المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وصف مصر رواية حقيقية من واقع المعتقلات المصرية - ويوميات


AshganMohamed
01-09-2020, 06:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وصف مصر رواية حقيقية من واقع المعتقلات المصرية - ويوميات
- الفصل الاول
كتبه ابو مالك الفلسطينى محمد شعبان محمد حسنين
صحفى وباحث منح حق اللجوء السياسى بلا وطن فى الدانمرك سلمته
ISI باكستان مخابرات
صفقة لنظيرتها المصرية 13/11/2005 ولا زال رهن الاعتقال بمصر
حتى فرج الله عنا وفررنا من المعتقلات اثناء احداث ثورة الغضب المباركة
الاهداء
الى شهداءنا الذين سقطوا تحت وطأة تعذيب الطغاة ولابواكى لهم والى شهداء الثورات العربية – فى تونس مصر وليبيا وسوريا واليمن والجزائر والمغرب - الذين ضحوا بأرواحهم ولا بواكى لهم
التصدير
من عزلة السجن الى قسوة الطغاة ذكريات تزدحم وتموج فى رأسى خليط من الاحزان والالام والافكار يرفض ان يضمحل او يتوارى او يكون مجرد ذكرى عابرة تنسى مع الايام " فالسحون فى مصر اكوام بشرية مختلطة بالحشرات والقاذورات والمخدرايت والامراض والقهر والتعذيب وحسبنا الله ونعم الوكيل

أقوى من الموت

أيها المحكمون اصفاد قيدى فى سجون تحكى بطون القبور
لم تقيد سجونكم غير جسمى فلـروحى مدى الفضاء الكبير
وبشعرى تحدى ركاب الليالى ولفكرى ينداح عمر الدهور
أنا صوت الضمير يجهر بالحق فيصغى إليه كل ضمير
وأنا ثورة على الظلم تجرى فى دماء الاحرار وقد السعير
فليكبل حديدكم جسمى الفانى .. وأهون بذا التراب الاسير
فلحريتى بفكرى وشعرى مسرب النور وانطلاق الاثير
سيظل النهار أقوى من الليل وإن غام عابس الديجور
فادلهمى ياحلكة الظلم ظلما موعد الصبح فى الهزيع الاخير
أيها التائهون فى ظلمات الظلم عن بسمة الصبح المنير
أيها الضاغنون حقداً على الشعب وغلاًيخفى بذات الصدور
أيها الفارغون عن كل ناب ماطوت سمه أفاعى الجحور
لن تكون الحياة للظفر والناب وقهر القوى وسطو الشرور
لن تكون الحياة للشوك والمحل قفاراً تلظى بقيظ الهجير
لن تكون الحياة للختل والغدر انتهازاً ولا يكبر الغرور
بل ستبقى فى أربع الخصب نهرا دافق الجرى بالعطاء الوفير
وستبقى فى كل ارض وقلب مجتلى فرحة وعرس وسرور
وستبقى للحب والخير والنور ونفخ الشذا وشدو الطيور
جنة ينشر السلام عليها بجناح الامان ظل الحرير
وستبقى الحياة أقوى من الموت والطغيان وابقى على توالى العصور (1)
هامش (1) بتصرف من قصيدة أقوى من الموت للشاعر حسن البحيرى




مقدمة
حقيقة لا يمارى فيها احد ان السجون المصرية انغلاق يرفض التفتح ولا يعرف التمييز او التطور فهى قبور لاحياء تجمع الاضاد ، ما بين عقلاء وابرياء واخيار ومظلومين الى جانب السفهاء والاشرار والظالمين والكاذبين والنصابين .. الخ من وسط هذا المكان السىء تناولت القلم لاخط يوميات تعجز بقصورها عن سبر غور الحقيقة , لكنها تتألف فى معظمها عن تفاصيل لقاءات مع هؤلاء المحجوبون عن العالم الرحب , اصف الحياة الصعبة التى يعيشونها كرهاً واجبارا وظلما وعدوانا ! لندرك من خلالهم – محور الموضوع – عن فروق الدلالة لكلمات الحرية والكرامة وحقوق الانسان . انها ليست مجرد كلمات سطحية تقال وفقا لمبادىء واعتبارات المواثيق الدولية , انها اكثر من ذلك , بل هى فوق كل الاعتبارات والمواثيق الدولية , قال تعالى { ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على ًكثيراً ممن خلقنا تفضيلا } انها قضية تكريم الانسان التى يجهلها القائمون على الانظمة العربية خاصة نظام القاهرة !!
وصف مصر
مصر عبارة عن قصعة كبيرة بها كل خيرات الدنيا يقف امامها كبيرهم هذا – حسنى مبارك – وتقف امامه فى الناحية المقابلة من القصعة شجرة الضر – سوزان – التى تبتسم لنهمه وتشجعه على الاضرار بمصر واهلها منذ ثلاثة عقود ، ويقف خلفه بالعرض طابور تنابلة السلطان ثم يليهم طابور من الجنرالات , يأكل حسنى وحده ما فى القصعه ، واذا سمع همهمة من التنابلة القى وراء ظهره قليل من روث حصان شجرة الضر فيتسابقون عليه ليكون من نصيب تنبل منهم , اما اذا سمع اصوات ضجيج تأتيه من الصف التالى للتنابلة وضع تحت ضرسه شىء ثم لاكه فوجده صعب الهرس فألقاه بغضب وراء ظهره ليكون من نصيب احد الجنرالات المتسابقيبن عليه فى الصف التالى للتنابلة – لك الله يا مصر .
وصف مصر – منظومة اعصار وقهر –
القائمون على ادارة السجون والمعتقلات المصرية هم منظومة اعصار وقهر للكبار والصغار على سواء , الكبار من جنرال الى ضابط ذو نجمة واحدة , والصغار من صول بخشبة زرقاء على كتفيه , او شاويش بشريطين او ثلاث او اربع على عضدبيه , ومخبر بملابس مدنية , هم عناصر مختلفة طوعت نفسها فى بوتقة واحدة وانصهرت داخل المنظومة البوليسية , تمرسوا على الالتفاف على اللوائح والقوانين, حيث تقوم مبادئهم على التكالب لتحقيق المصالح الشخصية والاسرية على حساب غيرهم فى المجتمع دون اخلاقيات التضحية بمواجهة المشاكل والصعوبات التى يواجهها الناس او تلك التى يواجهها المحجوبون عن العالم الرحب فى السجون والمعتقلات ومراكز الشرطة فى تعذيب الشعب ! انهم ينظرون الى العمل البوليسى على انه وجاهة اجتماعية وليس خدمة للامة المصرية , من يريد منهم ان يصل الى قمة الهرم التدرجى ليحقق المتعة والاسترخاء والثروة الحرام , فعليه ان يتخطى مجموعة المشاكل من المخالفات والاضطهاد التى تواجه المقبورين وهم احياء سواء كانت بالبطش والتنكيل وملحقاته من سب وضرب وتعسف فى المعاملة من اجل الحصول على الرشوة من السجناء واقتسام طعام الزيارة والهدايا والسجاير معهم , او بفرض اتاوه على بعضهم او القيام على مساعدة سجناء المخدرات الكبار وتوصيل الرسائل بينهم للتواصل مع عتاة الجريمة ومافيا المخدرات خارج الاسوار ولا مانع ان يكون هو ذاته من تجار المخدرات تحميه الوجاهة البوليسية من المجتمع , وعلى منظومة الاعصار والقهر ان يعطوا كله تمام حتى تصل الى قمة المنظومة التتارية القاهرية , ولا يعينيه الفشل مهما كان فشلاً ذ ريعاً او فشلاً كلياً , فالفساد فى مصر مهمته حماية النظام من ويلات الاتقلاب عليه لاجل ضمان توريث السلطة .
وصف مصر- سجن شعب وقبر حرية –
سجن الفيوم فى مصر العليا , اول الصعيد , يضم قسمين : قسم المعتقلين السياسين وهم اخف وطأة من غيرهم فى المعتقلات المصرية الاخرى , حيث ان الاعتقال بالفيوم اشبه بتحديد الاقامة الجبرية .
وهم مجموعات لا تمثل فكراً واحداً , ولا يمثلون اى جماعة اسلامية , وابعد ما يكونوا عن التيار الاسلامى الا قليل منهم فى احسن الاحوال اعتقل بعضهم بسبب تصفحهم للمواقع الجهادية على الشبكة العنكبوتية , او لانه ذو تصور جعله من جماهير 11/9 المعجبين بصور الابراج وهى تحترق – وهو بالفعل مشهد معبر – دون ان ينظر لما خلفه هذا المشهد المعبر من نتائج مدمرة بمشهد الكارثة – (احتلال افغانستان وتصفية الحركة الاسلامية ) فأعجب بالشجاعة المخلصة من الدنيا وبدأ التزامه بحثاً عن من يخرجه من مصر , فمصر قبر وسجن وبطالة ! ومنهم رجال مثقفون واثرياء وشرفاء على علم بالدين وعلم بالدنيا مبادئهم تناطح السحاب وهم قمة لا تقبل المساومة ولا تخون عقائدها , بعضهم تم تسليمه صفقة وبعضهم اعتقل داخل مصر .
وقسم الجنائى به ثمانية عنابر فى كل عنبر 18 زنزانة وعدد النزلاء به يزيد عن اربع الاف سجين وهم ما بين من صدر بحقه احكام او خاضع للتحقيق معظمهم مصريون وافراد منهم من اقطار عربية شتى .
يمر هذا السجن بأحوال من التضييق المستمر على الجنائى , حيث ان الزنزانة سعت اربع او خمسة افراد جرت العادة بحبس ثلاثين او اربعين فرداً بها فلا يتمكن احدهم عند النوم ان ينام كإنسان او كحيوان فهذا مستحيل !!!! لكن بإمكانه ان يكون الثالثة فينام كحشرة ! اذ طول الزنزانة خمسة امتار عرضها اربعة امتار وبابها عرضه متر واحد وهو مصمت تماماً يزن على اقل تقدير 200 كجم من فولاذ خزن الاوراق المالية الصلبة , يلحق بها دورة ميادة تشبه التابوت واقفاً تفصله عن الزنزانة سور غير مكتمل عليه ستار وبه صنبور للمياه .
بناء السجن بالكامل بالخراسانات المسلحة بالحديد الصلب – سقف جدران ارضيات – اما التهوية فيوجد شريط ضيق على الزنزانة بين سقفها والجدار المواجه للباب الحديدى هذا الشريط طوله مترين فى ارتفاع 25سم بين كل 10سم طول عمود حديدى بارتفاع 25سم , وهذا المستطيل مغلف من داخل الزنزانة ومن خارجها بشبك على شكل معينات من حديد الفولاذ الصلب وهى معينات ضيقة تحجب اكثر الاضاءة وتسمح ببعضها . تبلغ درجة الحرارة صيفا ً الى ستة واربعين درجة م
يوتبلغ ذروتها داخل الزنازين الى 100 د م خاصة عند استعمال السخانات الكهربائية لتحضير الطعام وتحضير مشروب الشاى , وهذه السخانات توضع على الفرش .
بكل زنزانة مروحة معلقة بالسقف وشفاط لسحب الروائح الكريهة لكنه كعدمه , فدورة المياه بالحجز ولا يسمح بأكثر من عشر دقائق ما بين استحمام او قضاء حاجة ولا استثناءات لاحد !
يظل هؤلاء المقبورين داخل الزنزانة لا يخرجون منهاالا للزيارة كل اسبوعين ساعة واحدة او نصف ساعة او لتحقيق نيابة او للمحكمة او للتأديب حيث الضرب والاهانة او للتفتيش واحيانا يسمح لهم بالتريض داخل العنابر فى مساحة بعرض ستة امتار وطول 35 م وارتفاع 4 م , مغطاه بالكامل بشبك حديدى من الفولاذ الصلب يلتهب كالجمر من قوة لفح الشمس فيفر السجين من تحته لشدة حرارته , مفضلاً العودة الى مقبرته بالزنزانة .
تفتح ابواب الزنازين 8 ص وتغلق 3.5 بعد الظهر يسمح – رغم منع اللوائح والقوانين – داخل زنازين الجنائى بجميع انواع المخدرات – تجارة – تدخين – استعمال – والحبوب المخدرة – والحقن المخدرة , ويسمح بالانحراف الخلقى والسلوكى والاجتماعى بالشذوذ الجنسى من قلة منحرفة غاية الانحراف الخلقى .
قد يخرجهم البرشام اكثر من الحشيش عن الوعى والادراك فيمزق بعض المنحرفين بعضهم البعض بشفرات الحلاقة التى يحتفظون بانصافها داخل افواههم معظم الوقت بمهارة عالية وجدارة فائقة !!
يومياً يقتاد بعض السجناء الجنائى ليلاً او نهارا عصرا او ظهراً الى التأديب منهم من يلفظ انفاسه من شدة وطأة التعذيب الواقعة عليه ويعلن انه انتحر – فقد صرح احد اباطرة منظومة الاعصار والقهر بالسجن بملىء فيه ان المصرى رخيص جدا وبلا ثمن ! تنتشر الرشوة بلا رقيب وصارت احوال السجن فى ظل سياسة مأمور برتبة كولونيل لا يصلح الا تربى لدفن الموتى جعل السجن اشد وطأة من اى سجن آخر فى العالم لشدة الحرارة وقسوة الاضطهاد وارتفاع نسبة الادمان وانتشار الفاحشة التى تغصب الرب بالاضافة لقلة الرعاية الصحية فتنتشر امراض انفلونزا الخنازير والايدز بالطبع والانيميا ومرض السل والامراض الجلدية بأنواعها وامراض اخرى لم تكتشف بعد مع عدم توافر كميات الثلج وسوء التغذية وقلة الرعاية الصحية .
.فالسجن فى مصر عبارة عن اكو ام بشرية مختلطة بالقاذورات والحشرات والمخدرات والامراض والانحراف والتعذيب والاضطهاد , لك الله يا مصر,والقهر
وصف مصر – منهم , من بعضهم , من معظمهم
ينتقل الحوار المباشر مع المحجوبون عن العالم الرحب الى سؤال : كيف التعامل مع الجائحة التى تعيشونها ؟
{منهم} من قوى تشبثه بالحياة فى محاولة مستبسلة لمقاومة فكرة الموت داخل السجن وقبل الافراج عنهم , ليخرج الى العافية فيتزوج وينجب ذرية فهو يدرك دلالة الحب والحنان والبر والمودة , وعلى الامل الموعود بلقاء الخطيبة الشابة التى تنتظره فى نهاية المطاف .
هؤلاء تسامت ارواحهم بالامل والرجاء معاً ولولا هذا الامل والرجاء لالقى بهم اليأس فى اتون جحيم الادمان .
ابو عمار السورى
بعد شهور يبلغ الخامسة والخمسون من العمر , خطب شقيقة سجين مصرى زميلاً له من قبائل العرب الاصليين ذوو الامتداد القبلى بالجزيرة العربية والشام وفلسطين , وعلى امل الفرج القريب ليتم البناء بعروسه ثم السفر سوياً الى بلاد الشام .
ابو عمار يعمل فى كافيتريا المحجوبون عن العالم الرحب يوزع عليهم فى مقابرهم بالعنابر بعض البسكويتات والسندويتشات والمرطبات والثلج مقابل الثمن نقداً , والذى يوضع فى ميزانية السجن ثم يصرف ريعه دعماً لرواتب الضباط دون الجنود او الصف او الموظفين او السجناء !
غاب عن ناظرى ..... فافتقده لايام ! فى صباح السبت لقينى زميله محمد : ابو عمار فى المستشفى ! هرولت لزيارته , لم اعرفه !
فى اسبوع واحد زاد سنه سبعين سنة اخذ الشيب رأسه كله مع لحيته القصيرة , تقلص جسده وضمر , سكن حراكه , شحب لون الوجه وخطف كأنه جمجمة سقط عنها اللحم او كاد يهترىء , جحظت عيناه وكاد الصوت ينقطع !
- ماذا دهاك ؟
اخبرنى همساً منذ اسبوع عاقبه ضابط المباحث والقى به فى زنزانة التأديب ليومين , لم يراعى كبر السن وقضاء عشرون عاما ًسجين ظلم فى ظلم , نصف رغيف طعامه اليومى هناك, زنزانة التأديب قبر صغير ملتهب , لا انارة , لا مراوح , لا اضاءة , لا دورة مياه , لا يسمحون له بالملابس سوى شىء صغير يكاد يستر العورة حتى لا ينتحر ويشنق نفسه بملابسه .
خرج من التأديب والقهر يأكله , نقلوه الى عنبر 10 دون اغراضه ودون مساحته فى النوم فى عنبر 3 , فسجين قضى عشرون عاماً ، مساحته فى النوم نصف متر عرض فى طول 180سم ينام فيه ! وتعلق اغراضه بعصفورة – حبل يتدلى من السقف ممسك بخشبة من وسطها معلق على طرفيها من الناحيتين بالتساوى متاع يسير للسجين – ادخلوه زنزانة بها ثلاثين رجل من المعدمين , يستمر فى بيان وتوصيف الحالة : يا رجل , لا اكل لا شرب لا ملابس , لا احد يزورهم ليطعمهم , لا مكان لنومه سوى قبضه يد واحدة فى طول 160سم , ومنعنى من الخروج من الزنزانة او الخروج للعمل فى الكافيتريا !
- يخبرنى انه لم يذق طعم النوم منذ ثلاثة ايام , ولا طعم الخبز سوى الماء !
ويصف ليلة الامس , فيقول : عشية البارحة تناولت قلم وقرطاس لاخط رسالة الى الضابط اعاتبه واستعطفه وبعد ان سطرتها قرأتها وبعد ان قرأتها أخذتنى عزة النفس , تذكرت من انا ومن هو ! حزنت على حالى , فمزقت الرسالة , فلن استدر عطف خرتيت سمين وطفل كبير مدلل , وهذا قدرنا دهس كرامتنا فى العالم العربى !
يسترسل همس الحديث : ازدادت بى الالالم وانا ارمق بنظرى زملاء الزنزانة , دارت بى رأسى دوران لا يتوقف , ارتعشت قدماى وساقى رعشة لا ارادية , زاغ بصرى , حاولت اصيح أواصرخ ، إنحبس صوتى ،إنفرط قلبى من الحزن والاسى ، وسقطت دون أن أعى اننى إرتطمت بأجساد زملائى ، الذين تلقفونى وصرخوا هم حولى ،و لم أشعر إلا بوجودى هنا من الثالثة صباحا حتى الان!
احضرت له قطوف من ثمار العنب وكان بجواره كيس حليب واحضر له آخر وجبة الكوسة المصرية .
فأكل وشرب , ثم حملوه الى سيارة الاسعاف ليغادر الى مستشفى المدينة !
سألت المختص عن مرض ابو عمار, قال : جلطة فى القلب !
فى اليوم التالى , اتابع اخباره بعد رحيله , تصلنا رسالة : ادعوا لابو عمار : ساءت حالته الصحية وادخلوه غرفه العناية المركزة .
فى نفس الوقت يتابع المحجوبون عن العالم الرحب تنقلات الضباط , لتعلن الاخبار الغير سارة : ترقية ضابط المباحث الى رئيس مباحث، وبقائه فى السجن على جثة ابوعمار السورى !
إن لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا فى مصيبتنا واخلفنا خير منها .
واستوى خير وشر واستوى رفض وصبر واستوى ليل وفجر واستوى امن وذعر !
{ اما معظمهم } : فيرى الحياة مبادىء تافهة ورواية هزلية لا تستحق الحفاوة , ويصورون لانفسهم عنها حقائق يكاد يستريحون اليها ! يصدقون امانيهم بالشائعات حول افراجات العفو التى قد تشملهم , ونسبة تصديق الشائعة فى نهاية الامر ليست كبيرة .
ماهر و قرنى
يؤكد التزامه بالرجولة والتزامه بالكلمة التى يعطيها , قضى عشرون عاماً فى السجن ومتبقى له مثلهم , الا انه يفقد حس الوعى الوطنى , فالسجن منحه رصيداً لرفض الانتماء يخوض به صراع مستمر لرفض الواقع , مما جعله يصور لنفسه حقائق يستريح اليها , حين يصرح فى زهو وشموخ : انه لا ينتمى الى هذه الارض !
فكبيرهم سمسار اوطان وقليل من اهلها الصالحون , معظم اهلها خونة , كذابين , نصابين , تجار مخدرات , لصوص
ينسلخ ماهر بذاته من بينهم مادحاً نفسه : لكننى لا اؤوذى احد !
- كيف ؟ وانت تبيع الحشيش والبرشام فتؤذى سجناء كثير بتعاطيه وتأكل الحرام
ينظر الي شذر مذر , ويصيح مثنياً علي ومعاتباً لى : انت رجل , ليس لى صديق فى السجن ائتمنه على سرى غيرك لكنك تسخر من تضحياتى عندما تبالغ فى تأنيبى , من فضلك : افسح المجال قليل امامى فى تحصيل اكل العيش , فالمتاح فى اراضى السجون المصرية وذو مكسب سريع هوالابيض والاسود
فهل عندك حل آخر ؟
يؤكد ماهر ان شقيقه قرنى سجن منذ عام فى قضية سرقة ونصب بالاكراه وسجنت معه شريكته – زوجته – ميمى فى سجن النساء , وله اخوان اخران هما حسام وحسين وله شقيقتان هن نور وداليدا بأطفالهن فى الحرية , تبدلت بهن الايام , فأحوال مصر تدهور بسكانها والفقر يزداد .
ماهر يساعد عائلته ويرسل لهم من داخل الاسوار دراهم يتقوتون بها تعينهم على العيش , خشية ان يقفز شقيقه حسام الى داخل الاسوار فى عشر جرامات بانجو , او يقفز حسين كما قفز قرنى قبله فى سرقة بالاكراه الى داخل الاسوار او تقفز داليا ونورهان الى سجن القناطر كما قفزت قبلهما ميمى زوجة قرنى فى قضايا أداب و سرقة ونصب الى سجن النساءبالقناطر
فلا حرية لجائع , لانه قد يبيع حريته مقابل كسر الجوع بل قد يبيع اغلى من ذلك دينه وعرضه مقابل كسر الجوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {{ اللهم انى اعوذ بك من الكفر والفقر }}
- ماهر : اريد اساعدك , فأنت معتقل سياسى , لكن عاهدنى اذا تنفست الحرية لا تتركهم يدهسون كرامتى عشرون عاماً قادمة .
فبعد ان حطموا شباب ماهر فى رحلة السجون , قلبه يلعنهم ولا يملك سوى ابتسامة الغضب فى وجوههم لكنه يريد ان يتحرر من القيد ليبحث عن اصالته , لعله يسترجع مقومات شخصيته الوطنية وعراقته وسط عائلته واسرته ومجتمعه .
قلت : اعاهدك فأنت جزء من مأساة شعب تدمره حكومته , وعليك ان تثق في , فأنا انتمى الى ارض معظم اهلها اوفياء صالحون قليل فيهم الخونة وسماسرة الاوطان ثم داعبته بلغة لم يسمعها من قبل فى حياته
هر جند كنه كرم بسيار كنه دارم
أمن تو تكذارم بخشا بكرم يارب
هر جند تيه كردم بيوسته كنه كردم
جملة ز سفه كردم بخشا بكرم يارب
ماندم زهمه وابس كيرم كيه تيرزم خس
جوت جزتو ندارم كس بخشا بكرم يارب
ضحك ماهر بصوت مرتفع : أنت بتتكلم بلغة عجمية مشقلبة !
- قلت اترجم لك المشقلب نمن الفارسية الى العربية :
مهما يكن من عملى من ذنب وعندى ذنوب كثيرة
فإنى لاأفقد الامن منك فاغفر لى من كرمك يارب
مهما يكن خطئى وقد أقترفت الذنوب دأئما
فإنى فعلت ذنوبى جميعا عن سفه فاغفر لى من كرمك يارب
لقد تخلفت عن الجميع فخذ بيدى فإنى لاأساوى شئ
فليس لى سواك معين فاغفر لى من كرمك يارب
فردد ماهر فى لحظة حضور روحانية تذكر فيها قدرة الله على كل شئ قائلا مرارا فاغفر لى من كرمك يارب
.
{بعضهم}
توارى عنده البعد الدينى خلف الاسوار وظهرت عليه سلوكيات تتنافى مع الدين ومع الخلق القويم , ظاهرة سب الدين الفحش , النصب والاحتيال , انهيار جدار الثقة , الكذب بلا حدود , اما اكثرها نذالة فقدان الرجولة وادعاء البطولة , هؤلاء ارتكست فطرتهم فحياتهم غباء فى الادراك وارتكاس فى التفكير , تلعنهم الارض والسماء لفرط شرهم , فهم من بيئة موبوءة بمرضى النفوس والضمائر , ونموذجهم الاكثر ثقافة لواء طيار سابق بالجيش المصرى مهرب أثار واستاذ بالجامعات المصرية !
اختفاء الدكتورة ن
فى سجن الفيوم , ضاعت عناصر الشخصية الاصلية تحت غطاء الوجاهة العلمية , بداية 2009 تعرفت على ( ن ) استاذ بكلية اقتصاد وعلوم سياسية , يقضى عقوبة سلسلة جرائم ( زنا , تزوير وثيقة زواج , شيكات بلا رصيد ) مع زوجته ( ن1) استاذة بكلية طب القاهرة .
بداية اكد تعرضهما للاضطهاد ومع حشرجة صوته تساقطت قطرات الدمع من عيناه ! واقنعنا والتأثر بادياً عليه بتلفيق قضاياهما من المخابرات المصرية !
فواسيته , واصطحبته لزيارة عنبر المعتقلين السياسين , اطلعته على دراساتى السياسية العلمية - كنت اعدها لنيل درجة علمية فى العلوم السياسية من احدى الجامعات خارج مصر – الح علي لاسمح له بالاشراف العلمى على دراساتى , فقبلت .
جائنى يؤكد اتصاله الهاتفى بـ ( د . ع ) استاذة العلوم السياسية بالقاهرة , وانها وافقت لتكون مشرف ثانِ على دراساتى – السجناء يستعملون الموبيل – قال ( ن ) انها مصابة بحالة شلل نصفى مفاجىء بعد سجنها فى القناطر مع زوجته ( ن1 ) , وقد تخلى عنها ذووها وبدأ يجمع تبرعات من المعتقلين لعلاجها – بزعمه – ثم حصل على قروض مالية لسداد كفالتها وكفالة زوجته !
قبل اطلاق سراحه اخذ دراساتى يراجعها فى عنبر الجنائى حيث اقامته , ثم فاجئنى باعطائه دراساتى لشقيقته ( ن2 ) استاذة كلية العلوم جامعة بنى سويف اثناء زيارتها له فى السجن لتسلمها الى ( د . ع ) لمراجعتها – بزعمه -! بعد ايام اطلق سراحه مع زوجته ( ن1 ) من سجن النساء بالقناطر فى ديسمبر 2010 .
اتصلت بشقيقته ( ن2 ) تأسفت جداً من فعله ! اما هو فقد اغلق هاتفه , واتصلت بزوجته ( ن1 ) وعددت برد الدراسات وسداد القروض وزعمت سفر ( د. ع ) وقالت لا داعى للتصعيد .
اتصلت على ( د . ع ) بالجامعة فوجدتها -لم تسافر - فراسلتها برسائل وافية عن الحادث على هاتفها الشخصى , فوجئت انها ضحية نصب كبرى – بأسمها – من استاذ الجامعة (ن) ومن زوجته استاذة طب القاهرة (ن1) .
التقيت بسجين مخضرم بأحوال النصابين المثقفين فى مصر , فقال ساخراً [ زخم فضائح النصابين فى مصر يعمل تحت شعار القانون لا يحمى المغفلين فالقانون يحمى النصابين ] !
تقدمت للجهات المعنية بملخص دراساتى وخطة البحث لكتابى المسروق : بعنوان سلسلة مسيرة امة الجزء الاول باكستان وافغانستان طريق واحد .
الجزء الثانى : الحركة الاسلامية بكل فصائلها دراسة تحليلية
الجزء الثالث : دستور دولة الاسلام منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظامه السياسى على اساس متين بحرية العقيدة وحرية الرأى وما قررته وثيقة المدينة المنورة من حقوق .
والى هنا , انتهى الموضوع وتاه ! فهل اصبحنا نعيش فى غابة : عافنا الموت وعافتنا الحياة !
.خطة بحث مسيرة امة
أهمية موضوع الدراسة انه يبحث فى عوامل إقامة الدولة الاسلامية وإمكانتها على ارض الواقع والخصائص التى تفرد نظام الحكم الاسلامى عن غيره من نظم وقوانين وتشريعات من وضع بشر ، كذلك البحث فى الخصائص التنظيمية والفكرية للجماعات الاسلامية - خصوصاً من كان له نصيب مشاركة فى المشروع الافغانى ، مع تفاصيل أكثر عن حركة الاخوان المسلمين فى مصر وعن تنظيم القاعدة وحركة طالبان قبل 11\9 وبعد سقوط كابل فى قبضة الاحتلال الاميريكى .
الجوانب الاقتصاديةوالسياسية والثقافية لافغانستان وباكستان وطبيعة الاوضاع الداخلية والخارجية لهما ، طبيعة المنطقة القابلة لتدويل الصراع وإمتداده وطبيعة المرحلة التى تمر بها بلاد المسلمين - فى منطقة غرب أسيا ومنطقة الشرق الاوسط (تحدياتها وظروفها )- ففيهما بزغ صعود التيار الاسلامى بقوة فى ظل متغيرات حددتها طبيعة الصراع- بعد11\9 - بسبب الإجرأت العنيفة والعدوانية والسريعة التى تنفذها قوات عسكرية صليبية يهودية لإحتلال بلاد المسلمين بمجرد طبخ القرار الدولى وفقاً لرؤية واشنطن وأوروبا الغربية - تحت مظلة مايسمى بمجلس الامن والشرعية الدولية !
كذلك تعرضت لدور التنصير المرتبط بالاستعمار فى المنطقة المشتعلة بمخططات التقسيم والصراعات الداخلية وطريقة الاستفزاز ممن لديهم أجندة خاصة من عصابات كنيسة الارذوثوكس تتحرك وفقاً لأحقاد الإستعمار ، بتغيير يطرأ على المجتمع المصرى بهستيريا بناء الكنائس - فضح مخططاتهم ، توجيهات لإجهاضها ، كيفية مواجهاتها إذا إنتقلت إلى طور قتال حرب عصابات مسلحة -
ثم إنتقلت للتعرض للشكوك والريب حول مايسمى حوار الاديان وخطره على العقيدة الاسلامية لأنه يعنى إزالة الفوارق بيننا كمسلمين وبينهم كيهود ونصارى ، وملل الكفر الاخرى من الوثنيين ..الخ ،فإذا زالت البراءة من المشركين أقر الكفر والشرك ، ثم عرجت الى السياحة فى مصر وخطورتها على المجتمع من الناحيتيين السلوكية التى تتنافى مع اخلاق وقيم المسلمين وخطورتها الاجتماعية ، وانتقلت الى القضية الفلسطينية واهميتها عند المسلمين خاصة الحركة الاسلامية وانه لامحالة سيتجمع التيار الاسلامى فى بيت المقدس وفقا للنصوص الشرعية والمبشرات النبوية وانه لامحالة سوف يتغير وضع اليهود فى المنطقة ولن ينعموا بأمن أو إستقرار .
كنت أهدف من وراء هذه الدراسة ، أن أقدم للبحث العلمى - فى عصر المعرفة - مساهمة ، مستمداً من توفيق الله تعالى لى وجهاً للدرس والتحليل فى تقديم مادة على أسس علمية تحوى بعضاً من عناصر ثقافة الامة الاسلامية - حضارتها وثراثها الفكرى - بطرح أحاول فيه ان أضع تصوراً قريباً من الصورة الحقيقية لما عليه الواقع الافغانى والباكستانى وفهم خصائص الصراع السياسى والصدام المسلح فيهما وكيفية المعاجة .
أردت تقديمه بعد تغطية جوانبه ليؤخذ بعين الاعتبار من قبل التيار الاسلامى - الجماعات الجهادية - التى قدمت الكثير من التضحيات والدماء والاموال للمضى قدما نحو المشروع الحضارى الاسلامى مستفيدين من أخطاء الماضى لتفاديها ، كذلك أردت تقديمه ليستفيد منه المهتمين والمتابعيين للآحداث فى المنطقة ولتحقيق تلك الرغبة حاولت إتخاذ منهج علمى مما توافر لدى ، وفى نفس الوقت ملتزماً المنهج الاسلامى والتاريخى .
فإتباع المرحلة التاريخية فى معرفة فترة الاحتلال السوفيتى لأفغانستان وأثره على باكستان وأثره على الحركة الاسلامية وماترتب عليه ، كذلك معرفة فترة الاحتلال الاميريكى لأفغانستان وماترتب عليه من سقوط دولة طالبان فى كابل وتأثيره على النظام الباكستانى فى اسلام اباد .
فأفاد المنهج التاريخى فى بحث أثار الاحتلال ومستقبلله فى المنطقة والقوى السياسية التى تشارك فى المؤامرة على افغانستان ومستقبل الجماعات الاسلامية ودورها الهام فى صناعة الاحداث فى المنطقة .
وأما إتباع المنهج الاسلامى فقد أفاد فى معرفة الاسس العلمية والشرعية التى تقوم عليها الدولة الاسلامية منذ بدايتها التاريخية بالهجرة المباركة لسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة ودستورها المكتوب - المسمى بالصحيفة أو الوثيقة أو الكتاب - وماقام عليه إقتصاد دولة المدينة من خلال تنمية وتطوير مواردها المتاحة مع سد الذرائع المفضية إلى أى معاملات ربوية .
وأفاد المنهج الاسلامى فى معرفة خصائص الدولة الاسلامية ومايميزها وماتنفرد به عن غيرها ،إنها ليست دولة ثيقراطية - أى دينية - تقوم عليها الكنيسة ورجال الدين من كهنوت وقساوسة ادعوا حق العصمة والتشريع والتحليل والتحريم بأهوائهم فأفسدوا الحياة فى أوروبا ، كما أنها ليست دولة أرستقراطية الحكم فيها لطبقة النبلاء والاشراف وأبناء الصفوة ، وليست دولة ديمقراطية الحكم فيها للشعب وليست دولة ديكتاتورية تعتمد سلطات حكم الفرد الاوتوقراطى ، إنها دولة الاسلام الحكم فيها لله دولة العدل والانصاف .
وأفاد المنهج الاسلامى فى معرفة دور المرأة المهم فى الاسلام وتكريم المرأة وتعليمها وأهميه نقابها وتعليمها لحفظ الاسرة والمجتمع ، وا ن المرأة المعاصرة التى إتخذت طريق السفور والعرى ومنهن الكاسيات العاريات ، ماهن إلا سلعه رخيصة
وأفاد المنهج الاسلامى فى الحكم على النظام السياسي لدولة طالبان أنه لم يكن نموذج للحكم الاسلامى بحال ولم تكن طالبان بما كانت عليه من تخبط دولة إسلامية بحال ! وأفاد أيضاً فى تحليل النظم السياسية لدول الجوار الافغانى - باكستان وايران - وموقف الاسلام منهما ، بأنهما أنظمة حكم طائفىية بعيدة فى عقائدها عن الاسلام وفى شعائرها وفى سياستها ، أى انهما أنظمة تمثل خطورة على الاسلام كخطورة اليهود فى المنطقة أو أشد .
كان وراء عملى ذلك فى خطة البحث سببه عدم توافر مراجع إقتصادية وثقافية واجتماعية وسياسية عن باكستان وافغانستان ، فاستعنت بالله وبذلت أقصى جهد فى جمع المعلومات اللازمة مما توافر لى من مكتبة المعتقل المتواضعة ومن المسموح به للمكتبة الشخصية ، ومعتمدا فى جمع بعضها المهم على دراساتى السابقة ومعايشتى كباحث وصحفى أقام إقامة شبه كاملة لعقد من الزمن متنقلا بين افغانستان وباكستان فى تلك الفترة قدمت العديد من التقارير والمقالات السياسية والتحليلية والدراسات الخاصة عن المنطقة وإن كان معظمه مترجما عن أصوله البشتونية والفارسية والاردية والانجليزية ، إلا أن كل هذا لم يتوافر لى أثناء عملى بالبحث والدراسة بسبب الظروف القاسية والمشددة بطبيعة الحال للسجن والاعتقال وإن كان أثره بدا واضحاً فى تحليلاتى السياسة للوضع الافغانى والباكستانى ومعرفتى عن قرب بأصول اللعبة فى القضية الافغانية من خلال أصدقاء ولقاءات بشخصيات منهم المتحدث الرسمى باسم دولة طالبان عبدالحى مطمئن ومنهم حامد أغا المتحدث الرسمى لحركة طالبان عام 2003 وكان وزير ثقافة دولة طالبان فى كابل باسمه الحقيقى ( ثقة الله جمال )وأخرين من الشخصيات المؤثرة فى الاحداث وفى الميدان كانت تربطنى بهم اخوة الاسلام ولهم سبق ومشاركة فى المشروع الافغانى منذ بدايته
اماالصعوبات التى واجهتنى أثناء عملى فى البحث والدراسة مصادرة بعض الفصول وبعض الارشيف وبعض الهوامش أثناء التفتيش على المعتقلين - بمعتقلات استقبال طرة ومعتقل ابوزعبل شديد الحراسة - ثم تمزيق الاوراق بعد مصادرتها ، ارسال بعض فصول الكتاب من الجزء الثانى - عن فكر واستراتيجية الاخوان فى العمل السياسى ، والحصاد الامر فى مسيرة العمل الاسلامى ، وعن افغانستان - الى صحفين غبر وسطاء ولم يتم النشر او اعادة الاوراق مرة اخرى ولزم الصمت ، سرقة بعض اوراق الدراسة من قبل مرشدين للمضايقة والاستفزاز ، أما أكثرها صعوبة وأشدها إجراماً سرقة الدراسة كلها بأجزائها الثلاث من المشرف العام ( د. ن ) ، أما أكثر المواقف تحدى والامل فى الله تعالى اننى سوف أسترد دراستى وابداعى الذى سرقه _ ليتدقدم به الى الى جهات بحثية على انها دراساته وابداعه او لجهات خاصة ذات اهتمام بالموضوع ... !
واحتسب عند الله تعالى عملى هذا ، فلله الحمد كل الحمد وله الشكر كل الشكر ومنه سبحانه وتعالى التوفيق وإليه يرجع الامر كله – بحمد الله وتوفيقه تم نشر الجزء الاول من الدراسة بالنت بموقع الشيخ حامد العلى بالكويت
{ منهم } من شد الرحال على المطايا للسفر الآخير انطلاقا من غر فة الاعدام رافضاً قيم الحياة الكريمة التى تمنح الانسان افقاً واسعاً للمستقبل الاكثر روعة واعظم جلالاً .
إعدام التحييوى
عاش صراع منهك وراء كل خطوة يخطوها عدواً يترصد له , فلم يجد وسيلة للبقاء سوى الصراع المضنى , يواجه بسلاحه اعدائه واصدقائه , لا يفرق بين قطع الطريق وبين السرقة بالاكراه حتى اصبح مسجل خطر وكان على لقاء بالعالم الآخر .
اما جولته الآخرة فى صراع حياته بعد ضبطه متلبساً بجريمته كانت هى السجن , كرد فعل طبيعى لجرائمه الى ان يحين الاجل المحتوم ويوضع فى الحفرة الموحشة , فلا نجاة له من الجائحة التى يمر بها الا الفرار منها الى الموت فقد اثمر سعيه الخبيث ثمرته وفى ذهول المباغته – وهو واجم غير مصدق انه قد شلت حركته واصبح اعزل من كل سلاح فى جعبته – سيق الى غرفة الاعدام .
مضى يتابع فى صمت بيان قرار الموت شنقاً فقد حان وقت القصاص ولم يعد فى مقدوره ان يدافع عن وجوده وهو يشاهد بأم عينه مولد جائحته الاخيرة وسط جمع حوله يحتفل بشنقه نتيجة تركته المثقلة بالمآسى والمشحونة بالفواجع , فكان البلاء به شديداً , فخارت قوته وغشيه الدوار ووسط لحظات صمت مهيب , وفى وقت السهر فى الجزء الآخير من الليل أخذته المفاجأة !
وتم رفعه بحبل المشنقة فتدلى جسده مهتزاً لا تصل قدماه الى الارض فى رقصة لم يرقصها من قبل مودعاً بها محنة العيش , فقانون الموت شنقاً نافذاً عليه منذ ان وطئت قدماه بوابة الحديد !
تمر بنا جنازته وهو مسجى فى طريقها الى مثواها قبل الاخير فى الحفرة الموحشة فى باطن الارض , فنقف لنلقى عليه نظرةً عابرة وأخيرة ! بعد ان غيبه الموت عنا واذن له بالرحيل دوننا الى عالم آخر انطلق اليه مسرعاً بمجرد مغادرته سطح هذه الارض الى بطنها .
فالموت اسدل الستار على قصة حياته فى غرفة الاعدام , فلا خلود تحت السماء لحى (( اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروجاً مشيدة )) النساء : 78 .
- حياة المحجوبون عن العالم الرحب حياة رتيبة ،حبث انها مواجهة مع الخزى الاجتماعى والافلاس الاقتصادى وانعدام الامن -فوجبات التعذيب والاهانة تهدف الى تسعير حياتهم وتتعلق هذه الوجبات بقدرة المؤسسة البوليسية على المواجهة فى قى وجه سجناء تجردوا من كل شئ واصبحوا غير قادرين عن دفع الظلم عن انفسهم ، إلا من اتسم منهم بالمجازفة ، ولاعليه ان لقى حتفه فى مواجهة غير متكافئة ، ليسقط فى بركة من الدماء وكأن لسان حاله يردد
أظمأتنى الدنيا فلما جئتها مستسقياً أمطرت على مصائبا
نبيل محمد عصمت
قصة نبيل تثير الشجون ، فهو شجاع يرفض الظلم الاجتماعى ويرفض العمل مرشد ويدفع عن نفسه غشم الشرطة بسلاحه ، فأعتبرته المؤسسة البوليسية خطر على الدواعى الامنية ، زارته ابنته الوحيدة فى - سجن القطا -وبعد ان ودعته وانتهت الزيارة دهستها سيارة مسرعة على بعد أمتار قليلة من بوابة السجن ، اصطحبه ضلبط الامن لخارج السجن ليودع فلذة كبده -والى الابد - ،تمر عليه السنون وهو صابر ليلتقى مع الشيخ عبود الزمر فى سجن دمنهور - فيخدم الشيخ - فهو يحب عبود ، ويرى فيه الرجل الامل لمصر قائدا وزعيما ، يقول نبيل انهم حاولوا تجنيده مرشد لاستثمار شجاعته ، فأبى واعتبرها اهانة واخذته حدة فى الحديث معهم ، فأطلقوا عليه كلب بوليسى متوحش ، فتصارعا فنهش الكلب يطنه حتى تدلت امعائه وقضم اصباعين من كفه الايمن ، التقيت به وانا ازور المرضى فى مستشفى السجن وكان قادما لتوه من سجن دمنهور لتلقى العلاج ،رأيته يدخل امعائه فى بطنه كلما سقطت فالجرح غائر وكلما تناول القليل من السوائل او العسل يخرج من الامعاء ,
استمعت لمأساته وأعجبنى رباط جأشه وفروسيته وطلبه الحق فى العلاج ورفضه الركوع لاطباء البوليس ، فأحضروا له القوة الضاربة وبأمر من الكولونيل المعقد مأمور سجن الفيوم الذى لا يصلح الاتربى لدفن الموتى ألقوا به فى عربة الترحيلات ليغادر الى اخر نقطة فى مصر وهى سجن الوادى الجديد ، لتسؤ حالته فى سيارة الترحيلات فلا تصل السيارة الى محافظة المنيا إلا وهو فى حالة يرثى لها وتنقطع اخباره عنا ، سوى من خبر يصرح صاحبه يؤكد انه لقى حتفه على بعد أمتار من بوابة سجن المنيا ولقى مصير فلذة كبده وبين قائل أن عناية الله تداركته ولازال يتلقى علاج ويتحسن ببطء بعد ان أصيب بمضاعفات ، لك الله يامصر
{ ومنهم } من يؤكد تعرضه للخطر , فبعد مغادرته الحرية تطارد الجائحة استقراره الاجتماعى وتهدد أمنه وامن عائلته
المرشد
السجن فى مصر مثار للشكوك والريب , بل هو ارض النميمة , حين يلقى المرشدون بذور الفتنة فتنبت كل خبيث من العداوة والبغضاء والالالم والشقاء , تعتمد عليهم المنظومة البوليسية اشد من اعتمادها على الكلب البوليسى , وولاء المرشد له سببه الجائحة التى يمر بها وعدم الاحساس الواعى بظلمه لغيره , دون مقابل من المنظومة البوليسية سوى منحه بعض الميزات من نوعية اقل بكثير من تلك التى تمنح للكلب البوليسى فهو حقير فى اعين من يستعملونه ,وكان لزاماً على من عرف مرشد بيقين ان يتحفز لاتقاء الخطر فى مواجهته , محاولتةً لاجتثاثه من الزنزانة حتى لا يستفحل شره ادراكاً منه لابعاد نفسيته الشريرة ومهمته العدوانية فى هدم غيره , فيحاول دفع شره عن زملائه متحملاً ادنى مفسدة بوضعه فى زنزانة التأديب حتى يتم تغريبه الى سجن آخر او بقائه دون تغريب .
تبدأ محاولة الدفع بمنتهى الحرص والحذر , بأن يسحب بأطراف اصابعه من تحت لسانه نصف شفرة حلاقة – يخفيها فى فمه – قبل ان يسحب المرشد شفرته , ثم بسرعة البرق يهوى بها على وجه المرشد يضربه احدى عشر ومئة (111) فيعرف بهذه المثلى فى وجهه انه كلب بوليسى يكون بها عبرة لغيره ومن هنا يبدأ فقد الاستقرار والامن الاجتماعى
ومنهم
إن توضيحى لمعاناة السجناء الجنائى هو توصيف متسق مع سلبية ادارة السجن وقد سبق ان التقيت بباحث فى مكتبة المعتقل موضحا له معاناة الجنائى فى السجن ، وعلى أثر ذلك التوضيح هددنى مأمور السجن بالغدر وبدأ ممارسة سياسة الاضطهاد ضدى كسلوك وحيد يتبعه فى لى الاذرع وتكميم الافواه لمن يتكلم عنه شخصيا بالسلب أو يتعرض الى إدارته الفاشلة ويتحدث عن تجارة المخدرات فى السجن ومن ورائها لأوضح الحقائق التالية: :
تربى برتبة كولونيل
مأمور السجن لايستغل الامكانات المتاحة بطريقة مثلى فى تطوير سجناء الجنائى بعيدا عن الضرب والسب والتأديب حتى فقدوا معنى الانتماء الى الوطن ومنهم من صرح انه سوف يخرج ويعمل مع اليهود ضد هذا النظام وضد مصر بعد الذل تعرض له فى سجن الفيوم .
أن المأمور - كمسؤل- لايدرك الابعاد الاجتماعية والمالية السيئة لعوائل السجناء الجنائى حينما يقوم - رغم اللوائح والقوانين- بمنع معظم زيارة السجين - زيت ، سكر خبز يابس ، سجاير ، لحم مجفف ، ,غيره ويسمح بالقليل ، هنا يضطر الزائر الى الى الدخول لموعد الزيارة تاركا خلفه - الممنوع بأمر التربى مأمور سجن الفيوم - ليسرقه الشاويشية والمخبرين - بعلم الادارة - دون أدنى ردع ، وهذه معظم شكاية الجنائى للمعتقلين السياسين عندما نلتقى بهم فى أروقة السجن
إنهم يسلكون مسلك إختراق القوانيين واللوائح - إذ أن المأمور واللواء قائد منطقة سجون وجه قبلى سابقا ومدير مصلحة السجون حالياً لديهما إطلاع شامل عن تجارة المخدرات وتعاطيها فى سجن الفيوم ، لكنها تجارة استراتيجية وخط احمر غير مسموح بالكلام عن كيفية دخول المخدرات بهذه الكميات الكبيرة الى السجن وتداولها والتجارة فيها - رغم التفتيش الدقيق ، ومنع معظم زيارة السجناء الجنائى وسرقة زيارتهم من حراس السجن - صحيح هناك بعض الزائرين يتم القبض عليهم وهم فى محاولة لتهريب بعض المخدرات الى السجناء لكن هؤلاء كبش فداء وستار لمن يقف خلف تجارة المخدرات وتهريبها داخل السجن و الامر لايحتاج كثير ذكاء لمعرفة من خلف تجارة المخدرات الاستراتيجية بسجن الفيوم حتى فبراير 2011 وهو اخر ايامنا فى المعتقل بعد ان قامت طغمة السجن بقيادة اللواء مدير منطقة سجون وجه قبلى اللواء نزيه جاد !!!!! - مدير مصلحة السجون بعد الثورة – !!!!– وكان مكتبه الدائم فى سجن الفيوم ويتواجد فى مكتبه بصفة شبه يومية بسجن الفيوم !! والكولونيل المعقد الذى لايصلح الا تربى لدفن الموتى - التربى محمد عبدالسلام - باوامرهم قاما اتباعهم بحرق السجن والفرار منه وتركوا بوابة السجن مفتوحة على مصراعيها ثم ان امروا حراس الابراج من جنود الامن المركزى ان يمطرونا بمئات القنابل المسيلة للدموع من فوق ابراجالحراسة بالسجن وفتحوا ابواب السجن والمعتقل على مصراعيه ليفر سجناء الجنائى وعصابات مافيا المخدرات ! من اجل إحداث فوضى خلاقة ثم تزيف الحقائق امام المجتمع من التربى ورئيسه على ان السجناء هم الذين قاموا بحرق السجون وفروا منها –بدلا من اعلان الحقيقة انهم هم الذين هربوا بعد ان قاموا بحرق مكتب سكرتير اللواء نزيه جاد بمبنى الادارة بالسجن -وهو منفصل عن عنابر السجناء ومن المستحيل الوصول اليه عبر سجناء اومعتقلين ! ثم حرق مكتب اللواء نزيه جاد الذى عين بعدالثورة مدير مصلحة السجون بدلا من محاكمته !!!!! و قاموا قبل فرارهم بنزع لوحة افتتاح مسجد سجن الفيوم التى كتب عليها افتتاح مسجد سجن الفيوم فى عهد اللواء حبيب العدلى وقام بافتتاحه اللواء نزيه جاد مدير منطقة سجون وجه قبلى نيابة عن مدير مصلحة السجون اللواء وجدى – والذى عين وزير للداخلية أثناء الثورة ثم اقيل تحت الضغط الشعبى فى ميدان التحرير !
اعود الى ان هذاالتربى برتبة كولونيل مأمورسجن الفيوم والذى حول سجن الفيوم الى مقابر فوق سطح الارض بعد ان صرح احد اتباعه من ضباط المباحث- لسجناء الجنائى ان المصرى رخيص وبلاثمن
اما مستشفى السجن فمهمتها ان يجد السجين مكان مريح ونظيف ليموت فيه بهدوء لاستخدام مستشفى السجن لتقديم خدمات فندقية واحيانا خاصة لمدير المستشفى الطبيبيب الضابط بالبوليس والمتخصص فى الاعمال الفندقية الخاصة جدا!!!!!!!!وقد أوضحت فى تحقيقات مفصلة خاصة مع جهاز امن الدولة فى المعتقل عن هذه الجرائم فى حق الشعب المصرى - وهم المسؤلون عن المعتقلين السياسين فى السجون - بعد ان هددنى التربى الكلونيل المعقد محمد عبدالسلام بالغدر لكن جهاز امن الدولة - كعادتهم كانوا يعيشون فى برج تحطيم مصركلها والازدراء منا جميعا – وكانوا يشاركون فى تدميرنا نحن المعتقلين بشرط الا يظهروا فى الصورة انما عليهم ان ينتظروا حتى نأتى إليهم بخبرهم بما نتعرض له من اضطهاد- هنا يتأكد لهم ان مشروع التدمير مستمر ، ليأتى الرد من طواغيت امن الدولة نحن مهمتنا ان نعرف الخلل ثم نوجههم عندكم خلل فى هذه المنطقة عالجوه ان لم يفعلوا نتتدخل لكنهم على كل حال كانوا أسعد الناس بتدمير السجناء وتدمير مصر كلها ..... خاصة المعتقلين السياسيين وكانوا دائما يرددون دعوهم يحطموا السجناء الجنائى م !!! فارسلت عبر محامى 000 رسالة مفصلة والى النائب العام محمود عبدالمجيد والى جريدة الشروق المصرية – تحقيق مفصل بطلب من محرر شاب - مصطفى عيد بالتفاصيل وتحدثت معه هاتفيا من هاتف مهرب داخل المعتقل فى وجود محامى سبق اعتقاله معنا ويعرف حجم جريمة اطباء البوليس بمستشفى سجن الفيوم لكن فى العهد البائد كان يتم التحقيق من خلال المحرر ويتسلم الصحفى التقارير ثم يرفعها الى جهاز امن الدولة الذى منع النشر على حد قول المحرر واتخذ قرار ضد من سرب التقرير – وهو العبد الفقير - !، والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين لك الله يامصر !.
حديث المعتقلين
الا ان نمط آخر من التفكير – حول الجائحة غير آبه بالخط الفاصل بين الحرص ومواجهة الحقيقة فيعلو صوته عند البعض منهم بأن الرؤية غير واضحة عند الحكومة بالغاء حرية المواطن بقصد او غير قصد .
فالنظام لم يذر بيت بمصر الا به سجين او سجينة و اكثر , او معتقل او اكثر فلها – النظام – المجتمع بكارثة دونها الموت فى كل بيت ينشغلون بها دون حقوقهم فى السلطة والثروة والحياة الكريمة التى يستأثر بها النظام دونهم .
هنا يكون حديث المعتقلين السياسين , الكل مهتم بضجة البرلمان المفتعلة بالافراج عن المعتقلين , الا ان الكل يصرح ان الحكومة والنظام يلعب بنا بتصريحات التشهير التى لا تتوقف عنا .
محامى الاسلاميين
شخصية ضبابية تتميز برؤية سطحية , وقصر نظر عندما يهرف بما لا يعرف , يفتقد العمق النظيف فى تحديد رؤية لمستقبله بعيداً عن ادعاء البطولة المزيف , استعمل اسم معتقل ممن منح اللجوء السياسى بلا وطن فى اوروبا مادة اعلانية خاصة بمكتب- محامى الاسلاميين-
فى عام 2006 صرح الشرق الاوسط – الصادرة من لندن – انه التقى بالمعتقل فى محبسه بطره , وزعم ان المعتقل شيوعى سابق , وزعم انه يحضر معه تحقيقات النيابة , وعاد فى صحيفة مباحث امن الدولة التى تصدر من القاهرة باسم المصرى اليوم ليصرح فى الصفحة الاولى تحت عنوان باكستان تسلم اصولى مصرى – وزعم فى تصريحه انه موكله! ثم فى اليوم التالى فى الصفحة الثالثة يصرح عن المعتقل انه من عناصر تنظيم القاعدة وزعم انه شيوعى سابق ! ثم فى اليوم الثالث على التوالى كتب فى نفس الصحيفة باسم المعتقل انه ليس من تنظيم القاعدة وانه شيوعى سابق! ثم فى العام التالى 2007 – فى نفس الصحيفة – استعرض كتاب للمعتقل – كان بموقع مجلة العصر – بعنوان " تذكرة وتبصير بهيكلة القاعدة واستراتيجيتها " وزعم – محامى الاسلاميين – انه يحضر جلسات المعتقل مع مندوب من السفارة الدانمركية فى القاهرة !
سأل المعتقل قدامى المعتقلين : من هو محامى الاسلاميين ؟!
فقالوا : محامى الاسلاميين ليس بشىء!
لا هو باحث متعمق فى نصوص القانون المصرى ولاعرف عنه انه اجرى بحوثاً واعد دراسة فى مجال المقارنة بين قانون الاسلام والقانون المصرى الحالى , وليس بعالم متخصص ليكون من مؤسسى حزب الشريعة فى مصر !!!
كما نه قصير الباع والذراع فى الدراسات السياسية , والعمل السياسى ليس مجاله و لايعرف عنه فيه الا قليل من قليل
يعرف المطلوب منه بتسريب الخبر إعلامياً ، فينصل عليه الهاربون من جحيم النظام المصرى باللجوء السياسي فى أوروبا ،فيجمع منهم المزيد من المعلومات عنهم وعن الضحية الذى زعم أنه موكله ، والمزيد من التبرعات بحجة مساعدة المعتقلين ، فتصب المعلومات فى دلو المنظمة الامنية التى منحته اللقب وتوظفه من خلاله ، أما التبرعات فتصب فى دلو محامى الاسلاميين
جمع المعتقل تصريحات محامى الاسلاميين – عنه- وتقدم بعمل محضر تشهير فى سجن استقبال طره نافياً توكيل محامى الاسلاميين عنه ونافيا توكيل اى محامى من الاساس ونافيا للقاء الذى زعمه محامى الاسلاميين ، وتم التحقيق برقم 9052 إدارى المعادى . وإلى هنا انتهى الموضوع وتاه !
ليعود محامى الاسلاميين مجددا للتشهير بمعتقليين أخرين فى صحف صادرة من لندن باللغة العربية تطبع وتوزع بالقاهرة ، وكذلك فى الصحيفة المباحثية التى تصدر من القاهرة .
فهل اصبحنا نعيش فى غابة ، عافنا الموت وعافنا الحياة !
ومنهم واعون بكيفية الاصلاح والتغيير
أبوأحمد :يؤكد أن أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، كلمة الحق تعيننا على إستعادة ماضاع من حقوق فلاإعتراف بشرعية حكومة زائفة ولالشرعية أجهزتها القمعية من أجل بقاء سلطة مستبدة لنظام طاغوتى يريد ان يستعبدنا ويورث السلطة ،يتداعى علينا بغشمه ،ليمحو كلمة الحق من منهجنا ويمحونا بعدها ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .
أبوعبيدة فرؤيته للإصلاح والتغيير تركز بقوة على رفض الإباحية والقيم الساقطة ، يحدثنى أن جريدة الاهرام المصرية تنشر صور ملونة فاضحة فى حجم صفحة كاملة ، ونصف صفحة فى شكل دعاية عن الساحل الشمالى وعن القرى السياحية بجنوب سيناء ، تنافسها زميلاتها من الصحف الحكومية الاخرى فى نشر صور لأكذب خلق الله وهم الممثلون والممثلات فى مواقف مخلة بالاداب والحياء ، لم يعد الاعلام فى مصر إلا وسيلة هدم للمجتمع المصرى كله .
وإنما الامم الاخلاق إذا هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
أما ابوغريب : فحديثه من نوع استراتيجى عن مخطط تقسيم مصر ، ويحيلك مباشرة الى خريطة تقسيم مصر الى ثلاثة دول ،يعطيك هذا الرابط للموقع الاميريكى به خريطة التقسيم ،بعنوان نهر الدم
]WWW.ARMEDFORCESJORNAL.COM[

التقسيم بمخطط إنشاء دولة كنيسة الارذوثوكس التى تنطلق صوب مشروعها بخطى حثيثة وثابتة فى هدم مصر كلها ، مستغلين أحداث المنطقة المشتعلة بالصراعات والتقسيم وارتباطه بالاستعمار .
ويقوم مشروعهم إبتداء على إحداث تغيير يطرأ على المجتمع المصرى كله بهستريا بناء الكنائس داخل المدن وعلى طول الطرق الدائرية !
- هل ممكن ان تسقط مصر فى أييدى نصارى الارذوثوكس وهم أقلية ؟
قال : هم اقلية منظمة ومسلحة , وقد سبق وسقطت فلسطين فى يد اقلية يهودية منظمة ومسلحة , وتمكنت هذه اليهودية الاقلية المسلحة والمنظمة عام 1967 من تقسيم الكيان المصرى والسورى والاردنى واللبنانى, وهناك اقليات من طوائف منبوذة سيطرت بالفعل وتحكم العديد من الاقطار العربية ارتيريا , لبنان , العراق , سوريا . فما المانع ؟
لتكتب صحيفة الحياة المصرية بعنوان (حبيب الاقباط ) ويسرب صحفى جرئ خبر خطير عن قيام المدعو { جوزيف بطرس الجبلاوى} نجل وكيل مطرانية بورسعيد بتهريب شحنة ضخمة من المتفجرات مجلوبة من اسرائيل ومخبأة فى أماكن سرية من الحاويات على ظهر إحدى السفن ، فتم القبض عليه وضبط السفينة والشحنة وإحالته الى النيابة التى قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق فى القضية رقم (756لسنة 2010 ) إدارى ميناء بورسعيد غير ان قاضى المعارضة أمر بإخلاء سبيله وأصدر النائب العام قرار بإدراج اسمه على قوائم الممنوعين من السفر وتم التعتيم اعلاميا على هذه الجريمة التى تعد جريمة كبرى فى حق الوطن .... الخ المقالة فى الصفحة الثانية من جريدة الحياة المصرية بتاريخ 4 ديسمبر 2010 بقلم الصحفى أشرف شعبان
لالتقط الحديث مع ابو نصار عضو المكتب السياسى لجماعة الجهاد سابقاً , يقول عن المشروع الافغانى كان مشروع حرب بالوكالة او دون وعى سارت الحركة الاسلامية هناك فى مخطط اعدائها !
وكان عبد القادر وغيره على ظهر الحصان وقتئذ والجماعات الاسلامية تمشى خلفهم فنزل عبد القادر عن ظهر الحصان وركب الموجة فى المعتقل , اما غيره فلا زال على ظهر الحصان ويبغى ان يعتلى به الموجة ايضاً , ويختم حديثه ببيت شعر ظريف : اواه قد استرد كل منهزم سباياه لم يبق فى اسرهم الا سبايانا
عبدالله ... عليك سلام الله
أربع سنوات قد إنصرمت بعد أن وطأت قدما أحمد أرض المعتقل وقبل أن يظهر فى معتقل الفيوم بأول الصعيد كان قد أقترن منذ صباه – بتاريخ الحركة الاسلامية فى مصر يوما ياسم طلائع الفتح وأخرى باسم تنظيم الجهاد وثالثة بسبب إستضافة أشقاء ليبين معارضين لنظام معمر القذافى ورابعة وخامسة وكانت العاشرة يوم ان قام جاره عمر بتنفيذ عملية استشهادية فدائية بالعراق كان لها صدى قوى عانى أحمد كثيرا مع عائلته من صنوف الاضطهاد والتنكيل من الطغاة ، ومع اقترابه من نهاية العقد الخاممس ، بدا ابنه عبدالله ينمو غلاما يافعا فى التاسعة من العمر يعيش فى براءة الاطفال وبساطتهم الرجولة المبكرة ، كانت نفس الفتى تسكب حنيناً لإنقاذ هؤلاء المعتقلين مع أبيه من قبضة الطغاة ، ووضع فتانا حياته للبذل والعطاء والإيثار إنكاراً للذات ، يقوم بمهام غاب عنها الرجال لآسباب مخجلة ! فيتفق الفتى مع سائق سيارة حسن الخلق ليصطحب فى سيارته نساء المعتقلين الى الفيوم ذهابا وجيئة ويكون محرما لامه واخته وللاخوات فى صحبة أمنة ، يقف متحديا الطغاة بحزم رافضاً التفتيش عند دخوله لزيارة والده فى المعتقل ويكسب التحدى مبتسما : ايها الطغاة أنا لاأخجل من روجولتى ولكن أخجل من رجولتكم ، يقوم الفتى بتوصيل الرسائل الشفوية والبريدية يين بعض المعتقلين وعوائلهم ويحضر لهم بعض هدايا أقاربهم ممن لايمكنه زيارة أسيره فى المعتقل ولايمل الفتى من زيارتنا أسبوعياً
كنت أسعد المعتقلين بعبدالله بعد أبيه قد أمطرنا بالهدايا إبتداءً من الكراس السلك مئة ورقة الى علبة النسكافيه إلى الحلوى والتفاح الذى يرسله معه جده إلى الدجاج والوجبات الجاهزة التى تعدها فى المطبخ جدته وأمه وشقيقته ليطعمنا فى المعتقل
ويوما أثناء تجواله فى القاهرة لقضاء بعض أعمال والده نيابة عنه ولقضاء حوائج بعض السجناء والمعتقلين ، أغلق هاتفه وتأخر إلى مابعد مغيب الشمس ولم يعد إلى مدينته ، قلق الجميع عليه – أمه أخته جده جدته أبيه عمه – إنطلقت الام من بيتها تبحث عن فتاها لهفى قلبى يسابقها أساها الحزن أضناها ونار الشوق تحرقها لظاها
وصل الفتى لتوه الى المدينة إلتزمته الام عانقته عادت به سالما إلى الدار
إتصل بأبيه يخبره الحدث : غلبه النوم فى السيارة وسرق على بابا منه الهاتف المحمول
الاب : النوم سلطان ياعبدالله ، فداك
كان فتانا كلما عزم على السفر وضع دراهمه فى الجورب ووضع قدمه داخل الجورب فوق الدراهم ثم وضع قدمه بقوة داخل النعل ثم يغلق هاتفه ويصعد الى السيارة ويأخذ مكانه ويستغرق فى النوم مطمئنا على دراهمه أمنا شر اللصوص أثناء تجواله فى الطريق بالقاهرة أو الفيوم ،
وفى يوم لم يبرح ذكراه من مخيلتى ، هبت العاصفة ، أصابت الفتى زكمة خفيفة حملته أمه الى المستشفى العام القريب من الدار أعطاه الطبيب دواء خطأ على أثره وبلا مقدمات دخل الفتى غرفة العناية المركزة وفى منتصف الليل أسلم الروح إلى بارئها مودعاً الدنيا ومتاعها القليل الفانى ،
عبدالله عليك رحمة الله وسلامه
يوميات كتبتها من المعتقلات المصرية اثناء ثورة تونس
مأساة مصر أكثر بعدا من مأساة تونس والعراق
ترتبط صورة النظام المصري في أذهان المواطنين المصريين بصورة الأحتلال والعبودية التي يعاني منها المجتمع المحتل ،فالنظام المصري لا ينفك حديثه عن ضمانات الحرية الفردية وحقوق الانسان ، ورغم حديثه عن تلك الضمانات لم يعرف كيف يحترم الحريات ، و أستعاض النظام الأوتوقراطي المستبد بسياسات جهاز أمن الدولة القادرة من خلال التعذيب والاضطهاد على تعديل ميزان القوى الداخلي بما يحقق مصالح نخبة الحكم ، بعيدا عن مؤسسات المجتمع المدني المهمش ،وهذه الأستعاضة تعود أسبابها الى :
أن القوى السياسية المصرية في معسكر منحاز بقوة الى أمريكا وأسرائيل في مواجهة مصر العربية والمسلمة .
أستخدام النظام طبقة البنكوقراط ( كبار رجال الأعمال ) بشكل منهجي ، وهذه الطبقة تسعى الى تحصيل مكاسبها ومصالحها المادية بتقويض الدور المؤسسي للدولة ، وتقويض البناء الوطني لمجتمع يعيش معظم سكانه تحت خط الفقر .
استطاع النظام المستبد ان يهمش دور المواطن المصري بعيدا عن السلطة ويضعه فى عزلة عن الوجود السياسي فضاع حق المواطن فى الثروة وحقه فى السلطة وحقه فى التنمية
اذا طلب المواطن شئ من حقوقه وحرياته الشخصية في حق الأختيار الحر أو في العقيدة ( بعيداً عن رغبة النظام وسلطاته البوليسية ) فإنهم يلغون أرادته بالكلية .
لا يسمح للمواطن بالتعبير عن ذاتيته المخالفة للنظام ويعتقل دون محاكمة ودون تقيييم لما يمكن أن يوجه إليه من إتهامات بعد تعذيب فاق التصور في محارق هولوكوست النازية بالمؤسسات البوليسية المصرية، فالخصم والحكم هو جهازامن الدولة ، فمهمة هذا الجهاز هو إلقاء -من كتب الله له النجاة من تحت أيديهم -في المعتقلات ، وامن الدولة هي طائفة حسني مبارك ، ومهمتها الأولى والأخيرة هي : حماية الدكتاتور المستبد وزوجته وأولاده .
أما الحاكم المستبد حسني مبارك فلا توجد أي عقبة تستطيع أن تقف ضد رغباته او نزواته الشخصية سوى مزاجه الشخصى , وأول دلاله على صدق هذه الملاحظة مايسمونه البرلمان المصري - للتشريع من دون الله – وهذا البرلمان يرتبط بالفوضى المزاجية ، حيث أن القوى السياسية للبرلمان مرتبطة إرتباط وثيق بالنخبة المسيطرة رسمياً على السلطة وتفصيل قوانين مناسبة للسلطة والسلطان ، وليس لهم علاقة بالواقع ولا بالجماهير التي تدعي تمثيلها لبعدين رأيسيين: :
البعد الأول : هو عدم وجود معارضة مصرية إلا في الخارج ويتمثل معظمهم في نصارى المهجر أو في المعتقلات وهم التيار الاسلامى ، ويتفق نصارى المهجر مع التيار الاسلامى في تكفير النظام ، الا أنهما لايتفقان فيما بينهما للتباين العقائدى فكليهما يكفر احداهما الاخر .
البعد الثاني : هو عدم التوافق بين القوى الاصلاحية داخل مصر مما أدى إلى عدم وجود تكتل سياسي يمكنه مواجهة التعسف والفوضى والفساد أوالحد منها ، وفى المقابل لم يعد هناك قيمة للخبرة والخبراء أزاء موقف ضعف الوجود السياسي المصري في نطاق السباق على الدور الأقليمي الذي ورثته السعودية من مصر ، والتي لم يبقى لها – أى مصر- سوى دور المهرج في المنطقة – أى الدور الليبي – أو دور السودان والتي لا دور لها في المنطقة ، كذلك ضعف الدور السياسي المصري أفريقيا – حوض النيل كمثال – وكذالك في الصراع الدولي لم يعد لمصر أي دور عالمي يعتد به ، بعد أن وصل النظام المستبد بمصر على أنها كيان لا وزن له في الكيانات الحضارية المعاصرة ولا ترتبط في أذهان العالم إلا بأقل صفة ليست مدعاة لفخر أو إعتزاز على أنها مصيف سياحي ترفيهي رخيص للعري والجنس والبغاء على مدار العام للشعب اليهودي في فلسطين المحتلة ولشعبي أوروبا وأمريكا .
فالمأساة الحقيقية التي تعيشها مصر أكثر بعداً وأكثر خطورةً من مأساة تونس والعراق معاً بسبب المزاج الشخصي للحاكم المستبد حسني مبارك الذي القى بمصر في إتون تبعية مصلحية لسياسة فرض نفوذ إستعماري يهودي أمريكي على مصر مقنع بدعم بريق السلطة وتوريثها وشهوة النفوذ والمال والسلطان للأسرة المالكة بالقاهرة وحاشيتها . لكي الله يامصر .
(2)
الثورة الملهمة
كانت ثورة تونس يناير 2011 من أعنف مظاهر الإنتقاض على أكفأ نظام قمعي في المنطقة العربية ، تمثل قمعه في طرد وأعتقال كل المعارضة والقوى السياسية المنظمة في البلاد فبرم الشعب التونسي بنظام قصر قرطاجه كبرمهم من الإحتلال الفرنسي أو أشد ، أما أكثر ما أثار ثائرة التونسة وهيج غضبهم أن حريات الناس والمجتمع أغتصبها النظام وأغتصب معها حقهم في الثروة والكرامة ، فأثارت مواقف ثوار تونس الأعجاب والتعجب، في حين ما حازَ تونس إستلهم منها روح الثورة ، وتلظى بنذر الثورة بعد أن تم التهيؤ لهذه النذر أن تتحرك في معظم أرجاء شمال أفريقيا والوطن العربي لمناهضة النظم الديكتاتورية والخروج عليها ، رغم تفاوتهم في السير وفي الوقت وفي المناسبة - للتحرك الجماهيري- بيوم الغضب.
ومع تباين عوامل الثورات الداخلية وخصوصيتها توافقت الإضطرابات في المنطقة لفقدان الإستقرار والطمأئنيية عند الناس وتقييد حرياتهم وشدة القمع الأمني وأرتفاع الأسعار وإزدياد البطالة ، فولدت هذه الأضطرابات ( بتلقائية مدهشة ) طلائع إنتشارللإحتجاجات على الأوضاع السيئة سياسياً وأقتصادياً وتحولت رسائلهم للقوى السياسية الى أهداف - فجرهُ يوم الغضب- بالقضاء على الأوثان الحاكمة في القاهرة وعلى وثنيتهم العفنة قضاءً مبرما ، ليرحلو كما رحل ابن على من قبلهم.
والأمر الذي نستخلصه من ثورة تونس الملهمة بعد سقوط نظام ابن على وفرار أسرته أنها هيأت وشجعت اليمن ومصر والمغرب والأردن وليبيا على القيام بإضطرابات مماثلة وإمتدت جراءة هذه الإضطرابات برفع لواء العصيان في وجه هذه الأنظمة الطاغوتية وكسرت هذه الجراءة حاجز الخوف لدى الجماهير ليتحركوا بوعي على نفس مستوى التحرك الواعى لجماهير تونس الغاضبة للوصول الى تحقيق الأهداف .
أما الملفت للنظر أن حكام المنطقة على حذر من شعوبهم فنادراً ما يلجئون الى التلطف والمصانعة ويلجئون الى البطش في معظم الأحيان من أجل قمع نذر الثورة قبل أستفحالها ليظل سلطانهم قائما وكلمتهم مسموعة في كل الأحوال ،فأنحاز أوثان المنطقة –أي حكامها- الى صوت الشيطان كسلفهم من المشعبذة كمسيلمة الكذاب وعبهلة العنسي بالإستخفاف بعقول الناس وتجاهل أوضاعهم فليسقط مسيلمة الكذاب كما سقط عبهلة من قبله .
،،
ويبقى السؤال
ويتساءل ابو مالك الفلسطينى محمد حسنين , اتساءل بموضوعية : ما هى علاقة تشبث نظام القاهرة – الذى اصبح نظام سىء السمعة – بالاصرار على الاحتفاظ بالمعتقلين السياسين ؟
دون ان يكون لديه النظام اى ابعاد انسانية او اساسية او حقيقية تميز اهدافه او تبرر ادعائاته تجاه سياسة الاعتقال المفتوح منذ سنوات طويلة لا نعرف عددها ولكن يمكنا تحديدها ببداية حكم الطاغوت حسنى مبارك والامة المصرية تلمس عن قرب مشكلة معتقلين, دخلوامرحلة طى النسيان ولا يلوح فى الافق القريب اى بوادر لاطلاق سراح من يكفرون النظام لعدم حكمة بشرع الله ولعمالته لامريكا ولعمالته لاسرائيل .
يتجاهل النظام ان جوهر العقيدة الاسلامية يتجسد فى اظهار الدين والدعوة اليه امام الملاْ بالتوحيد والكفر بالطاغوت, وبات صعباً عند اجهزة النظام القمعى تحقيق مصالحة وطنية تقوم على مبدأ ( لكم دينكم ولى دين ) فغالب التفكير السياسة الامنية فى التعامل السائد والتيار الاسلامى يركز على مخاوف فى اخيلة بوليسية مريضة ! غير قادرة على فهم الاسلام ومعنى لا اله الا الله الذى يشترط الكفر بالطاغوت , ولا تفهم هذه الاجهزة معنى الانتماء للاسلام شريعة ومنهاجاً – دين وعقيدة ووطن وجنسية – لكنها تركز فقط على عوارض شكلية تريد من خلالها وضع الاسلام فى قالب كهنوتى كنسى وليس فى الاسلام كهنوت بل- الاسلام – هو حتمية عدم وجود رجال وظيفتهم الدين وآخرين وظيفتهم الدنيا , فلا رهبنة ولا كهانة ولا رجل دين فى الاسلام , الاسلام تفاعل بين واقع وقيم لا فصل فيه بين دينى ودنيوى قال تعالى : [ يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اتوا العلم درجات ] فهناك عالم وفقيه مسلم وعوام مسلمين .
ولا عجب ان يبقى الوضع السائد كما هو عليه طالما ان هذه الاجهزة تتعمد خداع نفسها بعدم اظهار اهدافهم التسلطية غير المعلنة تجاه المعتقلين , حين تقوم بمساومة المعتقلين على عقائدهم مقابل اطلاق سراحهم شرط تجنيدهم عملاء ومرشدين او توظيف بعضهم فى بؤر التوتر التى يرى النظام صحة توظيف التيار الاسلامى لمواجهتها .
اما البعد الآخر فما يسمونه مبادرة الجماعة الاسلامية ووثيقة سيد امام فهما مزجا الاسلام بياسق النظام فى شىء واحد وفقاً لآراء الاجهزة القمعية وكهنتوتها , متجاهلين البعد الاجتماعى عند المصريين فى حرية العقيدة الاسلامية التى تأبى تتدخل شرطى يفرض تقنين كنسى لاعتقال المسلم وحرمانه من ممارسة شعائره بالعنف والاضطهاد والتعذيب والاعتقال, فى المقابل يمرر هذا الشرطى من وراء الستار فكرة الحض والتحريض على كراهية الاسلام والسخرية من المسلمين فى اراء معادية يسربها للاعلام ليحولها الاعلام الى قضايا رأى , يشارك فيها كهنوت النظام – فلا يقتصر دورهم على محاربة الاعتقاد وكفى – بل امتد ليحارب المسلمات فى نقابهن والسخرية من ختان الاناث الى السخرية من اللحى والهدى الظاهر ومحاربة السنة الصحيحة والعداء لحرية المسلمين المنضبطة بالحلال والحرام والكفر والايمان .
اننى ادفع بعدم المشروعية من وراء اعتقالى – اننى تنازلت عن الجنسية المصرية ومنحت حق اللجوء السياسى بلا وطن فى الدانمارك وليس عندى اى محل اقامة بمصر واسرتى تعيش خارج مصر ولا يحملون الجنسية المصرية وليس عندى اى اوراق شخصية مصرية صادرة من مصر كذلك ادفع بعدم المشروعية من وراء اعتقال غيرى حيث يأتى الاعتقال بالحاق الاذى والانتقام من ابرياء ولدتهم امهاتهم احراراً يدفعون الثمن من اعراضهم واعمارهم بالتعذيب الذى فاق تخيل العقلاء يلحقه اتهامات ملفقة تنتهى بالاعتقال المفتوح الى مدى الحياة ومع مرور الوقت تتم تصفية المعتقلين مالياً واجتماعياً وعمر افتراضى خلف الاسوار وبعد المرور بهذه المراحل نذهب طى النسيان .
تعتبر الاجهزة القمعية انها تنتهج سياسات لسلطة الدولة ضد المعتقل حين يتم اجباره على ما تراه محققاً لمصلحة النظام وليس لمصلحة الوطن , بتنازل المعتقل عن اعتقاده والعمل معهم كلب بوليسى وانظر الى الخلط الشديد فى مثل ونظريات ياسق القاهرة من جهة وبين الواقع والتطبيق من جهة اخرى - المادة 46 – من الياسق المصرى تنص ( حرية العقيدة وحرية ممارسة الشعائر الدينية , لا يجوز فى مفهوم الحق فى حرية العقيدة ان تيسرالدولة سراً او علانية الانضمام الى عقيدة ترعاها ارهاباً لآخرين من الدخول فى سواها ولا يكون تدخلها بالجزاء عقاباً لمن يلوذون بعقيدة لا تصطفيها ) أ.هـ .
اذا اردت المزيد من الخلط العجيب نقلا عن عقليات تتجاهل الواقع والممارسات اليومية بمصر محاولة لتخدع من حولها وتخدع قرائها انظر المقالة المطولة لطاغوت البرلمان المصرى فتحى سرور بجريدة الحياة الصادرة من لندن بتاريخ 18 جمادى الاول 1430هـ - بعنوان ( بين حرية التعبير وحرية العقيدة نظرة قانونية مصرية ) .
{{ ربنا انك اتيت فرعون وملائه زينة واموالاً فى الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى بروا العذاب الاليم }} كتبه راجى عفو الله وفرجه ابو مالك الفلسطينى / محمد شعبان محمد حسنين والذى سلمته باكستان صفقة بيعاً وشراءً للقاهرة طبقاً للنظرية الاميريكية التى صرح بها مسؤل الخارجية الامريكية بواشنطن 1997 عن النظام الباكستانى ان الباكستانى يبيع امه بروبيتين ) سجن الفيوم
غرة شهر رمضان 1431
كتبت هذا الجزء الاول بالكامل داخل معتقل الفيوم ابومالك الفلسطينى محمد شعبان محمد حسنين -
الفصل الثانى
لقد أدركت بعد غياب قرابة ست سنوات فى المعتقلات المصرية أن الشعور بالغرور يتعاظم ويتنامى فى تصريحات الطاغوت حسنى مبارك وتصريحات مسؤليه . وأن ملاحقته للناشطين والسياسيين والاسلاميين من أصحاب الرأى والفكر – بموجب قانون الطؤارئ – قد أغضب الشعب المصرى وليس بوسع الجماهير ان ترضى بحياة السؤائم والقطعان والاستسلام الدائم لكل رغبات الطاغية ونظامه , وأنه لامحالة نظامه ساقط فمصر على حافة ثورة
مضى اكثر من 63 شهراً
لقد مضى اكثر من 63 شهراً على قهرهم إيانا منذ أن سلمنا مخابرات
باكستان صفقة – بيعاً وشراءً – لهم قضينا بضعة أشهر فى مقابر تحت سطح الارض بسجن يشبه الابار المظلمة فى اعماق الارض , هناك فى محارق هولوكست النازية المصرية بجهاز أمن الدولة التابع للمخلوع حسنى مبارك فيه تنتهك حرمة كل القوانين والدساتير والمقدسات والشرائع السماوية ، فى هذا المكان نحن أشبه بفريسة متهالكة بين فكى ذئب ضار منهوم الى اللحم وسفك الدماء .
عدة أشهر قضيناها فى ظلمة تامة وعزلة كاملة عن ابناء العالم الخارجى ، لا زيارات او رسائل لا صحف ولا راديو , لا احد يسمع عنا , حتى اصبح وجودنا نفسه – فى امن الدولة – سرأ من الاسرار وأسمائنا هى الاخرى من الاسرار , لا يعرف ارقامنا إلا المكلفين بحراستنا – ليس خشية الهروب – إنما ليسوقونا الى التحقيق او التعذيب او لسماع سب الدين وسب الرب - والعياذ بالله – والاهانات فى اى وقت شاءوا ! هناك كنا قد فقدنا الحياة وعافنا الموت وصرنا ذكرى غامضة فى زمان مجهول ومكان مجهول ! عدة أشهر مقيد اليدين طول الوقت ومعصوب العينين بعصابة صوف طيلة الوقت , عدة أشهر يسبقها مثلها من الشهور فى سجن المخابرات لا نعرف ليل من نهار شمس من هلال قمر من نجم , إنها قسوة بالغة ضد الوجود الانسانى بأثره تمثل أحد أهم مصادر التناقض المخيف للطبيعة والتاريخ والزمان من حولنا , تبدلت فيها صورنا واجسادنا واصواتنا سعيد الحظ من نزعوا العصابة من على عينيه بعد هذه الاشهر الطوال وظل محتفظاً بنصف قوة إبصاره قبل أن يعصبوا عينيه ! إنها القسوة البالغة , كانت عزلة ليس فيها ما يملىء فراغ الحياة إلا ذكر الله تعالى , ومن الصعب بل من العسير أن نكتم ونكبت ذكرياتها الاليمة وهى تزدحم فى عقولنا خليط من الافكار والالام يرفض أن يتوارى او يضمحل او يكون مجرد ذكرى عابرة تنسى مع الايام وحسبنا الله ونعم الوكيل
(3) أمام مرآة
يوماً .. اوقفونى أمام مرآة بعرض الحائط , وقاموا بنزع العصابة عن عينى فى وجود إضاءة مبهرة , تمكنت بصعوبة من الابصار وفتحت عيناى ونظرت الى المرآة , لقد خفت من الشبح الذى يقف فى المرآة , غائر العينين , سقط حاجباه وانخفضت جبهته عن حاجبيه بشكل مخيف سقط شعر الرأس , تجعد جلد الوجه , كانت تجاعيد الزمان تبدو وكأنها أخاديد فى وجهى حفرتها ظلمة المكان وقسوة الطغاة , إنها مأساة عشناها , استدار لنا فيها الزمان عكس استدارته وعكس بدايته متنكراً لنا وكأنه يتنكر للبداية ذاتها , يوم جاء الطوفان لإنقاذ البشرية المؤمنة المعذبة من الطغاة والجبابرة ممن يصدون عن سبيل الله ساعة وقف ابونا نوح عليه السلام يستغيث ربه ويسأله رب نجنى ومن معى من المؤمنين , اما هنا فمكان مخيف أعده الشيطان وبناه شيطان ليقتل فيه الالاف من المصريين ومن العرب المقيمين بمصر على السواء – على مدار ثلاثين سنة- إنهم – القتلى – على احوال أسوأ بكثير من أحوالنا وقت موتهم , فى هذا المكان إعتلت صحة الكثير وساد الذعر والرعب والقسوة البالغة – فى مبنى محارق هولوكست النازية المصرية جهازا من الدولة – الذى يشهد على تدمير المصريين جميعاً , وقت يمارس على أجساد الفريسة المتهالكة من المعذبين والمضطهدين الصعق الكهربى , فيفوح منها رائحة شواء اللحم البشرى فى حفلات تعذيب غالباً تفوح فيها رائحة الخمر من فم المحقق ورائحة الكحل تملأ المكان أثناء استعراضات المحقق امام فريق عمله وبين ايديهم الفريسة المعذبة تشوى قبل الذبح وقبل السلخ بلا رحمة و لا شفقة ولا هوادة .
رحم الله شهداؤنا الذين سقطوا هناك ولا بواكى لهم , وإنه لمن الجدير واللائق بنا ومن المناسب ان نتذكر شهداءنا وهم بداية السعى للحرية وشعلة للوعى وثورة للغضب انهم قتلوا من اجل مبادىء نبيلة ومن اجل قضية للحرية , انهم يسيرون من يومنا الى غدنا والى مستقبل اطفالنا فى اروع صفحات المجد .
. لا تقولوا انه مات وعاد اليوم .. كيف ؟
شهيدنا شاهد عصر لم يمت ولكن للميلاد زفا.
(4) ضرب من التحقيقات
من الصواب الاشادة الى هذا الضرب من التحقيقات الامنية الموسعة , حيث يجلس محقق , بجواره محقق أخر بينهما طاولة – للمشروبات – وامامهما الفريسة المتهالكة , تسلط كشافات الاضاءة القوية على وجهى , ويرتفع صوت الضجيج فيصرخ أحد المحققين فى عماله ان يذهبوا الى أماكنهم , لقد كانت اقوالى تتسم – أنذاك – بالوضوح , فقد سبق أن بينتها فى تحقيق مكتب المخابرات لكن يبدو ان المكان هناك غير المكان هنا , فقد تغيرت طبيعته ,
هنا محارق هولوكست النازية المصرية – أمن الدولة – حيث الغموض يكتنف العاملين به طيلة الوقت , يلفهم جميعاً القلق والشك المستمر والتوجس خوفاً من مرؤوسيهم نستطيع ان نلمس ذلك عن قرب من تقلباتهم المزاجية أثناء التحقيقات واحلامهم – عقولهم – الصغيرة , وقلوب الذئاب التى تحتويها صدورهم على جسد انسى تأييدهم وولائهم المطلق لشخص حسنى مبارك وأسرته , ربما يصل الى حد القداسة فى الولاء والبراء والمعاداة والموالاة والعبودية من دون الله , يقابله على نفس السياق والمستوى إزدراء ورفض مستمر للشعب المصرى , إنهم يعادونه ولاءاً وتقديساً لحسنى , ويحظرون على المواطن القيام بأى نشاط , تشعر بذلك بقوة أثناء التحقيق من المحقق الذى يقضى بعض الوقت فى كل جلسة تحقيق , يستعرض بلا ملل سلطاته اللا محدودة فى القتل والذبح .. الخ
وعن وسائل التعذيب التى يمتلكها وعن ماكينات التعذيب بآلاتها الرافعة والمكهربة وأذرعها الضخمة , وبسهولة يستعملها ضد المواطن مصرحا له : من اجل حماية سبعين مليون من خطورتك ، فا ذا وجد من يعمل نكد لهذه الملايين نقتله باى طريقة شئنا ونريح الشعب منه , فقلت انك تقتل 70 مليون من اجل شخص عامل نكد لمصر كلها !
صرخ بهيستريا بالغة لا تعلق والزم الصمت !
وامام صريخه انبعث من اعماقى ابتهاج بإزدراء الموت والسخرية من المحقق ذاته , وقادنى ابتهاجى لحكمة ان اسمع بأذنى وألعنهم بقلبى , رافضاً توجهاتهم .
مكتسبا قدرا لانهاية له من الثقة بالله تعالى الذى أمدنا بالثبات والتوازن والهدوء ( رب نجنى من القوم الظالمين )
(5)
الى سجن طره المركزى
بعد أن سلخنا عن العالم الرحب لعام كامل فى مقابر وأبار تحت سطح الارض ،ألقوا بنا فى سجون ومعتقلات هى مقابرفوق سطح الأرض تختلف فيها مظاهر الحياة قليلا عن الحياة فى مدافن الامام الشافى وحملونا الى سجن طره المركزى ، هناك إلتقيت ببعض الاخوة والاصدقاء ممن عرفتهم فى باكستان وأفغانستان أو إلتقيت بهم فى أوروبا وكانوا قد أعتقلوا قبلى بسنوات سمحوا لنا فى طرة أن نقرأ الصحف ، وبعد شهور سمحوا لنا بالزيارة شرط أن يكون الزائر من الدرجة الاولى – أب ، أخ ،ابن ، أم ، زوجة – وسمحوا لنا بالرسائل وشئ فشئ بدأت عجلة الايام تدور ببطء يصحبها قهر أقل من قهر الايام التى مضت قبلها ، هنا فى طرة كان الجميع يعيش حياته خواء وتعب ، شرود وتأملات ، فى إنتظار شئ لازال ساكن ، نراه فى الرؤى والاحلام أنه يتحرك و قادم إلينا
شئ يضمد الجراح ويكون معه يوم الخلاص وفيه رحيل حسنى مبارك وأسرته عن مصر ، ماأكثر مارأه المعتقلون وعشناه جميعا أمل مرتقب بزوال حكم حسنى مبارك وعصابته و واذكر ان رأى حمدان رؤية قصها على المعتقلين -وهو من منطقة الشيخ زويد- انه رأى حسنى مبارك فقير مريض هارب فى سيناء يريد يختبئ وقال لحمدان انك ثرى اذ انك تمتلك 3 خراف ومعزة! لم نسخر من رؤى حمدان يومها وقد خرج حمدان من المعتقل الى بيته فى سيناء يوم ان فر مبارك هاربا الى سيناء فشتان بينهما
، كانت الصحف أحيانا تمنع ويسمح فقط بصحف الحكومة بأقلام بعض المغيبين والمساطيل فى صحف الحكومة لاعلينا منهم
كنا فى طرة بضعة الأف معتقل من التيار الاسلامي معظمهم من الجماعة الاسلامية فالجهاد فمجموعات من سيناء وأخرين من جماعة شكرى مصطفى وأخرين مثلنا ليسوا منظمين فى جماعات إلا أنهم صنفونا جهاد
هنا فى طره سمعنا من حراس السجن ومن المعتقلين القدامى عن التجويع وعن التعذيب لغير هدف سوى الرغبة فى الرعب تنفيذاً لأوامر عليا من حسنى مبارك نفسه إنتقاما لمحاولة إغتياله فى أديس أبابا عام 1994 ونتيجة قساوة القلوب من الطغاة والجبابرة كان قتل المعتقلين خلوا من أى ضرورة أو إنسانية لقد أخذ الموت خيرة شباب مصر ورجالتها فى المعتقلات والسجون السرية التى عاشت ملحمة لم تشهد مثلها سجون محاكم التفتيش ولامثيل لها فى تاريخ البشرية بأسرها ، مجاعات متعمدة وإذلال مستمر وتعذيب فاق الوصف وفاق الخيال ، لاتزال أسوار المعتقلات شاهدة عليه لو شاء الله لها ان تنطق لشهدت عن الهياكل البشرية التى سقطت جوعا وعطشا دهستها أحذية الطغاة بلا رحمة ولاشفقة ولاهوادة ولشهدت عن العيون الغائرة الزائغة فى دورانها من خشية القتل والتعذيب ومن رهبة البطش الشديد ، لم يشفق عليهم إعلام الحرية والمسؤلية بل كانوا بعنصرية إعلامهم يطلبون المزيد من القسوة والشدة بالعمل بقانون الطوارئ
(6)
هوس التقارير الامنية والحكومية
أعلم أن الكثير سوف يصابون بالدهشة البالغة عندما يطلعون على هوس التقارير الامنية والتقارير الحكومية التى كانت تنفى وقائع التعذيب والاضطهاد وتصادر الهموم اليومية المعاشة بمحاولات –حلول – سطحية أكثر منها شكلية تتجلى فى مؤسسات ثقافية وإقتصادية ،ليس ورائها سوى الارقام المذهلة للسرقات المادية والعينية للتراث كسرقة الاثار وكسرقة لوحة زيتية من متحف بالقاهرة تعدت قيمتها ال50 مليون دولار!! فى نفس الوقت كانت ترسم لوحة لشخصية مزيفة لواقع الحياة المحاط بالإحباطات والمشاكل لمسيرة الوطن والمجتمع والناس ، مضى ثلاثة عقود وهم لايفتئون ولايملون من صياغة الاكاذيب وقول الزور والبهتان بعيدا عن كل حقائق الواقع إنطلاقا من أبواق الصحافة ومطولاتها وتقاريرها التى يكتبها أسامة سرايا وعبدالمنعم سعيد بلا كلل أو ملل فى جريدة الاهرام المصرية الحكومية عن الحرية والمسؤلية مما أثار فى نفوسنا الاستياء والاشمئزاز من إعلام وسمه المعتقلين فى السحون المصرية بالاعلام العنصرى العفن .
ليطل علينا من نافذة الاهرام على الدين هلال امين الاعلام بالحزب الوطنى بتاريخ 22 اكتوبر 2010 مؤكدا " حسنى مبارك مرشح الحزب الوطنى فى الانتخابات الرئاسية القادمة !
ولن ينسى التاريخ لعلى هلال تملقه سيده وصنيعه الذى أسداه له مستفزا به مشاعر الناس , بأن مستقبل مظلم مثقل بكل أعباء الماضى وبكل تعقيداته منتظركم أيها المواطنون !
ورغم شعور الجماهير بان حسنى مبارك لم يعد يطاق ولايحتمل أكثر من ذلك مهما حدث , كان هذا الشعور بالرفض وقتها قد كبت فينا بوسائل قمعية كان أخرها الاعتقال المفتوح .
عموما أثار تصريح هلال – لدى المعتقلين - التهكم والسخرية والتندر بنكات لاذعة على" لطيفة" هلال : إذا كسب حسنى مبارك الرئاسة القادمة , فسوف يحشد كل القوى السياسية فى مصر ليتحول الحدث اليومى والطبيعى للمواطن فى أى مكان فى العالم إلى فعل سباسى فى مصر وحدها , تتحدد المصائر والمواقف على أساسه !
والحدث هو هل يمكن ان يحصل المواطن المصرى على خمسة أرغفة من الخبز دون واسطة من رئاسة الوزراء ؟ وهل سيصنع الخبز فى مصر أم سوف يستورده جمال مبارك من إسرايئل ؟ وفى أبان ثلاثة أشهر بعد تصريح هلال , هبت رثورة فى مصر وسرعان ماتوالت الاحداث واتصلت بلا إنقطاع وتحررت مصر من حسنى مبارك ومن تاريخه المظلم ليذهب إلى مستقبله الرابض بعيدا عن القاهرة هناك فى سيناء ينتظره القصاص العدل إن ربك لبلمرصاد
(7)
الفرار الكبير
لم يكن ماحدث بمصر فى 25 يناير 2011 تطورا مفاجئا ,لكننى أعطيه تفسيرا واحدا أنه لم يعد بالامكان الصبر على نظام مستبد وان شعور الناس هو رغبة جامحة للتخلص من النظام بأى تضحيات كانت : إنها الرغبة ذاتها التى تكفيها خبرة سابقتها فى احداث ثورة تونس الملهمة , وحين سقط الاحساس بغربة الوطن تجسدت فينا البراءة والشجاعة فى مواجهة الجحيم والطغيان معا , وانطلقت الثورة المباركة وانتفضت معها الجماهير , وفتح السجن ابوابه , ففرنا مع مع الالاف التى فرت وهى فرحة بالحرية تردد بلسان الحال ( انا السجين وكم حاولت من هرب ) وقتئذ عادت الاحداث تتلاحق أمامى وتأبى أن تكون مجرد ذكرى لتجربة من الفوضى والرعب وتأبى أن تضمحل وآنى لها ذلك لقد كان السجن والمعتقل يعج بالمصريين , لقد أقبل علينا السجناء الجنائى فرأيتهم وهم ألوف وكأنهم خرجوا لتوهم من مقابر إنشقت عنهم الارض ذوو وجوه كالحة واجساد مالحة مترنحة هزيلة إلى حد يعز على الوصف لشدة القهر والاضطهاد ولسوء التغذية والتهوية وقسوة التعذيب وكثرة الاهانة , لقد كانت حياتهم تذوى فى ثنايا الموت : وتكتب عنهم التقارير الكاذبة فى صحف الحرية والمسؤلية "أن وضعهم إنسانى جداً فى التعامل والاعاشة داخل سجون مثالية ! وسأتوقف مكتفيا بهذا القدر فقد سطرت المأساة بأبعادها فى الجزء الاول من وصف مصر
لأتعرض إلى يوميات عشناهافى المعتقل اثناء ثورة الغضب ثم فى التيه بعد الفر ار من السجن
وبداية أعترف أن المناقشات والحوارات التى دارت بينى وبين المعتقلين والسجناء ساعدتنى كثيرا على استجلاء مظاهر الكبت والقهر والظلم والتخلف والتراجع الذى تشهده مصر منذ 30 سنة هى التاريخ الاسود لمصر وهى فترة حكم حسنى مبارك ، ورغم أن المعتقل ليس مكان صالح للحياة الانسانية ولايستطاب فيه العيش ولاتحلوا فيه الاقامة لحر كريم إلا إننى إختزلت ماساة مصر كلها فى ماساة بضعة ألوف من المحجوبون عن العالم الرحب خلف الاسوار وتوقعت مثل غيرى أن فرج الله آت لامحالة ونصر الله قريب مستبشراً بنهاية ذليلة للطاغية الجبار العنيد حسنى مبارك قال تعالى ( واستفتحوا وخاب كل جبارعنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولايكاد يسيغه ويأته الموت من كل مكان وماهو بميت ومن ورائه عذاب غليظ مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد أشتدت به الريح فى يوم عاصف لايقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد))
لقد كسب الطاغية المخلوع ثروة تتراوح قيمتها
من 70 الى 100 مليار دولار ! نهبة واغتصاب من أفواه الفقراء والجياع ظنا منه أن بقاءه فى السلطة مرهون بالبطون الخاوية والاجساد المترنحة فلم يكن يهتم أقل إهتمام بفقراء هذا الوطن ولابجوع ملاين المصريين الذى اضطر العوز ببعضهم لبيع طفله أو حرق نفسه أو الدياثة على عرضه أو سرقة خبزة تسد رمقه وظل حسنى ونظامه مع القتلة والمجرمين أحرارا !
لثلاثين سنة يرفض أن يتبدل أو يتغير أو يتطور مصراً على البنية الفاسدة والرتابة نفسها والغرور ذاته , أذله الله أذله الله أذله الله
(8) حسنى مبارك على بابا
إن قصة حسنى مبارك ونظامه تركت أثارا واضحة فى المجتمع المصرى على غرار قصة على بابا لتشابه القصتيين – على بابا وحسنى بابا – وملخص القصتيين معا ان أربعين حرامى –لص - اتفقوا على ان يتنكروا فى مسوح الدراويش والمصلحيين المسؤلين عن الوطن والمواطنين لسرقة قوت المصريين واموالهم , أخذ اللصوص الاربعون وزعيمهم معهم يسطون على الغنى والفقير والمتاجر والمصانع والقطاع العام والخاص والشركات والقصور والحانوت والدكان والمخازن حتى القبور لم تسلم من سرقاتهم , يسرقون المصريين ويخبؤن سرقاتهم فى برج الظفر – هناك فى سوسرا واميركا وبريطانيا بالارقام السرية للارصدة الذهبية الفلكية الارقام وللعقارات الفارهة فى الامارات وفرنسا وغيرهما ، ففى كل نهار يتظاهر حسنى بابا أو على بابا بالصلاح والتقوى وفى خطاب الدراويش يقول ويصيح : انه لن يسمح بالفساد وانه مع الفقراء حتى اخر قطرة فى دمائهم ! , وضج الناس بالشكوى وسرقة البلاد من نجلى على بابا والاربعين حرامى , لكنهم – الناس - فكروا فى حيلة او وسيلة يكشفون بها على بابا وزوجته ونجليه والاربعين حرامى معهم , تقول القصة الاسطورة فى الف ليلة وليلة – ان الناس اقاموا وليمة من لحوم القطط والكلاب , فاذا امتنع الدراويش عن اكلها كانوا اولياء حقاً وإلا فهم لصوص !
وقبل ان يمد الدراويش ايديهم الى المأدبة , سألهم الناس من نقيبكم ؟ فأجاب على بابا : انا النقيب – يعنى الرئيس :- فصاح الشيخ على ابو شباك : بسك .. بسك !! فقامت القطط تموء و الكلاب تنبح , والتفتوا الى الاربعين حرامى – ثم قالوا للجماهير هؤلاء هم اللصوص الذين سرقوا اموالكم وقد جاءوا الى حكم مصر لخراب بيوتكم ونهب ثرواتكم بمباركة اليهودواميريكا
تقول القصة الاسطورة فى كتاب الف ليلة وليلة , ان على بابا والاربعين حرامى معه ردوا المسروقات المخبأة فى برج الظفر الى المصريين وتكمل الف ليلة وليلة ان الاربعين حرامى ونقيبهم على بابا تابوا الى الله وصاروا اولياء ! ولا زلنا مع الاسطورة المعاصرة ننتظر حسنى بابا وسوزان بابا و جمال بابا وعلاء بابا وعصابة الاربعين معهم ان يردوا الى الشعب المصرى امواله وان يتوبوا توبة على بابا وعصابته ويردوا اموال الناس التى خبأوها فى برج الظفر او بنوك الظفر , حتى ينتشر القصاص الشعبى فى مصر مرة اخرى يدور فى المقاهى والملاهى والحارات والخرابات مردداً ان حسنى مبارك ونجله جمال مبارك كانا حطابين فقيريين , طيبا القلب رد للناس اموالهم وقنعاً مع زوجتيهما سوزان وخديجة بعجنة من دقيق ومكيالاً من القمح قوتاً و رزقا ........... القصة مستفادة من كتاب الف ليلة وليلة
9) )من المعتقل الى ميدان التحرير
لقد أتيحت لى فرصة الإطلاع على أحداث 25 يناير ، ذلك لأن كثيراً من المعتقلين كانوا قد لاذوا بالفرار من سجون وادى النطرون والفيوم وأبوزعبل ، بهذه الطريقة إنتهت مدة إعتقالنا وخرجنا من معتقلات قبرونا فيها إلى ميدان التحرير للثورة عليهم ، لأسجل فى أوراقى مشهديين من مشاهد الثورة لأول لحظات الحرية التى عشتها قبل تننحى الطاغية ورحيله وهى الاولى ثورة الغضب والثانية بين فرعونيين
(10)
ثورة الغضب
(11)
بين فرعونيين
ثمة فوارق كبيرة تعكس تطوراً فى الوعى المصرى منذ ظهر على ساحة ميدان التحرير فى 25 يناير 2011 مجموعة من الشبيبة انطلقت كقوى سياسية وأخذت لنفسها موقع الصدارة فى المواجهة وفتحت عقولها على تطورات واسعة وأعينها كانت على تبدلات ثورية لترسم بوضوح ملامح مستقبل أفضل ، ومن ثمة لعبت دوراً هاما فى فى توجيه الاحداث بل وصنعها أيضاً من زاويتين
الاولى : التغيير الجذرى والأساسى للنظام السياسى الفاسد الذى لايمكنه أن يستوعب متطلبات التغيير الوطنى والتحديات الكبرى التى تواجه مستقبل مصر ولايمكنه أن يحتويه أو يصرفه فى قنوات جديدة بناءة من أجل المستقبل -- فى ظل فشله كنظام سياسى – فى وجود أى حلول لآى مشكلة فى البلاد فضلا عن أن يواجه تحديات المستقبل المصيرية ، فالمضمون العام خلال 30 سنة هو تضخيم صيحات فصيل مزيف لحكومة عاجزة فاسدة مستبدة تتملق الناس بديمقراطية نازية وتدعى أنها إختيار الأغلبية وليس لأحد خارج إطارها حق المشاركة أو التدخل فى شئون الحكم ، وكأن الواقع المهترئ سياسياً وإدارياً لقيادتها المستبدة والعميلة والضعيفة فى الموازنات الإقليمية والدولية لايعنيها !
الزاوية الثانية : كانت المطالبة برحيل القيادة المستبدة لرأس النظام الطاغية حسنى مبارك ، فقدم الثوار إستعراض بسيط للقضايا الاساسية التى أعطتنا فكرة تقريبية عن كمية المشاكل ونوعيتها التى تسبب فيها حسنى مبارك على مدار ثلاثة عقود ، فى مقدمة هذه القضايا أن تاريخ حكم حسنى لامبارك ساعد على تأخر مصر وتراجعها إذكان يسود البلاد بعقلية الحاكم الأوتوقراطى متحالفا مع شرائح المنتفعيين والإنتهازيين ، متبنياً ممارسة سياسة الفساد
جاعلا مركز ثقل النظام فى المؤسسة البوليسية وظهر محور المؤسسة البوليسية بالاستقواء بقانون الطوارئ الذي رافق سياسة إذلال الناس بإستمرار لقمع كل مطلب للحريات
وعلى مستوى النتائج الآولية التى تتابعت فى فترة زمنية قصيرة جدا على الساحة ،نتج عنها قرارات صدرت عن الطاغية حسنى مبارك بالتشبث بالكرسى ، وصدرت قرارت أخرى مقابلة – اجتماعية وثورية تطالبه بالرحيل ورحيل نظامه معه
أثارت هذه القرارات من الثوار تفسيرات وردود أفعال متباينة لدى حسنى مبارك لحفظ ماء وجهه فحاول الانتصار لنفسه بعد أن كشفت الاحداث أن لاوزن له , فقدم ذاته على أنه قيمة عليا للبلاد قدم تضحيات لستين سنة وأن مسؤليته وعياً وإدراكاً ونضجاً !!!!!!!!!!!!!!! تجعله يصر على عدم التنحي أو الرحيل ، مما دفع الثوار بالسخرية منه أكثر بتعليق ظريف " مطلوب جراح للفصل بين التؤأمين حسنى والكرسى ؛؛ !
أما على مستوى النتائج الأولية فكان إغلاق ملف التوريث الذى كان حلم سوزان وحلم حسنى لنجلهما جمال الذى حلم بالسلطة أكثر من أبويه ، تابعه الاعلان عن ثروة حسنى التى سرقها من أفواه الجياع واليتامى والارامل والفقراى من شعب مصر ، لكن أهم النتائج الأولية على الاطلاق فى أيام الثورة الاولى أن مبارك وسلتطه لم يعثرا على مرتكبى القتل العمد ضد الثوار فى ميدان التحرير فى -2 فبراير – لأنهما ببساطة شديدة لم يبحثا عن القتلى وسط صفوفهما !
وفقد حسنى بوصلته وزين له سوء عمله ، ولم يعد يدرك الهدف ، فكشف بوضوح عن سياسته الشوفينية مماشكل منعطفاًتاريخياً أعاد المشهد الفرعونى ( فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ) يإستقدام الجيش فى مناورة لمقاومة التبدل والتغيير ، مقدماً مبادرة كيد وعناد بعدم التنحى حتى لاتتحول مصر إلى فوضى وفساد ، مما أغضب الشعب وجماهير الثورة التى تقوم بالضغط عليه وملاحقته فى كل إتجاه ، فزاد الموقف إلتهاباً وزاد حدة الثورة
فانتقلت الثورة إلى معظم أرجاء مصر تطالب برحيل الطاغية ومحاكمته كخطوة أولى على طريق الاصلاح ( وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وماكيد فرعون إلا فى تباب )
( وقال فرعون ذرونى أقتل موسئ وليدعوا ربه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد ) .
وتلاحقت الأوضاع بأكثر مما تصوره وأعلن الثوار الكره الشديد لبعض التبديلات التى عملها فجأة ، ولم يكن بداً ولامناصاً عن الرحيل !
فكانت محطة اللقاء هى المسافة التاريخية بين فرعونيين ، يوم غرق فرعون موسي فى بحر مصر ونجا الله بدنه فى سيناء ليكون لمن خلفه على مر العصور والدهور أية للتأسى والعظة وعدم التكبر والتجبر والغرور والفساد فى الأرض ، كذلك فر حسنى مبارك ببدنه -- على سنة سلفه فرعون موسى – ونجا ببدنه فى سيناء .
( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك أية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون )

الحياة التى نألفها والحرية التى نعشقها
لقد خرجنا من ظلمة قبور المعتقلات وإلى التيه سرينا وكان من الصعب أن نتعايش مع المجتمع وفقاً للحرية الجديدة لأننا لانحمل أى إثباتات شخصية ، كما أن أسرتى تعيش هناك فى أقصا غرب قارة أسيا ولايحملون الجنسية المصرية ، وكيف الوصول إليهم !
إننا دفعنا فى معتقلات الطاغوت حسنى لامبارك ضريبة الحرية عن المصريين جميعا ودفعنا ضريبة الإسلام عن المسلمين فى الأمة كلها ، ونألف الحياة ونعشق الحرية التى دفعنا ثمنها ، غير ان الزمان – عاد مرة أخرى --وإستدار لنا عكس دورته وعكس بدايته متنكرا لنا ومتوقفاً عند نقطة المجهول ، رغم أن ماحدث يوم 25 يناير كان أبعد بكثير مما تخيلناه أو مما حلمنا به وقت أن كان مجهولا يوم ألقوا بنا فى معتقلات الطاغية حسنى لامبارك وأعدمونا فيها مراراً 0 الاعدام الاول الأعدام الإجتماعى : تنكرت لنا القبيلة والعشيرة والناس أجمعين وأداروا ظهورهم لنا خشية المصير نفسه ! الاعدام الثانى : الاعدام المالى فقد قسم الميراث ونفدت الثروة ولوكانت تل من ذهب لآختل ونفد وتعرضنا للنصب والاحتيال والسرقة والخداع والتجارة بمأساتنا ممن ظننا فيهم القيم والمبادئ ( أنظر الجزء الآول ) .الأعدام الثالث : إعدام العمر الإفتراضي بأمراض الشيخوخة المبكرة خلف القضبان فى القبور والمعتقلات والابار المظلمة التى ألقونا فيها
إنهم تعاملوا مع التيار الإسلامى بكل قسوة وبعنصرية بغيضة ، على أساس انه تيار خطر على حياة حسنى لامبارك شخصيا ووضعوا كل الجماعات الإسلامية فى سلة واحدة وأمنوا أنهم خطر على يقاء سلامة نظام حسنى سوزان !! ، ومن ثمة أجمعوا على إبادة التيار الاسلامى بالتصفية الجسدية خلف القضبان وإن لم تكن التصفية الجسدية فورية فهى تتم على مراحل وعلى مر السنون بدءً بالتصفية الإجتماعية ( كان أهم شئ عندهم تدمير كامل للحالة الإجتماعية للمعتقل ) ثم التصفية المالية ثم التصفية الصحية وإنتهاء الصلاحية بتدمير العقل والحالة النفسية بالشائعات والإستخفاف والسخرية ودس المرشدين والتفتيش المستمر ومصادرة المتاع اليسير أو الكثير من المعتقل والتجويع وإغلاق الزنازين ........ الخ دون أن يشعر أحد بجريمتهم ضد أبرياء ومن شاؤاقاموا بتصفيته الفورية والمباشرة وهكذا أردوا لنا على مدار 30 سنة من حكم لامبارك اللعين
ومن عزلة السجن إلى قسوة الطغاة آلام وذكريات تموج ووتزدحم فى عقلى ووجدانى كخليط من الأفكار والالام يرفض أن يتوارى أويضمحل أو يكون مجرد ذكرى عابرة تنسى مع الايام ، فالحياة صعبة لأولئك الذين لايستطيعون النسيان .
لقد شكلت ثورة الغضب فى ذهنى بسرعة مذهلة صورة عن السنوات الماضية الصعبة فى حياة المصريين ، إلتقطها من بين تلك الحشود الغاضبة التى تجمعت فى ميدان التحرير وأمام مسجد القائد إبراهيم بالاسكندرية ، وقد سدت الافق بأجسادها المتراصة ، يوم إجتاحت الثورة البلا د وحطم الشعب قيوده وفك أغلاله رافضاً القمع والإذلال طالباً التغيير ، إلا أن شيئا من ذلك لم يطرأ بعد ، ولازال حسنى مبارك مقيم فى سيناء دون مسائلة أو محاكمة ولازال يعترى مصر موجة من الإهتياج ( إن لم تشهد البلاد القصاص العدل من هؤلاء الطغاة ( ولكم فى القصاص حياة ياأولى الالباب لعلكم تتقون ) وإلا سيحتقن مرة أخرى الإنفعال المكبوت داخل الناس وتلتهب معه الأجواء ، فالجرح غائر ولم يندمل بعد ،
الفصل الثالث ------- وصف مصر
على سبيل التغيير والتحول المنشود ماأتمناه لمصر – إن شاء الله – هو أن يسود العدل والمساواة ، بالعدل قامت السماوات والارض ، ومن هنا لامناص من العودة إلى منهجنا الاسلامىوتطبيق شرع الله وحكمه فى مصر – رضى من رضى أبى من أبى – { كنا قوكا أذلة فأعزنا الله بالاسلام فإذا ابتغينا العزة فى غيره أذلنا الله }- فالاسلام دين ودولة ومنهج حياة كامل وشامل ، ومن هذا المعتقد الاسلامي الراسخ فى عقولنا كمسلمين وفى وجداننا الذى أضحى فى سبيل الله من اجله دفاعا عن وطنى انطلق بمساهمتى فى بناء مصر المسلمة وأقول ؛
( 1 )
إن معظم مشكلات مصر الحاضرة تنبثق أساساً من النظام البائد الذى وقف حائلاً دون النمو ، وحائلا دون التفوق ، مصراً على نشر الفساد كثقافة تحمى النظام من ويلات الانقلاب ومصراً على نشر ثقافة سياسة التوريث لتتقبل النفوس توريث كرسى السلطة لنجل حسنى ، وبدلاً من أن يقوم ببناء دولة موجهة إجتماعياً ، حول مصر إلى دولة بوليسية تزرع الفتن وتهدد استقرار الناس وحياتهم ، ولم يحاول النظام البائد أن ينتقل بمصر نقلة نوعية للامام بالإستفادة من التقدم المذهل للعملاقين الهند والصين اللذان انبثقت تجربتهما النهضوية من حثالة الماضى بكل تسوله وفقره إ لى خلق عالم جديد بقيادتهما إنطلقا فى مضمار التفوق العلمى لفتح أجواء التفوق التكنولجى والاقتصادى والسياسى ، ومن هنا تنبثق أهمية عدم السماح لكوادر الماضى الفاسد بالسيطرة مرة أخرى على مصر الثورة ، لأتهم استنفذوا من كثرة السرقات والالتفاف على القيم المبادئ واللوائح والقوانين ، وكل من استنفذه الفساد فقد إنتهى وكل من إنتهى يجب أن يزول .
( 2 )
هناك بلاداً كثيرة أغنى منا موضعافى حين من الصعب أن نجد موقعاً حيوياً ثميناً كموقع مصر ، إنه هبة طبيعية نادرة ، نخشى أن مصر لم ترتفع تماماً إلى مستواها دائماً من حيث الاستغلال والاهتمام والنشاط ولو قد فعلت ( وارتفعت بمستواها من حيث الاستغلال والاهتمام والنشاط ) لتغير إقتصادها وبالتالى كيانها جذريا ولعاشت تاريخها منذ وقت مبكر على ساقين من الزراعة والتجارة ,,, ولتغير بإختصار كل تاريخها ومصيرها على الارجح ولما كان عليها أن تقترض الاقتصاد الحديث من أوروبا ولما كانت اليوم دولة متخلفة إقتصادياً كتاب شخصية مصر ج1 ص16 د.جمال حمدان
( 3 )
علينا أن ننظر بخجل لدور مصر الحالى على أنه حالة غير طبيعية يجب أن تنتهى كما انتهء النظام البائد الذى جعل مصر رجل الشرق الاوسط المريض ! وعلى الادارة الثورية أن توجه مخططها فى هذه المرحلة إنطلاقاً من إبتكار صيغ جديدة ترتبط باهداف أكبر دقة وشمولية من أجل زيادة الفاعيات الاستراتيجية والقدرة التنفيذية لتكون مصر الموقع جزء من أرض وأهداف أوسع من حدودها الجغراقية الحالية لإستعادة مكانتها على مستوى الامة الاسلامية والاقليم العربى والقارة الافريقية بما يتناسب مع موقع مصر وتاريخها وعبقرية المكان.
{ وماأريد إلا الاصلاح مااستطعت وماتوفيقى إلابالله عليه توكلت وإليه أنيب }
خاتمة وصف مصر
فى الختام – بإجتصار – على أن أقوم بإماطة اللثام عن أوجه التناقضات فى السجون التى سحقت حياة المعتقلين ودمرت الكثير من معالمهم الجميلة من خلال مخطط منظم لوزارة الداخلية الشريرة ، كانت العنابر فى سجون أبوزعبل شديد الحراسة وطرة والليمان وغيرهم متلاصقة ومتجاورة ، ورغم الجوار بين كل عنبر واخر داخل المعتقل الواحد ،إلا أنها تشبه القرى النائية المتباعدة الرابضة فى بطون الصحراء ، ويجب ان نجتاز تلك الضروب لنلتقى وذلك مستحيل إلا أثناء الزيارات العائلية أو الخروج للعيادة داخل المعتقل ، وقصارى القول والنصائح التى قدمت لنا من قدامى المعتقلين فى هذه السحون السيئة من أجل الحفاظ على الكرامة عليك قبول إحتمال الأسر الطويل والحفاظ على الصحة العامة بدنية وعقلية بتقوية قدرات الذهن بحفظ القرآن الكريم أو الاحاديث النبوية أو الشعر والنثر العربى مع إحتساء كميات معقولة من القهوة يومياً وتناول التسالى من بذر البطيخ –اللب- وماشابهه ومن الفول السودانى وبعض الفيتامينات وعليك التحمل سواء القوا بك فى جحر أو فى غرفة مقبولة وهنا تكون الحاجة ماسة الى روتين من النظافة ولاتعترض على طعام فى مثل هذه السجون فهو دائما ردئ الصناعة والطبخ سئ قمئ المذاق ردئ الجودة قليل الكمية وعليك الثقة فى الله ان غداً هو موعد إطلاق سراحك فإن غداً لناظره قريب مع تجنب المناقشات الفكرية فالنقاش فى الافكار والعقائد فى السجون المصرية جدل عقيم إذ لاتغير السجون والمعتقلات فكر أو إعتقاد لأحد وإن تظاهر البعض بذلك فهى تقية لتخفيف بعض الضغوط الرهيبة عليه ورفع التعذيب عنه ولتوقف المضايقة عن عائلته ويبقى مافى القلب فى القلب ، وأذكر ان مجموعات الاخوة من سيناء فاض بهم الكيل فكتبوا تبرئة من المبادرة والوثيقة وانهم يرفضون كل هذ ه المقررات البوليسية من امن الدولة واعلنوا أنهم قبلوا ذلك تحت الضغط والاكراه وهم يرفضون هذه المبادرة ثم قاموا بتوزيع البسكويت إبتهاجا للتخلص من عبث ا لمبادرة والوثيقة – ذلك بسجن الفيوم - وشاء الله تعالى بعد هذا العمل الصالح و ان فتحت السجون ابوابها عنوة بعد فرار اشاوش وزارة الداخلية والمغرورين واهل التكبر والغرور من امن الدولة وانتهى اعتقالنا بأمر من الله وحده رغماً عن الطغاة ورغم المبادرة التى يشترطونها على البعض
لآعود لوصف وضع الاخوة المعتقلين داخل معتقل الفيوم السياسى :
فالوضع فيه مغاير ومتميز بجودة الطعام ووفرته بكميات كبيرة للمعتقلين دون السحناء الجنائى إلا ان هناك حزمة من التناقضات بين المعتقلين أنفسهم من حفنة من صغار لاتتعدى أصابع اليد الواحدة كانت رذائلهم قد فاضت بتشويه الحقائق وانحراف بلغ مبلغاً جسيماً من الفشل ، كانت هذه الحفنة هى الفشل بعينه ، أما الكثرة الكاثرة من المعتقلين فيعيش كل منهم فى عالم خاص به من التفكير وعالم من الاحساس ابالمسؤلية المشتركة والذى جعلنا فى مواجهة حقيقية مع ذواتنا ، هل يمكننا تغير سلوك أمة عاث فيها الفساد وعاثت فيه وعاشت لثلاثة عقود بغير تماسك ؟
كان هناك شعور من الاجهاد يغزو وجودنا جميعاً _ أحاول كغيرى من المعتقلين أن اتغلب عليه بطريقتى - واتخلص منه ، فغالباً أبدأوحدى مع ساعات الصباح الاولى – لمدة ساعة – بممارسة التمارين الرياضية القاسية وتدريبات التقوية البدنية ولعبة الكاراتيه التى اجيدها للحفاظ على اللياقة البدنية وكضرب من ضروب التخلص من الاجهاد وتفريغ الطاقة والترويح عن النفس وأحياناً أشارك فى مبارة كرة قدم جماعية بعد صلاة العصر لقرب صلاة المغرب ، كذلك دخلت فى ضروب الاعتكاف بقيام الليل وتلاوة القرآن الكريم والمحافظة على الاذكار واستعمال العطور الخالية من الكحل دوما وباستمرار ووضعت لنفسى منهج دراسى على أساس منظم من القراءة والكتابة لساعات طويلة وبلا ملل ، وقد تمكنت ان أهئ عقلى لهذا الوضع واعتبرت ذلك إنتصاراً أحرزته لتطوير نفسى ولإعادة بناء قدراتى الثقافية من جديد لعلى أقدم شئ نافع يستفيد منه غيرى واحتسبه عند الله عز وجل بعيدأ عن حفنة الفشل ونظريتها خالف تعرف التى تقوم على الجهل المركب بالاحداث والافراد والواقع وعلى مبدأ كيف تلتقى مع أعداءك الحقيقيين لتدمر أصدقائك الحقيقيين كذلك فراراً من تصوراتهم وموجات تفكيرهم وانطباعتهم المتقلبة تجاه الافراد والمواقف والاحداث ، فلم أكن مستعد لقبول إنطباعتهم أو الاستماع لموجات تفكيرهم واعتبرتهم يمثلون وثبة للخلف للسباحة ضد التيار وصوب الماضى هربا من حقيقة الواقع وصنوف البؤس التى نتعرض لها على أيدى الطغاة منذ سنوات فكان لابد من تجاهلهم تماماً من أجل الاستمرار فى وثبة للأمام
وعندما فتحت لنا الحرية أفاقاً جديدة للحياة ، محيت من ذاكرتى السلبيات وذكرت الايجابيات التى لاتحصى فوائدها فإن معظم المعتقلين – بإستنناء حفنة الفشل – قد من الله عليهم بحفظ القرآن الكريم وارتقى معظمهم الى مستوى علمى متطور من الجامعات المصربة
كذلك كانت القراءة والاطلاع وسماع الدروس الشرعية من خلال اجهزة الجيب الحديثة ام بى 3 و4 ذات فائدة عظيمة فى نحصيل العلم الشرعى وتذوق جمال اللغة العربية الفصحى من العلماء
وكان أكثر أهل العلم تواجدا معنا فى المعتقلات المصرية بشكل عام وفى الفيوم على الخصوص العلامة صالح عبدالله آل الشيخ مصاحبا للمعتقلين وعليه اقبال للتحصيل الشرعى من اصداراته شرح كتاب التوحيد للامام محمد بن عبدالوهاب وشرح مسائل الجاهلية وشرح العقيدة الطحاوية وشرح الاربعين النووية لقد قدم لنا الشيخ صالح فى دروسه العلمية مركزية توحيد الله جل وعلا وعبادته وحده فى رسالة الاسلام المتوافقة مع الكون والفطرة ،
أما سلسلة دروس الشيخ الخضير فك الله أسره ووالشيخ الدوسرى والشيخ الطحان والشيخ ناصر الفهد والشيخ الشنققيطى رحمه الله بالاضافة لكتب العلامة ابوالاعلى المودودى والشهيد سيد قطب ود.حامد ربيع وكتاب الجامع للعلامة سيد إمام فقدموا لنا الاسس التى انطلق بها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ، بقيم الاسلام المرتبطة بالسلوك العملى والفقهى فى المجال الاجتماعى والتاريخى والسياسى والنظرية السياسية فى الاسلام بحاكمية الله والجهاد فى سبيل الله لتحرير العباد من عبادة الطواغيت الى عبادة الله رب العباد وقدم لنا الشهيد منير الغضبان فى كتبه عن السيره النبوية دراسات فى السيرة النبوية -3أجزاء – والمنهج الحركى للسيرة النبوية قدم مفهوم الثبات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تغير الواقع وعبقريته الفذة صلى الله عليه وسلم للتحرك للمواجهة وإحراز النصر ، أما الاحاديث النبوية الشريفة عن اخرالزمان وكتب الفتن والملاحم واشراط الساعة واهمها – فى رأئ – مؤلفات العلامة حمود التويجرى رحمه الله ، خاصة كتاب ( اتحاف الجماعة فى الفتن والملاحم واشراط الساعة ، بأجزائه الثلاث ) وكتاب الرد على المجرم الاثيم وكتابه فى الرد على منكرى المهدى ، افادتنا اكثر من غيرها فى إعطاء تفسير عام لواقع الصراع الحالى ومعرفة دوافعه ومعرفة تفسير واقع المحنة التى نعيشها فى المعتقلات ( ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا) وافادت فى معرفة تصور عام لمستقبل الصراع ، وكان وراء اهتمامى الخاص بهذه النوعية من الكتب الشرعية - نصيحة ارسلها لنا من اطناب القرى المتباعدة بين عنبر 1 وعنبر 2 فى سجن أبوزعبل شديد الحراسة – الاخ ابومعاذ وتقول نصيحته التى لازلت احتفظ بها ، إذا اردت فهم الواقع مع تحليل صحيح له فعليك بإستقراء التاريخ ومعرفة السنن الكونية ودلالادتها من حيث حقيقة الدوام ومن حيث حقيقة الثبات والاطلاق فى الوجود الكونى ، وتجدها فى كتب الفتن والملاحم واشراط الساعة ، فسوف تفيدك فى التحليل السياسى ، حيث ان لكل موقف سياسي دلالته واهم شى فى صحة التحليل السياسي للاحداث هو ربط الخبر بصاحبه ، وهنا تكمن اهمية صاحب الخبر وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق المبلغ عن رب العالمين ومن اصدق من الله حديثا ،
وكانت سماع التلاوة المباركة من القراء المصرين المنشاوى والحصرى وعبدالباسط والبنا ومحمد رفعت تعيد لنا الخشوع والاتزان ونصحح منهم مخارج الحروف وبعض اخطاءنا فى التلاوة وهكذا أراد الله لنا أمرا كان رغم كيد الطغاة بنا ومحاولاتهم تدميرنا
(2)
لقد سنحت لى الفرصة بالتعرف عن قرب على فكر واعتقاد الاخوان المسلمين خلال اعوام 2007- 2008 فى المعتقل من خلال المناقشات المهذبة والهادفة مع كوادر للاخوان نشهد لهم بالخلق الرفيع كالأستاذ أحمدى قاسم ،د.سيد محمد رمضان والمرشد الحالى محمد عبدالبديع وكانوا قد اعتقلوا لشهرين الى ثلاثة اشهر عام 2008 مع جمع غفير من من كوادر الاخوان فى بنى سويف والفيوم التقينا بهم وناقشناهم وسمعنا منهم ، ويمكن القول عن الاخوان المسلمين أنهم تيار سياسى منظم صعب التفكيك وهو فاعل ومؤثر قادر على تحريك الشارع المصرى وقادر على حكم مصر إلا انه غير قادر على الاحتفاظ بالسلطة والاستمرار فى الحكم وهم يمثلون فئة وطنية مخلصة لمصر ليسوا عملاء ولاخونة ولايقول عنهم جماعة محظورة إلا أحمق مغيب عن الواقع أومأجور وانتهازى كان يتملق الحزب الوطنى لمصالح شخصية ووجاهة اجتماعية ولاأبالغ فى قولى عن الاخوان المسلمين ان أهم سلبياتهم على الاطلاق أنهم حعلوا من أنفسهم الامة الاسلامية وحصروا فى تنظيمهم القضية ، وهمشوا الامة ككيان وواقع ومفرزة للرجال ، حين ينسبون كل نجاح محصلة لجهدهم وأى فشل محصلة لأهداف غيرهم (1)
أما فاعلية الاخوان السياسية فهى تقوم على التداخل الاجتماعى والمتواصل مع الجماهير من خلال خطاب تعبوى يعتمد على المظاهر الاجتماعية للكوادر النشطة ذات الكاريزمية الخاصة ، وهم يأخذون الاسلام برنامج سياسى لكسب الشارع السياسى من أجل الوصول الى السلطة بقناعات المرحلة الراهنة التى تؤكد علمانية الدولة وعلمانية النظام ، ليكون تنظير الاخوان المسلمين هو تنظير مجرد لتطبيق وإرساء شرعية دولية لإقامة مجتمع مدنى ديمقراطى بمقومات الحضارة الاسلامية ، متمشياً بالتوازى مع المنظومة العالمية والشرعية الدولية ، فالمفهوم العام لجماعة الاخوان المسلمين بمصر أنهم تيار تقليدى ديمقراطى لافرق كبير بينه وبين الحزب الديمقراطى المسيحى فى اوروبا – الذى يحكم المانيا حالياً – فهو لايريد تطبيق المسيحية وكهنوتها فى الحكم وإنما يطالب بروح الحضارة النصرانية فى حياة المجتمع الغربى وكذلك الاخوان المسلمين فى مصر تطالب بروح مقومات الحضارة الاسلامية فى حياة الشرق ولاتطالب بتحكيم الشريعة الاسلامية فى مصر !
أما عن تجربة الاخوان المسلمين فى الحكم بشكل عام - وليس هنا موضع التفصيل ومحله دراسة أخرى – سوف تنشر قريبا ان شاء الله عنه - ،يتم نشرها قريبا ان شاء الله - فتجربة الاخوان فى الحكم أعطت دلالات مشوهة عن قيم الاسلام واعطت دلالات مشوهة عن أحكام الشريعة الاسلامية حيث حصروا الدين الاسلامى فى جزء الشعائر التعبدية ففرغوه من مضمونه ومحتواه لتصبح بقية أجزاء الاسلام مزيجاً غريبا أو مجرد تراث ثقافى يتم صهره كتراث ثقافى للحضارة الغربية ! وفى محاضرة القاها مرشد الاخوان الحالى د. عبدالبديع كان لى مداخلة عن عدم بحث الاخوان عن الدليل الشرعى فى مسألة البرلمان وخوض الانتخابات ،فقال انه جوار منحه لنا النظام فقلت انكم لاتكفرون النظام والجوار هو الحليف والناصر ! والجوار يكون من كافر اصلى الى مسلم كما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم فى جوار المطعم ين عدى فتهرب عبدالبديع من الموقف وغير اتجاه الهجوم عليه وترقب اتباعه لاجابته ليصيح بصوت مرتفع امام الحضورموجها لى سؤال بغضب وانفعال شديد قائلا اجبنى انت : لماذ لم يشارك الرسول فى حكم قريش وقد قالوا له ان اردت الملك ملكناك علينا ؟ ، وكانت الاجابة اسرع من السؤال قابلت غضبه بهدوء وثقة قائلا ان الرسول صلى الله عليه سلم رفض الملك علي قريش وحكمهم لانهم ارادوا ان يملكوه على شريعة اباجهل وليس على شريعة الاسلام ولم يشارك فى حكم قريش لآن الاسلام لايقبل انصاف الحلول وبعد ان فتحت مكة واسلم كفار قريش كانوا جميعا تحت حكم الله ورسوله
أما أكثر ماأزعجنى من الاخوان المسلمين هو الصحفى الخاص بهم فى مدينة الفيوم وكان قد سبق اعتقاله فى سجن الفيوم فقد حصل منى على بعض المقالات والدراسات ثم تختفى مقالتى ودراساتى بعد ان تصل له فلا يردها ولايخبرنى عن مصيرها المجهول واكتفى بنشر دراستى ( نقد وثيقة سيد إمام فى احد الصحف بعد ان بترها وشوهها وكتب لها تقديم هو عبارة عن ملخص لما بتر وشوه من الدراسة وهذه قدراته بسبب الولاء التنظيمى لحركة الاخوان التى تجعلهم دائما يحصرون فى انفسهم الامة والقضية مهمشين غيرهم فهم لايقبلون النقد خاصة من التيار الاسلامى الذى غالبا يقدم ملاحظات وسلبيات عنهم،
وبعيداً عن تمجيد الذات اواحتقارها او رثاءها بقيت فينا ولنا وداخلنا قيم ومبادئ قصة الحياة الرائعة والخافية عن الرواة والخافيةعن التاريخ يوم تحقق النصر وتحطم الصنم وسقط هبل وسقطت معه أصناما كثيرة ، وانتصرنا على الطغاة ، ولعلى حزت - بالتوفيق بإذن الله الله – أثناء استعراضى صفحات تلك القصة الرائعة بفصولها الثلاث وبين سطورها المتواضعة إزدراء للماضى بعقوده الثلاث بإستثناء إنجازات له نادرة أو خبرات له سالفة –قليلة- وكان فحوى ذلك محاولة لإستشراف المستقبل بالتوازن بين الامال والمخاوف بعيداً عن الاحباطات التى ولدت داخلنا جميعاً نشؤ واحاسيس الانتقام والثأر
وهكذا أراد الله لنا أمرا كان رغم انف الطغاة الذين حاولوا مراراً تدميرنا بكل قوة وبكل مخططاتهم التى ردها الله فى نحورهم يوم 25 يناير يوم حاق المكر السئ بأهله
وكانت فترة الاعتقال هى من باب ( وعسى ان تكرهوا شيئا وهوو خيرا لكم ) ويبقى الاجر من وراء هذا الاسر الذى نحتسبه عند الله الذى لايضيع أجر من صبر على البلاء واحتسب عند الله ورضى بقضاء الله فالحمد لله الحمد لله
والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل

بسم الله الرحمن الرحيم
خيانة تحت سماء روالبيندى

بقلم \ ابومالك الفلسطينى محمد حسنين

كنت اعتزم - وانا فى المعتقل - أن أدفع كتاباتى التى كتبتها – كخواطر ومصاعب – عرضت على فترة الاعتقال فى باكستان ومصر الى صحفى او ناشر لينشرها فى صحيفة او مجلة ، لو فعلت ذلك - وقتئذ- لتحركت قليلا نحو الحرية ، احزننى وقتها ان الخوف من جهاز امن الدولة كان مسيطرا على الصحفى الناشر الذى دفعت إليه اوراقى ، واليوم وأنا انظر الى اوراقى وكتاباتى عن المحنة أجد ان معظمها كان لابد ان يصل الى الناس وهو يتحدث بأسلوب اكثر واقعية عن محنة الاخوة الاخرين ، كذلك ، الكتابة عن احداث المحنة بعد نسيم الحرية يجعلها ذكرى واطلال ماضى لكن مستحيل ان يفقدها أهميتها او يقلل من شأنها .
والان اجد نفسى استطيع الكتابة عن الكثير من هذه الاحداث المأساوية بإثارة وابتهاج ناشئ عن التغلب والانتصار ، فمشاعر المنتصر وافكاره يحسن نقلها الى الناس ويمكنهم التفاعل مع فكرة الانتصار بعاطفة من اجل المطالبة بحرية الاسرى والمعتقلين والنداء برفض القهر والذل ورفع الظلم ورفض مايحفره الطغاة فى منأى عن الجماهير لقبر حرية الشعوب وإذلال ابطال الامم

(1)
سألنى ضابط استخبارات isi فى اسلام اباد كم يساوى اليوم هنا ؟
- اليوم هنا بشهر !
- ضحك ساخراً : اليوم هنا بسنة كاملة وهذا المكان هو أفضل سجون المخابرات الباكستانية !
فى اليوم التالى تم ترحيلى الى سجن استخبارات روالبيندى
هناك ، حاولنا ان نكتشف أعدائنا بأنفسنا ، كانت احوالنا مستعدة لقبول الانطباعات السيئة والحالة المزاجية المتقلبة الوافدة على وجوه كائنات باكستانية لاإنسانية ، تعمل على تدميرنا منذ شهور ، فبعد ان ألقوا بنا فى مقابر شيدت فى اعماق ابار مظلمة معتمة تحت سطح الارض لايسمع بها احد – كانوا يمارسون علينا هناك اشكال من استنزاف القوى العقلية والذهنية والنفسية والبدنية اقلها الحرمان من النوم لأيام
كان من حقنا ان نتساءل فيما بيننا ، ماهى الغاية من هذه المعاملة القاسية التى نتعرض لها بعد ان إنهارت كل خطوط دفاعتنا فى التحقيقات والانتصار الوحيد الذى احرزناه هو التحدى بعدم التنازل عن العقيدة وعدم إعطاء الدنية فى ديننا
كانت معرفتنا بقصة تشييد هذه السجون معرفة ناقصة ، ورغم قلتها وندرتها كانت ذات أهمية بالغة للاسرى
اخبرنا اخوة باكستانين معتقلين معنا : أنها شيدت فى عهد ضياء الحق وكانت مقصورة على اعتقال الاسرى الهندوس الجواسيس على باكستان فقط ،
- مالذى حدث بعد ذلك لتتوقف عن اعتقال جواسيس الهندوس وتتخصص فى اعتقال المسلمين دون غيرهم ؟!
لست أدرى !
- 2 -
ان البحث عن مصادر واسباب سوء معاملة الاسرى المسلمين فى سجن استخبارات روالبيندى واضحة الى أبعد الحدود ، فهى نتيجة عوامل إنحطاط الصراع الطائفى الطويل الذى تجلى فيه الكثير من النزاعات بين طوائف الاسماعلية والاثنى عشرية والقادياينة ضد اهل السنة ، هذه الطوائف الضالة سهلت على اميريكا مغامرتها فى احتلال افغانستان والسيطرة عليها ، ثم وقع فى ايديهم اسرى المجاهدون والغرباء المسلمين
فسرعان ماأطلقوا علينا مصطلح وهابى بعقلية وافكار بث سمومها الاستعمار الانجليزى فى القارة الهندية استثمرته بعد رحيل المستعمر هذه الطوائف الضالة فى حربها على اهل السنة فى باكستان .
- 3 –
ابومصعب السورى
بعد ترحيلى الى سجن استخبارات روالبيندى نزلت الى الزنزانة المعتمة كبقية الاسرى ، فى الزنزانة المواجهة لى شاب يمنى أشار الى وسألنى بصوت خافت - مااسمك ؟
- محمد ،
- ابومصعب السورى يسأل من الاخ الذى جاء الان وماقصته و متى اعتقل وكيف اعتقل واين اعتقل ؟ ، سوف نوصل له المعلومة عند الذهاب للوضوء فى صلاة الفجر !
كان على ان اذهب الى الوضوء لصلاة الفجر فى دورى ويمكنى الحديث معه حيث انه فى الزنزانة رقم 1
كان ابومصعب يتحين الفرصة بعد صلاة المغرب لقول كلمة قصيرة او ليبين لنا كيف تم خطفه والغدر به وماذا تم معه ويسأل من ، من الاخوة اعتقل ومن لازال فى مكمنه ويسأل هل احد رأى رؤيا مبشرة
كان يؤكد انه وقع فى فخ حيكت فيه مؤامرات قادته الى هذا المكان بعد ان قضى اربعة أشهر سابقة بين جدران سجن استخبارات لاهور وفى أغلب الظن هناك قلاقل قادمة فالمشكلات لم تنقضى بمجيئنا الى روالبيندى بل نحن هنا اصبحنا فى ساحة غدر اخطر مماانطوت عليها ساحات مرحلة ماقبل راولبيندى لكن المستقبل ليس مظلم وفى استطاعتنا بقوة الايمان ان نتغلب على المخاطر والمشكلات فسوف تبرز لنا الدنيا من جديد
بدأت الصحف الباكستانية تعلن عن مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يعتقل مصطفى ست مريم ويسلمه لأميريكا وتصلنا الى المعتقل بالانجليزية والاردية ، بالفعل وكما توقع ابومصعب بدأت قلاقل أعظم ومشكلات أخطر !
كان معنا فى معتقل بيندى بالاضافة لأبومصعب السورى شباب طاهر من المجاهدين اصحاب المبادئ والقيم منهم شاب من الشيشان واخر من روسيا واخوة من باكستان واوزباكستان وطاجيكستان واخ من كندا واخرين من اليمن ومصر وسوريا اذكر من الاسماء اللامعة الاخ عبدالله خضر الشهير بالكندى بن الشهيد ابوعبدالحمن الكندى وسيف الله اختر من باكستان وهو احد كبار دولة طالبان المقربين من الملا عمر ومن مصر عثمان الصعيدى وإنضم الينا قادما من سجن استخبارات بيشاور محمد واخيه خالد نجلا مرجان سالم الشهير بعيسى المصرى ، وعبدالرحمن ابن الشيخ محمد الشرقاوى
لقد قضينا شهر رمضان وانتهى عيد الفطر المبارك منذ ايام وبدت تظهر لنا موجات الغدر .. لكن الى اين ؟ الانباء الواردة يغلب عليها الترحيل الى معسكرات اعتقال بجرام اوقندهار ومنها الى جوانتناموا ، لكن المصريين الخمسة ، عقدت بشأنهم صفقة وهكذا بدا الزمان يغير دورته فى السجن بعد ان عزلنا عن الحاضروالمستقبل ، وفصلنا عن الماضى ، على كل حال اصبحنا فى معتقل روالبيندى أسرى الماضى ، حرمنا النشاط والحرية واصبحنا عبيدا نساق الى البيع فى صفقات معلنة كحال ابومصعب السورى ( 5مليون دولار) وفى صفقات سرية كحالنا نحن المصريين الخمسة وفى الوقت نفسه كنا نواجه الموت ونسخر منه ، و ينبعث من اعماقنا نداء لايفارقنا يدعونا الى الامل فالفرج يدنوا كفلق الصبح نحو بروز جديد
وبقى شئ فى داخلنا – سيبقى فينا أبد الدهر- وهو
إزدراء المخابرات الباكستانية ووصفها بالكائنات اللاإنسانية ، لقد كانت فلسفة ابومصعب السورى فى المعتقل المغلق مرتبطة ببث الامل ومالذى يجب ان نفعله الان لتقوية الصلة بالله عز وجل فهى الطاقة القوية لإعادة الثقة فينا بأننا سوف ننتصر ، مشاريع الامة القادمة لايمكن ان تقف عند مخططات الطغاة واحتلال افغانستان والمبشرات النبوية تؤكد عودة افغانستان وانطلاق اصحاب الرايات السود من خراسان ، سوف ننتصر ، وسوف نكمل دورنا معا وسويا حتى النصر – فرج الله عنك ياأبومصعب -، كانت هذه الكلمات ذات أثر معنوى ينهى على كل الآم الاسرى فى لحظة لنستشرف المستقبل وواجبنا نحوه
يستمر ابومصعب : ـ
اما اسطورة هنتجتن وصدام الحضارات ومايقال عن هرمجدون ونهاية العالم فإن قوى الشر تحاول فى كثير من الاحيان ان تسلك مسلكا تغمس فيه البشرية فى العنف والمخادعة محاولة للقضاء على فشل الحضارة الغربية فى اسعاد البشرية لتقع فى فشل اخر حين ترسم نهاية مأسوية للبشرية بمثل هذه الاساطير والخيالات .
حدثنا ابومصعب عن فخ المؤامرة - خلال فترة اعقبت انتهاء كتابته لسفره دعوة المقاومة الاسلامية العالمية ، بدأ يرتب للالتحاق بالمسيرة ، وبعد اتصالات جادة مثمرة مع عناصر من الاخوة الافغان والعرب والباكستانيين فى القاعدة وطالبان حزم امتعته وجهز اسرته واستعد للانطلاق الى مسيره من كراتشى الى بلوشستان على حدود افغانستان فلايمكن لمثله أن يرى نفسه بعيداً عن مجرى الصراع مؤثراً سلامته العائلية على حقائق يؤمن بها ونصرة دين يعيش لأجلها فهناك نداء الاسلام يدعوه الى العمل والمغامرة .
لقد كان موقفه من المسير فيه شئ من التفاءل فى وجود سرب آمن سوف يصحبه فى رحلته .
– لايغنى حذرا من قدر –
ومع وصول الحافلة الى محطة كويتا فى بلوشستان ، كان هناك ملاحظة مروعة ومفاجأة مذهلة محطة الحافلات مجهزة للصيد الثمين !
نزل الركاب وانطلق حارس ابومصعب الى باب الحافلة ليأمن الطريق هنا انطلقت صوب صدره رصاصة الغدر ألقته وسط بركة من الدماء ، وفى لحظات تم خطف اطفاله وزوجته وتقييده واصطحابه فى موكب من السيارات الفارهة بعد وضع الغمامة السوداء على وجهه وعينيه وانطلق به الموكب الى لاهور
مكث اربعة اشهر – بروايته – يدرس لهم سياسة شرعية ويقدمونه للصلاة بهم ويطمئنونه على اهله واطفاله دون ان يخبروه اين هم ؟ وماذا عنهم ؟
جزاء سنمار
اقنعوه بضرورة السفر الى سجن استخبارات روالبيندى حتى يتم عمل إجراءات لسفره الى اسبانيا
وودعوه بالاعناق والاحضان ليصل الى روالبيندى وبعد يومين من وصوله عادت الصحف الباكستانية إلى نشر اعلان المكافأة لمن يعتقل الشهير بأبومصعب السورى ، و فك ابومصعب الشفرة واعلن لم يعد هناك لغزاً خفياً
فليس عند هؤلاء الانجاس اى اعتبارات انسانية او اخلاقية .
وجاء يوم رحيل المصريين الخمس يتم تقيد كل واحد منا على حده بسلاسل حديدية تمتد الى مترين وتلف سلسلة حديدية حول الوسط ويمسك بكل طرف سلسلة احد الكائنات الباكستانية اللاإنسانية وعلى وجوهنا اكياس سوداء تخفى ملامحنا لكنهم تعمدوا ان تكون شفافة لنرى من خلف ستار شفاف كيف تتم الصفقة
كان ابومصعب اتفق مع احد الحراس المحسوبين على اهل السنة ان اقف امام زنزانته ليودعنى ، وبالفعل نبهنى الحارس فوقفت فوصانى بالصبر والاحتساب واننا سنلتقى حتما وان المسافر مستجاب الدعاء فلا تنسانا من صالح الدعاء ولم يكن هناك بد ان ينهى الحارس اللقاء ويقطع الحديث بسبب صراخ مرؤسيه اسرع يابغل !
وحسبنا الله ونعم الوكيل




- 4 -
فى معتقلات استخبارات باكستان – كان لدى الاخوة الاسرى – رغبة فى الاعتصام يداً واحدة وذلك بالقضاء على جميع الخلافات الفكرية والشخصية فيما بينهم ، حيث ان سبب الخلافات يكمن فى إعجاب كل ذى رأيي برأيه
وعندما زالت الفرقة – ولو مؤقتاً- استطعنا مواجهة الطغاة ورفضنا الاذعان لما اعتبرناه شر يؤدى الى الكفر وهو التعاون المباشر مع المخابرات الباكستانية .
لقد اكتشفنا ان جهاز المخابرات الباكستانية isi ينظر الى عناصر الحركة الاسلامية – بكل فصائلها – على أنهم حمقى وعملاء يجب توظيفهم لمهمة واحدة هى حماية الامن القومى الباكستانى ووفقا لمتطلبات فقه المرحلة الاستراتيجية لجهاز isi ، ومن العسير جداً ان تتغير نظرتهم الى شباب الصحوة الاسلامية – من حمقى وعملاء - لتنتقل الى نظرة موضوعية .
ويمكن القول بصدق عن عناصر isi مخابرات باكستان أنهم طائفة إنتهازية شريرة مفتونة بالنظرية اللااخلاقية فى الحياة ، فهم يتميزون بالكبروالغرورفى تقييمهم لغيرهم ويزعجهم تقييم الاخرين لهم - ان المخابرات الباكستانية ISI يبيعون امهم بروبيتين –
يعانى معظم عناصر isi من القلق العقلى والاضطراب النفسى إذ أنهم يعتبرون ظواهر الدجالين وخرافات المشعوذة او ما يطلق عليه مسمى المعتقدات الفلسفية الميتافيزيقية وماوراء الطبيعة و كذلك خرافة تحضير الارواح - التى تقودهم الى خداع الذات بمحاولات إستقصاء ظواهرالحياة الباطنية للاسرى - على انها أساس فى جلب المعلومة الصحيحة من الخصم .
فيعتقدون فى السحرة وتحضير الجان واستعماله لإنتزاع معلومة من الاسير بطرق ووسائل سخيفة محاولة منهم لإستقصاء أسرار الاسير المسلم أو لتدميره تدميرا كلياً او جزئيا بالسحر والشعوذة ومن ثمة يتم اطلاق الشائعات حول الاسير فى المعتقل و اتهامه بالجنون والخلاص منه ضمن برنامج الاستنزاف الذى يتعرض له الاسرى المسلمون فى سجون استخبارات دولة الاسماعيلية الاغاخانية الكافرة المسماة باكستان خصوصا اذا كان هذا الاسير يحتفظ بمعلومة مهمة يمكنه نقلها بعد بيعه للجهة التى سوف تدفع ثمنه .
لقد اكد بعض كبار ضباط المخابرات الباكستانية فى بيشاور لعناصر من قيادات طالبان – كنت على اتصال بهم قبل وقوعى فى الا سر - ان سبب القصف الاميريكي لباكستان بصواريخ سقط احدهما قرب جسر اتك نهاية عام 2004 ، هو عادل الجزائرى الاسير العربى الذى تم بيعه الى اميركا بعد ان رفض العمل مرشد ل isi إذ أنه كان موسوعة معلومات هامة و دقيقة عن دور المخابرات الباكستانية القذر فى الصراع الافغانى !
لقد ظل عناصر isi ينظرون الى الاسرى المسلمين فى سجون الاستخبارت بإسلام اباد وروالبيندى من عل حتى 5 رمضان 1426 يوم ان حنت باكستان كلها هامتها وأصابها الذل والصغار امام زلزال مدمر، قضى على معظم بنيتهم الاساسية وقضى مؤقتا على الغرور والكبرياء للكائنات الا إنسانية فىISI .
نزل مسؤل سجن الاستخبارات شخصياً الى الاسرى وسأل كل أسير بلطف عن حالته وهدأ من روعه ثم وزع علبة بسكويت على كل اسير طالباً من الاسرى جميعاً التوقف عن الدعاء على باكستان فى الصلوات ووقت السحر ويقسم بذات الله العليا لن نسلم اسير مسلم لأعدائه –اسلا م زندباد - وسنطلق سراحكم جميعا ! وبالفعل توقف بيع الاسرى حتى اول اسبوع من نهاية عيد الفطر المبارك ثم تتابعت صفقات البيع بعدها !
واسجل هنا حقيقة شهادة لله ، يوم ان وقف رجال من اسرى المسلمين – فى سجن استخبارات اسلام اباد وامام حراس السجن - وقت السحر وقبل أذان الفجر بقليل – سالوا الله عز وجل النصر والانتقام لهم وان يزلزل الله باكستان شرقا وغربا شمالا وجنوبا ولم يكن بين الدعاء والاجابة الا ساعة او اقل من الساعة - كانت دعوة رجال مظلومين صالحين وافقت قدر الله - اتق دعوة المظلوم ...
فى صباح اليوم التالى آتتنا الصحف بتفاصيل الزلزال المروعة وكانت مليئة بصور الجماهير التى شردتها الكارثة وحالة الجماهير اليائسة ، حيث تبدو على وجوههم وفى اعينهم الحسرة والاسى والخوف من المجهول وهم ينظرون الى أطلال الديار و اطلال المصانع التى أطاح بها الزلزال المدمر ، وفوق كل شئ الفقر المدقع والهائل بين المنكوبين يسجله تعليق المصور أو المحرر بقلمه اسفل كل صورة او فى الاطار حول صور النسوة والبنات المشردات ومعهن اطفالهن وهن يطوفن فى الشوارع ويصطدمن بالرجال بحثا عن مأوى فهم بحاجة الى الطعام واللباس ومأوى للسكن وجميع ضروريات الوجود الانسانى .
لم تهز - هذه الحقائق - العناصر اللاانسانية فى isi او تنبههم الى كوارث الزلزال المدمر الذى عرى نفوسهم الشريرة المتكبرة لعلهم يتوبوا الى الله ، فى حين اعتبرالاسرى هذا الزلزال إجابة لدعاءهم و نصرة من الله لهم ، ليعود هؤلاء الاشرار المتكبرين يصرحون انهم سألوا علماء اهل السنة فى اسلام اباد عن سبب الزلزال على باكستان ؟ فأخبروهم بما كانوا يجهلون ان هذه الزلازل فى شهر رمضان من علامات اقتراب الساعة ومن علامات اقتراب ظهور المهدى من نسل الحسن بن على رضى الله عنهم - فازداد الطغاة كبر على كبر وكأنه لم يقع شئ يستحق التوبة الى الله او ان الزلزال المدمر كان مجرد كرامة اصابت باكستان فدمرتها وشردت سكانها إيذاناً وإخباراً بقرب موعد المهدى المنتظر !
لقد ساهموا فى تشريد ملايين الافغان على مدار 3 عقودمن الزمان و شردوا الاف الاسرى المسلمين والغرباء وقتلوا المئات من المجاهدين والغرباء مقابل المال والاقتصاد القومى ، فكان الجزاء من جنس العمل ان دمر الله اقتصادهم فى 3 دقائق بضربة الزلزال وشردهم الله فى ديارهم وجعل باكستان بلد غير أمن ولامطمئن بسبب الزلازل والكوارث الطبيعية والحرب الاهلية وهى بلد على وشك الاختفاء قريبا جدا من خريطة العالم ! قال تعالى : ( وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا )

- 5-
حين نفكر فى رواية حوادث المحنة نشهد ببعد نظر الاسلام فى الحكمة من وراء سنة الابتلاء والمحن وهى حكمة قائمة على ان المرء يبتلى على قدر دينه فمن رضى فله الرضى ومن سخط فعليه السخط ، ومن هنا تتجلى معانى الابتلاء عند المسلمين واضحة كل الوضوح واهميته و عاقبته فى الحال والمآل فى الدنيا والاخرة .
قال تعالى ( ونريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون )
إن حوادث المحنة التى عشناها لست سنوات عجاف جعلتنى افرد لها سفر متواضع بعنوان (وصف مصر رواية حقيقية من واقع المعتقلات المصرية – ويوميات -) حاولت ان اصورفيه للمسلمين خصوصية المحنة والطابع الشخصى للاسيرالمسلم فى معتقلات الاعداء وان انقل لهم كيفية إدراك الحقيقة البديهية عن الطاغوت وهدفه وغايته من اسرنا وتعذيبنا ثم بيعنا فى صفقات وتغيبنا خلف القضبان الحديدية لتتم تصفيتنا الجسدية والاجتماعية مع مرور الوقت دون ان يشعر بجريمتهم احد وقد اتفقوا عليها بليل بقيادة الشيطان فى مؤتمرات عقدت فى دور الندوة بواشنطن واسلام اباد وتونس والقاهرة وشرم الشيخ ودمشق وتل ابيب ، وقد بين القرآن الكريم جوهر هذه السياسة الطاغوتية وهدفها قال تعالى : ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ) وقال تعالى : ( وودوا لو تكفرون ) .
اما وسائلهم المتبعة لتحقيق هذه الغاية فهى : الكراهية الشديدة للاسلام وللمسلمين والمكرء السئ بأهل الاسلام والتنكيل بالاسرى للقضاء على الدعوة وعلى الجهاد واهم هذه الوسائل على الاطلاق هو الانفاق ببذخ للصد عن سبيل الله – 5 مليون دولار ثمن بيع مصطفى ست مريم وملايين اخرى تدفع فى مزاد سرى مغلق لبيع غيره من الاسرى - يقابلها حكمة الاسلام فى بيان نتائج سوء صنيعهم و حكمة الاسلام فى حسن العاقبة لمن رضى فله الرضى ، قال تعالى : ( إن الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله فى جهنم أؤلئك هم الخاسرون )
( ياأيها الذين امنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين بل الله مولاكم وهو خير الناصرين سنلقى فى قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) . اللهم فك اسر اسرى المسلمين من سجون الطواغيت فى كل مكان ، اللهم فرج كربهم، اللهم ثبتهم على الحق وخفف عنهم وطأة الطغاة ، اللهم منزل الكتاب مجرى السحاب سريع الحساب هازم الاحزاب اللهم اهزم طواغيت العرب والعجم والروم وجيوشهم واجهزة استخباراتهم اللهم اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الا انت استغفرك واتوب اليك




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله
حول وصف مصر رواية حقيقية
كثيرا ما نتساءل مافائدة مانكتبه ومالطائل منه اذا لم يحقق اى نتائج من وراءه ؟
وها أنا ذا قد صففت بين يدى القارئ هذه الرواية التى اخترت لها اسم " وصف مصر " شفعته أنها تصدر من "واقع المعتقلات المصرية ويوميات " وسيدور حديثى حول روايتى والطائل من وراءها ونتائجه فى نقاط – بعد ان اقدم اولا : خالص شكرى وتقديرى لثناء قراؤها وناشروها (عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من لايشكر الناس لايشكر الله) .
لقد حاولت ان تنفد كلماتى الى وجدان وعقل الجماهير الواعية واصحاب المبادئ بما اريد ان اقوله و اوضحه حول حقيقة الاضطهاد والتعذيب الذى يتعرض له الابرياء والمحجوبون عن العالم الرحب فى سجون الطغاة فى مجتمعاتنا العربية التى تتطلع الى التغيير نحو الحرية والكرامة ،
و ألخص للقارئ فى نقاط الطائل من وراء كتابتها والنتائج من وراءها :
1- ان احصل على نصر معنوى يتمثل فى الثأر بتعرية الباطل الفاسد وازهاق الباطل ان الباطل كان زهوقا (عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لشاعر الاسلام حسان بن ثابت رضى الله عنه افريهم وروح القدس معك ) كذلك تحقيق كسب معنوى من وراء النشر - برد اعتبارى واعتبار الاسرى المضطهدين - من اؤلئك القوم السفهاء الذين كانوا يستخفون بنا ويسخرون منا فى الاسر سواء من المرشدين اوضباط محارق هولوكوست النازية المصرية- جهاز امن الدولة المصرى- يقودهم الاعلام العفن للنظام السابق الذى مافتئ يكتب عن الاسرى المسلمين فى المعتقلات بهتانا وزوراً وافكا مبينا ! لذلك لم افكر فى كسب مادى من وراء النشر كما ظن البعض - من اخواننا الافاضل ارادوا مساعدتى ببعض المال كحق مقابل النشر فقرروا البحث عن من يدفع حق النشر اولا ، وهذا التفكير الاقتصادى مهم – ولاشك - لكنه لم يكن هدفى وكاد يقضى على النصر اوالكسب المعنوى الذى اردته من وراء النشر لذلك سحبت منهم حق النشر والتوزيع شاكرا لهم جهدهم وحسن صنيعهم
2- حرصت ان يكون فكر الرواية وفلسفتها يجعلها تصدر على مثل هذا السرد تختصر يوميات بلغت ست سنوات عجاف معظمهم فى المعتقلات والسجون المصرية .
3- المحتوى – تصدير ، مقدمة ، شعر ، لقاءات حقيقية ، تحقيقات ، امانى مابعد ثورة التحرير ، خاتمة -
4- أنها تصدر بلغة عربية فصحى يفهمها العرب من اهل المشرق والمغرب وواقع العالم العربى اليوم انه يعيش مرحلة تغيير ثوري وجل مشكلاتهم تقريبا تتلخص فى جملة واحدة البحث عن الكرامة – فوصف مصر تصف وتعالج مشكلة مشتركة فى السجون والمعتقلات العربية التى تستحق ثورة من ورائها ، كذلك يفهمها المتحدثون باللغة العربية فى العالم ويمكنهم نقلها بالترجمة الى لغاتهم الاصلية .
5- حاولت ان اكون جدير بثقة القارئ الذى يعتز بالحرية والكرامة ويدافع عن المضطهدين والمعذبين فوضعت امامه بصدق حقيقة المأساة التى عشناها ويعيشها غيرنا من المعتقلين ومن سجناء الجنائى المحجوبون عن العالم الرحب مأساة يتعاملون فيها معاملة الحشرات التى تداس بالاقدام ( باستثناء جنائى النظام المصرى السابق فى منتجع بورتو مزرعة طرة !!)- لذلك ابتعدت عن طريقة الكتابة السطحية لأن السطحية طريقة تعتمد على كتابة شطحات غير متناسقة ولامتراصة فلاتعالج مرض ، ولاتصلح خلل ، ولاتعبر عن قضية ، لكنها تغيب الحقائق و تستخف بعقل القارئ حيث تتعرض الشطحات فى وصفها الناس والمجتمعات على انهم حرافيش وكلاب ومجتمعهم ماهى إلا مجتمعات للدعارة ، كذلك ابتعدت عن الطريقة العقيمة التى يكتب بها باحث متخصص بعمق فى تخصصه وهو فى الواقع يكتب لنفسه فلايفهمه غيره .
6- كل ابطال – وصف مصر – يذوبون فيها وتمتزج شخصياتهم فى فلسفتها – رواية حقيقية من واقع المعتقلات المصرية – فهم ليسوا من خيال المؤلف بل هم فكر وعقل وامل مصر ومشروعها الحضارى الذى يدمره المفسدون فى الارض جهاز امن الدولة السابق بالاشتراك مع المسلحين بالاسلحة النارية والرواتب والوجاهة الاجتماعية فى قطاع مصلحة السجون بوزارة الداخلية المصرية و لافرق بينهم كبير -فى عهد سوزان وحسنى - وبين البلطجية وقطاع الطرق وتجار المخدرات الا فى الراتب البوليسي والوجاهة ، فهذا قاطع طريق وقاتل ظل 10 سنوات برتبة جنرال وزير داخلية لمصر "حبيب العادلى " و مساعدوه ونوابه ورؤساء قطاعه اومأمور سجن اوضابط مباحث فى عصره كانوا بلطجية مع وزيرهم السابق ، الان - هم - باستثناء حبيب العادلى يديرون وزارة الداخلية و مصلحة السجون فى مصر الثورة ا ! لك الله يامصر
7- لأعود الى خاتمة وصف مصر وقد تعرضت فيها لبرنامج الاخوان المسلمين وخطورته على الامة لأسجل نتائج هامة عن رؤيتى لما كتبته عن برنامج الاخوان باختصار – الى ان يأذن الله بنشر كتاب عنه قريبا –
مكمن الخطر فى مشروع الاخوان المسلمين انه لايفرق بين سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين لانه يفقد الامةالتمايز عن غيرها من الامم الاخرى و يفقدها التمايز عن الحضارات الوثنية التى لاتملك اى مشروع حضارى متفرد لإدارة شئون بلادها فضلاًان تقدم مشروع حضارى لإدارة العالم كله من حولها مشروع الاخوان المسلمين - سيدخلنا فى المدى الحضارى الغربى من اجل ارساء شرعية دولية لمجتمع مدنى محكوم بالديمقراطية متمشياً مع الشرعية الدولية ان غاية مشروع الاخوان الحضارى يتأثر بالمنهج الديمقراطى للوصول الى السلطة باتخاذ الاسلام برنامج سياسي لكنهم - أى الاخوان - مع علمانية الدولة وعلمانية النظام
كل هذا وغيره من وراء نتائج هذا العمل الذى استغرق سنوات طوال– تجربة قاسية داخل السجون والمعتقلات - خرجت بصعوبة الى الرأى العام لكنه بكل اماله وطموحاته عمل يتطلع الى مجتمع الحرية والكرامة ( ولقد كرمنا بنى ادم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرا ممن خلقنا تفضيلا ) .
أخيراً إن حقوق النشر والطبع والترجمة والتوزيع لوصف مصر رواية حقيقية من واقع المعتقلات – ويوميات- حق لمن شاء ان يطبعها اويوزعها او يترجمها شرط الرجوع الى المؤلف لموافقته والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل .
ابومالك الفلسطينى محمد شعبان محمد حسنين صحفى وباحث منح حق اللجوء السياسى بلا وطن فى الدانمرك سلمته صفقة المخابرات الباكستانية صفقة – بيعا وشراء – الى نظيرتها المصرية 13\11\2005 وظل رهن الاسر والاعتقال حتى فرج الله عنا واطلق سراحنا يو م ثورة الغضب رغما عن الطغاة والطواغيت ( إنما أمره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون ) فالحمد لله رب العالمين
m- hasan2@ hotmail.com