبوهٍ قديم
يضحكُ مما يرى
وعَلَىْ لسانه قفلٌ مالحٌ.
*
لم يكن الماضي بيتي، لأشعلَ مكتبتي،
وأسعلَ حبراً ينسى.
وليس حاضري معطفاً
أتنزه فيه بين أمطارٍ مشبوهةٍ.
أنا أيامٌ مذعورة من رواتها
أستطيعُ، فقط، أن أنبه جسدي من
أبواق مجذومة،
تعودُ من عناقها مع الأمواتِ،
أنا فقط،
أغسل أسناني كي أقبلَ الله دون كلام بائتٍ في فمي.
*
وحتى لو تعثَّرتُ بإيقونةٍ نائمةٍ
أنا عاشر النائمينَ في الحانةِ
وهم أقل مني في المشاغباتِ
إنهم يقرأونَ أشعاراً
عن الكراسي التي صُفَّت ـ بلا خرائط ـ
في مأتم بصحراء!.
الكراسي التي تتثاءبُ
وعليها معاطف غامضةٌ
تُركتْ بانتظار جلودهم،
ليس المظليينَ الضالين
ولا الفارين من حروب أهليةٍ في السماء،
يقرأونَ خلوداً في حَيَاْةٍ ليست لأحد،
مصادفاتٌ تنام في الماضي
وهي ليست من خطأٍ أكيد.
*
ومثلهم
يرتجف النائمون ـ وهم قتلى ـ في الشاحنة.
الجسد يصطدمُ بنارِ سطور كلما اندلقَ الحبرُ
عَلَىْ غير قصد،
كأنما تخضبُ الملائكةُ أرواحها من لهجةِ الأرضِ،
وهي كلامٌ موصى به من الموت.
ومثلهم أيضاً
القتلى يرتجفون وهم يخرجون من نومهم في الشاحنة.
*
الحَيَاْةُ التي عشتُها قبل الحرب،
تُشبهُ الحَيَاْةَ التي عشتها قبل الحرب!
ما عدا مناديلَ زرقاء
تخفق فوق الباصات!
ما عدا مقاهيَ
شاخ روادها بآخر رمية نردٍ
ولم يبقَ سوى الله ينتظر المحاربين،
ما عدا مبارياتٍ
بين الأرضِ والعرق الملوَّنِ
من قمصان لاعبين هربوا إلى أوروبا،
ما عدا عاداتٍ علنيةً
لشبانٍ يقطنون حرمانهم
وهم فخورون بفحولتهم،
ما عدا دروسنا
تسجُننا كلّ يومٍ
وسجانونا آباؤنا ببدلاتٍ قصيرة!
وربطاتِ عُنقٍ لمقاومة الصيف!
ما عدا عائلةً بتنور واحد ونيران متعددة،
تخبز زجاج حياتها،
(1/14608)
________________________________________
ليتسلل منها أبناء يستحقون النسيان،
يستبدلون بنادقهم وبساطيلهم
بجنةٍ تخبز لهم ندماً في المنفى
غيرَ أنَّ الحَيَاْةَ التي قُتلتْ في الحرب،
زوجتني من حَيَاْةٍ أخرى.
نافستُ عليها موتاً أشقرَ وطويلاً،
ما عدا ذلك،
أنا نائم ولي سيرة أخرى.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> كتابة الملل
كتابة الملل
رقم القصيدة : 6920
-----------------------------------
أجتهدُ في كتابة المللِ،
حتى يشع التراب بين أظافري،
ويرتمي خارجَ حدائقي الدخانُ،
حتى أرى لحم الملائكةِ هابطاً
بزنابيلَ ومظلاتٍ.
مَنْ يُشاكسُ الميتينَ،
في مبارياتهم عَلَىْ تكذيب أقدمهم.
يبلعُ الأذى ما تبقى من مطرودينَ،
لهم خواتمُ، وعَلَىْ وجناتهم طينٌ يسميهم،
وفي أسمائهم سمٌ ينطقُ ميتاتهم بالترتيب.
أذى آخرُ يحفرُ صورته،
بنظارتيم من سُعالٍ،
عَلَىْ ضباب نافذةٍ،
يسافر خلفها وجه من شتاء،
إلى جنوب مجفف عَلَىْ الرصيف.
أرتعب من بقية النوم عَلَىْ ملابسي،
فلا أحسُّ أنني خرجت ن السماءِ حقاً،
كأن ما أتلفت من أحلام ـ عَلَىْ الضفتين ـ
لم تكفِ لتوقيع الحَيَاْةِ بإمضاء إلى التلف.
يحتجزون هندساتهم
وهي تبنى سريعاً في ملفٍ مفقودٍ
كأنهم يبتسمون في التوقيع،
أو
كأنهم واقفون حقاً في التردد..
الإيابيون؟
لم أقل أنهم من الفشل،
ولا أظنهم إلى الذهاب،
مع أنّض ذهبهم مُسنٌّ.
لا أرى، فكيف لي أن أنام عنك أيتها الأيام؟
أشتدُّ في التأبينِ
كما لو أنني أنقصُ كلَّ يومٍ.
وأتعدّدُ،
ذلك أنهم غادروا وحبرهم لازمٌ،
أما أورامهم
فتنقلها شاحناتٌ إلى الخريف المؤلَّل.
ومع هذا،
ليست صورةً تامة الأمراض
يبارزها عَلَىْ الحائطِ،
أعداءٌ ملثَّمون وركبُهم ممْحوَّةٌ.
فمن سرقَ اللوْحةَ
وهي لمْ تُفرغْ مسدساته بعدُ؟
أيائل مقلوبة عَلَىْ ظهيرتها
كزوارق تهرب من سماء تراقبها باستمرار،
كان الفجرُ هكذا
عندما اضطررتُ إلى نسيان كل ما يشبهني في السرير.
وليس جندياً مصاباً بالحنين
إلى حروب الذباب،
(1/14609)
________________________________________
وليكن جنازة مرفوعة عَلَىْ نافورةٍ
والمعلمون،
يلقنون تلاميذهم جباية الألم.
حتى السماء وهي تلوي رغبتها،
ممهورة بتقاعسي إلى آخر القارات
حتى أظافري المكوية ببطء
تتلعثمُ في تهييج العطر عَلَىْ الزجاج،
وكمن يطق رقبته، بعد يوم بكوابيسَ
أو
كمن يغطُّ في يومٍ بأيامٍ مملةٍ
أو
كمن ينام إلى آخر السطر...
كزرقة في مكتب مكنوس،
ذاكرتي تصكُ أسنانها
وحولها مهربونَ
فديتهم حصان عليه ثمار بيضاء،
وقائماه يخوضان في عسلٍ.
من أبدلني بزهاء عشرة مني
ومع هذا أتخبط في الوصول إلى ملامحي؟
خلال ذلك،
ذئبٌ يترجم الله إلى مصاهراتٍ
مع المسلحي.
بينما شتاء قادمٌ
فراؤه أخضر العينيين!
المتعة قوس من ظلامٍ.
وها أنا أتسلق النسيانَ
لأستردَّ ناراً غير مسكونة
أتسلقُ النسيان ليوصلني إلى هضبة عويلي،
تتفجَّرُ فيها الصُورُ
كألغام حرب قديمةٍ
المتعةُ ظلامٌ مقوسٌ
أفعالٌ غير متشابهة ليائسٍ مشبوهٍ
وها أنا
أتدحرجُ من نهاياتٍ مسننة ومسنة أيضاً!
مُعدِّلاً آثاري
لغماً حائراً،
والشبهات عَلَىْ جانبيه.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> عَلَىْ غير ما أتذكر
عَلَىْ غير ما أتذكر
رقم القصيدة : 6921
-----------------------------------
للمرَّةِ الأخيْرةِ
مجالساتٌ
وَعِرَةٌ
أجْعَلُها خَلْفِيْ
وأتكئُ عَلَىْ كَتِفِ النَّهار،
وأعوْدُ مُضمَّداً بنيْرانيْ إلى المقْهىْ
وأرويْ
قصةَ عنْ شُعُوبٍ
تتقاتلُ في الطِّيْنِ عَلَىْ نجمةٍ تائهة.
للمرَّة الأخيْرةِ
والباصاتُ أمامَ عينيْ
خيباتُ نسوةٍ لمْ يَعُدْنَ مِنَ الأساطيْر،
وبينَ التائهِ والعائدِ من أسْرِه!
أرتابُ بقبَّعاتٍ سُوْدٍ تَتَطَاْيَرُ عِنْدَ الأضْرِحَةِ
كالْغِرْبَاْنِ، مُنْتَصَفَ النَّهَاْرِ
أقُوُلُ:
هَذِهِ حَيَاْةٌ مُلَوَّنةٌ فْي مَنَاْم
وأحَدُهُمْ يُعِيْشُ فيْ الِمِذْيَاْعِ
وَيَمْشِيْ فْي الطُّرُقَاْتِ بِلاْ وَجْهٍ
ويقولُ: هذهِ حَيَاْتِيْ.
*
ليْستْ بهذهِ الأنحاءِ، فَدَعُوُهُمْ
(1/14610)
________________________________________
يُحْرِقُوُنَ تَرِكَاْتِ الأسَاْطِيْرِ
فْي مَدِيْنَةِ (الثَّوْرَةِ)
كَوَبَاْءٍ يَتَقَلَّبُ فْي آبَاْرِهِ
وَمِنْ حَوْلَهُ غِزْلانٌ
مِنْ شُعُوبٌ تُشْوَىْ صَرَخَاْتُهَاْ
إنَّهَاْ قَوُاْفِلُ مِنْ دِيَاْنَاْتٍ حَاْفِيَةٍ
هَاْجَمَتْهَاْ الطَّاْئِرَاْتُ فِيْ الصَّحْرَاْءِ
أضْوَاءٌ مُرَّةٌ فِيْ الوادِيْ
تَجْتَاْزُهَا الفَرَاْشَاْتُ إلَىْ الطِّفْلِ
حيث عري تام يصهل في السماءِ
ليستْ بهذه الأنْحاءِ
فلا أحدٌ عَلَىْ جسدٍ ولا جناحَ للنهار
*
للمرة الأخيرةِ
والمدارس لا تصلحُ بساتينَ للهذيان
ولا مَرَابطَ لِخَيلِ التوحيدي
والمعلمُ لمْ يقشِّرْ عَلَىْ أيدينا تفاحةً
فكيفَ نطردُ من النهار
إلى عطلة الحلاقينَ؟
عاطلونَ بالتظاهراتِ،
ومستاءونَ في المستشفياتِ
وفي اليوم الثالث،
أراجيح عاليةٌ
نطير فيها فوق الأعياد.
*
حتى أساتذتي
الذين تركوني عَلَىْ مقعد الدرس،
أراقبُ، من سور الحديقة المهدوم،
جنازاتهم المنتحبة،
رأيْتُهم في المنفى
وقد نشروا جلودهم عَلَىْ الجبال،
وحلقوا شواربَهم في عواصمَ هجريةٍ
حتى أصدقائي،
الذين هجرتهم في القبو،
أنجبوا أشقاء لميراثهم في المنفى,
*
حتى أنني نسيتُ
أن أستيقظ من إجازتي،
حتى أنني وقفتُ
وقفتُ بين الأسْلحةِ مائلاً
حتى أنني وأشجاري
ومعاطفي وأجراسي المنهكة أيضاً
صعدنا متدافعينِ، إلى الحافلة.
حتى أنني
ألَّفتُ أخباراً لمستقبلي المشبوه
وبذرتها لطيور ساحة الميدان،
حتى أن اللغةَ
لم تكمل الطيرانَ فوق الجبهاتِ،
بينما أعشاشها مستعمرات ومنافٍ،
حتى أنني سندسَ
لم تكفَّ عن التحليق أيضاً
لولا دُميتانِ في المكتبة!
........
لقد كنتُ أزاولُ الحَيَاْةَ حقاً.
*
أما الطبيعةُ،
فعندما ينطفئُ السياجُ بيننا
أنا وهذهِ المشاغباتُ التي تتشبّهُ بالتاريخِ،
أما الحقيبةُ،
فمعلقةٌ عَلَىْ دموعٍ تتعبُ بالتدريجِ،
أما الجوازاتُ،
فلا أحدٌ يعودُ
ليستعيدَها منْ طروادةَ.
وكلُّ هذا
إسرافٌ فيْ مُعانقةِ الفُوضىْ،
(1/14611)
________________________________________
ولولاْ ذلكَ
لم تلتقط الشمْسُ
صورةً لجنَّةٍ فيْ المنْزلِ،
أما الشعاراتُ
فعميانٌ يلعبون النردَ في المنفىْ
كما لو أن قبضةً غامضةً
تلوحُ في قطار ينعسُ أمامَ مُنْتَظريْه.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> شاهد العهد المغلوب
شاهد العهد المغلوب
رقم القصيدة : 6922
-----------------------------------
سيرة الغَاْئب عن حياته
تَطْريزٌ على غبارٍ داكنٍ
الحَيَاْة تساوم الزبائن المؤجّلين.
بين سوادين أعزلين
وفي النهار
أمِتْها
أمتْها
أبعدَ من حياتي
بينما أسندُ رأسي إلى ندمي
وهكذا استمررْتُ
أحْلاْمي تتكلَّمُ
أحْلاْمي كذلك تنزلُ من الباص
ليس الا مغزل التاريخ
1
2
ثمة ما يتبقى من الْمَوْت، ربما شهوة ناقصة تفشل في لمِّ ضجة الذهب المسفوح، ربما الذِكْرَيَاْت تثرثر فوق سيارة الإيفا، حياتي كذلك تثرثر في نداءات غسيل الملابس، وحمام الأسواق، في مكالمات الهواتف العمومية ومقاهي الأقليات الصغيرة.
4
[ المحوُ َبعْد أن أكملَ التحقيقَ في هروبِ ميتٍ كان يقرأ في دفتر كتبوا فيه غيابي ]
أحمل في الأسواق جثة الميراث، وخلفي النادمون يفركون عيونهم، وسبع نساء نادمات يخضبن ألسنتهنَّ من رمادي،
أيتها الحَيَاْة يا أرملتي
الشمس التي فوقي تماماً لا أجدها، الشمس التي اسودت على رأسي، تدعوني إلى البحث عنها، فألاحقها عند أبواب المنازل في منعطفات لا تؤدي إلى طريق، ألاحقها في دليل الهاتف، ألاحقها في متاحف الآثار وشركات المقاولات، ألاحقها في محلات بيع الأحذية أو أنساها في المصاعد
لأقول ما أجهل، علّي أن أدع المحكي يرطن بين رصيفين منشغلين بالسكوت، وأقمار تخرج من المستشفيات فيتجمع على طعنها ثلاثة مصابين بعاهتين مختلفتين، الجُنُوْن أيضاً حين خرج من المكتبة، هرول خلف يده التي سرقتها إحدى موظفات السياحة.
9
10
11
ج / حكمة فهران فاضل/ حلق شاربيه قبل السباحة في نهر الزاب (آغجلر تموز 1989)
(1/14612)
________________________________________
سأقول ما أجهل تاركاً للغةِ أن تحررَ متعتها من سياطي، ألون الأفعال بالرغبة كي أحكَّ سواد أغلالها وأهدُّ السياج بين الطبيعة والتاريخ نهر
حياتي أميةٌ، فمن يدلني على خطأ واحد يبرر لي قراءة ما يحدث وكتابة ما لم يحدث؟ من يدلني على سبب واحد يبررُ لي أن أستجوب امِرْآة كَيْفَ لم أصادفها قبل أن أخرج من حياتي ؟
الحَيَاْة أرملة أبوس حرملها وأترك وردة معاقبة على سوادها، أجتاز أحد عشر مستوراً وأعلق احتجاجي على عنق تمثال لا ينحني، لكنه يتذكر.
خارج حياتي، احلم بالبريد الَّذِيْ يروض الْوَحْشَة والمنحدرات التي تقدم الاعتذار للغيوم، خارج حياتي أتكلَّم عن مزيد من الرَبِيْع الَّذِيْ قوس الفضة، وخلفه سلاسل الرماد تقتاد أحد المحاربين إلى الاعتراف.
لا غرباء في القاعة كي تتعرف حريتي عليَّ، أجلس قرب متعة العدم، فأرى المختلفين كلهم خاسرين كلهم ينتظرون أمطارا ذهبية من جلد المقتول كلهم مرسلون حتما إلى الطواحين يرزمون تحتها الأيَّاْم ليعيشوا رحلة تمت وينسوا أصابعهم إلى السياج الَّذِيْ قسم البيت وكنت هناك
سقوف المنازل كلها، وهواء المدن المنسية خلف نار الماضي، السَّمَاْء المقنعة بالمتعة وكذلك الأيَّاْم التي ترزم الوصية، لا تصرف الضيف الماكث في الكُلَّمَاْت المعادية. أطرديه أيتها القطط التي تسعل حجرا أيها السكون الجائع ليس إلا محارب عتاده الذكرى فحاصره أيها
خزائن الأحْلاْم مهددة بالانتحار، فادفعها أمامك، مثل برميل أبيض أو مثل عربة أسلاك صنعتها في الطفولة، واترك الهواء المغتصب لسكاكين الحرية العمياء، اترك لها مصيرها الفردي واختر نظارة سوداء أو زرقاء، وقفازاً ملوناً وقبعة معقوفة وعصا تنشُّ بها الحاضر وادخل حيا
كم تتغير الأسماء في متاحفك أيها الْكَلاْم؟ ما نفع هذا كله ؟ ونحن رماد الآلة التي تكنس ما نحصي من أحْلاْم ندهناها في أول اليتم؟ ما نفع الندم أمام المرايا التي تعاقب المنتظرين ؟
(1/14613)
________________________________________
بسيطة هي الفوضى: راية منفردة قرب نهر الخازر تحتها ينام الثأر رأسه شرق وقدماه غرب بينما ينحني الشريط الجائع بين حيلة المصورين وجمعة الأحْلاْم .
اللحظة صورة احفظها في إطار العدم، والفراغ جدار، بينما أحْلاْمنا شريط اسود يبروز الزاوية.. كل هذا لأبرئ الفرات من الغرقى والخريف من المنتحرين والنِّسَاْء من الغابة، لم كل هذا ؟
ليختلط اللغز، وتنفض الطيور غبار دموعها، ولتنم مقاهي المواعيد القصيرة ولتسافر قوارب المتأخرين عن المعارك والمصحات التي تنتشر في ظلام حياتنا. ليختلط اللغز ولكن مقابل ذلك لي أن أقول ماذا تحت لسانك أيها القصاب؟
26
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> مطاحن عاطلة ، رَبِيْع كاسد
مطاحن عاطلة ، رَبِيْع كاسد
رقم القصيدة : 6923
-----------------------------------
كُلَّمَاْ اقتربت من لمعانكم،
تذكرت انهار ظلامي.
احبكم أحبكم هكذا،
وأعلو كي ابلغ نسيانكم .
اصعد فوق غيمكم الحاقد،
اصعد كي امجد ضعفكم.
لن أكون طريقا لكذبة عمياء،
تدعى أحد المارة.
ارفع يدي عن صناديق موتكم
وأمدهما في استقامة لتمتلكا الأبد.
إنكم أسئلتي التي تسعى إلي،
ماكثا في نسيانكم
أواصل ذِكْرَيَاْتي.
أنال كل ما يتاح من مطاحن عاطلة،
كي اقف فرحا أمام رَبِيْعي الكاسد.
أحيك وجه النهار بأخطائي،
بما يشبه ذكرى عديمة التعريف.
عزلتي حنين إلى ندمي،
إنها الغيمة التي تصعد السلم لتنام معي.
لست عدوّي أيها اللصٌّ،
إنني أبحث عن ظلامك كي أحيَّيك.
وأنت أيضا أُّيها الأعمى ،
ماذا تريد لكي أقودك ؟
سواد الحرية معلنٌ في الأعمى ،
واللصُّ مقترحٌ لسوادٍ ما.
أنقذ حياتي من جذام المرايا،
أنقذها من انهيار مؤكدٍ.
بأسنان الأزهار ، أرقش المجهول ،
لأمنع مَوْتِيْ من الانتظار .
أيها الظلام الخاطف ،
ارتديت نظّارةً سوداء،
متهيئاً للمعانك .
بأظافر تشع بالريبة،
أنهش قميص الغياب،
وأرتد إلى حدائقي.
أو ، بقبضة مترددةً،
أطرق الفراغ العائد من نومٍ مسلوب .
(1/14614)
________________________________________
لماذا أضَّيع إنصاتي، الحاشد هكذا
في حَيَاْة مكررةٍ ومؤجَّلةٍ أيضاً.
سأربحُ مَوْتِيْ الأشقرَ ،
منذ إتمام ِ أخطائي على جسد الأبد .
أعترف بال [هناك ] ؟.
متاريسكَ خوفي ،
اسمي إذن ، خوفك أيها العابر .
شقيقك أيتها الحِّرية ُ مقتولٌ مسلوبٌ،
انثري شعرك ، وتزوَّجي النسيان .
لو يفرغون من كُلَّمَاْتهم،
لو يفرغون من تعداد صراخ البيارق،
لم يتَّبعوني.
أطرد من داري غبار الرَبِيْع،
ثم أقفل الباب وأنام .
مقابر بعيدة عن الأزهار،
هكذا أتوقع أن تستمر حياتي.
في الخارج،
أزهار تتمرد على مساء مجهز بالأخْطَاْء،
وأكاد أستيقظ.
تكراراً لبريدي الواضح،
أفتح شارعا في السَّمَاْء،
أفتح بلساني العزلة.
بريدك أنت ،غير بريدي،
أنْتَظِر في الأسواق،
إشاعات عن السَّمَاْء.
الأبعد عن يدي يزداد غفلة،
وجسمك يزخ علي الظلام.
جسمك؟
أم وشاية الشمس،
بالمراكب التي تدفع الهواء إلى صحرائي؟.
كاف لجسمك الغالب،
أحتاجها لأطارد المجاز الغافل.
أمام يبرق مهمل، الوريثان يختصمان،
بينما أنشغل بارتداء حذائي!
برفقة المطرودين إلى مجدهما،
قمر الحاضر أيضاً، ينام في الفنادق.
الوضوح ، أعمق الخسائر التي نرتكبها،
عندما ظلام ما يدفن الأجراس.
أتحسس مجهوليتي:
يدي، لساني، أنفي، عيني،أذني.....
أتحسس حياتي فأصرخ.
الأقفال غسلت هواء أحْلاْمي،
بظلام يكفي لإيقاظ غابة الغَاْئب
الرَبِيْع النائم، يسرق انتباه السَّمَاْء القاسية،
السَّمَاْء التي تؤبن الحاضر.
وحتى انحسار الطوفان الحالي
سبع أزهار، مرعوبة في الباب،
تستقبل جثتي.
سوى اعتدالك في المقعد
ثمة أيضا،
تلاش هائل يخبر عن حضورك.
الحقول سبايا ،
والأرض عارية حولي.
ماذا أصنع بهذا الغياب الشاهق؟
هذا كل ما يتاح من غيابك المقنع،
هذا كل ما يتاح من صراخي.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> غيمة العابر
غيمة العابر
رقم القصيدة : 6924
-----------------------------------
بينما هجمات الورد ترتد عن جثتي،
(1/14615)
________________________________________
سبعة أيَّاْم أرتكبها، وأغير التقويم .
ثريٌ بطمعي في غيابك،
أندسُّ في ندائك المقفل.
أو أغادر المنازل المعلقة عليها صور المسبيات بشعرهن المحلول،
وأصابع الحاضر التي لا تتهم أحداً.
أقطع بين كلمتين،
كل ذِكْرَيَاْتي،
وما لم يحدث من حاضري،
كي أرى الصوت الأحمر يتجول في مقاطعات كلا،
وأرافق الذئاب إلى المحطة التي أنْتَظِر فيها أيَّاْمي،
لعلها طلاق الأرامل المنتظرات حياتهن.
أزهر في الظلام،
وأسميك خارج نسياني جرس المتعة،
أقطع بين حياتي وأبديتك سبعة أبناء ماتوا،
وخمسة مستورين،
أصادف إحداك تعرى شعرها تماما في مجلس للعزاء،
أنكسر تحت ضعفك المتعجل يا فصاحة السكوت.
نابليون، كان ينتظر المصعد النازل من سماء بلقيس
طمعا في الغيمة التي ترملت فصاح :يا أمي ،
وكان أن ناديت الجرة السوداء يا يتمي،
فلم تنهض قامتك بما يكفي ،
لتقبيلك دون أن أنحني.
أوص أيها المغلوب ،
أحْلاْمك التي لم تعش خارجها
علقها على الرمح المذهب،
الرمح المتجه إلى الجنوب،
أيَّاْمك المديونة
أمسح بها الأسلحة المعادة من ذِكْرَيَاْتها.
وهو الفراغ انتشر في الورد العائد من خلاصه،
لكنه وهو المرتد إلى الأبدية الفائتة
يتملص من كناية شقراء، يصف اختباءه
على وشك أن يحظى بتشيع الأجراس،
السؤال، نصف ما يعيش منه،
أو نصف ما ينام ،
أو ما يحدث به أصدقاءه عن حياته النائمة.
وليس نهاراً، الَّذِيْ يهاجم الفراغ المتجول.
لست من استلقى ، وابتسامة على شفتيه بعد انتحار يومه،
أمسح ظلها ،أو تكون الكُلَّمَاْت ، أو الكُلَّمَاْت ظلها،
مرتبة الزهور والأسماء على طاولات لا تخص أحداً،
ولم أتذكر نسيانها .
[هذه ليست حَيَاْة ]
وكان أن مزق صورة العائد من أعياد لم تسفر
عن حياته في الخيمة الصفراء،
نفكك أحْلاْمنا بحثاً عن نوم تام ،
عن نهار نعيشه تماما ،
يحق لنا أن ندون عليه أسماءنا
نحن الهاربين خارج الرَبِيْع،
حضورنا محايد وننتظر العهد المغلوب .
[حياتنا ليست لنا]
(1/14616)
________________________________________
كان يقترح النسيان على السياج المفضوح،
قبل أن يكرر النفي الناقص،
استمر في تقطيع غيابه بين أيَّاْمه،
فحدث أن تعدَّى إلى غيمتين ناقصتين أيضاً
وعندما تمر حافلةُ في أمومة الظلام ،
يسترد ضجة باصات بعد الظهر،
والانتظار الوهمي لنظارةٍ،
تسرق عزلة الواقف تحت ماضيه الغائم،
حياتها لها الوردة،
إنها تنتحر أيها المسدس
وبينما يخرج من منزله،
كان المغلوب يبحث عن يديه في جيبه.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> المحذوف قبل أن يتكرر
المحذوف قبل أن يتكرر
رقم القصيدة : 6925
-----------------------------------
ولا أسِّميه،
لولا أنه يتهجاني،
في بياض كامل.
دائماً الرجل الخاسر .
أصعد السلم،
وفي يدي رسائل معدةٌ للتأجيل،
بينما أتأمل في الأسفل ابتعادي.
الأشجار ، منعطفات السوق، اللافتات غير المقروءة،
لا تعنيني،
ربما سائق الحافلة بلا ذِكْرَيَاْت.
لعلني الأحد الَّذِيْ يلي الأحد مباشرة
أو الأربعاء الموصولة بالأربعاء،
في حاجة إلي، كنت [لا أحد]،
مع هذا، سرقوا عدمي !.
المقعد، في مظلة انتظار الباص،
وأنت تتكئين إلى إغفاءةٍ بَيْضِاْءَ،
أعنيك ، وأقصدها.
دائما الرجل الخاسر،
في يدي مفتاح سجني ،
الشبح ببابي حشد الْمَوْتىْ ،
أو لعله ،
حشد الْمَوْتىْ ببابي.
وبعد ثماني سنين قضاها في المصح،
عاد السامري،
ليوقظ أحْلاْمه التي تنام في الباص .
خاتمي ذو الفص الأملح،
ساعتي اليدوية المستطيلة،
منديلي الأبيض،
نظارتي الشمسية ،
محفظتي الجلدية السوداء،
علبة سجائري،
أضعها جميعا على الطاولة،
وأخرج للناس، أعزل من حياتي،
حياتي التي تستمر بالتكرار خارجي.
يخطئ في تشغيل الدبابة،
لأنه يتذكر ربطة عنقه ،
أفضل من ذلك ،
أن يربي هرة وحيدة،
ولا يحلق ذقنه في الصباح.
ما صلة المكتوب بالمحذوف؟
ليس أكثر من:
وتنزل من القوة والقدرة، ولا خلل.
وهو لهذا ، نيابة عن الغَاْئب ،
يعاقب الغَاْئبين ،
أو، يزور اليوم الماضي ، بالتالي،
أو، في الْمَسَاْء ،
(1/14617)
________________________________________
الغزلان تفشل في استعادة المعلومات.
أو، وهذا غير مؤكد،
في البداية ، أنسى يديَّ على الطاولة،
فتزداد أيَّاْم الأسبوع يوماً،
وأحتجُّ.
سأشي بي لدي حاضري،
وكان الهواء،
يبارز إمضاءتي في غرفة ضيقةٍ.
الزئير المعلب على الطاولة،
قوائم الهاتف تجعلني أكثر حكمة،
مع هذا ،
الصيف ، أكثر عتمة من الصيف ،
وجدتها ..!
ليست الشعرة الطويلة بمحفظتي،
الصدفة عزلاء
والطويلة تنحني لرفع جوربها في الطريق ،
أو، قد يجيء الراعي في الليل،
يقطع أسلاك الهاتف،
وينجز الثأر ،
آه بماذا أصل العبارة؟
مولدة الضوء عجوزٌ في الثانية عشرة،
شابة في الخامسة،
ولم يجدني أحد الحراس في الطابق السابع .
ولا تصدق،
الإنسان ليس هو ،
لكنُه...
بائع الساعات في القرية يخدعني ،
(صوفي مارسو) و(كيم باسنجر)
اصطحبتهما معا إلى السرير ،
ونمت وحيداً!!
سوى نافذة الذكرى،
ثمة ما يتكرر .
النهار لي، والْمَسَاْء ربما ،
والتي ستبلغ الخمسين ،
تنتظر في صورتي ،
ولا تربي ندمي .
تحت سماء التاجر ،
موسيقى عارية تماماً وعزلاء أيضا،
تجلد العميان ،
وسيقان طويلة وشقراء، تكتب جثتي ،
في وجه طفل ملوث بالذكرى،
ربما...
لكن المصعد واقف خارج المسرح .
فخ بعيد، بعيد عن المناديل الملونة والأجساد العارية، اسميه السكوت في اعتراف يخصني تماما، فخ يكفي لا لهاء أعمى يدخل متحف أحْلاْم نائمة، أو جريح يخرج من مصعد معطل، تاركا أحذية نسوية لا تعود إلى أحد في الحديقة، فخ بعيد عن الحرية التي ترقص في صالة سوداء وتشير
لقد رأيت القطيعة في إحدى مرايا البيت، القطيعة التي تخلت نهائيا عن الأقنعة المتورمة، حينما تستأجرون رسائلي، خذوا أصابعي واتركوا لي خاتمي كي يحق لي أن أدير عنقي، فالحصاد الناقص يستمر بالتكرار، وأنا منذ أول النمو، استمر في مراقبة المزارعين الَّذِيْن يجهلون م
(1/14618)
________________________________________
اللحظة التي ما تزال تغرد على كتفي وأنا واقف في الظل مروحةٍ ، نادمة ٌ أيضاً ، والنِّسَاْء أيَّاْم لا يحق لي تكرارها، في سخونة الصمت أوفي الْكَلاْم الَّذِيْ هو وشاية بالأحْلاْم لدى السيد السكوت ،إذن الفشل استمر في التكرار،أو استمرَّ في البطولة غَاْئب عن وش
هذا ما يخصني، وحيد بذكرى لا شأن لي بها، وأحْلاْم يربيها سواي، لا شأن لي بها ، وهواء يسود في غابة شقراء لا شأن لي به.
النهار كاسد ، والكُلَّمَاْت الملوثة تتسابق للحضور خارج البياض ، ملابس النِّسَاْء، واجهات المحلات ،الباصات...وأعدُّ الرماد للسطو على قارب الملح وإغلاق السواد على غيم كثير.اللحظة شيخ يتنازل عن عصاه، فأشاهد الغَاْئب نيابة عني، والأولاد يعطشون نيابة عني، والسجا
أنا المحذوف بالتكرار لكنهم راسخون في التقويس ،أسماؤهم مطري، وأعيادهم ندمي، والمزارع صفقت لي، خاسراً، أهلاً بالسعة التي نجت مني، أهلا ً بالفضة التي تلتهم الفرق بين الصحراء والسوق،السوق التي لم أعد أرى فيها العباءات السود لأصرخ: يا أمي، والصحراء التي لا تطي
مستعد غدا لإيواء أقماري المهزومة في حقيبة مع أدوات الحلاقة والملابس الداخلية وبدلة الحرب.
مستعد غدا لإطفاء أعيادي التي لم أجدها في الشراء المؤجل أوفي ابتسامة كاتب الإدعاء الَّذِيْ يؤمم الهواء المتصل بالساعة السابعة و(الموجود المتأخر )المتصل بسيد القلعة المرتشي الَّذِيْ يرمي سبعة غَاْئبين في مستنقع بارد ويأمر بإحراق أيَّاْمي أمام حفل كاذب.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> إبادة الْكَلاْم المفتوح
إبادة الْكَلاْم المفتوح
رقم القصيدة : 6926
-----------------------------------
الغراب مرة أخرى
انتبهوا أيها المحكيّون.
المحذوف نص ترتكبه سيدةٌ تنام في الباص،
وعليِّ أن أشيعه لدى المحكي لهم.
ليس إلا كناية تجفف الوجدان،
ليس إلا طواحين،
وكل هذا الرَبِيْع،
لا يكفي لتأبين أعيادي.
(1/14619)
________________________________________
أستجوب السكوت بين الْكِنَاْيَة والتأويل،
آملا أن أعدَّ أيَّاْمي خارج الهندسة.
السَّمَاْء موسيقى مندحرة،
وهكذا هي الْوَحْشَة.
الانتظار، يطيل عصياني،
وأظافري أيضا.
الكُلَّمَاْت تغوص في صمتها،
بينما البيوت، الأشخاص، الجسور، المقاهي،
الشرفات، الأيَّاْم،..أبدية في موتها.
الكُلَّمَاْت تخزن عقابها،
أين يصل من يقشر الهواء؟
لو تقصر الكُلَّمَاْت، عبرت إلى أبديتك.
سوى ما ينطُّ من دفاتر الغابة،
لمتعة الخاسر كل شيء،
تهرب الأجساد من سوادها.
إطاعة السواد المسافر،
ربما، هي ما يؤخر القوافل عن الأعياد،
القوافل، ربما هي ما يرتب الأسئلة،
على جنة الذكرى.
المسافة بين الكُلَّمَاْت،
فم يستدرج أسناني
والمجاز، عطلة الْكَلاْم عن نفسه.
القط الَّذِيْ يموت في الممر،
يلغي الفرق، بين الهندسة والتأويل،
ما دامت الرموز مردودة إلى:
القط الَّذِيْ يموت في الممر.
خذوا عني، خذوا عني،
ليتك الحاضر بكل ما حوله،
أيَّاْمي ضرائب ارثها،
وبلا ذِكْرَيَاْت لأندم.
لتندم الغيمة أيضا،
وليندم الرَبِيْع،
هكذا هو التأجيل،
أتكلم، أحلم،
أنشط في تعدية الحاضر إلى النسيان،
ثم،
حَيَاْة أحدنا تستيقظ من نومها.
كَيْفَ وقد استمر هكذا،
يغادر الحاضر من أجل وصفه،
بينما النسيان خلفه طفل.
لست لذلك، ذلك الَّذِيْ استيقظ من حياته هنا،
فأرتد حالا إلى نسيانه، وقهقه.
الْمّكَاْن، شخص غَاْئب عنه وله قفل،
القفل مكان الْمّكَاْن،
لا أردُّ الكُلَّمَاْت إلى مصيرها،
لكنني أهرب من جمهرات الورد.
تغتال نسيانها المِرْآة
لأنها عندما تعلِّقُ القميص،
أو عندما تضع الحلي على الطاولة،
تتذكر الوشم، فتبكي.
بعد كل هذا النقصان.
الرَبِيْع يكذب، والكُلَّمَاْت أيضا،
تتمة الذكرى،
عقوبة لمجدها الأخرس.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> أحد عشر برزخا قبلي
أحد عشر برزخا قبلي
رقم القصيدة : 6927
-----------------------------------
برزخ الْكَلاْم
(1/14620)
________________________________________
فضاؤك يحكي، يحكي فضاؤك، أنت وفضائي تحكيان.
قبر بلا فراشة كرسي يرتل ظلاما بريئا
هكذا كان ما يشدني إلى مقعد فوق المياه.
أقبل حنك غيمة، فتمطر دهشتي،
رغبة في القول، أفرق جموع التنكر،
وأنا أدخن إصبعي في غياب الْمّكَاْن،
في المستوى الثاني من اللغة |الأبعد في الإيحاء| الأقرب للتلقين،
أجلست شيخ التورية، ليفصح عما يحدث.
ما الَّذِيْ يحدث ؟
شخص الْكَلاْم الَّذِيْ هو حوار عيني مع الوشم على سيقان النِّسَاْء اللواتي يتشبهنَ بالمسبيات، ويحملنَ شموع َالعرس لعريس غَاْئب ولهن أعين خضر، شخص الْكَلاْم هذا ، لا يصحُّ إلا علي، وأدري أن الأبناء سيفترضونه عائلة، ثم يفرقونه في جمل اعتراضية، وفواصل، وأسما
وعلى ما به من علات هذا الشخص سيدعي الأبناء أنه حائط أخضر، يليق بأن يصفّوا عليه أسماءهم، وأنا بعد ذلك، مجبر أن آمر السياف أن يقص من تاريخ اليد تحت شمس سوداء، وأبشر بتاريخ اللسان.
برزخ الْمَوْت
مع أن الأصفر يغطي أدلتي وهناك من يحرق بستان المطر،
ومع أن الصيف أجمل، فالخيول لا تطارد الخريف،
البرية اشتعال الصخرة الشاذة، وثمة ورد سائد،
الخيول لا تنتظر الماضي،
ثعالب القصد تسترخي في الممر،
ماذا أسمي ما يحدث؟
الشخص الواقف قرب نافورة الذكرى،
بماذا يحلم والمنديل في كفه؟
في الوطن السادس بعد الآن وقبل المأدبة الأخيرة (أعني ثور الصيف) يؤتى بما ليس بعد على هيئة كبش أملح / قال الشيخ / ويذبح على تل أبيض.
فأصرخ:نجوت منك يا مَوْتِيْ
ويصيح :أكملت فيك اللغات.
برزخ الذكرى
العذراء ابتراد الصيف،
أوقدْ يا رَبِيْع جُمْلَة الانثى،
وألقِ على الأرض سلة بَيْضِاْءَ،
لعل صحراء أجوبتي ترافق الذِكْرَيَاْت إلى الأسئلة،
لعل القطار المتعب يشك بالمنتظرين.
لعل ديك المحطة ينسى أسيجة المدن القادمة،
فإنني رأيت القوس ينعس في كف رغبة صفراء،
أصطاد الجسر المؤدي إلى ثمر أبيض،
الأعداء ملونون،
(1/14621)
________________________________________
أشيخ تحت غيمة عانس، وأقطع الطريق المؤدي إلى أبنائنا البيض،
والأعداء ملونون.
برزخ التأجيل
الفك التي تحدثنا عنها في الطريق إلى هنا، منغلقة على راهبة أو حذاء، غاية ما في الأمر أنها تفتح ذات يوم ليخرج من أو ما فيها، وحتما يتكئ على جدار دمي، وليس هذا مما يتوقع، بل أنه مما حدث بعد الآن، وهذا يكفي لأن أصدق أن قتلي، كان لأجل القشور خارج الصحن، أقول:ن
برزخ العمى
أمير الأخْطَاْء ـ على غير عادته ـ بنظارة يخرج من باب خشبي تاركاً ناراً بَيْضِاْءَ تبكي على السرير، والقفل يَنْزُفُ ـ كان لا بد من ذكر ذلك ـ
إذن، ما ينبغي هو الشك،
الستارة أو الضباب، هو ما منعني عن الإصغاء، لمحياك،
لذلك، لم أفاجأ،
حين شاهدت ديك الجن في الْمّقْهَىْ
ينظف بعيدان الثقاب أسنانه.
برزخ الوشاية
الْكُنْيَة براءة الاسم،
لذلك، كنيت عن الوقائع،
وقصدت كل ما لم يحدث ولا استثني ما حدث،
يتخللني الضوء، كُلَّمَاْ مس جَسَدِيْ غبارُ الماضي
أمام مِرْآة بَيْضِاْءَ في سنة كبيسة، لاحظت ـ بقوة الإصغاء ـ
أن التأويل أكبر من دلالة الدار،
فكان عليَّ أن أغيِّرَ تاريخَ الصهيل
وأن أسكن خارج النتائج،
وأغلق الباب المفضي إلى الْبَحْر الَّذِيْ يصفرُّ،
الْبَحْر الَّذِيْ يبحث عن أمه،
أغلقت الباب عليه الْبَحْر الَّذِيْ يستلهم الصحراء،
وتركت له خواتم المسبيات العشر،
وعدت أصغي إلى مِرْآة بَيْضِاْءَ في سنة بسيطة.
برزخ التأويل
مساء المطر،
أيتها النار التي ترتدي قبعة
الآن مطر،
وأم تقتاد ولدها، في احتفال الرجولة،
إلى ساحة الإصغاء،
الآن مطر،
ولكي يتأكد الولد من براءة الأشياء،
صارت الدهشة ثوراً،
الآن مطر،
وأحب الثور.
برزخ الوقت
لست بريئا إلى هذا الحد،
أخطأت يا قلادة المعنى،
فشفاهية العصر، لا تؤرخ الشخص الَّذِيْ يمر يوميا
بحائط ماضيه،
طغيان الطقس، وحده، يستطيع ذلك،
وفي المِرْآة البَيْضِاْءِ فقط،
تستطيع الكُلَّمَاْت، أن تكون عبيدا لمدح العدم،
(1/14622)
________________________________________
مع هذا، فالحوار بغضٌ مؤدب،
وعليه، أستطيع القول ـ خارج التدوين ـ:
أن الشخص الَّذِيْ يمريوميَّاً بحائط ماضيه،
ليس بريئا إلى هذا الحد،
ربما ـ لهذا ـ نحتاج، حين نجتاز جسرا، إلى التلفت،
بحثا عن الحلاج أو بائع السجائر،
ليس لأن الحلاج مطلوب لدى السياف،
ولا لأن بائع السجائر أعمى،
بل لأننا ـ على الجسر ـ نطأ الفضاء.
برزخ الجسد
الأمكنة التي تنتقل معنا، هي تاريخنا، الَّذِيْ حين ننام، يصير لنا وسادة، وإلا ماذا يعني سطح عليه مسبيتان تقرأان الفضاء الَّذِيْ يحكي، وتشيران إلى شخص الفضة، وهو يدفع بابا خشبيا، ثم يخرج حاضنا صورة ماضيه الَّذِيْ يحتاج إلى خيانته؟
الأمكنة اسلوبنا في هجاء النشيد الَّذِيْ يعجز عن رثاء اللغة، وإلا ما الَّذِيْ يجعل لساني يحرف غيمة لم تمطر، لكنها تحاول؟
أقول هذا بجميع كرهي لمن يدونون النِّسَاْء،
للذين لا يختزلون اللغة بالْمَوْت،
للبرزخيين حتى بتحريف أسمائهم أمام معلم أخرس،
وفيه رائحة الماضي،
للذين وجدتهم قربي يمتحنون الجمل المفيدة أمام حفيدتي التي شاخت أمام الصيدلاني، وهي تسأل عن هواء يكفيها لانتظاري.
برزخ هو
أفترض ـ حين اقترح هذا الأسلوب ـــ أنني أرسخ عزلتي خارج مبررات تدويني، لكنني فوجئت به ـــ أحد البرازخ ـــ يستغل عماي المقصود هذا، ليشير إلى أنني راسخ في التأويل، وعلى أية حال، لست مقيما ليكون هناك،
هذا ما أكرره، وبالتالي، تصبح الإشارة لي تأويلا،
المجد لي إذن وللتأويل ...
ثم أن الصورة التي التقطتها العام الماضي، تبين إني أكثر وسامة مما كنت عليه، قبل سنوات تحت شجرة السيسبان بانتظاري، لاشك أنني كنت فاشلا في استدراج منديل الْمَسَاْء، فافترضت الأشرعة لكي تسهل الإقامة تحت لافتة تهجوني.
برزخ الحوار
في الخميس القادم،
في حفلة أقامها المدعو إلى موته،
استطاع الْكَلاْم، أن يقشر التفاحة وهي في الصحن،
الضيف تعرف على الكرسي،
لأن المرايا أقل من الجدران،
(1/14623)
________________________________________
وهنا أستأذن المدعو كرسيه لأعداد الوجوه،
أحدهم، تلكأ في استذكار اسمه، فأشار إلى التفاحة،
الآخر استلذ بمقعد سهل ويثرثر،
وأنا، طمعا في النطق، انحنيت لكي أحرر كلامي من يد أعدائي،
وإذا بي أبرر قتلي،
على أن الْكَلاْم، في هذه الحالة، موت ترابي وناري أيضا، أي أن [هي] وجدت نفسها فجأة في حفلة الخميس القادم.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> منتظرا قرب غيابك
منتظرا قرب غيابك
رقم القصيدة : 6928
-----------------------------------
شكرا لمنحي حاضراً ليس يحدث، السَّمَاْء جمعة والأرض ذكرى!
هذا ما يردُّ إليَّ الغد الطاعن في التراجع.
ــ كم الوقت؟
تخرج يدي من جيبي، في معصمي بقية للتآمر على النافذة العجوز:
جَسَدِيْ لغة، يدي تشير وتبكي،
عيناي بستان أخير لأقوى الأموات،
أنفي عاطل عن الارتداد إلى النوم،
لساني جمرة تتلقن الورد،
جَسَدِيْ لغة ،وأنا خارج المعنى،
متى تتحرر الكُلَّمَاْت؟
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> السبايا بالكفن الأسود
السبايا بالكفن الأسود
رقم القصيدة : 6929
-----------------------------------
إلى أمي
كان الفجر، ينام في قاعة تسورها الزهور المحترقة ويصرخ في تناقض الأشجار، وعند كل خطوة، كنت أزرع قرطاً وأقتل طفلاً.
أسير إليك، إلي، أعني إلينا.
وحين أصل ، أكون قد شربت أممي اليابسة، وغرست وتدا في عيني، سميته قلقي، وزرعت أشجاري في الصحراء السمينة.
نفسٌ تتهشَّم عند التقاء سرَّتين، وقلب يلهث للجفاف، أواريك في معاطفي وأعبر الضباب نحو منازل الغرباء وخيام أمي.
تموت فيَّ سماتي، ولست قاتلاً،
تنغرس الوحولة في مرايا خطاي، ولست منهزما،
أقول :أنا ما زلت أنعت الثعالب باسم الحكماء،
وأصطاد الأرانب، عل بدئي ينهض، وتنضج العربات في صحراء أمي .
تنهضين، تنهضين، تنهضين،
أعطش، أعطش، أعطشن، أعطش،
تتلفَّتين، أقضم خوفي بشفاهي.
تنهضين، كان الفجر ينكر أبوته لي، ويتنازل الرعاع.
كم كم، كم؟
(1/14624)
________________________________________
لا جدار لساعة البيت.
ينكسر الطين، يقوم طفل من سرير نومه، يفتش عن أقراط ومزمار ونهر.
ينتفخ الطين، يتجوف، تثقبه الرياح فيصدح بالعويل،
هذا مزمار..
الطفل يبحث عن نهر وأقراط
يفرك عينيه، فيسقط قرط .
ــ واحد إذن ؟
ــ ما العدد؟
يقوم للمصباح، يفرغه من زيته الْقَدِيْم ويبول فيه،
عتمة بنفسجية معلقة على جدار، لطخها الصبي بضحكاته وأسماه نهرا.
ــ ماذا تبقى؟.
يركض الفتى في غفلة الحلاقين، تزدحم الأواني بالغبار ثم ...؟
يحتمل الفتى أن يستبدل بالتحية الرعاع. ويسلك سوقا أخرى،
هناك ربما كان الفجر.
يفتش عن ميقات، وصحيفة وسكين.
الميقات، ليطعمه لخنازير المصانع.
والصحيفة، ليمسح بها نهد أنثى،
وله في السكين غاية اليهودي.
جمعت إذن، كل ما أحتاج لرحلة التكوين
وهذه شمسي، عرجاء تركض خلفي،
عند اتساع النهر، أنبش بذرة الأرض
وأنفخ فيها رمادي.
سيشتعل النهر.
أجسم يأسي على هيئة حلاق غبي وأمر
ــ أين؟
كثيراً ما يسأل عن نساء، قيل أنهن عرايا
كنَّ في غرفته
وأمرُّ،
ــ أين؟
يبدو أن براعة التجار تخذله،
فهو يسقط في الْبَحْر شكله ويدعي العمى،
قالت ــ وهي تودعني ــ إنه غبي، وضحكت،
لكنه ــ وكانت تقطع القمر الأبيض من جبيني ــ يحتاج إلى شيء منك، اعطه سمة، وانغرس في غبائه، ستحتاج إليه .
ركضتُ،
رأيتُ أفعى تدخل في ثياب أنثى، وتمنحها شهوة السكين،
رأيتُها، وكانت البنت تنطرح على الرمل، وترفع نهدها وتغرق في الظلام.
عبرت،
رأيت جثة تنفصل عن دمي، ويدا تومئ للغروب قلت كونتُها وسأبرأ منها.
حين استفاقت الشمس في الصحراء كرمح منتصر اقتربتُ من جنة عمياء،
تذكرت جداري الَّذِيْ اختفت منه ساعة البيت والعتمة البنفسجية التي تنكرني،
قلت سأبرأ منها بعد رحيل الشمس،
حين تهرم هذه الجثة
أو حين يسكب الرجال فيها شهواتهم، سأتمُّ خسراني،
لأكون وهما
لابد من فرس أكسرها، وأكسر عند صهيلها
تركات الحضارة، وتطلعات الجموع لسكرة الليمون.
(1/14625)
________________________________________
أنبح في شق الجبل، وأركض في فوهة التاريخ بحثاً عن تقشر
العبيد، وتعطل الأسياد.
معطل يا سيدي،
ولي دهشة إعرابي من تقاطع الأضواء على الرمال،
معطل يا سيدي.
ولي سخرية القش من مطر أسود.
أنهش معصمها وأختفي عند بحر ملوث بتناوب السفن البَيْضِاْءِ، وفي يدي شمس، وعلى جبيني قمر، وثمة تحت إبطي صحيفة، أعلق في أطرافها سكيناً، وأدخرها للواقعة،
ولا جدار لساعة البيت.
أحيانا، أهدم ذاتي لأشيد ذاتي.
وبينهما،
يبقى العالم مثلما حلمة يفركها منديل أخضر.
وبين ذاتي وما أشيد،
ثمة خاتم ضيعه الشتاء واصفرَّ عند الشمس في الصيف،
وحين أجيء لأجمع من تعطله الثلج، تنكسر نفسي.
مهيئا قبري على شكل عاهرة لا تهتم بالقادمين،
أركض وحلفي شمس عرجاء،
كَيْفَ يمكنني أن أقارن بين ضدين؟
أثبت في خاصرتي رمحا بدوياً،
وأبحث عما يغايرني، لأكشف غيبيتي،
وغيابتي غيبيتي، عصا وسامري وأشياء يعرفها الرعاع.
أتهم الحكماء بالالتباس بغيابتي،
أتهمهم باستبدال زَمَنيْ.
أنا الزَمَنُ المكسور على نافذة الجُنُوْن
لا وقت لي.
أنا الراسخ في تفسير روح الْبَحْر،
لا حكمة أتقمصها.
حين حدثتها عن شقاء الطفل، وعطش المصباح، نبشت عيني بعيدان ذهبية وأجلت مَوْتِيْ. وهي اندحار الأبيض في الشتاء، وقسوة الصوفي على ذاته.
أتجمل أحيانا، أقول:
حذائي ووجهي لامعان كلاهما
............... ..
أثبت هذا في ذاكرتي، وأدخل بستان الأسياد، وحين تمس أصابعي كرومهم ينضج في رمادي الضحك فأسحب يدي، واعدو في الفراغ.
وبين أن أملأ مجالي، وأعدو في الَّذِيْ بنيته، ثمة وقت لتفريغ دمي، ودمي يتدثر بي، وأنا أتجمهر فيَّ،
وبين دمي وبيني ضحك سلطان ورعونة حاشية
وهدوء عرش.
بيتي، هذا الجنوب، لطخه الشمال، وأفزعه تداخل أزمات التخيل في مِرْآة يعكسها الرمل.
ليس سوى الرمل، يجلو فضيحة اتباعي ومآثمي التي لطخت بها ظهور النِّسَاْء.
(1/14626)
________________________________________
وكمن يتطلع إلى مقبرة في السَّمَاْء، أرى إلى هزائمي التي تنافس الأمطار في أكتآبها، هزائمي، حين تشقق الْبَحْر عند ساق فتاة متوضئ بالوشم والزعفران.. هزيمتي:
أذكر كنت بين الإسفلت والطين والجرائد اليومية،
أجرف في طريقي ما خلف الأجداد من أعضائهم حين داهمتهم الذئاب ــ صادفت، أذكر، ساقها مثبتة على زهرة تكويني، وجرة لبني الصيفي، وبين حاجة صيفي للبن، واستغاثة الزهرة بي، نظرة إلى ساقها فأصابني العمى.
وفي الوقت الَّذِيْ كانت فيه البنت تنحني لرفع قرطها الَّذِيْ سقط توا في التراب. كانت البيضة ترتجُّ فتحدث إيقاعاً جنائزياً، ترتجُّ، تفقِّس، وحين زقزق الطير، رفعت البنت بصرها نحوه فمات.
ولأنها ما زالت مشغولة بجمع زينتها التي سقطت.
فقد بدأت زهرتي بالتحجر، والجرة بالتمدد، وساقاها تتعرقان وترتجفان، وفي هذا الوقت، تمددت على الرمل، وتقلبت سبعاً، لكن تشنُّجَ الزرع، لم يعني على ما كنت فيه، كذلك السَّمَاْء، حين تكاملت، ضيقت علي صدري، وما زالت البنت كُلَّمَاْ أرسلت بصرها إلى شيء مات، العشب
وكانت الأرض تحتلُّ فراغاً في ثوبها الْبَحْري، ولست أدرك، كَيْفَ آلفت بين رعشة الماء، ولوعة التربة واندفعت إليها بأطراف مقطعة، ورحت أفسر لها اختلاط الأضداد وأنفي الإثبات، وأسهب في تقليد السَّمَاْء وهي تنفض معطفها و... كنت أعني كم الوقت.
ليس في برزخ الأعراف لذي النفس الزكية حيز، كان متشكلاً في أجنحة اليمامات ولما اقتربن من غيمة شوهاء، اختض جناح اليمامة الأولى فهبط النحاس، وظلت اليمامات يصحن عند مقام هبوطه، لكن الساحة كانت بركة من سكاكين.
من أجل طقوس الفردانية، ظلَّ متشكلاً في أجنحة اليمامات لكنْ ثمة شق في غشاء الأرض، أخرج طفلة ملوثة برائحة الأرض، وملطخة بالزنابق، فوق ركبتها وشم له بعد اليمامات ليس يدري ذو النفس الزكية متى كبرت، لكنه، رأى الوشم على ركبتها يكبر.
(1/14627)
________________________________________
لم يتكلم، راح يسألها عن الوقت، أرعدت السَّمَاْء، تخثر الهواء، الأشجار اخترقت سقفها، ولم تتكلم، راح يبحث في تاريخه النقلي والعقلي، يبحث في إسطبله البشري، في حروفية النوري، وجفر الأئمة المحليين، عن تناغم بمقدار ما ارتجفت أنثى الأرض، لم يجد، فراح يرطن بمخاطب
[[ للواحدية بنت الخارجي]] وقفت قافلة الخيل الدهم ترجل ألف فارس من نور أبيض، وكونوا دائرة، حولها، ميلا من الدهشة كان الطريق.
لم يجعل ذو النفس الزكية صدره جداراً لتعليق صور الفرسان،
لم يطمس إبهامه تحت لسانه، لكنه استدار.
اليمامات اقتربن كثيراً، والنحاس يجأر مكتوما في الساحة، لم يرزق أمومة
، أظلم الفارس الأول، عندما تقدم لرؤية وشمها الركبويِّ وكذلك الثاني، والسابع، حتى الألف،افتضت دائرة الضوء ولاحت العتمة ثانية وخلالها، عاود النظر إلى الوشم.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> العيون أقل من الشرفات
العيون أقل من الشرفات
رقم القصيدة : 6930
-----------------------------------
تيقظ ((أبجد )) ـــ وهو ابن ما ليس بعد ـــ ولكنه كائن لغوي له ذِكْرَيَاْت ويلبس ربطة عنق ويعشق أيضا ـــ تيقظ،
والعام كان على وشك أن يتيبس إذ لا مواسم،
فارتطمت روحه بغبار العبيد وصادف أن مرايا الوشاية عزلاء،أقفل باب التهجي، وردد وهو يغادر تورية الشخص:
القصد سور الخطيئة
التوبة امِرْآة رجمت تحت شمس مؤجلة،
والنهار يعانق أرملة الذِكْرَيَاْت،
تأكد (أبجد) أن الشوارع لا تطفئ الفتيات،
وأن الْكَلاْم أقل من الشرفات،
ولاحظ ــ وهو يسير إلى جانب امِرْآة في الثلاثين ــ أن زليخة عذراء
أيضا تأكد إن الَّذِيْ مات أمس أخوه،
إذن صحح الْمَرْثِياْت،
ونم تحت قوس الْكِنَاْيَة،
وأنْتَظِر الأبْجَدِيَّة في موتها.
صَحِّحِ الْمَرْثِياْت،
فثمة ما يتحرف من أجل عزل الْكَلاْم عن المتكلم ،
صحح سؤالك
من مات أنت وليس الْكَلاْم،
لماذا تصر على خطأ هائل يتسلل منه عدوي الْقَدِيْم،
(1/14628)
________________________________________
عدوي الَّذِيْ يتشبه بي، يتذرع باسمي،
لكي يتزوج حلما تركت على أرضه ذِكْرَيَاْتي وخفي .
وجاري الَّذِيْ لقن الذِكْرَيَاْتِ الشراسة،
من أجل تأجيل شمس الْمَسَاْء التي نبحت خارج السور.
صَحِّحْ لَي المشهد المتكرر
اذكر كنتُ بصحراءِ نومي، أحاولُ إغواءَ سيدةَ النرجسِ الساحلي
وأعني بها شمسَ مكةَ، لما تَكَلَّمَ مِنْ جَاْنِبِ الطور رأسُ النبَّيةِ، أذكر أني تركت التي هي في ساحلي، وسعيت لها ، وأعني النبية، حتى إذا أوشكت محنتي أن تفرج، نوديت من حيث كنت، فألقيت من هي نادت وقد أمسكت نهدها الأيسر اختلط الأجلان علي ولم أجد الافتراض.
أنا الخطأ المتكرر في جثة النوم.
أحتاج أكثر مما لدى الذِكْرَيَاْت لأمدح مَوْتِيْ
ولست الَّذِيْ هو آت
إلى حدث يتخلف عن صنعه الحكماء،
ولي ما أقول على ما به من عبودية للكلام
وبما أنه لا مفر من التسميات،
سأطوي لساني على جُمْلَة أجلت شكلها بانتظاري.
أمر على زَمَنٍ شفهي تغرب في الجسر،
ألقي عليه بقية صيفي،
ولست بناج،
ولكنني أسرد الْمَرْثِياْت التي لم يشأ أمهر المسرحيين تحريفها،
ربما لفتوة هذا النهار الَّذِيْ هز مشهدنا،
أو لعل السَّمَاْء بلا جرس،
وبلا سبب أستلذ بشتم الفراغ،
نهار قوي على الجسر، يبحث عني،
وأنت تربين منذ ثماني سنين على مقعد الدرس مَوْتِيْ
ودار أبي رحلت منذ سبع سنين،
وأنت تقصين في كل عام أمام عبودية الوقت شعرك،
والمقفلون على شكهم فوجئوا بك تستعيدين المناديل فوق السطوح،
وتستقبلين العبيد بدمع أجير،
أقول لهذا الخريف خريف
يَحِنُّ السؤال إلى المسك بِيْ،
والخريفُ الأخير يَحِنُّ إلى دهشة في الخفاء،
أقولُ خريفك أعمى، وأعزل أيضا،
لماذا تحاولُ إعدادَ أقواسك الذهبية،
ثمة ما لست تدري،
يؤول ما لا تحب وبينهما شاهد ميت.
شفتاك على الباب لن تخطفا زهرة الداخلين،
وأوصيك بالسنبلات التي لا تؤدي إلى الفجر،
والببغاء التي لا تموت مع المنشدين،
إذن ما حكيناه منفى،
وإصغاؤنا للمدون سجن،
(1/14629)
________________________________________
وتسألني هل تبدل شكل الحوار،
ورائحة الصيف والمطر الآسيوي؟
وتسألني بعد ذلك عن ميت لم يشاهد ذراع الخريف،
تمرر وشما إلى الشرفات ...
لماذا الأبوة يا غَيْمةَ النَّاْزِحيْن؟
أمِنْ أجْلِ أنْ نَرِثَ الإنتشار على جثة لم تلدنا؟
ونجلد في أول الصيف أحْلاْمنا،
ثم نعبد أخطاءنا الثانوية؟
كَيْفَ تذكرت شكل الفراغ،
لماذا صعوبة إصغائنا لابتعاد النفوس؟
هل الغد شكل لما نتذكر؟
وهل نتذكر إلا الَّذِيْ لم نصدق؟
إذن، كَيْفَ نهرب من أحْلاْمنا؟
وهذي الفضاءات تنزع بوقا عن العالم المتوقف عن لذة الْمَوْت
من أجل شمس ستولد في وأرض تموت هناك،
وبينهما ما يؤرخ أحْلاْمنا،
أفصعب علي النزول إلى لحظة تسترد من الحاضر الْمَرْثِياْت؟.
وسهل علي التلفت نحو رَبِيْع تغرب عن بيتنا؟
لا أريد الرَبِيْع لذلك لم ألتفت
أو أريد الرَبِيْع ولم ألتفت
يا رَبِيْع أبي، يا رجوع الفريسة،
فجري شيخ ولا أستطيع التلفت،
خلفي، وفي داخلي غامض، من أبين؟!
ورائي غيابي فقط أستطيع التخفي،
وذي اخر الشرفات تحدق بي، وتجيد اصطياد المرايا،
وثمة ورد أجير يعري السياج من الذِكْرَيَاْت،
أجل إنه آخر العابرين على الجسر،
آخر من يتلقى التحية في شارع شاغر
يتسلى بعد الظلال التي مكثت خارج الكُلَّمَاْت،
وراء غيابي فقط، أستطيع التحدث عن مشهد دائري،
لذا أحتمي بالْكِنَاْيَة قبل الدخول إلى منزل الحكماء،
ولكن لماذا أسميك،أب جد منفصلا عن بنيك ومتصلا بالْكَلاْم وَمُلْتَبِساً بالْكِنَاْيَة؟
كَيْفَ أناديك في زَمَنٍ ضيق،
ثم أقصدك عن جُمْلَة تتحدث خارج قصدي.
أليس انكسار الطواحين أكبر من ذِكْرَيَاْتي؟
أليس الَّذِيْ يتمرأى من الباص،
يدرك أن الأماكن عمياء تبحث عن مستقر لتاريخها؟ فلم الكائنات التي اتضحت تتشبه بي قبل أن أكمل الانزواء؟
أنا لست أعمى،ولكنني أتأكد من خطئي،
وأصر على أن من يتمرأى من الباص أعمى،
وإن الأماكن لا تتعرف إلا على حيز يطرد الكُلَّمَاْت،
(1/14630)
________________________________________
فكَيْفَ أسميك دوما بما لا يصح علي،
وأنت سواي،
ولي غربة الكُلَّمَاْت التي جلست خارج القصد .
مطرودة عن يدي.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> تأويل الظلام
تأويل الظلام
رقم القصيدة : 6931
-----------------------------------
نشيد أهم من الفجر، يدفعني للتأمل في جسد الكُلَّمَاْت.
نشيد يحرف قصد عدوي، ويلقي إلي بلغز صريح.
نشيد بمقدار ضعفي أمام غروبك،
هذا هو الوقت..
فيما مضى، لا يحق لزورق جدي المسير على الرمل،
إذ ليس من شاهد يستلذ بقنص الْكَلاْم الَّذِيْ يتسرب، أبيض من روحه.
ليس من مشهد يتأكد جدي به من عماه.
وإلأ لماذا يصير حفيدي،
على حمل صحن ورائحة امِرْآة، وكتاب الحروب إلى قبره؟
لماذا أقول: الشوارع عزلاء في يوم نحس ومعصية مستمر؟
لماذا أمجد غيري بمدحي وأرثي غدي؟
ولدي الَّذِيْ يجعل النار تصطف في مدخل الورد،
لي شرفة سأردد منها النشيد،
ولكن من يشعلون الفضاء، لهم ما يحرف مَوْتِيْ.
هم الطائفون على شكلهم في خريف أكيد،
مريبون حين يقولون: هذا الخريف خريف.
مريبون حين يغطون أسنانهم بدموع الْكَلاْم،
يعدون أيَّاْمهم بزوال غدي،
وأصر على ذِكْرَيَاْتي، لكي أتفوق في هجو أعيادهم،
يجلسون على غيمة يشيرون لي في الظلام ،
وباسم الفضاء المؤجل أدعو إلى جنتي ثم أرجم من جاء!
ليس أكيد تكاثر هذا الهواء لإحراق أسئلتي،
واستدارة عنق الرَبِيْع لأجلي،
لذا صرت أرمي إلى العابرين مراياي،
منذ محت طفلة من جدار الظلام يدي،
وصرت أحرض سري على الارتداد إلى حاضر يتمشهد تحت وصاية غيري.
أعالي الهواء ألذ من الشمس وهي تطل من الشرفات
ألذ من الشمس، جالسة تتفرس بالورد يلقي من الشرفات على فتيات، نثرن الشعور، وطفن على أمهات بلا أمهات.
هنا ما يكون،
جنوب السؤال ــ قتيلا ــ يشير إلي،
ونسر يحط على بعد متر من الذِكْرَيَاْت،
هنا ما يكون،
يد تتحدث،
رائحة تتخيل،
روح تشير،
مزارع باطلة،
وعلي الذهاب إلى نبأ أسفل الغيم،
(1/14631)
________________________________________
فيه تنامت وجوه بني بعيدا عن الماء،
والنار تسعل، لا ذِكْرَيَاْت لهذي السَّمَاْء،
بمن سأحاجج شرقا تحدر من جيبه مشهد يتحدث عني؟
ومن أي نافذة في ظلام الإقامة، أعلن.
إن الَّذِيْ يتدحرج من عربات الغنائم أمسى الَّذِيْ لم أصف موته.
وعمى جَسَدِيْ، يصف الاتكاء على غيمة تتملص من عضة القلب، يا سارقا من بساتين ليلي الد اليمام،
بمن سأخاصم هذا الْمَسَاْء؟
وأشهد أنك لم تأت، بل كنت تكمن في سلة الذِكْرَيَاْت
وتلتذ بالاعتزال،
لتأتي هداياك يا نسر،
تلتقط الشمس من سطح بيتي،
لترمي بها ــ في الغروب ــ على منزل شاسع
فوقه امِرْآة تتسلى بإحصاء أولادها فوق حبل الغسيل،
وتحلم بي صاعدا سلما خشبيا،
ويدا خطئي تنسجان بياضك،
يا دهشة تتقافز في ريفها حكمتي،
بينما الواقفات على السطح، منشغلات بإغواء روحي التي تتحدث
في أسفل الغيم عن نبأ ليس ذا صلة بي،
غدا ما أقول لصنبور ماء بمدخل داري إذاغلظت شفتاي؟
غدا ما أقول لحائط مدرستي، حين تخرج عن حكمتي قدماي؟..
شطبت على كلمة تتشبه بي،
لأحقق تورية الشخص في خطل القول،
حرضت كرهي على أسفي،
وقرأت مساء الخميس الَّذِيْ يعقب الأربعاء على صفحة الوقت
اسمي الَّذِيْ كان يذكر أخبار غيري،
مساء الخميس الَّذِيْ يسبق الأربعاء،
كسرت مرايا الغراب الأخير،
مرايا ملونة
والخريف المشوه أبيض
أقنعة الواقفين على سلم الصمت خرساء،
خرساء كل اللغات،
ووجهي رماد يغلف ساق الفصول
وفي الطريق إلى منزل ثامن لم تطأ قلبه الذِكْرَيَاْت
وفي المدائن تسقط واحدة إثر أخرى،
وفي النوافذ، ترجم من أخطأوا في التنزه تحت السَّمَاْء!
من الواقفون؟
ومن أجل الشمس هذا الْمَسَاْء؟
أنا الواقف الأبدي على جثة الحدث الطارئ اندحرت كل أسئلتي
عند بوابة الأبد المستقر
وما زلت أصغي إلى ظلمة في الخريف،
تلخص أوجه من حرفوا الغيم،
أبكي، وأحصي على جسر صيفي،
جميع الخيول التي عبرت باتجاه الخريف بلا سنبلات، وأهتف
(1/14632)
________________________________________
المجد لي حين أجتاز جسرا وتصغي المدينة
المجد ليحين أهجو الرَبِيْع على سور وردك،
المجد لي حين أحتاج غيري لمَوْتِيْ وموتك ،
المجد لي حين أخرج من بيتنا،
وأصدق أني الَّذِيْ نام في ساعة متأخرة،
وتحمس ترتيب أيَّاْمه في السرير،
إلى كم سيختلف السابقون على عزل قوسي،
لينطلقوا آمنين وراء لهاثي؟
إلى كم يسمون أنهارهم بلغاتي؟
لهم ما لهم من غموض،
ولي محنة المبعدين عن الاتضاح،
لهم أرضهم يدفنون بها ما يشاؤون من أمهات
ولي بدني أتنزه فيه بروح بدائية،
وأمر على ضيق أيَّاْمهم،
كان تاج الخرافة يسطع حين أمر على الجسر،
فيما تهرول أسطورة ويلاحقها فتية يرتدون الوشاية،
لا ليس هذا احتجاجي على كثرة الشرفات التي تسرق العابرين لغتي
ليس هذا رهاني،
رهاني على هامش يتحفز تحت لسان الظلام،
رهاني على ما تأجل مما سيأتي ،
ولي في العصور سوى الآن،
لي في النوافذ ــ وهي هنالك ــ إلا وقوفي هنا،
ومعي لا لغات، أمس بها جسدا يتوسد خرج الْكَلاْم
أطارد شمسا لأكتشف الفرق بين الأبوة والسقف،
أخدع صيفي،
فأصعد تلا أرى من عليه الغياب،
يكلم آخر مرثية للشهود،
مشاهد شتى تدل على إننا غَاْئبون،
نمو أظافرنا خلسة،
عجزنا عن ملاحقة الباص عند الصباح،
خلو الهواء من اللافتات التي كان يحرقها السومري،
سقوط الحقيبة من يد سيدة في مصافحة مع أعمى،
غياب أكيد يصافح كل ممر
غياب يصافح بائعة الورد في مدخل الصيدلية،
وجه يغيب أمام زجاج المحلات في ساعة متأخرة،
وغياب هنا،
يرشد اللافتات إلى الانتظار.....
أضف ما يلي للذي كان،
((أبجد )) آخر عبد تبقى بسوق الإجابة
فأصغ لصوتك قبل الْكِنَاْيَة،
وألق على تلك الأبيض امِرْآة الكُلَّمَاْت
سيسعى اليمام
وتخطئ في نفي شخص معي،
وخلاف الَّذِيْ يفعل الأقوياء
أبرر ضعف الحوار بما ليس فيه،
لأن الضحية فخ لإغواء غيري على البطش بالكُلَّمَاْت
خذ الأب ولتعطي غيمة تتكفل يتمي،
خذ اللغز ثم أعطني ما يعين على الاتضاح
(1/14633)
________________________________________
فنزف العناوين في الغابة السومرية، عطلني عن تذكر من كنت،
ثم تذكرت من سوف أبكي عليه،
وكان النهار قويا،
قويا بما يكفي لإيذاء ورد على حائط مدرسي
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> إنكم تحرقون نهاري بأعيادكم
إنكم تحرقون نهاري بأعيادكم
رقم القصيدة : 6932
-----------------------------------
على شارع يصل الفندق العبد بالفندق العبد، سيدة بالسواد تؤجر كف الهواء لإرسال أعيادها العانسات إلى رجل يتسلل من فندق ثالث،
.... ((شوان)) طريق إلى قرية نهدها كروي تماما،
مقابر ناي تحيط قوافل من ثركوا قرب جسر المدينة تاريخهم
وأناقتهم، واستقروا معي عند ريف حزين،
نفر لتل خساراتنا، حين تهزم أحْلاْمنا في ممر الْكَلاْم،
تلال الحديد تئن، فتحرق أيَّاْمنا مع زيت المحرك،
هل قلت ما ليس يعقل؟
لكن ذلك ما يتكرر في قلعة أرسلتني لها غيمة كبرت بطنها من لهاث سواي
أفر إلى ندم لاحق
للهاث الطبيعة ــ مظلمة ــ تحت دبابة يتذكر سائقها غيمة كبرت بطنها من لهاث سواي،
أفر إلى وجه كردية دعكت نهدها بصخور معادية،
....وشواي بريد إلى سنة دخلت خطأ في حياتي،
شوان سماء مؤجلة،
تستقربها العربات التي أخطأت في تلقي توابيت أعيادنا
وشوان حديث معي،
وأريد التحدث عن ندم لم يفسر وصية أبنائه الميتين،
أريد التحدث عن فتية، يضربون على مدخل الدار أجمل أحْلاْمهم وينامون منتحرين،
أريد التحدث عن غيمة تتجمد في جَسَدِيْ،
ورسائل مجهولة
وستائر تلهث تحت نعاس المكائد،
أقفاص زرع كثيف تؤدي ــ على أكثر القصد ــ مَوْتِيْ على جسد امرأتين، مع الفجر، ترتديان السواد، وتنقطعان إلى شهوة بساتين محروقة،
وأقول:
ستنشأ سعدية في مدارس طلابها،
وتحب نبيا بلا معجزات،
وتنجب أرضا لدعوته
وأقول:
مزامير صيفك معنى ووجهك ناي بلا ذِكْرَيَاْت،
وأدرك كم أنت معلنة في غيابي،
وكم أنت عاطلة عن ضحاياك،
كم انخدعت بي فوانسيك الماكرات؟
وتنتبهين، فأغطس في عطش شاسع،
(1/14634)
________________________________________
ويداك رَبِيْعان منهزمان أريحهما عن مطاردتي في النهار،
وصيفك أقسى من الالتجاء إلى فشل كامل
كاذبون جميع الرماة ولن يرشدوك إلى جثتي.
لن يحبوك تحت مداخن عالية،
لن يعيدوك للموسم التام لن يجدوك على قبة في الشمال
وهذي الصحارى التي تتنفس قسوتها لي،
ولي مسرح ناقص في الطريق إلى جمجمال
ونسر يرافق حافلة في الطريق إلى جمجمال
بياض يثرثر في جثث الحيوانات
يثرثر في ندم الراجعين بأختامهم، لكنائس تبيض من موتنا،
وكنائس تصغي إلى دبة سرقت حارسا ــ في الثلاثين ــ لم يتزوج
فما أحوج القطة المدرسية لي
والسَّمَاْء تفرخ أيتامها إلى جمجمال
الجمالُ يَسُدُّ الطريق،
فترتد مقبرتي لمدائن غاشمة
في الطريق إلى جمجمال
حوار معي، يتحالف في محوه جبليان يتجهان للنطق بالحَاْفِلاْت
التي جلست بانتظار الطريق،
وكن هناك غراب بلا قصة،
يتأمل بغلا بلا ذِكْرَيَاْت
وكان بتسعة أغطية أسفل الصفر
والهادئون ــ بلا درجات ــ ينامون تحت سماء محايدة
والطريق إلى جمجمال عيون مسلحة بسكوت قديم
ــ علي هنا أن أدخن كي أتقرب من مشهد ساقط ــ
فالجنود بكامل أدمعهم يقطعون الخريف
ويشتركون بشتم النِّسَاْء أمام المباني،
ويختلفون أمام جوارب مملوءة بهواء الغمامة
تخفق فوق سطوح المنازل
فيما تطير ملابس نسوية من منازل واطئة،
ولهذا يصر الجنود على ترك عيد المدينة يبكي،
وينتحرون بأعيادهم
وبمحفظتي، يودعون رسائلهم وعناوينهم،
ثم ينتحرون بأحْلاْمهم في الخفاء،
وعندي عدوي الملوك الَّذِيْن إذا انتحروا،
حملوا الْمَرْثِياْت إلى القبر وانكسروا كاملين،
وعندي عدوي الملوك الَّذِيْن إذا فسدوا أفسدوا،
ولهذا يصر الجنود على قتل مَوْتِيْ الجميل،
وحذف البياض الَّذِيْ يتهجى علانية الوسطاء،.
ويقرأ خمس مقابر غامضة، خلف [ك] هي عصر بلا حكماء،.....
ك تائب مسبية قرب صيف معاد،
هـ لاك الحروف التي فسرتني
يـ ادم الأرض من بعد مَوْتِيْ؟
عـ طشت أمام المرايا،
صـ برت فنام على بصري القاتلون
(1/14635)
________________________________________
إلى كم أمر بتاريخ أعمى يبارز أسئلتي تحت غيم بطيء البكاء؟
وكل الهلاك بلام مؤجلة منذ كاف
إلى كم يموت الْكَلاْم أمام وقوف النِّسَاْء بباب المقابر؟
كَيْفَ أصرح بالذِكْرَيَاْت الذبيحة عند اشتداد العويل الَّذِيْ يتجدد بي؟
كَيْفَ أنفي سؤالا لأثبت أجوبتي في تلاشي النهار
هل انتشرت جثتي في بقية هذا الهواء الَّذِيْ يتكرر؟
ليس لدي من الذِكْرَيَاْت
سوى ما يمر أمام الهواء فلا أتعرف في زحمة الميتين عليه،
من الميتون؟
ثلاثة منتحرين، على واحد أن يجيء معي لجمال الظلام، ونسيان هذا الخريف
ثلاثتهم يكذبون أمام بريد يفتش عن قارئ لم يمت في الحوار
وهم شوهوا حاسة الورد وانتحروا خارج القفل،
ليست لهم غرف يلدون بها،
كاذبون أمام البريد ولا يشبهون المرايا،
لقد أخطأ الورد،
لم تكن الشرفات مؤجلة
فلماذا تساقط مستثنيا عودتي من حراسة مرثيتي،
أخطأ الورد،
والقفل يهتف في فم ذئب قتيل.
إلى أين أصطحب الفرحين بلا فرح أو جنون؟
إلى أين مرتديا ندمي وألواح للحَاْفِلاْت بألبسة امرأتي الداخلية
تحت سماء النهار؟
لقد مر حراس أعيادنا،
وطئوا لغتي
والطريق إلى العصر
يتضامن في نقلها الميتون،
ومن جهة تتنازل عن ركبتيها
إلى جهة تتلثم في محفل الانتظار،
أقود السرير الَّذِيْ ليس لي،
للمساء الَّذِيْ ليس لي،
فأشاهد عنق حصان وراء السياج،
يصفق للغَاْئبين عن المشهد المتتالي،
وكان مربي البغال الحزينة،يجلد أيَّاْمه ويشم الصهيل، لينسى
على عطلة الأفق أيَّاْم بغل شديد التلفت، كان مربي التغال يردد في وحشة الأرض ذكرى مشردة، ويحن إلى نسوة لم يلدن مفابرهن على عشبة في الْمَسَاْء،
متى تسترد الطبيعة هجرتها في
كي أستطيع التلفت نحو مزارع صخرية، تتثاءب بعد حروب
مؤجلة،
ومواعيد لا تستعد لمَوْتِيْ.
وليس لدي من الفجر،
إلا فوانيس لا تستدل على أحد،
والهواء ترمل خلفي
أحادية هذه اليد،
تمسك وحشتها،
وتؤرخ ما يتساقط من فرح فاشل،
ولأن الرَبِيْع حناجر مسكونة بالرماد،
(1/14636)
________________________________________
بكل هدوء،
سينسحب العاشقون من المسرح السومري
إلى شجر خلف هذا الْكَلاْم المشوه
هذا الْكَلاْم الَّذِيْ لا يؤدي وظائف من يبذرون السكوت
ليصدم أسيجة في نهار ضعيف
لأن الخريف ذئاب من اللذة استوطنت عتمة العانسات،
أسمي الَّذِيْ تعرفون بما تجهلون
وأجهل حريتي في ابتكار النشيد،
لأن الشتاء عقارب تغتال تاريخها،
فما زالت الروح تعطش فوق الجسور
أفسركم حين يهلك هذا السجل المحرف في قدحي
وبقوة عيدي المؤجل ، أجهل أعيادكم بالنهار،
أفسركم في متاحف تنشأ بي، وترد عليَّ احتجاجي،
أفسركم، بأصابع نادمة وخواتم لم تغتسل برماد الفصول،
أفسركم حين أدفن في لغتي حاضري،
وبعزلة مَوْتِيْ أعيد انتشاري على شرفات الْكَلاْم،
أفسركم غَاْئبين عن المشهد المستمر بلا شاهد وأقول:
لأعيادكم دهشة الساكتين أمام اعتراف المرايا
لأعيادكم ندم واحد، ومسارح مزعجة
ونهاري ترمل شرق البكاء المسلح
حيث احتفلتُ بإحراق أحذيتي، ووطئت البياض،
أقيس بأعيادكم قامة الخاسرين،
فأربح مقبرتين ومنفى،
ولم أعط في الحرب، إلا فوانيس لا تستدل على أحد
ولذا سوف أدخل هذا الممر بلا فرح أو مراث...
....يروضها النمرة المدرسية في عزلة عن هزائمه ــ ويعود إلى هرة في الشمال ــ فينكر بدلته الجبلية، ثم يؤثث أيَّاْمه ويقرر أن
يتزوج شمس الْمَسَاْء ويعطل ساعته [إنه مدهش في إطاعة رغبته]
ويعلم تابوته المشي خلف مهندسة تتعثر بالذِكْرَيَاْت.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> تحت سَمَاْءٍ مثقوبة
تحت سَمَاْءٍ مثقوبة
رقم القصيدة : 6933
-----------------------------------
مرَّة أخيرةً أخرى أمام بَرِيْدِ الْمَوْتَىْ بقَمِيْصٍ مثَّقب.
مرَّةً أخيرةً أخرى، أستدعي يتامى أحْلاْميْ، من المَمَرَّرَاْتِ السُّوْدِ لأزجَّ بهم في هواء المطاحن.
مرة أخيرة أخرى، أحتاجُ هذا الظلام ـ كل الظلام ـ لإعلانِ ربيعي الفائت.
[كان الناسُ يُحرقونَ معاطفَهم
وأثاثَ بيوتهم،
كأنَّهُ الشِّتَاْء الأخير]
(1/14637)
________________________________________
الْهَوَاْءُ نفسهُ، ضيِّقٌ ساخنٌ، والطرقات ذاتُها، سوى أنَّها ليسَتْ هيَ، والأنْفاقُ بظلامها المزدحمِ، والجسور بتاريخها الماكر، والطَّعام بمذاقه المفقود، والنساء باحتمالهنَّ المؤجل، والجميع بما جمعوا من المحال المؤكد.
فلمن كلُّ هذا العيد؟
السنةُ الَّتِيْ لمْ تبْدأ
تخْلعُ ملابسَها على سياج حروبٍ قديمة
بانتظار سياطِ الحديدِ الَّتِيْ تجْلدها
تحتً سَمَاْءٍ تبكي!
أسْقطُ عالياً وبطيئاً كمظليٍّ يتذكَّر، أسقطُ خارجَ الربيع المُعلن، أسقط هذهِ المرَّةَ هادئاً.
لمنْ كلُّ ما أرى من جدرانٍ تصلُ الشوارعَ بالحدائقِ؟
لمنْ العيونُ المتساقطة في الشوارعِ كفصِّ الخاتم؟
لمن تُبنى الغيومُ هناك؟
لمن بقايا الآن؟
[قريباً من السطوح
صواريخ " كروز" تتنزَّهُ
كزجاجات البيرة،
والسَمَاْءُ حانة بلا زبائن]
مرَّةً أخيرةً أخرى، يداك ـ بلا زُهُوْرٍـ تبحثانِ عنْ رفاتِ أيامي.
مرَّةً أخيرةً أخرى، القبورُ ممراتُ، مسطَّحة، والطرقات مقابر عالية لفتيانٍ غامضين.
مرَّةً أخيرةً أخرى، الشاهدةُ واحدةٌ لقتْلى متعدِّدين.
[ كانت الطائرات تنظِّف السَمَاْءَ
من ذكريات الطِّيور
ليكتبَ الطيَّارون بدلاً عنها،
أسْمَاْءَ حبيباتهم.]
أرفقُ هذا اليأسَ الفاحشَ بعناوينَ وهميِّةٍ للمدنِ السُّوْدِ.
فشلٌ مؤكدٌ هو كلُّ ما أعرفُ عن كمون النقاطِ في صرْخةِ المتخلِّينَ عنْ إنقاذ ساحلي من الوقت.
فشَلٌ مؤكدٌ هو كلُّ ما أعرفُ عن إرداء أسئلتي أمام سفراء الذكريات.
[ترتدُّ إلى التسمياتِ الأشجارُ،
إلى كلامٍ يرقِّعُ الفشلَ
إلى حبلٍ أبْيضَ، هاربٍ من حبر النسيان.]
نصْفُ حياتي لنقْل الغيومِ من أماكنَ طارئة لأخرى مؤجَّلة، وعليَّ إحصاء كلِّ هذا الأبد الممزَّق.
نصْفُ حياتي لأتعلَّم مكافحةَ الأزهار الَّتِيْ تُردي حياتي.
نصْفُ حياتي لحراسةِ الوحوش الحديديَّةِ من هواء الشِّتَاْء.
[المدافعُ مَحْبَرةُ تُلاحِقُ جُثَّة الْهَوَاْءِ،
تَرْسُمَ ـ بالدويِّ ـ عرياً أسْود]
(1/14638)
________________________________________
لماذا كلُّ هذا الاسترخاء حيالَ طوفانِ الغياب؟
لماذا يتخلى المنتحرونَ عن الرصاص المتبقيِّ في مسدَّساتهم؟
سأنْذِرُ اللافتاتِ بالرَّحيلِ عن البابِ لأخرج.
[وهذا خطاُ آخرُ أحصيه بعناية
أنْتِ والحياة باطلتان.]
أرثيه، كما أصفُ غابةً مهدَّدةً بالغيمِ،
تقدَّمْ إلى احتمالكَ الناقص أيُّها الزمن المصفَّدُ.
حريَّة لمْ يطأها المجْنون، ربيعُها أقلُّ إعلاناً ورمادُها مزدوجٌ إلى آخر الماضي.
أقلُّ استحواذاً على فجرٍ يفزُّ من نومه في الحافلة.
أقلُّ من أزهارٍ تنتقلُ من شعر امرأة إلى مكتب شخصٍ ينسى حياته في غابة بيضاء.
[وهو لمَّا أرسلوه ـ نائماً ـ إلى الصَّحْراء
نسيَ احتجاجَه،
وصفَّقَ بأجفانه.]
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> أعياد متنكِّرة
أعياد متنكِّرة
رقم القصيدة : 6934
-----------------------------------
أدفعُ أيامي إلى ارتدادها،
وخلفْي الأخطاءُ، تؤبِّنُ الحاضرَ.
عرباتُ تتساقطُ منها ألقابٌ لم أرثْها،
لتعرِّفني بأبوَّة السَّواد،
أقلُّ من ندمي جسْرُك، أينَ أقيمُ سعادةَ الغرباء؟
أدفعُ أيامي إلى عبورِها،
إلى دلالة تحرِّفُ البستان،
وتذكرُ كناية الورْد،
عارفاُ بك تجلدينَ غيومي،
فأهرِّب أعيادي بعباءاتٍ سودٍ،
يدفعهنَّ الْهَوَاْءُ الَّذِيْ يحرِّكُ الأبواب.
بعدَ مُنْتَصَفِ الْلَيْلِ،
حياد الكلمات يكنسُ ضجَّتي،
فيهربُ الخريفُ من لساني
وأختارُ شمسَك الحبيسة في الدولاب،
أبصمها على قَمِيْصِيْ
وأرتِّبُ نظارتي.
نظارتك وصيفة لدموعك.
الحياةُ ليستْ هزائمي،
ما من نخلةٍ تتلفَّتُ لأدَّعي إنها أمي،
ما من بَرِيْدٍ لكي أؤرِّخَ أيامي،
ما من صمتٍ بعيدٍ وأسودَ فأغتالها،
إذن... ألبسُ قفَّازَ حُروبي وأصافحها.
المُنْتَظِرونَ المُنْتَظَرون
حياتي عناوينُهُم
ولا يصِلون.
أيَّتها الحرْبُ،
كمْ شمساً سنجتازُ في أنفاقك،
قبْلَ الوصولِ إلى شمسنا الماضية؟
أيَّتها الأرْملةُ الَّتِيْ تتزوَّجُ أيتامَها.
(1/14639)
________________________________________
أيَّتها العانسُ الَّتِيْ تطْحنُ الفتيانَ بظلامِها،
مثلَ إبرٍ من العطْر.
الأصْدقاءُ يرسمونَ غابةَ المدافنِ
ولا موتَ يجدِّدُ وردةَ السواد.
المُنْتظِرون المُنْتظَرون،
بعْدَ مشْهدٍ هندستْه الحربُ،
أجْمعُ وجوهَهم المذعورةَ،
كأنَّني أروِّضُ عطْراً يهاجمُ روحي.
مرشَّحونَ للنسيان،
كمن يقرأ حياتَهُ العزلاء
في دفترٍ تقلِّبُه أصابعُ النار.
خافً السِّياجِ،
تُقيمُ أيامُنا مأتمَ الذكريات.
أيُّها الحاضرُ، كم سنُنْجزُ من فواتِك؟
نراجعُ أيامَنا على طاولة الخريفِ
هلْ سوى النَّار تهْزمُ أحْلاْمَنَاْ؟
هلْ سوى أسنانِها تصطكُّ على بَرِيْدِنَاْ؟
نُنيمُ في المقهى،
أحْلاْمََناْ العائدةَ من حروبٍ مؤجَّلة،
ونمدُّ أخطاءنا،
سكَّة للقطارات المحمَّلة بأعيادنا.
الظلامُ ماردٌ يفتحُ كيسهُ،
فتدْخلُ الطرقاتُ،
بينما يجلسُ الْمَوْتَىْ،
مُنتَظرينَ حَبْلَ أيامِهم.
أصْنعُ من رسائلي جسْراً لمدافنِ الصَّمتِ،
وعيني إلى الغابة،
وهي تستعدُّ لحصْدِ بَرِيْدِيْ المُتوقَّع
بينما،
تفقِدُ الغيمةُ قبَّعتها في الطريقِ إليَّ.
قَبْلَ فجرٍ ثالثٍ
أنجزُ آخرَ ذكرى
وأنبِّهُ أيِّامي لاستقبال تابوت الماضي.
الظلامُ يحْرسُ أخطائي،
في الطريق إلى حلمي الماكر،
حقيبة الهارب لا تتسعُ
لمزيد من الذكرى.
بَعْدُ لمْ أوْلَدْ
وهذهِ الحياةُ،
رسالةً أكتُبها لامرأةٍ لمْ أجدْها.
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> المتأخر يرزم الأمكنة
المتأخر يرزم الأمكنة
رقم القصيدة : 6935
-----------------------------------
أستمرُّ،
واقفاً أعدُّ التوابيتَ الَّتِيْ لم تعد لقامتي،
أستمرُّ،
في الكتابةِ ضدَّ الْهَوَاْءِ المؤرَّخ،
في محاصرةَ الماضي الهاربِ من تابوتِه،
في الالتجاء إلى الكنايةِ الغائبة،
في انتظارِ المرشَّحينَ للنسيانِ،
أستمرُّ.
لو انَّ لي غيرَ هذا القلب،
أستمرُّ،
في التورِّطِ بغابة غيابك،
في حراسةِ دميةِ النسيان،
في فواتكِ المستمرِّ،
أستمرُّ.
(1/14640)
________________________________________
لو انَّ لي جسدينِ،
أستمرُّ
بأحدهما بانتظارك،
وبالآخر،
أستمرُّ في ملاحقةِ ازدحامك.
أستمرُّ
في النهوض من النوم قبلَ أحْلاْميْ.
بلا حريقٍ يلتقطُ صُوْرَةً لاحتجاجي.
أستمرُّ،
لأنَّ ظلالَ الميِّتينَ تخيطُ لي أيامي
لأنَّني ـ على الدوام ـ فخٌّ يهربُ،
حيْثُ أمكنةٌ تعوي وقربها ظلامٌ يتكسَّر،
حيْثُ أحْلاْميْ تتلفَّتُ،
ولا عناوينَ في الكلمات توصلني إليها.
أستمرُّ،
مُنْدفعاً إلى الشَّموعِ الَّتِيْ تعطِّر المدافنَ
معها حينَ يغادرُ الزائرونَ،
أستمرُّ بلا زائرين،
بلا حاشية تمجِّدُ زُهُوْريْ الَّتِيْ تروِّضُ النارَ،
بلا ظلامٍ يوصلني إلى بَرِيْدِكِ،
بلا مناديلَ تلوِّحُ للسِّطوح،
بلا هزائمَ تشغلني عنْ تعقُّبِ هزيمتي.
مرتدَّاً إليَّ،
أستمرُّ،
إلى أوَّل النسيان،
إلى أنْ تستعيدَ الذكرى سوادَها،
إلى انهدام العصافير فوق البنايات،
إلى تأخري عن ملاحقة ندمي،
إلى اكتمال الغيمة في رحم الغابة،
أستمرُّ.
ملغوماً بريعِ أخطائي،
أستمرُّ
ضدَّ أسلحةٍ تبكي،
ضدَّ تعاليمِ موتي،
ضدَّ ماضيَّ الواقفِ تحتَ سَمَاْءٍ بلا إشاعاتٍ،
ضدَّك، جالسةً يباغتكِ صراخُ غيابي،
ضدَّ تذكُّرٍ معتمٍ يتعثَّرُ بهِ نسياني الهارب،
ضدَّ مرآةٍ تتنفَّسُ عريَكِ المشاغب.
متعثراً بخطبةِ الخيالِ الواقفِ في المَمَرِّ
أستمرُّ،
ينقُصني كلُّ ما لم أحصلْ عليه،
لكي أعرِّفَ الحاضرَ بالندم،
لكي أخسرَ ـ دائماً ـ كلَّ ما لم أحصل عليه.
أمامَ عاصفةٍ تندفعُ ولا قدرةَ لي على إرجاعها،
أستمرُّ،
متكئاً على كلامٍ خائفٍ،
دائماً، كآخر النسيان،
أستمرُّ، كمستقبلٍ هاربٍ وأقدامهُ تحرثُ الذكرى،
أستمرُّ
متأخراً عن مُدنٍ تستبدلُ سَمَاْءَهَاْ.
أستمرُّ.
دائماً كالتوابيت الغريبة،
أتلفَّتُ لعراك أعيادي في الصحراء،
كخيبة المفاتيح،
أستمرُّ
كأمطارٍ ترقِّعُ الذكرياتِ بأزهارٍ صدئة.
أستمرُّ،
مْصْغياً إلى جثَّة المحاربِ الَّتِيْ يفزعها المطر،
وخلفَ نظارةِ الْمَوْتَىْ،
أبْحثُ
(1/14641)
________________________________________
عن ذكرياتٍ لإيواءِ أيامي.
أستمرُّ وحيداً،
أبحثُ في المرآة عن جثَّة السَمَاْءِ،
ترتعدُ الأرْضُ،
أسقطُ
على الأجْراسِ الَّتِيْ تُطيِّرُ الخديعةََ،
أستمرُّ...
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> أسبقها إلى الظلام، وأندم
أسبقها إلى الظلام، وأندم
رقم القصيدة : 6936
-----------------------------------
غيرَ هذا كانت وصيَّةُ العابرِ إلى سوادِه،
كلامٌ غيرُ مسلَّح يمرُّ أمام عينيَّ،
دافعاً عربةً محمَّلة بفتاتِ الساعاتِ إلى الْهَوَاْءِ المالح.
كلُّ هذا البَرِيْدِ لإخراجِ المحروز إلى عيدٍ بلا قبَّعة،
بينما نايٌ قريبٌ يمشِّطُ جنونَ حياتي، ويستدرجُ حيَّنَا القديمَ عبْرَ جسْرِ حياتي.
*
الموسيقى سبيٌ محرَّرٌ،
والطَّريقُ فكرةُ المهْزوم
رجالٌ عديدونَ يشاغبونَ عزلةَ الأجْراسِ،
الأيدي في الجيوب، ويعبرونَ إلى حياتهم.
أتركها عندَ أوَّلِ نفقٍ في السَمَاْءِ،
وأحنُّ إليها بأسودٍ من ندمٍ،
رجالٌ عديدونَ يجلسونَ معي، تاركينَ حياتَهم
تناقشُ الماضي خلفَ سكَّةِ الوقْت.
*
إنَّكم تعانقونَ ظلالَ كلماتي،
كلماتي في المصَّح، منذ سقطتم عنْدَ سياجِها المظلم.
منذ أن وخزَتْ عينايَ غابةَ النَّهار!
إلاَّ ظلامَ مجدي،
غيِّروا أسْمَاْءكُمْ وادخلوا مواريثَ الأمواتِ باسمي،
إلاَّ ظلامَ مجدي،
لكم سوادُها الثرثار، رائحةُ كلماتي في حوارٍ ما، خطئي في الإيقاعِ بلحظةٍ سوداءَ، لوعةُ الأجراس في غابة جريحةٍ، طريقُ بَرِيْديْ المحرَّف وكلُّ ما ترتكبه النساء،
إلاَّ ظلامَ مجدي.
*
وبما أنَّ السَمَاْءَ عزلاءُ من حيواناتها،
أسلحةُ اللذةِ تنبتُ أبعدَ من شراسةِ جسمك.
كذلك المقاطعات الَّتِيْ تغتال فاتحيها، ترسل شكَّها، في المناديلِ والحروفِ الَّتِيْ تسهرُ مع متعةِ الكيمياء،
خطآن معلَّقانِ على فضلات الْهَوَاْءِ،
هو كلُّ ما ترثُ المربيَّةُ الجميلةُ من أمجاد حياتي،
أما البرقُ الَّذِيْ يستدرجُ الحصان إلى ربيعٍ جائعٍ فليسَ لي.
(1/14642)
________________________________________
ليس لي ذلك الغموضُ في إيماءاتِ السطوحِ الواطئة، والبيوت القريبة من طريق الحافلات، وعربات النهار الَّتِيْ تجرَّها الذكرى.
ليس لي حُزنُ السرادقات المنصوبة في نهارات حياتي.
ليس لي حديثُ النِّساء قربَ صفير المطاحن بانتظار أن يشمَّ الطحَّانُ جمرهنَّ.
*
فما نفع القسوةُ العاطلة؟
ما نفعُ جسر الكلمات بينَ خراب الجسدِ والوردةِ الراكضة؟
أعضاء حريَّتي لا تكفي لاستعباد غيابك،
سياجٌ من الذكريات كانَ يدفعُ ناري بعيداً عنْ بياضِ أحْلاْمِك،
حدائقي عاجزةٌ عن انتظار صهيل المداخن،
أينّ أنيمُ أحْلاْميْ؟
*
مَنْ سرقَ غطاءَ الفكْرة، لم يدثِّر الصرخَة بالكناية،
فكانَ أن تكاثرَ الخّرّسُ العالي ومزَّقَ الْهَوَاْءَ،
أنفاقُ طقوسي لا تكفي،
والكلامُ يأكلُ يدَ الفضاءِ،
أينّ أنيمُ أحْلاْميْ.
*
كلَّما فتحْتُ خزانةَ الملابسِ ـ كي أستعدَّ للخروج ـ
طالعتني أشياءُ الميِّتينَ: صورُهم، بَرِيْدِهِمْ،....
هناكَ برقُ شاسعٌ يهدمُ ما أتممْتُ من ظلامٍ شاهقٍ،
مطارقُ جريحة تدافعُ عن كلماتها ضدِّي،
فضاءٌ مختومٌ بالأسئلةِ، يفرُّ من بياضِ نسياني.
أينَ أنيمُ أحْلاْميْ؟
*
الشمس تخمشُ نوافذَ البناياتِ، وتفكِّكُ أزرارَها في مناسبة لتجريب النظارة على عيون النَّهار.
الحيطانُ كلامٌ خاصٌ بينَ أخرسينِ يصغيان فجأةً لصمتي.
بلذة ساخنة، أنقلُ خطايَ على سوادِ الطريقِ،
مراقباً التنوراتِ السُّوْدَ، الأحذيةَ السُّوْدَ، الحقائبَ السُّوْدَ، القمصانَ السُّوْدَ، الجواربَ السُّوْدَ، ومنديلَ الرأسِ الأبيض.
بهذا الغيابِ كلِّه أكُبرُ بينَ نساء بعد الظهر.
نساء بعد الظهر مواعيد آلام الأسنان،
أو مطرٌ في هواءٍ شرسٍ،
نساءُ بعدَ الظُّهر صيغةٌ سريعة لأخطائي المؤجلَّة.
*
يكبُرُ الكلامُ المرحَّلُ من مقاعدِ الربيعِ إلى هاويةِ المُتعة،
وأنا أنقِّطُ الْهَوَاْءَ المقوَّسَ على ظلامِ مجدي،
بدبابيسَ من ندمٍ وذكريات،
ويضغطُ الربيعُ عليَّ كثيراً،
(1/14643)
________________________________________
يوجزُ ملامحي، إزاءَ فجْرٍ ينهشُ صمتاً هارباً من ظلامي.
عالمٌ أرملُ يُلخِّصُ النَّهارَ،
بالفرارِ من سعادةٍ تشاكسُ الدمَ المسفوحَ من نوافذِ الباصات.
عالمٌ يبلِّغُ الأصفادَ إلى المساء العالي.
*
عيني بَرِيْدٍ معلنٌ على لسانِ يمزِّقُ الكلمات،
عيني قطاراتٌ تُنْزلُ الأعيادَ قربَ سَمَاْءٍ تدافعُ عن زُهُوْرٍ تُطيلُ أظافرَها،
بينما خيَّاطةٌ في الثلاثين، تمحو مشاغلها بالإبرةِ، ولسانُها يفتحُ صُوْرَةَ الطَّقسَ.
*
موتي تحتَ إبطي، ويدي توزِّعُ الزُهُوْرَ وتعزِّي حياتي.
أكتُبُ كلمةً، وأحدسُ موتي ماكثاً في الكلمة التالية.
[الكتابة إعادة للمستقبل.]
*
نُكسِّرُ الكلمات العالية، من أجل أن نصطادَ فخَّاً دافئاً أنيمُ به غايتي العائدة من فواتها.
أخرجوا معي كي نطاردَ شمس الوجدانِ المعْتم،
[ الكلماتُ أيضاً، حصى نُردي به غرابَ الأسئلة]
*
رائحةُ برقٍ عاطلٍ، أشمُّها وأنا ممدَّدُ في قاربِ اللحظةِ المملَّة،
اللحظةِ الَّتِيْ تُخِيْطُ قَمِيْصَ الأبد على جسدي،
قطِّعوها جيِّداً قبْلَ أنْ تحتجَّ على طفْرةِ عماي.
*
ما حياتي إنْ لم أصفْ غيابَها؟
إنْ لم أمسحْ دمَ الذكرى، من خناجرِ الحاضرِ، براياتٍ بيضاء؟
معزولٌ عن بَرِيْدِ نومِك وهذا انتظاري الحالمُ،
مكنيني يا فصولُ من سياجكِ الَّذِيْ يطاردُ أبناءَ صحرائي الذهبيَّةِ.
حشِّدي المصائدَ يا نهاراتِ عصياني، لأطيحَ بالأمطارِ الَّتِيْ توجزُ فوضى الغيومِ النائمةِ على عجل.
يا بداياتُ هل ظلامٌ يداكِ لأعرفَ جثَّتي؟
*
مِنْ عانسٍ تطْحَنُ الغيومَ إلى آخرِ ذلك!
أسئلتي العالية، والتامَّة أيضاً
أجتازها، لتوقفَ الملحقاتِ عن الانتشار،
بأسناني العاطلة أمزِّقُ البرْقَ الَّذِيْ يشتبكُ مع أخطائي، بينما أتورَّطُ في غابةِ اللحْظة.
*
أكفانٌ سوداءُ، بَرِيْدٌ أسودُ، ومعارفُ معْتِمةٌ تنالُ جهلاً كافياً
وأشخاصٌ ملفَّقونَ، وحِرَفيِّونَ يتصلونَ بالعناصر المفقودة في مطرٍ شاق.
(1/14644)
________________________________________
أُنزلُ من توبةٍ أعلى الأخطاء،
إلى اعترافٍ يكفي لإقامةِ سهْرةٍ معَ مَنْ لمْ أعْرفهم.
*
حياتي مشيَّدةٌ على عَجَلٍ، سريعٌ في مغادرةِ الأخبارِ المسيَّجةِ بالأمكنةِ،
أنبشُ قبْرَ السَمَاْءِ بظلامي العاصي،
وأسندُ قامةَ الصَّمتِ إلى حائطٍ البرْقِ،
هكذا،
وليأتِ العدمُ منْ غيمةٍ أو مُسدَّس،
هكذا ولتجمعوا الجرارَ الَّتِيْ تنعسُ بينَ نهرينِ يقتتلان.
*
الكلامُ المحتشدُ كَنسَ العواصفَ من أزقَّة جسدي المعتمة.
والصرخاتُ تبقِّعُ جلدَ أيامي، وزجاجُ الخريفِ أقواسٌ.
في ربيعٍ متوحِّشٍ، حيث السَمَاْءُ تُقَطِّعُ بأسنانِها ظلاميَ الفائض،
حيثُ نعاسٌ مبتورٌ ينهضُ من سريرٍ طويلٍ،
حيث عسلٌ واضحٌ يستدعي سواداً شائكاً،
ربَّما سواد تنورتكِ الجلديَّة، أو سواد الغائب عن حياته، في ربيعٍ متوحِّشٍ، حيث تنتظرين،
أنْتظرُ الشراك الَّتِيْ تُردي ظلالَ أسمائي.
[فريسةُ وجداني الجائع ناضجة
بينما يأسكِ يستمرُّ في الغليان.]
*
كما في المرَّة القادمة، وأعيادٌ مقفلةٌ،
إسمُهُ يسرعُ في التلفُّتِ إلى أيامٍ تنهارُ،
اسمُه ـ أقول اسمه ـ ( لا بَرِيْد ولا سرير!)
خارجَ الكلماتِ تحفرُ أيامي أنفاقَ العيد المكذوب،
ربَّما جثَّتي مسكونةٌ بالرسائل المنسيَّةِ،
ربَّما يداكِ أجراسٌ تغسلُ مقابضَ الأبوابِ،
أبوابِ المنازلِ المهدومةِ، وأبوابِ الباصات الَّتِيْ أسكبُ فيها بياضَ روحي، وأبوابِ الكلام المهمل تحتَ راياتٍ مهزومة.
*
رأوني متورطاً بالسكوتِ، فتكلَّموا خارجَ القول،
سرَّاقُ هوامشي وحسَّادُ أعيادي المؤجلَّة،
رأوني واقفاً تحتَ فواتِ الآن، ويداي في جيبي،
بينما المطرُ الأشقرُ يمرُّ امامي.
*
الوردةُ خلفَ الظلام تخطِّطُ لاغتيال هوائي،
أهوَ ما يدعوني لنسيانِ مهنة الحربِ في المصعد!
أهو ما يدعوني لتصديق ثراء زوج الخياطة
وتدريب الْهَوَاْءِ على الجلوس فوق كتفي؟
أهو ما يدعوني إلى وضعِ يدي في يد العدمِ والمشي في جنازة الحريَّة؟
(1/14645)
________________________________________
الحريَّة خطيبةُ الميتِ،
أو ميتٌ يطلِّقُ زوجتِهِ لصالحِ الْمَوْتَىْ.
*
الرفضُ مأذونٌ لهُ بقراؤةِ المحْوِ في رسالة سوداء،
وهكذا أيُّها الممثِّلُ المفضوحُ،
لا بَرِيْدُكِ الغامضُ، ولا قهقهةُ العميان، ينجيان مشهدَكَ الصامتَ
من عرْي الموسيقى.
فامحُ رائحةَ انتظارك،
كأنْ تتلمَّسَ حياتَكَ النائمةَ وتقول: أحلُمُ،
أو كأنْ تعبرَ أرضاً حراماً لا تُفضي إلى ربيعٍ أوعدوٍّ .
*
كما في المرَّة القادمة و" شعائرُ" تجلسُ في إحدى زوايا الدار، وأقدامٌ محنَّاةٌ تضربُ سجَّادةَ الأرْضِ! بينما تندبُ الحريَّةُ بشعرٍ مسفوح على بطونٍ وظهورٍ، مغسولةٍ بدخانٍ وأبخرة، والطويلةُ نصف عاريةٍ في المطبخ، وثمَّةَ باصٌ يتعطَّلُ في الصحراء!
[اللذةُ تطبخُ النارَ نيابة عن عيدٍ ينامُ في المطبخ!]
*
أرضي مؤجَّلةٌ،
وما أنا عليه الآن، سوادُ الهروبِ اللاحقِ،
البياضُ يتأخَّرُ،
ترتدِّينَ،
فأنالُ فواتَكِ.
*
أنتِ غيابُها
ما غيابُك؟
*
عندما أشبهُ أحداً
أحرمُ أحْلاْميْ من التَّنَزُّهِ في الْهَوَاْءِ،
الْهَوَاْءِ الَّذِيْ يتقاطعُ على غياب ليسَ لي.
*
على أية أعراسٍ ينطوي صيفُك كي أهذِّبَ أفعالي الملتبسة مع حريقِ القسْوةِ؟
أينَ أستبدلُ هذا الجسدَ الملحقَ بي؟
أينَ أستبدلُ نسيانَكِ بالحياةِ؟
ماذا لو تطيرُ أعيادُكِ كي ألاحقَ أزهاراً ترتدي صحوَك؟
كي أحقَّقَ أخطائي المؤجَّلة، وأسلمَ ظلامي لذئابِ اللحظة المحروسةِ بالخوفِ، أكلُّ هذه الكلماتِ الناقصة حياتي؟
ماذا فعلتُ بأعيادي كي أطالبَ بالقصاصِ من أفعالي الَّتِيْ تنامُ قربَ ضوءٍ يُشيعُ كلَّ ما لا يحقُّ لي اتباعهُ؟
*
فمي يخلطُ حليبَك بالكلام، ويدي توصي الأشباح بأثمارك القديمة،
وقدْ أخذَ الغائبُ صُوْرَةَ أخطائي ومتعةَ الفرارِ من الخطأ الوحيدِ وشظايا الربيع المشاكس.
أستقبلُ أعترافي خارجَ الماضي الَّذِيْ يحتالُ،
خارجَ المقابر الَّتِيْ تحرسُ الأجراسَ،
(1/14646)
________________________________________
وهذهِ التلال الَّتِيْ تخبِّئ خافها فجراً آثماً.
*
كما في المرَّة القادمة
أصِلُ
متأخِّراً..
شعراء العراق والشام >> محمد مظلوم >> مراثي المؤجَّلين
مراثي المؤجَّلين
رقم القصيدة : 6937
-----------------------------------
أيُّها الأموات لماذا تظهرونَ لي؟
أنتم يا من مدنهم الخرائب
وبيوتهم العظام
... لماذا تطاردوني؟
إرث المعزول
موائدُ...
غيرَ أن الْهَوَاْءَ يحملُ كرهَ حامليه،
أقصدُ،
الملثَّمينَ بالثأر الفائت، وعلى عيونهم أقفالُ الكتب المهدومة.
موائدُ...
فوقها مخلَّفات ما يوحي بخطَّة لإعدام الربيع المقبل،
بينما،
رقعة الشطرنج، والمسدَّسُ الرماديُّ ينتظرانِ المطر.
إرث المجنون
خلفَ منصَّة بيضاءَ،
الصَّيفُ يعوي،
وخلفه ابتسامة بيضاء،
ترطنُ خلفها عتمة الحكاية...
.......................
يجلسُ سيِّدُ الوردِ بين طوفانينِ،
شابكاً يديه على ركبتيه،
كمن ينام،
أو، كما كان في بطن أمِّه،
متَّكئاً إلى سواد الحريِّة،
حالماً بخرابِ ما يتاحُ من أجراسِ رماده.
..................................
هل كنتُ آخرَ الأخطاء، لتكون المرأةُ عقابي؟
إرث المنتحر
مشاغلُ القطار رغبة النهار في التلفُّتِ قبل المغادرة،
والوصيَّة الَّتِيْ تنظِّفُ الرسائل،
حريقٌ معلَّبٌ في وجدانٍ شاغر،
إستدلِّوا عليه بأدويته إذن ولا ترثوا عصيانَه
علِّقوا سلاسلَ غيمِه في غرفةِ الدَّرسِ،
واجمعوا صحونَ الطعام،
المروحةُ الَّتِيْ فوقَه توقفتْ قبلَ إسبوعين،
لمْ يعُدْ ممكناً أن يوزِّعَ بينكم حلوى غيابه،
كان يناديه، خارج القاعة،
ـ مَنْ...؟
كان يناديه خارج الغياب،
في حراسة النهار،
عندما ميِّتُ سرقَ البندقية.
إرث الغائب
ـ لِمَنْ...؟
واستدار النهارُ، نافضاً كفَّيه من دمية العصيان،
في الوقتِ ذاته،
كان الغائبُ،
يفكِّرُ بيديه، ويتكلَّمُ بقدمه في الحذاء الضيِّق،
وهم كانوا يعطونَها لشراسة الموسيقى الَّتِيْ تحطِّمُ صُوْرَةَ الظلام،
(1/14647)
________________________________________
وتُقدِّمُ الأقْنعةَ في فوضى الغائبين،
...............
عليَّ أنْ أعيدَ ما نسيتُهُ لأحظى بأحْلاْميْ،
عليَّ أنْ أنْ أجرِّبَ الصَّحراء، لأعودَ من ممرِّ الخطأ،
عليَّ أنْ أرثَ غيابي
لأرثي المستقبل.
إرث ألـ [ .....]
إلى حسين مظلوم
ألـ[ حسين] نامَ، وارثاً حزنَ غده،
نامَ ألـ [حسين] والحاضرُ يعدُّ لقبره منفى.
..........................
الْهَوَاْءُ خصمٌ راهنٌ
والبقيَّةُ تأجيلٌ لحياته السُّوْدَاْءِ،
الـ [حسين] نامَ
تاركاً عينيهِ تنسجانِ أعيادَ خسرانه.
.................................
أبوه الخطأ المستترُ في الكنايةِ
وأمُّه،
غابة النسيان الهارب من التدوين،
منكسرٌ أمامَ أعياده ومحتفلٌ بالندم.
..............................
الشرفاتُ
تسرقُ مشهَده وهو يخبئ حريَّته الشاسعة،
نصفُهُ انتظارٌ ونصفُه تأجيل.
إقرأوه...،
كما تضيِّعونَ إبرةً في الدم،
واسمعوه...،
كما يركضُ الأعمى في غابة الأجراس
..............................
كأنَّه ـ إذا ما وقف ـ
مئذنة، تغادرُ الأرْضَ الَّتِيْ أنبتَتْها،
لتلاحقَ رسائلها إلى السَمَاْءِ...
بقامته،
أتذكَّرُ ـ أمَّناـ النَّخلةَ
وبضحكتهِ ضجيجَ الرطب،
فكفِّنوه،
بعطور المشتليات،
نادوه باسمه
ستجيبكم كربلاء.
..............
هُم يا حسين،
متكرِّرون،
كطعنات الماضي على وجوه تتقنَّعُ بالندم،
ومعادة جنائزنا كأيدٍ تحتضنُ الفوات،
لأنَّ حزننا بَرِيْدٌ من الله،
لن يجدوا في الغيوم ما يشي بنا،
أخافُ يا حسين..
ـ عندما أقرأ ـ أنْ أحرِّفك،
فأستمرُّ في المحْو.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> صحوة الورق
صحوة الورق
رقم القصيدة : 6938
-----------------------------------
حُلمٌ تجلّى كالنَّدى,
في صَحوة ِالوَرق ِ
أوّاهُ من نوم ِالعيون ِعلى القَذى
أواهُ يا أرقى.
لما تعثَّرتِ الخُطى بتفرُّقِ الطُّرُق ِ
تَعِبَ التِطامُ الموج ِ
من بأسي, ومن غرقي
بكتِ العيونُ معى,
(1/14648)
________________________________________
على ميلادِها فرحاً فأمطرتِ السماءُ
تبشّر الآتينَ من أقصى بلادِ القَهْرِ بالعَبراتِ
فَأنخْتُ راحِلَتي,
وكلَّ مآربي.. في رْوضةٍ خضراءَ
تحكي للحيارى قصةَ الآتينَ
من ثَغْرِ الصباح ِالآتي
وفَرشْتُ لللأحلام ِفيها بُردةً
بين الزهورِ.
غزلتُها بخواطِري
ونسجتُها بحياتي
حتى رأيتُ الكونَ هذا صَفْحَتي,
والغيمَ شِعري
والطيورَ رُواتي
يا ظُلمةَ الأمس ِالكئيبِ تبدَّدِي
قد آن أَنْ أَحْيا بُزوغَ نَهاري
وأرى وِشاحَ الياسمين ِعلى الرُّبى
وأعى حديثَ النورِ للنوّارِ
وأرى بلادي,
حرةً بين الطيورِ, كطفلةٍ سمراءَ,
خضبها الربيعُ بحُلَّةِ الأزهارِ
تجري..
فيسبقُها الفراشُ الى المروج ِ
وتنثني نحو الغديرِ,
تُثيرُ صفوَ الماءِ بالأحجارِ
وتعودُ نحوي
والحنينُ يحثُّها
فأضمها ولَهاً كما عوّدتُها
وتذوبُ في صدري.. فَتَخْمَدُ ناري
فلقد رحلتُ,
وفي فؤادي لهفةٌ للعودِ,
لكني رحلتُ
وما عجبتُ لقسوتي وعنادي.
اني رحلتُ الى بلادٍ
تستريحُ على رُباها خَيمتي, ودفاتِري ومِدادي
فوجدتُ أَنَّ أَحِبّتي رَحَلُوا معى
ووجدتُ في تلكَ البلادِ
بِلادي.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> تلك الحكاية
تلك الحكاية
رقم القصيدة : 6939
-----------------------------------
قبلَ اضطرام ِالنارِ
بالجُثثِ المليئةِ بالشَّجنْ
قبل اختناق ِالبحرِ
في رئةِ الزمنْ
قبل انتحارِ الناقلاتِ
على سفافيدِ الحمايةْ
قبل اجتماعاتِ الدعايةْ
قبل اضطراباتِ اليمنْ
كُنّا، وحتى اليومَ هذا لا نزالُ
بمسرح ِالأحداثِ آيةْ
هَدفاً يجرّبُ صبيةُ الخِنزيرِ
في أعراضِنا فَنَّ الرّمايةْ
تلكَ الحكايةُ, في البدايةِ
والنهايةُ, في البدايةْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> أمسية عند قارعة الطريق
أمسية عند قارعة الطريق
رقم القصيدة : 6940
-----------------------------------
ألقيتُ أشعاري..
وألقى كلُّ ذي فنٍّ فُنونهْ
حقبُ الزمان ِبخاطري,
(1/14649)
________________________________________
وعلى تَضارِيس ِالجَبين ِ, مرصَّعٌ تعبُ السََّفرْ
وجَميعُنا في سُنّةِ التاريخ ِ, متّهمٌ بإغراق ِالسّفينةْ
تعبتْ خيولُ الصّمتِ فَوقَ شِفاهنا..
تَعِبَ اليراعُ من التّسَكُع ِبينَ عوراتِ المدينةْ
فزرعتُ أول نخلةٍ هيفاءَ في الأرض ِاليبابِ,
وزهرةً برّيةَ الإقدام ِتمتصُّ الخُصوبَةَ فوقَ أنقاض ِالشّجرْ
عبثاً نقاتلُ..
آه لو تَدرين يا غبراءُ, كيفَ نُلملِمُ التّقْوى,
َونقْتبسُ الضّياءَ من السّحْر
خَبَتِ الحماسةُ في المحابرِ والقصائدُ تنتحرْ
غفتِ المنابرُ..
كيف نخترقُ السَّكِينةْ
لما تعثَّرَ حَرْفُنا الموعوُد في شَفَةِ القَمَرْ
وتعطّلتْ لُغةُ الصديق ِ إلى الصديق ِ
وحُرّفتْ لُغةُ الحجرْ
عبثاً نقاتلُ..
لا مجيرَ اليوم من وهج ِالحريق ِ,سوى الحريقْ
فاحملْ يراعَكَ والدفاتِرَ يا صديقي,
وامض ِبعدي..
إنّنِى ماضٍ إلى ذاكَ البريْق..
لنقيمَ أمسيةَ الكرامةِ..
عند قارعةِ الطريْق.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> قمة
قمة
رقم القصيدة : 6941
-----------------------------------
القمةُ تَتْبعها قِمةْ
والأُخرى تعقِبُها قِمةْ
ورقابُ الأحرارِ جسورٌ
ما بين القمّةِ والقمةْ
والأملُ الباردُ ملتهبٌ
مضطربٌ في قلبِ الأٌمّةْ
فمتى تنصهُر الغُمّةْ
ومتى تنبعثُ الهِمةْ
لا يبدو للنصرِ سبيلٌ
وبُنود الغيرةِ قَد حُذِفتْ
من جدول ِأعمال ِالقمةْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> رفيق الدرب
رفيق الدرب
رقم القصيدة : 6942
-----------------------------------
ماضياتُ الهندِ أم ضربُ الودعْ
وطِلابُ المجدِ أم سنُّ البِدَعْ
لا تدعْ للظُلمِ حقاً لاتدعْ
لايُبيدُ الظُّلمُ إلا ما نَدَعْ
يا رفيقَ الدرب ِلا ُتصغ ِلمنْ
حَسِب الوَهْمَ رفيقاً وانخدعْ
هاكَ قلبي إن فيهِ جمرةً
خِلتُها تغفو على جَفن ِالصدَعْ
تَستمدُّ الحُزنَ, تخبو تَتلظّى
فوقَ جُرح ٍكلما ضاقَ اتّسعْ
قد تعلّمتُ الهوى من بأْسِها
(1/14650)
________________________________________
فبعثتُ الحُبَّ في قلبِ الجَزَعْ
فاعتصرْ من عَينيَ اليومَ أسىً
وامسح ِالآلامَ من فَرْطِ الوَجَعْ
يالقومي لم يَكُنْ ما بينَنَا
غيرُخيطٍ آدميٍّ وانقطعْ
ألعن الأحجارَ في حاناتِنا
كلما ألقى جبانٌ واقْتَرعْ
يا رفيقَ الدّربِ إني ملهمٌ
رفعَ الحرفَ لواءً فارتفعْ
وعلى مأتم ِجوعي في دَمي
تعزُف الأنْغَامُ قانونَ الشَّبَعْ
فأَعِدْ لي فكرةً أنجو بها
وشُعاعاً حيثُ مالاحَ سَطَعْ
واركب الأمواجَ هذا قَاربي
لا تَقُلْ لي ذاكَ أعطى أو منعْ
أنتَ وعدٌ قادمٌ لا ينْثَني
دعْ أجيرَالقوم ِ يجني ما زَرعْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> القافلة
القافلة
رقم القصيدة : 6943
-----------------------------------
رأيتُ..
قبيل انقشاع ِالضبابْ
غراباً يحومُ على القافلةْ
وفوق الرّكابْ,
ركامٌ من الشّك والأسئِلَةْ
وعرسٌ يُسربلُهُ الانتحابْ
وفي هودج ِالركبِ لحنُ العذابْ..
يتيم تهدهدهُ أرملةْ.
يقود المسيرةِ,
شيخٌ ضريرٌ, قديمُ الثيابْ..
تعثر في هامش ِالمرحلةْ..
رأيتُ..
قبيلَ انقشاع ِالضبابْ
ملامحَ للجولةِ المُقبلةْ
فجلجَلَ في الكون ِصوتُ السحابْ..
إلى أينَ أيتُها القافِلةْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> فجر جديد
فجر جديد
رقم القصيدة : 6944
-----------------------------------
فجرٌ جديدٌ,
قد أطلَّ بنورِهِ فتأَهّبى
هذا فُؤادي صفحة, قدَّمتُها
فخُذي يراعَكِ, واكتُبي
فاضتْ ينابيعُ الهوى طَرباً,
إلى شفتيكِ تَرنو فاشْرَبي
فالعارُ أنْ لا تشربي
والعارُ أنْ لا تكتبي
فالفجرُ يبسُط راحتيهِ إلى قبيل المغْرب
نجلاءُ لا تتهربي,
فلقد نقشتُ على جبين ِالشمس ِرسمكِ
إذْ نقشتُ قَصائدي
ورسمتُ هامةَ مَذْهبي
وكتبتُ في عين ِالزمان ِ,
قَصيدةَ الأوطان ِ
يحيا بها قلبان ِمقبوران ِ
حكم الزمانُ عليهِما
أن يُصبِحا قَبرين ِيَرتجفان ِ
يُلقَى بِجُثمان ِالمشاعِر فيهما قسراً
كأنهما على سفح ِالهوى
قصران ِ, مهجوران ِ
(1/14651)
________________________________________
حتى اذا طلعَ الصباحُ على الدُّنى
كالنّورِ ينسابان ِ
نجلاءُ آن الوقتُ أن نَحيا معاً
قُومي نُبدّدُ ثورة َالأحزان ِ
فالصبحُ جَرَّد سيفَهُ من غمدِهِ
فَتجرَّدي من ماردِ السجّانِ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ليل المحن
ليل المحن
رقم القصيدة : 6945
-----------------------------------
نتألّمُ في ليل ِالمِحَن ِ
ونذوبُ على سفح ِالزَّمَن ِ
نَنْسابُ لحوناً مُرهَفَةً
ما بينَ المِلَّةِ والوَطَن ِ
غنينا في الصَّحْو ِوقُلنا
وكتبْنَا في عين ِالوَسن ِ
من أرض ِالغبراءِ عَدَوْنَا
بالحرفِ إلى قلبِ اليمن ِ
وخرجْنا من قَفَص ِالدُّنْيَا
كخروج ِالروح ِمن البَدَن ِ
نَشدو فنُشِّيدُ تاريخاً
ونجوبُ الأرضَ بلا سكن ِ
صهواتُ الشِّعر ِمَنازِلُنا
وظهورُ البهجةِ والحَزَن ِ
فالشعرُ مشّقةُ من عَقِلوا
والأرضُ مُقامُ الممتَحَنِ
شُعراءَ الأرض ِهل انغمرتْ
جمراتُ الصحوةِ في الوهنِ
شعراءَ الأرض ِهل انسلختْ
مدُن الأحرار ِمن المدن ِ
شامٌ يتمزَّقُ في شام ٍ
عدنٌ يشتاقُ إلى عَدَن ِ
وخليجٌ يبحثُ عن وجهٍ
ثانٍ للبيع ِبلا ثَمَن ِ
وشهيدُ القدس ِعلى صَدْري
موؤودٌ يحلُمُ بالكَفَن ِ
قد جِئتُ من الماضي حُرّاً
لكن الحاضِرَ قَيَّدَني
أبكي أتمزّقُ أشلاءً
باليأس ِفمن ذا يجمعُنِي
من ذا يتفحَّصُ في صَدْرِي
في رَأسي, من ذا يفهمُنِي
يحصُدُني قَوْمي وا أَسفي
من أرضي, من ذا يَزْرَعُني
عَلّمَنِي حُبَّ الأرضِ أَبى
يا ليتَ أبي ما عَلَّمَنِي
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الجد الحفيد
الجد الحفيد
رقم القصيدة : 6946
-----------------------------------
يا نصيرَ الضُّعفاءْ
يا حبيبَ الفُقراءْ
يا مُجيرَ الدُّخَلاءْ
يا عفيفاً, ألْبَسَ الرّغْبَةَ عِقداً من نِساءْ
يا شريفاً جَعَلَ الذمةَ قوتاً
والمروءاتِ حساءْ
يا مُضِلَّ الأتقِياءْ
زِدْ على ظَهرِيَ سَوْطاً
إنك اليومَ أسيري
كلما أنزلتَ سَوطاً فوقَ ظَهْري
(1/14652)
________________________________________
زاد رأسي كبرياءْ.
أيها المسكينُ فوقَ الأرض ِتحبو
إن نورَ الحقِّ يسري في الفضاءْ
فانتفْخ ما شئتَ كِبراً وعُتوّاً
ليس في وِسعِكَ إطفاءُ السماءْ
ليس في وسعِكَ أن تحجبَ صَوتي
إن صوتَ البُلبل ِالغِرّيدِ
يَعلو فوقَ صوتِ الببغاءْ
لن أريك البسمةَ الصفراءَ حتى تَنتشِي
بل لنْ أواري الاستياءِ
لا تُساومني على بيع ِيَراعى
إنُه أرضي, وعِرضي, ومَتاعِي
لَنْ أَخُطَّ اليومَ إلا ما أشاءْ
لا تَسلْ عن مذْهبي
لا تَسلْ عن مأْربي
لا تَسلْ عن كُتبي
لا تَسلْ عن حلم ِأُمّي وأَبي
لا تَسلْ من كانَ جدّي
إنَّ جدّي,
جَدُّ كل الأبرياءْ
كان يوماً علماً
كان يوماً حلماً
كان يوماً قلماً
كان يوماً,
شوكةً في حَلقِكَ الموبوءِ من مصِّ الدِّماءْ
كان شعباً, يستريحُ المجدُ في أضلاعِهِ
كان غَيثاً يزخُرُ التاريخُ من أوجاعِهِ
كان نوراً في جبين ِالكون ِقُدسِيَّ الضَّياءْ.
لاتسل عنه, فلن تدري بهِ
لم يكن يوماً وسيطاً بين تجار ِالضميرْ
لم يكن يوماً أجيرْ
لا تسل عنه, فلن تدري بهِ
لم يعشْ في الأرض ِجلاداً
على الناس ِخفيرْ
كل ما يملكُ جدي
نخلةٌ,
وبعيرٌ صَيْعَرِىٌّ وحَصيرْ
رغم هذا صادروا أحلامَ جدي
ماتَ جدي,
بعدَ أنْ جاء أبي
يحملُ الثأرَ صغيراً,
وهو لا يدري إلى أينَ المصيرْ.
وحملت الثأر بعدَهْ
وشرِبتُ الصبر عندَهْ
علّني أبلُغُ مجدَهْ
ثم ألقيتُ بأحلامي, وآلامي إلى قلبِ عُميرْ
ذلك الطفلُ الصغيرْ
عَلّهُ يُصبحُ جَدّاً مثلَ جدّي
علّهُ يصبحُ شَْعباً
هل عرفتَ الآن جدّي؟
إنه الطفلُ الصغيرْ
إنه الكهلُ الكبيرْ
إنه الماردُ يسرى في فضاءاتِ الضميرْ
إنه الفتحُ المؤزّرْ
إنه النّصر الأخيرْ
فانتبهْ يا سيدي,
إن جدّي لا يجيدُ الطّعنَ في الخلفِ,
ولا يُتقنُ صُنعَ الأقنعةْ
فهو رجعِيٌّ, أصوليٌّ قديمْ
لا يُبالي بالشعاراتِ الحديثةْ
وهو شرقيٌّ
يرى في كلِّ وجهٍ مستعارٍ
وجهَ شيطانٍ رجيمْ
عد الى أصلِكَ دَرءاً للفِتَنْ
وانصرِ الأوطانِ ينصرْكَ الوطنْ
(1/14653)
________________________________________
وانتظرْ من أرضكَ الحُبلى رِجالاً
خُدِّروا في كهفِها المشؤوم ِأعواماً طوالا
لا نريدُ اليومَ جاهاً
لا نريدُ اليومَ مالا
لا نُريدُ اليومَ الا عزّةً,
تلبسُ ثوباً وعِقالاً
آن للمنبوذِ في أوطانِهِ,
أن يستعيدَ اليوم دورهْ
فأعد للثوبِ عِزّهْ
وأعد للعِز ثَوبَهْ
آن أن نعلنَ جَمعاً, في عيون ِالصبح ِتَوْبةْ
آن أن نقبلَ صيحات ِالتحدي,
آن أن ننبتَ في الأرض ِوإلا..
برقابِ الذل أولى سيفُ جَدى
لا تقفْ كالعارِ تَجْترُّ الخطيئَةْ
والقلوبُ البيضُ بالثأرِ مليئَةْ
ليس منا, من يُوارى رأسُه وسط الزحامْ
ليس منا, من يقول القهرُ في أرض ِالنبوءاتِ مشيئَةْ
كلنا عزمٌ, وحزمٌ, وإرادَةْ
كلنا كالصبح ِأحلامٌ جريئَةْ
كلنا, أصحابُ حق ٍفي أراضينا وأصحابُ سِيادَةْ
لا لِترْميمِ المآسي
لا لتأصيل ِالعرُوضاتِ المُعادَةْ
إنما.. كي نطبع التاريخ حُرّاً
فوق هاتيكِ القِلادَةْ
كُلّما هبتْ علينا غضبةُ الغربِ ركعنا
فجرتْ, كالطبع ِفينا
لطمةُ الأعقابِ عادَةْ
آه يا عصرَ التناسِى
آه يا عصرَ التغاضِى
آه يا عصر البلادَةْ
تَسخرُ الأحداثُ منا, يالقومي,
فَقَدَ الجمرُ اتّقادَهْ
أي ماءٍ, ذلك الملعون قد أوهى عنادَهْ
أيها الجد الذي قد ضاعَ منا
لا تسلْ عن حالِنا..
عد إلى الأصنام ِ, أبْشِرْ بالإِفادَةْ
هذه البقعةُ غَصّت بملايين ِالجرادْ
هذه البقعةُ ضَاقتْ بالعِبادْ
هذه البقعةُ غاصَتْ في متاهاتِ الجليدْ..
آه يا عَصرْ الرمادْ.
زلزلي يا أرضُ, ذوبي يا جِبالْ
فعسى أن يسطعَ الفجرُ الجديدْ
وعسى أن تسقطَ الأشباحُ من تحتِ الحبالْ
وعسى, أن يبعثَ الإحساسَ فينا
ماردُ الجد الحفيدْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> حصون الأماجد
حصون الأماجد
رقم القصيدة : 6947
-----------------------------------
حُصونَ الأماجِدِ يا مِعولُ
أنا الرّجُلُ الثائِرُ الأَعزلُ
رموني بجُرمٍ يَشُقُّ الفُؤادَ
ويفعلُ بالصدرِ ما يفعلُ
وما كان جُرمي سوى أنني
(1/14654)
________________________________________
أُحرّمُ بالحَرْفِ ما حَلّلوا
وأني إذا بّدلُوا آيةً
شَكَوْتُ إلى الله ما بَدّلوا
وأني إذا أَشْعلُوا فِتنةً
غَرفتُ وأطفأتُ ما أشْعَلُوا
وأني إذا أَسْدلُوا بُردةً
على الظُلم ِأحرقتُ ما أسْدَلُوا
أَأُلجَمُ جَمراً على صالح ٍ
وغيري على الكُفرِ يُسْألُ
وما كنتُ إلا فؤاداً رقيقاً
يذوب إذا غرّدَ البُلُبلُ
وبالغتُ في العَقْل ِحتى غَدوتُ
من الصبرِ والحلم ِلا أعْقِلُ
فيا صاح ِكيف الرجالُ تُضامُ
ويُسقونَ صاباً إذا عدّلُوا
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> وقفة على باب الأماني
وقفة على باب الأماني
رقم القصيدة : 6948
-----------------------------------
كن شديداً وتجلّدْ
لا تدعْ ناركَ تَخْبو
عند أبوابِ الأَماني
فانكسارُ الذاتِ في تلكَ الأَماني
واحتراقُ النفس ِبالحرمان ِأمجدْ
كي تُبالي بالتعازي والتهاني
مُتْ على الأوراق ِواخْلُدْ
ليس للمرءِ خيارٌ عند تِلكِ المِقْصَلةْ
ليس للمرءِ خيارْ
وهو مكتوفُ الأَماني
فوق تلكِ القُنبلةْ
ليس للشِعرِ سبيلٌ سالكٌ
نحوَ الرؤوس ِالمُقفلَةْ
كن صبوراً وتجلّدْ..
فاشتعالُ النارِ
في بحرِ الدياجي قَدرٌ
والحق أرمدْ
حطّم ِالقيدَ ودوّنْ ما تواري من قَصيدْ
أيقظِ الأحرارَ فينا.. فلقدْ نامَ العَبيدْ
يا صديقي..
كلَ حرفٍ ضَائع ٍقد أغْفَلتْهُ المطبَعةْ
سوفَ يأتي من عيون ِالفجرِ
يَعدو ثائِراً كالزوبعةْ
سوف يأتي ذلكَ الحرفُ إلينا من جديدْ
سوف يأتي حَاملاً نصراً جديدْ
سوف يأتي لابِساً ثوباً جديدْ
أيها المجنونُ في عصرِ العقول ِالراجحةْ
لا تصدقهُمْ,
قَد اغتالوا يديكْ
جرعوكَ الذُّلَّ في عين ِالنهارْ
واستجاروا بعدما قاموا عَليكْ
ثم جاءوا بالعقاقيرِ إليك
لا تصدقهمْ,
فما تِلكَ العقاقيرُ اشتعالٌ واقتتالْ
إنها داء الرجالْ
إنه الأفيونُ يغلي في شرايين ِالبِغالْ
إنها الأموالُ تربو تحتَ تلك الأحذيةْ
فاركب النعلَ وإلا..
سوف تطويكَ النّعالْ.
(1/14655)
________________________________________
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> من النيل إلى البيت الكبير
من النيل إلى البيت الكبير
رقم القصيدة : 6949
-----------------------------------
هنا الحب والعشقُ والذكرياتْ
هنا الشوقُ واللهفةُ الجامِحَةْ
هنا المجدُ والوجدُ والأمنياتْ
هنا اليومُ يشتاقُ للبارحَةْ
هنا الشّعرُ والسّحرُ والأُغنياتْ
هنا الحس والفكرةُ السارحَةْ
هنا القلب ينسابُ ملء الجنان
ويسخرُ بالطيرِ والأجنحِةْ
هنا روضةُ الفكرِ ماذا هناكَ
سوى وحشةِ الغربةِ الكالحَةْ
نُباعُ من القهرِ بيعَ الرقيق ِ
ونحلمُ بالصفقةِ الرابحَةْ
ففي كل صدرٍ طموحٌ يموتُ
وفي كل جمجمةٍ مذبحَةْ
عقولٌ تحاصَرُ في كل دربٍ
وحربٌ تدورُ بلا أسلحَةْ
وأُنشودةُ الشمس ِقبل الصباح ِ
قَرأنا على روحها الفاتحَةْ
ظلامٌ يُخيّمُ فوقَ الرؤوس ِ
وذل تُبرّرُهُ المَصْلحَةْ
ومجدٌ تهدّمَ من كل ركن ٍ
أبى ساعدُ الخوفِ أنْ يُصلِحَهْ
فأجْسُرنا هِرةٌ لا تَثورُ
وفأرٌ يُساقُ إلى المشْرحَةْ
ألا ليتَ للنيل ِهذا لسانٌ
لحدّثَ كيف اشتعالُ الشعوبْ
وكيف الشبابُ وكيف الكهولُ
وكيف العقولُ وكيف القلوبْ
اذا ما استغاثَ من الجورِ دربٌ
تزمجرُ كالموتِ كل الدّروبْ
فيا نيلُ لي فيكَ شمسٌ تَغيبُ
وليلٌ يطيبُ وقَلبٌ يَذوبْ
اذا تابَ من حُبّكَ العاشقونَ
أنا المُستهامُ الذي لا يتوبْ
وأهرُبُ منكَ اشتياقاً إليكَ
وأرجِعُ حتى عَشِقْتُ الهروبْ
لَئِنْ كان حُبي لغيركَ ذَنْباً
عفا اللهُ عن سالفاتِ الذّنوبْ
لك العهدُ حتى تعودَ الحياةُ
إلى حُرةٍ لُطّختْ بالعُيوبْ
لك العهدُ والعيدُ يَبدوْ بَعيداً
ولكنْ لكَ العهدُ في كل عِيدْ
أُلَملِمُ بالصبرِغرسَ البقاءِ
فقد تشرقُ الشمسُ فوقَ الجليدْ
وقد يُنزعُ القَيدُ من كل جيدٍ
إذا أيقنَ الحُرُّ ماذا يُريدْ
وإن كَبَّلَ الناسَ قهْرُ الحديدِ
ففي صولةِ النارِ قهرُ الحديدْ
حنانَكَ يا نيلُ إني تَعبتُ
وسطّرتُ بالموتِ بيتَ القصيدْ
وفائي إلى أن يعودَ اللِّقاءُ
(1/14656)
________________________________________
لاكتب بالوَردِ شَيئاً جَديدْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> تناديني
تناديني
رقم القصيدة : 6950
-----------------------------------
تناديني.
كما لو كنتُ أَعرفُها
وتسألُني عن الأشعارِ والأسفارِ والدنيا
عن الأصحابِ,
من جاءوا ومن نَزحُوا
عن الصّحراءِ,
هل مازالتِ الصحراءُ واسعةً؟..
تُلملمُ أنةَ الحادي وتُنشِدُها
أم ان العجزَ راودها فَضاقَتْ,
مِثلما ضاقَتْ صُدورِ الناس ِفي وطَني
أحدّقُ بين عينيها لأسألها..
فَتُخْرجُ من حقيبتِها كتاباً كنتُ أَحفظهُ
ومنديلاً لآخرِ دمعةٍ في القلبِ تُرْهقُني,
وتَمضي كالنسيمِ الحرّ شاخصةً..
تلملمُ أنّةَ الحادي وتُنشِدُها
مُعلِّلَتي,
يموتُ الشّعرُ في شَفتيِّ مُحترقاً..
وفي صدري متاريسٌ, وأرْصِفةٌ..
وأطفالٌ بلا مأوى
وبارقةٌ من الذّكرى,
تُراوِدُ قلبي المكلومَ بين الحين ِوالحينِ.
دعيني غاضباً أبداً..
فلا الصدرُ الذي حَطّمْتُه شِعراً قُبيلَ الفَجرِ يَرْحمُني
ولا الصحراءُ تُؤويني.
دعيني أنشرُ الأحلامَ عابسةً
فهذا الرأسُ لاتُشفيهِ أحلامُ السّلاطين ِ
دعيني مُفْرداً أبداً بأوراقي ومُنفرداً
أهيمُ, أهيمُ
كالعُقلاءِ كالشُعراءِ أو مثلَ المجَانين ِ
على صَفحاتي البيضاءِ كان الموعدُ الآتي
لَقِيت الوجدَ, والآلامَ , والذّكرى..
وماأ لفيتُ أبياتي
مُعللتي,
أنا ما بِعتُ في أسواقِهِمْ قَلَمي
ولا ساومتُهُم يوماً على ذاتي
ولكني قتلتُ الصّمتَ والإذعانَ كي تَبقى عِباراتي
يجاذِبُني الى الأجدادِ, شوقٌ مالَهُ حدُّ
فلا تَهِنِي إذا ما غِبتُ يا هندُ
وضَمّ رُفاتي اللّحْدُ
فهذا الشعرُ كالأجدادِ,
يَبقَى مُشْرِقاً أبداً..
إلى الأحفادِ يمتَدُّ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> قبلة العاشقين
قبلة العاشقين
رقم القصيدة : 6951
-----------------------------------
تُحبُّ البقاءَ تُريدُ الأمانْ
تسيرُ وفي شعرِها وردتانْ
إذا همسَ الصيفُ ذابتْ على
(1/14657)
________________________________________
خُدودِ العرائس ِكالزعفرانْ
وهمّتْ تُريدُ الزمانَ القديم
وهيهاتَ يرجِعُ ذاك الزمانْ
بها مِنهُ رائحةُ الياسمين
ومنها بِهِ مسجدٌ وأذانْ
أحبك يا قبلةَ العاشقين
أحبكِ يا نجمةَ المهرجانْ
أحبكِ مهما يقولُ الوشاةُ
ومهما تقطبَ وجهُ الّزمانْ
فإن أُودِعَ الشعرُ بين الضلوع ِ
فأنتِ القريضُ وأنتِ اللسانْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> لست أعزل
لست أعزل
رقم القصيدة : 6952
-----------------------------------
لستُ في الثورةِ أعزلْ
إنني أحملُ قلباً,
وضياءً ليسَ يأفلْ
إنني في كل صبح ٍ,
أبعثُُ الإيمانَ من صدري جُنداً,
جَحفلا ًفي إثر جحفلْ
لستُ أعزلْ
فنشيدي يملأٌ الكونَ حياةً
وطيوري حرةٌ في كل جدْوَلْ
لستُُ أخشى وقفةَ العُمرِ
فعُمرى في رحابِ الحق أطولْ
إنني أرفُضُ ذُلاً وانهزاماً
كلما أدبرَ أقبلْ
وانتصاراً بادّعاءِ السلم ِيُقتلْ
واتفاقاً كلما هَبّ من الغفوة ِللصّحوِ تأجّلْ
قيل لي عفواً تمهلْ,
مبدأ الرّفض ِثقيلٌ,
قلتُ أدرى..
إنما الإذعانُ أثقلْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> مفارق الأبناء
مفارق الأبناء
رقم القصيدة : 6953
-----------------------------------
الحزنُ قوتي والشّقاءُ ردائي
يا من تَجرّعَ حسرةَ الآباءِ
ودّعتُ قلبي يومَ أن ودّعتُ في
حُضن ِالشريفةِ فلذةَ الأحشاءِ
حيٌّ من الأمواتِ أُحسَبُ بعدهُ
أم أنني ميتٌ من الأحياءِ
ليلُ العِبادِ يَزورُني مُتربّصاً
وكأنّهُ يسعى الى إيذائي
واليلُ يحملُني على أكتافِهِ
فاذا بِلَيلِ البائسينَ إزائي
ليس التّغرّبُ أن تفارقَ موطناً
إن الغريبَ مُفارقُ الأبناءِ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> قضي الأمر
قضي الأمر
رقم القصيدة : 6954
-----------------------------------
حَجرٌ
في رأس ِالتلمودِ عبادةْ
طفلٌ يعرفُ كيفَ يموتُ لأجل ِقضيتِهِ
حتماً يعرفُ كيف يقودُ بلادهْ
طفل يخترقُ العادةْ
في زمن ِالنوم ِالمتأصّل ِ
(1/14658)
________________________________________
يعرف أكثر من كل جباةِ الأرض ِ, حدودَ الأرض ِ
ويعرفُ,
أن النومَ على الصندوق ِالعاهرِ موتٌ
والموتُ على وجع ِالقُدس ِشهادةْ
يا حائطَ برلين ِالشرق ِالأوسطِ..
إني ألمحٌ فأساً
تخرج من شفةِ القبرِ الأولْ
يحملُها سبعونَ شهيداً,
يدفعهم سيلٌ بَشَرِىٌّ آمنَ
أن النسمةَ لن تأتي,
والصبحُ الباسمُ محصورٌ, ما بينَ الحائِطِ والقادةْ
حجرٌ آخر مُنتفِضٌ وتكونُ سيادهْ
فرسانَ النوم ِ, أما منتبهٌ
لا تنتبهوا..
قُضِىَ الأمرُ, ولا تنظيرَ اليوم
لقد زرعَ الفلاحُ الحقلَ,
ولن يحضرَ غيرُ الفلاح ِحصادهْ
هذا الحجرُ الباسلُ..
ربّانيُّ الصُّنع ِ, فلسطيني المنبتِ,
ما جاء من البيتِ الأبيض ِمحمولاً
فوق ظهورٍ تعشقُ أن تتغنى طَرباً
تحت سياطِ السادةْ
ولمن قال بأن الثورةَ حمراءَ أنادي..
يا عبدالهادي, يا ابن غنيمْ
هل كان الطفلُ هُلامياً في ثورتِهِ
هل كان الحجرُ المتألّقُ في كف هُنيدةَ أحمرْ
هل كان إمامُ المسجدِ, راكاحِيَّ الهيئةِ فوقَ المنبرْ
يا حمدان البورينيّ,
لقد ورّثْتَ لأهلكَ أغناماً,
أطهرَ من كل نِعاج ِالأمريكانْ
حمدانُ,
اذا كان المَدُّ العربي تعثّر في الدربِ
فثمةَ دربٌ آخر لا نعرفُهُ
دمُكَ المغدورُ يسطّرهُ جسراً,
يمتد كما يمتدُّ نداءُ الحقِّ من القُدس ِالى أفغانستانْ
أعْلِنْ إِسلامكَ, يا من يتحسّسُ ثوبَ الطّوفانْ
أعلن اسلامَكَ فالثورةُ ميزانٌ
والويلُ لمن يعبثُ في شوكةِ هذا الميزانْ
لغةٌ لا تُرسلُ عشرينَ فصيلاً للضفّةِ
ليستْ من هذا القرآنْ
قُضِىَ الأمرُ..
ولا تنظيرَ اليوم,
لقدْ سقطتْ كل خفافيش ِالليل ِ
لكي يبدأَ دورُ الإنسانْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ياسين
ياسين
رقم القصيدة : 6955
-----------------------------------
قِفْ كما أنتَ هناكْ
عارِيَ الصدرِ,
ثقيلَ القدمينْ.
بين جنبيكَ حياةٌ,
وعلى رأسِكَ أشلاءُ السّنينْ..
قف كما أنتَ وحيداً
ليس في الأرض ِسِواكْ
أنت من صاغَ من العاهةِ مجداً,
(1/14659)
________________________________________
ومن العجزِ يدينْ.
أنت من لقّن هذا الشَّعبَ في المهدِ نشيدَ العائدينْ
وتَلاشتْ صيحةُ الزّيفِ,
ومازِلْتَ تُغنّي..
حَطّموا سورَ المدينةْ
واطردوا كل الأفاعي من بطون ِالأوديةْ
واغرِسوا في كل سفح ٍزَهرتينْ
وانصبوا سور المدينةْ,
وارفعوهُ قامةً أو قامتينْ.
عَبسَ الخطبُ, ومازِلتَ تُغنّي,
عندما أودَعْتَ فوقَ الشاطئ ِالفضيِّ هاتيكَ الوصّيةْ
وغرستَ الهامةَ الشمّاءَ في كل النواحي,
وزرعتَ البندقية
قف كما أنتَ,
فهذا الجسدُ المشلولُ قسراً,
ليس تؤذيهِ المنيةْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> شعارات فدائية
شعارات فدائية
رقم القصيدة : 6956
-----------------------------------
أنبكي في بلاطِ الذُّلِّ
أيام الفتوحاتِ الوليديةْ؟
أنندُبُ حظّنا في حضرةِ الحجّاج ِ
أم نستعطفُ البصرىَّ كي يرضى بنا شعباً..
ونَحنُ نبايعُ الأحرارَ في قصرِ العبوديةْ.
ونرسمُ في رِواق ِالقصرِ أطفالاً, وأحجاراً.
ونكتبُ من دُموع ِالقمح ِأبياتاً رثائيةْ
عَجِبتُ لكل ِفنّان ٍ,
يمارسُ حرفة التحريرِ في المنفى
عَجِبتُ لكل ِنَحّاتٍ,
يُحوِّرُ غضبةَ الأطفال ِأوراقاً
كفرتُ بكل نَخّاس ٍ,
يُصدّرُ ثورةَ الأبطال ِأفلاماً دعائيةْ
تموتُ الخيمةُ الشمطاءُ برداً
في شتاءِ الخوفِ,
لا كعبٌ يواريها ببردتهِ
ولا غسان ينفضُ عن ذوائبها
غبارَ الوقتِ والأسفارْ
مشردةٌ..
تدورُ, تدورُ من وطن ٍإلى وطن ٍ
ولا وطنٌ يُواريها
كأن بقاءَها في الأرض ِ
معقودٌ بِغُربتها,
بعيداً عن نشيدِ الكرم ِوالزيتونِ
ما أوهاكَ
يا عصر الشعاراتِ الفِدائيةْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> حفنة من وطن
حفنة من وطن
رقم القصيدة : 6957
-----------------------------------
أزِفَ المساءُ,
وما تزالُ قصيدتي
تجترُّ آخر ومضةٍٍ للبدءِ..
ترنو نحوَ فجرِ الخاتمةْ.
سفرٌ طويلٌ..
آهِ ياجسرَ الظلام ِ
وما أشَقَّ السير في دربِ الذئابِ
على ركام ٍمن صقيع ِالليل ِ,
(1/14660)
________________________________________
يرتدُّ النداءُ إلى ضُلوعي
كلما أعلنتُ ميلاداً لعنوان ِقصيدةْ
هكذا تُغتالُ أحلامُ الذي, يرنو الى القمَم ِالبَعيدةْ
فمتى ستحتفلُ النجومُ
عليكَ يا جسرَ الظلام ِ..
متى ستكتملُ القصيدةْ؟
قَلّبتُ أيامَ الرجال ِجميعَها,
فوجدتُها عَبثاً تلوح ُوتَختفي,
هل لي بأيام ٍجديدةْ؟
أنظلُّ نلهثُ خلفهُ؟
وهو المؤرّقُ خلفها
أنظلُّ بينهما وخلفهُما
نصفِّقُ ثم نرقُصُ ثم نسكنُ فوقَ أنقاض ِالوطنْ؟
يتربعُ التلمودُ فوقَ رؤوسِنا.. فمتى سيسقطُ؟
هل سيهوى تحتَ أقدام ِالحفاةِ
مُكَبّلاً بالإعترافِ
وهل سينتعِلُ الحفاةُ حذاءَهم؟..
من بعد طولِ السيرِ فوقَ الشوكِ
في الرمضاءِ
أم..
سنظلُّ نلهثُ خلفهُ
ويظلُّ يلهثُ خلفها
ونظلّ بينهما وخلفهما
نصفّق ثم نرقُصُ ثم نسكُنُ
فوق أنقاض ِالوطنْ
ونقولُ أن جميعَ من رضَعَ الولاءَ
بقصعةِ التضليل ِمفطورٌ على حُبِّ الوثَنْ
يا أيها الشعبُ الذي مازالَ غَضاً
رغم أسواطِ الجفافِ..
لقد ضربتَ بعرقِكَ الحرِّ الترابَ كنخلةٍ,
فارفعْ جبينكَ..
إن في الأفق ِانتصاراً
ليس يعرفهُ سواكَ
فعد لنخلتكَ القديمةِ
والْثُم ِالصحراءَ,
واحمِلْ حفنةً, تجدِ الخريطةَ تستريحُ براحتيكْ
وارْسم تضاريسَ البلادِ
على الترابِ
كما تريدُ بمقلتيكَ
مُحطّماً كل الثوابتِ والحدودِ,
لكي تفوزَ بطلقةٍ..
أو تنتصرْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الحجر الأول
الحجر الأول
رقم القصيدة : 6958
-----------------------------------
الحجرُ الأولُ,
تعريةٌ للوجهِ الأولْ
والوجه الأولُ
مرآةٌ للوجهِ العشرينْ
والحجرُ الأولُ,
إلحادٌ بِنُبوءاتِ الدجّالينْ
يا أبناءَ الدين ِ
ويا أبناءَ الطينْ
إن كُنّا, من فرطِ الرهبةِ والتَدجينْ
نتآزر في يوم ِالأرض ِ
فتآزُرُكم من تشرينَ الى تشرينْ
يا أبناءَ المقهورينْ
حُلّوا بالحجرِ الجلمودِ قضيّتَكمْ, ودعونا
لا سلعةَ تُرضى حاجَتكم
في أسواق ِالنخّاسينْ
صُغتم بالطين ِقصيدتكُمْ, فتألقتمْ
(1/14661)
________________________________________
وتألّقْنا في التلحينْ
موتوا في الداخل ِأحراراً
لا تنتظروا,
لا وقتَ لديكم للصبرْ
لن تأتي قافلةُ التموينْ
لهبٌ في الداخل ِوالخارج ِ, والسكينُ هي السكينْ
لا تقتبسُوا مِنّا نَصراً..
فالنصرُ بداخِلكم أنتمْ
أما نحنُ,
فسلسلةٌ للقمع ِمُوثّقةٌ,
ما بينَ سجين ٍوسجينْ
يا فرسانَ اليوم ِ
ويا أبناءَ الأمس ِ
ويا أحفادَ الأميّينْ
جودوا بالنّفْس ِوبالنّفْس ِ
فمليوُنُ أجيرٍ ثوريٍّ,
لا يرقى لحذاءِ صغيرٍ, يتوارى بجدارِ القُدس ِ
لا غِشَّ اليومَ,
ولا تزييفَ, ولا تحريفَ, ولا تلوينْ
العالمُ يلهو ويُغنّي..
والقدسُ حَزينْ
يا لَمَمَ النّصرِ المخروق ِ
ويا ألمَ القرن ِالعشرينْ
يا نصفاً يفترشُ التقوى,
والآخرُ يلتحفُ الطينْ..
لَستُم أصحابَ فلسطينْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> أنت القضية
أنت القضية
رقم القصيدة : 6959
-----------------------------------
شكراً لأصحابِ الفضيلةْ
أفتيتمونا يا رجال
فالصّمتُ فتوى, عندما كبرَ السؤالْ
والجهرُ بالفتوى رذيلةْ.
لا تسألوا كيف انخمادُ النارِ يسبقُ الاشتعالْ
لاتسألوا..
فالعارُ يغزو آخرَ الصفحاتِ من تاريخنا,
والشمسُ ترنو للزّوالْ
وعمائمُ الثوار ِمجهدةٌ
بفقهِ البيع ِ, والذّبح ِالحلالْ
فمتى ستنتفضُ الجبالْ
ومتى ستبعثُ هِمّةُ الفاروق ِ
من تحت الخرائب ِوالرّمالْ
ُربعُ الخريطةِ عُزّلٌ ومشردونْ
والماكثونَ المتخمونَ على نفاياتِ الموائدِ
لا يجيدونَ القتالْ
فإلى النضال ِ, إلى النضال ِ, إلى النضالْ.
جفل الغضنفرُ, عندما زأر الغزالْ
يا أيها الطفلُ الذي
لم يدرِ ما طعمُ الدلالْ
كبر السؤالْ,
من ذا يُزيلُ الشكَّ من صدرِ السؤالْ
كبر السؤالُ على الرجال ِ
فمن لأحلامِ الرجالْ
يا أيها الطفلُ الذي
ما عادَ يُصغى للخَطَرْ
حَطّمْ قِرابكَ في زمان ِ الذُلِّ
وامتشق ِالحجرْ
أنتْ الجِبالُ,
وما عداكَ غثاءُ أوهامَ تذوبُ
إذا تَسَاقَطَ من محيّاك المطرْ
يا من يُسَطّرُ بالحجارةِ,
(1/14662)
________________________________________
قصةَ الفجرِ الجديد المُستعِرْ
عفّرْ جبينكَ في ترابِ القدس ِواعتزل ِالبشرْ
وانهضْ إلى شمس ِالحياةِ مُعاهداً, ومُعانقاً
فالكل قد لَزِمَ الحُفَرْ
أنت القضيةُ,
أيها الموؤودُ في رحم ِالقضيةْ
أنت القضيةُ, والوَصيةُ للبقيةْ
فاعلق برحمِ الأرض ِ,
لا تَدع ِالوصيةْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> فنجان القهوة
فنجان القهوة
رقم القصيدة : 6960
-----------------------------------
الليلُ كئيبٌ جِداً
وشريطُ النورِ كمنشنقةٍ
تتسلّلُ من ثقبِ البابِ الموصودْ
والقافلةُ لها وقعٌ مُختلفٌ
فوقَ رمال ِالصحراءِ العُظْمىَ
والأنباءُ مُسَوّرَةٌ
والقاعةُ مُحْكَمَةُ الغَلْق ِ
وباردةٌ كَسِني القَحطِ
ونارُ الكاهن ِ, لاتوقَدُ الا لبخورِ السّحرِ أو التنجيمْ
لا قهوةَ حتى اللحظةِ..
ما اعتدنا أن نشربَ قهوتنا باردةً
فالأوطانُ لها نارٌ,
لا تخبو أبداً في الليل ِ
ولا تخمدُ حتى في الأحزانْ
يا نارَ البدوى, لقد خبتِ النارُ,
فلا عدنانَ , ولا غسّانَ, ولا قحطانْ
لا يخدعكَ ضجيجُ القوم ِ,
إهابُ الثعبان ِالأرقطِ لا يستُرُ إلا الثُّعبانْ
أشعِلْ ناركَ يا بدوي وجرّبهمْ,
واصرخ..
من يشرب هذا الفنجانْ؟
سَتظلُّ تُنادي وتنادي..
لكِنْ لنْ يبردَ فنجانُك يا بدوي,
أدر ظهرَكَ للقاعةِ,
واصرخْ ثانيةً,
من يشربُ هذا الفنجانْ؟
ستوافيكَ الأرضُ بأجيال ٍ,
ما أعددتَ لهم من قبلُ..
يُحِبّونَ القهوةَ والثأرَ
إذا كان البُنُّ يمانياً ..
دعنا نَشربْها ساخنةً من غيرِ نُواح ٍوعُواءْ
ثم نَشُقُّ الصحراءَ بكل عتادِ الحربِ
نَشُقُّ الصخْرَ..
ونُبحِرُ عبرَ الميّتِ للأَحياءْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> أحلام المنى
أحلام المنى
رقم القصيدة : 6961
-----------------------------------
يا أنيسَ النّفس ِدَعْ عنكَ البُكاءْ
لا يدومُ الحزنُ ما دامَ الرّجاءْ
مسكنُ الطيرِعلى أوكارهِ
غير أن الطيرَ يشدو في السماءْ
(1/14663)
________________________________________
فابتسمْ كالفجرِ كالشمس ِالتي
عَطرتْ بالنورِ أرجاءَ الفضاءْ
وابعثِ الآمالَ تشدو حرةً
تستتشِفُّ السّعدَ من وحي ِاللقاءْ
يا حبيبي إنّكَ اليومَ معي
فرحةٌ تختالُ بين الأضلُع ِ
طيفُكَ الورديُّ قدْ أسلمتُهُ
لهفةَ المشتاق ِعندَ المضجع ِ
فاسترحْ ما شئتَ في الروح ِالتي
حطّمتْ خطبَ الفراق ِالمُفجع ِ
واتركِ الآلامَ لا تحفلْ بها
يا حبيبي إنك اليومَ معِى
لا أرى الناسِ إلا ما أرى
أنتَ من أبصرتُهُ بين الورى
لا يضُمُّ القلبُ إلا من بهِ
لا تضُمُّ العينُ الا البَصرا
سفّهِ العُذّالَ اني شاهِدٌ
أين وضعُ الشمس ِمن وضع ِ الثرى
واعتصمْ بالصبرِ واعلمْ أنني
لا أرى في الناس ِإلا ما أرى
يا شقيقَ الروح ِباللهِ متى
يُنعشُ القلبَ بلُقياكَ الفتى
إن لي نفسين ِ قد سُقتهما
في غِمارِ الشوق ِحتى ذابتَا
لَكَأَنّ القلبَ من حَرِّهِما
بين نارين جُنوناً شَبَّتَا
فمتى الأقدارُ تُسدى سَعْدها
يا شقيقَ الروح ِباللهِ متى
غَنَّتِ الأطيارُ في الروض ِالنّدِيْ
تُطربُ العشاقَ عند الموردِ
في يديها فرحةٌ تحيا بها
أين ذاك الأنسُ ولّى من يدِي؟
عَلِمَ الحُسّادُ أني عاشقٌ
من يقيها من عيون ِالحُسَّدِ
هكذا تستشرِسُ العينُ إذا
غنتِ الأطيارُ في الروض ِالنّدِيْ
أيها الساكنُ في ذاك الجبلْ
هل ترى في الأفقِ خَيطاً من أملْ
هل ترى الأحلامَ هل أبصرتَها
تتهادى فوقَ جِسرٍ من قُبَلْ
هل ترى قلباً يُجاري خَطوها
قد مضى في ركبِها ثم انفصلْ
ذاك قلبي حين أعياهُ النّوى
أيها الساكنُ في ذاكَ الجبلْ
عَطّّلَ التسهيدُ أحلامَ المُنى
وخيولُ الوصل ِتعدو بيننَا
تحملُ البُشرى الى كل البيوتْ
تطرقُ الأبوابَ إلا بابَنا
فسألتُ الخيلَ هل من خبرٍ
يقشعُ الأحزانَ من آفاقِنا
فإذا بالقلبِ يُبدي صيحةً
عطّل التسهيدُ أحلامَ المُنىَ
أغمِضى يا عينُ لا، لا تَفْضَحِي
وأبيحي السِرَّ إنْ لَمْ تَسْتَحِى
سِرّيَ المكتومُ من يدري ِ بهِ
لن يذاعَ السِرُّ إنْ لم تَشْرحي
(1/14664)
________________________________________
فاستحي يا عينُ إني صابرٌ
واكتمي الأحزانَ حتى تَفْرَحي
لا يبيحُ السِرَّ إلا ظالمٌ
أغمضى يا عينُ لا، لا تَفْضَحِى
أَلْحَقَ السُّهْدُ بِعَيْنَيَّ الأذى
وغريبُ الدّارِ دوماً هكذا
يسهرُ الليلَ يُنَاجِي قلبَهُ
وسوادُ العين ِيكويهِ القَذى
أين من عينِي زهورٌ عِطْرُها
يملأُ الأكوانَ طيباً وشَذى
كلّما أمْعنْتُ في أطيافِهِمْ
ألحَقَ السهدُ بِعَينَيَّ الأذىَ
كلما زارَ خيالٌ ومضَى
أسألُ النفسَ لماذا أَعْرَضا
كيفَ يَمضِى وأنا صبٌّ بهِ
كيفَ تغتالُ المسافاتُ الرِّضا
ما الذى نَحّاهُ عني أسوداً
بعدما وافى جميلاً أبيضا
أسألُ اللهَ لقاءً طَيّباً
كلما زارَ خيالٌ ومضىَ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> تاج الحب
تاج الحب
رقم القصيدة : 6962
-----------------------------------
جَاءتْ على زَهْرِ الصِّبا تختالُ
سَحَرَ الخمائلَ عُودُها الميّالُ
حتى اذا مالتْ وبانَ خِضَابُها
بأناملٍ غَنّى بِهِنّ جمالُ
فاحتْ زُهورُ الروض ِمن نَفَحاتِها
عِطراً تبدَّى من شذاهُ خَيالُ
تمشى كأنَّ الكونَ ذلك ملكُهَا
ولنا لها التسليمُ والإجْلالُ
فتثاقَلَتْ لما رأتني مُمعِناً
فيها بطرفٍ يعتريهِ سُؤالُ
وتَبسّمَتْ, حتى أقولُ تبسّمَتْ
وتمايلتْ, فترنّمَ الخِلخالُ
فكأنما الخلخالَ أحدثَ ضَجّةً
في خَافِقي وكأنّها الزّلْزالُ
لمّا رأتْ منى اختلاجَ مشاعرٍ
قالتْ بِهَمْسٍ: فُكّتِ الأغْلالُ
إن النفوسَ إذا تَرَنَّمَ عودُها
رقصتْ على أوتارهِ الآمالُ
فأجبتُ من قلبٍ يُلوِّعُهُ الهوى
أكذا بهمس ٍتُزْهقُ الآجالُ
لو كانَ تاجُ الحبِّ يؤخَذُ قُوّةً
لَحَظي بهِ دونَ النّساءِ رجالُ
لكنني أجدُ الغرامَ مشقّةً
عن خوضِهِ تتقاعسُ الأبطالُ
يا من كساها الحُسنُ ثوبَ شمائل ٍ
وكسا مُحيّاها الجميلَ كمالُ
قولي لطرفِكِ ينثنِي عن عزمِهِ
طرفٌ بدى منهُ الرّدى ينهالُ
فبِأيمن ِالطرفين ِحَلَّ مُقاتلٌ
وبأيْسَرِ الجفنين ِحَلَّ الخالُ
(1/14665)
________________________________________
أَمَّا أنا، فأسيرُ حَرْبِ إبادةٍ
أسدٌ تُقيّدُ مِعصميهِ غَزالُ
ما كنتُ أومِنُ بالغرام ِوبالهوى
عبثاً أراهُ تعيشهُ الجُهّالُ
حتى رأيتُ الحبَّ ذاكَ حقيقةً
لمّا تجسّد ذلِكَ التِمثَالُ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> فرط التمني
فرط التمني
رقم القصيدة : 6963
-----------------------------------
دَعِي عِزّةَ النّفْس ِتُنجيكِ مِنّي
فقد ماتَ بين الضلوع ِالحنينْ
لقد أنهكَ العُمرَ فَرْطُ التمنّى
وقلبُكِ فى جفوةٍ لا يلينْ
فأنَّى لقلبي أن يُسْتَرقَّ
وأنى لقلبِكِ أن يَسْتكينْ
لقد سقطَ الحبُّ من راحتيكِ
وأنتِ كما أنتِ لا تعلمينْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> جد يا نسيم
جد يا نسيم
رقم القصيدة : 6964
-----------------------------------
جُدْ يا نسيمُ وحَرّكِ الأَشْجَانا
قد ذابَ من فرطِ الغرام ِكِلانا
غَنّيتَ للرّوض ِالنضيرِ صبابةً
وجعلتَ من تلكَ الجبالِ بيانا
وغدوتَ لحناً رائعاً يحيا بهِ
شجرُ الخريفِ وللربيعِ لِسانا
جُدْ يا نسيمُ على الفؤادِ فإنهُ
كالمُستغيثِ يُصارعُ الأحزانا
لَهَفِي على طَرْفٍ تألّقَ رِمشُهُ
روحي إليهِ أزُفُّها قُربانا
لكأنّنَا حينَ التقينا خِلْسةً
وتَلاصَقتْ بالراحتين ِيَدانا
كالطّيرِ يسبحُ في فسيح ِسمائهِ
وكأنّ ما في كونِنا إلاّنا
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ما أجملك
ما أجملك
رقم القصيدة : 6965
-----------------------------------
يُسائِلُني القلبُ ما أذهلكْ
فهلاّ أذِنْتَ بأن أسألكْ
على وجنتيكَ احمرارُ الورودِ
فقُلْ لي بِرَبّكَ من قَبّلكْ
ومن سكبَ الليلَ في مُقلتيكَ
ومن ذا على الناس ِقد جَمّلكْ
فللّهِ في خَلقِهِ ما يُريدُ
ولِله ِدَرُّكَ ما أجْملَكْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> أكلمها
أكلمها
رقم القصيدة : 6966
-----------------------------------
أكلّمُها ولا تدري كأني
(1/14666)
________________________________________
أكلّمُ في سُكون ِالّليل ِنَفسِي
ولولا نارُها في القلبِ تَسْري
لما بالغْتُ, والأيّامُ تُنْسِى
لقد نهبَتْ من الأحشاءِ رُوحي
وأبدَلَتِ السعادةَ بالتأسَّي
فمولدُ حُبّنَا للنّفْس ِيَبْدو
كمولدِ بسمةٍ في يوم ِنَحْسٍ
أقَاتِلَتي وما أذنَبْتُ رِفْقاً
لقد غابتْ من الأكوان ِشَمْسِي
وأُحْرِقَ في ربيع ِالعُمْرِ رَوْضِي
فأَمْحَلَتِ الرُّبى وكسرتُ فَأْسِي
فَلَسْتُ مُخَيّراً في عيش ِيَوْمي
ولستُ مُسَيراً في قَتْل ِأَمْسِي
لأقتحمَ الحوادثَ وهي صَرعَى
فتذبحُنِي على وعي ٍوحِسِّ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> لا تقلقي
لا تقلقي
رقم القصيدة : 6967
-----------------------------------
لا تَقْلقِي,
ما عُدتُ في شوق ٍإلى أنْ نلتقي
ماتَ الهوى,
في زحمةِ الزمن ِالفسيح ِالضَيّق ِ
ما عُدتُ ذاك العاشقَ الموهومَ
في بحرِ الجوى,
ما عادَ جمرُكِ مُحرقي
عودي إلى صفحاتِيَ الأُولى
وفي أعماقِها طُوفي
وفيها دقّقي
سترينَنِى, شَمْساً تَذُوبُ تَلَهُّفاً
وتَسيلُ دَمْعاً, من عيون ِالمشْرِق ِ
لا تقلقِي,
مَهْما تباعَدتِ المسافةُ بينَنا
وتمزّقَ القلبُ الشقيُّ صَبابةً
لا, لنْ أقولَ تَرَفّقِي
لا تَقْلقِي.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> شيخوخة
شيخوخة
رقم القصيدة : 6968
-----------------------------------
كَبَرنا ..
تداعى بنا العَزْمُ .
ما عادَ عُكّازُنا المُتَهالِكُ
يَقْوى على حمْلِ هذا الخَرابْ .
طويلٌ هو الدرْبُ ..
يالكَ من شاعِرٍ
لا تُجيدُ الحِسابْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> حوار ساخن مع البحر
حوار ساخن مع البحر
رقم القصيدة : 6969
-----------------------------------
للبَحْرِ زُرْقَتُهُ ..
وللشُّبّاكِ آلاءٌ تدل على النّزيلْ .
والوجْهُ وجْهي ،
حيثُما يمّمْتُ لي وطَنٌ
ولكني أَحِنُّ إلى النّخيلْ .
مازادَني التِّرْحالُ
إلا رَغْبَةً في المُكْثِ ،
لكِني أبَيْتُ المُكْثَ
(1/14667)
________________________________________
حتى يُبْعَثَ السِّرُّ الذي دفنوهُ
في جَوْفِ القَتيلْ .
أمضِي ،
وتَتْبَعُني ظِلالُ السَّمْرِ أنَّى رُحْتُ ...
يَدْفَعُني إلَيَّ المُسْتَحيلْ .
بين الشَّبابيكِ التي غادَرْتُها
والبحرِ
سِرٌّ ليسَ تمحوهُ الرِّياحْ .
أشْفَقْتُ من حُمّايَ
ذاتَ صَبيحَةٍ غَيماءَ
مُنْتَصِباً ،
على قدمينِ من ثلْج ٍ
تَكَسَّرَ عندَ أوّلِ نسمةٍ ..
يا بحرُ ،
لاتدع ِ السَّواحِلَ تُشْتَرى
باللُّؤْلُؤِ المسمومِ،
لا تدَع ِ النِّساءَ
يَلُذْنَ بالحُجَج ِ الرَّخيصةِ ،
إذْ يَبُحْنَ بِسِرِّكَ الأَزَلِيِّ
في سوقِ الإماءْ .
لا تُلْقِنا حُمَماً
تَبَدَّدُ في صهيلِ الرِّيح ِ
أُغنِيَةً ..
يُحَرِّفُها السّفيهُ كما يشاءْ .
بينَ الشَّبابيكِ التي غادَرْتُها والبَحْرِ
يلْتَهِبُ الشِّتاءْ .
روحي وروحُكَ يا مُحيطُ
حمامتان ِ
تُرَفْرِفانِ على رُؤوسِ الماكِثينَ
على ظُهورِ مَطِيِّهِمْ .
مُنذُ احْتِواءِ الرِدِّةِ الأولى
وفتْحِ الشّامِ ،
حتى آخِرِ الرِّدّاتِ
في قَرْنِ القُرونِ،
وعودةِ القِرْدِ المُدَلَّلِ
في ثِيابِ الأُسْدِ
قالوا ،
سوفَ يُمْضي ليلةً أو ليلتينِ
فأكرِموا مثواهُ ..
أكْرَمَهُ الحُفاةُ،
وسلَّموهُ الدّارَ والمُفْتاحَ
وانْصَرَفوا ...
والنّوقُ غارِقَةٌ
إلى أعناقِها في الجوعِ
تنْتَظِرُ الخليفَةَ ...
والخليفةُ غارِقٌ
في ثوبِهِ الفَضْفاضِ
ينتَظِرُ السماءْ.
يانوقُ ،
هُزّي جِذْعَ هذا الكَوْنِ ..
تَنْهَمِرُ الجِبالُ عليكِ أودِيَةً
تُزَلْزِلُ هَجْعَةَ التاريخ ِ ،
تَكْنِسُ ماتشاءُ من الغُثاءْ .
أُشْرِبْتُ هذا الحُبَّ ،
حتى صِرْتُ قافِيةً
لكُل حمامةٍ
تَجْتَرُّ غُصَّتَها وتُلحِنُ في الغِناءْ.
أُشْرِبْتُ هذا الحُبَّ ،
من ظَمأِ الصَحارَى ،
من دُموعِ الوَرْدِ ،
من عَبَقِ المساءْ .
أُشْرِبْتُ هذا الحُبَّ ،
حتى عُدْتُ كالطِفْلِ
الذي عَجِزَتْ يداهُ عن الْتِقاطِ النَّجْمِ ،
فالْتَهَبَتْ دِماءُ العَجْزِ في خديهِ ثائِرَةً
(1/14668)
________________________________________
وأَجْهَشَ بالبُكاءْ.
يا بحْرُ ،
شُدَّ 'عباءَةَ اللَّيْلِ الطويلِ إليكَ
علّي أملاُ الكأسَ التي سُكِبَتْ
على ظَمَأِ الأَحِبَّةِ،
من رَحيقِ الفجْرِ
أمْلأُها ضِياءْ.
يا بَحْرُ ،
هلْ لي أن أراكَ
كما يراكَ العاجِزونَ وأستريحْ ؟
ماعدْتُ أحتمِلُ البقاءَ،
فقد تداعى ذلك الطَّوْدُ الجريحْ.
لم يبقَ منهُ سوى الظِّلال ِ علىالرِّمال ِ
ونِصفِ أُغنيةٍ حزينةْ.
لم يبقَ منهُ
سوى التَّرَقُّبِ والسَّكينَةْ.
لم يبقَ منهُ عدا أنينهْ.
للبحرِ زُرْقَتُهُ ،
وللشُّباّكِ آلاءٌ تدُلُّ على النَّزيلْ .
والوَجْهُ وجهي ،
حيثُما يمَّمْتُ لي وطَنٌ ،
ولكنِّي أَحِنُّ إلى النَّخيلْ.
فإِلامَ يَتِّسِعُ الفراغُ ؟
وتنتهي كالطَّيْفِ هاتيكَ السّفينةْ.
وأَظلُّ أسَْقِي ورْدَةً
ذَبُلَ الرَّجاءُ بفرعِها
بينَ السَّنابِكِ والصَّهيلْ.
يابَحْرُ ،
هاتِ يدَيْكَ
إنّي غارِقٌ في البَرِّ
ألْتَمِسُ النَّجاةَ
فَهَلْ إلى مَوْتٍ جديدٍ من سبيلْ ؟
خُذْني إلَيْكَ ،
إلى الجُذورِ ،
وحَرِّرِ الرّوحَ الَسَّجينةْ.
قَدْ ضِقْتُ بالسِرِّ الدَّفينِ من الفِرارِ
وضاقتِ الأَرْضُ الكَبيرَةُ بالقتيلْ .
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> عصفور المقهى
عصفور المقهى
رقم القصيدة : 6970
-----------------------------------
مكانُكَ في المقهى
.ليسَ خاليًا
بعدَ رحيلِكَ
جاءَ عصفورٌ
.و جلسَ في رُكْنِك
أتأمّلُهُ
من بعيد
مثلما كنتُ أتأمَّلُكَ
و هو يدخّنُ سيجارتَهُ
و يشردُ بعينيهِ التائهتينِ
.في الدخان
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> عودة الظل
عودة الظل
رقم القصيدة : 6971
-----------------------------------
قَدَمٌ تَذْوي ..
يَدٌ تَهْتَزُّ كالعُشْبةِ ،
عَيْنٌ تَغْرَقُ .
كَبْوَةٌ أُخْرى ...
ظَلامٌ ،
صَرْخَةٌ في الخَنْدَقِ المَهْجورِ ،
صَدْرٌ يَشْهَقُ .
وَمْضَةٌ مابينَ لَيْلَيْنِ
أَرَقْنا حَوْلَها العُمْرَ لِتَنْمو ..
(1/14669)
________________________________________
ذَهَبَ العُمْرُ وفاضَ الغَسَقُ .
بَعُدَ الشاطِىءُ ،
والبَحَّارَةُ الحَمْقى
يهيمونَ بأَحلامِ العَصافيرِ
إزاءَ المَوْجِ واللُّؤْلؤِ
يامَوْجُ ويالُؤْلُؤُ ..
ياحَتْفَ السُلالاتِ التي لمْ تَصْدُقِ البَحْرَ
أَذِقْهُمْ بأْسَ أَهْلِ السبْتِ
فالجُمْعَةُ ..
لمْ يَبْقَ منَ الجُمْعَةِ
إلا الحَشْدُ والجُبَّةُ
والصَّوْتُ الذي يعلو
بما لا يُغْضِبُ الأعْداءَ
يا مَوْجُ ويالُؤْلُؤُ ..
ما زالَ بِنا شَيْءٌ مِنَ الغَوَّاصِ
مَهْما عَطِشَ الصَّبُ إلى البَرِّ
وحَنَّ الزَّوْرَقُ.
كُنْتُ وَحْدي ،
وَسْطُ هذا الشّارِعِ المُكْتَظِّ بالغُرْبَةِ
أَشْكو كَثْرَةَ الأَحْلامِ
والسُّوقُ يُواري نِصْفَ ما يَعْرِفُ
عنْ رُوّادِهِ ،
والجُدُرُ الصمّاءُ
تُلْقي بِظِلالِ الشَّكِ حَوْلي
كٌنْتُ وَحْدي ..
أَطَأُ الشَّوكَ لِكيْلا أجرَحَ الوَرْدَ ..
فَيَبْكي الحَبَقُ .
كُنْتُ أَقْتَصُّ بصوتي لِقطيعٍ
حَظُّهُ فَيضُ سَرابٍ
وَرِقابٌ كرِقابِ العيرِ
تُقْتادُ إلى الجَدْبِ
وسيْفٌ نَزِقُ.
بَيْنَ لَيْلَيْنِ ..
ومازال رُغاءُ النُّوقِ
يَرْتَدُّ من الصَّحْراءِ في قلبِي
ولَحْنٌ سَرَّبَتْهُ الرِّيحُ من ثُقْبِ جِدارْ.
كانَ ذاكَ اللَّحْنُ ظِلِّي ...
لّسْتُ أَدْري ،
أينَ ولّى عندما غاب النَّهارْ .
لستُ أدري ..
أتُرَى أُمسِكُ ظِلِّي ؟
أم تُرَى أنْفُذُ مِثْلَ الظِلِّ
من هذا الحِصارْ ؟
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> برتقال
برتقال
رقم القصيدة : 6972
-----------------------------------
بينَ تلكَ الوُجوهِ الكئيبةِ
كانَ يطوفُ بسلَّتهِ
كانَ يهمسُ في حذَرٍ .. بُرْتُقال .
شَاحِبَ الوَجْهِ كانَ كعادتِهِ
حينَ يحمِلُ تلكَ الأمانةَ
عبرَ الحدودِ على رأسهِ ،
ثم يُلقي بنعليهِ في حُفرةٍ بالجِوارِ
لكي لا يُثيرَ الثعابينَ
وهي تُؤَدِّي غريزَتَها الأُمَمِيَّةَ في حَقْلِهِ.
إنهُ الآن يجتازُ سوقَ الحِدادةِ
حيثُ تُصَبُّ السُيوفُ القَديمةُ آنِيةً
(1/14670)
________________________________________
والبنادِقُ أرْصفةً لعُبورِ البهائمِ
أما المُدي ،
فتُسَنُّ لصَدِّ هجومٍ قَريبْ .
إنهُ الآنَ يُسْقِطُ سلَّتَهُ
بعدما أمِنَ الوضْعَ من حولهِ
في القليبْ.
إنهُ الآنَ ينبُشُ قبْراً قديمَ المعالِمِ,
يُخْرِجُ من جوفهِ سلَّتهً
مثلَ سلَّتِهِ
إنهُ يَرْجِعًُ الآنَ أدراجَهُ ...
هامِساً ،
بينَ تلكَ الوجوهِ الكئيبةِ
في حذرٍ ..
برتقالْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> حلمنا الصغير
حلمنا الصغير
رقم القصيدة : 6973
-----------------------------------
على ضفافِ حُلمِنا القصيرِ
نَنْتهي ، حِكايتينِ
بينَ هذهِ البُيوتْ.
نُطَمْئِنُ الحياةَ بالحياةِ
والسُّكوتَ بالسُّكوتْ.
ونُطلِقُ العُيونَ ،
حَيثُ ينتهي الزمانُ والمَكانْ .
وحَيثُ تَخْلَعُ النُّفوسُ حُلَّةَ التُّرابِ ،
يورِقُ انتِظارُنا الطَّويلْ.
نميلُ كيفَ مالَ ظِلُّنا ،
كالنَّخْلِ حينِ تَهْدأُ الشّمالْ.
وظِلُّنا يميلُ كيفما نميلْ.
على ضِفافِ حُلْمِنا القصيرِ
بيتُ عَنكبوتْ.
يَزُفُّنا إليهِ حينَ تَغْرَقُ الجِبالْ.
فَنَرْتَمي ، فراشَتينِ ،
حولَ شَمْعةٍ تموتْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> خلف بوابة الثلاثين
خلف بوابة الثلاثين
رقم القصيدة : 6974
-----------------------------------
تَجَهَّمَ وَجْهُ الكَلامِ
فماذا تقولْ ؟
ثلاثون عاماً،
ومَهْدُكَ بَرْدٌ بكل الفُصولْ.
ثلاثون عاماً،
تُباغِتُكَ الطَّعناتُ
وتَهْوي عليكَ القِلاعُ.
ثلاثون عاماً ،
وأيَّامُكَ الحالِماتُ تُباعُ.
ثلاثون سهماً ،
يغورُ بقلبِكَ
كي لا تجوعَ السِّباعُ.
يقولون: خُذْ ماتشاءُ
وخَلِّ المراكبَ تمضي ...
وأنَّى يعودُ بما يدَّعون الشِّراعُ.
ثلاثون عاماً من الجَدْبِ،
تجثو على مِنْكَبيكَ،
ومازِلتَ خِصْباً،
وحولَكَ يَنْتَحِبُ المُتْخَمونَ الجِياعُ.
ثلاثون تمضي
كَمَرِّ السَّحابةِ
من مشهدٍ تَسْتَخِفُّ به الكائناتُ
إلى مشهدِ.
ثلاثون تمضي كأُنشودةٍ
(1/14671)
________________________________________
في مهبِّ الرِّياحِ بلا مُنشدٍ.
ثلاثون تَصْفَرُّ في أُمِّها
وتُكابِرُ رَغْمَ السَّلامْ.
ثلاثون تُفْصِحُ
لمَّا تَجَهَّمَ وَجْهُ الكَلامْ.
على بابِها سورةُ الفَتْحِ تُتلى ...
وطفلٌ له ساعدانِ من الصَّخْرِ
يَسْتَمْطِرانِ الغَمامْ.
وعينانِ مِلْؤُهُما الثأرُ،
تَلْتَهِمانِ المَدى ..
وصوتٌ توالدَ
بين الشِّفاهِ وبين الصدى.
تُخاتِلُني نَجْمَةُ الفَجْرِ،
تَأْخُذُني من يَدَيَّ إلى خيمةٍ في العراءِ
لِتَنْثُرَني حَوْلَها زَنْبَقاً وندى.
وتَسْكُبَني كالضِّياءِ على قِبْلةِ الفاتحينَ
أُعاهِدُها مسجداً مسجدا.
خذوني إليها ..
فمازال في وجهِها عتبٌ
أن تأخَّرتُ ،
أُقْسِمُ لاعُذْرَ لي ..
غيرَ أنَّ السلاحِفَ أسرعُ مما ظننتْ.
فها هي تمضي بأسْفارِها في البلادِ
تُمَهِّدُ للدَّوْرَةِ الأَلْفِ ..
ما أسرعَ السُّلُحْفاةِ
إذا كبَتِ الخيلُ في ظِلِّها.
رُوَيْدكِ عُصْفورةَ القلبِ
لاتهجُري عُشَّكِ الأبديّ،
فهذا السَّحاب سيُمطرُ حتماً
بُعيدَ الثلاثينَ،
من جوفهِ
سيدا .
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> مدخل
مدخل
رقم القصيدة : 6975
-----------------------------------
هربًا
من زمانِ القُبْح
تختبئُ الملائكةُ
.في عينيك
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ورقة متأخرة إلى شرم الشيخ
ورقة متأخرة إلى شرم الشيخ
رقم القصيدة : 6976
-----------------------------------
" قالتِ الأَعرابُ آمَنَّا " ..
فما باعوا مطاياهُم
وماشَدُّوا على الجوعِ حِزاما.
وهوى النَّجمُ،
فما أغْروهُ بالمُكثِ
وماهَبُّوا من السَّهْلِ ،
إذْ انهارَ بنا الطَّوْدُ قياما.
ودعا الدّاعي ،
فكانوا آخِرَ الرَّكْبِ
وراءً وأماما.
أيُّها الحادي،
أما في الأُفْقِ بَرْقٌ،
يَقْدَحُ الكَوْنَ دَوِيَّاً وغَماما ؟
خَيَّمَ اللَّيلُ،
فكُنَّا صَمْتَهُ المُطْبِقَ
إلا صَرْخةً تَذْوي بأوْداجِ الثَّكالى
وبقايا غُصَّةٍ تحبو على القَلْبِ
(1/14672)
________________________________________
ونَفْساً فاتَها الدَّهْرُ عِظاما.
أيها الحادي،
إذا ما أُتْخِمَ الرّملُ بأحلامِ الطواويسِ
وغَصّ العُشْبُ بالدَمْعِ ،
فأيُّ اللَّحْنِ يُنْجيكَ من الرّومِ ؟
وأي الصّمتِ يَحْميكَ من الرَّملِ ؟
وإن كُنْتَ تناهَيتَ حنيناً وهُياما.
قَدَرُ اللهِ ،
بأن تسْكُنَ كالرِّيحِ
" بِوادٍ غيرِ ذي زَرْعٍ "
بِقَلْبٍ يافِعٍ يهْفو إلى القطْرِ
لِتَنْمو بينَ جَدْبينِ
يسومانِكَ كِفْلَيْنِ من القَحْطِ
لِما أعْلَنْتَ في الأعرابِ
لَمَّا آثَرَ الجهلَ أبو جهلٍ
وآثَرتَ البواريدَ
وأرْخيتَ إلى اللهِ الخِطاما.
كُلُّنا حادٍ،
دعِ النَّخلةَ تُلقي ظِلَّها الوارِفَ في القَلْبِ
فإناَّ أٌمَّةٌ، تَمْتَدُّ كالظِّل
إذا مالَ بها الوَقْتُ
وكالنَّخْلةِ ،
لاتَطْرَبُ إلا تَحْتَ جَمْرِ القَيظِ
إنَّا أُمَّةٌ، تَغْسِلُ بالموتِ خطاياها
ولاتُذْعِنُ ،
مهما كانَ شَرْمُ الشَّيْخِ رومِيّاً ..
دَعِ النَخْلَةَ تُلْقي ظِلَّها الوارِفَ
أَكْفاناً على القُدْسِ
فَقَدْ ألَْقَيْتُ روحي قبْلَها في النِّيلِ،
واخْتَرْتُ من الحورِ اللَّواتي
مَسَّهُنَ الضُّرُّ في الأرْضِ
وما ساوَمْنَ في حَبَّةِ قَمْحٍ.
كُلُّنا حادٍ،
وهذا اللَّحْنُ لا يَفْتُرُ
مَهْما فَتَكَ الثَلْجُ بِأقْدامِ مطايانا
فَنَيْنا فيهِ أَنْغاماً
وأَفْنَيْنا فُصولاً لا تَفي بالعَهْدِ
حتَّى ضَحِكَ الوَرْدُ
فَكُنَّا لَونَهُ الزَّاهي.
أَتَيْنا من لَهيبِ الوَقْتِ
نَجْتَرُّ مَرايانا بِلا وَجْهٍ
تَوَحَّدْنا بِهِ،
بَعْدَ نُضوجِ اللَّوْزِ،
صِرْنا وَجْهَهُ الباهي.
أتَيْنا
كَيْ نُعيدَ الزَّيْتَ للزَّيْتونِ
قَبْلَ القَطْفَةِ الأولى.
وَنُلْقِي جَمْرةَ اللهِ
على الأَرْضِ
لَقَدْ ضاقَ بِنا الكَوْنُ
ومازِلْنا نُغَنِّي عَوْدَةَ الطَّيْرِ
الذِّي يأْكُلُهُ المَنْفَى ..
شَرِبنا البَحْرَمرَّاتٍ
على بوَّابةِ النّهْرِ
فَما قَرَّبَنا المِلْحُ
إلى اللاّةِ ولا العُزَّى،
ولَمَّا اسْوَدّ وَجْهُ العُرْبِ
(1/14673)
________________________________________
صِرْنا صَفْحَةً سَوْداءَ
في إضْبارَةِ الدَّهرِ.
أَجَلْ إنَّا نُحِبُّ المَوْتَ،
حتَّى تَطْفَحَ البِئْرُ بِما فيها ...
وتُلْقَى رايةُ الأَعْرابِ
والحاخامُ في البِئْرِ.
أَجَلْ إنَّا نُحِبُّ المَوْتَ،
حتَّى تَرْتَوي الأَحْجارُ
بينَ القبْرِ والقَبْرِ.
أَجَلْ إنَّا نُحِبُّ المَوْتَ
في الإصْباحِ والإمْساءِ والفَجْرِ.
نُحِبُّ المَوْتَ،
مَهْما قالتِ الأعْرابُ آمنَّا
بِفَتْحِ البابِ
للخَفَّاشِ والعَنْقاءِ والنَسْرِ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ساكن الظل
ساكن الظل
رقم القصيدة : 6977
-----------------------------------
ألا أيُّها المُتَوَشِّحُ ثَوْباً من الحُزْنِ،
أسْهَبْتَ في الصَّمْتِ ..
ما كُنْتُ أَعْلَمُ
أن الَّذينَ يُقيمونَ في الظِلِّ مَوْتى
إلى أنْ تَقَيَّأتَ ظِلَّكَ ..
كُنْ كَيْفَما شِئْتَ وارْحَلْ
أو ابْقَ معي في القصيدةِ ،
من ذا يُعيدُ إلى الجَسَدِ المُتَخَشِّبِ
ماءً تَبَخَّرَ كالعُمْرِ
سُقْني إليكَ
فقد أزِفَ اللَّيْلُ
واحْمَرَّ وجَهُ السَّماءْ.
أرِحْني ...
وخُذْ بِيَدَيَّ إلى حَيْثُ تَكْمُنُ
فالوَقْتُ أقْصَرُ مما تَظُنُّ
وذاكَ الشُّعاعُ الكَسيرُ
سَيُلْقي بنا في الخَليجِ المُسَهَّدِ ..
أيُّ السَّبيلينِ أوْلَى بهذا السكونْ.
أنا ما تَعَفَّفْتُ،
إلا لأَنَّ اشْتِياقِيَ
أجْمَلُ مِمّا يُخَبِّئُ هذا المساءْ .
سأكْتُبُ حتى الصَّباحِ،
لَعَلَّ الدَّقائِقَ توصِلُ مابينَ قلبي
ومافاتَنِي من حُروفِ الهِجاءْ.
لَعَلِّي أُكَحِّلُ عَيْنَيْكَ بالدَّمْعِ
قبلَ الفِراقِ الطَّويلْ.
تَفَيَّأتُ ظِلَّكَ ..
لكِنَّ بَيْنِي وبَيْنَكَ نِفْطُ القَبيلةِ
ليْتَكَ تُشْعِلُ هذا الفَتيلْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> غربة وغبار
غربة وغبار
رقم القصيدة : 6978
-----------------------------------
وهُنالكَ،
حيثُ يلوذُ القلبُ بذكراهُ الأولى ..
باللَّهْفَةِ للقافِيةِ البِكْرِ ،
(1/14674)
________________________________________
وبالجذعِ الشّامِخِ في الصَّحْراءْ.
تحتَ سماءٍ،
تحْجِبُها أشجارُ الثَّلْجِ
تَوَسَّدْتُ الوَحْشَةَ
بين النارِ وبين الماءْ.
تغفو عينايَ على جِذْعٍ
في الغُرْبَةِ لا يَعْرِفُني،
ويباغِتُني الصَّمْتُ بصوتٍ،
يهتفُ في أُذُنَيَّ تَأَخَّرْتَ كثيراً ..
عبثاً هذا القلبُ
يطاردُ حبّةَ رملٍ
تحملها الرّيحُ
وقد غابَ السّاحِلُ والميناءْ.
يا وطناً
غيّبهُ البحرُ وراء البحرِ
أراك بقلبيَ طِفْلاً ..
يحملُ في كفَّيْهِ الشَّمْسَ
وأُماًّ ،
في زاويةِ البابِ تُوَدِّعُني.
وقصيدةَ شِعْرٍ
سطَّرَها الدّربُ على زُوّادَةِ دَرْبي.
ياوطناً ،
غَيَّبَهُ البحرُ وراء البحرِ
أراك بقلبي.
تنفضُ عن كَتِفَيَّ غُبارَ الغُربةِ،
تَنْضَحَ ماءَ الوردِ على وجهي،
وتُخَضِّبُ رأسيَ بالحِنّاءْ.
وطني،
يا أفصحَ ملحمةٍ خرساءْ.
وطني،
يا أصدقَ لحنٍ في الكونِ
ويا أعذبَ ماءْ.
يانخلةَ مريمْ
ياقبرَ ابنِ العاصْ
يابحرَ عمانْ
ياجبلَ الطورِ ويابغدادَ وياصنعاءْ.
حسبي في هذا العرسِ الشّوقْ.
ماجئتُ لكي أشربَ نخبَ الوهمِ،
فقد آثرتُ الغُربةَ
حتى يوصلَ هذا الطّوقْ.
حتى تنطلقَ الناقةُ من مَعْقِلِها
تطوي الأرضَ
مُحَمَّلةً بِلبانِ ظَفارْ.
وتعودُ تُفتِّشُ عن ذاك الرّقَمِ الساقِطِ فينا
لتُعيدَ القيمةَ للأصفارْ.
منذ سنينَ ،
وخيمتُنا مطفأةُ العينينِ
على دربِ وبارْ.
غارقةٌ في الصّمتِ الأعجمْ.
مبهمةٌ كالقَدَرِ المُبهمْ.
شامخةٌ في غاربِ سفحٍ ينهارْ.
ياسوقَ عُمانَ
لقد نَفَقَتْ قافِلَةُ التُّجَّارْ.
ياأهلَ عُمانَ لقد طَلَعَ الفَجْرُ
ولم نَشْتَمَّ دُخانَ السَّمْرْ
من أَطْفَأَ تلكَ النّارْ ؟
من جاءَ بأصنامِ قريشَ
إلى هذا السّاحِلْ ؟
من ساقَ إليها النّخلَ قرابينَ
لكي يُنْحَرَ فَجْراً
بخناجِرِ أهلِ الرّدّةْ ؟
من خَصَّ ابنَ الهيجاءِ بنيشانِ النَّصْرِ
لموقعةٍ لم تولدْ بعدُ
تُسَمّى طُنْبُ الكُبْرى ؟
من عَلَّمَ بُطْرُسَ هذا
فنّ القرصنةِ الدّوليةْ ؟
(1/14675)
________________________________________
ليحاصرَ قافلةَ ابنِ عميرٍ
خلفَ متاريسِ الصّومال.
أذِّن في هذا البحرِ الرّاكِدِ
يامُصْعبُ
أن الحربَ صليبِيّةْ.
وجياعُ القرنِ الأفريقيِّ
تُدَجَّنُ تحتَ مخالبِ كلبِ الرّومْ.
أذِّن يا مُصْعَبُ،
علَّ البَحرَ الرّاكِدَ هذا يَغضبُ
أوْ ينتفضَ النَّهْرُ
هنالِكَ في الخُرطومْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> إنهم لا يموتون
إنهم لا يموتون
رقم القصيدة : 6979
-----------------------------------
قَضَى اللَّيلُ وانْتَبَهَ النائِمونَ
على وَهَجِ الشَّمْسسِ.
كانوا يُعِدُّونَ حُلماً جديداً
يرونَ بهِ كُلَّ مافاتَهُم
في النَّهارِ البَعيدْ.
وكانوا يَصُكُّونَ أوراقَهُم
للبَقاءِ وللمُلكِ،
حينَ اطْمَأنُّوا إلى غَيْمَةٍ،
زعموا أنّها سوفَ تَهْمي
على غَرْسِهِم.
وظَنُّوا بأنَّ السَّماءَ
تُبارِكُ ما يَدَّعونْ.
قَضَى اللَّيْلُ
وانْتَبَهَ النَّائِمونَ
على صوتِ يحيى،
على عِطرِهِ،
على وقْعِ أنفاسِهِ
في الزُّقاقِ القريبةِ.
قالوا،
لقد عادَ فجراً من الغيبِ
مُنْتَشِراً في البلادِ
على غيرِ هَيْئَِتِهِ ..
فهو أسرعُ مما عهدناهُ
أطولُ
أكْبَرُ
أكثرُ
عيناهُ تستطلِعانِ المدى
في الجِبالِ،
ونعلاهُ تستبِقانِ
على قُحفِ حافلةٍ في الخليلْ.
سلامٌ على روحِ يحيى
إذْ امتشقَ الصُبحَ
من غِمدهِ الأبدِيِّ بِكِلْتا يَدَيْهِ.
سلامٌ على آلِ يحيى
بما أتحفوا الكائناتِ
بهذا الطِّرازِ من الغَرْسِ
هُمْ أُمَّةٌ لا تموتُ ..
إذا ماقضى بُرعُمٌ نَحْبَهُ
نالَ شُرَّتَهُ من يليهِ.
سلامٌ على أُم يحيى
بما أَرْضَعَتْهُ وما لقَّنَتْهُ التَّمَرُّدَ
حتى تضائلَ عُمرُ المسافاتِ في مُقلتيهِ.
يقولونَ عادَ،
وماذاكَ إلا عَطاءُ المُقِلِّ
فأُمُّ النُّبوءاتِ حُبْلَى
بِخَلْقٍ جَديدٍ من الجِنِّ والإنْسِ
ينتظرونَ الأذانَ
على شَفةِ النَّهْرِ واللاّحقينَ بهِم
لكي لا تكونَ لذي حُجَّةٍ حُجَّةٌ
في القُعودِ على سُرُرِ الخائفينْ.
أتى غَضَبُ اللهِ،
(1/14676)
________________________________________
فاسْتَبْشِروا بالقِطافِ
لقد حانَ مَوْسِمَكُمْ آلَ يَحْيى،
فها قدْ تهاوتْ قرونُ الشياطينِ
ممَّا تَسومونَهُم من عذابْ.
أتى غَضَبُ اللهِ،
فلْتَشْتَري كُلُّ باذِرَةٍ غَرْسَها
ولا تَحْزَنَنَّ إذا ما ذَوَى في الهَجيرْ،
فهذا الغِراسُ
جديرٌ بأَلاّ يموتَ،
وإن شَح في خَلَدِ القانِطينَ السّحابْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> على الطريق
على الطريق
رقم القصيدة : 6980
-----------------------------------
صحائِفُ تَنْطوي.
لُغَةٌ تَوَسَّدُ عُجْمَةَ الأعْرابِ،
رَكْبٌ كان ينوي السَّيرَ
لولا نَجْمَةٌ أَفَلَتْ.
ذُهولٌ هذه الأمْصارُ
لا حِسٌّ ولا خَبَرُ.
كأنَّّ اللَّيلَ حينَ يَلُفُّها
في صَدْرِهِ الثَلْجِيِّ
مَقْبَرَةٌ
تَمُرُّ حِيالها الآمالُ مداً
ثم تنحَسِرُ.
لنا فيها قُلوبٌ
جُلُّها الأحْزانْ.
مُعَلقَةٌ على أبْوابِ مَنْ رَحَلوا ..
وأَسْيافٌ تَقيءُ الصَّبْرَ،
ذابلةٌ على الجُدْرانْ.
تَضيقُ إزاءَها السُبُلُ.
أُسائِلُ كيفَ يَلقى اللهَ
مَنْ يَهْوي بِخَنْدَقِ
من يرى في الصُّلْحِ مَأْرَبَهُ
ولا يهْوي على الأنْفالِ
وِرْداً في الدُجى الكابِي
إذا ما أَسْرَفَ السُّلْطانْ.
وأَسْألُ كيفَ يَلْقى اللهَ
مَنْ لا يَقْتَني كَفَناً
وسَهْماً من سِهامِ اللَّيْلِ
يَتْلوهُ على بَوابةِ الشيشانْ.
كأَنِّي موضِعٌ للطَّعْنِ
بينَ ضُلوعِ هذا الفَجْرِ
يَنْزِفُ ثَوْرَةً
كالبحرِ فوقَ سَواحِلِ الأمْواتْ.
لَعَلَّ الرَّمْلَ يُنْكِرُ بَعْضَ ما أَنْكَرْتُ
ساعَةَ حَرَّفَ المُرْتَدُّ سِفْرَ الحَرْبِ،
ثُمَّ تَأَبَّطَ التَوْراةْ.
لعلي أُلْهِبُ الجَمْرَ الذي
أَلِفَ الرّمادَ، تَطَيُّراً بالثَلْجِ،
علِّي أوصِلُ المَدَّ العَظيمَ
بما تَكَسَّرَ من فُروعِ النّهْرِ،
فالنَّخْلُ المُؤَمَّمُ
ظامِئٌ مثلي ..
يُرَدِّدُ ،
كانَ ياما كانَ
حَوْلَ قليبِنا هذا ..
وجَفَّ الماءُ
جَفَّ الماءُ
جَفَّ الماءُ.
صناديدَ الجزيرةِ
(1/14677)
________________________________________
كيفَ نحيا دونما رِيِّ ؟
نُحاصَرُ كالنِّياقِ الجُرْبِ
بينَ النِّفْطِ والصَّحْراءْ.
و جَفَّ الماءُ
جَفَّ الماءْ
جَفَّ الماءْ
صناديدَ الجزيرةِ
كيف نُوقَ الذُلَّ ؟
والقُلَّيْسُ يَقْعي تارةً أُخْرى
على هاماتِنا الشَمَّاءْ.
وجَفَّ الماءُ
جَفَّ الماءُ
جَفَّ الماءْ.
صناديدَ الجزيرةِ
أَيُّ دينٍ ذلك الموقوفُ
بينَ زِيارَةِ الأمواتِ والفُقَهاءْ.
صناديدَ الجزيرةِ
لَسْتُ إلا موضِعاً للطَّعْنِ والتَّمْزيقِ
فلتَمْضِ السِّباعُ
بهذهِ الأشْلاءْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الطريد
الطريد
رقم القصيدة : 6981
-----------------------------------
رَأَيْتُكَ ذاتَ هَجِيرٍ
تَجُرُّ السَّلاسِلَ
والشَّمْسُ تَقْدَحُ في أُمِّ رَأْسِكَ
ناراً خُرافِيَّةً ..
كنتَ وحدَكَ
بينَ الجَزيرةِِ والشّامِ
تومِئُ في سَخَطٍ للقَوافلِ
مُتَّشِحاً بالسَّرابْ.
وها أنْتَ ذا،
تَتَفَيَّأُ ظِلَّ البنادِقِ،
توصِلُ أوَّل هذا التُّرابِ بآخِرِهِ
والقوافِلُ حولكَ
تُلقي بأوراقِها في الترابْ.
ولو أنَّ أهلَ القُرى آمنوا،
لَوَضَعْتَ السِّلاحَ،
وأَسْرَجْتَ خيلَكَ غَرْباً
تُريدُ بها وَجْهَ ربِّكَ
لكنّهُم مَرَقوا
كالذِّئابِ الطَّريدةِ من كُلِّ بابْ.
ستبقى وحيداً
تُكَفْكِفُ عن مُقلتيكَ النُّعاسَ
تُفَتِّشُ عن نجمةٍ في السّماءِ
تُضيءُ لك الدربَ،
فالجُنْدُ خلفكَ
والجُنْدُ حولكَ
والجُنْدُ بين يديكْ.
وما نقموا منكَ
إلا أن اتَّقَدَ الحقُّ
بينَ ضُلوعِكَ
ثم انْبَرَى لَهَباً
يَتَأَجَّجُ في وجْنَتَيْكْ.
وما نقموا منكَ
إلا امْتِدادَكَ نَهْراً
بهذا الجفافِ
وشدْوَ النَّخيلِ
على ضِفَّتيكْ.
بلادُكَ تغفو على عَفَرِ الكونِ،
ثم إذا ما نَفَضْتَ غُبارَ الهزيمةِ
عن ثوبِها
و غَسَلْتَ ضَفائِرَها
بالنَّدى المُتَحَدِّرِ من زَهْرِ عينيكَ
قالوا تَمَرَّدَ
تلكَ أَمانِيُّهُمْ ..
ما راقونَ بأفواهِهِمْ
كلما شَبَّ عَمْرٌو على الطَّوْقِ
زادوهُ طَوْقاً ..
(1/14678)
________________________________________
ألا أيُّها المُتَمَرِّدُ ،
هذي الفَيالِقُ
مهما تَجَلَّى بها البَأْسُ وهمٌ.
وتلكَ السّجونُ التي ينْصِبونَ انْعِتاقُ.
وتِلْكَ الجِباهُ التي تَتَوَضَّأُ بالنُّورِ
قُدْسِيَّةٌ،
لا تَخِرُّ لِغيرِ الإلهِ
وذاكَ العِراقُ المُخَضَّبُ بالحُزْنِ
مهما توالى عليهِ الجَحيمُ عِراقُ.
ألا أيُّها المُتَمَرِّدُ،
لا يَخْدَعَنْكَ الرُّكامُ البَليدُ
بما يَدَّعيهِ
فما الحِلْمُ إنْ شَذَّ
عن مَوْضِعِ الحِلْمِ
إلا خوارٌ،
وما الحِكْمَةُ المُسْتَكينَةُ
في مَوضِعِ السَّيْفِ
إلا نِفاقُ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> فساد الملح
فساد الملح
رقم القصيدة : 6982
-----------------------------------
كساقيةٍ فوقَ هذا اليبابِ
تفيضُ بِدهرٍ منَ الصَّمْتْ.
تُقاسِمُكَ الرِّيْحُ وحشتَها والمَدى
والعيونَ اللَّواتي اشترينَكَ
من ألفِ عامْ.
أتيتَ وقد فَسَدَ المِلْحُ،
لَمْلَمَتِ الأرضُ أطرافَها للرَّحيلِ
وبَحْرٌ تَجَرَّعْتَهُ
مَوْجَةً مَوْجَةً
باعَ زُرْقَتَهُ في الظلامْ.
تدورُ وعيناكَ نافِذَتانِ
تَجوبانِ هذا الفَراغَ،
وقَلْبُكَ نافِذَةٌ للقَمَرْ.
أُناديكَ،
يابَدَويَّاً تَغَرَّبَ في جِلْدِهِ
لمْ يََعُدْ في الزَّمانِ المُسافِرِ
مُتَّسَعٌ للبَقاءِ
ولا مَوْضِعٌ للسَّفَرْ.
نُخَيْلاتُكَ الباقِياتِ على عَهْدِهِنَّ
تَحَنَّيْنَ بالحُزْنِ،
أَقْسَمْنَ ألا يُبايِعْنَ هذا الشتَاءَ
وأَلاَّ يُغَنِّيْنَ هذا المَطَرْ.
لِعَيْنَيْكَ بَوْحُ النَّشيدِ المُكابِرِ
في زمنِ الصَّمْتِ
يا موغلاً في النَّخيلِ
وفي العِشْقِ،
للذارياتِ
يَجُبْنَ ثُغورَ الصَّباحِ المُرابِطِ
يَحْمِلْنَ عَرْشَ الرّشيدِ
على سَعَفِ النَّخْلِ
بين الفُراتِ ودِجْلَةَ
يُخْفينَهُ تحتَ أصْفادِ بابِلَ
كي لايراهُ المَجوسْ.
فَها هُوَ ذا يَزْدَجَرْدُ
يُلَوِّحُ بالنَّارِ ثانِيَةً
والجزيرةُ تَجْتَرُّ حَرْبَ البَسوسْ.
وهاهُوَ يَضْرِبُ أَسْوارَهُ
حولَ أسوارِ "مالكْ".
(1/14679)
________________________________________
يُلْقي بمَرْساتِهِ فوقَ صَدْرِ الخَليجِ،
يُلَقِّنُهُ الفارِسِيَّةَ
والأَزْدُ يَحْتَلِبونَ العزائمَ
كلٌّ على قَدْرِ ناقتِهِ.
أيها البَدَوِيُّ الجَريحُ
على حَرْفِ هذا الزمانِ
إليكَ يدايَ وعَهْدِي،
وما تَرَكَ الفاتِحونَ على غُرَّةِ اللَّيلِ
فالدَّرْبُ أقْصَرُ مِمَّا تُشيعُ القبيلةُ
ذي قارُ آتيةٌ كالنّوارِسٍ
والقادِسِيَّةُ لمَّا تَزَلْ
ثّوْرَةً في الرِّمالْ.
على حرفِ هذا الزمانِ
تَطَرَّقْتُ يوماً
وأَرْسَلْتُ قلبي على غَفْلَةِ اللّيْلِ
طائِرَ شوْقٍ
يَتوقُ إلى عَبَقِ الياسمينْ.
وأَسْدَلْتُ فوقَ القديمِ منَ الشِّعرِ جَفْني ..
لَعَلِّي أَرى فيه شيْئاً
يُعيدُ الحُروفَ التي غُيِّبَتْ
في حنايا السِّنينْ.
لَعَلِّي أَرى نَوْرَساً
شاءَ ألاَّ يغيبَ طَويلاً
وآثَرَ أنْ يَسْبِقَ العائِدينْ.
على حرفِ هذا الزَّمانِ
وحيثُ تكونُ النُّجومُ البَعيدةُ
أقربَ للقلبِ،
تَفْنى المسافاتُ،
يَتَّصِلُ الصُّبْحُ بالصُّبْحِ
والبُرْتُقالُ بِيافا.
تُعودُ إلى الرَّملِ رائِحَةُ الطَلِّ،
يَلْتَحِمُ الوطنُ المُتَناثِرُ
في قلبِ سَوْسَنَةٍ
تَشْتَهي الدِفْءَ،
توقِظُنا الذِّكرياتُ
فنورقُ رَغْمَ الخَريفِ
ونُزْهِرُ رَغْمَ الشتاءْ.
هنا لا تُسيءُ الطُّيورُ
ولكنَّها تَتَطرَّفُ في الصَّحْوِ
إنْ فَسَدَ المِلْحُ
أوجُيِّرَ الشُّعَراءْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الحقيقة
الحقيقة
رقم القصيدة : 6983
-----------------------------------
غادَرْتُ يوماً دَوحَةَ الأحْلامِ،
أنشدُ دَوْحَةً أُخْرى
تُبادِلُني الحقيقةَ
فانْتَهيتُ إلى سرابْ.
سلَّمْتُ أمري ..
واعْتَزَلْتُ الرَّكْبَ،
علَّ النّاَقَةَ العَرْجاءَ
تُرْشِدُني إلى ما أشتهي ..
فهي التي تقوى
على وَهَجي وشَوْكي وارْتِحالي،
دونما لغة تُفَسِّرُ آهتي
وثباتَ رأْسي في الطَّريقْ.
خضَّبتها بالوَرْسِ
فانْتَصَبَتْ،
تَجِسُّ برأْسِها صَدْري
لِتَسْمَعَ ما أقولْ.
(1/14680)
________________________________________
ياأيُّها السِرُّ الدَّفينُ ألا انْجلِ،
قالتْ
فأَضْمَرْتُ البُكاءْ.
حدَّانِ كم أخشاهُما:
جَلَدي
ودَمْعَةَ ناقَتي.
ودَّعْتُ أرضَ المِسْكِ
مُصفَرَّ الجبينِ
كنَبْتَةٍ في الظِّل
تَحْمِلُ جَذْوَةَ الشَّمْسِ.
وخَرَجْتُ من دنيا الخيالِ
بِفِكْرَتي زمناً
يُلاحِقُني الكلامُ،
فأنْتَقي منهُ الحزينَ
لِفَرْطِ مااسْتشرَى السَّوادُ
بضِحْكَةِ الأَمْسِ.
يا أيُّها التَّاجُ المُوَشَّى بالنُجومِ
إلامَ يعبدُكَ الجرادُ ؟
وأَنْتَ أوْهى مايكونُ الجَدْبُ ..
لستُ جرادةً ..
بل صفحةُ القدرِ الذي
يَهَبُ الحقيقةَ وجْهَها.
كُنْ ماتشاءُ،
فلنْ يجيبكَ في الظلامِ
سوى الجرادْ.
ما اعتَدْتُ صدقَ نُبوءَةِ الأحْلامِ،
لكنّ الحقيقةَ كذبةٌ أُخرَى
يُسَوِّغُها الشُّذوذُ بألفِ بابٍ
كلُّها تُفْضي إليهِ.
فهل لنا بابٌ،
سوى كشفِ الغِطاءِ عنِ السُّؤالِ
وقلبِ ميزانِ الأُمورِ بِكَفَّتيهِ!
أم هل لنا دربٌ،
سوى تلك التي تَرَكَ القطيعُ
فظلَّ عمَّا يدَّعيهِ.
أنا ليس لي وجهٌ سوى وجهي،
ولا لغةٌ،
سوى تلك التي أُرْضِعْتُ
قبل اللََّثْغَةِ الأولى،
ولا قلبٌ
يُقَلِّبُهُ المُقامِرُ في يديهِ.
أنا قِصَّةٌ تُحْكى،
إذا يَبِسَ الرَّمادُ
على شِفاهِ الجاهِلِيَّةِ في عُكاظْ.
أنا همسُ ساقيةٍ بأُذْنِ الرِّيحِ
تُنْبِئُها بما قد كان
من أمرِ الذين تراجعوا
عن موكبِ الشَّهداءِ في أحدٍ.
وما قدْ كانَ من أمرِ الرُّماةِ،
وما اسْتَجَدَّ من النِّفاقِ الصِّرْفِ
والكُفْرِ البواحِ.
عن جنَّةٍ،
قالوا سترجعُ
بالكثيرِ من الكلامِ
أو القليلِ من الكِفاحِ.
أنا ما عَجِبْتُ
لمن يموتَ علىالتخومِ
فداءَ خيمَتِهِ الصَّغيرَةِ،
بل عَجِبْتُ
لمن يُريدُ الأرْضَ
كامِلةَ التُّرابِ بلا جراحِ.
أنا ليلةٌ تَعِبَ السُّهادُ بها
ونامَ مُعَطَّراً بالشِّعْرِ،
فاسْتَيْقَضْتُ
من حُلُمِ الخواطرِ،
حامِلاً قبسَ الحقيقةِ
فوقَ أكتافِ الصَّباحِ.
(1/14681)
________________________________________
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> للنخل عيون
للنخل عيون
رقم القصيدة : 6984
-----------------------------------
هل حَدَّقْتَ بوجهِ النَّخْلَةِ
إذْ هَمَسَتْ نسمةُ صبحٍ شاردةٌ
في أذنِ الزيتونْ ؟
أو باغتَكَ الفجرُ،
فجئتَ على خيطِ الشَّمْسِ
لتمسحَ دمعَتَها .. ؟
هل تدري أن النَّخْلَةَ لا تسقُطُ
في الحدِّ الفاصلِ بين القلبينِ
وتمتَدُّ إلى اليامونِ
إذا سَقَطَتْ زهرةُ لوزٍ
سهواً في اليامونْ.
هل داعبَكَ الشَّوْقُ
وأنت تَشُقُّ عُبابَ الصُّّلْحِ
بخارِطةِ الجَوْعى ؟
أم أنّكَ أحْرَقْتَ الزيتَ على بابِ أريحا،
ونثرتَ على طاولةِ البيعِ أهازيجَ الزَّعْتَرْ ؟
وَوَثَبْتَ بِخِنْجَرِكَ الثَّوْرِيِّ
على خاصِرَةِ القُدسِ
ونحنُ نراقِبُ عن كثبٍ
كالثورِيّينَ جميعاً،
ونَفَضْتَ يَدَيْكَ بلا خَجَلٍ
وأدنْتَ الخِنْجرْ.
يالغةً
تورثُني الموتَ وأعشقُها.
ماذا يُجدي الشِّعْرُ ؟
إذا غُلِّقَتِ الأبوابُ إزاءَ الشَّمْسِ
وآثَرَتِ الأزهارُ فصولاً أُخرى
وتَنَكَّرَتِ الأرضُ لقافيتي ..
يالغَةً
تَتَكَسَّرُ فوقَ رصيفِ الشِّعْرِ
وتَحْمِلُها الرِّيحُ بعيداً،
كم أنتِ مُكابرةٌ في هذا الليلْ.
تتقاسَمُكِ الأقلامُ
ولا يقرأُ عينيكِ سوايْ.
من لي في هذا البحرِ
إذا ما اشْتَقْتُ لحرفٍ
يَفْضَحُ قلبي،
أو لصلاةٍ تحتَ القُبَّةْ ؟
من منكم يقرأُني ثانيةً
قبل تمامِ البَيْعَةِ ،
من منكم يَمْنَحُني قَلْبَهْ ؟
سَفَرٌ هذا العُمْرُ
وقارِبي المَشْحونُ
يسيرُ وحيداً ..
تتلوهُ الأمْواجُ،
ويمضي ..
كالنجمةِ،
يصغرُ يصغرُ يصغرُ ..
والساحلُ ينأى ..
حتى صارَ كخيطٍ
يَلْتَفُّ على عُنُقِي ..
يَدْفَعُني البحرُ
إلى البحرِ
وأدفعُهُ،
كي أغرقَ في بحرِ الشَّفَقِ.
سَفَرٌ وبِحارٌ ورِياحٌ وأُكابِرُ
حتى في غَرَقِي.
رُحْماكَ إلهيَ
أهْلَكَنا السّوءُ،
ومازِلْنا نَتَمَسَّحُ
في ذيلِ الدُّنيا
ونُخَضِّبُ نَعْشَ كرامتِنا
بدموعِ الزَّنْبَقِ والحَبَقِ.
(1/14682)
________________________________________
عبثاً تتصابى الثورةُ
في هذا العُمْرِ
وتحلُمُ بالزهرِ وبالورقِ.
تَتَأَبَّطُ غُصْنَ الزَّيْتونِ المُنْهَكِ،
تَفْرِشُ كوفِيَّتَها للرَّشّاشِ ليغفو،
فالشّارعُ يغفو ..
والفارسُ يُسْدِلُ جفنيهِ
على وهمِ العودةِ
ثم ينامْ.
ماكانَ معي
غيرُ حفيفِ النخلةِ
حينَ تَسَلَّلْتُ إلى كَبِدِ الرِّيحِ
وَأَوْقَدْتُ بها حطبَ الأَيّامْ.
ودَسَسْتُ الحَرْفَ
بكأسِ زنادِقةِ اللَّيْلِ
وعَلَّقْتُ الفأْسَ
على غارِبِ أكبرِهِمْ.
كانَ الشَّرْقُ
يَغُصُّ بِلَحْنٍ يَمَنيٍّ
يَنْبُشُ ما خَلَّفَهُ الأجْدادُ
بِصَحْراءِ القلبِ،
يَغُصُّ بقافيةٍ
تشربُ كُلَّ بُحورِ الشِّعْرِ،
وتَغْرَقُ في دمعةِ سَوْسَنَةٍ،
تسجدُ للهِ
وتبكي ..
في النصفِ الآخِرِ
من ليلِ الغُرَباءْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> احتضار المساء
احتضار المساء
رقم القصيدة : 6985
-----------------------------------
صباحُكَ أَزهَى ..
دَعِ النائِحاتِ،
فما أنتَ أوَّلُ كبشٍ
تُسَنُّ المُدى حولهُ ..
لستَ إلا احتضاراً
لهذا المساءْ.
صباحُكَ رجعٌ
لهمسِ القُبورِ جديدٌ،
صهيلٌ على بابِ غَزّةَ،
زنبقةٌ عندَ مرجِ الزُّهورِ،
تُخَبِّئُ في صدرِها جمرةً للشِّتاءْ.
دَعِ النائِحاتِ يُمَزِّقْنَ أَثْوابَهُن
على شُرُفاتِ المنازِلِ،
يُطلينَ أَوْجُهَهُنَّ بِقارِ الهزيمةِ،
يُشْعِلْنَ في كُلِّ ناحِيَةٍ كربلاءْ.
بلا دفَّةٍ هذه الفُلكُ تجري ..
ونحنُ الشِّراعُ الذي مااعْتلى الفُلكَ
إلا إلى ضَفَّةٍ وارِفةْ.
سُدًى نَتَفَيَّأُ ظِلَّ السَّحابِ
سُدًى نُحسِنُ الظَّنَّ بالبحرِ
كيْ نَأْمَنَ العاصِفةْ.
هُنا بينَ هذي الجِفانِ
المليئةِ بالجوعِ
يَفْتَرِشُ الفُقراءُ الزمانَ.
هنا حيثُ تَنْتَصِبُ الخَيْمَةُ القُرَشِيةُ
تَنْتَصِبُ الضِّفتانِ،
بيوتاً وأَرْصِفةً ومآذنَ
تَسْتَشْرِفُ الفَجْرَ
خَلْفَ الجِبالِ القَريبةِ.
توغِلُ في الصَّمْتِ
شَيْئاً فَشيْئاً،
فَثمَّةَ قطرةُ زيتٍ هُنالِكَ
(1/14683)
________________________________________
تُشْعِلُ كُلَّ المَصابيحِ،
كُلَّ القُلوبِ التي نالَ منها الظلامُ.
استعِرْ أَيها الحَنفِيُّ المُكبَّلُ بالحُزنِ
فالحربُ أَوَّلُها السِّلمُ،
أَوَّلُها وقفةٌ عند مَفْرَزَةِ الجُندِ،
طَرْقٌ على رَأْسِ هذا الغُثاءِ،
استعِرْ أيها المُتَحَفِّزُ مُنذُ الوِلادةِ
فالصُلْحُ والمَلَكِيَّةُ والنفطُ
جِسْرٌ لأحْذِيةِ العابرينْ.
أتيتَ غريباً منَ العُمْقِ،
لكنَّهمْ يُدرِكونَ الحقيقةَ
أنَّ الذي يَتَعَقَّبُ أَوْثانَهُمْ
كان يوماً هُنا،
نالَ من هذهِ الأرضِ شُرَّتَها
واسْتَقى الأَبْجَدِيَّةَ في الحُبِّ
منْ صَدرِها
جُرعَةً للطَّريقْ.
وهُم يُدركونَ
بأن الطُّيورَ تعودُ
إذا حانَ موسِمُها
والعناقيدُ تَدنو من الأرضِ
في ألقٍ،
واحتضارُ المساءِ بشيرٌ
بما تعدُ الشَّمسُ حين تَفيقْ.
كأَنِّي بِهمْ
يَضْرِبونَ المساميرَ حولَ المساجِدِ
فالفجرُ يقتربُ الآنَ،
والقهْوةُ اليمنِيَّةُ
تغْلي كشارِعِ غَزّةَ،
والنّيلُ ينفضُ عن كتفيهِ الزبَدْ.
أجلْ إِنَّها الطَّلْقَةُ الفَصْلُ
تُكْمِلُ دَوْرَتَها اليومَ،
فالشَّارِعُ الرَّطْبُ
واللاّفِتاتُ القديمةُ
تُنْبِئُ عن جيفةٍ
سوفَ يَحْمِلُها النَّسْرُ
هذا الصباحْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> وآخرهم أبو الصعاليك
وآخرهم أبو الصعاليك
رقم القصيدة : 6986
-----------------------------------
من الشرفةِ البِكرِ
كانَ يُطِلُّ ..
كصقرٍ،
يتوقُ إلى موسِمِ الصَّيْدِ،
تَنْسابُ عيناهُ بين الجُموعِ
تُسافرُ ،
ثم تُسافرُ
ثم تعودُ إلى رأْسِهِ
بغُبارِ السَّفَرْ.
فأغْلَقَ نافِذَةَ الحُزْنِ،
أغْمَضَ جفنيهِ،
واسْتَلَّ من جيبِهِ قَلماً
وانتحرْ.
تجلَّيتَ يافارسَ النّورْ.
طويتَ المراحلَ،
ذُبتَ قصائدَ تُتْلى ..
أَسْمَعْتَ من لم يَكُنْ يُتْقِنِ السَّمْعَ،
قد مُتَّ
كي لاتموتَ الحقيقةُ
في الشُّرُفاتْ.
تَشَرَّبْتَنا
ثم ألْقيْتَنا قِصَّةً للخليقةِ مُبهمةً ..
كان رأسُك متَّقِداً بالجنونِ
(1/14684)
________________________________________
وقلبُكَ يعزِفُ عُمراً
يُشيرُ إلى نجمةٍ في سمائِكَ.
كُلُّ الحروفِ التي قتلتْكَ
تتوقُ إليكَ
وكُلُّ الذين يَصُدّونَ عنكَ
بكُلِّ المواقعِ
شَدُّوا إليكَ الرِّحالْ.
على صَهْوَةِ الشَّوْقِ جاءوا،
من النَّكَباتِ
من الجوعِ
من كُلِّ نافذةٍ
وجْهُهَا للجليلْ.
من البحرِ
من كُلِّ زيتونةٍ
فرعها في السماءِ
من الرَّمْلِ
من زقزقاتِ الطُّيورِ
من الصُّبْحِ
من همساتِ النَّخيلْ.
تَجَلَّيتَ فيهمْ،
وهذا الذي بين أَضلاعِهِمْ
قَلْبُكَ اليَعْرُبِيُّ الذي ليسَ يكذِبُ.
فانهضْ كما كنتَ
وافتحْ لهمْ بابَ عينيكَ
يَشتعلِ الكَوْنُ صُبحاً جميلْ.
ليعلمَ كُلُّ الصَّعاليكِ حينئذٍ،
أن بابَكَ أوسعُ من بابِ كسرى ..
وصبحَكَ أجملُ من صبحِ كسرى ..
وأن صواريكَ
لماّ تَزَلْ في سماءِ المحيطِ
تُرَدِّدُ ترنيمةَ السّاحلِ المُسْتَباحْ.
أَيُقتلُ حُلْمُ فلسطينَ في عُقْرِ قلبِكَ ؟!
من للسَّواحلِ ؟
من للصَّعاليكِ ؟
من للجياعِ ؟
على أيِّ سفحٍ من الوهمِ
تَهْي الجِراحْ ؟
وفي أيِّ مُعْتَرَكٍ تُستباحْ !
وتلك المصاحفُ،
لماَّ تزلْ في شباكِ السلامِ
مُعَلَّقةً في رِقابِ الرِّماحْ.
فهل سلبوكَ الجنونَ
على عتباتِ الكلامِ المدبَّجِ ؟
يا مُفْعَماً بالجنونِ
لقد سلبوكَ السِّلاحْ.
وليسَ لمن لمْ يُخَضِّبْ جناحيهِ بالدّم
أن يسبقَ السِّربَ نحوكِ يافا ..
ويُرْجِعَ من قاعةِ الاحتضارِ بمدريدَ
شبراً من الأرضِ
أو ومضةً من صباحْ.
فعُدْ مثلما كنتَ
ياابنَ أبي الأرضِ
خُذ موقعاً عندَ أيَّةِ بواَّبةٍ
قد تُطل على وجهِ زيتونةٍ
تحتويكَ بأغصانِها ..
واسْتعِذْ بإلهكَ،
ربِّ الصعاليكِ
لا بإلهِ السَّلامِ المُطَأطىءِ
ثم اشتعلْ ثورةً
للصِّراعِ المؤبَّدِ
لا للخِطابِ المُهَوَّدِ
بين مُقاطَعَةٍ وانْفِتاحْ.
وربِّكَ لنْ ترجِعَ القُدْسُ
إلاَّ على جُثَثِ المارقينَ
بكُلِّ البلادِ التي وقَّعتْ
صَكَّ بيعِ الشُّعوبِ
ونزعِ السِّلاحْ.
رِياحَ الصَّعاليكِ،
مُرِّي على كل ثَغْرٍ
(1/14685)
________________________________________
بكأسٍ تجرَّعتُها مُفْرداً ..
واغرسي وردةً
عند كل تلاوةِ فاتحةٍ
واشهدي يارياحْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الوعد
الوعد
رقم القصيدة : 6987
-----------------------------------
ها أنا عُدتُ يامصرُ
على الوعدِ.
ها أنا عُدتُ،
ولكنْ
هذه المرَّةَ وحدي.
عدتُ كي أكتبَ للنّيلِ جديداً
إنَّما يامِصرُ عذراً،
ليسَ بالوردِ.
كلُّ شَيءٍ فيكِ
يبدو مثلما كانَ جميلاً،
كعيونِ النيلِ،
كالأشواقِ،
كالوُدِّ.
إنما يامصرُ،
ماجدوى رُجوعي ؟
ونشيدي موجةٌ حيرَى
على صدرِ الخليجِ المُرِّ
بين الجَزْرِ والمَدِّ.
يسقُطُ الحرفُ على مسقَطَ سَهْواً
من ذُرَى القلبِ
لِيَبْنِي خيمةً للحُزْنِ في نجدِ.
أيها النّيلُ
تقاسَمْنا هُمومَ الوقتِ والشَكْوى
ولكن غِبْتَ عامينِ
فهل تدري بما عندي.
أنتَ مهدي إنْ تذكّرتُ
ولحدي إن تأملتُ،
فما أقصاكَ من مهدٍ
وما أدناكَ من لحدِ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> انتظار
انتظار
رقم القصيدة : 6988
-----------------------------------
انا واللَّيلُ
والصّمْتُ الثّقيلُ وموعدي،
وملامحُ الآتينَ
من قلبِ الجنوبِ القَفْرِ
وجها عاشقينِ.
تلاقيا،
شفتينِ من عَطَشٍ
هما النهرُ الذي يَرْويكَ ياولدي.
فلا تَجْزَعْ
إذا قَبَّلْتُ رأسَكَ
ثم غادرتُ المعاقلَ كلها طَلَلاً ..
أُسافِرُ عنكَ ملءَ الكونِ خاطِرةً
وأشتاقُ.
وأستهدي بنجمِ البائسينَ
بشمعةِ العشاقِ
أستهدي بمن ظلّوا طريقَ القصرِ
من وقفوا على بوّابةِ الدُّنيا
بقنديلينِ من ذهبٍ،
لعصفورٍ من الذّهَبِ.
يُرَدِّدُ قلبُهُ وطناً وأغنيةً،
هي العَوْدُ المؤجَّلُ
والضُحى المَنْفِيُّ
خلفَ مرافئِ الدُّنيا.
أنا واللَّيلُ،
مملكةُ النخيلِ
وموعدي،
طوقٌ من الأشْواقِ
حولَ التينِ والزيتونِ والعِنَبِ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> قبلة إلى بغداد
قبلة إلى بغداد
رقم القصيدة : 6989
-----------------------------------
(1/14686)
________________________________________
بنصفِ رغيفٍ،
بنصفِ مجنزرةٍ،
قد رفعتَ الستارْ.
وعَرَّيْتَ ماشاءَ ربُّكَ
كُلَّ الوجوهِ،
لكي يعرفَ النّاسُ
أن الظَّلامَ،
يُعَرِّيهِ بالنّورِ نصفُ قَمرْ.
وأمْهَلَتنا فُسْحَةً
من زمانِ الخِلافةِ
حتى نُعيدَ الموازينَ،
لكِنْ تَعَجَّلْتَ ..
أو قُلْ نَسيتَ
بأنَّكَ لستَ الرشيدَ
وليسَ بنا ذرَّةً من عُمَرْ.
حياتي بحبَّةِ طلٍّ
على نخلةٍ في العراقْ.
تُرَوِّعُها الرِّيحُ من كُلِّ صَوْبٍ
فديتُكَ ..
لو كان سَيْلُ القنابلِ ورداً
يُساقِطُ فوقَ الفُراتِ
لفاضَ الفُراتْ.
أنا مانسيتُكِ ،
لكِنَّنِي ،
بِتُّ منذُ انْحِسارِ الغِطاءِ
عن الشّارِعِ الأَعْجَمِيِّ
أُلَمْلِمُ ما خَلَّفَتْهُ الحوادِثُ
مِمَّا تَبَقَّى من العَرَبِيَّةِ،
أرفو بها شَرْخَ دهرٍ من العُقْمِ
أَوْهَمْتُ نفسي
بأنَّ القصائِدَ
تَرْقَعُ مامَزَّقَ الدَّهْرُ
حتى تَحَجَّرَ في شَفَتَيَّ النَّشيدْ.
فأيْقَنْتُ أَنَّي أُحَدِّثُ نَفْسِي،
وأًَلْفيتُ كُلَّ قريبٍ بعيدْ.
إلى أن تداعى عَلَيَّ الشِّتاءُ
بأَضْرِحَةِ الغابرينَ،
تَبَرَّأْتُ من شارعٍ
يَسْتَلِذُّ بِحَرْقي
وفي صدرهِ جَبَلٌ من جليدْ.
رأوني أُخَضِّبُ كَفِّي
بمِلْحِ الخليجِ،
وأندُبُ،
حتى تمازَجَ دَمْعِيَ بالبحرِ،
لكِنَّهُمْ جَهِلوا
أنَّنِي
لن أُقَبِّلَ كفاًّ
تُشيرُ إلى نَخْلَةٍ
في بلادِ الرشيدْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ما بين النخلة والزيتون قلبي
ما بين النخلة والزيتون قلبي
رقم القصيدة : 6990
-----------------------------------
عاشِقٌ أنتَ،
وهذي الأرضُ مِضْيافٌ
لكلِّ العاشقينْ.
عاشِقٌ أنت
ولكنْ
غيرُ كُلِّ العاشقينْ.
حُبُّكَ الأوحَدُ نَخْلةُ ..
وبقايا خَيْمَةٍ
بين التِّلالِ الحُمْرِ ،
صارتْ مَسْكَناً للوَحْشِ
يُؤْوي تحتها الذِّبُ صِغارَهْ.
حُبُّكَ الأَوْحَدُ بَرْدٌ وشرارةْ.
ورُؤى قَلبِكَ
بُرْكانٌ بأَرضِ الياسَمينْ.
فإلامَ الحُزْنُ ياابْنَ العَمِّ ؟
(1/14687)
________________________________________
قدْ أَسْرَفْتَ في الشّوقِ
فما خُنتَ وماخانَ التُّرابْ.
ما الكُويتيونَ إلا خُصْلةٌ
من شَعْرِ لَيْلَى ..
بَعْثَرَتْها الرِّيحُ في كُلِّ الشِّعابْ.
ما الكُويتيونَ إلا نَبْضَةٌ في القلبِ
والقلبُ مُصابْ.
ما الكُويتيونَ إلا بُرعُمٌ
قد شابَ من فرطِ الشَّبابْ.
أينَ تَمْضِي ..
أَيُّها العاشِقُ في عِزِّ الظَّهيرةْ ؟
تَمْلأُ الجَرَّةَ من هذا السَّرابْ.
وَرُؤاكَ البِكْرُ،
أَدْهى من تضاريسِ الجزيرةْ.
لو نَذَرْتَ الأرضَ والأحلامَ قبراً،
وتَرَبَّعْتَ عليها لاكْتَفيتْ.
لو قَرَنْتَ الحُبَّ بالعِصيانِ
يومَ الزَّحْفِ سَيْفاً,
وتَسَلَّحْتَ بأدْنى ماتُريدُ الحَرْبُ صَبراً
لَعَصَيْتْ.
لو دَعَوْتَ النَّهرَ في بغدادَ
أن يصنعَ شيئاً،
لاسْتَثَرْتَ الطُّوْزَ في قلبِ الكُويتْ.
ياصديقي،
هذه الصَّحْراءُ تَهْواكَ،
ولكنَّ المتاريسَ التي تقتاتُ منها,
خلفها يمتدُّّ عمرٌ آخرٌ
للقيدِ والجلاّدِ والحُمّى
وألوانُ الشِّقاقْ.
خلفها تمتدُّ أعناقُ الكويتيينَ في المنفى,
وأعناقُ العراقيينَ في قلبِ العراقْ.
لا أرى المِتراسَ إلا غيمةً أُخرى
سَتُلْقي غَدْرها يوماً
كما خانَ الرِّفاقْ.
أَعِناقُ الشرقِ والغربِ
سَيُحْيِي مارداً قد ماتَ دهراً ؟!
إنني ألمَحُ حتفَ الأُمَّةِ السَّمْراءِ يدنو
كُلَّما اشتَدَّ العِناقْ.
يا أخي،
ماذا لو اسْتَنْهَضْتَ أحبابَكَ في كُلِّ مكانٍ
وتَمَرَّدْتَ وأَعْلَنْتَ الطَّلاقْ ؟
أَخُيولُ الرّومِ أَعْتَى ؟!
أم من اسْتَنْشَقَ طَوْزَ الصَّيْفِ،
واستعْلى على الجمرِ
ومازالَ يُغَنِّي ...
إن بيتاً لستُ أرعاهُ بسيفي
ليس بيتي.
وحبيباً لستُ أحميهِ بِجَفني
ليس منِّي.
كيفَ أُمْسي عاشِقاً ..
ثم أُنادي ،
باسْمِ ذاكَ العشقِ من يسهرُ عنِّي ؟
كيفَ يحمي دَمِيَ المَهدورَ ،
من يُهْدِرُ عزمي وصباباتي وفَنَّي ؟
لستُ أنساكِ فلسطينُ،
ولكنْ ، ليسَ ذنبي
إنْ تأخّرتُ قليلاً ،
فجوادي ،
كاد أن يغرقَ في الوحلِ ،
وسيفي
(1/14688)
________________________________________
صارَ في قبضةِ غيري.
هكذا أصبحتُ،
لمّا أعلنَ الثُوّارُ
أن النَّصْرَ يأتي بالتَمَنّي.
كيف أنساكِ،
وقلبي لم يزلْ يحملُ قنديلاً وزيتاً ؟
وضلوعي،
خيمةُ العرسِ التي
ما اسْتَسْلَمَتْ للرِّيحِ
رغمَ الحُزنِ والجوعِ
وما أعلنَ أربابُ القرارْ.
كيفَ أنسى طفلةً تحملُ مقلاعاً ؟
وتُلْقي دَمَها للنورِ فخراً
بعدما ألقى دعاةُ السِّلمِ
ملحَ اللَّيلِ في عينِ النهارْ.
إن عاشَ على التَّمْرِ زماناً
ورأى النخلةَ ،
حتماً يعرفُ اللَّيْمونَ في يافا
ومن ربّى على الموتِ صغاراً
كيفَ لا يعشقُ في غَزَّةَ أفعالَ الصِّغارْ ؟!
أيُّها القلبُ الذي يُدعى فلسطينُ ،
لقد بالغتَ في النَّبْضِ
ولكنْ دونَ جدوى ..
ذَهَبَ الدّم هباءً ،
بعدما خارَ الجَسَدْ.
هَتَفَ الدّاعي ونادى:
أيُّها العُرْبُ ..
فلا الماضونَ في تسبيحِهِمْ للسِّلمِ
لبّوا صرخةَ القُدْسِ
ولا البعثُ اتَّقَدْ.
ويحَ ذاك العِقدِ ما أَبْخَسَهُ
نَثَرَ الدُرَّ تِباعاً
بلداً بعد بلدْ.
أَيُّها الشَّعْبُ ،
إذا وافاكَ شيطانُ السَّلاطينِ
وقال النَّصْرُ بالرّومانِ يعلو ..
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> عروة في المرآة
عروة في المرآة
رقم القصيدة : 6991
-----------------------------------
كئيبةٌ سماؤُك،
مطوق بالضجر من جهاتك الأربع.
تبحثُ عن زاويةٍ للصمت تلوذُ بها،
وعن جهةٍ خامسةْ..
لم يبقَ للآخرينَ خيارٌ،
إلا أن يتركوكَ وشأنكَ،
لتواجهَ مصيرَك ومصيرَهُم ،
لا لشيءٍ ..
إلا لأنك عروةْ.
يتسلّلُ صوتٌ مُتهدّجٌ من عمقِ الصحراءِ،
متعكّزاً على حظٍّ أعرجْ.
يطرقُ جمجمَتكْ،
ويتردّدُ صداهُ داخلَها ..
أوجزْ ..
يتقطّعُ الصوت ،
يتلاشى ..
يعودُ ثانيةً ،
بما يُشبهُ تمتماتِ المعابدِ البوذيّةِ
أوجزْ ..
يختفي الصوت ..
تنتابُكَ حالةٌ من الغثيانِ والشّعورِ بالوحدةِ والخوف،
ترفع يديكَ عالياً ..
تتفقّدُ رأسَكَ،
تمرّرُ يديكَ على وجهِكَ،
تَرْتَخِيانْ ..
(1/14689)
________________________________________
تسقُطُ اليسرى خارِجةً عن سيطرتِك،
فيما تستقرُّ اليمنى على موضعِ القلبْ.
تُغمِضُ عينيكَ قليلاً،
تجلِسُ تاركاً يديكَ تنسابانِ إلى جانبي المقعَد،
محاولاً استعادةَ توازنِكَ ولملمةَ أفكارِكَ،
مُسْتَفِزّاً ذاكرَتَكَ باستدعاءِ تلكَ الخيوطِ المفقودةِ
والعلاقاتِ التي تربِطُ الصّوتَ بالصدى
والصحراءَ بالإيجازِ
وعروةَ بعروةْ.
تفتحُ عينيكَ ..
فإذا بالمكانِ تعلوهُ مسحةٌ من زُرقةِ الحياةِ
وإذا بالصوتِ يعودُ صافياً
وكأنّهُ
ينسابُ من الضميرِ
ليصُبَّ في الضميرْ.
دعوةٌ مُلِحَّةٌ إلى الإيجازِ
ورغبةٌ عارمةٌ في البوحِ
وحبلُكَ مشدودٌ
مابينَ الذاكرةِ والرُّؤى ..
مُنقطِعٌ منْ لا ينظرُ إلى الوراءْ.
أعمى، من لا يُبصِرُ الوردةَ خلفَ هذا الجبلْ.
منافقٌ من ينشطِرُ بين النِّدّينْ.
قوِيٌّ من يمُدَّ بينهما الحبلْ.
ضعيفٌ من لا وُجْهَةَ لهْ.
مارِقٌ من يحزُّ بشفرتِهِ ما اتّصَلْ.
تستحثُّ الخُطى ..
ليلةٌ ،
ليلتانِ ،
ثلاثْ ..
لا يعُدُّ الحِجارَةَ من قادِهُ حلمهُ ..
وحدَها المُعجزاتُ تفيقُ ،
إذا نامَ فيكَ السّؤالْ.
من هُنا،
عند مَواطِىءِ أحزانِنا،
يبدأ الحلمُ ،
وإليها يعودْ.
تِلكُم دورةٌ كاملةْ.
فالخُطوطُ ، لا تَتِمُّ استقامتُها
ولا يكتملُ مداها ،
إلا حينما تُلامِسُ بِداياتِها الأولى ..
- هي الدوائر إذن ..
- لا ..
بل محض الاستقامةْ.
إنكَ تمقتُ الأحلامَ المنقطعةَ ،
تلكَ التي نتلمّسُ أطرافها الأخرى بمنتهى اليُسرِ ،
وتعشقُ تلكَ التي لا تشي إلا بالبداياتْ ..
أنت لا تسْتلذُّ بالعذاباتِ ،
لكنك لا تطيقُ الخديعةْ.
وردةٌ خلفَ هذا الجبلْ.
يستبدُّ بها الخفقانُ
إذا ما تفتّحَ قلبي ..
أنتَ لاتعلمُ الغيبَ،
ولستَ كاشفاً للحُجُبْ،
لكنك لا تُعَوِّلُ كثيراً على عينيكَ
في قراةِ الحُبِّ والأحلامِ والثورة
فتلكَ أبجديّةُ يختصُّ بها القلبْ.
دليلُكَ لا يُخطِىءُ الهدفَ أبداً ..
فهل يُضطرُّ من هذا دليلهُ ،
(1/14690)
________________________________________
إلى تأجيلِ مشاريعِهِ حتى يطلُعَ النهارْ ..؟
مادامتْ مرآتُكَ صافيةً
فحتماً، أن هذا الذي تراهُ، هو وجهُكَ
وحتماً أن كل الذي تراهُ يتحرّكُ حولَكَ
في هذا الزلزال،
هو محضُ خوفٍ ويأسٍ وارتباكْ.
أجل .. يُمكِنُكَ أنْ تلتفِتَ إلى الوراءِ،
بل يجبُ عليكَ ذلكَ،
إذا أحسَسْتَ بأنّ الفراغَ خلفَ ظهرِكَ يَتَنامى ..
لكِنْ حذارِ أن يبتلعَكَ ذلكَ الوَحْشْ.
وِحْدَتُكَ هي ملاذُكَ الأخيرْ،
حتى تُصبِحَ الفِكرةُ مشاعاً ..
ليس فرداً من يحملُ على عاتقِهِ خلاصَ الجماعة.
وحدهُ الفردُ،
من ذابتْ ملامِحُهُ وسْطَ حَشْدٍ ليسَ له سماتْ.
قابِلٌ أنتَ للتحوّلِ ..
لكنْ ليسَ غلى فراغْ.
هل يستطيعُ أحدٌ أن يجزِمَ،
بأن حباتِ المطرِ هذه
لم تسقُطْ من قبلُ على مكانٍ آخرْ ؟
لم يمُتْ عُروةُ ..
فالأفكارُ لا تموتْ.
ينصحُكَ الذينَ يدّعونَ مودَّتَكَ ،
بأنْ تُلقي ببعضِ سِماتِكَ على الحاجبِ،
قبل لقائِكَ الحاسمْ.
فهل يُشيرُ إلى الحقيقةِ،
من يُمسكُ بعصاهُ من النّصفْ ..؟
نصفُ السؤالِ خوفْ.
نصفُ الإجابةِ إبهامْ.
نصفُ الموقفِ هزيمةْ.
نصفُ الحقِّ باطِلْ.
ثمّةَ أمورٌ،
لا تقبلُ القِسْمَةَ على أكثر من واحدْ
ولا تخضعُ لمنطِقِ فنّ المُمْكِنِ
حتى في بيوتِ الفجورْ.
يقفونَ على منابِرِهِمُ الهشّةِ،
مُلقينَ بِخُطَبِهِمُ الرّكيكةِ
باسمِ الجماهيرِ الأبيّةِ
وتقفُ وحدَكَ صامتاً ..
لتُفْحِمَ الجميعْ.
- أنتَ تتدخّلُ في السياسةِ.
- بل هي التي تتدخّلُ حتى في لونِ حذائي.
خارِجٌ على النّظامِ
من يتّقي الصّفْعةَ بيديهِ،
أو يصرُخُ من شدّةِ الألمْ.
إذا رأيتَ الدّبّابةَ تُزاحِمُ الناسَ في الطّرُقاتِ،
فاعلمْ أنّ الجولةَ للشارعْ.
وإذا رأيتَها مرّةً،
تستعرِضُ مفاتنَها مُغطّاةً بالوردِ،
في إحدى المناسباتِ الوطنيّةَ،
فاعلمْ أنّها ليستْ للحربْ.
ثمةَ كائناتٌ
لم توجدْ إلا لتحقيقِ انحرافٍ ما ..
تقولُ ابنتي :
أيُّنا يستحقُّ العِقابَ،
أنا أمْ أخي ؟ ..
(1/14691)
________________________________________
أمَنْ يُشعِلُ النّارَ في صُحُفِ اليومِ ،
أمْ مَنْ يُحاوِلُ إطفاءَها ..؟
فأيقنتُ ،
أن الذي يستحقُّّ العِقابَ .. أنا.
كثيرا ما نحلُمُ،
بأن تتحقّقَ أمانينا المؤجّلةُ
في أولادنا ..
فإذا ما حدثَ ذلكَ،
نِدمْنا ..
جميلٌ أن نحلمَ ،
لكن علينا أن نُدرِكَ أنّ زمانَ مُمارسةِ الحلمِ،
هو بالضرورةِ غيرُ زمانِ تحقّقِهِ
ولِكُلِّ أغنيةٍ ،
مُفرداتُها
وموسيقاها.
- .. فلماذا الأحلامُ إِذَنْ ؟
- حتى لا يبتلِعَنا الفراغُ من الخلفْ ..
كعادتِنا ..
في الليالي الطويلةِ
نُقصِرُ من كل شيء ..
ونُخفِضُ أصواتَنا ،
حين يبزُغُ نجمٌ جديدْ.
سواحِلُنا مُرّةٌ ..
وأحلى بشائِرِها ،
أنّها لا تبوحْ ..
سواحِلُنا،
والليالي الطويلةُ
والصمتُ
قهوتُنا في الصباحِ البعيدْ.
* * *
أيها المساءُ الجميلْ.
أيتُها الأبوابُ، التي تُفضي إلى الروحْ.
أيتها النجومُ التي تعملُ بصمتْ.
أيتها الوجوهُ المألوفةُ،
والمُكْتَظّةُ في الذاكرةْ.
ايها الهاربون من قبضةِ التاريخِ
واللّحودِ والجبالِ البعيدةْ.
أيها القلبُ المُنْهكْ.
ايها القلمُ البخيلْ.
ايتها المُستَعمَرةُ الصغيرةْ.
ايها السّجنُ الكبيرْ.
أيها الصّعلوكُ الموغِلُ في القِدَمِ والحداثةْ.
أيها الظالِمُ والمَظلومْ.
أيها الطالبُ والمطلوبْ.
أيها المُحاصِرُ والمُحاصَرْ.
أيها الكسيحُ المُقعدْ.
أيها المُطلِقُ ساقيهِ للرّيحْ.
أيها الصمتُ المُطبِقْ.
أيها البوحُ العظيمْ ..
كم هي الحياةُ ضيّقةٌ
على من يسكنُها،
وفضفاضة
على من تسكُنُهْ ..
قليلٌ من الزادِ يكفي لقطعِ هذه المفازةْ.
يتنادونَ،
بتلك الصحراءِ القفرِ طويلاً
يسمعُ كلُّ مِنْهُمْ صوتَ أخيهِ ولا يُدْرِكُهُ
أما عُرْوَةُ،
بعد أن استَعْمَلَهُ العِشقُ على أعلى تَلٍّ
كان يرى المسرحَ من كُلّ جوانبهِ
ويُفنّدُهم صوتاً صوتاً ..
كان يرى الأشياءَ ،
كما لم تظهرْ من قبلُ لعينٍ ظامئةٍ ..
كان يرى في العُشْبِ اليابِسِ،
ماسوفَ يؤولُ إليهِ العُشْبُ اليابسُ
(1/14692)
________________________________________
أو ماكان عليهِ ..
كان يرى الدّورةَ كاملةً ..
سدّدْ عروةُ،
قوسُكَ من تلكَ الحبّةِ
والسّهمُ يُشيرُ إلى أكثرِ من هدفٍ ..
هي لحظةٌ نسترقُها في غفلة من الوقتِ،
تلك التي تتّكئُ عليها الأزمنةُ الخالدةْ.
هي خطوةُ أولى في طريقِ السؤالِ،
تلك التي تفتحَ فيضَ الإجابةْ.
إذا أسعَدَكَ حلمكَ الذي تحقّقَ بلا سعي منكَ،
ولم تُشَكّكْ في صدقِ تلك السّعادةِ،
فاعلمْ أنّكَ صيدٌ هيّنْ.
ليس بعدُ
ليلنا أطولُ من هذا الكلامْ.
والرُّؤى جزرٌ ومدٌّ.
لعنةُ التاريخِ تقفوكَ،
وقدّامكَ تاريخٌ ألدُّ.
أنتَ عشقُ النخلِ للنخلِ،
وماللعشقِ والنخلةِ في عُرفِكَ حدُّ.
بثيابِ الحُزنِ غامرتَ، لثوبِ العُرسِ
تستجدي القوافلْ.
تسألُ التجّارَ عن دربِ الحريرِ،
انْشَقَّ وجهُ الدّربِ في وجهكَ دربينِ
وما انشقّ بك العشقُ ..
وسلمى تستعِدُّ.
حيثما عُدْتَ،
وُلوجٌ في الغدِ المُبهمِ،
أو يمَّمْتَ سَدُّ.
مُزَقُ ذِكراكَ
واللُّقيا،
وإن شَحَّ بها الإرعادُ وِرْدُ.
أنت والإقبالُ والإدبارُ،
إقبالٌ على الحتفِ
وحتفُ العاشقِ المَوْتورِ مهْدُ.
أيها النسرُ،
وقد شاءَتْ نسورُ الّلاتِ
أن تتبعَ ماتتلو الحماماتُ
على مُلكِ اليتامى ..
وما خان اليتامى
ولكن الحماماتِ تخونُ.
أيها النّسرُ،
جبالُ اللهِ مأواكَ
فهذا السهلُ يانسرُ ،
شباكٌ وعيونُ.
ليلنا أطولُ من مرثيّةٍ
تُتْلى على قبرِ أبي الفتحِ ..
وئيدةٌ خطوهُ
بين بيوتٍ ، سلبوها الملحَ
أو باعتْهُ للبحرِ مراراً
رأفةً بالبحرِ
أن يفقدَ سيماهُ ، بعينِ الساحِلِ الأعمى ..
* * *
تريده كما هوَ ..
أو هكذا تدّعي ..
وتحبّهُ لذاتِهِ وصفاتِهِ معاً ، أو هذا ما يُحِسُّهُ ويقرأهُ
في عينيها ، كلّما اخْتلى بها في مساحةٍ من البيتِ
منسيّةٍ أو زاويةٍ من زوايا السّكينةِ الخاليةِ من
العلاقاتِ أو التداخلاتِ الأخرى ..
..........
فإذا ما دخل في خِضَمِّ التّفاعلِ متوغّلاَ في
الخصوصيّةِ والحوارِ الساخنِ والمُحتدِمِ بين الذاتِ
(1/14693)
________________________________________
والصفاتِ، أنكرتْهُ جملةً وتفصيلاً ..
فهي تحبّ أن تراهُ دائماً ، بشكلهِ البسيطِ ، تماماً ،
كالذي ينظرُ إلى لوحةٍ تشكيليةٍ ولأولِ مرّةٍ بشكلٍ
سطحيٍّ ومباشرٍ ، دون المغامرةِ في الكشفِ عن
العلاقاتِ التي تربط الألوان بعضها ببعض،
والخطوطَ المستقيمةَ والمائلةَ منها والأكثرَ ميلاناً،
وغيرَ ذلك من علاقاتِ وملامحِ تلك اللوحةْ.
تحب أن تراهُ مجزّأَ ، مُفَكّكاً ، لكي تستطيعَ هي،
وبطريقتِها الخاصّةِ، إعادةَ صياغتِهِ وتركيبِهِ
بالصورةِ التي تحلو لها، لا التي يحاولُ هو أن
يتلمّسَ ملامِحَها في مرآةِ نفسهْ.
تحبّهُ شاعراً صادِقاً ، وتكرهُ فيهِ الجرأةْ.
تحبّهُ حكيماً متأملاً، وتكرهُ فيهِ الشرودْ.
تحبّهُ بطلاً مغامراً، وتكرهُ أن تراهُ على قمّةِ جبلْ.
تحبّهُ كريماً، وتكرهُ فيه العُسرْ.
تحبّهُ عفيفاً، وتكرهُ أن تراهُ مُصَعِّراً خدّهُ للدنيا.
تحبّهُ فاعلاً، مثابراً، وتكرهُ فيهِ الغِيابْ.
فيالها من امْرأةٍ،
ومن بلدٍ،
تلك التي تقتُلُني،
لأنها تُحِبُّني ..
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> انكفاءة على إمرأة ووطن
انكفاءة على إمرأة ووطن
رقم القصيدة : 6992
-----------------------------------
في سُترتِهِ يَندسُّ
مُنكفئاً
يتحرّى الكونَ
ويرسمهُ حسبَ رؤاهُ.
فالزّحمةُ تُبعِدُهُ عنهُ،
وتفاهاتُ الشارعِ
تُقصيهِ عن بعضِ سجاياهُ.
ماكان رماديّا أبداً،
كان بياضاً صِرفاً في كلّ الأحوالِ
وكان إذا حلّ الليلُ ونامَ النسّكُ
أفاقَ،
وحمّل بالشوقِ مطاياهُ.
كان يُجاهرُ في صمتٍ
تقرأُ في عينيهِ،
أهازيجَ البحرِ وثورتَهُ
حين تُثَرْثِرُ في الأسواقِ الأفواهُ.
أقصوهُ
ثم اجتهدوا في فكّ طلاسمِهِ
فازداد غموضاً ..
واستعذبَ خُلوتَهُ
وتوسّدَ جُلّ مراياهُ.
كان جديداً كالصّبحِ
ومغسولاً بندى النّخلِ
يمدُّ الكونَ شراعاً
يرحلُ في ملكوتِ الأشياءِ
يُؤَوِّلُها كيفَ يشاءُ.
بِكراً كان العالمُ في عينيهِ
ومشحوناً بالدّهشةِ ..
(1/14694)
________________________________________
علّمهُ الصمتُ
كلامَ المنسيينَ بأركانِ الليلِ،
فالغَ فيهِ
حتى أجراهُ لغةً كالفُلِّ
على ألسنةِ الطيرِ
وأفئدةِ العُشّاقْ.
كان يخُطُّ الشّعرَ بلا أوراقْ.
ينقشُ في ذاكرةِ الصّحوِ المُطلقِ غفوتهُ
مابين سمائينِ تصبّانِ السّهدَ
بعينيهِ الغارقتين بماء الحبِّ
وتنْصبّانِ به وجعاً حُلواً ..
تعرفهُ حين الصحراءُ تراهُ.
وأرصفة الليلِ الحُبلى بالأسرارِ
تعد خطاهُ.
حين يعودُ من الغيبةِ
متّشِحاً بالشوقِ
يفتشُ تحتَ الجدرانِ المنسيةِ
عن بعضِ بقاياهُ.
نزقٌ،
يوقِفُهُ اللّحنُ الغَجَرِيُّ
على أطرافِ أصابعِهِ
يزرعُ فيه الترحالَ وطعمَ البعدِ
إذا مر بهِ سحَرا كالطيفِ
بما أنْستْهُ الأيامُ.
يوصلهُ برِفاق
مازالوا يرعون النجمَ
ويختطّونَ على الرّملِ قصائدَهُمْ
مازالوا بعْدُ على العهدِ
ومازال يُذَكّرهم بالملحِ
وبالفكرةِ حين تُساورُها الأوهامُ.
نزِقٌ
إلا في الحبِّ
وسهلٌ
إلا حين يضامُ.
هَوَتِ الأعوامُ عليهِ
كأشباحِ الموتِ,
وماحادَ
فما أفلحتِ الأعوامُ.
زُمَراً قاموا ..
لما ألفوه تيمّم بالغيمِ
وصلى الغائب ..
قالوا : ردوه إليكمْ،
حتى لا تفتَتِنَ الأرضُ
أقيموهُ على فيءِ البصرةِ ..
هذا من صُنعِ النخلِ،
تجذّرَ واستعصى ..
وضعَ الدنيا في كفّيهِ وغَرْبَاَها ..
فتهاوتْ من بين أصابعهِ رملاً ..
هذا من صُنعِ اللهِ،
تمرّدَ،
ألقى كل غُبارِ الرّجعةِ
حتى صار شفيفاً
ليس يُرى
إلا حين ينزُّ الجُرحُ بدمعِ امرأةٍ
ترفعُ عن كاهلهِ
قِسْطاً من بوحِ الصحراءِ
أعيدوهُ إلى الفصلِ الأوّلِ
من سِفرِ الأسفارِ
يهيمَ بوحشتِهِ ..
لا امرأةٌ تؤويهِ إليها،
لا قابلةٌ،
تُخرجُ منه الفكرةَ
أو تُخرجُهُ من رَحِمِ الحُزنِ.
دعوهُ عشراً ثانيةً
حتى يهرُمَ فيهِ الجمرُ
ويخبو ..
ثم تُهَدْهِدُهُ الرّيحُ رماداً
زُمَراً قاموا،
وهو هناكَ يصلّي ..
ويُعيدُ نظامَ الشّوكة في الميزانِ
وترتيبَ الأشياءْ.
مازال يصلي ..
ينفثُ من أقصى الوجعِ
الروحَ
بهذي البطنِ العاقِرْ.
(1/14695)
________________________________________
مازال يصلّي ويُكابرْ.
يومُك يا إبراهيمُ طويلُ.
والحفرةُ حمراءٌ كلسانِ الطيرِ
وصدرُكَ عارٍ
إلا من وشْيٍ أنامِلها ..
يوم انتفضَ القلبُ الحالمُ
من رقدتِهِ ..
مازلتْ في الصدرِ أناملُها
تبحثُ عن زاوية ليس بها جرحٌ
مازالتْ تتحسّسُ أوردةً
تلهثُ فيها الخيلُ عقوداً ..
يومُكَ يا إبراهيمُ طويلُ.
ومداراتُك
خارجَ هذا الكونِ الباهِتِ
دربٌ آخرُ
للحب وللموتِ وللعودةِ.
لكن الحفرةَ
أوسعُ من أن يملأها
هذا الجسدُ المثقلُ بالشوقِ.
أروني قبراً آخرَ يحضُنني
يجمع فِيَّ شتاتَ الصوتْ.
قبراً ما مرّ بهِ أحدٌ قبلي ..
قبراً يصلُحُ للحُبّ وللموتْ.
قبراً لا يتعدى الشبرينِ
لقلبينِ صغيرينِ
وغُربةْ.
قلبينِ انتبها بعد أفولِ النجمِ
بأن الشمسَ ستحرقُ أستارَ الليلِ
وأن الساعةَ آتيةٌ لا ريبْ.
آه لو نقرأُ مافي الغيبْ.
لو كُنا نتهجّى الأيامَ الحُبلى ..
لزرعنا الرّمانَ الأسودَ
في البحرِ الأحمرِ للحيتانْ.
ونسجنا من أهدابِ بنات الموصلِ
أسلاكاً حول البستانْ.
لو تعلمُ سيدتي
ما تحت السترةِ من بركانْ.
لغَفوْتُ بعينيها الساهرتينِ العمرَ،
ولاسْتنطقتُ السَّيْحَ الظامِئَ والسّمرَ
ليشهدَ أن الموقدَ
مازال يُعطّرُ بالقهوةِ والهيلِ ظفيرتها
واسْتنطقتُ الجبل الضاربَ في الغيمِ
بأني مازلتُ أصلي ..
سيدةَ الجبلِ الشامخِ
فنجانُكِ بين الفرعِ المائلِ والموقدِ
يدعوكِ إليهِ ..
يتوسّلُني،
ألا أرفعَ أشرعتي قبلَ مجيئكِ
فالريحُ شِمالٌ
ورجالُ البحرِ قليلُ ..
يتوسلني،
ألا أبرح مُتّكئي هذا،
حتى تأتينَ بخبزِ الصبحِ
فقد أعددتُ القهوةَ لاثْنينْ.
أقسَمَ فنجانُكِ
ألا يبرُدَ حتى تأتينْ.
أقسَمِ أنكِ آتيةٌ لا ريبْ.
آه لوكنا نقرأ مافي الغيبْ.
جبلٌ،
وشجيراتٌ ظمأى
وبقايا آثارٍ
لفتىً أثقلهُ الشوقُ،
وبيتانِ من الشعرِ
على بابِ عروسِ البحرِ،
وسوسنةٌ في صدر الصّبْ.
أويكفي هذا للحبْ ؟
أويكفي ..
أن نكتبَ
ثم نموتَ
على قارعةِ الصمتِ
كأشجارِ الشارِعْ ..؟
(1/14696)
________________________________________
ينقُرُنا في الليلِ حمامٌ
من كل جهاتِ الأرضِ
ونحن الأقربُ للشمسِ ؟!
أودُّ الموتَ بقبرٍ
لا يتعدّى الشبرينِ
لقلبينِ صغيرينِ
وغربةْ.
هذا فنجانُكِ سيّدتي،
أسكبُهُ الآنَ
لتخضَرّ البطحاءُ
ويزهو البَرَمُ الذابِلُ في السّمْرْ
فانا لن أحرِقَ أشرِعتي
قبلَ عبورِكَ
ياوطني.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> من يكمل اللحن بعدي
من يكمل اللحن بعدي
رقم القصيدة : 6993
-----------------------------------
غبتِ،
أفنيْتِني ..
ليلتي ورقٌ أصفرٌ
نام فوق رصيفِ الأهلّةِ،
والبُعدُ أبعدُ مما تعوّد قلبي ..
أألقاكَ ثانيةً ؟
لست أدري ..
أما زِلتِ حولَ المضاربِ،
أم أن هودجكِ المُتَماهي مع الريحِ،
لا يعرفُ المُكثَ
مثلي ..
ففرّ ككل الحمامِ الذي لا يعودْ ؟
أناديكِ يا ..
وانكفأتُ على نصفِ نايٍ ..
فمن يكملُ اللحنَ بعدي ..؟
أبرقٌ
ورعدٌ
وغيمٌ مددتُ له القلبَ
ثم تفيقُ السماءُ بِزُرْقتِها،
وأفيقُ على ظمأي ؟!
أيها الجبلُ المتطرّفُ
والوجعُ المتطرّفُ
ها عدتُ أحملُ رائحةَ الزعفرانِ
وجرحاً ينزُّ بدمعِ النخيلْ.
حاسرَ القلبِ،
تخدشهُ نسمةُ البَرِّ
كأنْ لم تلِدْهُ الحوادثُ بين ذراعيكَ
أو لم تطأهُ السنابكُ يوماً ..
فهل يغفرُ الصّخرُ مااقْترفَ الوردُ ؟
هل يغفرُ الوردُ مااقْترفَ الصّخرُ ؟
هل تغفرانِ لمن ظلّ بينكما الدّربَ ؟
إني غفرتُ لكلّ النّبالِ
وذلك مما يجودُ القتيلْ.
صهوتي لا تميلُ ..
ومِلْتُ على الجانبينِ
فكانَ انْتِصابُ المحاورِ أجلى ..
وعيناكِ أحلى
وروحي على صخرةِ المُعجزاتِ
يُكابرُ من حولِها الفُقراءُ
ويُلقونَ أرغفةَ العُمرِ للطّيرِ
و الطيرُ تحملُ أخبارَهم للأحبّةِ
والأرضُ تبدو كأرحبِ زنزانةٍ للمطاريدِ ..
شُدّي الرحيلَ
أو احْترقي كالفراشةِ في نارِ عبسٍ
أنا لا أعودُ إلى خيمةٍ نصبوها لغَيري.
أنا وتدٌ للخِيامِ اليتيمةِ
والعابرينَ إلى جُرحهمْ.
نهرُ من لا يرى في السّرابِ غنيمتَةُ ..
(1/14697)
________________________________________
وجهُ من يَتَمرْآى بأحزانِهِ ..
أيها الفرحُ المنتمي،
كبوةً كبوةً تبلغُ الخيلُ مأربَها
نجمةً نجمةً تعبُرُ الليلَ
ياعينُ،
أرخي النخيلَ على من تُحبّينَ ..
ضُمِّي بأجفانكِ الساهراتِ مواويلَ عمري
لكِ اللهُ كيفَ تدُسيّنَ فينا الحياةَ
وكيفَ ندسُّ بكِ الذكرياتْ.
شاهدٌ لفحُ ريحِ السّمومِ على شفتيّ
بأنّي رضعتُ المواسمَ فيكِ.
حيثُما كنتُ ،
ينتابُني شوكُكِ الأزليُّ
فأحني الضّلوعَ عليه
أُوَسِّدُهُ القلبَ ..
نَمْ أيّها الشوكُ،
يصحو ..
أفِقْ أيّها الشوكُ،
يغفو ..
فأغفو بهِ وعليهِ
وأصحو على أوّلِ العُمرِ مُرتعِداً ..
أيها الكهلُ ،
نِمتَ طويلاً ..
تُراكَ تعلَّمتَ مما رأيتَ ؟
أما زِلتَ تحلُمُ ..؟!
أنّى لعُروَةَ أن يستكينَ لعبسٍ
وأنَّى لها أن تُهادِنَ زلَّتهُ ..
زلّتي ،
أنني أعرفُ الوردَ من شوكهِ ..
صِحْتُ يا ..
وانكفأتُ،
فمن يُكملُ اللحنَ بعدي ؟
أيها المُنْتَأى ..
أيها المُرْتَقى الصّعْبُ
حولكَ روحي تطوفُ
وأنتَ، كما أنتَ
تهمِسُ في مسمعِ الغيمِ
قصّةَ من غادروكَ
وقالوا : سنرجِعُ يوماً ..
وما عادَ غيري.
أما قُلتَ يوماً :
بأن الغريبَ هو الأرضُ
ها نحنُ نرقعُ أحلامنا في العراءِ غريبينِ ..
والأرضُ يسكُنُها الشاربونَ الأوائلُ من جُرحها ..
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الطقس الأخير
الطقس الأخير
رقم القصيدة : 6994
-----------------------------------
في حضرةِ الطّقسِ الأخيرِ
تَبيضُ في العُشِّ القَصِيِّ حمامةٌ خجلى ..
فتَبْيَضُّ القِلاعُ الحُمْرُ
راياتُ الثُغورِ
سلاسلُ الأسرى
عيونُ النائحاتِ على الشواهِدِ
أين تمضي أيها العبدُ الفقيرُ ..؟
أهلكْتَ من سيجيءُ بعدكَ ..
تشتهيكَ الريحُ ألا تبرحَ الميناءَ
والفُلكُ التي تَبْني بعينِ اللهِ
مُنكرةٌ بهذا الساحلِ المسكونِ بالنسيانِ
والجودِيُّ لا يقوى على حملِ الحقيقةِ مرّتينِ ..
فقِفْ،
فِداؤُكَ كل باكيةٍ تنوحُ على سِواكَ
(1/14698)
________________________________________
وكل أرضٍ لا تتوقُ إلى شِتائكَ ..
أنت جرحُ الأرضِ
فاسكُنها بما أوتيتَ من وجعٍ،
تَباهَى بالقليلِ من الرّجاءِ
وبالكثيرِ من الفجيعةِ
قُل لهم :
ها إنني اجتزتُ المسافةَ .. وانتهيتْ.
ياسيّد الصبحِ الغريبَ
أرِ الطيورَ سبيلَها ..
وافتحْ سماءَكَ للعُروجِ إليكَ
واستَبِقِ النساءَ إلى الرجالِ
مُعطّراً بالخصبِ والموتِ الشهِيِّ على التخومِ
أرِ النجومَ مواطِنَ البدْوِ الذينَ تناسلوا
في غفلةِ الوقتِ
ارْتعِشْ،
كالسّعفةِ النشوى بما هَمَسَ النسيمُ.
أطِلْ بقاءكَ في حجيجِ الليلِ
حتى الهَدْيِ ..
لا تبرحْ مقامكَ
واشهدِ الذبحَ الخُرافةَ
واعتصمْ بالحُزنِ
تنجُ من الخديعةِ،
أيها الوجعُ العظيمُ.
في حضرةِ الطّقسِ الأخيرِ
تَلوحُ فاتِحةُُ
فتنتفِضُ الرّؤوسُ على نُطوعٍ
من حريرِ الخوفِ،
تنْكَمِشُ الرّقابُ وتستقيمُ.
طوعاً تُساقُ العيرُ نحو فنائِها ..
فتظلُّ شامخةً
وفي أخفافِها يثِبُ الجحيمُ.
من أيِّ نافذةٍ تُطِلُّ،
ترى النّعاسَ يُكحّلُ الطُّرُقاتِ
والقِطَطَ الأليفةَ
تحتَ جُدرانِ البيوتِ
تُطِلُّ ثانيةً،
ترى عرقَ الكُسالى
في كُؤوسِ الليلِ يغلي،
كلما هبطَ الكلامُ.
تُطِلُّ ثالثةً،
ترى الّلا شيءَ يكبُرُ في الشوارِعِ،
يُغرِقُ الجُدرانَ،
والقِطَطَ الأليفةَ،
والنّعاسَ.
تُطِلُّ رابِعةً،
يُباغِتكَ الظلامُ.
يقتاتُ من عينيكَ هذا الشارِعُ الأعمى
ومن كفّيكَ حبلُ الوُدِّ
أدْبَرَتِ القوافِلُ نحوَ غايتِها
وأنتَ مُعلّقٌ بينَ العَدُوَّينِ
اسْتخَرْتَ،
فما أمِنْتَ لغيرِ موتِكَ، حيثُ أنتَ
كأنّكَ ما خُلِقتَ لغيرِ هذا الرّملِ
فانبَجَسَتْ عيونُ الأرضِ في عينيكَ
وارْتَعَدَ الغمامُ.
من أيِّ مقبرةٍ ستنفُذُ يا سلامُ ؟
هذي الشواهِدُ ، لا يموتُ لها قتيلُ.
ستظلُّ شاخصةً بأحداقِ اليتامى،
تَحْرِثُ الذّكرى ..
فيكثُرُ في دواخِلِنا القليلُ.
يا سيّدَ الصبحِ الغريبَ
أرِحْ رِكابكَ ساعةً،
حتى تميلَ الشمسُ
قد أزرى بكَ الدّرْبُ الطويلُ.
(1/14699)
________________________________________
وارْفعْ لثامَكَ،
كي تشُمُّ الطّلْعَ في قصصِ الصبايا
العابِراتِ إلى غديرِ البوحِ
لا تخشَ الملامَ،
فإنّ مثلكَ ليس يجْحدُهُ النخيلُ.
مرّرْ يديكَ على أديمِ الأرضِ،
واسمعْ همسَ من نذوركَ للصُّبحِ العَصِيِّ،
وأوْدَعُوا فيكَ الشّرارةَ يا فتيلُ.
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> لي خلف المجرّات إخوةو على الأرض أصدقاء
لي خلف المجرّات إخوةو على الأرض أصدقاء
رقم القصيدة : 6995
-----------------------------------
تؤرجحُني
في فضاءٍ
كملاكٍ
لَهُ المجرّاتِ
إخوةٌ
و على الأرضِ
.أصدقاء
أغنيةُ آخرِ المساءِ و أوّلِ الليلِ
تهزّ
في الروحِ
أغصانًا
تطيّرُ الموتَ
.تطربُ الصمت
ضَحِكُ الأصحابِ
يقودني لبكاءٍ منسيّ
لأدراجٍ مغلقةٍ على أطفالٍ
يشعلونَ دموعَهُمْ
.ليستأنسوا
الدخانُ
وطنٌ
في الخلاءِ
.يتلاشى
الجرحُ
قمرٌ برتقاليٌّ
تشعلُهُ الجمرةُ
.ليتجلّى
الماءُ يضحكُ
.وحيدًا في القاعِ
الأصحابُ
يضحكونَ
عاليًا
.يلامسونَ الفرح
الفوانيسُ
و النباتاتُ
متدليةٌ من السقفِ
.ظلاًّ لجنّةٍ بعيدةٍ
أيقوناتُ الغربةِ
متدليةٌ من جبيني
ضوءاً
لعتمةٍ
.صرفتُ في سوادِها طفولتي
بكاءُ النهرِ خَفَتَ
.يبدو أنّ الأسماكَ نامَتْ
الريحُ
.ما زالت تهدهدُنا
.هل نغفو؟
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> اللحظة العمر
اللحظة العمر
رقم القصيدة : 6996
-----------------------------------
في حضرةِ الطّقسِ الأخيرِأيها الطارقُ
من أنتَ،
ومن أين أتيتْ ؟
إن هذا البابَ لا يُفضي لبيتْ.
أتراهُ البردُ أزرى بكَ
كالعصفورِ
تلتفُّ على أُكْرَةِ بابي ؟
تنقُرُ الصمتَ
وتلهو بغيابي ..
لو تمهّلتَ،
لكان السّبقُ للشعرِ
وكانَ الشّعرُ لكْ.
لو تعجّلتَ،
لكحّلتَ الصباحاتِ بأسرارِكَ
واسْتأثَرْتَ في الليلِ
بقلبٍ
قبلَ أن تفطنَ للحب شفاهي قبّلكْ.
لحظةٌ،
كنتُ بها القاتلَ
والمقتولَ
والخنجرَ
والجرحَ
فمن كنتَ ..؟
أمِمّا يذرُ الليلُ من الطلِّ على الورودِ
(1/14700)
________________________________________
تسلّلْتَ إليّا ؟
أم من الصُبحِ الذي لم يأتِ بعدُ
اجْتاحَكَ الشوقُ إلى ماضيكَ،
فاسْترْشَدْتَ بالوهمِ عليّا ؟
ما أنا بعد تجنّيكَ سوى لحنٍ تلاشى خلفَ هذا البابِ
فلْتَبْقَ على أكرتِهِ،
تتلو حكاياكَ ..
وترثي غدَكَ الموؤودَ في الأمسِ صبيّا.
هرِمَ اللّيلُ ،
أدِرْ ظهْرَكَ للّيلِ ،
وقُلْ كُنتُ هُنا ..
زائِراً تاقَ إلى غُربتِهِ لمّا دَنا
ولْيكُنْ عُذرُكَ
أنّي وطَنٌ
ينْبُشُ فيما تنبُشُ الغُربةُ فيهِ وطناً
لحظةٌ،
نامَ بها العُمرُ قريرَ الشّوقِ
مابينَ ذِراعَيْكَ
فكُنتُ اللّحظَةَ الأقصرَ في العُمرِ
وكُنتَ العُمرَ
واللّحظَةُ في صدرِكَ تغشى الزّمنا.
ما لهذا الرّحْبِ
أمسى مَهْبطَ الأشباحِ ؟
وارتدَّ عن الشّعرِ
وقد كانَ لأدنى ما يبُثُّ القلبُ
كانَ المسكنا ..
فلْيكُنْ عُذريَ
أنّي قلمٌ
يكتُبُ ما لا يفْقَهُ الخَوْفُ
فَرِدْ حوضيَ
تَقرأُنِي كما كنتَ ..
وإلاّ ،
فانتظرْ بالبابِ
حتى آخرَ العُمْر
هباءً ..
وتضهَجّى المُبْهَما.
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> كنقطة عتمة في الضوء
كنقطة عتمة في الضوء
رقم القصيدة : 6997
-----------------------------------
بإمكانِ كُلٍّ منّا
.ألاّ ينامَ وحيدًا
لماذا لا تحرّكُ مقبضَ بابي
في هذه اللحظةِ
و تدخلُ
كضوءٍ
في العتمة؟
تجلسُ إلى حافةِ سريري
تعيشُ أرقي
و القهوةَ
و موسيقى روحٍ تجلّتْ؟
لماذا لا تأتي
كنجمةٍ بردانةٍ
تختبئُ تحت لحافي؟
قلبي يتيمٌ
كنقطةِ عتمةٍ
.في الضوءِ
لماذا لا تفاجئني
و تحرّكُ مقبضَ البابِ
فالستائرَ
فعدّةَ القهوةِ
و جهازَ التسجيل؟
لديَّ صمتٌ كثيرٌ
و بنٌّ رائعٌ
و اسطواناتٌ مجنونةٌ
.أعرفُ أنّك تُحبُّها
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> كنت هنا
كنت هنا
رقم القصيدة : 6998
-----------------------------------
في حضرةِ الطّقسِ الأخيرِأيها الطارقُمابين ذراعينا أمدُ ..
أمتدُّ إليها ،
تبتعِدُ ..
أتبعُها في النفقِ الظّامِىءِ،
تنأى ،
تتلاشى ،
(1/14701)
________________________________________
ترتعِدُ.
وحدي أُسرِجُ خيلَ القومِ
أُروّضُ فيها الشّوقَ إلى الغزْوِ
أُسرّحُ شعرَ المُهرِ الجامحِ في صدري
أُلجِمُهُ بلجامٍ من نورْ.
وحدي أتلظّى خلفَ السّورْ.
أتبعُ كلَّ تفاصيلِ اللّحظةِ،
أغرقُ في دمعتِها الحرّى،
تغرقُ فِيَّ،
نُسافرُ،
كلُّ في وُجهتهِ ..
يلقى كلُّ منّا الآخرَ،
نأتلِقُ
تنتبِهُ الغُربةُ في قلبينا،
نَفْتَرِقُ
مِنّي تَنْسَلُّ ..
أَنْسَلُّ من الوردِ يتيماً ..
أرجِعُ،
لا وردَ سوى الذّكرى ..
ليلايَ،
أريقي من مائِكِ فوقَ رُكامي،
أنبعِثُ ..
مَيّتُكِ اكْتظَّ بهِ الجَدَثُ.
ها عُدتُ ..
أألقاكِ هنا ..؟
هل أنتِ كما كُنتِ،
وكانَ الخَطْوُ إليكِ وئيداً خَجِلاً ..؟
أُقسمُ أذكرُهُ ..
أذكرُ كلّ دبيبِ الخوفِ إليكِ،
وأذكرُ أنّي كنتُ الطّفلَ المفطومَ حديثاً ..
والصّدرُ الحاني كان يُداعبُ فِيَّ الجوعْ.
أذكرُ أنّي كنتُ هنا ..
أنّكِ أصغرُ منّي في الحُزنِ،
وأكبرُ من قلبٍ مفجوعْ.
ها عُدتُ ..
أيذكُرُ هذا الرّكنُ وقوفَ الوقتِ لديهِ؟
أم أنّ الركنَ كأهلِ الرّكنِ،
سواحِلُ ترحلُ قبلَ وصولِ البحّارينْ ؟
هل مازال به شيءٌ منّي،
أم أن رياحَ الصّيفِ المحمومةَ،
تكنِسُ حتّى ريحَ الجنّةِ ..؟
صُبّي ماءكِ في قدحي ..
علّ شفاهَ الأرضِ تلينُ،
وأنبُتُ في بابِكِ ظِلاًّ لرُعاةِ الشّمسْ.
صُبّي ماءَكِ فوقَ جبيني
ودَعيني، يا مولاتي
أمضي قُدُماً نحوَ الأمسْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> هذا من أنباء الطير
هذا من أنباء الطير
رقم القصيدة : 6999
-----------------------------------
يبتزّكَ هذا الساحلُ
يُغريكَ بأجنحةِ الصبحِ
لكي تنقشَ في الماءِ حكاياكَ
وترحلَ في صمت ..
يُغريكَ الساحلُ بالموتِ بعيداً
خلفَ الأسوارِ
وخلفَ أمانيكَ الحُلوةِ
يبتزُّكَ حتى الرّمقِ الأدنى.
كيف أموتُ هناكَ بلا كفنٍ
يدفعُ عني النملَ
ويستُرُني
حين تعُمّ الدّهشةُ وجهَ الأرضْ ؟
إني لا أخشى الموتَ
ولا العُريَ
ولا الغُربةَ
لكني،
(1/14702)
________________________________________
أخشى أن يأكلَني النملُ الأحمرُ
قبل الفجرِ
فلا تعرفُني أمي ..
إني أكرهُ ألا تعرفَني أمي
أكرهُ أن ألقى الأحبابَ
بلا عينينِ
بلا شفتينِ
بلا قافيةٍ.
ما أصعبَ أن ينهالَ النملُ على قافيتي.
ماأصعبَ أن تَطرُقَ بابَ القبرِ وحيداً ..
أو يشتدَّ بكَ البردُ على بابِ جهنّمْ.
أن تخرجَ من بيتكَ بالمِسْكِ،
تُعطّرُ جدرانَ البلدةِ،
ثم تعودَ إليه بخفيكَ وأوساخِ الشارعْ.
أن يمتصَّ الساحلُ قلبَكَ،
أن تكتبَ للوردِ بلا قلبٍ،
أن تُتْرَكَ للسوقيّةِ
تنهشُ في رأسكَ ذاكرةَ الرّملِ الأصفرْ.
ياامْرأةَ القيصرِ
إنا لغةٌ تتكسّرْ.
إنا لغةٌ،
يمضُغُها الوقتُ
ويبصُقُها ذهباً
يتشظّى قهقهةً في الطّرقاتْ.
دوسي ما شئتِ بنعليكِ الجائعتينِ
على هذا اللّحمِ الفاسدْ.
واختالي كالطاووسِ بأذيالكِ،
فوق شفاهِ البُكْمِ.
وقولي للقيصرِ
ألا يرهقَ عينيهِ الجاحظتينِ
بهذا السّفْرِ المُظلمْ.
وَلْيُطْبِقْ جفنيهِ على العتمةِ
حتى يسودَّ الداخلُ أكثرْ.
ودعيهِ يعُبُّ من الآبارِ المُرّةِ،
علَّ الفاقةَ تبلُغُ ذُروةَ هذا السّفَهِ المعقودِ ولائمَ
للسيّارةِ،
والسيّاحِ المهووسينَ بِحَرِّ الصحراءِ،
وللّحْمِ المُتَرَجْرِجِ كالفقْماتِ على ساحِلنا الفضّي ..
على ساحِلِنا الفِضّي،
رأيتُ الناسَ جميعاً
إلا البحارَ
فما كان له أثرٌ ..
أحفادَ البحرِ،
انسلخَ الموسمُ
والغائبُ في شرنقةِ الصمتِ الباردِ
ليس له أثرٌ ..
كيف تواطأ هذا الساحلُ والنورمانُ عليكَ
وأنت البحرُ
وأصدافُ البحرِ
وزوبعةُ الماءِ الدافئِ ؟
من أيِّ ثغورِ الأرضِ اجتاحَكَ وحشُ الأعماقِ ؟
وكيف ؟
وأين ؟
وماذا قال الشعراءُ
إذْ امْتلأتْ رئتاكَ بماءِ القّهرِ
هنالِكَ خلفَ بحارِ الأرضِ جميعاً
ماذا قال الشعراءُ إذْ اشتدّ الصّمتُ
وأَحْكَمَ قبضَتَهُ النكراءَ على ثغرِ الأرضِ،
وأنت تُودّعُ بالأصفادِ الفولاذيّةِ
في رجليكَ الحافيتينِ الأصدافَ،
وعيناك إلى البحرِ تَخُطّانِ طريقَ العودةِ ؟
(1/14703)
________________________________________
ياقلبُ اسْتبقِ الموجةَ نبضاً ..
يا بوصلةَ البحرِ وياسِرّ البحارينَ،
اسْتبِقِ الموجةَ ذاتَ النبأِ السيّءِ
فالعاصفةُ المشؤومةُ هذا موعِدُها ..
* * *
أنْبَأَنِي النّورسُ
أن الطلقةَ هذي المرةَ
سوف تكونُ من الخلفِ
وهذا موعِدُها
أن أظافرَ عبدِاللهِ ابْنِ أُبَيٍّ،
مازالَ بها شيءٌ من لحمِ الأنصارْ.
أن الداخلَ قد حلَّ بتاهَرْتَ
ومازالتْ تلهثُ خلفَ عباءتهِ الأمصارْ.
أن الأندلسَ الآنَ تُشَيّعُ جُثْمانَ القبليّةْ ..
قالَ النورسُ ماقالَ،
وَوَشْوَشَني بكلامٍ آخرَ
حَلّفني ألاّ أفشيهِ
لكن العينَ امتلأتْ فُلاًّ ..
فابْيضّ البحرُ أمامي أشرعةً
كثيابِ العُرسِ المشغولةِ باللؤلؤِ
واخضرّ طريقُ البحارْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ومضات
ومضات
رقم القصيدة : 7000
-----------------------------------
سواد :
زوجتُهُ حُبلى
وهو ضريرٌ
يتمنّى أن يقطعَ ذاك الشارعَ
في الليلِ بلا مِنّةْ.
ماذا لو كان القادِمُ أعمى ..؟
***
رأسُ السّنة :
في رأسِ السّنةِ الميلاديّةِ جِنّيّةْ
عيناها مُطْفأتانْ
ولها ثغرٌ كالحانةِ
لا يتثاءَبُ،
إلا لدخولِ العامِ الآتي ..
وخروجِ الشّعبِ السّكرانْ.
***
صحفي:
هو يلهثُ كالكلبِ بدفترهِ
ويُفتّشُ من كل زوايا القاعةِ
فالشاعرُ،
لن يقرأ هذي الليلةَ شعراً.
***
رضوخ :
هاتِ يديكَ
رضيتُ بنصفِ الحُبِّ
ونصفِ الموتْ.
***
أرَق :
لا توقظهُ الساعةُ
من لا يعرفُ طعمَ النّومْ.
***
أميّة:
أُمّيٌّ من لا يقرأُ مرآتهْ.
أعدَى الأعداءْ
أعدى الأعداءِ
صديقٌ لا تَعْرِفُهُ ..
***
سرابْ:
في قمّةِ ذاكَ الطّودِ
وفوقَ الغيمِ بشبرينِ
أكادُ أرى كفّيها تنزلقانْ،
فهل تمكُثُ حتى أُدرِكَها ...؟
***
حُجّةْ:
فرّغَ البُندُقيّةَ
في صدرِ تلكَ الحمامةِ،
ليسَ ليقتلَها ..
إنّما كان يُؤْلِمُهُ أن تطيرْ.
***
حُلُمْ:
على أيِّ جنبيكَ كنتَ تنامْ ؟
وأيُّ الصباحاتِ كنتَ تُطَرّزُ ؟
حين تفتّحَ في شفتيكَ الكلامْ.
***
(1/14704)
________________________________________
صُعْلوكْ:
بعينيهِ قال الكثيرْ.
فأوجسَ منهُ الأميرُ،
وقالَ:
بماذا تُلَوّحُ ؟
قالَ:
كلامُ الصعاليكِ ليسَ يُعادُ.
***
حُضورْ:
قالتْ:
لن يُغلقَ هذا البابُ
غِبْ ما شئتَ
فإنّكَ ممّنْ يأتونَ،
إذا غابوا ..
***
أمل:
يدُكَ اليُمنَى بارِدةٌ
هاتِ اليُسْرَى ...
***
خُبزٌ ومِلْحْ:
خُذْ هذا البابَ
وخُذْ نصفَ السّورِ إذا شئتْ ..
فالسارقُ يشربُ قهوتَهُ معنا ..
ويقاسِمُنا نِصْفَ الخُبزِ ونصْفَ المِلحْ.
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> الكوكب الآخر
الكوكب الآخر
رقم القصيدة : 7001
-----------------------------------
أضئني
،زهرةَ عبّادِ شمس
غيابُكَ
.مقبرةٌ مهجورة
يدُكَ الصغيرةُ
جسرٌ
بينَ الجنّاتِ
،و بيني
عيناكَ
.دربي إلى اللّه
قلبي
،فراشةُ ليلٍ
عيناكَ
فانوسانِ يحترقانِ
.بالعبث
تعبرُني
كالريحِ
تبعثرُني
تمضي
و في عينيكَ
.المجهول ذاته
.أسميكَ موتي
لمستُكَ العابرة
وحدَها
تجرّدُ وجهي
منه
ترسمُهُ
غروبًا
.في الخريف
قمرٌ ملوَّنٌ
لا يبكي
أطفالٌ لا يشيخونَ
.تلكَ مدينتي
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> مراوغة
مراوغة
رقم القصيدة : 7002
-----------------------------------
يبلعُ الجمرةَ،
يَكوى صدرَهُ الهشَّ ..
عنيدٌ مثلها،
يقتاتُ من جَدْبِ الوُعودِ.
يبلعُ الجمرةَ،
يُلقي بشِباكِ الصّبرِ في بحرِ خطاياها
يُواري عَزْمَهُ الواهي،
ويلقي من جديدِ ..
تتمنّاهُ،
فيغدو ظِلّها ..
ثم تُجازيهِ بأشواكِ الورودِ
ليلهُ أطولُ من آهاتِها،
حين يُرَقّيها بآياتِ الخُلودِ.
يحتويها بالرُّؤى الخضراءِ والشّعرِ
فتَحْمَرُّ ..
ثم تَصْفَرّ إذاهمّ بها الشوقُ إليهِ ..
عاشقانِ، اسْتَتَرا خلفَ حُروفِ الزّمنِ المَنْسِيِّ
خلفَ الشّمسِ
في الأفقِ البعيدِ.
قيّدا العُمرَ بِرُكنِ اللّيلِ حتى نامَ ..
واخْتَطّا على جفنيهِ،
كم نِمْتَ .. ؟
فما يدري،
وما يدرونَ طولَ القُبْلَةِ الوَلْهى ..
على أنّاتِ هاتيكَ القيودِ.
(1/14705)
________________________________________
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> نامي
نامي
رقم القصيدة : 7003
-----------------------------------
ستنامينَ،
وتصحينَ على مايُشبهُ الحلمَ ..
فنامي ..
إنكِ الآنَ على ضِفّةِ قلبي،
حَرّكي المجذافَ
قد لا يُنْبِئُ الساحلُ بالعُمقِ
فهُزّي هَدْأةَ الماءِ،
ونامي
بينَ مَوْجي وغَمامي ..
قلقٌ ..؟
أدري ..
وأنّى لكِلينا أنْ يرى مصرَ ولا يحزنُ
أو يضحكُ حتى الموتْ ..
لسنا أوّلَ الغَرْقى،
ولسنا أوّلَ الناجينَ في هذا الزّحامِ.
كنتُ قد ضيّعتُ ظلّي هاهُنا ..
حتى إذا ماعُدتُ،
كان الظِلُّ خيطاً في وشاحِ الليلِ،
والوجْهُ الذي أهْوى،
وجوهاً تتلاشى في الظلامِ.
ستنامين،
فنامي ..
إنكِ الآن على بُعدِ كثيبينِ من النّخلِ،
حرّضي الناقةَ،
واغريها بماتَهوى
فها قد فاحَ طَلْعُ الصّيفِ
والآلُ يُماهي نَزَقَ الشوقِ أمامي.
ياابْنةَ البحرِ،
كلانا غُربةٌ تسعى بِهذا الفَلَكِ الددوّارِ
لا تعرفُ للعالمِ مَرْسى.
حرّضي الناقةَ
لكنْ،
خفّفي اللّهفةَ
فالصحراءُ مثلُ النيلِ تَنْسى.
هذه الجنّةُ،
لا تحملُ رأساً مُثقلاً بالوردِ والشّوكِ
ولا تهتَزُّ إلا لحُداءِ الموتِ ..
نامي ..
وصِلي اللّحظةِ باللّحظةِ،
حتى تَبْلُغي الشّمسَ،
وعودي طفلةً،
لاتُشْبِهُ الأطفالَ
إلا عندما تغفو ...
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> عندما تتشظى القناديل
عندما تتشظى القناديل
رقم القصيدة : 7004
-----------------------------------
لها ألفُ وجهٍ ..
لها قامة من دُخانْ
أتتْ والمرايا مهشّمةٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ،
والقناديلُ كالماسِ
مُنْتَبِهٌ في المكانْ
أراها بكل الشّظايا،
وداخلَ قلبي،
وخارجَ هذا الزمانْ.
أُلملِمُ رأسي،
أعيدُ الحكايةَ من بِدْئِها ..
منذُ أنْ ودّعتْني
ومُنذُ خرجتُ،
ومنذُ تركتُ لديها الكلامَ الذي لمْْ أقُلهُ،
ومنذُ ومنذُ ..
هنالِكَ،
كان اللقاءُ الذي زمّلتهُ الطفولةُ بالخوفِ
كنتُ أودُّ مُصافحةَ الحلمِ،
(1/14706)
________________________________________
كنتُ أتوقُ إلى ذلكَ الصّعبِ،
تلك العيونِ التي تسترقُّ المساءَ،
ويسهرُ فيها المساءْ.
أراها خلالَ القناديلِ
أشرعةً لا تؤوبُ إلى ساحلٍ ..
ويكَ يا قلبُ،
ماذا دهاكَ
تلاحِقُ هذا الرّهامْ ..؟
إلامَ تُعَنِّفُني بإقْتفاءِ الظِّلالِ،
وفيك ظَلالُ الخليقةِ.
ويكَ أضعتَ النجومَ،
فعُدْتَ بلا وُجهةٍ ..
تتأبّطُ شطرَ الغيابِ الأخيرْ.
خلالَ القناديلِ وهي مُحَطَّمَةٌ،
تهتدي بانْطفاءاتِ تلكَ الشّظايا.
وبينَ المرايا تدورُ بهذا الرّكامْ.
تُناديكَ من كل فجٍّ،
تُحَنّيكَ بالألمِ المُسْتطابِ،
تمنّيك بالمسكِ والهفواتِ الحنونةِ،
تَخْضَرُّ بين ذراعيك ثم تغيبْ.
سماويّةٌ لا تُمسّ ..
لها هالةٌ من مشيجِ السّهارى،
لها السّنْبُلاتُ تُطأْطِئُ
حين تُطِلُّ من الشّرُفاتِ البعيدةِ بالخِصْبِ،
تلك التي حارَ فيها الضّباب الشّفيفُ على مُقلتيَّ،
فصرتُ أراها خلالَ الدّموعِ،
نجوماً يغُصُّ بها الليلُ ..
ياليلُ،
هاتِ نُجَيْمَتيَ المُستَحمّةَ بالشمسِ
تلك التي تُصهِرُ الخَلَجاتِ الخجولةَ بين جناحَيّ
حتى أفيض مواسمَ للحُلمِ ...
ياليلُ،
رُدّ إليّ الحُصونَ التي دمّرتها الرّياحُ،
فظهريَ دونَ غطاءٍ ..
تُراوِدُني في المنامِ بلادي،
فَيَنْشطرُ القلبُ.
ياليلُ
رُدّ نُجيمتيَ المُستحمَّةَ بالشمسِ ،
حتى تضيقَ المسافةُ
مابينَ قلبي وقلبي ..
سئِمتُ الفراغاتِ بين السّطورِ ..
سأملأها بالتهجّدِ والتمتماتِ،
كما تفْعلُ الرّيحُ،
حين تُهدهدُ أوراقنا الذابلةْ.
سأكتبُ ماقالهُ الصّمتُ،
يوم توادَعَ فينا الرّمادُ.
أنا لا أقولُ انْتَهَيْنا ..
ولكنّهُ البدءُ يُرْعِبُني ،
كلّما همّتِ المعجزاتُ ببابي
وهَمّ السّهادُ.
تقولُ أهابُك،
كيفَ،
وفِيّ الْتِقاءُ الفَراشِ المُرَوّعِ
عند انعقادِ الزّهورِ،
وفِيّ الحصادُ ؟
تقولُ تأخّرتَ،
والناسُ قد بَلَغوا ..
قلتُ قد بُلِّغوا مايُرادُ،
وما بَلَغوا ما أرَادوا ..
وحيداً،
ولا بأس،
سوف أسيرُ
فكوني ..
(1/14707)
________________________________________
وإلاّ فَبَعْدَ النجومِ نجومٌ
ستظهرُ قبلَ الصباحِ
وبعد البلادِ بلادُ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> انحناءات
انحناءات
رقم القصيدة : 7005
-----------------------------------
بحرُ يا بحرُ،
ياهامةً تنحني للسواحلِ
تاركةً كبرياءَ السنينَ
انكساراتِ وجدٍ ..
تُراكَ تخاذَلْتَ مثليَ حين عشِقتَ،
أم الوقتُ أرادكَ
فوق الترابِ،
صريعَ الأماني الجميلةِ ..؟
ها هي ذي الأغنياتُ
تعزّيك فيما بكيتَ،
وفيما رأيتَ
من الأنجُمِ الموغلاتِ
بهذا الظلامِ السحيقِ.
أراك تُحَمّلني
عِبْءَ ما خلّفتْهُ الليالي الثقيلةُ
كيف وفيكَ انطفاءُ الشموسِ،
وفيكَ اشتعالي ..
كنتَ أنتَ عزاءَ الطيورِ الغريبةِ
تبسطُ من تحتها صدرَكَ الرَّحبَ ..
تُرشدُها للحياةِ
فمن ذا يؤجّجُ فيكَ الحياةَ،
وقد رستِ الفُلكُ
بعد انقضاءِ المواسمِ ..؟
من ذا يُتوّج رأساً تَمَلّكهُ الوردُ،
حتى اسْتَخَفّ بشوكِ المسافةِ ..؟
من ذا يُروّضُ فيكَ جُموحَ الطفولةِ،
أو يشتريكَ ببعضِ الكلامِ المُنَمْنَمِ،
حين تموتُ القصائدُ
بين الخليجِ ومصَرَ وقامةِ سلمى ..؟
فاشْربِ المُرّ وحدَكَ،
لا عاصمَ اليومَ من جُرعةٍ
للبقاءِ أو الموتِ بين يديها.
حالماً كالفراشاتِ كنتُ ..
وحين أفقتُ،
احْترقْتُ بنارِ الحقيقةِ،
ياليتني ما أفقْتُ.
حالماً كنتُ في عُشّها ..
أعقد الليلَ بالليلِ،
كي لا تفيقَ العصافيرُ
بين ضلوعي
وتلسعُني الشمسُ قبل الأوانْ.
حالماً كنتُ ..
لكنّني،
أتَحَسّسُ كل المواضِعِ
حين يُباغتُني الياسمينُ
برائحةِ الزّعفرانْ.
بحرُ يابحرُ،
يا بعضَ شوقي إليها
رويدكَ،
فالغدُ موعدُنا ..
سوف تأتي برائحةِ النخلِ
شامخةً كالصباحِ
وفي يدها جُلُّ ماقد تركتُ لديها.
غداً تتحنّي بملحِكَ كلُّ النوارسِ،
والأغنياتُ الحبيسةُ في شفتيها ..
غداً نرتمي فوق موجكَ
زوّادتينِ
لهذا الطريقِ الطويلِ ..
غداً نُطفِئُ الشمسَ
قبل الغروبِ،
نُعَلّقُ أحلى قصائدِنا
في رقابِ الطيورِ
(1/14708)
________________________________________
ونسخرُ بالمستحيلِ ..
بحرُ يابحرُ،
ياهامةً تنحني
كي تُقَوّمَ فينا انْحناءاتِ هذا الزمانِ
وما أسقَطَ الدّهرُ
من كبرياء السواحلِ
قبل الخريفِ وبعد الخريفْ ..
هاهو الشوقُ والشّعرُ والعاشقُ الطفلُ
بين ذراعيكَ
فلتحفظِ السِّرَّ
حتى تعودَ الحقيقةُ عن غَيّها
أو أعودَ إلى خيمةِ الزّاهدينَ
لأخلو بها قصةً
لاتموتْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> أجمل طفلين
أجمل طفلين
رقم القصيدة : 7006
-----------------------------------
وها نحنُ عُدنا،
كأجملِ طفلينِ بعدَ الخصامْ.
نُلَوّح للرّيحِ حينَ تُغنّي ..
ونهفوا إلى قمرٍ دثّرتْهُ الغُيومُ،
ولم يبقَ منهُ،
سوى ماتبقى لنا من كلامْ ..
نُغازلُ أوديةً لا تثورُ
نُحرّضُ فيها السّكونَ
لتكشفَ عن زهرتينِ
تعانقنا بين تلك الصخورِ،
وعن فارسٍ،
آن أنْ يترجّلَ قبل الخريفْ.
حمامةَ قلبي،
أموتُ وأحيا كنبضِ الشواطئِ
بين جناحيكِ
فلتعذريني،
إذا ما تلعْثمَ موجيَ في راحتيكِ
وقلتُ
أحبكِ ..
إني شقيتُ بهذا الوجودِ الرّتيبِ
وهذا القتالِ بغير سلاحٍ ..
تناهيتُ فيكِ،
تلا شيْتُ
أفنيتُ روحيَ في مقلتيكِ.
حمامة قلبيَ،
يارعشةً تعتريني
ويابسمةً في شِفاهِ الغماماتِ،
يا دمعةً في عيوني.
أفيقي،
إذا ما أتيتكِ في النومِ
أحملُ مفتاحَ روحي
وشُدّي عليهِ بكلتا يديكِ
أفيقي،
إذا ما دعاكِ إلى الحقِّ قلبي،
وقال خذيني ..
أفيقي إذا ما غفا الكونُ
واكتحلي بالسكينةِ،
تلقينَني
في الزوايا القريبةِ،
همساً لهذا المساءِ الحزينِ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> أغنية للحياة
أغنية للحياة
رقم القصيدة : 7007
-----------------------------------
ليتني،
ليتها،
ليت هذا الدخانَ الكثيفَ الذي بيننا،
يتبدّدُ أعمدةً ..
كي أرى وجهَها من خلالِ الركامِ
وتبصرَ فِيَّ احْتضَارَ النّدى ..
ليتها تتقدّمُ شبراً،
لتسمعَ صوتاً
تهشّمَ بين المراثي سُدى ..
ليتها تتأخّرُ شِبراً
إلى حيثُ كنّا
(1/14709)
________________________________________
نُخَضِّبُ شَعْرَ المُحِبّينَ بالمسكِ،
نُشْعِلُ جيدَ السّماءِ بِجَذْوَتِنا
نجمةً
نجمةً
ثم نُلقي بأرواحِنا في المَدى ..
ليتها شطحةٌ من خيالٍ،
إذَنْ لأوَيْتَ إلى مَخْدَعِ الوردِ،
أو صُغتُ ملحمةً للفَراشِ الحزينِ،
وأطلقتُ أشرعتي للنهارْ.
كلّما هزّتِ الرّيحُ أوردةَ الشّوقِ،
غنّيت لحْني ..
وعَلّقتُ في بابها قمراً لا يغيبْ.
كنتُ أوفى المُحِبّينَ،
أوفى الصّعاليكِ،
للخيلِ والليلِ
والقُبّراتِ التي لا تنامْ.
كنتُ لمّا يَحِلّ الشّتاءُ،
ويذرفُ دمعتهُ فوقَ سفحِ القلوبِ،
أُبادِرُ بالجمْرةِ المُشتهاةِ،
أمرُّ بها بين تلك البيوتِ
التي لا تزالُ تفوحُ
بأرغِفةِ الّلاجِئينْ.
كنتُ لمّا يَحِلّ الشّتاءُ
ويذرفُ دمعتهُ،
أشتهي أن أموتَ على صفحةٍ
لم يَطَلها المِدادُ.
أنا يا ابْنةَ القلبِ شطرُكِ،
مهْما توالى الدّخانُ الكثيفُ على شُرفتينا،
أو انْطفأ البدرُ في مُقلتينا ..
فثمةَ خيطٌ من الأمنياتِ النّديّةِ،
يَسْتَلُّنا طينةً للنّماءِ أو الهَدْمِ ..
لا تَقْنَطِي،
لن يطولَ الوقوفُ بنا
سوف نبدأُ خلقاً جديداً،
له سِمَةٌ لا تكونُ لغيرِ المُحِبّينَ،
يا نارُ كوني ..
فكُنّا ثُغاءً بتلكَ السّهولِ المديدةِ ..
يَرْتدُّ بعد انْقِضاءِ الزَّمانِ،
صدىً للحياةِ،
أنا يا ابْنةَ القلبِ شَطْرُكِ ..
فلْتَنْثُري ما تبقّى منَ الآسِ حولَ رُفاتي،
وقولي لأهلِ القَصاصِِ إذا ما أتواْ
إنّهُ سيعودْ ..
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> أشباح الغد
أشباح الغد
رقم القصيدة : 7008
-----------------------------------
أناديها ..
وروحي هودجُ الأغرابْ.
إلى جبالِ المِسْكِ.
يومٌ في جفونِ النيلِ،
في الأعصابْ.
مُثْقلتينِ بالأشواقِ والغُرْبةْ.
فنهوِي في شِباكِ الغيبِ،
بين الأهل والأصحابْ.
غداً نُرخِي حِبالَ القلبِ،
فنشدوا مِلءَ حسْرتِنا
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الطريق إلى رأس التل
الطريق إلى رأس التل
(1/14710)
________________________________________
رقم القصيدة : 7009
-----------------------------------
مدخل
- وَجَعُ الذّكرى
وتراتيلُ الليل ِ
- ُطيورُ الغاب ِ المفجوعةُ في الأحباب ِ.
- أباريقُ الفجْر ِ المسكوبةُ
في عيني ُأنثى النورس ِ،
قبلَ الهجرة ِ أوبعدَ وصولِ ِ السّربِ.
- عناقيدُ العنبِ الحامِضْ.
- أيدي القطّافينَ ،
وأيدي الزّرّاعِ ،
وأيدي المُنتظرينَ على بابِ الموسِمْ.
- أفئدةُ العُشّاقِ المخدوعينَ
بوعدِ الصّحراء ِ
- أعاصيرُ الفِكرِ على ورق ِ الدّفترْ.
-أشرِعةُ العودةِ للظّلِّ
- أهازيجُ المهزومينَ على الشّاطئِِ
ينتظِرونَ الأخبارَ المهزومةْ..
- أرغفهُ الصبرِ المقسومةُ
بالعدلِ المُطلق ِ
بينَ الطير ِ
وبينَ الناس ِ
وباقي خلقِ اللهِ
- أنامِلُ حورِيّاتِ البحر ِ ،
تُلامِسُ جِلْدَ الساحِلْ.
يصحو السّاحِلُ من هذَيان ِ الحُمّى
يستقبلُ بحّارتَهُ باللّهفة ِ والإعياءْ.
- نقشُ العَرَبِ الخُلّصِ في صدر ِ الموجة ِ
أو ظهر ِ كثيب ِ الرّمل ِ
- نحيبُ الموجة ِ والرّمل ِ
على أجفان ِالعرب ِالخُلّص ِ.
- أضرِحةُ الصّوفيّةِ
في الشّام ِومِصرَ..
- حُشودُ الزّوّار ِ،
- البكّاؤونَ،
- سماسِرةُ الدّفن ِ،
- النّدّاباتُ ،
- الدّجَلُ المُتفشّي في أسواق ِالموتْ..
مشهد التيه
أضَعْتُ الوُجهةَ
ضيّعتُ طريقي،
نحوَ الكوخ ِ المضروب ِعلى رأس ِ التلِّ..
فقدْتُ جناحَيَّ
ورِجلاي تذوبان ِبهذي الزّّّحمةْ.
كيفَ أعودُ إلى حالتِِيَ الأولى؟
من يتأبّطُني زُوّادَةَ دربٍ؟
كي أغفو باقي أيّام ِالعُمر ِ
وأصحو في رأس ِالتَلِّ
مع الصُّبح ِ .
غريبٌ
أتلَمّسُ أقنِعةَ الخَلق ِ
وأبحثُ عمّنْ يُشبِهُني..
وحدي في الزّحمة ِ..
من يُرشِدُني نحوي؟
قلبي يتناثرُ مِنّي في كُلّ مكان ٍ..
أجمعُهُ..
يتناثرُ ثانيةً.
يتماهى بالشّارِع ِ ،
يُنكِرُني..
أتلمّسُهُ في النّاسِ..
لقد صار غريباً مِثلي
يبحثُ عن رأس ِالتّلِّ ،
هُنالِكَ ،
حيثُ يعودُ السّربُ ،
ويغفو بعدَ عناءِ الرّحلةْ.
قلبي ،
(1/14711)
________________________________________
لُغتي ودليلي في العتمةْ.
وحدي ، أتحسّسُ جُدرانَ العُمر ِ
أُقاسِمُها في الليل ِضياعي
وتُقاسِمُني الصّمتْ.
تتعهّدُني
بجفاء ِ الأحباب ِ ،
وقسوة ِ من شرِبوا من كأسي ،
وارتحلوا..
تقِف اللّّّحظةُ حيثُ وقفْتُ ،
(( وما في الجُبّة ِغيري)) ..
أحبابي رحلوا..
رِجلايَ تذوبان ِ
إلى حدِّ اليأس ِ
وما عادوا .
أهْلكْتُ الخيلَ ،
طوَيتُ الأرضَ ،
وعُدتُ إلى حيثُ فَنائي
بينَ الأمصار ِ
وما عادوا.
كيفَ أُحنِّي أطرافَ الأمَل ِ
المعقود ِ بعودتِهِمْ
بعد ضياع ِ الجِهةِ الأشهى..
ولِمَ الأعيادُ ؟
جِهتي قلبٌ ،
لُغةٌ ،
بُعدٌ ،
تتوحّد فيه ِالأبعادُ .
أرصِفةٌ تُؤوي الفُقراءَ
وتُرضِعُ أبناءَ الشّمس ِ
من الشّمس ِ
هُنالِكَ ،
حيثُ الوجهُ الآخَرُ للدنيا
أو حيثُ الأشياءُ ،
بِحالتِها الأولى..
مشهد الانكفاء
في هذا الجُزءِ المعزول ِمن العالم ِ ،
في هذا المقهى ،
من هذا الكُرسِيِّ ،
أُحدّقُ في كُلّ الأشياءِ ،
أُحمِّلُها ما لا تحملُ ،
أسبحُ في بحر ِدقائِقِها زَمَناً ..
وأعودُ بأخبار ِالخَلق ِ المُهملْ .
من هذا الكُرسِيِّ ،
عرفتُ الأصعَبَ والأسهلَ
والأقبحَ والأجملْ .
وقرأتُ تراتيلَ النّجمةِ في الليل ِ ،
وما تركَ السّهرُ المجنونُ
على الطّرْفِ الأكحلْ .
زاوِيةٌ في هذاالكونِ الشاسِعِ تكفي ..
زاوِيةٌ تتحمّلُ طينَكَ ،
أوهامَكَ .
زاوِيةٌ ،
تُغريكَ بِعِطرِ اللّحظةِ ،
تُهديكَ الحبّةَ
والتُربةَ
والمِنْجَلْ .
زاوِيةٌ ،
منها تستدعي الكونَ ،
تُحدّثُهُ
تستفتيهِ
تُقرّعُهُ تستجديهِ
تُجرّدُهُ
تُعطيهِ
تُؤمّرُهُ ..
تتواصلُ فيهِ
بما فاتكَ ،
تَفصِلُهُ ..
زاوِيةٌ ،
تورِقُ في الجدْبِ
وتُثمِرُ قبلَ المِوسمْ .
زاوِيةٌ ،
تُخلي قلبَكَ من وَسَخ ِ المِشْوار ِ
وتسكُبُ فيكَ اللّونَ المائِيَّ
لتُصبحَ لوناً أبهى ،
روضاً أزهى ،
نهراً أطولْ .
مشهد القصاص
ماذا لو تقتَصُّ الأرضُ
من الُكلِّ
بما كسبتْ أيدي البعض ِ؟
تُراها ، هل تَخْضَرُّ لسائمةٍ ؟
(1/14712)
________________________________________
أو تُنبِتُ فُلاًّ لحبيبين ِ ،
تراءى لهُما أنّ العُمرَ طويلٌ
وبياضٌ كالفُلِّ .
تُراها ، هل تنضحُ, ماءً ،
لجبينٍ يتغشّاهُ لهيبُ الصّحراءْ ؟
ماذا لو تقتصُّ الأرضُ من الأبناء ِ
بما كسَبَتْ أيدي الآباءْ ؟
مشهد المختار
زيتونُك ِ يا أرضُ شحيحٌ هذا العامُ
وأطفالُك ِ جوعى ..
يقتاتونَ على الخُبزِ اليابِسٍ والماءْ .
والمُختارُ ،
يعُدُّ نقودَ العامِ الفائِتْ .
يُخطِئُ في العَدِّ ،
ويحسِبُ ثانِيةً ..
يُخطِئُ ،
يحسِبُ ،
يُخطِئُ ،
يحسِبُ ..
ثُمّ تضيعُ الحِسبةْ .
لم يبقَ من العُمرِ كما فاتَ ،
وتمتدُّ اللّعبةْ ..
الأطفالُ تجوعُ وتعرى
والقتلى يزدادونَ ،كما تزداد نُقودُ المُختارْ .
وهو يعُدُّ القتلى
والجرحى
والأموالَ
ويُخطِئُ في العَدِّ ..
يُعيدُ الكَرّةَ ،
تَكْثُرُ في عينيهِ الأصفارْ .
من أينَ أتى هذا الصِّفرُ ؟
وذاكَ الواحَدُ ، والخمسةُ ..؟
كيفَ تَكَوَّنَ هذا الرّقمُ الجَبَّارْ ؟
زيتٌ
زيتونٌ
قتلى
جرحى ..
ونُقودٌ بالعُملاتِ الصّعبة ِ ،
للوضْع ِ الصّعب ِ ،
وأرصِفةٌ تبكي الشُّهداءَ
وتهتِفُ باسم ِ المُختارْ .
مشهد العودة
تقِفُ الساعةُ ،
تشهقُ ،
رجعاً لصدى الصّرخة ِ
تحتَ لهيبِ الوقتِ .
يفوحُ دُخانُ اللّيل ِ ،
وعطرُ الجُرحِ المنقوشِ حديثاً
فوقَ جبينٍ نرفعُهُ
كي لا نوصمَ بالعارْ .
- وطنٌ تولدُ فيهِ ،
- وطنٌ يولدُ فيكَ ،
- وثالِثُ، تسمعُ عنهُ ..
فأيُّ الأوطان ِ المُرّة ِ
- في الوقتِ الضّائعِ
تختارْ ؟
وجعُ الذّكرى
وتراتيلُ الليل ِ
تُحرّضُ فيَّ الشّعرَ فأكتُبُهُ
بالخطِّ المهزوزِ على كُلّ جدارْ .
وحدي حينَ ينامُ الليلُ ،
أفُكُّ رِباطَ الخيل ِ
وأُطلِقُها ..
ورِباطَ الفِكرِ ،
ليسرَحَ في دُنيا الأحرارْ .
أستدعي كُلَّ طيور ِ الغاب ِ
المفجوعةِ في الأحبابِ ،
أُسامِرُها ،
حتى ينبُتَ قبلَ الفجر ِ جناحي ..
تقِف الساعةُ ،
عند الحدّ الفاصِلِ
بينَ الموتينِ :
العودةُ ،
واللاعودةُ ،
فاسْتَرْشَدْتُ
(1/14713)
________________________________________
بِحَدِّ السّيفِ ،
وأسرجْتُ من الليل ِ صباحي ..
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم أحمد الوافي >> وعلى المقيمين خارجها مراعاة فارق التصويت
وعلى المقيمين خارجها مراعاة فارق التصويت
رقم القصيدة : 7010
-----------------------------------
الرياض التي ترتدي جَوْربًا للشتاء الثقيل ، وتنتعلُ الصبح دفئا تقصّى ظلالَ الضحى ...
حدثتني بأن القصيدةَ واقعةٌ بينَ نصْبِ وجزْم
والصديقة مابين عزمِ وحزمْ ..!
قالتِ الساحليةُ : إنّ المسافة مابين حزن الصدور
و( شِعرِ ) اللِّحى مطلعٌ جاهلي .. !
إذافالقيافة أن نكتبَ الشعرَ من غير خارطةِ فالخرائطُ لاتعتني بالممراتِ حينَ تغافلها عبوةٌ ناسفةْ
الخرائطُ لاتستعيذ بشمس الرياض ولا تستطيع التكهّنَ بالعاصفةْ ..!
كلٌ دربِ يؤدي لمسجدِ جدي ..
حينَ جاء أبي بعدَ عمر طويلْ
وأدى بها الظهرَ عصرًا صامَ من دون قيلولةِ قال إن المساجد محدِقَةٌ
والدكاكين مغلقةٌ
واحتقان المجالس فيها رجال يجيئون بالرمد الموسمي ....!
***
النوافذ سيدةٌ من زجاج يراودها البرد عن نفسها ويحيط بها الموت ( شِبطًا ) تهبُّ على حزنها
حينَ تدخلُها آمن قلبُها والشوارعُ باءتْ بوزْرِ
السويدي ....
قلتُ إنَّ المدينة شتويّةٌ حين يشتعلُ الجمرُ جمرا
ويأتي على غفلة من عطاء
الرياضُ إذا تحلقُ الشمس صلعتها كل صيف
وتلسعها جمرة البرد في قلبها في شتاءٍ بلا خيمةٍ
سوفَ تشكو علينا الشتاء .. !
الرياض بلا أصدقاء ...!
إنها نصف سيدة كحّلت عينها بالنقابِ وراحت تؤدي صلاة الجماعةِ في بيتها ...
أقرأت طفلها سورةَ الفتحِ
مدّت يداها تَعَسّسُ جوعَ النجوم
ونامت على ( تلّةٍ ) من سماء ..!
جئتها بعدَ موتِ أبي بثمانينَ عمرًا
ولازال مسجدها قائما بشؤون الدقائق فيها :
منابرها لم تزل أدعيةْ ..
غير أن نقاط العبور بها يقظةٌ معديةْ ..!
النساء اخترقنَ الغياب وجئنَ بحادثة في طريق القصيدة ..!
الشوارع مرسومة فوق شاشات هاتف أنثى
فأحملها في يدي ..!
(1/14714)
________________________________________
والكتابة تعويذة القادمين إليها يسومونها سوء عاقبة المبصرين
لم أجئها حنينْ
جئتها ذات حين
في مساء حزين
واحتقانٍ دفينْ
الشوارعُ كل العواميد فيها مضاءةْ
صفحة الماء حين تطول الغيوم بها عتمةً كالقناع الذي ترتديه البراءةْ ..!
والعصافير في ردهات المنائر صوت البراء ..!
الرياضُ نداء الصحاري الذي طار نحو السماء .. صباحُ الإشارات مزحومة .. فارس جاءها من بقاء ..!
لا تكممْ يدي ..
ليس بين رعاش الأصابع إلا صلاة أبي ماتَ من دونِ قيلولةِ حينما دلّكَ الموتُ أعضاءهُ واستوى في يديه ..!
لستُ أبكي عليه ... !
ظلُّ بيتي نمت فيه نخلةُ جدي فأطعمتُ من عذقها إخوتي ..!
خذ يدي لاتدعني ..
فالدماء التي في القميص دمائي
وما كذبوا إخوتي حين قالوا قتلناهُ ماكذبوا حين قالوا وكيف نقول له الذئبَ مافي المدينة إلا كلاب وأحياؤها كلها من نساء ..!
خذ يدي لاتدعني ..
ستبيضُّ عينُ أبي وهو يبكي
فما كنتُ يوسُفَهُ وهو يعقوبُ
لكنني كنتُ أتلو بدكَّانه سورةَ الأنبياء ..!
***
الرياض أريكة سيدة تركت ظلّها في مهبِّ المشيئةْ
أرجحتها الحوادث منذ الفراق الأخير ، وقد حملت بالدوارْ ..
جاء فيها النهارْ .. يسأل الليل عن وطنٍ لاتباغض
فيه :
بين راءٍ وياءِ
بين مدٍّ وحدْ
بين ضاد و
د
1
ر
لا تفرق دمي حين تقتلني سوف نقتصّ من كل قلبٍ ظنونْ !
لنا نخلةٌ بين دالينِ .. مد وحد ..!
كلنا واحدٌ جبهةً يمَّمَتْ وجهها واستطالتْ على الوقت لاتنحني حين تسجد إلا لربي :
الرصيف سيبني على حده موعدًا للخطا
والشوارع تكتم أنفاسها كلما عاثَ فيها هروب :
( كلنا في الشمال العليا
إذا كان بعض السويدي الجنوبْ )
كلنا للرياض نحرّك عقربَ ساعتنا باتجاه شوارعها ثم نوشك بالظل قبل الغروبْ
لاتكمّم فمي ..
إنها مئزر الوقت تحمل قنديلها راعشا في الشتاء
لتدفئ أوردةَ الصبر فينا ..
وتنتعل الريح ..
خاتمها شاعر جاء من غير وعدٍ بها ثم حكَّ فراء قصيدته
واستوى للبياضْ ..
(1/14715)
________________________________________
لاتكمِّمْ فمي .. أول الشعر أنثى وآخره بقعة زوجوها الخزامى ..
فجاءت لنا بالرياض ..!
26 / يناير 2004 م
الرياض
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> رحيل في تضاريس الغربة والعشق
رحيل في تضاريس الغربة والعشق
رقم القصيدة : 7011
-----------------------------------
راحلٌ
حبلُهُ في يديه ِ
وقبضةُ تمرٍ وماءْ .
كالنسيم ِ إذا مرّ في الليل ِ ،
سرّحَ سعفَ النخيل ِ
وألهبَهُ صبوةً ..
مرّ بالشّرُفاتِ التي لا تَفَتَّحُ
إلا إذا طلعَ الفجْرُ ،
ألقى التّحيّةَ
قالَ : سلامٌ على أهل ِ هذا المساءْ .
راحلٌ
زادُهُ الدّربُ
قِبلتُهُ ، الريحُ
نجمتُهُ قلبُهُ
نعلُهُ الأرضُ
هامتُهُ في السماءْ .
قال يوماً : - وما سمِعَ الميّتونَ -
بأن السواحلَ قد تُنكِرُ الماءَ ..
فاتّخِذوا غيرَ هذي القبور ِمَواطنَ للزّهْو ِ..
هُبّوا بأكفانِكُمْ نحو ما تدّعونَ
وما لا تُطيقونَ
عَضّوا على لُجُم ِالمَوتِ ،
كُرّوا إلى حتفِكُم .
وانهلوا الصُّبحَ صِرفاً
من البحر ِللنهر ِ
واستقبلوا قِبلتي ..
راحلٌ
ليس إلاّ
بسقطِ المتاع ِ
وما شذّ من لُغةِ القوم ِ
حينَ يزيدُ الكلامُ على حدّهِ أو يقِلُّ
راحلٌ
ليس كالراحلينَ ،
من الحُزن ِ كان انبعاثُكَ
للحُزن ِتصبو ..
ومنهُ ، إليهِ ، تُسطَّرُ أفراحَ روحِكَ
تلهوا بكلّ الجِنان ِ ،
وتنفُذُ من كلّ نارٍ ،
حُداؤُكَ ،
في كلّ خيلٍ تصولُ
وبأسُكَ
في كلّ سيفٍ يُسَلُّ .
قبِلتَ الرّهانَ ،
ولمّا استويتَ على شفْرةِ الرّأي ِ
لِنْتَ لهُمْ ..
باسِطاً راحتيكَ لِمن خالفوكَ الطريقةَ
فانْتشروا كالجرادِ سُدىً ،
وانْكفَأْتَ على وتَدٍ ،
لم يكُن لسِواكَ من الطّير ..
لِنْتَ لهُم ما استطَعْتَ
وما لان قلْبُ البلادِ عليكَ
ليُخرِجَ منها الأعَزَّ الأذَلُّ .
(( من المُؤمنينَ رِجالٌ ))
وحسْبُكَ أنّكَ أنتَ الأقَلُّ .
من المؤمنينَ ..
وما جنحوا لرحيلكَ ،
فارتحلوا خارجَ الحُزن ِ
يلتمسونَ الرُّؤى
(1/14716)
________________________________________
في عروق ِ الظلام ِعلى جذوةٍ تضمحِلُّ .
عفَوتَ ،
ومثْلُكَ يرأفُ
حينَ تدورُ الشِّمالُ برأس ِ الخليج ِ
ويصفحُ عن كلّ طيرٍ يزِلُّ .
وثُرْتَ ،
ومثلُكُ يعتَبُ في الصّحْوِ
كيما تعودَ السفينةُ أدراجها ،
قبل أن تستفِزَّ الشِّمالُ شياطينَها
في المياهِ الغريبةِ .
آهٍ من البحر ِ والرّيح ِ والفُلْكِ
فيما تَهيمُ
وممّا تُقِلُّ .
رأوكَ انْحنيتَ على زهرةٍ
لم ينَلْها الذّبولُ
وقد ذبُلَ الجلّنارُ .
رأوها تخضّبُ بالطّيبِ في مِفرقيكَ البياضَ ،
وتطبعُ عِشقَ الرُّبى ، قُبْلَةً بينَ عينيكَ ،
حانَ البِذارُ .
وقُمتَ ،
وقد ربَتِ الأرضُ ،
واهتَزَّ يابِسُها نشوةً
في الحِصار ِ،
لقد نِلتَ ما لم ينلْهُ الحِصارُ .
فُراتُ ارْتعِشْ ..
شِئتَ ألاّ تكُفَّ عن العِشْق ِ ،
والنّخلُ غيدٌ ،
تمايلْنَ تيهاً ، على جانبيكَ .
أبا الخِصْبِ ،
لن يحجِبَنَّكَ عما يفيضُ بهِ القَلبُ
ما ردّدَ العاذلونَ ،
ولن يمحُوَنَّ الذي بيننا ،
ما يُحيكُ الغُبارُ .
تهُزُّ الأعاصيرُ ،
ما زاد عن حاجةِ الأرض ِ
كَرهاً ..
ويمكُثُ مهما تأجّجَ في جوفِها ،
ما يشاءُ الأُورارُ .
وأنتَ السّعيرُ الذي يُثلِجُ الصّدْرَ ..
أنتَ الطّريقُ إلى سُرّةِ الكون ِ ،
أنتَ المزارُ .
تطاولَ نخلُكَ ،
حينَ تطاولتِ الرّومُ في الخائفينَ ،
وخرّوا لها سُجّداً، دون ما يعبدونَ
- بجُنح ِ الظّلام ِ -
فأشرقَ في حُزنِكَ البابِليِّ النهارُ .
أبا الخِصبِ ،
ما زِلتُ أقدحُ جِذعاً
أصابتْهُ قبلَ الشّتاءِ السّماءُ ،
وأخشى إذا احتكمَ البَردُ ،
أن يستبِدَّ بأفراخ ِ طيرٍ تعهّدْتها بدم ِ القلبِ .
مازلتُ أقدحُ في الماءِ جَهدي ..
وأنّى لها أن تفيقَ من الوَهْم ِ
في مكْمَن ِ الماءِ نارُ .
غثاءٌ تقاذفهُ السّيلُ ،
- دونَ حياءٍ -
يُباهي بوجهين ِ :
في الشرق ِ وجهٌ ،
وفي الغربِ وجهٌ ،
تحيّرتُ أيّهُما المستعارُ ؟
وأسندتُ رأسي على كتِفِ الحُزن ِ
أغمضْتُ عينَيَّ ،
والوقتُ منتبِهٌ
(1/14717)
________________________________________
يتوغّلُ في النسبِ العربيّ برِفقٍ ..
(( هنا القُدس ))
قال المُذيعّ ، وماتْ .
على إثر ِ طلقةِ بارودةٍ ،
كان يحملُها ثائرٌ في الخليج ِ
يبيعُ نضالاتهِ دبكةً في الشتاتْ .
(( هنا القدسُ ))
أعربتِ النُّخَبُ الوطنيّةُ عن حُزنها
لانهيار السلام ِ ،
وتمثال ِ بوذا ،
وأعصابِ مستوطناتِ الخليل ِ ، وغزّةَ .
أعلنَ مُفتي الدّيارِ :
بأن الذي يتزنّرُ قُنبُلةً ،
ويموتُ دفاعاً عن الأرض ِ والعِرض ِ
.. في النارْ .
(( هنا صوتُ تلِّ أبيبْ..))
صحوْتُ ،
((هنا القدس))
ينقطِعُ الصّوتُ ،
ثمّةَ شيءٌ يدورُ هنالكَ ..
همهمةٌ ،
صوتُ أحذيةٍ ، تتسلّلُ بينَ المزارع ِ ،
في حذرٍ ..
زنانيرُ تُربطُ ،
أُخرى تُحلُّ .
(( هنا القدسُ ثانية ))
وملهىً تَطايرُ أشلاؤهُ
في الهواءِ المُعشّق ِ بالنارِ
رغمَ السلام ِ
وبوذا
ومُفتي الديارِ
وأعصابِ مستوطناتِ الخليل ِ
وما أعربتْ نُخبُ الوطنيّةِ ..
يا أيّها النسبُ العربيّ
صباحُكَ فُلُّ ..
وزغرودةٌ تملأُ الأُفْقَ
من بيتِ كُلِّ شهيدٍ تزنّرَ بالمُعجزاتِ تُطِلُّ .
راحِلٌ فيكِ
عنكِ
إليكِ
أجُسُّ المنافِذَ ،
والحبلُ مُتّصلٌ بيننا في الورى نسبا .
إنما ،
ما على ذاك عهْدُ الأجاويدِ ..
عِشقُ الأجاويدِ ،
لا يبتغي الموتُ من أجلِهِ سببا .
رحَلْتُ ،
وقلبي فنارُ العماليق ِ ، في حبكةِ الليل ِ
يستطلِعُ الدُّورَ ..
ماذا تُخَبّىءُ
من عُبُواتٍ وزيتٍ ..؟
يُضَمّدُ جوعَ الشوارِع ِ
مُسْتَعْتَباً تَعِبا .
وماذا يُعِدُّ الفُراتُ لِشُحِّ المواسِم ِ ..؟
ماذا يُرَدُّدُ قلبُ الجزيرةِ
تحتَ لُهاثِ القوافِل ِ ؟
لمّا تضاءلَ- بينَ قِطافِ القُرى - تينُهُ عِنبا ..
وماذا يُخَبّرُ نيلُ الصّعيدِ عن الثأرِ ..؟
هل قطّعتْ مِصْرُ للثائرين ِ ضفائِرَها ..؟!
أم تخلّيتَ يانيلُ عن ضفّتيكَ ،
وأنت الذي أجّجَ الفَقْرَ- من جودِهِ - فيهِما لَهَبا ..
كُنتُ
- إذا كُنتَ تُودِعُ جَمْرَكَ في رَحِمِ الأرض ِ-
لا أعرِفُ الشِّعْرَ ..
(1/14718)
________________________________________
حتى اكْتَوَيْتُ بنارَيْكُما ،
وانْثَنَيتَ ...
فهلْ يتحاشى الذي وهَبَ الشَّيْءَ ، ما وَهَبا ..
راحِلٌ
قد دعاني المَقامُ إلى فتح ِ قلبي ..
- وما يومُ قلبي بِسِرٍّ -
على ملأٍ في عُكاظ ..
وما كان لي يومَها ، خيمةٌ من أدَمْ .
بَدَأْتُ من الصّفْرِ ،
أُنشِدُ جُرحي على صخْرَةِ البَوْح ِ
ألقيتُ جُلّ دمي ..
....................
لاشيءَ يوحي بشيْءٍ ..
...................
...................
سلامٌ على أهلِ هذا المساءْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> بين يديك
بين يديك
رقم القصيدة : 7012
-----------------------------------
كوبان لِلُّقيا ،
وثالثُ للوداعْ .
ما فات فاتَ ،
وما تبقّى للّيالي البيض ِ،
فارْتَشِفي بقاءَكِ من فنائي ..
لم يبقَ لي مما تبقّى
من غنائي ،
غيرُ احْتقان ِ الصّوتِ في رِئَتي
ورجع ِ الأُغنياتْ .
خيطاً من الشوقِ ارْتميتُ
على أنامِلِكِ النّديّةِ
فانسجي وطناً ندِيّاً ..
للطيورِ الخُضرِ
حُرّاً ،
دونَ قافيةٍ ،
على بحرِ الشتاتْ .
ماعُدتُ عُكّازاً
لقافلةِ الظلام ِ ،
خلَعتُ ثوبَ الصّفح ِ
عن نهرٍ يسوقُ إلى جهنّمَ .
خُطوتي ،
لغةٌ
بلا لحنٍ .
ولحني ،
ناصعٌ
كالصبح ِ .
صُبحي ،
وُجهةُ التاريخ ِ
حينَ يُحدّدُ التاريخُ
وُجهتَهُ ..
وينفُذُ من بهاءِ
المُلكِ والملكوتِ
نحوَ بهاءِ جُرحِك ..
فلْتَنْسِجي وطناً
لكلِّ العاشِقينْ .
وخريطةً أشهى ..
بِحَجْم ِ الحبِّ ،
زيتوناً ،
وظِلاًّ للرُّعاةْ .
قبراً بلا نقشٍ
ولا زُوّارَ ،
أرصفةً ،
وشعباً للمُخيّم ِ والرّصيفِ ،
مُخيّماً للجولةِ الأُخرى ..
وقولي :
من لم يمُت بالسّيفِ ماتْ .
من لم يُعِدّ عيالهُ
بيديهِ ، أحزِمةً ،
تَقُضُّ مضاجِعَ الأعداءِ ماتْ .
من لم يُحدّثْ نفسَهُ
بالغزْوِ ماتْ .
من ماتَ مُنتظراً
على بابِ الوُلاةِ تأدُّباً ،
كي يطلبَ الغُفرانَ قبلَ الكرِّ ماتْ .
من قالَ : هب لي يا إلهي ركعتينِ
- بساحةِ الأقصى-
بلا وجعٍ ولا حُمّى ..
(1/14719)
________________________________________
فلا رَبِحَتْ تجارتُهُ ..
وماتْ .
خيطاً من الشوق ِ ارْتَمَيْتُ ،
فهل يحُطُّ الموتُ في كفّيكِ
بعضَ خَطِيئَتِي ..؟
أمْ أنّ عبداللهِ ماتْ ..؟؟
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الدّرة قال
الدّرة قال
رقم القصيدة : 7013
-----------------------------------
تحتَ جِدارِكِ أُمّاهُ
يغيبُ الوقتْ .
كان العمرًُ كفوهةِ قَنّاصٍ
لستُ أراهُ ..
وأبي مبيضُّ العينينِ أمامي
يستجدي الريحَ ،
يُلَوّحُ للأقدارِ ، أنِ اخْضَرِّي ...
حين توالَى الزّخُّ ،
رأيتُكِ طوداً
لا ينهارُ لموتِي .
بينَ يديكِ عتادُ الزيتون ِ
وفي صَدرِكِ سِرّي ...
تحتَ جدارِكِ
أهْلكتُ الخيلَ صهيلاً ،
أحْرَجْتُ الفرسانَ ،
ومازالَ زِمامُ الشّارع ِ في كَفّي .
قالوا :
انْتَظِرِ الجولاتِ الأُخْرى ..
قلتُ :
لِكُلٍّ جولتُهُ ...
من يعرفُ سرّ القدسِ
سيعْرِفُني ..
في أولى الطّلقاتِ
تلاشى الكونُ ..
فكُنتُ
وفي آخرها ،
أخذ الكونُ مكاني ..
فحملتُ زماني ،
ومضيت .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> للطيور مواعيدها
للطيور مواعيدها
رقم القصيدة : 7014
-----------------------------------
للطيورِ مواعيدُها ..
لا تُسوّفُ هذي النّوارِسُ
حينَ يُنادي الشّتاءُ ،
ترى الأُفقَ أجْنِحَةً
والسواحلَ
مُبيضّةُ الوجهِ والقلبِ
مأمونةً ..
حفّها الرّيشُ
بالفرح ِ المَوْسِمِيِّ .
يَرُشُّ على وجهِكَ الملحَ
ماءُ الخليج ِ ،
لتسرحَ
في ملكوتِ البحارِ
وأسرارِ من ركبوها
وما رجعوا ..
نشوةُ المشهدِ السرمدِيِّ
تقودُكَ نحو الفناءِ
المُعَطّرِ بالذكرياتِ .
تُعيدُكَ طِفْلاً
تَحَنّى إلى رُكبتيهِ
برمل ِ الظّهيرةِ .
تُرسِلُ عينيكَ
بين النوارِس ِ ،
تبحثُ عن نورس ٍ ،
كان قبلَ ثلاثينَ عاماً ، هنا ..
كان يبكي ..
وكُنتَ صغيراً ،
تؤوّلُ سِرَّ بُكاءِ النوارِسِ
بالجوعِ .
لم تدرِ أنّ النوارِسَ
تبكي من العِشق ِ ،
حتى عشِقْتَ ،
وذُقتَ النّوى ،
وبكيتْ .
كنتَ طفلاً ،
(1/14720)
________________________________________
وصوتُكَ أرجوحةٌ
تترنّحٌ في كُلّ بيتْ .
والصبايا اللّواتي
تسلّقتَ أحلامَهُنّ ،
نأينَ ..
وصِرنَ يُوارينَ أوْجُهَهُنّ
إذا ما قرأنَ بعينيكَ
أسماءَهُنّ ..
كبِرنَ
كبِرنَ
وما زال رملُ الظهيرةِ
بينَ أصابِعِ رِجليكَ
يشهدُ ،
أن النوارِسَ
لا تخلِفُ الوعدَ
والطّفلَ مازال يعدو ..
تشيخُ المسافةُ ،
والطّفلُ يعدو ..
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> التابوت
التابوت
رقم القصيدة : 7015
-----------------------------------
نافذةٌ
لا تطرُقُها الشمسُ ،
وقلبٌ
لا يدخُلُه الليلْ .
وسماءٌ ،
تحكي قصّتها ماءً
يُطفىءُ عزمَ الذاكرةِ الكَسلى ..
حينَ تكونُ وحيداً ،
تستجدي الصّمتَ ،
وتسألُهُ الرفقَ بقلبِكَ ،
تسألُهُ أن يصمُتَ
حتى تعبُرَ دونَ ضجيجٍ ،
وتُصافِحَ أيامكَ
يوماً يوماً ..
الصّمتُ ،
وثرثرةُ المطرِ الفظِّ ،
ونافذةُ الليل ِ ،
وُلوجٌ في الفَوْضى
وخروجٌ من لحن ِ
الزّمنِ اليومِيِّ .
عُروجٌ في الوحشةِ .
غوصٌ في أيام ِ اللهِ
المحجوبةِ عن عينيكْ .
أيامٌ ،
لا يبصِرُها إلا قلبٌ
لا يدخُلُهُ الليلُ ،
ولا يلمسُها غيرُ السّحرِ
الكامن ِ في كفّيكْ .
ينتصِفُ الليلُ
وأنت على مقعدِكَ المنسِيِّ
تُقلّبُ أيامَكَ ..
كلُّ الأيام ِ أمامَكَ ..
إلا يومَ وُلِدتَ
ويومَ تموتْ .
ما أضيقَ هذا التابوتْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> رجل وإمرأة وغياب
رجل وإمرأة وغياب
رقم القصيدة : 7017
-----------------------------------
في طاولةٍ ،
وأنا الرجلُ المحضُ ،
وحيداً أجلسُ ..
أوْدَعَنِي الّليلُ
على طاولةٍ وحدي .
وهي امْرةٌ مَحْضٌ ،
تغزِلُ عمرَ الحبِّ وتنقُضُهُ ،
ثُم تعودُ وتغزِلُهُ ..
طاولتي ،
أوسعُ من كأس ٍ فارِغةٍ
ويدٍ تمتدُّ إلى الوهم ِ
وأضيقُ مما أحملُ ..
يا امْرأةً
تنثُرُني في الكون ِ
لتجمعني ،
رجلاً مَحْضاً
لا يكتبُ ،
إلا في عينيها
الشاردتينِ
الغاضبتين ِ
الناعستين ِ
الباحثتين ِ عن الحبّ
بعينيّ
(1/14721)
________________________________________
الشاردتين ِ
الغاضبتينْ .
ترمُقُني من بُعدٍ ..
فأراها خلفَ بحارِ الدنيا
مملكةً ،
لا يدخُلُها غيري .
أضعُ السيفَ
وكلّ عتادِ الحربِ
وأخلعُ نعليَّ
لأدخُلَ مملكتي .
مملكتي ،
تُشهرُ سيفَ الحبّ بوجهي
وتقولُ تأخّرتَ ..
تأخّرتُ
تأخّرتُ
لأنّي ..
- لاعُذرَ لديكَ ، تأخّرتَ ،
وعُد من حيثُ أتيتَ .
فعُدتُ إلى طاولةٍ
أوسعُ من كأسٍ فارِغةٍ
ويدٍ تمتدُّ إلى الوهم ِ .
كتبتُ الفصلَ الأوّلَ
من قصّتنا :
رجُلٌ محضٌ ،
وامرأةٌ محضٌ ،
وغيابٌ يجمعُ بينهُما ..
ليعودا ،
قلبين ِ
بعيدين ِ
قريبين ِ
حبيبين ِ
غريبينْ .
قصّتنا أطوَلُ
من هذا الليلِ،
وأوسعُ من طاولتي ..
كيفَ أُريقُ الحبرَ على طاولةٍ
لا تحملُ إلا كأساً فارغةً
ويداً تمتد إلى الوهم ِ ؟
وكيفَ أُحمّلُ هذاالليلَ القاصِرَ
فيضَ جنوني ؟
سأعودُ إلى الغُرفةِ ،
كي لا يسخرَ هذا البردُ القارصُ
من عَرَقِي ..
فالمشوارُ طويلٌ
واللغةُ العربيةُ لا تُسعِفُني
حتى في الغُرفةِ ..
يبدو أن فرنسا لا تفهمُني !
لا بأسَ
كِلانا لا يفهمُ صاحبهُ .
لكن حبيبةَ قلبي ،
لا تفهمُني أيضا ..
- تلكَ مُغامرةٌ أخرى
في لغةِ العشق ِ
وثرثرةِ المهزومينْ .
الحربُ هنا ،
باردةٌ جداً ..
ليس بها غيرُ الصمتِ ،
وبعض ِ الكلماتِ المدروسةِ
حتى الموتْ .
ما أصعبَ أن تكبُرَ
فيكَ اللغةُ العربيّةُ
ثمّ تشيخَ
وتُصبِحَ لغةً أخرى ..
تلك أُصولُ اللُّعبةِ ،
- جَمِّلها بقليلٍ مما تضعُ
الباريسيّاتُ إذا شِخْنَ
على أوجُهِهِنَّ ،
وقُل : هذي لُغتي ..
- هذا كذبٌ
لُغتي طفلٌ ،
لا يُنهِكُهُ الحبُّ .
سأحملهُ في الصدرِ
وأسقيهِ بقلبي
حتى ينفُذَ جورِياً في خدّيها ..
وأقول لها :
هذي لُغتي .
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> الغريبة
الغريبة
رقم القصيدة : 7018
-----------------------------------
حملتُ
نعشَ طفولتي
على كتفي
و مشيتُ
.في جنازةِ أحلامي
تبعني أطفالٌ
عصافيرُ
ظلّي
رافضًا أن يكونَ
ظلاًّ
.لطفلة ميّتة
(1/14722)
________________________________________
حملتُ النعشَ الصغيرَ
و مشيتُ
قابلتُ قلوبًا أعرفُها
،وجوهًا لا أذكرُها
مشيتُ
.لم يعرفني أحد
الفجرُ الشاحبُ
يشبهني
النهرُ الأخضرُ
يشبهُ ذبولَ عينيك
جرحُ الشمسِ
في الشروقِ
.لا يشبهُ أحدا
تتشابهُ حقائبُ السفر
التذاكرُ
المطاراتُ
و ليالي الوحدةِ
.في ظلِّ قمرٍ غريب
تتشابهُ بطاقاتُ الأصدقاء
أمطارُ الشتاء
المقاهي
المتاجرُ
وجوهُ الناسِ
.في الزحام
وحدي أنا الغريبةُ
.لا أشبهُ أحدا
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم أحمد الوافي >> آلهة الوجع
آلهة الوجع
رقم القصيدة : 7019
-----------------------------------
أجيء لعينيكِ ذات وسنْ
إذا ما الشتاء على بابنا :!
هنا قبلة لاتخافُ الوشاةْ
هنا ما ( يدوُّخ ) ليل الدعاةْ
هنا مقطعٌ موغلٌ بالشجنْ ..!
ترى هل تبقَّى لها في دمي بقعةٌ
هل تبقَّى لمقطوعتي دهشة
والتفاصيل ما بيننا بامتداد الزمن ..!
كل بيتٍ ( كَفَنْ !!
البياضُ الذي في القلوبِ ورغوةُ كوبِ اللبنْ
الضياءُ التي تتقطَّرُ من شهوات المرايا وحزنُ الوطنْ ..
كل شيء بها ( فاتنٌ ) وانحسار الظلال من الوهج
قلبي الذي كلما لقَّنتهُ الوفاءَ لها يُفْتَتنْ ..!!
***
هل تبقَّى بصندوق حلمك أنثى تصلي لها
فتعود البساتين للطرقات الطويلة ..!
سوى فاتنٍ من ستودعُ شعرك في قلبها
ثم تبكي عليها الحكايا النبيلة ..؟!
ومن سوف تحمل ورد القصيدة في خلجاتِ الكتابِ
وتخطوعلى الماء أغنيةً مستحيلةْ ..!
غادرتْ قلبَها .. واستوتْ للفراقْ ..
نمتَ في ( مفرش ) الآه طفلاً مُعاقْ ..!
إيه ...ياشاعرٌ ليلُه من نجومٍ
وأحلامُه في ممر الأذى خطواتٍ قتيلةْ .
نُمْتَ لاتسألِ الآنَ من أقرأَ النجمَ سيرةَ ليلى
ورقيا وفاء .. وثاراتِ تلك القبيلة !
***
النساءُ حذاء الشياطينِ توبةُ من لايتوبُ
كل اللواتي سألنَ دمي :
أيهن التي سوف تكفلُ طفل القصيدةْ ..!
حين ينشأ مستعبَدًا سوف يسألُ :
منكنَّ صامت معي يوم أن جئتها صائمًا
ثم أفطرتُ فيها
منكنَّ سيدةٌ مهرها من أبيها
(1/14723)
________________________________________
وخاتَمُها كالنميمةِ تلبسه كل سيِّدةٍ ليلةً
دون أن تستعيدَه ..!؟
النساء حكايا سعيدةْ ..!
النساء دعاء التقاةِ وأجنحةُ الغيمِ
آخر من يُبْلِغُ الضوءَ أن الظلالَ
زوايا الجريدةْ
وأنَّ المحبين قالوا له ..
قلبها كالرسولِ ، وأحلامها غضَّة
ولك الريحُ والغيم والأمنيات الزهيدة ..!
النساءُ بوارُ فمي حين غنَّيتُ أنثى
تململتُ في قلبها واستويتُ لها شاعرًا
حين ناديتُها هاأنا :
كان رجع الصدى : ها أنا ..
ها أنا .. ها أنا ...
لا
أزالُ
ا
ل
ب
ع
ي
د
ة ..!
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> جنين
جنين
رقم القصيدة : 7020
-----------------------------------
(1)
دجاجات أمِّ الشهيدِ ،
ستنقُصُ واحدةً ..
بعدَ يومٍ أو اثنين ِ .
والغيمُ ، سوفَ يُطوّقُ
ألفَ حمامةْ .
فها هي ذي الحافلاتُ تُعربِدُ
والطّفلُ ،
منذُ الصّباح ِ ،
يُعِدُّ حِزامهْ .
(2)
بعينيكِ كنتُ أرى ماترينْ
وأسمعُ ما تسمعينْ
أشُمّكِ طَلْعاً
يُعطّرُ خُلوتِيَ البائسةْ .
وألمحُ فيكِ خُطىً ،
تتقدّمُ خُطوتِي اليائسةْ .
وأنزِفُ من جُرحِكِ الأزلِيّ
الذي تنزفينْ .
وما قُلتُ يوماً أُحِبّكِ ...
فلتصفحي ياجنينْ .
(3)
هَبْ أنّكَ زيتونةْ .
والجرّافةُ تخطو نحوكَ ..
لو كُنتُ مكانَكْ ،
لنجَوتُ بأهلي وصَحوْتْ .
ماذا لو كُنتَ مكاني .. ؟
(4)
تماديتَ ياطوقُ ، تنشُدُ قُرْبي ..
وتلتفُّ حولِي منذ الأزلْ .
ولكنّ دربكَ ، دربٌ
ودربيَ ، دربي ..
فخلفكَ نبضِيَ في العالمينَ ،
وخلفِيَ حقدٌ طويلُ الأجلْ .
فغِبْ أيها الطّوقُ خلفَ الوُجودِ
لأجمعَ مابينَ قلبي وقلبي ..
(5)
الصّالِحُ والطّالِحُ ،
والحامِضُ والمالِحُ ،
والبينَ بينْ :
ألوانُ طيفٍ حُرّةٌ ،
على قميصِ العَوْلمةْ .
فلتهنأِ الأوطانُ
بالأصالةِ المُطَعّمةْ .
واللّعنةُ الكُبرى ،
على من يخلعُ القميصْ .
(6)
بينما كان يُناجي
ببّغاواتِ اليسارِ الحُرِّ
في الحِزبِ تذكّرْ :
أن كلّ الببّغاواتِ
على الإطلاق ِ ،
(1/14724)
________________________________________
من نفس ِ المُعسْكَرْ .
(7)
ذو الخطَطِ البنّاءَةْ :
كانَ يتُفُّ في المِرآةْ .
لعلّهُ يَسْتَمْرِئُ الإساءِةْ ،
قبلَ الدُّخول ِ في المُفاوضاتْ .
(8)
الناسُ ،
سواسِيةٌ ،
كالمشطِ ،
في عُرْفِ العالم ِ ،
بعدَالشّطْبِ ،
وبعدَ القصْفِ ،
وبعدَ الكشْطِ .
(9)
النّساءُ الّلواتي تَسَلّلْنَ
دونَ حياءٍ إلى الذاكرةْ :
رِجالٌ من السّلْم ِ ،
كانوا يخوضونَ
حربَهُمُ الماكِرةْ .
(10)
على بُعدِ خفقةِ قلبٍِ
وطرفةِ عينْ
تنامُ جنينْ .
ركاماً من التّعَبِ الأبدِيِّ
على عِشقِها الأبديِّ .
برائِحةِ الموتِ تغفو ..
مُعفَّرةَ الشّعرِ ،
مُغبرّةَ الشّفتينْ .
بنِصفِ قميصٍ ،
تُغَطّي جماجِمَ أطفالِها ..
وتُعرّي مُلوكَ الطّوائفِ للعالمينْ .
(11)
رَسَمَ الطّفلُ إناءً ،
فيهِ خارِطةُ الوطن ِ العربِيِّ
على السّبوّرةْ .
وحواليها ،
تتمطّى كُلُّ كلابِ
الأرض ِ المسعورةْ .
(12)
ثُمُنُ الأرْض ِ
ثَمَنُ العِرْض ِ ..
(13)
- الكلبةُ تعوي ..
كلبٌ ، يهرُبُ من بابِ الدّارِ المفتوحْ .
كلبٌ ، يتبعُهُ ..
ثالِثُ ، خلفهُما مهزوماً
رابعُ ، ينبَحُ عندَ البابِ المفتوحْ
يلهثُ ..
يتمدّدُ منتشِياً ،
ويُحرّكُ ذيلَهْ ..
- وطنٌ يهوي ..
وملايينُ الجُندِ ،
تُخبّئُ أذيالَ الخيبةِ بينَ الأفخاذِ
وتَعْوي ..
(14)
فلسطينُ يانجمةً في سمائي .
وياثورةً ،
يتوثّبُ بُركانُها تحتَ مائي .
وياسِرّ قلبي الذي
ما تشعّبَ في الأرضِ
لولا تحدّرَ من ناظِرَيْكِ بُكائي .
أزُفُّ إليكِ مواويلَ حُزني ،
إلى أن أُزفَّ إليكِ دِمائي ..
(15)
في الأُفُق ِ البعيدِ ،
غيمةٌ حزينةٌ ، تجهشُ بالبُكاءُ .
يستبْشِرُ البدوُ بدمعِها
والرّملُ والشّجرُ .
وفي عزاءِ التّين ِ والزّيتون ِ ،
تحبِسُ الأُمُّ دُموعَ حُزنِها
على ابْنِها الوحيدِ
فيجهشُ القَدَرْ .
وتهتِفُ الأمَّةُ باسْمِ الأُمِّ والشّهيدِ
شتّانَ بينَ الأرض ِ والسّماءْ .
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> أطفالك
أطفالك
(1/14725)
________________________________________
رقم القصيدة : 7021
-----------------------------------
في ظلِّ نخيلِكَ
.نبتَ طفلٌ
.اشتريتُ منه زهرةً
تراكَ قرأتَ قصائدي؟
من ألوانِكَ
.وُلِدَتْ طفلةٌ
.اعْتَلَتْ روحي مسرحًا
تراكَ سمعتَها؟
الريشةُ
بينَ أناملِكَ
عصفورٌ مبتلٌّ برذاذِ الجنّةِ
و احتمالاتِ القصيدة
جسرُ أطفالٍ و طيورٍ و نخيل
.بينَ سماءين
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم أحمد الوافي >> لو .. حرف اقتناع لاقتناع !
لو .. حرف اقتناع لاقتناع !
رقم القصيدة : 7022
-----------------------------------
الصفحة رقم ( 923 ) في كتاب الياسمين
( الصفحة الأخيرة )
( لو كنتِ كالأخريات
وكنتُ أنا عابرا في الطريقْ
مالتقينا على مفرق المفردات
وسكبنا على القارئينَ الرحيقْ )
***
أنتِ يا قبلةَ السحرِ يا ( مَلكانَ ) القصيدةِ
يا طفلة الروحِ
كيف تنامينَ بعدي ..!
آخر الدمع يجدي ..!؟
غصَّةُ الليل بالذكرياتِ
برودةُ كلِّ ( الكبائنِ )
حمْقُ السجائرِ
رائحة الَنَفَسِ المتخثِّر فوق شفاةِ الهواتفِ عندي ..!
وآخر عهدي ..!
تمرَّغتُ بالريحِ طفتُ على شرفات النساءِ ..
تساءلتُ
منكنَّ تعرفُ صمتي ؟
وتجهلُ موتي ؟!
منكنَّ عنوانُ كل الحكايا التي تتهجَّى بصوتي ؟!
منكنَّ تحمل ساعاتها وتسير الطريقَ المؤدي إلى البالِ ...
قطَّعنَ أيديهنَّ وقلنَ بصوتٍ شحيحٍ ..( سلاما عليها )
فهل كنَّ يعرفنَ أن البدايةَ مثلُ النهايةِ
لاشيءَ غير ضميرِ المخاطبِ يجهلُ أسماءهنَّ
ويلهجُ ( أنتِ ) !
***
سلامًا عليكِ ..
ولو كنتِ كالأخرياتِ حملتُ كتاب القصائد نحو النجوم وحيدا ..!
جلست هناك على مقعد الغيمِ وابتعتُ حلم العيونِ وعدتُ سعيدا
سلاما عليكِ ولو كنتِ كالأخرياتِ
لما أغلق الليلُ بابي بوجه الصباحِ
وظل يبايعني لونه فجرعهري
ولو كنتِ كالأخرياتِ لما انشقَّ صدري
وفوَّضتُ أمري
لأنثى أقّلبها فوق جمر اتكالي عليكِ
وأذكار شعري ..!
سلاما عليكِ
متى شئتِ عودي إلى قريتي غصنَ ليمونةٍ
أو عصافير أمي الحزينةْ
(1/14726)
________________________________________
متى شئتِ عودي منعَّمةً في شقائق وجهي
وجدران تلك المدينةْ
تمدُّ الغصون لنافذتي ثم تأوي لرقيا أمينةْ
سلاما عليكِ
متى شئتِ عودي ولو ياسمينةْ ..!
***
لو كنتِ كالأخرياتِ
وكنتُ من الآخرينْ
لما امتزج الشعر بالياسمينْ ..!
لما فرقَّتنا المواقف مابين حزنكِ مني
ومابين أني حزينْ !
لما غادرتنا المساءتُ نحو الشوارعِ فارغةً مثل صدري
وخائفة مثل عينيك في آخر الليلِ تجتاحها رعشات الحنينْ
لو أننا لم نكن نفهم الأرض حين تدورُ
ونفهمُ طفل القصيدة كيف يثورُ
ونعلم أن غدا لايجيءُ كما نقتفيهْ
أنتِ قنديلُ تيهْ !
وأنا كالمساء الذي يجمعُ الساهرين لكأساته ثم يتركهم
وحدهم ويطيرُ إلى نجمةٍ تهجرُ الليلَ كي لاتضيءَ ولا تشتهيهْ
لو كنتِ كالأخرياتْ
وكنت من الآخرينْ
لما ودعتنا السنينْ
ولا آثر الشعر أوجاعنا بعد حينْ
ولا عرف الناس من بعدنا زمن الطيبينْ ..!
***
(وداعًا إلى يوم أن يبعثَ الله قلبًا جديدًا
وأنثى تصلّي لشاعرها لايحاسبها ربُّها
ومكانًا تعيش النوارسُ فيه من الآمنينْ ! )
8/ 6/ 2003م
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الرجال العنيدون
الرجال العنيدون
رقم القصيدة : 7023
-----------------------------------
(1)
الرّجالُ العنيدونَ ،
ينكسِرونَ سريعاً .
الرّجالُ العنيدونَ ،
من بين أنقاضِهِم يُبعثونْ .
(2)
أنا لستُ مُتّخِذاً نجمةً
في براريكِ تُرشِدُني ..
نجمتي في رِمالِكِ
هذا الضّياعْ .
فأنّى توجّهتُ
ثمّةَ فاجِعةٌ في الطّريق ِ
تُشيرُ إليكِ ..
(3)
صوتٌ ، يتبدّدُ في الصحراءْ .
صوتٌ ، يتردّدُ بينَ الصُّمِّ .
وصوتٌ ، محبوسٌ في حُنجرةٍ
من فَرطِ الهمِّ .
وصوتٌ ، يغرقُ في حلقٍ
مُكتظٍّ بالماءْ .
تلك الأصواتُ المحمودةُ
في وطنٍ يعشقُهُ الأعداءْ .
(4)
أُسمّيكِ ((حُبّي))
وسمّوْكِ ((أرضُ الذّهب)) .
فنِلتُ الفجيعةَ فيكِ
ونالوا الأََرَبْ .
فذنبي أنا ،
أنني عاشقٌ ،
وذنبُكِ ،
أنكِ أرضُ العربْ .
(5)
(1/14727)
________________________________________
لاحَ لي ، أنهم يتبعونَ خُطايَ ،
ولاحَ لهُم ، أنهُم تائِهونْ .
فغيّرتُ وُجهةَ دربِي
إلى غيرِ ما أشتهي ..
وما غيّروا قطُّ ما يشتهونْ .
أريتُهُمُ دربَهُم في البِلادِ ،
وضيّعتُ دربي ..
(6)
حفَرَ الوقتُ الأخاديدَ
بوجهِ السّندبادْ .
ومضى يبكي الفُتوحاتِ العظيمةْ .
تارِكاً للريحِ أسرارَ البلادْ .
وعلى الجُثّةِ ،
آثارَ الجريمةْ .
(7)
في بَلَدي ،
يُنكِرُني أخي
وزَوْجَتي
وَوَلَدي .
في البَلدِ الغريبةْ ،
استحضِرُ الإخوانَ
والأبناءَ
والحَبيبَةْ .
(8)
عيّنةٌ من خاصِرةِ الكون ِ بلادي .
تتعانقُ فيها الجيناتُ
وتنسجِمُ الأعراقْْْْ .
لا يشعُرُ فيها بالغرْبةِ ،
إلاّ شَجرُ السمْرْ .
ما ذنبُ العالم ِ ،
حينَ نُباغَتُ من كلِّ الآفاقْ ؟
إن كنا قدَرَاً ،
- في الأرض ِ-
هُنوداً حُمْرْ .
(9)
ليس لي من بِلادي :
سِوى ،
مايجودُ بهِ
الأصدِقاءُ الأعادي .
(10)
من قال : لا
يُنطحُ
أو يُرفسُ
أو يموتْ .
فقُلْ يا أيّها التّيسُ نعمْ .
فقال : لا
لعلّني أُحرّضُ الغنَمْ .
(11)
الظّالِمُ والمَظْلومُ
في الهَوى سِيّانْ .
بينَ رَصيفِ الذُّلِّ والبَلاطِ .
فذاكَ مُمْعِنٌ ،
في البَيْعِ والترويجِ للإدْمانْ ،
وذلكَ في التّعاطي ..
(12)
قالَ : خُذْها ،
فأشرعْتُ صَدْري ..
وطَنِي ،
كيفَ لي أنْ أرُدَّ لهُ طَلَبا .
طعنةٌ ،
ثمّ يُسْدَلُ نِصفُ السِّتارِ ،
ويُسْدَلُ كُلُّ السِّتارِ
إذا صُلِبا ..
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم أحمد الوافي >> شجر المكتب ..!
شجر المكتب ..!
رقم القصيدة : 7024
-----------------------------------
صباحكِ يجتاحني مثلما تشتهينْ ..!
أسائلُ عنكِ القصائدَ ..
أنسخُ منها الأثير لديكْ ..
أتسلى إلى أن تجيئي بكفَّي حَنِيْنْ .!
أكثِّفُ رغوةَ موسِ الحلاقةِ ..
أقرأُ كل الجرائد في النتِّ ..
أطلب من قلقي أن يفرِّشَ أسنانه ريثما تحضرين ..
( 2 )
حينما تتحرَّك سوسنةٌ
لرياح الجنوبِ
سيخضرُّ ظني
(1/14728)
________________________________________
وإن هشَّت الرأس للريح جاءتْ شمالاً
تبرَّأتُ مني .!
فكيف سأكشف من دون حزني بأني .......
وكل اهتزاز الغصونِ استجابتها
للرياح التي تبعدُ العطر عني ..!
( 3 )
لم تكوني هنا .. حين كانت تراودني
عن فمي ..
لم تكن عينها مثل عينيكِ ..ناهيةً آمرةْ
لم تكن .. ْ تتبسَّم مثلكِ تكتبُ مثلكِ
تخبرني أننا أمةً شاعرةْ ..
لم تكوني هنا ..
خطفتْ .. من يدي تذكرةْ
أخذتني إلى الشرفة المقمرة..!
ثم قامت تحدثني عن جزيرتها الساحرة ..
حين كانت تعد حقائبنا .. سافرتْ وحدها
للجزيرةِ تلك التي قلتِ لي
حين كنَّا معا في صباحٍ يمد الظلالَ ..:
أراها كعينيْ .. بعينِك حين أموءُ بلا ذاكرةْ ..!
( 4 )
لا أريدُ مكانًا جديدا ..
تعوَّدت أن أتعقَّبَ ظلك عبر المواقعِ
من مكتبي ..!
تعوَّدت أن لا أردَّ السلامَ عليكِ
بمفردة واضحةْ ..!
تعوَّدت حتى على لوحتي
بت أعرف ان الحروف التي أجهدتها الأصابع
حتى تلاشتْ
تنادي عليك
أنا
لا أريد مكانا جديدًا .. تعودت في مكتبي
أن أعِدَّ مكانكِ ..
حتى مفضَّلتي وحدها بارتباطٍ
صحيحٍ لكل الأغاني التي تعشقين ..
اذهبي أنتِ .. وحدكِ
لكنني ..لا أريد مكانا جديدا ..
مكاني هنا حيثما (تحضرينْ ) ..!
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> وجوه 1
وجوه 1
رقم القصيدة : 7025
-----------------------------------
لأنّكَ وحيدٌ
و روحُكَ شاحبةٌ
تلوّنُ وجوهَ أطفالِكَ بالمساحيق
ثمّ تجلسُ قبالتَهُمْ
.و تبكي
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم أحمد الوافي >> وحيدًا من جهة خامسة ..!
وحيدًا من جهة خامسة ..!
رقم القصيدة : 7026
-----------------------------------
أبادرُ أنثى ..
أقصُّ لها سيرةَ الشعرِ
حين تكلَّمتُ في المهدِ
حين أعدتُ لهيأة وجهي الجهاتِ
وطوَّقتُ ذاكرتي بالحنينْ..
على هامش الياسمين
حمَلْتُ لعينيكِ .
خوفَ المراكبِ من هدْأةِ البحرِ..
أحلامَ بحَّارةٍ منهكينَ
وجئتُ على دفترٍ من بياضِ السنينْ ...
(1/14729)
________________________________________
لأنثى أبادرها .. فتفضُّ بكارةَ صوتي
أواعدها ..فتقصُّ عليَّ حكايةَ موتي
أودعها فتموء القصيدةُ في ركنِ قلبي
تبلِّغني أنها أنجبت بعدها ورقًا أصفرًا وخريفًا حزينْ .!
***
متى سوف تكتب بالحبرِ
بالبحرِ
بالحربِ
ياوطنا عينه ندبةٌ في مؤخِّرةِ الأرض
ياراؤه.. بصقةْ في فم الصمت
ياباؤه صفعةٌ فوق خد التواريخ
كلُّ النبوءؤات تحمله
حينَ أرخي عجيزته واستراحْ
متى سوف تحملها في بياضِ النوارسِ
تخطو على رغواتِ الفراتِ
تميد السنابل بالريح حين تقول :
انتظرتكَ في ردْهةٍ من صباحْ
أنا لم أنم .. مثل عينيكِ يسكننا دمعةٌ من عراقٍ
وتسخر من يُتْمِنا نشوةٌ من كفاحْ ..!
متى سوفَ تكتبُ
با لـ ح ب ر
بالـ ب ح ر
بالـ ح ر ب
يا وطنًا حين لامستُ أطرافَهُ خزَّني البردُ
ناديتُ من أين أبدأ ؟:
لاشيء يُفضي لمعنى
الحروف التي لاتلوِّنُ صدرَ الحقيقة تفنى
النجومُ التي غادر الليل مجلسها في سرير الحكايات وسنى
وأنتَ كما أنتَ تحملها مطرًا في صحاري الجزيرة
تلقي بها في البثور التي تتعرَّى بوجه الرياحْ
متى سوف تكتب ...؟
تبدو الصحاري ثكالى
وتهوي الصواري احتمالا
ونفطُ الجزيرةِ لاأحمرًا فنعدُّ لهم ما استطعنا من الخيلِ
أو أسودًا فنمدُّ لهم ما اصطفينا من النُبْلِ
أو أزرقا فنهدُّ لهم ما اصطنعنا من الذلِّ
لا أحمرَ
أسودَ
أخضرَ
حينما جاء ذنبًا مُباحْ ..!
***
أبادر وقتي
أحدِّثُ عينيكِ عن وعدِ موتي
وأنتِ .. كأنتِ
مسوَّمةً لامساسَ لقلبكِ
إلا بكفِّ القصيدةْ
لاحزنَ يؤيكِ إلا مواويل أهل العراقِ
... أحقادُ أهل العراقِ
استطالوا نخيلا من الحزنِ .. حين استفاؤوا لظلٍّ صبورْ ..
أفي الشعرِ حين تئنُّ العروبةُ رجعَ الصدورْ ..؟
أبادر صمتي
وأعبرُ خاصرتي خنجرًا من نداء الصبايا
فأصغي لأطفالِ صوتكِ
حين يجفُّ حليبُ السطورْ ..
بكوا حين ناموا
إذا استيقظوا واستباحوا دمي ليعيشوا حفاةً
يعيدون طيش الرسائل عبر الهواتفِ بعد الكتاب
ويعتسفون الغيابَ ابتذال الحضورْ ..!
(1/14730)
________________________________________
أبادرُ ..
لاشيء .. لاشيءَ
بين العراقِ وبينك مابين حقدكِ والخطوُ
مابين أني أبادرُ أو أن تبادرَ أنثى
مابين شعري ورمل القبورْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> خربشات على جدار القلب
خربشات على جدار القلب
رقم القصيدة : 7027
-----------------------------------
(1)
مهزوماً كُنْتُ
فصِرتُ أُجرّدُ سيفي البتّارَ
وأُغمِدُهُ عِدّةَ مرّاتٍ
في عينَيْ كِسرى ..
مُنذُ تعهّدَ (( رَبعِيُّ ))
-في الرّؤيا-
أن يبدأَ
جولَتَهُ الأُخرى
(2)
أتيتُكَ بالقِرْبةِ والعَصا
وقصعةِ الطّعام ِ ،
أسحبُ الدّنيا بما تحوزُ
من قُرونِها ..
وليس لي في حمصَ
مَطمَعٌ-أو غيرِها-
وليس لي فيكَ
ولا سِواكَ في الوَرى ..
أتيتُ والدنيا غُبارُ عابِرٍ
خلفَ متاعِيَ الذي ترى .
لا ناقةَ لي من بعدِها ولا بعيرْ ..
لقدْ نجوتَ يا ((عُميرْ)) .
(3)
خلفَ الشُبّاكِ
حديقةُ أزهارْ .
فيها عُصفورٌ ثرثارْ .
يوقظُني كُلّ صباح ٍ
كيْ أقطِفَ زهرةْ .
ذاتَ مساءٍ ،
داهمني الشّعرُ
فأشعلْتُ الليلَ جُنوناً ،
علّي أخرجُ منهُ الفِكرةْ .
وغفوتُ مع الفجرِ
ليوقِظَني :
ياولدي لا تلعبْ بالنّارْ .
(4)
تبيّنْتُهُ في الظّلام ِ المُفضّض ِ بالنّجم ِ
يحمِلُ عبءَ المبيتِ على كتِفيهِ
ويبحثُ عن حائطٍ لا ينامْ .
وأبصرْتُهُ في الصّباح ِ الفَضوح ِ،
يُغادِرُ مقبرةً في المدينةِ ،
ممتطِياً صهوةَ الرّيح ِ
قبلَ الزّحامْ .
(5)
للشّفةِ العُليا،
شفةُ سُفلى ..
للشفةِ السُّفلى ،
شفةٌ عُليا ..
بينهُما ،
وصلٌ وفِراقْ .
لولاهُ ،
لما كانَ التاريخُ ،
ولا الأشعارُ ،
ولا الأوراقْ .
(6)
خالٍ هذا المقهى ..
يملؤُهُ الصّمتُ ،
من الأبوابِ المفتوحةِ للرّيح ِ ،
إلى الأقداح ِ النّعسانةِ خلفَ النّادِلِ ،
والأكوابِ السّكرى ..
أجلِسُ وحدي ،
فأنا والمقهى،
- بعد غيابِ المهووسينَ
بداء الشّعرِ وبالقهوةِ -
صِرنا ،
كعجوزين ِعلى عُكّازِ اليأس ِ
يعُبّان ِ من الصّمتِ المُرِّ
(1/14731)
________________________________________
ويقتاتان ِ على الذّكرى .
(7)
ساجِداً ..
كما تركتُهُ
قبلَ ثلاثينَ سنةْ .
يشكو من الجوع ِ ،
مُطوّقاً بعُروةِ الإمام ِ
والطّقوس ِ الآسِنةْ .
(8)
- بيتُ الشّعرِ المُنهارِ ،
وأشلاءُ الوقتِ .
- دخانُ السّأَم ِ الأحمرُ
تحتَ رمادِ الحربِ ،
- وأحلامُ صقورِ الصّيدِ .
خيوطٌ تتقاطعُ كالحُمّى في صدرِ اليومْ .
تنحرُ في الرّأس ِ الصّحوَ ،
وتشنُقُ في العين ِ النّومْ .
(9)
غيمةٌ من دُخانٍ ،
تَصاعدُ في الجوِّ ،
من فم ِ هذا الخواءِ .
فارِغونَ ،
كتِلكَ الأراجيل ِ
لا أصلَ يربِطُها بالتُرابِ
ولا فرعَ يوصِلُها بالسّماءِ .
(10)
تعثّرَ إبليسُ في السوق ِ
في كعبِ أُنثى من الجِنِّ ،
فانهمَرَ الناسُ من كُلِّ صوبٍ
وشدّوهُ من ساعِديهِ .
وما تركوهُ ، إلى أن أفاقَ ،
وعادَ إلى غيّهِ ،
فاطْمأنّوا عليهِ .
(11)
في الدائرةْ ،
تحرُسُ ألفُ عينٍ ساهِرةْ .
لكنها عمياءْ .
يُعربِدُ الخَرابُ في جُفونِها
في وَضَحِ الظّهيرةْ .
في الدائرةْ ،
ثمّةَ أعيُنٌ ،
تجُسُّ مايُحاكُ في المساءْ ،
بنعمةِ البصيرةْ .
(12)
الوجعُ الليلِيُّ ،
يجيءُ بلا وعدٍ أنّى شاءَ ،
ويرحلُ أنّى شاءْ .
يتخطّفُ في الليلِ بناتَ الشّعرِ
ويشربُ كُلّ بُحوري ..
يأتي بصقيع ِ الصّحراءِ
ويذهبُ بالدّفءِ ،
وبعض ِ الأوهام ِ المحمودةِ بينَ سُطوري
الوجعُ الليلِيُّ حُشودٌ بارِدةٌ ، ليس لها أسماءْ .
تنمو كقُرون ِ الجِنِّ إذا غاض الماءْ .
وتُعربِدُ في أحلام ِ الشاعِرِ
كالعِفريتِ المأمورِ .
تأتي كيف تشاءُ ،
وترحلُ كيفَ تشاءْ .
(13)
كرةٌ هذي الأرضُ
تدورُ ولا تتعبْ .
والناسُ عليها ،
يركلُ كلٌّ صاحبَهُ ..
هذا شأنُ اللاعبِ ،
حين تكون الكرةُ الملعبْ .
(14)
-في الليلِ ، هل ينامُ الليلْ ؟
((تسألُني صغيرتي ))
- أجبتُها : وفي النهارِ ؟ هل يذهبُ النهارُ للمدارسْ؟
- قالت : نعمْ .
- قلتُ : إذنْ ينام الليلْ .
- قالتْ : وأين يفرشُ الليلُ فراشَ نومِهِ ؟
(1/14732)
________________________________________
- أجبتُ : مالونُ حقيبةِ النهارْ ؟
- فانتفضتْ : ليس له حقيبةْ .
-أجبتُها : وليس لليلِ فراشْ .
- قالتْ : إذنْ ، ليس ينامُ الليلْ .
- قلتُ : ولا النهارُ يعرفُ المدارسْ .
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> وجوه 2
وجوه 2
رقم القصيدة : 7028
-----------------------------------
طرقوا نافذتَهُ
لكنّهُ أطبقَ أهدابَهُ
و اختبأ
من دموعهم
.خلفَ نظَّارتيهِ
.كم يخشى جرحَ المرايا
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> سلم للنزول فقط
سلم للنزول فقط
رقم القصيدة : 7029
-----------------------------------
(1)
البابُ موصدُ :
آن له أن يستريحْ .
يعودُهُ غُبارُ الشارعِ القديمْ
وتنكسُ الأحزانَ عنه الريحْ .
البابُ موصدُ :
لا رِجلَ تنسابُ خِلالَهُ ،
ولا تدّقهُ يدُ .
(2)
أضاءْ السراجْ .
لم يجدْ من حولهُ من أحدْ .
أطفأهُ ..
تذكّرَ منفاهُ ،
ثم غفا ..
(3)
النّملةُ الحمراءْ ،
تجُرُّ طابوراً من النملِ
الذي ليس يحيدُ عن مسارِها .
النملةُ الحمراءْ
لا تنظرُ للوراءْ .
(4)
شاردٌ
رهنَ فكرتِهِ الشارِدةْ .
ولمّا تعذّرَ أن يهتدي ..
لاذ بالقهوةِ الباردةْ .
(5)
ينثرُ الأزهارَ في الدربِ ،
فإنْ عادَ ،
رأى الأزهارَ
تحت الشمسِ والأقدامِ
عمراً يتلاشى ..
فتلاشى .
(6)
نصفُ القلبِ ،
ونصفُ الوجهِ ،
ونصفُ الفنجانْ :
صورٌ كاملةٌ للرّدةِ ،
في الحبِّ
وفي الدّربِ
وفي الأحزانْ .
(7)
الشاعرُ
والخُلوةُ
والقافيةْ .
ثَكلى ،
تُلاحق ابْنَها الميّتَ
في الهجيرِ
حافيةْ .
(8)
السفنُ المشحونةُ بالأشواقْ ،
لا ترسو إلا في الأعماقْ .
(9)
السفنُ العظيمةُ الرواحلْ ،
..تغرقُ في السواحلْ .
(10)
السفنُ التي تُبحرُ في القلوبْ ،
يقودُها النيلُ إلى الجنوبْ .
(11)
سُلّمٌ ليس باللهِ يرتبطْ ،
سُلّمٌ للنزولِ فقطْ .
(12)
كان يغازلُ النّساءَ في الأسواقْ .
حتى إذا رأى زوجتَهُ ،
تنسجُ ،
مايغزلُ في السوقِ ،
أفاقْ .
(13)
حالمٌ ،
ليست الأرضُ منزلُهُ .
(1/14733)
________________________________________
قدراً ،
أنزلتْهُ بذنبِ أبيهِ السماءْ .
(14)
كلُّ الأبوابِ مُغَلّقةٌ ،
إلا بابُ الشّرْ .
والعالمُ طوفانٌ ،
يحتضنُ الفلاحُ شتيلتَهُ فيهِ
وما منْ بَرْ .
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> القبو
القبو
رقم القصيدة : 7030
-----------------------------------
(1)
أغلقْتُ البابَ :
توحدْتُ بدُنيايَ .
أشرعتُ البابَ :
تلاشيتُ بدُنيا الناسْ .
(2)
رِجلايَ تولدانِ
من جديدْ .
فرُحتُ أسرِعُ الخُطَى ،
مُسْتَشْعِراً مناخَ
حتفِيَ الأكيدْ .
(3)
وحدي بهذا القَبْوِ
لا جِنٌّ ولا بشرُ ..
فإلامَ أنتظرُ ؟
لولا نداء العُمقِ أيقظَني ..
صَهْ :
أنتَ تُحتَضَرُ .
(4)
حين تكونُ الّلوحةُ مرسومةْ :
أقرأُ فيها قلبَ الرّسامِ ،
وأترُكُها ..
أما إنْ كانتْ بيضاءَ
كلونِ الثلجِ ،
فأقرأُ فيها قلبَ الكونِ ،
ولا تترُكُني ..
(5)
من قالَ :
لن تعيشَ كما تريدْ ،
أخرجني من وهميَ القديمِ
نحوَ وهميَ الجديدْ .
(6)
من قالَ :
أنّ الشّعرَ لا يموتْ :
أراحني من صَخَبِ السّكوتْ .
(7)
أحذيةُ الدّقائقِ الصّغيرةْ :
تَمُرُّ فوقَ جَبْهَتي ،
كأنّها الخُيولْ .
تَسحَقُ ألفَ فكرةٍ كبيرةٍ
بوقعِها العجولْ .
تحملُ ألفَ فارسٍ
وألفَ سيرةٍ وسيرةْ .
أحذيةُ الدقائقِ الصّغيرةْ .
(8)
وأنا أرفعُ رأسي ،
موغِلاً في الغيمِ والشّعرِ
تذكّرتُ طواويسَ وعسكرْ .
فتواضعتُ لفَقْري ،
ورفعتُ الرأسَ أكثرْ .
(9)
مرّ بي ،
ثم لوّحَ لي من بعيدٍ بيُمناهُ :
أنْ غُضَّ طرفَكَ عنّي .
أنا لنْ أعودَ إلى الخلفِ ،
لنْ أشربَ القهوةَ الباردةْ .
كانَ ذاكَ الفتى المُتَمَرِّدُ :
عُمري الذي حَطَّمَ الطّوقَ ،
وانْسَلَّ كالنّسمةِ الشّارِدةْ .
(10)
قبلَ أنْ أرفعَ في الظُّلمةِ صوْتي ،
هالَنِي الصّمتُ ،
وأحْسَسْتُ بِموتِي .
(11)
وأنا أومئُ للرّكبِ
بِكَفِّ العَفْوِ ،
عانقْتُ زَماني ..
فبقيتُ مكاني .
(12)
وأنا أقذِفُ بالسّاحِلِ في اليَمِّ ،
تذكّرتُ الطيورَ العائِدةْ .
(1/14734)
________________________________________
فتأسّفْتُ ،
ولكنْ ،
دونَ أدنى فائدةْ .
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> الليل
الليل
رقم القصيدة : 7031
-----------------------------------
الريحُ
.مقعدُهُ الهزّاز
ما زالَ ينتظرُ
.أميرَهُ الجميل
أعدّ طاولةَ البدرِ
لعاشقينِ
فهل يولدُ طفلٌ
من لمسةٍ
في ظلّ النجومِ؟
وحيدٌ
يبدءونَ حيثُ ينتهي
.لا أميرَ له
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> شمعتان للممر
شمعتان للممر
رقم القصيدة : 7032
-----------------------------------
(1)
بيننا جبلٌ من جليدْ ،
جبلٌ من حديدْ ،
جبلٌ من ورقْ .
أنتَ لستَ تريدُ إذابتَهُ
فلماذا الأرقْ ؟
(2)
قطرةٌ من نَدى
تُعَرّي مساءتِنا في الصباحِ .
فننقُضُها ،
موعداً ،
موعدا .
(3)
على رسلِها تتهادَى ..
تعرّضَ لي طيفُها في المنامِ ،
ولما أفَقْتُ ،
تَمادَى ..
(4)
في ليالٍ
لها عِطْرُها وارْتِعاشاتُها :
أتّقِي البردَ
كي أنْمحِي بينَ دقّاتِ قلبي
ودقّاتِ ساعتِها
وأموتْ .
(5)
ليس بيني وبينكَ ،
إلا الظلامُ الذي يحجبُ الزيفَ .
فلتُشْعِل النارَ
حتى تَرانِي .
(6)
طريقُكِ يا ابْنةَ عمّي ،
طريقي الذي لن أمُرَّ عليهِ مرورَ الكِرامْ .
طريقٌ ننامُ بأوّلِهِ صامتَيْنِ ،
ونصحو بآخرهِ ،
فينامُ الكلامْ .
طريقٌ تجاوَزَنا والسّلامْ .
(7)
هنا تنتهي مثلما بدأتْ ،
قصّةُ الدّائرةْ .
رجلٌ غابَ منذُ الطفولةِ في الشّعرِ
وامرأةٌ تنتظرْ .
- ليسَ بينهُما ما يقولُ : بأنّ السماءَ
ستُودِعُ في الأرضِ
ما لا تُطيقُ من الوردِ
- بينهُما كل شيءٍ يقولُ : بأنّهُما شمعتانِ
تضيئانِ هذا المَمَرْ ..
(8)
ضربَ الخيمةَ ،
لم يدرِ بأيّ الأرضِ كانْ .
فإذا ما لَمَحَ النجمةَ في الليلِ ،
اهْتَدَى .. وسَرَى ..
وجدَ الأحبابَ ،
بعد الغيبةِ العُظمَى
بلا دمعٍ ،
على تلكَ الذُّرَى ..
فانْمحَى كالظِّلِّ ،
في الليلِ ،
- بلا نجمٍ -
ولم يدرِ ،
بأيِّ الأرضِ كانْ .
(1/14735)
________________________________________
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم أحمد الوافي >> آخر رسالة حب مالم
آخر رسالة حب مالم
رقم القصيدة : 7033
-----------------------------------
قفي قليلاً دعي التجريحَ والعتبا
واصغي لآخر طيرٍ في الهوى نعبا
هذي شجوني لعلي اليومَ أنثرها
على السطورِ فلا تستلطفي الغضبا
في أذن هذا الدجى ألقيتُ خاطرتي
فخلتُ أن الهوى قد صاغها أدبا
أنا سرابٌ وحبي مزنة وقفت
لم تحجبِ الشمسَ أو تستجمع السحبا
أنا دموعٌ وحبي مقلة كُحِلتْ
لو تنثر الدمع سال الكحل وانسكبا
أنا شراعٌ وقلبي مركب قلقٌ
أنا غناءٌ وأذني تجهلُ الطربا
***
يادمعةً في عيونِ الليلِ تسألني
عن الحنينِ .. عن الأمس الذي ذهبا
عن الطيورِ عن الروض الذي ابتسمتْ
به الحياةُ عن الشعر الذي تعبا
لا تعذليني فما كانت محبَّتنا
إلاَّ بصيصًا من الأحلام مضطربا
وهل تركنا صدى في أذنِ حاضرنا
نحيي به الليل أو نجلو به الصخبا ؟!
لا .. ما أرى يافتاتي في حقائبنا
شيئًا إذا ماصمدنا اليوم مرتقبا
إني وإياك وردٌ لا أريجَ له
حتى الفراش على خديه منتحبا ..!
***
تمضي ثواني الدجى تمتطُّ أرجلها
والعمر مازال في جفنيَّ مكتئبا
وأنتِ ياساعةً مشلولة عبثت
بخاطري وتولَّت تنكر السببا
ماذا تريدين مني رحلتي تعبتْ
مهاجرًا لم أزل بالحب مغتربا
أبيعُ في غابة الأحزانِ أغنيتي
وأشتري لبقايا نارنا حطبا
حتى رجعتُ وأنفاسي معذبة
حزينة وجدار اليأس منتصبا
ولم يهب حبنا عن رحلتي ثمنًا
غير الرماد فهل نحيا بما وهبا؟!!
****
إذا تأمَّلت يومًا يامعذِّبتي
هذي الحروف التي لم تعرف الكذبا
فإنها ساعة من خاطري سقطتْ
أضعتها بينما استلهم الهربا
فلتحفظيها لعلَّ الحب يجهلها
عندي ( كآخر حرفٍ في الهوى كُتِبا )
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> مسافة
مسافة
رقم القصيدة : 7034
-----------------------------------
ملاكٌ
.على حافةِ قمرٍ
كثيرًا
ما راودَتْهُما
.رغبتُهُ
الأميرُ
متأرجحٌ
بينَ حرفٍ
.و لون
البنتُ
في حجرتِها
(1/14736)
________________________________________
.تهدهدُ أطفالَهُ
لو أطلَّ من شرفتِهِ
لمحَها
.تقرؤهُ
لو عبرَتْ بعينيها النافذةَ
.شردَتْ في شرودِهِ
لو ارتمى الملاكُ
و ارتطمَ
بعتمةِ المسافةِ
.التقيا
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم أحمد الوافي >> جرح وقصيد
جرح وقصيد
رقم القصيدة : 7035
-----------------------------------
نجواكَ صوتٌ خافتٌ يشجيني
وأنينك المشلول صوت أنيني
نبكي العراق صبية موءؤدة
وتراث مجد في فم التنِّينِ
أبكي إذا قلَّبتُ أمسي حالمًا
وقرأتُ في عينيكَ ما يبكيني
أبكي إذا عبرت خيول خواطري
لخيولِ سعدٍ في بقاع شجوني
وتمرَّد الحلم الجميل على فمي
وطوى الفجيعة في بقاع شجوني
يا صاحبي تبقى العراق قصيدةً
وفراشة محمومة التلوينِ
خبأتُ .. لا بل ما تزال طفولتي
تنداح رغم كهولتي بجبيني
أنبت في حقل الشموس قصائدي
ورجعتُ أعزف بالظلام لحوني
بالشعر أنْفي ما يعيقُ تنقُّلي
وتنقُّلي ببشاعةٍ ينفيني
لو أنَّ منديل الهوى بأناملي
أو في البحور المائجاتِ سفيني
لرميتُ في كفِّ الرياح مراكبي
ومسحت بالمنديل دمع عيوني
لكنما وجهي غريب عن دمي
وقناعتي موبوءة بظنوني
أغلقتُ في وجه الرياح نوافذي
ووقفت ذاكرتي لبوح حنيني
فسرتْ على أثر الخيول خواطري
وغفت على حلم الفتوح جفوني
فنظمتُ من أمسي فواجع حاضري
ومن السحائب غيمة ترويني
تنساق خلف الريح تمطِرُ في فمي
صوت ( الرشيد ) وهدأة التأبين
متأرجحٌ بين النقيض يهزني
عصف الطريق وحلمي المجنونِ
لا الأمس صادرني إليه ولا ارى
في يومي المذبوح ما يبقيني
تنهار في وجه النهار مدائني
وخرائطي تبلى بطول سنيني
إنْ حكتَ بالسكين ثوب صبابةٍ
فأنا أصنِّعُ من يدي سكيني
لو أنجبت عيني جنينًا حالما
عانقتُ بالسكين صدر جنيني
الجرحُ مقروء بظهرِ ملامحي
ينساب رغم تجملي بشؤوني
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> عند باب المدينة
عند باب المدينة
رقم القصيدة : 7036
-----------------------------------
فاتني أن أراكْ.
عند باب المدينةِ،
(1/14737)
________________________________________
والناسُ كالنملِ،
يعترِكونَ على الأملِ السُّكّرِيِّ،
وأنتَ تُحدّقُ في البحرِ.
عيناكَ مُحمرّتانِ من المِلحِ،
قلبُكَ، يخفِقُُ، يخفِقُ،
والنورسُ المُصطفى لمْ يعُدْ.
عندَ بابِ المدينةِ،
ودّعتُ قلبي ..
لأدخُلَ مُسترشِداً بِخُطى العابِرينَ
لعلّي أرى أحداً يشتري الوهمَ
لكِنّني لم أجِدْ.
خِلتُ أنّي سأُفلِحُ،
في دسِّ بعضِ النّوايا القديمةِ
في السّوقِ،
خِلتُ الصّعاليكَ،
لمّا يَزَلْ بعضُهُمْ يتذكّرْ.
فاتني أن أراكَ،
وفاتَكَ مِمّا رأيتُ
بهذي المدينةِ أكْثَرْ.
أبُثُّ الإشاراتِ،
عَلَّ لبيباً يعي ما أُريدُ
ويفطَنُ للرّمزِ،
أو سابِلاً،
أنهكَتهُ المسيرةُ،
يُلقي بِأوزارِهِ
فوق وِزْري ..
فأنجو بهِ
قبلَ أن أتَعثّرَ
أو يتعثّرْ.
أنوءُ بِسِرّي،
ويحمِلُني السِرُّ ..
سرّانِ نحنُ
وبَوْحانِ
في كبِدِ السّوقِ
والسّوقُ سِرٌّ وبَوْحُ.
فاتني أن أراكَ
فَوَدّعْتُ قلبي بِبابِ المدينةِ،
كالنّاسِ
علّكَ تعرِفُهُ،
أو تدُلُّكَ منهُ علَيّ الجُروحُ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الرحلة لم تبدا بعد
الرحلة لم تبدا بعد
رقم القصيدة : 7037
-----------------------------------
الرحلةُ لم تبدأ بعدُ ..
ولم يبدأ بعدُ العَدُّ
ولا المدُّ استوفى حُجّتَهُ
لنفيضَ زُرافاتٍ نحو البحرْ ..
أو نُغرِقَ نوقَ النّعمانِ البيضَ
بِعُقرِ الصّحراءْ.
الرّحلةُ أشرِعةٌ
تبحثُ عن ماءٍ
يحمِلُها نحو العُمقِ الأعمقِ،
والماءُ الظامىءُ
يبحث في جُبّك يا يوسُفُ
عن شَربةِ ماءْ.
آيتُنا في السّفَرِ المُضني
أنّا أحياءٌ،
نتحرّى ما يُشبِهُ تُربتَنا
في هذي الأحياءْ .
نورِقُ في الجدبِ
ونهمي في الصيفِ
سحاباً أبيضَ
في ناحيةٍ،
غادرها البدوُ
إلى مُدُنِ السّكّرْ .
آيتُنا أنّا شجرٌ
في كُلِّ مواسِمِهِ أخضَرْ .
تُشبِعُنا البسمةُ،
حينَ تُطِلُّ من القلبِ علينا
فنجودُ بلا حدٍّ ..
ونجودُ إذا ما جُعنا للبسمةِ أكثرْ .
الرحلةُ لم تبدأْ بعدُ،
(1/14738)
________________________________________
وما ذاك سِوى عَرَقِ الطّلقِ
وما تلكَ سوى الزفراتِ الأولى
قبلَ بُزوغِ الفجرِ على قافِلتي ..
هيّأتُ الرّكْبَ،
وعطّرْتُ الصّبحَ بدُهنِ العودِ،
وحمّلْتُ الناقةَ ما خَفّ
وناديتُ نِساءَ الحيِّ :
أنِ اسْرَحْنَ بِأغنامِ القريةِ
كالمُعتادِ
وخبّئنَ الدّمعَ بأحداقِ القلبِ
لعلّ الناقةَ تمضي بسلامٍ ..
مازالَ الوقتُ
على شفةِ الوادي
يتفتّحُ،
والطّيرُ تُوشوِشُ للطّيرِ
أغاني اللّحظةِ ..
اللحظةُ تمتدُّ زماناً
والرّحلةُ لم تبدأْ بعدُ،
ولم يبدأ بعدُ العدُّ،
ورجلاي تغوصانِ إلى الرّكبةِ
في عَرَقِ الطلقِ
كأنّ الكونَ سيولدُ ثانِيةً
في قامةِ أصغرِ مخلوقٍ
ليكونَ بهيئتهِ الأخرى
أقربَ للفهمِ
ونُصبِحَ أقربَ للمعنى ..
يا صاحبَ سجني
أنبئني
ما فتوى هذا الوعيِ المُهلِكِ ؟
والرّدّةُ تأخُذُنا غصبا.
الرّدّةُ يا ابنَ غُلاةِ العُشّاقِ،
تُحاصِرُ فينا الفُلّ الأبيضَ
حتى يسوَدّ
وتترُكُنا للشارِعِ نَهْبا.
ما فتوى أن نحيا غُرباءَ
ونُدفَنَ في غُربتِنا ..
ونُحنّي شيبَ الغُربةِ
كي يرضى عنّا الشرقُ
فتأخُذُنا الرّدّةُ غربا.
ما فتوى أن نهوي
في هذا البئرِ الكونِيّ ؟
ونُتْقِنَ كُلّ لُغاتِ الكونِ ؟
لِنأمنَ مَكرَ الأيامِ،
ونَلحنَ في الحُبّ
ونبقى عُرْبا.
الرحلةُ لم تبدأ بعدُ
ولم نقطعْ بعدُ السلمَ
ولمْ نوصِلْ بعدُ الحَربا.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> رُحّلٌ، .. واستقروا
رُحّلٌ، .. واستقروا
رقم القصيدة : 7038
-----------------------------------
رُحّلٌ،
واستقرّوا ..
هُنا كانتِ القافلةْ.
هُنا حلّتِ القافِلةْ.
دورةٌ في المكانِ
كزوبعةٍ لاتُغادِرُ موضِعَها وتدورْ.
قُطرُها رملُ هذا اليبابِ،
وتعلو..
نِصفُها غارِقٌ في السحابِ،
وتعلو ..
هكذا،
تتوارى الخِيامُ بهذا الجنونِ
عروقاً من القلبِ ذابلةً في رُخامِ القصورْ.
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> مأساة المهرّج
مأساة المهرّج
رقم القصيدة : 7039
(1/14739)
________________________________________
-----------------------------------
الآنَ فقطْ
أحسستُ
بمأساةِ المهرّجِ
حينَ يفرغُ دمَهُ
كاملاً
في عروقِ النكتةِ
.و لا يضحكُ أحد
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم أحمد الوافي >> قبل أن
قبل أن
رقم القصيدة : 7040
-----------------------------------
ابقي بمنأى عن الأشعار وانطلقي
بلا قيودٍ .. فأنت الشمس في أفقي
تلك الحروف التي ترنو على شفتي
هي الرماد الذي ما زال في ورقي
هي الشجون التي تصحو فتوقظني
على الأنين فأرثي دمعة الحدقِ
هي السنون التي بددتها نزقًا
على البكاء .. وهذا الدمع من نزقي .؟.!
لا تسكني آهة شمطاء تسكنني
ولا تفيقي لشمسٍ غالها شفقي
الشعر أنشودة الذكرى ويا أسفي
ماتت وما زال يبكي حولها قلقي
.............***
يا وردةً شهقت للفجر فا نفتحتْ
وأشرقت للضحى فوَّاحة العبق
غرستها رغم إخفاقي على كتفي
سقيتها لذة الأحلام من عرقي
جداولي لم تزل للزهر جارفة
وشاعر الحب مصلوبٌ على الأرقِ
مراكبي لم تزل في الرمل جاثيةً
وزورقي لم يزل في البحر من ورقِ
أخشى على وردتي العذراء تحرقها
ملوحةُ البحر .. أو تهوي على عنقي
................***
ليلاي في الحب ..لا ليلاي في نغمٍ
أودعته للأسى في ساعة الغرقِ
الشعر ما زال أنَّاتٍ على شفتي
تزفُّها وحشة الساعات بالغسقِ
وضعت كل رمادي في حقائبه
فراح يعبر ارض اليأس من نفقي
وأنت يومي الذي أقتات من فمه
شرائحَ الحب بعد اليأس والفرقِ
بل أنت فجري الذي أخْدجت مولده
فجاء عبر زحام الليل با الفلقِ
أحبك الآن (قيسا ) لا قصائده
فابقي بمنأى عن الأشعار وانطلقي
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> هبل
هبل
رقم القصيدة : 7041
-----------------------------------
لا ترفَعْ صوتَكَ في حضرتِهِ،
لا تتكلّمْ.
حسبُكَ في هذا المجلسِ
أن تسمعَ،
أن تُبصِرَ،
أن تتألّمْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ولاء
ولاء
رقم القصيدة : 7042
-----------------------------------
(1/14740)
________________________________________
قبلَ سِتّينَ عاماً،
تأبّطَ حاوٍ، بِسوقِ الحِجامةِ،
سيفاً قديماً،
وصُرّةَ زعترْ.
ونادى بِأهلِ المدينةِ:
يا أيُّها القومُ،
ثُمّ اختفى ..
وما زالَ أهلُ المدينةِ يستمعونْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> وقتك من ذهب
وقتك من ذهب
رقم القصيدة : 7043
-----------------------------------
وقتُكَ من ذهبٍ ..!
ولتكُنْ بعدكَ العاصِفةْ.
وأهلُ المدينةِ،
في بابِكَ الذّهبِيةِ ينتظِرونْ.
صِغارَ المطامِحِ والأُمنِياتِ،
كِبارَ الشّجونْ.
قضى جُلُّهُم ذِلّةً
في انتِظارِ الرّغيفِ.
وأحزِمةُ الجوعِ
صارتْ من الجوع
أحزِمةً ناسِفةْ.
وما زالَ وقتُكَ من ذهبٍ ؟!
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ها قد علمت
ها قد علمت
رقم القصيدة : 7044
-----------------------------------
ها قد علِمتَ،
فهلْ لزِمتْ؟
ها قد كشفتُ لك الحِكايةَ كُلّها ..
منذُ اغتيالِ أبيكَ
حتى حرْقِ بيتِكَ
ثمّ وأْدِ بناتِكَ الأربَعْ.
تِباعاً تحتَ بيتِ القابِلةْ.
ونماءِ جوعِكَ في ربيعِ النّفطِ
كي تركَعْ.
ها قد علِمتَ،
فهل لزِمتَ السّيرَ
فرداً،
فوقَ حدّ السّيفِ
في عامِ الرّمادةِ؟
أم ستمضي في طريقِ القافِلةْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> مقهى الأحزاب
مقهى الأحزاب
رقم القصيدة : 7045
-----------------------------------
هذا الكُرسِيُّ كبيرٌ،
ذاك صغيرٌ،
ذلكَ أصغرْ.
تبّاً لِزَبائِنِ هذا المقهى ..
خلفِيّاتٌ شتّى:
في الأحجامِ،
وفي الألوانِ،
وفي المظْهرْ.
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> سقوط الملاك
سقوط الملاك
رقم القصيدة : 7046
-----------------------------------
.سقطَ الملاكُ
سقطتُ
من كوكبي الأخضر
.إلى صحرائهم
كلّما نزلَ ملاكٌ
إلى الأرضِ
بكَتْ
في الأفقِ
نجمةٌ
.و انطفأتْ
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> القطيع
القطيع
رقم القصيدة : 7047
-----------------------------------
(1/14741)
________________________________________
الناسُ على دينِكَ،
فاصنعْ ما شِئتَ،
ترَ الخَلْقَ وراءَكَ
يدعونَ لِشارِبِكَ المبرومِ
بِطولِ العُمرِ
حُفاةً
من بابِ الدّنيا الموصودِ
بِوجهِ المحرومينَ،
إلى بابِ جهنّمْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> ليس من قلة
ليس من قلة
رقم القصيدة : 7048
-----------------------------------
أفلَسَ الثّورُ
والثّورةُ العاقِرُ.
أفلسَ الثّائِرونْ.
أفلسَ النّصبُ
والنّاصِبونَ البيارِقَ
والهاتِفونَ "بِتحيى بلادي" ..
أفلسَ الصّامِدونْ.
أفلسَ الهارِبونْ.
أفلسَ الخوفُ والكِبرِياءُ.
أفلسَ السّاهِرونْ.
أفلسَ النّائِمونْ.
أفلسَ المُنشِدونْ.
أفلسَ الصّامِتونْ.
..............
..............
ليسَ من قِلّةٍ يا غُثاءُ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> قفا نضحك
قفا نضحك
رقم القصيدة : 7049
-----------------------------------
قِفا نضحكْ"
قِفا نطوي البُكاءَ
مُكلّلينَ بِوردِنا الذّاوي
على أطلالِ من رحلوا ..
قِفا نُلقي التحِيّةَ
غيرَ مُنتحبينَ،
يحدونا إلى أمواتِنا الأملُ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> غرور
غرور
رقم القصيدة : 7050
-----------------------------------
أدَرْتَ ظهرَكَ الغَبِيَّ لي !
أدِرهُ ألفَ مرّةٍ،
حتّى يدوخَ رأسُكَ الغبِيُّ
ألفَ دوخةٍ ..
لعلّها تُنجيكَ،
من غُرورِكَ الغبِيِّ
أو تُنهيكَ،
نُكتةً تافِهةً على الرّصيفِ،
عِبرةً،
لِمن يُديرُ ظهرَهُ الغبِيَّ
للحقيقةْ.
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> شتاء
شتاء
رقم القصيدة : 7051
-----------------------------------
لم أكن أبكي
لكنَّ الأصحابَ
كانوا يختفونَ في عينيّ
كأضواءِ السيّاراتِ
.تحتَ المطر
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> طلاق
طلاق
رقم القصيدة : 7052
-----------------------------------
لستُ مِنكم،
لستُموا مِنّي.
ولولا حَبْلِيَ السُّرّيُّ
في أحشاءِ هذي الأرضِ يثنيني،
(1/14742)
________________________________________
لأشْعلْتُ الفتيلَ،
بِأُسِّ هذي الجَوقةِ الخرقاءِ والجُمهورِ مُنتشِياً ..
وبالفأسِ التي تَهوِي على الفُقراءِ
مُنذُ بِدايةِ المَوّالِ،
أخْرَسْتُ المُغَنّي.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> رشوة
رشوة
رقم القصيدة : 7053
-----------------------------------
أرِحنا يا لُكَعْ.
"قميصُكَ قُدّ من دُبُرٍ" !
عَلِمنا،
خُذْ قميصاً آخراً أحلى
وبُرْداً
واغترِفْ،
أن الجريمةَ لم تقعْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> حرمان
حرمان
رقم القصيدة : 7054
-----------------------------------
الليلُ والنهارْ،
وجهانِ ياابنتي
لِعُملةٍ سخِيّةٍ،
إلاّ على اللّصوصِ والتجّارْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> السوق
السوق
رقم القصيدة : 7055
-----------------------------------
في سوقٍ
نحنُ أقلُّ بها من أن نُحصى ..
يعرِفُنا التجّارُ بسيمانا،
نُنفِقُ ما في الجيبِ،
لِكي يأتيَ ما في الغيبِ.
وتشْتَدُّ الزّحمةُ
في السوقِ
ونُقصى ..
شعراء العراق والشام >> سوزان عليوان >> حبّ
حبّ
رقم القصيدة : 7056
-----------------------------------
تعثّرتُ بضوئكَ
.عثرتُ على ظلّي
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الخطيب
الخطيب
رقم القصيدة : 7057
-----------------------------------
ألقى خُطبتهُ العصماءْ.
أنهى خُطبتهُ العصماءْ.
وتدارَكَ قبلَ مُغادرةِ القاعةِ:
هل من أسئلةٍ حول الموضوعْ ؟
فتسرّبَ من أفواهِ القومِ الماءْ.
شعراء الجزيرة العربية >> إبراهيم محمد إبراهيم >> الجندي المجهول
الجندي المجهول
رقم القصيدة : 7058
-----------------------------------
في السابِعِ من أحدِ الأشهُرِ،
في سنةٍ لا أذكُرُها،
حدث الآتي:
حطّ غُرابٌ
فوق النّصبِ التذكارِيّ
لِجندِيٍّ مجهولْ.
مكتوبٌ في خاصِرةِ النّصبِ
لقد ماتَ من الخوفِ،
فِداءً لفصيلٍ ثورِيٍّ،
حاصرهُ الأتراكُ
بِملهىً ليلِيٍّ
في سيؤولْ.
(1/14743)
________________________________________