بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
عُنِيَ علماءُ العربية بخدمة القرآن الكريم، وسعوا في تسجيل معارفهم حول نَحْوِه وصرفه ولغته، وجمعوا من الشواهد والآراء والدراسات مادة غزيرة، وأضافوا إلى حديثهم عن اللفظ القرآني بناء قواعد وأصول، تندرج تحتها المفردات التي تتفق في ظاهرة واحدة.
وقد شرفني الله عز وجل بأن أسعى في خدمة لغة القرآن، وتوجهت دراساتي وأبحاثي نحوها، وقد وجدت أسلافنا قد عنوا بمسائل اللغة القرآنية عناية طيبة، كما أنهم خدموا جانب الإعراب والنحو خدمة عالية. بيد أنني أحسست بدواعي عمل معجمي يتضمن تأصيلاً منضبًا، وتفصيلاً علميًا، يستوعب كل لفظة قرآنية أصابها إبدال أو إعلال.
لقد وضع السلف قواعد عامة لهاتين الظاهرتين، واختاروا بعض الألفاظ القرآنية، فطبقوا عليها قواعدهم النظرية واختلاف وجهة نظرهم، ولكنهم لم يستوعبوا في تطبيقاتهم هذه جميع ما في المصحف الكريم من كلمات، وإنما اكتفوا غالبًا بالقواعد العامة والأمثلة التي ألحقوها بها، ومن هنا رأيت ضرورة توفر مصنف معجمي، يرصد المفردات التي وقع فيها إبدال أو إعلال على نحو يفصل في مراحل التوجيه الصرفي للكلمة. على أنني
أعترف بأن الدافع الرئيس الذي دفعني إلى هذا العمل هو منهجي الذي اقتنعت به عبر تدريسي علوم العربية، وهو المنهج التطبيقي العملي وتقديمه – من حيث العناية والاهتمام – على العرض النظري للأصول في أوجه الدرس التعليمي.