السيد/ أنور الغار المسئول الأول في مؤسسة "الحياة لتقديم الخدمات الإنسانية" أسس المؤسسة على يديه من أول نشأتها حتى هذه اللحظة. كل شيء في ذهنه وكأنه يدير محلًا خاصًا به وليس مؤسسة ذات كيان كبير لها طموحات وأهداف، تقابل فجأة مع أحد خبراء الإدارة وأخذ –السيد/ أنور الغار- يسرد قصة نجاح مؤسسته على هذا الخبير الذي ظل يستمع إليه حتى انتهى من كلامه تمامًا وبدأ الخبير يثنى عليه وعلى نجاح مؤسسته ولكن فجأة طلب الخبير منه أن يجيب له عن أسئلة بسيطة تُمكنه من تقييم نجاح هذه المؤسسة..
سأله:
- ما هي استراتيجية مؤسسة "الحياة لتقديم الخدمات الإنسانية"؟
- أين أنت الآن؟
- إلى أين تريد الذهاب؟
-كيف يمكن الوصول إلى ما تريد؟
- ما المظاهر الفعالة التي جعلت مؤسستك ناجحة على حد قولك؟
- من أنت يا سيد/ أنور الغار؟
- ما موقف مؤسستك الآن: نقاط القوة فيها ونقاط الضعف كذلك؟
- ما الفرصة التي تجدها متاحة أمام المؤسسة؟
- ما التهديدات التي تفرض نفسها على المؤسسة؟
- هل يمكنك التنبؤ بالمواقف الذي قد يواجه مؤسسة "الحياة لتقديم الخدمات الإنسانية"؟
شرد ذهن السيد/ أنور الغار ثم تنبه لمن حوله وبحث عن الإداري فلم يجده حوله، ظل يبحث عنه حتى عثر عليه وسأله أين ذهبت.
قال الإداري: رأيت مظاهر الحيرة والارتباك في تفكيرك فلم أشأ أن أطيل عليك.
رد عليه السيد/ أنور الغار: هذا ما حدث لي بالضبط، ولذا فإني أريد أن أتخلى عن هذا الشرود والحيرة والارتباك فقد كنت أظن أني أنجح شخص في الدنيا.. ماذا أفعل إذن الآن؟
وكان الرد من الإداري: ابدأ الآن، فورًا.
ابدأ بالبحث عن استراتيجية للمؤسسة.
اعرف من أنت وأين تريد الذهاب.
اعرف كل ما يأتي من بعد.
أعرف:
التخطيط الاستراتيجي: هو العملية التي تتضمن اتخاذ قرارات بشأن تحديد رسالة المؤسسة وأهدافها والاستراتيجيات التي تستخدمها في الوصول إلى.
ويجيب التخطيط الاستراتيجي عن أسئلة هامة هي:
* ما الموقف الحالي للمؤسسة؟
* ما الوضع الذي ستكون عليه مستقبلًا؟
* ما الوضع الذي ينبغي أن تكون عليه مستقبلًا؟
* كيف يتحقق ذلك؟
والآن: ما رسالة المؤسسة؟
تعرف رسالة المؤسسة بأنها الغرض الرئيسي الذي تنفرد به المؤسسة، والذي يميز مجموعة أعمالها عن غيرها من المؤسسات التي تعمل في نفس مجالها، والذي يحدد نطاق عملياتها على شكل بنود من الخدمات أو المنتجات والأسواق...
ومن أمثلة ذلك:
- نحن نستهدف أن نقدم للسوق منتجات ذات أعلى مستوى تكنولوجي لإرضاء حاجات عملائنا في قطاع...
- نحن نصنع الشباب المناسب لبناء المجتمع من خلال التدريب المستمر.
- نحن نختصر زمن التعلم بالتدريب.
وحتى نضمن فاعلية رسالة المؤسسة لابد أن يتوافر بها الشروط التالية:
- أن تكون الرسالة موجهة حسب حاجات السوق والمجتمع.
- أن تكون الرسالة عملية وممكنة التطبيق.
- أن تكون الرسالة محفزة وملهمة.
- أن تكون الرسالة متوافقة مع البيئة.
- أن تكون الرسالة محددة النتائج.
- أن تكون الرسالة على شكل بنود من المنتجات والخدمات.
- أن تكون الرسالة محققة للتكامل بين أجزاء المؤسسة.
- أن تكون الرسالة متطابقة مع سياسات وخطط المؤسسة.
وعند صياغة الرسالة صياغة سليمة لابد من:
- الإيمان بأن فلسفة الإدارة في أعمالها سوف ينتج عنها خلق صورة ذهنية مفضلة لدى الجمهور وتوفر لهم الحافز المالي والنفسي المناسب.
- الإيمان بأن الخدمة أو السلعة تشبع حاجات ورغبات المستفيدين منها.
- الإيمان بأن المنافع والإشباع الذي تقدمه الخدمة أو السلعة يساوي على الأقل السعر الذي سيدفع فيها.
- الإيمان بأن العمل الجاد والدعم والتأييد من جانب الجميع لا يضمن فقط استمرارها –أي المؤسسة- بل نموها وبصورة كبيرة.
الرسالة لابد أن:
• تحدد الاتجاه الأساسي للمؤسسة وطبيعة أعمالها.
• يعبر عنها بشكل مجرد وغير مفصل.
• تحدد المبرر لوجود المؤسسة.
والآن: ما أهداف المؤسسة؟
الهدف يعبر عن النتيجة المطلوب تحقيقها كميًا ونوعيًا خلال فترة زمنية محددة.