أحد المفكرين يقول: الإنسان حيوان اجتماعي. وهو يريد بذلك أن علامة الإنسان هي العيش مع الجماعة، فإذا توجه إلى الصحراء، وعاش فيها وحيدًا بعيدًا عن الناس؛ لم يعدّ إنسانًا. فالحيوان هو الذي يفكر بنفسه أولاده فقط، دون أن يهتم لشأن سائر الحيوانات، فيعمل ويصطاد ويركض هنا وهناك ليملأ بطنه ويسدّ جوعه. أما الإنسان فليس كذلك، لا يمكنه أن يعيش وحيدًا، فتقاسم الأعمال مع الآخرين، البعض يخيط الملابس، والبعض يدرّس الأولاد، والبعض إذا وقعت الحرب حملوا السلاح للقتال والدفاع عن وطنهم ويعلمون الناس شؤون دينهم، ولكل من هؤلاء مهنته المحددة والمعروفة. فعلى كل إنسان أن يعمل ويقدم لمجتمعه ما يحسنه مما ينتفع به الناس والوطن.