فوائد من كتاب الدين والقوى العقلية عبد الباري الندوي – أستاذ الفلسفة سابقا الجامعة العثمانية بحيدر آباد
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم
فوائد من كتاب الدين والقوى العقلية عبد الباري الندوي – أستاذ الفلسفة سابقا الجامعة العثمانية بحيدر آباد
1- وقد كان الفكر الذي دعم الشعور بالخصام بين الدين والعقل في المسلمين ونشره بينه وليد علم الكلام نفسه ,الذي ألحق بصدمة شديدة من جهة وأتلف الصلاحيات والكفاءات الهائلة للفكر والعقل في مسائل غير حيوية من جهة أخرى , فكانت جهودهم كالرسم على الماء أو التحليق في الهواء ص 17
2- قال هكسلي في كتاب مبادئ العلوم لايمكن تعليل وشرح أي شيئ لأن أعلى علم للإنسان وأفضله لا يستطع أن يتجاوز في صدد التعليل تجاه بداية الأمور إلى خطوات معدودة.ص 23
3- كلما سمح للقياس العقلي بالتسرب إلى حمى الدين , فقد الدين قوته وحقيقته وتحول إلى فلسلفة .
4- فالنرى الآن إلى أي مدى كانت الفلسفة خلال هذه الفترة المديدة من حيث الواقع منافسة للدين ومعاندة له ؟ وقد أجاب عليه (بيكن) إجابة صحيحة وتصدقها مجلدات الفلسفة الجديدة والقديمة حيث قال :'إن القدر القليل والعلم السطحي للفسلفة يوجه الإنسان إلى الإلحاد ’ ولكن علمها العميق يقربه من الدين.ص28
5- (إن مسألة العلاقة بين الجسم والروح في حالتهما الراهنة لا تزال مسألة غير منحلة كما كانت في الماضي' الملحد تندل /خطب ومقالات تندل ص 59)
6- إني لا أدعي أن أي إستدلال إلحادي يستطع أن يحرمنا عن الحياة , فالدين هو حياة رجال الدين , وإن الدين هو بمثابة تجربة وجدانية أو ذاتية للإنسان ’ حيث لا يتطرق إليه المنطق أو يتسرب إليه (خطب ومقالات تندل ص 45) الملحد تندل
7- ''إن عاطفة الدين متمكنة في سويداء قلب الإنسان ,وظلت منذ قرون قبل بدء التاريخ جوهر جميع الأديان , إنكم تستطيعون أن تفروا من الدين وتلجؤوا إلى ضوء العقل العالي والجاف ,وتضحكوا منه , ولكن لا يغيب عن بالكم أنكم بذلك تستطيعوا فقط أن تستهدفوا مجرد الأغراض أو الصور الظاهرية ولكنكم لا تستطيعوا أن تمسوا ذلك الأساس غير المزحزح للإحساس الديني الذي تعمقت جذوره في طبيعة الإنسان وجبلته. / خطب ومقالات تندل ص41''
8- ''قال اسبنسر من المستحيل وحتى التصور أن علمنا يقتصر على الظواهر ((appearances بدون تسليم وجود حقيقة(reality)مستورة في هذه الظواهر, لأن الظاهر بدون الباطن أمر لا يمكن تخيله.''
'' إن الذات القائمة والتغيرات للصفات تكمن وراء هذه الظواهر المحسوسة للكون هي قوة غير ممكنة العلم وغير معلومة , لا يستطيع أن يحيط بها أو أو يدركها الإنسان بعلمه وتخيله , ذات لا يسعنا إلا الإعتراف فإنه أعلى وأرفع من أن يقيد بزمان ومكان.''
- اقتبس 'سمول لينج ' هذه العبارة من أقوال اسبنسر ومضى قائلا:'' وهذه هي أعلى فلسفة اللأدرية ,انظر إنها تختلف كليا عن الإلحاد لأنها تعترف علنا بوجود قوة كامنة رغم كونها غير معلومة ومستحيلة العلم,وهذه هي صدى تلك العواطف والأحاسيس التي تشكل منبع جميع الأديان''
- فلايوجد في مثلا في اللأدرية شيئ يمكن على أساسه إنكار إمكان الحياة القادمة فمن يعرف ماهو كائن وراء الستار ومن يستطيع أن يقول إن إحساس دستور الإنسان لا يبقى بعد موته , أو أنه لن يبعث من جديد وأن حالتنا القادمة لا تستطيع أن تتحسن أو تتدهور طبقا لأعمالنا.
9- هكسلي واضع اللأدرية :<فإذا كنت مضطرا إلى أن أختار بين المادية الخالصة والروحية الخالصة فأكون مكرها على قبول الروحية نفسها > اعترف بأن اللأدري لايستطيع أن يكون ماديا.
10 - ولكن لم يلحق بالدين الضرر بعداوة الحكماء والفلاسفة مثلما لحق به بسبب أصدقاءه الجهلاء وهم المتكلمون , وهم لا شك أعداؤه الحقيقيون , وإني أقول ولا أخاف في ذلك لومة لائم أن الجزء الأكبر من علم الكلام يستحق أن يحرق كليا وعلى الأكثر يستحق أن يحفظ في متحف ليكون عبرة ودرسا للآخرين.
11 –فإن علم الكلام إذا عدو مبين للدين وإنّ أنصار الدين الأغبياء من المتكلمين هم أكثر خطرا وعداء من اعداء الدين الحكماء من الملحدين والماديين.
12 –أراد كثير من الحكماء والفلاسفة في العهد الحديث لتجنب هذا الصراع , اللجوء وراء ستار اللأدرية باعتزالهم عن مباحث مافوق الطبيعة (super nature)ولكن عدم العلم لا يستلزم عدم الوجود ,والحق أن الإعتراف بعدم العلم فيما يتصل بما وراء الظواهر ينّم في حد ذاته عن الإعتقاد بحقيقة باطنية لا يستطيع أن يتجنبها أي عالم وحكيم أو فيلسوف وعاقل وجاهل.
13 –وقال اسبنسر: لو أن علم هذه الذات المطلقة لا يمكن الوصول إليه , فإن أحاسيسنا وشعورنا يستلزم وجوده الإيجابي والقطعي ,ومادام هذا الشعور لا يمكننا لحظة واحدة أن نحرر أنفسنا عنه, وبالتالي فأن هذا اليقين الذي يقوم على أساس نفس الشعور هو أرفع وأعلى من أي يقين آخر .
14 –وعلى هذا الأساس اضطر الفيلسوف الألماني جوتة أن يصارح :< أن من سعادة ذي عقل (الإنسان) أن يجري عقله من الأمور التي يستطيع العقل أن يجري فيها , وأن يسلم نفسه بانقياد وخضوع أمام الشيئ الذي لا يمكن شرحه أو وصفه.