المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دواوين الشعر العربي على مر العصور-جزء ستة وسبعون


engy
10-18-2019, 10:23 PM
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة



الكتاب: دواوين الشعر العربي على مر العصور
المصدر: موقع أدب
ملاحظة: [هذا الكتاب من كتب المستودع بموقع المكتبة الشاملة]
حذارِ سهامي المُصميات ولم تكن
لتُشوى َ إن نصَّلتها بنصالكا
وما كنتُ أخشى أن أُسام هضيمة ً
وخدَّاي نَعْلا بِدْلة ٍ من نعالكا
فجلّ عن المظلوم كل ظلامة ٍ
وقتْك نفوسُ الكاشحين المهالكا
وتلك نفوسٌ لو عُرِضن على الردى
فِداءً رأى ألاّ تفي بقبالكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رقَّ آبٌ وما ترقُّ لعبدكْ
رقَّ آبٌ وما ترقُّ لعبدكْ
رقم القصيدة : 61775
-----------------------------------
رقَّ آبٌ وما ترقُّ لعبدكْ
من جَوَى قلبِهِ ومن طولِ صدَّكْ
ومن الجَورِ أن يسالمَ قلبي
حدَّ آب وأن يُشاك بحدّك
حالَ شهرٌ مُذممٌ عن سجايا
هُ وما حُلْتَ عن تنكر عهدكْ
أحمدُ اللَّهَ ما كذا وعدتْني
عنك فحواك من وثاقة ِ عقدِك
قد عرفنا مقدارَ سُخطِك فاجهدْ
أن نرى العفوَ منك أيسر جهدك
إنَّ خُلف الوعيد ليس بعارٍ
لكن العارُ كلُّه خلفُ وعدك
ولقد كان في عِداتك عفوٌ
واغتفارٌ يسْتنطقاني بحمدك
فاعفُ عنّيتخلُّفي واختلالي
عفوكَ الحرَّ والقَ غييّ برُشدك
قد فعلتُ القبيح وهو شبيهي
خطأً فافعلِ الجميلَ بعمدك
وَفَدَتْ رغبتي إليك وما زل
تَ تُحيّي بالنُّجح أوجه وفْدك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على
رقم القصيدة : 61776
-----------------------------------
إنَّ ائتمانَكَ آفاتِ الزمانِ على
نفسٍ تمرُّ بها لوعاتُ هجرانِكْ
لشاهدٌ حالفٌ للحالفينَ لها
بأنَّ سرَّك فيه مثلُ إعلانِكْ
قد أوبقتني ذنوبٌ لستُ أعرِفُها
فاجعلْ تغمُّدَها من بعض إحسانكْ
وارفُق بنفسٍ فلم تعْمَهْ وأنْ
جَهِلْتمقدارُ زلتها مقدارُغفرانك
فإنْ أبيتَ لَأيمانٍ مؤكدة ٍ
فبَذْلُك العفوَ كفاراتُ أيمانك
عاقبتني بعقابٍ لا أقومُ له
وأنت تَحرَجُ من تقويمِ غلمانِك
لا تجعلنّي قذاة َ الكأسِ مقلية ً
بعد اعتداديَ من منفوسِ ريحانك
واذكر وُقيتَ من النسيان أسوَأة
كوني سُرورَك في أيام أحزانك
أيام آتيك ندماناً فتقبلُني
(1/21145)
________________________________________
ولا ترى أنَّ ندمانا كندمانك
عفواً فإننا عبيدٌ إن صمدْتَ لنا
بالجدّ قاتلتَ منا غيرَ أقرانك
بحقّ منْ أنت راجيه وخائفُهُ
جُدْ باغتفارٍ واخْمدْ بعض نيْرانك
وزِنْ ذنوبي بما أسلفتُ من حسنٍ
فإنني لستُ أخشى ظُلمَ ميزانك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم
اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم
رقم القصيدة : 61777
-----------------------------------
اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم
عمّا قليل قادمونَ عليكا
لاتنسيَنّهُمُ فإنَّ لديهمُ
شوقاً وشوقاً للحديثِ إليكا
وكأنني بهمُ إليك وإنّما
شمسُ النهارِ بهم هناك لديكا
ولقد ملأتَ يديهُم بِكَ غِبطة ً
ولقد ملأتَ بهم كذاك يديكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقسمتُ أن أخا نفاكا
أقسمتُ أن أخا نفاكا
رقم القصيدة : 61778
-----------------------------------
أقسمتُ أن أخا نفاكا
قد برَّ مجتهداً أباكا
أحياهُ حين نفاك عن
ه وكان قد لقيَ الهلاكا
فكأنَّه عيسى المسي
حُ ونَشْرهُ الموتى بذاكا
وكأنكَ الدجَّالُ من
عورٍ وإعوارٍ هناكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنا شِبهٌ لخدِّكا
أنا شِبهٌ لخدِّكا
رقم القصيدة : 61779
-----------------------------------
أنا شِبهٌ لخدِّكا
ورسولٌ لعَبْدكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
رقم القصيدة : 61780
-----------------------------------
أنَّى تشاغلتَ عن أبي حَسَنِكْ
مُستفسداً ما امتننتَ من مِنَنكْ
أيَّ جناياته اضطغنتَ له
فليس هذا أوانَ مضطغنكْ
ياقادماً سرَّني بمَقْدمه
قد ساءني ما أراه من ظَعنِكْ
أشكيتني بعد نعمة ٍ حَسَمَتْ
شكواي صرفَ الزمانِ في زمنِكْ
تركتني ضاحيا بمُرْتَمَضٍ
وكنتُ تحت الظليل من فَنَنِكْ
ياأعذبَ الماءِ لِمْ أسنتَ على
مَنْ حقُّه أن يُعاذَ من أسنك
من ذا تنصحَتَ من ثقاتِك في
صُرمي وماذا أطعتَ من ظننك
لأيّ جُرمٍ غدوتَ تَلْفظُني
(1/21146)
________________________________________
وكنتُ أحلى لديك من وسنِك
متى تقاعستُ عن لجامِك أو
خلعتُ رأسَ المُطيع من رسنِك
ألم أكن في حروبِك البطل ال
مُبَلَّى والمستشارَ في هُدنِك
ألم أكنْ من سيوفِك القَلْعي
اتِوإن شئتَ كنتُ من جُننك
مبتذلاً أنفسي وممتهناً
نفسي فيما هويت من مَهنِك
يا واسعَ العفْوِ والمذاهبِ في ال
إفضالِ أين الرحيبُ من عطنك
إلا يكنْ ما امتننت من مننٍ
في مُنَّتي حملُها ففي مُنَنك
يا حَسن الخلْقِ والخلائقِ وال
أفعالِ أنَّى عدلتَ عن سَننك
إن كنت أخطأتُ أو أسأتُ فلا
يظهر قبيحي كذا على حَسنك
غلّبْ عليه جميلَ فعلِك بي
إن هناتي تغيب في شحنك
أعْيَنُنا سيدٌ لأحْوَصنا
منك ومنِي فعدّ عن إحنك
إن كان غابَ الصوابُ عن حَوصي
فلن يغيبَ الجميلُ عن عينِك
يا عجباً من لئيم مُمتحني
إن عزّ يوما كريمَ ممتحنك
قد زاد في شكوايَ إطراحُك إي
يايَ وما كان ذاك من سُننِك
الحمدُ للَّهِ كنتَ من فِتني
ولم أكنْ عندَ ذاك من فَتنك
أصبحتَ فيما يُعدُّ من شجني
ولستُ فيما يُعدُّ من شجنك
طالت شكاتي فما اكترثتَ ولا
ألجاتَ كفَّ الأسى إلى ذقنك
بل ظلتَ تستعرضُ البقاعَ ولا
تسخى بتعريجة ٍ إلى سكنِكْ
موضعِ أسرارِكَ التي سُترتْ
وزيركَ المرتضي ومؤتمنِكْ
ياحسرتا ما أحطتُ معرفة ً
بأنَّ شجوي يزيدُ في أرنك
وكنتُ أستوهبُ الإله ضنى ً
لا بل نُحُولا يزيد في سمنك
ياشاعراً يرْعوي لدِمنته
هلاَّ جعلتَ الصديق من دِمنِك
أما تلقَّنتْ عن أئمتك الزُّه
رِ بذاك الصحيح من لعنِك
إنَّ أحقَّ امرىء ٍ حَزنْتَ له
من يستعيذُ الإلَهَ من حَزنِك
إن تكُ قد بِعْتَني فمن غَبنَى
أُبكَى وأبكي وليس من غبنك
تعتاضُ منّي وليس لي عِوضٌ
منك متى ما خرجتُ من قرنك
وأيُّ شيءٍ أدقُّ من ثمني
وأيُّ شيءٍ أجلُّ من ثمنِك
قد ارتهنتُ الفؤادَ عندك فاح
فظْهُ وأحسِنْ جوار مُرتَهنك
لاتمتحنّي بمنع وجهك عينيْ
يَ فلا صبرَ لي على مِحنك
ليس من العدلِ أن تعذّبني
بالهجرِ بعد الظهورِ في زَينك
(1/21147)
________________________________________
ونائلٍ منك قلتُ حسبيَ بال
له إلهاً فاعكُف على وَثَنك
لستَ ترى الشمسَ غيرَ مُظلمة ٍ
فلا انجلى ناظراكَ من كمنك
ولفَّكَ اللَّهُ في لفائفِ غما
ئكَ حتى تُلفَّ في كفنك
ذاك جوادٌ أراكَ مجتهداً
تطلبه واطئاً على ثُنَنك
ياعجباً من مُفاخرٍ حَمقٍ
يقيسُ أحفاشهُ إلى حضنك
أنَّى يُساميك في صليبة أح
رارِك أو مُعتفيكِ من يمنِكْ
ومن يسامي امرأً ومُعتقُهُ
كسيفِ المقولِ آبن ذي يزنِك
دُونَكَهَا ناظراً بغَفْلَتكَ الحرْ
رة ِ لا الألمعيَّ من طبنِك
واعذرْ حميداً إذا أذِنَت لها
واغفرْ خطيئاتها لدى أذنِكْ
يقولُ فيك المديحَ قائلُنا
وأينَ ذاك الضّياح من لَبنِك
فيغتدي سُبحة ً لفيك ولو
شِئتَ بحقّ لكان من لُعنك
عجْبتُ من ناسج نسائجَهُ
جهَّزَ أبرادَهُ إلى عَدَنك
لا بل من العادلين عنك وإن
حاكوا خِلاف الرضيّ من يُمنِك
يُهدَى لك الآبداتِ ممتدحٌ
وإنما الآبداتُ من فِطنك
فتكتسيهنّ ماجداً عِطرالط
طِينة ِ لا يشتكينَ من درنِك
طوبى لمُهدٍ إليك خَلْعتَهُ
طوبى لمنشورة ٍ على بدنك
لازلتَ للناس موْرداً غَدِقاً
دلْوُكَ للمستقين في شَطنك
تُقرضنا العرفَ بالثناءِ وتع
تد زكيَّ القروضِ من عَيَنك
كم غُرْبة ٍ آنستْك في وطنٍ
للمجدِ آثرتَها على وطنك
علمِتَ أن الخيار في بِطن ال
أضيافِ فاخترتها على بِطنك
أقول للدهر إذ بصرتُ بمك
نونك مثل الجميلِ من عَلَنك
يادهرُ زوِّجه من كرائمك النْ
نَعماءَ وادفعْ أذاكَ عن خَتَنك
قدْحي فقيرٌ إلى رياشك مس
تغنٍ بما قد براه من سَفَنك
فامنحني العطفَ في جوابك لي
واعفني إن رأيت من لَسَنك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا عرتك الخطوبُ يابن حريثٍ
لا عرتك الخطوبُ يابن حريثٍ
رقم القصيدة : 61781
-----------------------------------
لا عرتك الخطوبُ يابن حريثٍ
لا ولا نالكَ الفناءُ الوشيكُ
فلعمري ماحاتمٌ بمُدانٍ
لك لولا الشَّنارُ والتهتيكُ
أنت شيخٌ عطاؤه حيوانٌ
إذ عطاياهُمُ الجمادُ السبيكُ
(1/21148)
________________________________________
ياضعيفاً في رأسه ألفُ قرنٍ
عدداً كلُّها غليظٌ سميك
يا فتى حينَ يلبسُ الكشخَ غرٌّ
وبه دون فلْسِهِ تحنيك
لم تزل نسوة ٌ لديه قِراهُ
منذ ناغى ثُديَّها التفليك
ليمَ في أختِه فقال مجيباً
تِلك نعلٌ وحقُّها التشريك
منحَ الله جدَّة َ الشُّركِ الشي
خَ ولا انفكَّ ذلك التفكيك
هكذا يفضحُ الرجالُ لعمري
وكذا يحلم السفيهُ الركيك
ولقد لامها فأربت عليه
ورُقاهُ في مثلها لا تُحيك
قال مالي متى حَبِلتِ فقالت
لك لطمٌ أخفُّهُ التتريك
تلك أختٌ فمن بلاك بعرسٍ
قل لنا أيها السمين الوديك
بع بُناناً فأنت عنها غنيٌّ
إنما يقتني الدجاجة ديك
لا وجُردانِكَ المُطلّ عليه
ذلك البطنُ لا استطعتَ ...
ومحالٌ قبول عِرسكَ منك ال
خسف مالم يَشْركك فيها شريك
مَلكَتها الفحولُ دونك يا شي
خُ جهاراً ولم يقع تمليك
ليُبرِّد حشاك أن شواها
فوق أعناقهم وأنت المليك
وليسكِّن جواك إذ حلقْتُه
أنْ سيدمي خُصاهُمُ التشويك
قد صدقناك عن بُنانك يا شي
خُ فلا يستفزَّك التشكيك
كلَّ يوم لها بغيرك عُرسٌ
لك منه الدعاء والتبريك
ولماذا تردُّها عن هواها
جثة ٌ فَدْمة ٌ وعقلٌ نهيك
وقرونٌ يسير في سَمكها القم
لُ حِثاثاً والسير حَوْلٌ دكيك
هي في شأنها وأنت فريدٌ
في هوانٍ ضجيعك التدليكُ
يا ثقيلَ القرونِ يا جبلَ العا
رِ أما يستفزك التحريكُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكنتُ إذا أنفذتُ فيكَ قصيدة ً
وكنتُ إذا أنفذتُ فيكَ قصيدة ً
رقم القصيدة : 61782
-----------------------------------
وكنتُ إذا أنفذتُ فيكَ قصيدة ً
فأنجزتُها استغفرتُ ربي هنالكا
فيحسبُ قومي ذاك مني تأثُّماً
ومن خشية ِ التقصيرِ أفعلُ ذلكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أستغفر الله من هجائيكا
أستغفر الله من هجائيكا
رقم القصيدة : 61783
-----------------------------------
أستغفر الله من هجائيكا
وليس هاجيك آثماً فيكا
لكنني أتقِي وأشفقُ من
تقصير ما قلتُ عن مخازيكا
يا خالد اللؤمِ غيرَ مُؤتشب
(1/21149)
________________________________________
سبقْتَ باللؤم من يُجاريكا
أنت صريحُ اللئام لا كذباً
وهم إذا حُصّلوا مواليكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبحتَ يابن حريث اللؤم مُرتبكاً
أصبحتَ يابن حريث اللؤم مُرتبكاً
رقم القصيدة : 61784
-----------------------------------
أصبحتَ يابن حريث اللؤم مُرتبكاً
مثل الغطاطة ِ في أنشوطة الشَّرِك
فإن نزتْ نَشَقَتْ فيها أو اختنقتْ
وإن ونتْ وتراخَتْ فهي للدَّركِ
فلا السكونُ ينجّيها متى سكنتْ
ولا يُنفّسُ عنها شدة ُ الحركِ
كذاك أنت إذا استحميتني ابتركت
فيك القوافي ابتراكاً غير متركِ
وإنْ سكتَّ ذليلاً غيرَ منتصرٍ
ورتْك وَارية ُ الأحقاد والحسكِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك
يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك
رقم القصيدة : 61785
-----------------------------------
يايومَ إسحاقَ بنَ عبدِ الملك
لم تُبقِ لي صبراً ولم تتركْ
يايوم إسحاقَ الذي غالهُ
أيَّ حريمٍ ليَ لم تَنْتهكْ
جرَّعتني دونَ الورى ثُكلَهُ
بل كلُّهمْ في ثُكلِهِ مشتركْ
من ذا الذي لم يُبكه فقدُهُ
من حدثٍ غرّ ومن مُحتنِكْ
لمَّا أتاني نعُيهُ بغتة ً
كاد حجابُ القلبِ أن ينهتكْ
كيف عزائي عن فتى ً لا يُرى
شبيهُهُ في أيّ فجّ سُلك
كأنه في كلّ أحوالِهِ
من ذهبٍ لا شكَّ فيه سُبك
يالهف نفسي أن أرى يومَه
وأنْ أرى بيتاً له ما سُمك
يالهفَ نفسي أن أرى ماله
مقتسماً من بعدِه قد مُلك
مالُ امرىء ٍ ما كان قُفلاً له
بل كان في تفريقهِ مُنهمك
سقياً لأخلاقٍ له لا تُرى
في سوقة ِ الناسِ ولا في مَلك
أيُّ سماحٍ ضُمَّ في قبرهِ
وماءِ وجهٍ في ثراهُ سُفكِ
مضى ولم يُفتَك به إذ مضى
لكن بروحي وبجسمي فُتك
قد كان حسبي من بني آدمٍ
لو أنه عُمّرَ لي أو تُرك
ياقمراً كان إذا ما بدا
بين نجومِ الليل لم تشتبك
أصبحتُ مذ غُيّبتَ عن ناظري
كأنني في حَيرة ِ مرتبك
يرحمكَ الرحمنُ من هالك
لو تُقبَل الفدية غاليتُ بك
(1/21150)
________________________________________


العصر العباسي >> ابن الرومي >> غدا كلُّ ذي شعرٍ يُدل بشعرِهِ
غدا كلُّ ذي شعرٍ يُدل بشعرِهِ
رقم القصيدة : 61786
-----------------------------------
غدا كلُّ ذي شعرٍ يُدل بشعرِهِ
وماليَ إدلالٌ بغيرِ نَداكا
رجوتُ رجائي فيكَ لاببلاغتي
ولكن بجودٍ حالفتْهُ يداكا
على أن ذا الإبلاغَ فيك رأيتُه
إذا هو أسرى يهتدي بهداكا
فليس بمحمودٍ لأن صوابَهُ
جدا منك يأتيه أمام جَداكا
وما حمدُ من سددتَه ورفدتَه
وما قال إلا مايقول عداكا
وماقولهم إلا الجميل لأنهم
متى أهْجروا كذبتهم بسَداكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> شهرُ القيام وإن عظمت حرْمَته
شهرُ القيام وإن عظمت حرْمَته
رقم القصيدة : 61787
-----------------------------------
شهرُ القيام وإن عظمت حرْمَته
شهرٌ طويلٌ ثقيلُ الظلّ والحركهْ
يمشي الهُوَيْنا وأمَّا حين يَطْلُبنا
فلا السُّلَيْكُ يدانيه ولا السُّلْكه
كأنه طالبٌ ثأراً على فرسٍ
أجدَّ في إثرمطلوبٍ على رَمَكَهْ
أذمُّهُ غيرَ وقتٍ فيه أحمدُهُ
منذُ العِشاءِ إليهِ أن تسقع الديكهْ
وكيف أحمدُ أوقاتاً مذممّة ً
بين الدُّؤوب وبين الجوع مشتركَهْ
ياصدقَ من قال أيامٌ مباركة
إن كان يكنى عن اسم الطول بالبركهْ
لو كان عمري طريقاً مالقيتُ به
إلا الصيامَ وإلا شهرهُ نبكهْ
شهرٌ كأنّ وقوعي فيه مِنْ قلقي
وسوءُ حالي وقوعُ الحوتِ في الشَّبكَهْ
لو كان مولى ً وكنا كالعبيد له
لكان مولى ً بخيلاً سَيّىء َ الملَكهْ
قد كاد لولا دفاعُ اللَّه يُسلِمُنا
إلى الرَّدى ويُؤدينا إلى الهَلَكه

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما أحسن العفوَ من المالكِ
ما أحسن العفوَ من المالكِ
رقم القصيدة : 61788
-----------------------------------
ما أحسن العفوَ من المالكِ
لا سيما عن هائمٍ هالكِ
ياأيُّها السالكُ من مُهجتي
مسالكاً أعيتْ على السالك
محكْتَ في هجرِك لي ظالماً
ولسْتُ في حُبّك بالماحِك
ياقمراً أوْفى على سَرْوة ٍ
وسرْوَة ً أوفت على عانك
(1/21151)
________________________________________
عبدُك منهوكٌ بسُقْمِ الهَوى
فداوهِ من سُقْمِك الناهِك
كم قد شكا منك إلى ذاهلٍ
وكم بكى منك إلى ضاحِكِ
ثم غدا من بعدِ ذا كلّه
أعْطَفَ مملوكٍ على مالِك
كذَّبْتَ مني مَدْمعاً صادِقاً
لقولِ واشٍ كاذبٍ آفك
فصِرْتَ تلقاني على ذِلَّتي
بمثْلِ حَدّ الصارم الباتِك
يافِضَّة ً بيضاءَ مسْبُوكة ً
جادتْ وصفَّتْها يدُ السابِك
بالصُّبْحِ من غُرَّتك المُجْتَلى
واللَّيْلُ من طُرَّتِك الحالِكِ
لاتَتْرُكَنّي رحمة ً بعدما
هتكْتَني أفديك من هاتِكِ
يكفيكَ أن أصبحتُ ياسيّدي
أُحْدُوثة َ الناسِكِ والفاتِكِ
لا لذَّة ُ الفاتِكِ مَوْجُودة ٌ
عندي ولا لي سلوة ُ الناسِك
تركتني فرْداً فكم قائلٍ
ياشَغَفَ المتروكِ بالتَّارك
أصبحْتُ أهواك وأنت الذي
ما لِدَمي غيرُك من سافِك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما مدَحْتَ المرءَ تطلب رفدَه
إذا ما مدَحْتَ المرءَ تطلب رفدَه
رقم القصيدة : 61789
-----------------------------------
إذا ما مدَحْتَ المرءَ تطلب رفدَه
ولم تَرج فيه الخيرَ إلابِذَلكا
فأنت له أهْجَى البريَّة نيَّة ً
وإن كنتَ قد أطريْتَهُ في مقالِكا
وأمْدَحُ ماتُلْفَى لمن أنتَ سائلٌ
إذا ماطرحْتَ المَدْح عند سُؤالكا
وطالبْتَ جدْواه بغيرِ وسيلة ٍ
كما طالبتْ يُمْناكَ ما في شِمالكا
مدّلاً عليه واثِقاً بسماحِهِ
ترى مالهُ دلاّ عليه كمالكا
هل المدحُ إلا تركُك المدحَ مُلقياً
على كرمِ المسئولِ عبء اتكالكا
ترى جودَهُ يُغنيك عن كل وُصْلة ٍ
وعن كُلِّ ماتُدْلَى به من حِبالكا
ولا تتمارى في إحاطة ِ علمِهِ
بمَكْنون ما أخطرْتَ فيه ببالكا
فتمدحُهُ بالفَهم والجودِ صامتاً
ولم يحتفلْ ذو منطقٍ كاحتفالكا
هنالك أسْمَعْتَ القلوبَ مديحَهُ
وإن أنتَ لم تُسْمِعْهُ أذْناً هنالكا
مديحاً يعيه القلبُ لا السمعُ سالكاً
مسالكَ ليس القولُ فيهنَّ سالِكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا أبا العباس قرضٌ
يا أبا العباس قرضٌ
رقم القصيدة : 61790
(1/21152)
________________________________________
-----------------------------------
يا أبا العباس قرضٌ
لي مُدْ حين لديكا
وقضاءُ الفرْضِ فرضٌ
ياأخا المجدِ عليكا
فاقْضني ديْناً حميداً
مكَّنَ اللَّهُ يديكا
حُقَّ بالإنصافِ خصمٌ
رفعَ العَدْوَى إليكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنجِز الوعدَ إنَّ خيرَ مواعي
أنجِز الوعدَ إنَّ خيرَ مواعي
رقم القصيدة : 61791
-----------------------------------
أنجِز الوعدَ إنَّ خيرَ مواعي
دِك ماجاءَ خَلْفه مصداقُكْ
لاتَدَعْ منْ وعدْتَه حين تل
قاهُ قذاة ً تُجيلُها آماقُك
هو بغْلٌ وعدْتَنِيهِ فإن أخْ
لَفْتَ ضاهَتْ أخلاقهُ أخلاقُك
فاتَّقِ اللَّه أن يشينَك خُلفٌ
فالمعالي وأهلُها عشاقُك
لاتلوَّنْ تلونَ البغل في البغ
لِ ولا يَخْتلف عليّ مذاقُك
فيسير القصيدُ فيك بذمً
مُرْمِضٍ جَرّهُ لك استحقاقُك
إنَّ طولَ المطالِ يُغري بإرها
قكَ من لا يَسُرُّه إرهاقُك
فتخيَّرْ من اثنتيْنِ ولا يُغْ
لِق عليكَ المذاهبَ استغلافُك
قودكَ البغلَ أو إباقكَ في ال
أرضِ عليه وأين مني إباقك
والقوافي إذا طلبنك يوماً
غيرُ ما معجزٍ لهن لحَاقُك
ليس منّي وإن فررتَ مَفرُّ
أنا شيءٌ إليه منهُ مساقُك
لاسلاليمُك الطّوال تُنجّي
ك من سَطْوَتي ولا أنفاقُك
إنّ خيراً من ارتفاقِكَ بالْبغ
لِ إذا عُدت الأمور ارتفاقُك
شُكْرُ حُرّ إذا جَرَى بك شأْوَاً
نحو علياءَ برَّزتْ أطلاقُك
أو لحِقْتَ المبرّزينَ فأصبحْ
تَ قليلاً إلى العُلا سُبَّاقُكْ
يَبلُغُ الشُكْرُ والثناءُ بك الغا
ية َ لا ينتهي إليها عِتاقُك
وبناتُ الحميرِ أوْلى بتحلي
فِك عنها إذا مَرَتْهنَّ ساقك
ليت شعري وأنتَ غَيْثٌ مُغيث
دائمٌ للمؤمّلين انبعاقك
واحدٌ في الفعال يُغْرِق مُدَّا
حُك من قبل أن يُرى إغراقُك
هل يرى الناسُ بعدما حقَّقُوني
بك حتى لقيلَ لي إسحاقُكْ
أنَّ قدْري لديْكَ مَنْعِيَ بَغْلاً
ذاك أمْرٌ أبَتْهُ لي أعْراقُك
مَنْ أخَفْ خُلْفَهُ فما زال ميعا
دُك عندي كأنَّه ميثاقُكْ
(1/21153)
________________________________________
فاهْتِكِ المَطْلَ بالوفاءِ كما يه
تِك مُحْلَولِكَ الدُّجَى إشراقُكْ
لسْتَ مِمَّن له وثاقٌ من البُخْ
لِ فادُعو بأنْ يَفُكَّ وثاقُك
قد قرضناك في التقاضي بمزحٍ
ليس من مثلِه يضيقُ خِناقُك
فاحتمِلْنا فكَمْ سماحٍ وحِلْم
واحتمالٍ يُظَلُّ منها رِوَاقُكْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يظلمِ الدهْرُ أنْ توالتْ
لم يظلمِ الدهْرُ أنْ توالتْ
رقم القصيدة : 61792
-----------------------------------
لم يظلمِ الدهْرُ أنْ توالتْ
فيكم مُصيباتُه دارِكا
كُنْتُمْ تجيرُون مِنْ يُعادي
منْه فعاداكُم لِذاكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل للمُسوّدِ حين شيَّبَ هكذا
قل للمُسوّدِ حين شيَّبَ هكذا
رقم القصيدة : 61793
-----------------------------------
قل للمُسوّدِ حين شيَّبَ هكذا
غِشُّ الغواني في الهوى إياكا
كَذَبَ الغواني في سوادِ عذاره
فكَذَبْنه في وُدّهن كذاكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيُّها الأعورُ لِمْ جشَّمْتَني
أيُّها الأعورُ لِمْ جشَّمْتَني
رقم القصيدة : 61794
-----------------------------------
أيُّها الأعورُ لِمْ جشَّمْتَني
أن أشُقَّ الرمسَ عن والدتِكْ
بئسما بدَّلتَها في لحدِها
بالذي رجَّتْهُ من عائدتِكْ
إن تكن ثبَّجتَ شعري ظالماً
فرماكَ اللَّهُ في واحدتِك
بظلامٍ تُسلم الكفَّ له
أبدَ الدهرِ إلى قائدتك
قد رمينا ما تبرّدْتَ به
بلظى ذوَّب من جامدتك
بدَرت بادرة ٌ من شَرري
ألهبتْ ناري في خامِدَتك
بعدما أتْرزَ أرواح الورى
برْدُماً لاقوهُ من واردتك
فاستعاذوا لك من بادرتي
واستعاذوا بي من بادرتك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا بن المُعَلَّى ولا تكن
أيا بن المُعَلَّى ولا تكن
رقم القصيدة : 61795
-----------------------------------
أيا بن المُعَلَّى ولا تكن
حريصاً على تضييعكَ اسمَ أبيكا
وصدّقْ أناساً فضَّلوك فأطنبوا
وكذّب من الحُسّادِ مُنْتقِصيكا
منحتُكَ مصباحاً فأعشاك ضوؤُهُ
(1/21154)
________________________________________
وقد كان ظَنّي أنه سَيُريكا
جعلتك في حظٍّ شريكاً فخنتني
ولو شئتُ لم أجعلكَ فيه شريكا
أمن حُبّك الأدابَ خالفتَ حُكمَها
فخُنتَ بظهر الغيبِ مؤتمنيكا
نسختَ كتابي ثم كافأتَ نَسْخَهُ
بتضييعهِ أخلفتَ ظَنّي فيكا
فقلتُ أعِرني مانسختَ أردُّه
على إثْر نَسْخَيْهِ فلم تَرتيكا
فقلتُ فكلِّف مَنْ رأيتَ انتساخَهُ
فماطَلْتني حَولاً بذاك دكيكا
أفِقْ أيها النَّشْوانُ قبل ملامة ٍ
تُعضُّك أطرافَ البنانِ وشيكا
أيرضى مُعيرٌ من كتابٍ بنسخِه
وتأبى عليه ذاك جُرتَ مليكا
فلا تَكُ إما خائناً أو مُضيّعاً
ولكنْ أميناً حافظاً كذويكا
ووكّلْ يديك السمْحتين بحاجتي
وهَبْ لي يوماً من شهورِ سنيكا
وقِسْ راحة ً تجني عليك مسبَّة ً
بمَتْعَبة ِ تَحْميكَها وتقيكا
أخوكَ فلا تجعلْهُ ضدَّك والتمسْ
لضدّك ما يُلفَى له كأخيكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبقِ من مالك الممزْ
أبقِ من مالك الممزْ
رقم القصيدة : 61796
-----------------------------------
أبقِ من مالك الممزْ
زَقِ حظاً لآملكْ
ما مِنَ العدلِ والتُّقى
أن ترى قتلَ سائلكْ
أنا إن مِتُّ لا أشْك
كُ قتيلٌ لنائلكْ
أيُّها البحرُ طال بي
ظمئي في سواحلك
كم ترى العينُ حسرة ً
ريَّها في جداولك
سيدي كم تذودُني
حُرمتي عن مناهلك
قد غدا كلُّ معدم
واجداً من فواضلك
مثلما كلُّ واحدٍ
معدمٌ من فضائلك
غيرَ حُرٍّ منعتَهُ
فرضهُ من نوافلك
خائفٌ أن ينالَ جُو
دُكَ قصوى عقائلك
وَهْوَ في غيرِ طائلٍ
فأغِثْهُ بطائلك
لا تَلمْهُ فإنه
خائفٌ من أناملك
إنما خافَ من سما
حِك لا من غوائلك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> غصنٌ من الأبنوس رُكّب في
غصنٌ من الأبنوس رُكّب في
رقم القصيدة : 61797
-----------------------------------
غصنٌ من الأبنوس رُكّب في
مؤتزرٍ معجبٍ ومنتطقْ
ألا يابن القنوطِ عجبتُ جداً
لمُستدعاكَ شرّي والتماسِكْ
وكيف طمعتَ في استضعافِ ليثٍ
مخالبُهُ شوارع لاختلاسِك
وثبْتَ على الهزبر وأنت كلبٌ
(1/21155)
________________________________________
ولم تحسِبْه ينشطُ لافتراسِكْ
فدونَكَ قد بُليتَ به مليئاً
بحطم قناة ِ ظهرك وانتهاسكْ
وكنتَ مُكلَّفاً تعتسُّ شراً
فقد صادفت حتفك في اعتساسك
وأجدِرْ باحتراقكْ حين تعشو
إلى نارٍ وأبْعِدْ باقتباسك
إذا نحن انتضينا مُنصلَينا
عرفت حديدَ قرنِك من نحاسك
ضمنتُ لك احتباسَ الحلمِ حتى
أطيل على الهوان مدى احتباسك
أتاني عنك أنك عِبتَ شعري
وما زلتَ المضلَّل في قياسك
فقلتُ عساهُ كان به نُعاسٌ
وعندي مايُطير من نعاسك
هجاء إن سكنتَ له تمادى
وإن شامَسْتَ ذلَّل من شِماسك
تفوحُ له فواتحُ منك تحكي
صديدك ميتاً عند انبجاسك
أقِلني لا عَدِمَت أخاَ عُفوّاً
يُقيلُكَ عند عَثْرِك وانتكاسك
جهلتُ الأبنوسَ فقلتُ غصنٌ
ولم أحسبه بعضَ قرون راسك
وقد فهمتني فرجعتُ عما
نكرتَ عليَّ فاكففْ حدَّ باسك
وأنت فتى ً أحطتَ بكلّ علمٍ
لغوصك في است أمك واغتماسك
وقد نُوظرتَ في أشياء شتَّى
فلم تعرف فُساءك من عُطاسك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم أُفسّر غريبها لك لكنْ
لم أُفسّر غريبها لك لكنْ
رقم القصيدة : 61798
-----------------------------------
لم أُفسّر غريبها لك لكنْ
لامرىء يجهل الغريبَ سواكا
أنت أعلى من أنْ تُعلَّم علماً
ويُدانَى مدَى عليمٍ مداكا
غير أني أمّلتُ حُظوة ً شعرِي
حين ترعى رياضهُ عيناكا
فشرحتُ الغريب فيه رجاء
أن يُروّاهُ ذاتَ يوم فتاكا
أو سِواهُ من أهلِ وُدّكَ ممَّنْ
ليس في العلمِ جارياً مجراكا
لالعُجب قدّرتُ ذاك ولكن
ني أرجّي بحسن رأيك ذاكا
يسْبكُ فيها نِطفة ً سبَّاكُها
لا عُوفيتْ من شروكة ٍ تُشاكُها
ولا نأى عنْ نفسها هلاكُها
كامل قل للمُسوِّد حين شيَّبَهكذا
غِشُّ الغواني في الهوى إياكا
هيهات غرَّك أن يُقالغرائرٌ
أيُّ الدُّهاة ِ كدهْيَهنَّة دهاكا
تحسبَنْكَ خدعتهنَّ بخُدعة ٍ
بل أنت ويْحك خادَعَتْك مُناكا
ونَيْكَة َ عاتية ٌ تناكُها
لا برحَتْ مُستعِراً حُكاكُها
كأنما إيمانُها إشراكُها
(1/21156)
________________________________________
هِمتُها الاضجاعُ أو إبراكُها
ما زال يتلو عُرسها إملاكُها
دائرة ٌ في فِسقها أفلاكُها
ما زال يتلو عُرسها إملاكُها
دائرة ٌ في فِسقها أفلاكُها
قُبحاً لها منطفسٍ مناكُخا
يسوطُ حُشًّاً مُنتناً محراكها
واقعتُها شائلة ً أوراكُها
فصادفتْ فيشلي أحناكُها
دحداحة مِحراكُها
قد هرمتْ ولم يُخلْ إدراكُها
فابسِط العذرَ لي وأنت حميدٌرجزدحداحة مِحراكُهاقد هرمتْ ولم يُخلْ إدراكُهاواقعتُها شائلة ً أوراكُهافصادفتْ فيشلي أحناكُها قُبحاً لها منطفسٍ مناكُخايسوطُ حُشًّاً مُنتناً محراكها ما زال يتلو عُرسها إملاكُها دائرة ٌ في فِسقها أفلاكُها ما زال يتلو عُرسها إملاك
مع ما أنت باسطٌ من نداكا
كذب الغواني في سواد عذراه
فكذبْنه في وُدّهن كذاكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لك الخيرُ إني أستزِيدُ ولا أشكو
لك الخيرُ إني أستزِيدُ ولا أشكو
رقم القصيدة : 61799
-----------------------------------
لك الخيرُ إني أستزِيدُ ولا أشكو
ولا أكْفُر النَّعماءَ ما جرتِ الفُلْكُ
بلى رُبَّما حاولْتُ توثيقَ عُروة ٍ
وليس لحظٍّ منك أحرزْتُه تَرْكُ
فلا تَلْحَيَنّي في العتاب فإنَّما
عركْتُ أديماً لا يقصّفُه العَرَكُ
أأحمدُ نفسي أن تُطيبَ لك الثَّنا
وأنت الذي تذكو وأنت الذي تزكو
حُرِمْتُ إذاً حظّي من الخير كلّه
ولا كان لي في المجد اسُّ ولا سَمْكُ
ومالي أستعدي وعدلُك شاملٌ
ومالي أستجفي ومُلكك لي مُلكُ
وكُنْتُ متى استحلَلْتُ إخفارَ حُرمة ٍ
سفكْتُ دماءً لا يحلُّ لها سَفْكُ
ولو كان حظّي منك حظّاً مقارباً
صبرْتُ لهضميْ فيه لكنَّه المُلْكُ
ولو كان رُزئي حسنَ رأيِك نكبة ً
ربطتُ لها جأشي ولكنَّه الهلْكُ
وماكان مَنْ تَحْنُو عليه مُحامياً
ليُلْقَى عليه من زمانٍ له بَرْكُ
وما انْبَتَّ حبلُ الوصْل منك أُعِيدهُ
بفضلك لكنْ ليس في متنِهِ حَبْكُ
ومامَرِضَتْ تلك العناية ُ مَرْضَة ً
تُميتُ ولكنْ قد تطرّقها نَهْكُ
وماضلَّ رأيٌ فيك مُذْ عرف الهدى
(1/21157)
________________________________________
ولاشابَ أيماني بسُؤْددك الشكُّ
أتاني بظهْر الغَيْبِ أنَّك عاتبٌ
وتلك التي رحْبُ الفضاءِ لها ضَنْكُ
وأنْتَ الذي يُمضي الأمور بحُكْمه
فلا منْعهُ لوْمٌ ولا بدْلُه مَحْكُ
وإنَّ جفاءً منك محضاً وقسْوة ً
لتَركُك خِلاَّ لا يساعده التركُ
أتحسبُني أدللتُ إدلالَ جاهلٍ
عليْك بمدْحٍ لا يخالطُهُ إفْك
وإني لم أحْمِلْ بمدْحِكَ مَحْمَلاً
من الإثْم ينهى عنه نُسْكٌ ولا فَتْكُ
ولا حمدَ لي في أن نَشْرك طيّبٌ
ولا حمدَ للمجداحِ أنْ نفحَ المِسْكُ
بلى ربما أنصفْتَهُ فحمدْتَهُ
أليس له في نَشْرِ أرواحِه شرك
تذكَّرْ هداكْ اللَّه إنّي سابكٌ
وأنك تبرٌ لا يُغيِّرهُ السَّبْكُ
ومالي في دُرٍّ تحلَّيْتَ عِقْدهُ
مِنَ الصُّنْعِ إلا جوْدة النظْمِ والسلكْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأبا حفصِ المُبرّزَ في الشّعْ
ياأبا حفصِ المُبرّزَ في الشّعْ
رقم القصيدة : 61800
-----------------------------------
ياأبا حفصِ المُبرّزَ في الشّعْ
رِ لقد جُدْتَ للأكُفّ برأسِكْ
أنت لا شك أكرمُ الجِن والإن
سِ وإلا فعضَّ فُوك بجعْسِكْ
حَلِفٌ أن أبالي إلى الحِنث فيه
بل يُباليه من يَعَضُّ بضِرْسِك
ربّ صفعٍ مُشَعشعٍ لي في رأ
سكَ شهَّاك وقْعُهُ صفْع نفسِك
فتمطَّيْتَ قيسَ باعٍ تمامٍ
وتناولْتَ من قفاك بخَمْسكْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ قد عاديْتَ فيَّ كَراكا
أخالدُ قد عاديْتَ فيَّ كَراكا
رقم القصيدة : 61801
-----------------------------------
أخالدُ قد عاديْتَ فيَّ كَراكا
وأتعبتَ في حَوكِ القريضِ قُواكا
فلا تَهْجُنِي إني أخُوك لآدمٍ
وحَسْبي هجاءً أن أكون أخاكا
أخالدُ لاقُدّستَ من بعلِ زوجة ٍ
يُصنّعُها في بيته لتناكا
تُقرّبها للنائكين مطية ً
جهاراً وربُّ العالمين يراكا
بلا رُزْءِ دينار ولا رزء دِرهم
سوى أنَّهم يشفون منك حُكاكا
أما لكَ ياشَرَ الخلائق حمية ٌ
ولا غيرة أن يِستباح حماكا
بلى ربما استخليتهم فضلَ خلوة ٍ
(1/21158)
________________________________________
فغِرْتَ عليهم واستشطْتَ لذاكا
تغارُ على عُسْبِ الرجال وإنما
يغارُ على عُقْرِ النساءِ سِواكا
عشوتَ إلى ناري بحُلم فراشة ٍ
فصادفتها نزَّاعة ً لشواكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ
أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ
رقم القصيدة : 61802
-----------------------------------
أخالدُ لو ألِمْتَ مَضيضَ شيءٍ
مُمِضّ مُرْمِضٍ لألْمتَ جَهْلَكْ
أشيْخٌ من ذوي يمَنٍ صميم
وتشتم فارساًناقضتَ أصلك
بهذا الفعلِ سرَّك أن تُسمَّى
جواداً مُفْصِلاً فأبَحْتَ أهلك
لقد أخزيْتَ منْ تُنْمى إليه
ثكْلُتك عاجلاً وثكِلْتُ عقْلَكْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياخالدَ بن الخالدا
ياخالدَ بن الخالدا
رقم القصيدة : 61803
-----------------------------------
ياخالدَ بن الخالدا
ت مخازياً لا درَّ مَحْضُك
ودّعْ فإنَّك قدْ دنا
منك الرحيلُ وشُدَّ غَرْضُك
لأسيّرَنَّك في البلا
دِ بِما أقمْتَ وطال خَفْضُك
ولأكحُلَنَّك بالسُّها
دِ بما رقدْت وطاب غُمضُك
أهجوْتَني وحسِبتني
ممَّن يضيعُ لديه قرضُك
أخطأت في التقدير يا ب
نَ المومسات وعال فرضك
أيُّ القبائلِ يُنتحَى
بالشتم حين يُسبُّ عرضك
لا أيُّهنَّ وكيف ذا
ك ومِنْ جميع الناس بعضك
لا تسْمُ عينُك في العيو
ن فلو عقلتَ لطال غضك
أتناك ذاك وذاك طو
لك في الرجال وذاك عرضك
سبحان شيطانٍ يُسَخْ
خِر نائكيك وذاك بفُضّك
لو كنْتَ تنفُضُ عارِضيسبحان شيطانٍ يُسَخْخِر نائكيك وذاك بفُضّك بذيء
كَ من التُّرابِ لطال نَفْضُكْ
لو كنت ما خُتم الرحي
قُ به لعُنّفَ مَنْ يَفُضُّك
بظلامة ِ الشوكيّ نا
لك من عِقابي ما يَهُضُّكَ
فاخْرُجْ له من حَقّه
وأنِبْ عسى يُنجيك ركْضُك
البدْرُ للشَّوْكيّ غَيْ
رَ مدافَعٍ والأرضُ أرضُك
دافعْتَه عن بِنْته
والغصْبُ ما يحويه قبضُك
كي تستهبّ بها الفحو
لِ إذا كَبِرْتَ وذاب نَحْضُك
داء تمكَّن في عجا
نِك قبل أن يشتد نهضُك
لا تعتذر مما أتيْ
(1/21159)
________________________________________
تَ من القبيح فمنك رُبْضُك
العارُ منك وأنت من
هُ فليس من عار يُمضّك
صبراً ستعْلَمُ أيّما
زُبْدٍ يُصَرّح عنه مَحْضُك
في أيّما مُتورَّدٍ
دلاَّكَ يامغرورُ دحْضُك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أمُّ حفصٍ صلْعة الشَّ
أمُّ حفصٍ صلْعة الشَّ
رقم القصيدة : 61804
-----------------------------------
أمُّ حفصٍ صلْعة الشَّ
يخِ أبي حَفْصٍ فديْتُك
أنا واللَّه عميدٌ
بك صبٌّ مُذْ رأيتُك
نعِّمِي كفّي فإني
بِعْتُ عِرْضِي واشتَرَيْتُك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ يُسائلُ عن عشيرة ِ خالدٍ
يامَنْ يُسائلُ عن عشيرة ِ خالدٍ
رقم القصيدة : 61805
-----------------------------------
يامَنْ يُسائلُ عن عشيرة ِ خالدٍ
الناسُ كُلُّهُمُ عشيرة ُ ذاكا
فمتى هجوْتَ أبا الوليد هَجَوْتَهُم
وهَجَوْتَ في عُرْض الهجاء أباكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا
أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا
رقم القصيدة : 61806
-----------------------------------
أمكُّوكَ الخسار سأنتحيكا
بإحدى الفاقرات ولا أقيكا
أتأمُرُ بالتقزُّزِ من كلامي
وذكرك يُصْدِىء الذهبَ السبيكا
زعَمْتَ بأنني نَحْسٌ وإني
مُجيبُك مُعْلِناً لا أتقيكا
توهَّم زَحْفَ موسى نحو حُسْنٍ
على مَنْقوصتيه لكي ينيكا
وقد دانتْ لطاعته فكانت
دجاجتَه وكان هناك ديكا
فأنشقَ أنفها من نَتْن فيه
كما أنشقْتَنا من نَتْن فيكا
وماطلَ فوقها نَزْواً مريضاً
كنزوِ مُسَخَّرٍلا يَشْتَهيكا
فإنك واجدٌ ثم احتمالاً
وصبراً مثل صبرِ مُسَخّريكا
لقد صبرتْ على قذرٍ وقُبْح
ولم تَسْعَدْ ولم تُرْضِ المليكا
فما هذا التقزُّز من كلامي
وأمّكَ لم تُقَزَّزْ من أبيكا
ولا مِنْ حَمْلها إياك منْه
وقد حمل الخنا بطنٌ يعيكا
حلفْتُ على التي بُلِيتْ بمُوسى
لقدْ جعلَتْ له فيكُم شريكا
أقِرْدٌ مُقعَدٌ وتَعِفّ أنثى
له كلا وإفكِ مُعَلّليكا
أحاذِرُ أن تكون سليلَ شتَّى
وأحذرُ مثلَ ذاك على بنيكا
(1/21160)
________________________________________
عجِبْتُ ولا تعجُّبَ من ضلالٍ
بدا للناسِ منك ومن ذَويكا
وكثرة ِ ناسليكَ لقد أرانا
سُقوطَك قِلة ُ المُتنازِعيكا
رأيْتُك من بني حواءَ طُرا
وما في دهمهم مَنْ يدّعيكا
وماأنْفيك عن موسى لأني
أرى موسى يُكثّر غائظيكا
ولكنْ جَمَّ فيك مُشاركُوهُ
وإن أصبحْتَ بينهُمِ تَريكا
رمْوا بك عن حِرٍ عَمِقٍ وآلُوا
عليك أليَّة َ المُتناكريكا
فلا تعرضْ لدعوى غيرِ مُوسى
فلَيْسَ الأكرمُونَ بقابليكا
عليك عليك موسى فانتحلْهُ
فإن الناسَ غيرُ مُدافعيكا
هو الزمنُ الذي أضحى وأمسى
أقلَّ اللَّه فيه مُنافسيكا
أبوكَ المُقعَدُ المعتوهُ أدنى
إليك اللَّؤمَ والعقلَ الركيكا
رأيتُ أخاك يطلبُ منك قوتاً
وقد كثَّرْت فيه مؤنّبيكا
فلم تسمحْ له بكَفافِ وجْهٍ
ولا شفَّعْتَ فيه أقْربيكا
وعرّضتَ الخبيثة لي سفاهاً
فعِفْتُ خبيثها حَولا دكيكا
فلمَّا استُكْره الكِلمُ المُقفَّى
تجشَّمها تجشمَ نائكيكا
فقُبحاً يوم تُبعثُ يا بن موسى
لوِجَهْكَ مُرْدِفا قُبحا وشيكا
أتَسْمَح باست أمِّك للقوافي
وتبخَلُ بالكفاف على أخيكا
غدوْتَ مُحالفاً مالاً بديناً
جعلتَ فداءَهُ حسباً نهيكا
أتاكَ شقاؤكَ يابن موسى
لتكسِبَ بي شماتَة َ حاسديكا
ولم أعلَمْك تطلُبُني بذَحْل
ولكني إخالُك مستنيكا
ولو أنّي نزوْت بألفِ أيْرٍ
ومِتَّ لما وجدْتَ لديَّ تيكا
ومابي في احتمائك من سقامٍ
ولكنّ المُصحّح يحتميكا
وهل مِن قائلٍ لك لا يراه
سراة ُ الناس مغْبوناً هتيكا
أيورٌ طاعنتْك وأنت ماء
وطالتْ عنك غفلة ُ مُدَّعيكا
أعر شتراً بعينك منك فِكْراً
وطالبْ بالجناية ِ واتريكا
تشامخُ إنْ لقيتَ ذوي المعاليٍ
وتَسْفُلُ للعبيد فتعتليكا
وكان الحُُّ عندك عبدَ سَوْءٍ
وعبدُ السُّوءِ ربا يَسْتَنيكا
وما تنفكُّ مُتضعاً ومَنِياً
لعبدٍ تشتريه فيَشْتريكا
(1/21161)
________________________________________
أتنتحِلُ التقزُّزَ يابن حُسْنٍ وما تنفكُّ مُتضعاً ومَنِياًلعبدٍ تشتريه فيَشْتريكا وكان الحُُّ عندك عبدَ سَوْءٍوعبدُ السُّوءِ ربا يَسْتَنيكا تشامخُ إنْ لقيتَ ذوي المعاليٍوتَسْفُلُ للعبيد فتعتليكا أعر شتراً بعينك منك فِكْراًوطالبْ بالجناية ِ واتريكا أيورٌ ط
وحَجَّامُ القبيلة ِ يمْتَطيكا
أيا شتراً على بخرٍ أليمٍ
إلى قذرٍ توقّ مُهاتريكا
أكلْتَ السمَّ يوم أكلتَ لحمي
فلا يغررْك قولُ مهنئيكا
ستأكلُ من فريك الشَّتْم صدراً
كما أكلتْ مشايخُك الفريكا
وأُعقبك المدُوس على فراغ
وأعقب مثلَ ذاك مُؤازريكا
فصبراً للهجاء ستَجتَويه
على أنَّ الهجاءَ سَيَجْتَوِيكا
بل الإعراضُ عنك عليَّ فرضٌ
وإن قدمْتُ بعض الهُجر فيكا
ظلمتُكَ إذ هَجَوْتُكَ يابن موسى
وحقُّك أن أكثّر مادحيكا
لأنك نِلْت مني فاجتباني
بذاك جميعُ من لا يجتبيكا
ومَن لا يجتبيك الناسُ طرّاً
وضِعفاً ذاك من لا يَرتضيكا
ولكنْ لابحمدِك ذاك لكن
بحمدِ مُكثّر المتنقّصيكا
قِلاك براءة ٌ وهَواك عُرٌّ
ودينُ الناس حمدُ مُذمّميكا
فصِلْني بابتراكك في انتقاصي
فشُكري فوق شكرِ الشاكريكا
أقرْنَ صديقنا الحسن بن موسى
علوْتَ فليس خطْبٌ يرتقيكا
وكم قد قلت حين يُريب رَيْبٌ
مقالة آمِلٍ من آمليكا
سوى أني أمِصُّك رأس أيري
وودُّك أنني من ناكحيكا
تألَّفُني بذاك وتبتغيني
وإنْ كنتُ امرأً لا أبتغيكا
فتمنحني عيالك منحَ سَمْحٍ
إذا نيكتْ حليلُته ونيكا
وتُعرم غُلْمتني ويقوم أيري
إذا عز السّفاح فأعتريكا
وأنت أخي أعِدُّك للَّياليوتُعرم غُلْمتني ويقوم أيريإذا عز السّفاح فأعتريكا بذيء فتمنحني عيالك منحَ سَمْحٍإذا نيكتْ حليلُته ونيكا بذيءتألَّفُني بذاك وتبتغينيوإنْ كنتُ امرأً لا أبتغيكا سوى أني أمِصُّك رأس أيريوودُّك أنني من ناكحيكا بذيء وكم قد قلت حين يُري
إذا عرتِ الخطوُب وأرتَجيكا
رأيتُك حِصْن من يرتاد حصناً
فطوبى نائليك ونازليكا
(1/21162)
________________________________________


العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ منكسر السّكَّانِ ظاهرهُ
رأيتُ منكسر السّكَّانِ ظاهرهُ
رقم القصيدة : 61807
-----------------------------------
رأيتُ منكسر السّكَّانِ ظاهرهُ
هَوْلٌ وتأويلُه فألٌ لمنجاكا
كسرٌ لناكسِ دارٍ كنْتَ تحذَرُهُ
وصحة ٌ لك تُحيينا بمحياكا
لأن لفظة سُكَّان إذا قلَبتْ
حروفهاناكس لا شك في ذاكاص فازجره ناكسَ دارٍ هَدَّ قوتَه
لك المليكُ الذي مازال مولاكا
ولايرُعْكَ رجوعٌ بعد مُعتزم
ففي رُجوعك تبشيرٌ برُجْعاكا
رجعتَ حين نهاك اللَّهُ مُزْدَجرا
وكيف تَمضي ورب الناس يَنهاكا
نهاكَ بالريح حتى حلّ مَنْحسة
من المناحس ماكانت لتلقاكا
فإن أقمتَ ففي خفضٍ وفي دعة ٍ
وإن ظعنتَ فربُّ الناس يرعاكا
لازلْتَ في كلّ أمرٍ أنت فاعلُه
مبارك البدءِ مغبوطاً بعقباكا
ن

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قدْ لَعَمْري اقتصصتَ من كُلّ ضِرْسٍ
قدْ لَعَمْري اقتصصتَ من كُلّ ضِرْسٍ
رقم القصيدة : 61808
-----------------------------------
قدْ لَعَمْري اقتصصتَ من كُلّ ضِرْسٍ
كان يجني عليك في رُغفانِكْ
لم تَجِدْ حيلة ً لنا إذ وَترنا
ك فحاربْتنا بشرّ دِنانكْ
أضرستنا مُدامة ٌ منه تحكي
ضجرة ً تعتريك من ضِيفانِك
قد رددناه فادَّخِرْهُ لسِكْبا
جك والنائبات من أزمانِك
واتخذْه على خِوانك أُدْماً
فهو أوْلى بالخِلّ من إخوانِك
هذه صحة ُ المُحاماة عن خُب
زِك بحتاً فكيف عن لحمانك
لوسطَوْنا على الهريسة وافى
سيفُك الهامَ سابقاً لسنانك
قدعضضْناك عضَّة ً بمُزاحٍ
هو من طِرْزِك المليحِ وشانِكْ
وذهبْنا إلى امتحانِك للبُقْ
يا وما كان عمْدُنا لامتهانِكْ
فدعِ العَتْب والعتابَ فلسنا
إن عَزَمْتَ القتال من أقرانك
لاتلمنا فأنت تفاحة ُ الأر
واحِ لا راعَها خُلُوُّ مكانك
طِيبُها عند شمَّها يتقاضى
عضّها المُخْلصين من خُلاّنك
فانتقِم إن آثرْتَ من طِيبِ أعْ
راقٍ سقَتْك القبول في أغضانك
(1/21163)
________________________________________


العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذُقْ أباجعفر مغبَّة َ جُرْمِكْ
ذُقْ أباجعفر مغبَّة َ جُرْمِكْ
رقم القصيدة : 61809
-----------------------------------
ذُقْ أباجعفر مغبَّة َ جُرْمِكْ
واجْنِ ماأثْمرتْ سفاهة ُ حِلْمِكْ
ماتعرضْتَ لي وجَدّك حتى
قرنَ اللَّه كلَّ نحْسٍ بنَجْمك
أبِعَقْلِ المُعلّمين يُعابُ الشّع
رُ أيري في القعر من بظر أمك
لستَ عندي أن عِبْتَ شعري ملُوماً
لك عُذْرٌ لديَّ في ضيقِ علمك
لقَرِيضي يابن الزّواني معانٍ
قصُرَتْ دونها مذاهبُ فهْمِك
هُنْتَ عندي فلا مديحُك يُهْدِي
لي سروراً ولا أُساء بذَمّك
أنت نغل من ألف نُطفة ِ فَحْلٍ
عدداً رُكّبَتْ مفاصِلُ جِسمك
قد أردْتُ الإعراضَ عنك احتقاراً
لك لاأنَّني جَنَحْتُ لسِلْمِك
فتذكْرتُ موبقاتِ ذُنوبي
فرجَوْتُ الخروجَ منها بشَتْمك
فاحمدِ اللَّهَ قد رُزِقْتَ هجاءً
بعد طول الخُمول نوَّه باسْمِك
فخُذْنَهْ فإنْ قَنِعْتَ وإلا
فعَلَيْنا من بعدُ توفيرُ قسْمك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
رقم القصيدة : 61810
-----------------------------------
يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
وعَنْ تباشيرِ وجْهِهِ ضَحكا
ومَنْ به رُدَّ سِتر عَوْرته
من بعد ماكان ستْرها هُتِكا
ومَنْ إذا حُجَّة ٌ مُجَلَّيَة ٌ
لاحت لعينيه لم يكن محِكا
ومن أبَى اللَّهُ أن نُرى أبداً
بِعرْضِهِ في مَذمَّة ٍ معكا
أستودعُ اللَّه حُسْنَ رأيِكَ في
عَبْدٍ تلافيته وقَدْ هلكا
يغيبُ إن غاب والنصيحة ُ والوِدْ
دُ رفيقاه حيثُما سَلكا
طافتْ به علة ٌ فعالجها
فاعْتركَتْ والعلاجُ مُعْتركا
وقد أناخَتْ به مُماطلة ً
فقد صغا من مطالها وبكى
وخوفُه العَتْبَ منكَ يُفْرِشُهُ
جرر الغضا ليله أو الحَسَكَا
وحقهُ أن تكونَ تُؤْمِنْه
منْ كلّ شيءٍ يخافهُ الدَّركا
وإنَّ إخلالَه ليَكرُثُهُ
لكنَّ عَوْداً بعينه بركا
وهو يرجِّي بيُمن وجهِك ذي اليُم
(1/21164)
________________________________________
نِ قديماً أن يقطع الشَّركا
يُمن إذا مَسَّ ذا الوقود خَبا
عَفْواً وإن مَسَّ ذا الخمود ذكا
كم ساقَ مِنْ صحة ٍ وعافية ٍ
إلى شديدٍ ضناهُ قد نُهكا
حتى استقلَّتْ به قُواهُ كما
كان وأضحَى سكُونُهُ حَركا
وكلُّ جارٍ غدوتَ تَعْصِمُه
فليس ذاكَ الحريمُ منهكا
وعبدُك العبدُ لا يُخلّفه
عن حظّه غيرَ ما نثاه لكا
فأْذنْ له في علاج علَّته
واقبلْ من العُذْر ما نثا وحكى
أولافَهَبني اعتذرتُ معذرة ً
أفِكتُ فيها كبعضِ من أفِكا
أليسَ للنقصِ كنتُ عبدَك لا
شكَّ وللفضلِ كنتَ لي مَلكا
لابل لَعَمْرِي كذا الحقيقة ُ يامن
طابَ فَرعاً ومحتداً وزكا
فاغفُلْ فما زِلتَ في الإقالة ِ والصَف
حِ غريراً في الرأي مُحتنِكا
وابذلْ ليَ العفو والتجاوزَ والإغ
ضاءَ حتى يُقالَ مااتَّركا
أحِسنْ ودَعني أُسيءُ يَخْلصْ لك ال
حمدُ وإلا أتاكَ مُشتركا
وقلْ مُدلٌّ بحرمة ٍ قدمتْ
على رءوفٍ بكلٍّ من ملكا
صادفَ فضلاً من سيدٍ فصفا
إلى الهُوينَى ومشتكى فشكا
لازلت تعلو يداك مصطنعاً
للخير حتى تصافحَ الفلكا
ولاتزل لي بالشكرِ قافية ٌ
فيك تسيرُ الوجيفَ والرَّتكا
تلذُّ من كلّ سامع أُذناً
حُسناً ومن كل مُنشدٍ حنكا
ويروى وليس في السيئاتِ أكسبها
بعهدٍ أمرٍ إذا امرؤٌ فتكا
فأْمَنْ وآمِنْ فتى ً قد انسكبت
أخلاقُه مذ ذاك وانسبكا
أمَّنك اللَّه ماتخافُ ولا
أجرَى بغيرِ اعتلائك الفلكا
وَمَنْ رعى حيث لاأمانَ له
فلازلتَ بمرعى ً مجانبٍ شركا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ
أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ
رقم القصيدة : 61811
-----------------------------------
أريدُ جداكَ وأستمنحُكْ
وأغشَى ذَراكَ ولا أمدَحُكْ
ومثلُك يمنحُني فضلَهُ
ولكنَّ مثليَ لا يَمْنحُك
ومالي أراكَ عديلَ الثنا
ءِ مني وتلكَ العُلا تُرجحكْ
وماليَ أُطربك مُستصلحاً
وأخلاقُكَ الدهرَ تستصلحك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أسومُكَ مايسومُ العبدُ مثلي
أسومُكَ مايسومُ العبدُ مثلي
(1/21165)
________________________________________
رقم القصيدة : 61812
-----------------------------------
أسومُكَ مايسومُ العبدُ مثلي
مَليكاً من بني الأملاك مثلَكْ
أسومُكَ أن تدرَّ عليَّ رزقي
وتنبذَ خِدمتي لتُبينَ فضلَكْ
وقد أغربتُ جِداً في سُؤالي
لتُغربَ في العلا وأمنتُ بخلك
ولم أجهلْ هنالكَ جور حُكمي
ولكنّي عرفتُ هناكَ نُبلك
فإن تفعلْ فأنتَ لِذاكَ أهلٌ
وإن تمنع فلستُ ألومُ عدلك
ولستَ بعادمٍ ما دمتَ حياً
مديحكَ سالكاً في كل مسلك
حلفتُ بمن يَردُّكَ لي مَردّاً
كريماً إنه بالأمر أَمْلك
لئن أخفَى حِذاري عنكَ شخصي
لمَا أرسلتَ من كفَّي حبلك
ولم أهربْ على ثقة ٍ وعلمٍ
بأني إن رميتَ أفوتُ نَبلك
ولكنّي هربتُ على يقينٍ
بأنك مُغمدٌ في الحلم نصلك
ومابي رغبة ٌ من عبدِ عبدٍ
لديكَ وإن جعلتَ أذاي شُغلك
ولكني أصونُ عليك قدْرِي
ورُبَّ مصونة ٍ لي فيك بل لك
ومالي أستخفُّ بقدْرِ نفسي
وقد أوطأتُها يومين رحْلك
وقد نبهتهَا ورفعتَ منها
وشكّلَ قدرَها التشريفُ شكلك
وحَسْبِي رفعة ً وعلوَّ قدْرٍ
بأني مرة ً قبَّلْتُ رِجْلَكْ
فلا تسخط عليَّ ولاتذلني
وشبّه بالمحاسن منكَ فِعلك
وصُنْ حُرَّاً بذلتَ لهُ العطايا
فقد شانَ ابتذالُك منه بَذْلك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
رقم القصيدة : 61813
-----------------------------------
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
ومُصَوّرِ الإنسانِ والمَلَكِ
إن السعيدَ لمدركٌ دركاً
وأخو الشقاوة ِ فهو في الدَّركِ
والشرُّ بين الناسِ مشتركٌ
والخيرُ فيهمْ غير مُشترك
يتقارعونَ الموت عن مُسكٍ
ومع القِراعِ إفاتة ُ المُسك
وكفاهُمْ من قتلِ أنفسِهم
باثنين من وضحٍ ومن حلكِ
في الليلِ كافٍ والنهارِ إذا
هرجاهُمُ بمناحس الفلكِ
وإلى الخمودِ مآلُ ذي لهَبٍ
وإلى السكونِ محارُ ذي حَرك
طارَ الحِمامُ وغاص مُقتدراً
فأماتَ حيَّ الطير والسمك
لاتُكذَبنَّ فما لذي نفرٍ
فيها حريمٌ غيرُ مُنتهك
(1/21166)
________________________________________
إن الزمانَ إذا غدا فعدا
قتلَ الملوكَ بكلّ مُعترك
ضَعُفَ العوامل في أسنَّتها
ضعفُ المعازل عنه في الفلك
نَسِيَ المتالفَ قلبْ مُنْهَمِكٍ
فما يزاول كل منهمَك
وغدا الرّجالُ على مكاسبهمْ
يتبادرون مطارحَ الشَّبكِ
والعينُ تُبصرُ أين حبَّتُها
لكنها تعمى عن الشَّرك
لذكرتُ هذا الموتَ فارتبكتْ
نفسي هناك أشدَّ مُرتَبك
ماضرَّ ذاكِرهُ وناظرهُ
ألاَّ ينام على سِوى الحسكِ
ياجِبلة ً أملاكُها تركٌ
حتَّامَ ذُبُّكُمُ على التّرك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> غدا الدهرُ مفترّاً أغرَّ المضاحِكِ
غدا الدهرُ مفترّاً أغرَّ المضاحِكِ
رقم القصيدة : 61814
-----------------------------------
غدا الدهرُ مفترّاً أغرَّ المضاحِكِ
عن ابن عبيد اللَّهِ تاج الممالِكِ
عن الكوكبِ الدُّريّ في كلّ حِندسٍ
عن اللَّمعة ِ البيضاء في كُلّ حالكِ
عن القاسمِ المقسومِ في الناسِ رفدُهُ
إذا لم تطب عن ملكها نفسُ مالك
عن ابن سليمان بن وهب فتى العُلا
على رغم أوغادٍ كُهولِ الحسائك
أغرُّ يُكنَّى بالحسين مُسلّم
له الحُسْنَ والإحسانَ كلُّ مُماحك
وزيرُ ولي العهدِ وابن وزيره
أخو المجدِ ركَّابُ الأمورِ التوامك
تُكشّفُ منه محنة ُ المُلكِ شيمة ً
مهذبة ً والتبرُ عند السبائك
وإن سترتَ وجهَ الحقائِق شبهة ً
رمى سِترها بالصائباتِ الهواتك
ويُفزَعُ في الجُلَّى إلى عَزَماتِهِ
فيستلُّ منها كالسيوف البواتِك
يعارِكُ بالتدبير كلَّ شديدة ٍ
فيصرعُها لاهُدَّ ركنُ المُعارِك
فتى ً عَطِرتْ ذكراهُ وانهلَّ جُودُهُ
تهلَّلَ باكٍ من حيا المُزنِ ضاحك
فعافيه في نَضْح من الغيث صائبٍ
ومُطريه في نضح من المسكِ صائك
ذكا وزكا فالعُرفُ من وبلِ ديمة ٍ
سماكية ٍ والعرف من طِيبِ ذانك
ألاحَ بُروق البشرِ تدعُو عُفاتَهُ
فجاءوا فأعفى بالرغابِ الوشائك
فنُفّلتِ الأيدي غِناها بمدحِهِ
ونُفّلتِ الأفواهُ طيب المساوِك
أقولُ لسئّالٍ به مُتجاهلٍ
مَحِلتَ وقد آنت إنابة ُ ماحك
(1/21167)
________________________________________
توهَّمْ مصابيحَ السماءِ سبائكا
وصُغْ مثله من صفو تلك السبائك
فتى ً أسهلتْ خيراتُهُ لعفاتِهِ
فأحزن في تلك المعاني السَّوامك
ومن كثُرتْ في ماله شركاؤهُ
غدا في معاليه قليلَ المُشارك
فتى ً لا يُبالي حين يحفظُ مَجده
متى هلكتْ أموالُهُ في الهوالِكِ
له راحة ٌ روْحاءُ يسفكُ ماءَها
وليس لماء الوجهِ منه بسافك
مُقبَّلٌ ظهر الكفِّ وهَّابُ بطنِها
مواهبَ ليستْ بالخِساس الركائك
يسوقُ إلى تقبيلها القومَ أنها
غِياثٌ لهم بل عِصمة ٌ في المهالك
نرحِّلُ آمالاً إلى بابِ قاسمٍ
فيرجعنَ أموالاً عِراض المبارك
حباني بما يعيا به كُلُّ رافدٍ
وحبرتُ مايعيا به كلُّ حائك
فأعدَمتُه مدحَ الغِثاثِ مدائحاً
وأعدمني رفدَ الأكُفِّ المسائك
ومالربيعٍ ممطرٍ من مُجاوِد
ومالبقيع مُزْهر من مُحاوِك
وهبْتُ له نفسي ووُدي ونُصرتي
ولو صكَّ وجهي حدُّ أبيضَ باتِك
أقولُ لأقوامٍ تعاطوْا علاءَه
فأعْيتْهُم الخضراءُ ذاتُ الحبائك
دعوا آل وهْبٍ للمعالي فإنَّهُمْ
بقايا اللَّيالي الآخذاتِ التوارِك
أناسٌ يسوسُون البلادَ وأهلها
بشدة ِ أركان ولين عرائك
سراة ٌ إذا ماالناسُ أضحتْ سراتُهم
لنا ضُحكاً أضْحوا لنا كالمضاحك
يودُّ الورى لويشترون شهورهم
بأحوال أعوامٍ سواهُم دكائك
وشاهد زُور للكَفور ابن بلبلٍ
فقلتُ له أطغَيْتَ أطغى البوائك
وقد كنتُ من مُدّاحِهِ غير أنني
تناوكْتُ مضطراً مع المتناوِك
فلم يُجزني إلامواعيدَ أعصفتْ
بهن أعاصيرُ الرياحِ السواهِك
بلى قد جزاني لو شكرتُ جزاءهُ
جزاءَ مَنيكٍ في إسته غير نائك
وليس جزاءً أنْ عفا إذ مَدَحْتُه
وقد كنتُ أهلاً للعِصي الدَّمالك
ولستُ بهجَّاءٍ ولكن شهادة ٌ
لديَّ أوَّدِّي حقها غيرَ آفِك
وما أنا للحمِ الخبيثِ بآكلٍ
وإنّ له منّي للَوْكة َ لائكِ
إذا استمسكَتْ كفي بعروة قاسمٍ
فلسْتُ على صرْفِ الزمانِ بهالك
أرانا عِياناً كلَّ عفوٍ ونائل
سمعْنا بمذكورَيْهما في البرامِكِ
تداركَني مِنْ عثرة ِ الدهرِ قاسمٌ
(1/21168)
________________________________________
بما شئتُ من معروفِهِ المتدارك
فأصبحْتَ في أيكٍ من العيشِ مثمرٍ
وأمسيْتُ في عِيّى من العز شائك
فتى ً في نثاهُ شاغلٌ عن سؤالهِ
سبوق العطايا للطَّلوب المُواشك
فليس لأبشارِ الوجوه بمُخْلق
وليس لأستارِ الخفايا بهاتِك
فتى ً لاأُسمّيه فتى ً لحداثة ٍ
ولكن لهاتيك السجايا الفواتك
سجايا أبت إلاانتصافاً لجارِها
من الدهر إما عضَّ رحْلٌ بِحارك
يُواحِكُ عند العذل في بَذْلِ مالهِ
وعندَ ارتيادِ الحقّ غيرُ مُواحك
وسائلة ٍ عن قاسمٍ ومكانِهِ
فقُلْتُ لها إن العلاءَ هنالك
كريمٌ تفي أفعالُه بانتسابهِ
وذو نسب في آلِ ساسانَ شابك
أظلُّ إذا شاهدْتُ يومَ نعيمِهِ
كأني في الفردوسِ فوقَ الأرائك
بمرأى ً من الدنيا جيملٍ ومَسْمعٍ
لدى ملكٍ بالحق لامُتمالك
مقابلَ وجهٍ منه أبيضَ مشرقٍ
كبدر الدجى بين النجوم الشوابك
يحيّيه أترجُّ تسامى حياله
وشاهَسْفَرمٌّ تحته كالدَّرانك
وفاكهة ٍ فيها مشمٌّ ومطعمٌ
تردُّ موداتِ النساءِ الفوارِك
ولو عُدم الريحانُ حَيَّاهُ نشرهُ
بمثلِ سحيقِ المسكِ فوقَ المداوك
بنفسي وأهلي ذاك وجهاً مباركاً
تلقَّى بأوفى الشكرِ نُعمَى المبارك
تحثُّ الحسانُ المُحسّناتُ كؤوسهُ
بِمَدْحٍ له قد سار جمَّ المسالِك
فيهتزُّ للجدوَى على كل مجتدٍ
وكانتْ ملاهي مثلِه كالمناسك
له مَجْلِسٌ ماإن يزال مُصدَّراً
بأحسنَ من بَيْض النعام الترائك
يُغنّينه فيه المحسناتُ لمحسن
لُهاهُ من الأمداحِ غيرِ الأوافكِ
ولم يتغنَّ المحسناتُ لمحسنِ
بمثلِ مديحٍ ذامِلٍ فيه راتكِ
شهدْنا له يوماً أغرَّ محجَّلاً
أقام لنا اللذاتِ فوق السنابك
لأمّ عليّ رَبْرَبٌ فيه آنِسٌ
من العينِ مثلِ العين حُفَّتْ بعانِك
من الوُضَّحِ اللُّعْسِ الشّفاه كأنما
يَفُهْنَ بأفواه الظباءِ الأوارك
يُرفّعْنَ أصواتاً لِداناً وتارة ً
يُنَمنمنَ وشْياً غيرَ وشي الحوائك
كفلْنَ لنا لمَّا اصطفَفْنَ حيالنا
بترحيل أضيافِ الهُمزمِ السّوادك
فمابرحتْ تُهدي إلينا عجائبٌ
(1/21169)
________________________________________
عجائبَ تُصبي كلَّ صابٍ وناسك
فتاة ٌ من الأتراكِ ترمي بأسهُم
يُصِبْنَ الحَشا في السّلمِ لا في المعارك
كأنَّ زميرَ القاصياتِ أعارَها
شجاهُ وسجعَ الباكيات الضواحك
وبستان بستانٌ يُقِرُّ عيونَنا
بما فيه من نُواره المتضاحك
غناءٌ ووجهٌ مونقانِ كلاهما
يهيلانِ جُولَيْ ذي الحِجى المتماسك
ظللنا لها نَصْباً تشكُّ قلُوبنا
بذاك الشجا الفتانِ لا بالنيازك
وماجُلَّناربالمُقَصِّر شأوُها
ولا المتعدِّي قصد أهدى المسالك
لطيفة ُ قدّ الثدي تُسند عودَها
إلى ناجمٍ في ساحة ِ الصدر فالك
تطامَنَ عن قدّ الطوالِ قوامُها
وأربى على قدّ القصارِ الحواتك
ورقاصة ٍ بالطبلِ والصنجِ كاعبٌ
لها غُنْجٌ مِخناثٍ وتَكريهُ فاتك
أُتيحَ لها في جسمِها رفدُ رافدٍ
وإن نالها في خصرها نَهْك ناهك
إذا هي قامَتْ في الشُّفوفِ أضاءها
سناها فسفّتْ عن سبيكة ِ سابك
تخطَّى اسمَ عيَّارٍإلى اسمِ مؤاجَرٍ
مُسمٍّ لها ما شئتَ من مُتفاتِك
فدتْ تلكم الأسماءَ بل حاملاتِها
زيانبُ أرضِ اللَّهِ بعد العواتك
وجوهٌ كأيامِ السُّعودِ تشبُّها
لنا طُرَرٌ مثلُ الليالي الحوالك
سبايا إليهن استباءُ عقولِنا
مماليك مُلّكْن اقتدارَ الممالك
نوازلُ بين الانبساطِ إلى الخنا
وبين انقباضِ المُخبتاتِ النواسِك
موالِكُ يسفُكْنَ الدماءَ ولاتَرى
لهُن اكتراثاً بالدموعِ السوافك
إذا هُنَّ أزْمعْنَ الفراقَ فكلُّنا
أسِيٌّ على تلك الشموس الدوالك
أقاسمُ ما تتركْ فلستَ بآخذٍ
أبَيْتَ وما تأخذْ فلستَ بتارك
فلا تتركنّي أيُّها الحرُّ عُرضة ً
لدهرٍ غدا للحرّ غير متارك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيها السيدُ الجليلُ أدامَ اللَّه
أيها السيدُ الجليلُ أدامَ اللَّه
رقم القصيدة : 61815
-----------------------------------
أيها السيدُ الجليلُ أدامَ اللَّه
في طول مدَّة ٍ تأييدكْ
إن من أعجب العجائبِ قِرْداً
يتحدَّاكَ ناقضاً توكِيدَكْ
مستخفّاً بمن خصصتَ من القومِ
ويُشجيه أن نكيدَ مكيدك
(1/21170)
________________________________________
قُلْتُ إذ جاءني توعُّدُ عمروٍ
بعدما سالم الزمانُ عبيدك
ورعَى اللَّه مَنْ رَعَيْتَ من النا
س ولم يَرْعَ من رآه طريدَك
جاريَ اللَّه من وعيدِك ياعم
رو فذاك الوعيدُ وليس وعيدَك
بل وعيدُ الذي زهْتك به نف
سُكَ حتى أهديْتَ لي تهديدَكْ
لاتُطاوِلْ بأنْ حباك وأن زا
دك لاأحسن الإلهُ مزيدك
ليس حظّي بدون حَظّكَ منه
بل أبى اللَّهُ أنْ أكونَ نديدَك
وهْو لي جُنَّة ٌ تُفلُّ شَبا بأ
سِك بل عُدة ٌ تفضُّ عديدَك
فازجُر النفسَ عن توعدِ مثلي
قبلَ أن يأخُذ الحُسامُ وريدك
إنني إنْ خشيتُ بأسَك ياعم
رو المخازي لمُخلصٌ توحيدَك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أسَلُ الذي عطفَ الأعن
أسَلُ الذي عطفَ الأعن
رقم القصيدة : 61816
-----------------------------------
أسَلُ الذي عطفَ الأعن
نَة والمواكبَ نحو بابِكْ
وأراكَ نفسك مالكا
ما لم يكن لك في حسابِك
وأذلَّ موقفي العز
يز عليَّ في أقصى رحابك
ألاَّ يُطيلُ تجرُّعي
غُصَصَ المنية ِ من حجابِك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رُدّي التحية َ من وراءِ حجابِك
رُدّي التحية َ من وراءِ حجابِك
رقم القصيدة : 61817
-----------------------------------
رُدّي التحية َ من وراءِ حجابِك
رَدّ الإلهُ قُلوبَنا بإيابِكِ
قد كُنْتُ آنسُ بالمرورِ ببابك
فالآن أُوحَشُ إذ غدَوْا بركابِك
ماالمَوْتُ في سكراتِهِ بأشدَّ مِنْ
وجْدي عشيَّة َ آذنوا بذَهابِك
فتيقَّني أنْ قد قتلْتِ فتى ً له
قلبٌ تشحَّطَ في أليمِ عذابِكِ
ماللْمطيِّ تخاذلتْ أركانُهُ
لمّا غدا مُتقاذِفا بقبابِك
وتزايلَتْ أوصالُه عن رحْلِهِ
إذْ بتَّ حَبْلي من عُرا أسبابِك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ
الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ
رقم القصيدة : 61818
-----------------------------------
الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ
فمَتَى صنعْتَ الخيرَ أعقبكا
والشَّرُّ مفعولٌ بفاعِلِهِ
فمتى فعلْتَ الشر أعطبكا
(1/21171)
________________________________________
تاللَّهِ ماألهبْتَ مُصْطلِياً
إلاّ لنَحْسٍ فيك ألْهَبكا
فاحْرِصْ على ألاّ تُسيءَ عسى
ألا يكونَ النَّحْسُ كَوْكبكا
واعْلَمْ بأنَّ اللَّه مُنتقِمٌ
فاجعَلْ تُقاة َ اللَّهِ مَهْرَبكا
لاتحسبِنَّ اللَّه مُطَّرحاً
مَن بِتَّ تَضْحَكُ منه حين بكى
أويَسْتقيدَ له وينْصُره
ويصيبَ بالتَكْديرِ مَشْرَبكا
فأنِبْ إليهِ تُصبك رحْمَتَه
وارْهَبْ إذا مااللَّهُ أرهبكا
ومتى أقالكَ فاخْشَ سَطْوَتَه
فهْوَ القديرُ إذا تطلَّبَكا
لاتُطمِعَنَّك فيه رأفتُهُ
إنَّ المطامع تنصِبُ الشَّبَكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> نبلُ الرَّدى يقصِدْن قصدَكْ
نبلُ الرَّدى يقصِدْن قصدَكْ
رقم القصيدة : 61819
-----------------------------------
نبلُ الرَّدى يقصِدْن قصدَكْ
فأحِدَّ قبْل الموت حدكْ
قدْ عدَّ قبْلَكَ مَنْ رأيْ
ت ولسْتَ تلْبثُ أن يَعُدَّك
فدعِ البِطالة َ والغوا
ية َ جانباً وعليْكَ رُشْدكْ
فكأنني بك قد نُعيص تَ وقد بكى الباكُون فقْدَك
وتركْتَ منزِلَكَالمشي
دَ مُعَطَّلاً وسكَنْتَ لحدَك
وخلوْتَ في بيتِ البلى
وخَلا بِك المَلكانِ وحْدك
وسلاك أهلُك كلُّهم
ونسوْا على الأيامِ عَهْدك
يتمتَّعُونَ بما جمعْ
تَ ولا يَرِوْن عليه حمدَك
مُتمهّدون وأنت تح
ت الرَّمْس يَرْعَى الدُّودُ جِلْدك
قد سلَّموك إلى الضَّري
حِ ووسَّدُوا بالتّرْبِ خَدَّك
كم قدْ دَفَنْتَ أحِبَّة ً
حَلُّوا محلَّ النفسِ عندك
انظُرْ إلى أهليهمُ
فكذلك الباقون بعْدَك
فانظُر لنفسكَ مُكْمِلاً
فيما يُحبُّ اللَّهُ جُهْدَك
ن

العصر العباسي >> ابن الرومي >> بينما أنت في احْتيالِ فياشِكْ
بينما أنت في احْتيالِ فياشِكْ
رقم القصيدة : 61820
-----------------------------------
بينما أنت في احْتيالِ فياشِكْ
ونزاعِ الرّجالِ بنْتَ فِراشِكِ
إذ حداكَ الشقاءُ نحوي فأقْبل
تَ وما ذاك مِن رَباطة جأشِكْ
أيُّها القحطبيُّ ماضرَّ ناري
ماهوى في جحيمها من فراشك
سخْلٌ ما عَدَتْ فراشك لكن
(1/21172)
________________________________________
لم تكُن قطَّ من بناتِ فراشِك
لا تغرنَّكَ المطامِعُ منه
إنَّه ليس من ضِباب احتراشِك
غيرَ أني أراكَ جمَّشْتَ أيْري
وحسبْتَ انجِماشهُ كانجماشِكْ
لك أنْثى تَزِيفُ في كُلّ عُشّ
وتُربَّى الفراخَ في أعشاشِك
أنت يا شيخُ نائمٌ فتنبَّهْ
وانتصِحْنِي فلسْتُ من غُشَّاشِك
لسْت ممن يمكنُ الماءَ في الرّحْ
مِ ولا للنّساء جُل اهتشاشك
كيف باللهِ برْدُ صِدقي على قل
بك أم كيف طعمُه في مُشاشك
وكذا لا تزالُ عُمْركَ أو تع
جِز عن مَسّهنَّ من إرْعاشك
مُغرماً بالأيورِ كَهْلاً وطفلاً
مُنْذُ داواكَ مصُّها من عُطاشكْ
ضحِكَتْ منك محكماتُ القوافيمُغرماً بالأيورِ كَهْلاً وطفلاًمُنْذُ داواكَ مصُّها من عُطاشكْ بذيءوكذا لا تزالُ عُمْركَ أو تعجِز عن مَسّهنَّ من إرْعاشك كيف باللهِ برْدُ صِدقي على قلبك أم كيف طعمُه في مُشاشكلسْت ممن يمكنُ الماءَ في الرّحْمِ ولا للنّساء جُل اهت
حين عارَضْتَ وابلي برشاشِك
مايُدانيكَ بعدها خبثُ نشرٍ
بعد عَشرٍ صداك عند انتباشِك
أأن استبعتْك قحطبة ُ الأن
جاد كلباً قصدْتني بهراشِكْ
أفهلاَّ انتظرْت تصحيحك الدع
وة َ في القومِ طرْتَ قبلَ ارتياشِك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> بيهقيٌ مَزْدقِيٌّ ذَكَرَ تشغرُ للناكة ِ أنْثاهُ وتَبْرك وإذا آتٍ أتاهاقال عوّليني بمهركْ وإذا آبٍ أب
بيهقيٌ مَزْدقِيٌّ ذَكَرَ تشغرُ للناكة ِ أنْثاهُ وتَبْرك وإذا آتٍ أتاهاقال عوّليني بمهركْ وإذا آبٍ أب
رقم القصيدة : 61821
-----------------------------------
بيهقيٌ مَزْدقِيٌّ ذَكَرَ تشغرُ للناكة ِ أنْثاهُ وتَبْرك وإذا آتٍ أتاهاقال عوّليني بمهركْ وإذا آبٍ أباها قالنيكيه ببظرك بذيء لا تُكفّي عنه أوينظُر في أمْري وأمْرِكِ جعل الرحمنُ عُمْريصلة ً في طول عُمْرِك إنما آكُلُ بإسْتيوفمي من فضلِ ثَغْرِك
كافرٌ باللَّهِ مُشرِكْ سقط أبيات

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذَكَرَ تشغرُ للنا
ذَكَرَ تشغرُ للنا
رقم القصيدة : 61822
(1/21173)
________________________________________
-----------------------------------
ذَكَرَ تشغرُ للنا
كة ِ أنْثاهُ وتَبْرك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإذا آتٍ أتاها
وإذا آتٍ أتاها
رقم القصيدة : 61823
-----------------------------------
وإذا آتٍ أتاها
قال عوّليني بمهركْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وإذا آبٍ أباها
وإذا آبٍ أباها
رقم القصيدة : 61824
-----------------------------------
وإذا آبٍ أباها
قالنيكيه ببظرك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا تُكفّي عنه أوين
لا تُكفّي عنه أوين
رقم القصيدة : 61825
-----------------------------------
لا تُكفّي عنه أوين
ظُر في أمْري وأمْرِكِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> جعل الرحمنُ عُمْري
جعل الرحمنُ عُمْري
رقم القصيدة : 61826
-----------------------------------
جعل الرحمنُ عُمْري
صلة ً في طول عُمْرِك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنما آكُلُ بإسْتي
إنما آكُلُ بإسْتي
رقم القصيدة : 61827
-----------------------------------
إنما آكُلُ بإسْتي
وفمي من فضلِ ثَغْرِك
ياأبا إسحاق قل فيْ
يَ كشِعْري لا كشعرِك
حسرتي للورقِ المك
توبِ فيه مثلُ هذرك
لالعِرضي من هجاءٍ
صاغه فاسدُ فكرِك
ياأبا إسحاق واقلبْ
ثمَّ صحّفْ حرّك
فهُمُ من خائفٍ شرْ
رِك أو راجٍ لخَيْرِكْ
أنتَ للتاسِ إلهٌ
لا يدينون لغَيْرك
صُلْ على الناس جميعاً
وتَخَمَّطهُمْ بسيْرك
إنها كُنية ُ من كامجزوء الرملصُلْ على الناس جميعاًوتَخَمَّطهُمْ بسيْرك أنتَ للتاسِ إلهٌلا يدينون لغَيْرك فهُمُ من خائفٍ شرْرِك أو راجٍ لخَيْرِكْ نال مُوسى بعصاهدُونَ ما نِلْتَ بأيركْ بذيء
نَ به عرٌّ كَعرّك
نال مُوسى بعصاه
دُونَ ما نِلْتَ بأيركْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> هاجرْتُ عنك إلى الرجا
هاجرْتُ عنك إلى الرجا
رقم القصيدة : 61828
-----------------------------------
هاجرْتُ عنك إلى الرجا
لِ فكان عُرْفُهُمُ كنُكركْ
فرجَعَتُ مِنْ كَثَب إلي
(1/21174)
________________________________________
كَ مُفرِّغاً نفسي لشُكرِك
ولما أرُومُ بما أقولُ زيا
دة ً في رفع ذِكرِكْ
لكِنَّهُ حقٌّ أوفّي
هِ عوانَكَ بعْدَ بِكْرِكْ
كم نعمة ٍ لك ملء فِكْ
رِي لا تُلاحِظها بفِكْرِك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلْ للمكنَّى باسمِ خيرِ الورى
قلْ للمكنَّى باسمِ خيرِ الورى
رقم القصيدة : 61829
-----------------------------------
قلْ للمكنَّى باسمِ خيرِ الورى
صلَّى عليهِ ربُّنا والملَكْ
ياحسنَ المرأى وماتحتهُ
بالحقّ لابالمنظرِ المُؤتِفك
نفسي تقيك السوءَ من مُقتدٍ
بالمجدِ في كل سبيلٍ سلك
أصغِ إلى قولي بأُذْنِ امرىء ٍ
يرى العطايا خيَر مالٍ ملك
لايقرعُ السنَّ لها نادماً
ولايرى المعروفَ شيئاً هلك
اخلعْ على نفسَك لي خلعة ً
باقية ً مادام هذا الفلك
يلْبسها محتملاً ثِقلها
عنك وما زيّنه فهو لك
درّعْ يماناً جسْمَها واَّدَّرعْ
زينتها تشركه خيرَ الشّرك
أن أبا القاسم مستأهلٌ
عارفة ً من عُرفِكَ المشترك
قد كنتَ قدَّمتَ بها موعداً
وليس في المطل بها من دَرَكْ
لن يندمَ المعطي على عُرفِهِ
بل يأسفُ المُبقي على ماترك
يفديك مَنْ همَّ بثوبٍ له
ثم فداهُ عِرضُهُ المنتهك
عرَّضْنَ عرضاً ووقى ملبساً
أغرى به اللاحين حتى انتهك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إنّي إذا ماالخصمُ في الغيّ ابتركْ
إنّي إذا ماالخصمُ في الغيّ ابتركْ
رقم القصيدة : 61830
-----------------------------------
إنّي إذا ماالخصمُ في الغيّ ابتركْ
ولجَّ في غربِ السفاهِ ومحَكْ
أعلكتُه نِكْل الجموحِ ماعلك
وشاعرٍ أخطلَ يلغو بالضَّحك
حاربني إذ لم تُحَنّكْهُ الحُنَك
حتى إذ ماالأمر بالأمرِ ارتبك
وازدحَمَ الوِردُ عليه واعترك
واعتبطَ الشرُّ عليه وابترك
وألَّ إذ صكته صكاً بعد صك
مسوّماتٌ تترك السمع أسك
تتبعُ ذَيْلَ الريح أخرى ماسهك
أحين قال الناس ذكا واحتنك
ودِرَّ لي درُّ الكلامِ وحشك
وأوجف السير بشعرِي ورتك
تاح ابنُ بوران لي الوغدُ الأرك
(1/21175)
________________________________________
بؤساً له في أيَّما فتكٍ فتك
لاغرو أن حُيّن بي حتى هلك
إن البغاثَ للصُّقور والشبكْ
حذارِ من غضبٍ إذا مس بتك
لم يتعمدْ مثلة ًفكٌّ وفك
أنا ابن كسرى شاد بيتي وسمك
نحن البهاريمُ يقيناً غيرُ شك
نحن أولو العزِّ الذي لا يُنتهك
طال سنامُ المجد فينا وتمك
والتفَّ عيصُ المجدِ فينا واشتبك
إيهِ عن الشائمِ أصحابَ فدك
أمكن صدقُ القولِ فاعدُ المؤتفِك
واهتك ومانهتكُ إلا منهتك
بورانُ مَلْهى من غوى ومن فتك
وابنٌ لحشيه جِذلُ المعرتك
واثلثْ بحمدونة َ دعموصِ السِّكك
شرُّ ثلاث تحت بُطنانِ الفلك
يبتْنَ في جوفِ الظلامِ ذي الحلك
يشرك فيهن البعولَ مَنْ شرك
لو سلكتْ فيه بعيراً لانْسلكَ
أو سبكتْ فيه حديداً لانسبك
فيه أُكالٌ سدِكٌ أيّ سدك
إن تُركَ استشرى وإن حُكَّ استحك
لو جاهدته ساعة ً فلم تُنَكْ
كانت كمن صام وصلّى ونسك
للهِ أو صابر أطرافَ السّك
دلهنّ الدهر درات الحشك
يسحَبْنَ أو يوكينَ إيكاء العُكك
إذا رأينَ الحادرَ العبل المِصَك
مَهَرْنهُ مِنْ بُلَغِ لاقوتِ المُسَك
يخلطن بالمشية من غيرِ صكك
لفتحِ أستاهٍ كأمثالِ البرك
لولا الدّاراة ُ لما فيها انسفك
بهوٌ ترى ما خلفه إلى الحنك
كالبحر إلا الفلكُ فيه والسمك
ليس لها معوّجٌ دون الدرك
تواجه الفحلَ بمسلاس الشرك
ثم مضتْ مهملة ً بل ملك
تسيرُ في الغيّ الوجيف والرتك
يا بن التي أفسقُ منْ تحت الفلك
أملتْ على كاتبها حتى ارتبك
إلا أبوك قُصرة ً كالفنك
يا بن البغايا والفراشِ المشترك
تحت الزّناة ِ وجدتْه كالفنك
يا بن الزنا وحدك لا شريك لك
من كلّ حوساءَ إذا جدَّ العركْ
لو أنّهااستلْقتْ على شوكِ الحَسكْ
مستودقاتٌ بهميم كالودك
يُعْجلُهنّ الذفقُ عن حلّ التّككْ
(1/21176)
________________________________________
ماوطئتْ رجلُ امرىء حيث سلكمستودقاتٌ بهميم كالودكيُعْجلُهنّ الذفقُ عن حلّ التّككْ من كلّ حوساءَ إذا جدَّ العركْلو أنّهااستلْقتْ على شوكِ الحَسكْ تحت الزّناة ِ وجدتْه كالفنكيا بن الزنا وحدك لا شريك لك إلا أبوك قُصرة ً كالفنكيا بن البغايا والفراشِ المشترك يا
إلا وهُن العُدَواء والببك
ماأخذ الشاتمُ إلاماترك
وهل على الشاتمِ إلا مامَلك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تخذتُ عرضَك مندية ً أَمَشُّ به
تخذتُ عرضَك مندية ً أَمَشُّ به
رقم القصيدة : 61831
-----------------------------------
تخذتُ عرضَك مندية ً أَمَشُّ به
كفّي إذا غمِرت من عرضِك الزّهِك
فكفّي الدهرَ لاتنقي أناملها
من لحمك الغثِ أو من عرضك الودِكِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا ياقاتل الديك
ألا ياقاتل الديك
رقم القصيدة : 61832
-----------------------------------
ألا ياقاتل الديك
بتخنيق وتفكيك
لكي ينسلَّ في الليل
بلا علمِ المماليك
إلى الخودِ وقد أهدى
لها بعضَ المساويك
مساويكِ المفاليس
من الناس المنابيك
فوافاها وقد حرْ
رَكَ منها أيَّ تحريك
وقد لاحظها الفا
سقُ من بين الشبابيك
وقالت طالما قاسى
اخونا طول تدليك
فإن ملَّكتُه نفسي
فمحقوقٌ بتمليك
ما إنْ زال يعلوها
على تلك الدَّرانيك
بتمريس لثديين
مرينيْن بتفليك
وتحكيكٍ لشُفرين
حقيقين بتحيك
ولكم يكتسي الطيزُ
له حليه تتريك
يكيلان بقُفزانٍ
ضخامٍ لا مكاكيك
فشكتْ في الذي قال
قد جاء بتشكيك
أليس النعلُ لم يُخلق
لشيء غيرِ تشريك
وقد خادعها الغاوقال استدخلي هذافما أحسنه فيك ولا بدلتنُّورك من بعض المحاريك وأبدي فيشة ً تُفضيإلي الحلقِ بتحكيك بذيء عتتْ قدما كأرماحِ الصعاليكفما تصبرُ للحقولا تأذي بتشويك وقال ارضى بفُتياى فلا بأس بمُفتيك أليس النعلُ لم يُخلقلشيء غيرِ تشريك فشكتْ في الذ
وي بأفديكِ وأحميك
وقال استدخلي هذا
فما أحسنه فيك
ولا بد لتنُّو
رك من بعض المحاريك
وأبدي فيشة ً تُفضي
(1/21177)
________________________________________
إلي الحلقِ بتحكيك
عتتْ قدما كأرما
حِ الصعاليك
فما تصبرُ للحق
ولا تأذي بتشويك
وقال ارضى بفُتياى
فلا بأس بمُفتيك
وإبليس لها يدعومجزوء الرمللي صديقٌ جاهليٌّأخنقُ الناسِ لديكِأعونُ الناسِ لنياكٍ على ظلم منيك بذيء وله في حرمة الجار محايا الشريك قلتُ لمْ تفعل هذاقال كي ارضى مليك
وللشيخ بتبريك
لي صديقٌ جاهليٌّ
أخنقُ الناسِ لديكِ
أعونُ الناسِ لنيا
كٍ على ظلم منيك
وله في حرمة الجا
ر محايا الشريك
قلتُ لمْ تفعل هذا
قال كي ارضى مليك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لنا صديقٌ ماردٌ
لنا صديقٌ ماردٌ
رقم القصيدة : 61833
-----------------------------------
لنا صديقٌ ماردٌ
يُكثرُ خَنْقَ الدّيكَهْ
قلت أهلاً فقد لحا
ك أهل المملكة
فقال دعني إنني
خرقتُ تلك الشَّبكهْ
وانحزتُ عن حزب الهد
ى وكنت ممَّنْ تركه
هل هو إلا قولهم
واهاً له ما أنيكه
والقول ما أنيكه
أحسنُ من ما أنوكه
بل سهمُ تركيّ له فضلهٌ
يرمي به بعض التنابيك
هذا الذي يصبحُ من ذاقه
يذلّ لي ذُلَّ المماليك
عرْدٌ فيشة ضخمة ٌ
كأنها بعض المكاكيك
إذا رآها رجلٌ ماجنٌ
برّك فيها أيُّ تبريك
يا ربٌ خودٍ غضة ٍ بضة ٍ
قد حنكتْها أيَّ تحنيك
أولجتُ فيه فيها الذي في استها
آلة تحنيك وتسويك
وقيل ما هذا فأبرزته
وقلتذا بعض المساويك
قد بخَّرته لك هِركَوْلة ٌ
ومسَّكته أيَّ تمسيك
فُزتَ بقدرٍ طيبٍ طعمُها
وكعثبٍ زينَ بتشويك
للَّه أفعالُك تلك التي
بِتُّ بها فوقَ الدرانيك
ورُحت منها طاعماً ناعماً
كأنما فزتَ بتمليك
للهِ أفعالك تلك التي
لحتْكَ من جوعٍ وتدليك
يا قاتلَ السنورِ والديكِ
بِلّيّ أعناقٍ وتفكيك
فلا تلمني يا أخيسريع يا قاتلَ السنورِ والديكِبِلّيّ أعناقٍ وتفكيكللهِ أفعالك تلك التيلحتْكَ من جوعٍ وتدليك ورُحت منها طاعماً ناعماًكأنما فزتَ بتمليك للَّه أفعالُك تلك التيبِتُّ بها فوقَ الدرانيكفُزتَ بقدرٍ طيبٍ طعمُهاوكعثبٍ زينَ بتشويك قد بخَّرته لك هِركَ
(1/21178)
________________________________________
بل ادعُ لي بالبركة
هذا الذي أصبحت من أجله
أفتك من بعض الصعاليك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> حزني منكِ يابنة الأملاك
حزني منكِ يابنة الأملاك
رقم القصيدة : 61834
-----------------------------------
حزني منكِ يابنة الأملاك
أيُّ ذلّ لقيتُه في هواكِ
لم أزلْ ناسكاً فأصبحتُ في ال
حبّ خليعاً في حلبة ِ الفُتَّاكِ
أين تلك العهودُ لما التقينا
يوم شعب الغضا ووادي الأراك
ومواثيقُنا بأنْ لستِ تهْويْ
نَ سوانا ولانحبُّ سواك
أخلبتِ القلوبَ حتى إذا مكّنْ
تِ منا أبعدتِها من رضاك
لاتسيئي ملك المماليك والمم
لوكُ ذو واجبٍ على الملاك
وارأفي بالأسير أو لا فَمُنّي
بسراحٍ وأنعمي بفكاك
واجعلي حظنا لديكِ من الودْ
دِ استماعاً من النفوسِ الشواكي
كيف للعين بالرُّقادِ وللقل
بِ بصبر وللقُوى بحراك
وبأحشائي منك وعدٌ قديم
وهوى ً زرعُه على الدهر زاك
وسقامٌ أغصَّ مُحتسي المغتصْ
صِ من مُسمعاته بالبواكي
برزتْ في مها تغصُّ بسِمْطي
بردٍ بُكرة ً على المسواك
واستشاطتْ من شكوِنا ثم قالت
شغلي عن مقالة الأفاك
لو به ماشكاهُ منا لما عرْ
رَضنا في نسيبه للهلاك
ثم ولَّتْ كالشمسِ أعلى قضيبٍ
فوق دِعصٍ رابٍ على الأوراكِ
بأبي تلك حين لجَّ بها الإع
راضَ من واصلٍ ومن ترّاك
نال قلبي من حبها مثلَ مانا
ل بني هاشمٍ من الأتراك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> مُقَلَ العين لاعدمتُ كَراكِ
مُقَلَ العين لاعدمتُ كَراكِ
رقم القصيدة : 61835
-----------------------------------
مُقَلَ العين لاعدمتُ كَراكِ
فيم عرضتِ مهجتي للهلاكِ
إن تكوني أنحلتِ جسمي فقد
أبكيتِ عيني مع العيون البواكي
أمرضتني إمراضَ أجفانك الوُطْ
فِ بألحاظك الحِدادِ البواكي
يوم أوقعتِ من خلال سجو
فِ الرّقْمِ قلبي من الهوى في شِباك
ثم أوقعتني ومتّعتِ بالغم
ضِ برعي النجوم والأفلاك
بأبي السافكاتُ بالعهد منكنْ
نَ دماءَ الجبابِر الفُتّاك
الدقاقُ الخصورِ في هَيف القدْ
(1/21179)
________________________________________
دِ عِراضُ الأعجازِ والأوراك
الرقاقُ الثغورِ يبسمْنَ عنهنْ
نَ بروقاً لنا لدى التَّضحاك
العذابُ الأفواه تشهدُ بالطي
بِ عن طيبها غصونُ الأراك
المُضلات للحلومِ من العبَّا
د والمُفتنات للنساك
كيفما كنتِ لي فلستِ ترى
لي لذة ً للحياة حتى أراك
أنا مذْ موقفي لوقتِ وداعٍ
منك بادي النحولِ من جرّاك
صرفتك الأيامُ عني وماتص
رفُ قلبي إلى وصالِ سواك
لم ينل صاحبُ الزنوج من الإس
لام طراً ما نالني من هواك
كنتُ أرجوك مثلَ ماكنتُ بالغي
ب لضعفي عن هجرهم أخشاكِ
فطواكِ الزمانُ عني فيا لي
ت طواني المنونُ حين طواكِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> بأبي وأمّي أنتُم
بأبي وأمّي أنتُم
رقم القصيدة : 61836
-----------------------------------
بأبي وأمّي أنتُم
من عصبة ٍ ياآلَ مالكْ
ماللزمانِ يزفُّكم
في كلّ يومٍ للمهالك
أفناكُمُ إلاّ تزا
لَ حُماتكم بين الشوابكْ
ثبتتْ لكم أعراقُكُمْ
حتى ثويتم في المعاركْ
بأبي وجوهُكُم التي
دَميتْ بأطراف السنابك
ولقد تكونُ أهلَّة ً
للناس في الظُّلمِ الحوالكْ
أنصابُ فيكمْ بالرَّدى
وتسدُّ دونكُمُ المسالك
أمست سبيلُ مزاركم
ممنوعة ً من كل سالك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأبا قاسمٍ قطعْتَ من العا
ياأبا قاسمٍ قطعْتَ من العا
رقم القصيدة : 61837
-----------------------------------
ياأبا قاسمٍ قطعْتَ من العا
داتِ ماكان وصلُه بك أنكى
وكفانا مكان مافات منه
فضلُ من أضحك الأنامَ وأبكى
وتركناك والذي قد تخير
تَ ولسنا نرى لوصلك تركا
وسنزدادُ في الحِفاظِ وفي الودْ
دِ إذا ازددتَ في القطيعة ِ مَحْكا
إن خيرَ الثمار ماردّه الأكْ
لَ مردّاً أُنيطَ ذكراه عنكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ماضرهُ جُدَرِيٌّ حلّ وجِنتَه
ماضرهُ جُدَرِيٌّ حلّ وجِنتَه
رقم القصيدة : 61838
-----------------------------------
ماضرهُ جُدَرِيٌّ حلّ وجِنتَه
لولا النجومُ إذاً لم يحسن الفلكُ
إن العيون لتشتاقُ الرياضَ إذا
(1/21180)
________________________________________
ماالزهرُ أشرقَ فيها وهوْ مُشتبك
ولن يزيدَ بَهاءً تاجُ مملكة ٍ
حتى يرصعَهُ بالجوهرِ الملك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ يُعمِّي على حليلتِه
يامَنْ يُعمِّي على حليلتِه
رقم القصيدة : 61839
-----------------------------------
يامَنْ يُعمِّي على حليلتِه
شيباً يريها خضابُه حَلِكا
أعجِبْ بتزويرك الخضابَ على
من تتولاه في الخلاء لكا
لن تنقَل الشيبَ عن خليقته
ماعشتَ حتى تُصرّف الفلكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل حسنُ في نحلِك
هل حسنُ في نحلِك
رقم القصيدة : 61840
-----------------------------------
هل حسنُ في نحلِك
أو جائز في مِلَلِكْ
لهُوك عن مُؤمّلك
بالأمس في قُطْرُبُّلك
مع الفتى الكهلِ الملكْ
مؤمّلي مؤمَّلكْ
معوّلي معولك
مفضّليِّ مفضَّلِك
مبجَّلي مبحَّلِكْ
مخوّلي مخولك
مذلَّلي مذلَّلك
مقتبلي مقتبلك
ممثّلي ممثّلك
ومعقلي ومعقِلك
وموْئلي وموئِلك
لا ذاكري في نَقلك
كلا ولا في مَنزلِك
كلا ولا في نَهلِك
كلا ولا في غزلِك
كلا ولا في جدلِك
سأنتحي في عذلك
أو تنتهي عن نحلكْ
وعن دواهي غِيَلك
والمتَّقي من خَتَلك
إذا انبرتْ من حِيلك
وعش لنا في خَوَلكِ
مرفَّلاً في حُلَلِكْ
يلقاك في مُستقبلك
سؤلُك في منتهلِك
مزحزحا عن أجلك
مُبحبحاً في أملك
مصحَّحاً من عِلَلِك
مسلَّماً من زللِك
مستيئساً من خَلَلِك
متبرعاً في بِذلك
فيك غنى عن بذلك
في سكرة من جَذَلِك
بين مثاني كِلَلِكْ
على تمادي نَغلِك
وما أرى من دَغَلك
وعُطلتي من قَبِلك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لايَحْزُنَنكَ مَن يمو
لايَحْزُنَنكَ مَن يمو
رقم القصيدة : 61841
-----------------------------------
لايَحْزُنَنكَ مَن يمو
تُ فلم يمُتْ من ماتَ قَبلكْ
ماماتَ إلا من تطا
وَلَ عُمرهُ وأُذِيقَ ثُكْلَكْ
لا ذاق ثُكلكَ ذائقٌ
حتى يرى في الناسِ مِثْلك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياطيبَ ريقٍ باتَ بدرُ الدُّجى
ياطيبَ ريقٍ باتَ بدرُ الدُّجى
(1/21181)
________________________________________
رقم القصيدة : 61842
-----------------------------------
ياطيبَ ريقٍ باتَ بدرُ الدُّجى
يمجّهُ بين ثناياكا
يروى ولا ينهاكَ عن شُربِه
والماءُ يرويكَ ويَنهاكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> الناسُ كلُّهمُ فدى ً لكْ
الناسُ كلُّهمُ فدى ً لكْ
رقم القصيدة : 61843
-----------------------------------
الناسُ كلُّهمُ فدى ً لكْ
إني رضيتُهمُ فِدى ً لكْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يجودُ البخيلُ إذا ما رآكَ
يجودُ البخيلُ إذا ما رآكَ
رقم القصيدة : 61844
-----------------------------------
يجودُ البخيلُ إذا ما رآكَ
ويسطو الجبانُ إذا عاينَكْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لازالَ يومُك عِبرة ً لغدِكْ
لازالَ يومُك عِبرة ً لغدِكْ
رقم القصيدة : 61845
-----------------------------------
لازالَ يومُك عِبرة ً لغدِكْ
وبكتْ بشجوٍ عينُ ذي حَسدِكْ
فلئن نُكِبْتَ لطالما نكبتْ
بكَ هِمة ٌ لجأتْ إلى سندك
لو تسجُد الأيام ماسجدَتْ
إلا ليومٍ فتَّ في عضُدك
يانعمة ً ولّتْ غضارتُها
ماكانَ أقبح حُسنَها بيدك
فلقد غدتْ برداً على كَبِدي
لمّا غدتْ حَراً على كبدك
ورأيتُ نعمى اللَّه زائدة ً
لمّا استبان النقصُ في عددِك
ولقد تمنّتْ كلُّ صاعقة ٍ
لو أنها صُبَّتْ على كبدك
لم يبقَ لي مما بَرى جسدي
إلا بقاءُ الروحِ في جسدك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أباعثمان أنت عميدُ قومِكْ
أباعثمان أنت عميدُ قومِكْ
رقم القصيدة : 61846
-----------------------------------
أباعثمان أنت عميدُ قومِكْ
وجودُك للعشيرة ِ دونَ لَومِكْ
تمتعْ من أخيك فما أُراهُ
يراكَ ولاتراهُ بعد يومِك

العصر العباسي >> ابن الرومي >> طباهجة ٌ كأعرافِ الديوكِ
طباهجة ٌ كأعرافِ الديوكِ
رقم القصيدة : 61847
-----------------------------------
طباهجة ٌ كأعرافِ الديوكِ
تروقُ العين من شرط الملُوكِ
هلُمّ إلى مُساعدتي عليها
فلستَ لمثلِ ذلكَ بالتَّروكِ
(1/21182)
________________________________________


العصر العباسي >> ابن الرومي >> ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ
ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ
رقم القصيدة : 61848
-----------------------------------
ونرجسٍ كالثغور مبتسمٍ
له دموعُ المحدِقِ الشاكي
أبكاهُ قطرُ الندى وأضْحكَهُ
فهْو مع القطر ضاحكٌ باكي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ قد أصبحت قيَّم نسوة ٍ
أخالدُ قد أصبحت قيَّم نسوة ٍ
رقم القصيدة : 61849
-----------------------------------
أخالدُ قد أصبحت قيَّم نسوة ٍ
كَملْنَ خلاعل السوء مِثْلَ كمالِكا
لعينيكَ مايفعلْنَ غيرَ مُكاتم
وماذاك إلا من هَوان سِبالكا
نساءٌ إذا ماأظهر اللَّهُ آية ً
تُحاذرِ منها الصالحاتُ المهالكا
رفعنَ لمُرتادِ الزنا أرجُلَ الزنا
عُروضاً ويدي الداعيات هُنالكا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي
إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي
رقم القصيدة : 61850
-----------------------------------
إذا كُنتَ مضطري إلى القول بالذي
عتبْتَ له فاعدِر وقل فيّ بالعدلِ
أرى العرفَ شِرباً لا يصحُّ صفاؤه
إذا وقعتْ فيه قذاة ٌ من المطلِ
تأملْ أباسهلٍ بعينٍ بصيرة ٍ
ولاتخلطنَّ الجِدَّ في ذاك بالهزلِ
أسخَّى عن الدارِ المقيمِ نعيمُها
سِوى أنها شيء يُنال على مهلِ
أم اختيرت الدنيا على تلك زوجة ً
لشيءٍ سوى تعجِيلها حاجة َ البعلِ
ألا مالحاجاتٍ تساعى وحاجتي
مقيّدة ٌ تمشي الهُوَيْنا على رِسلِ
وياليتها تمشي الهُوينا على الصَّفا
ولكنها تمشي العرضنَة َ في الوحلِ
تسحبت عِلما إن لي متسحبّاً
عليك دِميثا في دَهاسٍ من الرمل
وماليَ إدلالٌ عليك بنعمة ٍ
سوى نِعمٍ أولْيتَنِيها أبا سهلِ
وأنت الذي يعتدُّ نُعماه مِنَّة ً
لقابِلها لا عن غباءٍ ولاجهل
ترى النعمة َ المُسْداة َ منك كنعمة
عليك تُجازيها فدهرُك للبذل
إذا أنت أنهلْتَ العُفاة عللتَهم
فجدوى على جدوى وفضلٌ على فضل
ولن يُرويَ الساقي حوائمَ وِردِه
إذا لم تكن سقياه عَلاّ على نهلِ
(1/21183)
________________________________________
فلا عِدم الوُرّادِ منك هشاشة ً
لِسَقْيهمُ سجْلاً رويّا على سجْلِ
رضِيتُك للخُلاّن إلا لِواحدٍ
شهدْتَ له بالفضل في الظَّرفِ والعقل
مججتَ له أرياً فلما استراثه
لسعْتَ ولسْعُ المجتني سُنَّة النحلِ
فكُنْ نحلة ً تُجدي بغير معرّة ٍ
وجُدُ مُعفياً فيه من العدل والعذلِ
وفز ببقاءِ البَعْدِ إن بقاءه
مدى الدهرِ واستأثِر بسابقة ِ القَبْلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأبا المُسْتَهل ماذا تقول
ياأبا المُسْتَهل ماذا تقول
رقم القصيدة : 61851
-----------------------------------
ياأبا المُسْتَهل ماذا تقول
في جَوارَشْنَ جُلُّهُ زنجيلُ
لاتُضِعْهُ فإنك ابنُ دلالٍ
والدَّجاجُ السمينُ طعمٌ ثقيلُ
قلْ لنا بالذي يُزيرك في النو
مِ خيالَ الرغيفِ كيف تقولُ
سلحة ٌ في قفاك تنشقُّ عنه
ثم تَبتَدُّ عارضيْك تسِيلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أذَقْتَنا ودّك حتى إذا
أذَقْتَنا ودّك حتى إذا
رقم القصيدة : 61852
-----------------------------------
أذَقْتَنا ودّك حتى إذا
قلنا لذيذٌ كِدْتَ أن تغلو
خِفْت متى واصلتْ إملالنا
فخفْ إذا هاجرْتَ أن نَسْلو

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أتَرْضى بأنَّ أصبح لم يحُلْ
أتَرْضى بأنَّ أصبح لم يحُلْ
رقم القصيدة : 61853
-----------------------------------
أتَرْضى بأنَّ أصبح لم يحُلْ
وقد حال ماعَوَّدْتَنِيهِ من البذلِ
أبى اللَّهُ أن ترضى بتلك خليقة ً
لأنك أولى بالوفاءِ من النخلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> جرَّدتَ عَزْما لماءِ النيلِ تصرفُه
جرَّدتَ عَزْما لماءِ النيلِ تصرفُه
رقم القصيدة : 61854
-----------------------------------
جرَّدتَ عَزْما لماءِ النيلِ تصرفُه
عن البثُوقِ إلى إسناءة ِ النيلِ
تجريدَكَ العزمَ للأموالِ تعدِلُها
إلى الحقائقِ عن سُبْلِ الأباطيلِ
إذا الأصابعُ مُدّتْ نحو ذي مِننٍ
مُدتْ إليك بفعَّالِ الأفاعيل
كما إذا هي مُدت نحو ذي لسن
(1/21184)
________________________________________
مُدّتْ إليك بقوَّالٍ الأقاويل
جلَّتْ مساعيك أن تُنْثي إذا نُثيتْ
إلا بِقيلِك أو شرواهُ في القِيلِ
ماأحدثَ الدهرُ توعيراً لمُلتمسٍ
إلا دِعيتَ أبا سهلٍ لِتسهيلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاح شيبي فرحتُ أمرحُ فيه
لاح شيبي فرحتُ أمرحُ فيه
رقم القصيدة : 61855
-----------------------------------
لاح شيبي فرحتُ أمرحُ فيه
مرحَ الطّرفِ في العِذارِ المحلَّى
وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً
في ميادينِ باطِلي إذ تولّى
إنْ مَنْ ساءه الزمان بشيء
لأحقُّ امرىء ٍ بأن يتسلى
أترى أن أسوءَ نفسي لما
ساءني الدهر لالعمريَ كلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ
أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ
رقم القصيدة : 61856
-----------------------------------
أرسلني عاشِقٌ بحاجتِهِ
فجئت بين الرجاء والوَجَلِ
لاتُخْجِلني بالردّ حسْبُك ما
ترى بخدي من حُمرة ِ الخجلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ردّني صالحٌ وقال اعتلالا
ردّني صالحٌ وقال اعتلالا
رقم القصيدة : 61857
-----------------------------------
ردّني صالحٌ وقال اعتلالا
أنا أخشى ضراوة َ السُّؤالِ
خاف فتحِي بابَ السؤال عليه
أغلق اللَّه عنه باب السؤالِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> كأنّ له في الجو حبلاً يبوعه
كأنّ له في الجو حبلاً يبوعه
رقم القصيدة : 61858
-----------------------------------
كأنّ له في الجو حبلاً يبوعه
إذا ماانقضى حبلٌ أُتيح له حَبْلُ
يعانقُ أنفاسَ الرياح مودّعاً
وداعَ رحيلٍ لا يُحَطّ له رحْلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كان امرؤ لأتيِّ مالٍ
إذا كان امرؤ لأتيِّ مالٍ
رقم القصيدة : 61859
-----------------------------------
إذا كان امرؤ لأتيِّ مالٍ
قراراً كنتَ أنت له مَسيلا
وقالوا لو أطلتَ المدحَ فيه
فقلتُ لهم ولم أظلم فَتيلا
لعمرُ أبيكمُ إنّ ابن يحيى
لأقربُ مُسْتَقى ً من أن أُطيلا
ولو أنّي قربْتُ بهِ جَرُوراً
(1/21185)
________________________________________
عبأتُ لوِردِهِ مَرساً طويلاً

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابن التي كانت إذا سُئلتْ
يابن التي كانت إذا سُئلتْ
رقم القصيدة : 61860
-----------------------------------
يابن التي كانت إذا سُئلتْ
عما استبان بها من الحَبلِ
قالت رِياح وهْي كاذبة
وتعللت في ذاك بالعللِ
مامُهرت مهراً ولانُكِحَتْ
إذْ ذاك في حَلي ولا حُلَلِ
أتُرى الرياحُ تحولتْ حَبلاً
إنّ الرياحَ لجمة ُ النُّقل
أبني رياح إن نعمتَكمرجزكروّس يمضي بآدِ أصلهِإذا مضى الرمحُ بذَلقِ نَصْلِهِ أقعتْ عليهِ فَيْشة ٌ من شكْلِهِفطحاءُ يمضي مثلها بمثلهِ بذيء
عارُ الزمانِ وعُرة الدولِ
كروّس يمضي بآدِ أصلهِ
إذا مضى الرمحُ بذَلقِ نَصْلِهِ
أقعتْ عليهِ فَيْشة ٌ من شكْلِهِ
فطحاءُ يمضي مثلها بمثلهِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> له عِرسٌ له شركاء فيها
له عِرسٌ له شركاء فيها
رقم القصيدة : 61861
-----------------------------------
له عِرسٌ له شركاء فيها
كسابلة ٍ تضمهمُ سبيل
يحِلّ لبعلها مائة ٌ سِواها
لأن نصيبه منها قليل
إذا لم يُرضِها نشزتْ عليه
فتحرصُ أن يكون لها خليلُ
وهل عِرضُ الفتى إلاغَبيط
يميل غِبطُها لولا العديل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تذَّكرْتُ ماسخَّى بنفسيّ عنكُم
تذَّكرْتُ ماسخَّى بنفسيّ عنكُم
رقم القصيدة : 61862
-----------------------------------
تذَّكرْتُ ماسخَّى بنفسيّ عنكُم
فلم أرهُ مالاً ولم أره أهْلا
بلى خطراتٌ مِن طويلة كلّما
خطرْنَ وجدْتُ الوعْر من بعدِكُم سهلا
إذا مُثّلتْ لي لحية الليفِ خطرة
سلوتكمُ كرهاً وأن كنتُ لاأسلا
وماخِلْتُ نفسي تقتضيني لقائكم
فأمنحها لولا شناءتُه المطلا
أرى قربكم عِدلَ الحياة وروحَها
ويعدل عندي قُربه الموت والقتلا
وكيف تلذ العينُ وجهَ حبيبها
وفيها قذاة لاتزال لها كُحلا
خذوا بإباقي لحية َ الليفِ أو خُذُوا
بتشريده عني معزمكم فضلا
لئنْ كان للصبيان أُمٌّ دميمة ٌ
(1/21186)
________________________________________
تُخَنّقُهم صَرعاً وتُوسِعهم خبلا
فإن أخانا لحية الليفِ بعلُها
ألا قبح اللَّه الحليلة والبعلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا المرءُ لم يُظهر لطالبِ رِفدِهِ
إذا المرءُ لم يُظهر لطالبِ رِفدِهِ
رقم القصيدة : 61863
-----------------------------------
إذا المرءُ لم يُظهر لطالبِ رِفدِهِ
عُبوساً ولابِشْراً فليْسَ بطائلِ
وذاك امرؤ لا باخلٌ همَّ بالندى
فسيىء َ ولاسمْحٌ فسُرَّ بسائِلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
رُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
رقم القصيدة : 61864
-----------------------------------
رُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
مثلِ الغزالِ عنقاً ومُكتحَلْ
لم تكتحِلْ مقلتُها سوى الكَحَل
ولايحلّي جِيدها إلا العَطل
مازِلت منها في مِطالٍ وعللْرُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
مثلِ الغزالِ عنقاً ومُكتحَلْ
لم تكتحِلْ مقلتُها سوى الكَحَل
ولايحلّي جِيدها إلا العَطل
مازِلت منها في مِطالٍ وعللْ
حتى إذا ماقَدَرُ البينِ نزل
خلسْتُ منها نظرة على وجل
آخِرُها أولُها من العجل
ثم أجنَّتها غياباتُ الكِلل
فكان مانلتُ وكانت في المَثل
كالشمسِ غامتْ يومَها حتى الطَّفل
ثم انجلتْ والشطرُ منها قد أفل
فنلت مِنها نظرة على عجل
مص رُبَّ كعاب في حجابٍ لم تزلْ
مثلِ الغزالِ عنقاً ومُكتحَلْ
لم تكتحِلْ مقلتُها سوى الكَحَل
ولايحلّي جِيدها إلا العَطل
مازِلت منها في مِطالٍ وعللْ
حتى إذا ماقَدَرُ البينِ نزل
خلسْتُ منها نظرة على وجل
آخِرُها أولُها من العجل
ثم أجنَّتها غياباتُ الكِلل
فكان مانلتُ وكانت في المَثل
كالشمسِ غامتْ يومَها حتى الطَّفل
ثم انجلتْ والشطرُ منها قد أفل
فنلت مِنها نظرة على عجلهن

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتغافلْ يا أبا الصق
لاتغافلْ يا أبا الصق
رقم القصيدة : 61865
-----------------------------------
لاتغافلْ يا أبا الصق
رِ وليستْ فيك غفلَهْ
إن حرمانَك مَنْ لم
(1/21187)
________________________________________
تحرمِ العافينَ قبلَه
مثْلة ٌ منك به في النْ
ناسِ تُنسي كلَّ مثلهْ
وجزاءُ المدحِ بالمث
لة ِ شيءٌ لسْتَ أهله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رمضانُ يزعمُه الغواة ُ مباركٌ
رمضانُ يزعمُه الغواة ُ مباركٌ
رقم القصيدة : 61866
-----------------------------------
رمضانُ يزعمُه الغواة ُ مباركٌ
صدقُوا وجدّك إنه لَطويلُ
شهرٌ لعمرُك لا يقلُّ قليلهُ
وكذا المبارك ليس منه قليل
تتطاولُ الأيام فيه بجهدِها
فكأنَّ عهدَ الأمسِ منه محيل
لو أنه للقاطعين مسافة ً
لحسبتَ أن الشبر فيها مِيل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقاسمُ يامن لم يزلْ ذا نقيبة ٍ
أقاسمُ يامن لم يزلْ ذا نقيبة ٍ
رقم القصيدة : 61867
-----------------------------------
أقاسمُ يامن لم يزلْ ذا نقيبة ٍ
بجدٍّ وحدٍّ منه غير كليلِ
أتيتك مشتطّاً عليك مثقَّلاً
لأنك حمَّالٌ لكلّ ثقيلِ
ولي حاجة ٌ في أن تُنيل وأن ترى
مكاني بلا منّ مكان مَنيلِ
وفي أن يكونَ النَّيلُ نيلاً معجَّلاً
كثيراً تراه لي أقل قليل
وأن تتلقاني مُجلاًّ مُصانِعاً
كما صانعَ الجانِي ولّى قتيلِ
وأن تتولاّني إذا اعتلَّ مذهبيٍ
برفق طبيب مُحْسِنٍ بعليلِ
وفي أنْ إذا أطرقتُ إطراقَ خادمٍ
طفِقتَ تراعيني بعينِ خليل
وفي أن تمدّ الظلَّ لي وتديمَه
فما ظِلُّ خيرٍ زائلٍ بظليلِ
وفي هذه كلُّ اشتطاطِ وإنها
لتعظُمُ إلا عندَ كلّ جليل
وفي أنني قدرتُ فيك احتمالها
شفيعُ وجيهٍ عند كلّ نبيل
ومابرحتْ نفسي تنقَّى ثمارَها
وتعطيكُها إعطاءَ غيرَ بخيلِ
وتحتقرُ الحظَّ الجزيلَ تقيسُه
بقدْرِك ياوهّابَ كلّ جزيل
ألم ترَ أني إذْ تضاءلَ سائلٌ
تضاؤلَ مقموعِ الرجاءِ ذليلِ
سموْتُ بنفسٍ لم تضاءلْ مخافة ً
لتفعلَ بي أفعالَ غيرِ ضئيل
وطال مقالي في احتكامي وربّما
رأيتُ طويلَ القولِ غيرَ طويلِ
ومالي عديلٌ في اشتراطي شرائطي
وإنك للغادي بغيرِ عديلِ
فإن يكُ من آبائك الخيرُ سنة ً
فمثلك من لم يعدُها لسبيلِ
(1/21188)
________________________________________
وإلا فكنْ لي أولاً في استناتِها
فما زلتَ مهدِيّاً بغيرِ دليل
رفعْتُك فوق الفاعلين بسومِها
فلا ترضى مما دونها ببديلِ
لكيما يقولُ اللَّه والحقُّ والهوى
جميلٌ تقصّى فعلَ كلّ جميلِ
وماأنا فيما رمْتُه بمفنَّدٍ
وماأنا فيما قلْتُه بمُحيلِ
وكيف اقتصادِي في سؤاليكَ بعدما
أفضتَ من الخيراتِ كلَّ سبيلِ
قالوا هجاك أبوحفص الوراق ولحيتُه
فقلتُ ماأنصفاني في الذي فعلا
ليعتزلْ أحد القِرْنين ثم يرى
حربي إذا قذفت أرجاؤها الشعلا
أبى له اللؤُم أن يغني بوحدته
وأن يصادف إلا عاجزاً وكَلا
ماكان قِرني لولا عونُ لحيتِه
فقلْ له عني احلِقها وكنْ رجلا
إذا المجنونُ قد قامَ
وللغُرمولِ دِلدالُ
ووافتْهُ من الأيدي
كرانيبٌ وأسطالُ
فلما كثُر القيل
على المجنونِ والقالُ
فصاح الشيخ بالناسِ
وفي الحمام أجيالُ
فأوعى جوفه المجنو
ن جُردنا له حال
وكان الشيخُ رجراجاً
له لحمٌ وأوصال
وقد ضمَّهما الحِما
مُ والمجنون صوّالُ
نزا بعضُ المجانين
على شيخٍ له مالُ
فإن غدتْ أجرة الحلاّقِ تعوزُههزجنزا بعضُ المجانينعلى شيخٍ له مالُ وقد ضمَّهما الحِمامُ والمجنون صوّالُ وكان الشيخُ رجراجاًله لحمٌ وأوصال فأوعى جوفه المجنون جُردنا له حال فصاح الشيخ بالناسِوفي الحمام أجيالُ فلما كثُر القيلعلى المجنونِ والقالُ ووافتْهُ من ا
فقد أبحتُ يديهِ نتفها خُصل
يُعيد القولَ مرَّات
يرونا نشتهي قالوا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أصبحتُ بين خصاصة ٍ وتجملٍ
أصبحتُ بين خصاصة ٍ وتجملٍ
رقم القصيدة : 61868
-----------------------------------
أصبحتُ بين خصاصة ٍ وتجملٍ
والمرءُ بينهما يموتُ هزيلا
فامددْ إليَّ يداً تعوّدَ بطنُها
بذلَ النّوالِ وظهرُها التقبيلا
نبتِ البقاعُ بجنب عبدِكَ ضاحياً
فامهدْ لعبدك في ذَراك مَقِيلا
وأفي عليه الظلَّ بعد زوالهِ
لازال ظِلُّكَ ماحييتَ ظليلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأبا أيوب هذي كنية ٌ
ياأبا أيوب هذي كنية ٌ
(1/21189)
________________________________________
رقم القصيدة : 61869
-----------------------------------
ياأبا أيوب هذي كنية ٌ
من كُنَى الأنعامِ قِدْما لم تزل
لقد وُفّقَ مَنْ كنّاكها
وأصاب الحقَّ فيها وعَدَلْ
أنت شِبهٌ للذي تُكنَى به
ولبعضِ الخَلْقِ من بعض مَثلْ
لستُ ألحاكَ على ماسُمْتني
من قبيحِ الرد أو منعِ النَّفل
قد قضى قول لبيدٍ بيننا
إنما يجزى الفتى ليس الجمل
كم حذوناك لترقى في العلا
وأبى الله فلا تعل هبل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
رقم القصيدة : 61870
-----------------------------------
يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ
يامَنْ متى تقصرُ الناسُ بَطلْ
يامَنْ غدا يسلك في أهدى السُّبل
ياذا الأيادي والسحابات الهُطل
مابالُنا نُجْفَى على رُخْصِ الرُّسلْ
عندكم وما شُغلتم بشُغلُ
لابأسَ إن كان صفاءٌ لم يَحُل
حاشاكمُ غدرَ بني الدنيا المُلُل
أنَّى تزولون ونحن لم نَزُل
كيف يكونُ النقصُ أوْلى بالكُمُلْ
وبهجة ُ الزينة ِ أوْلى بالعُطلْ
أو ينكُلُ الماضونَ أو يمضي النُّكل
أو يغفلُ الأذكونَ أو يذكو الغُفل
أقسمتُ لاتفعل إلا ماجَمُل
وكُنتُم قِدْماً بني وَهب فُعُل
كلَّ فعالٍ لا يراه مَنْ نَذُل
بل مَنْ علتْ رتبتُه ومَنْ نبل
لم يأتكُم من دُبرٍ ولاقُبل
ولاعن الأيمانِ منكمْ والشُّمل
ولامِنَ العُلو ولامما سفُل
لومٌ ولالؤمٌ ولستُم بالعُجُل
ولالنُعْمَى عن وليّ بالنُّقل
ولاعلى الضارعِ بالأُسد البُسُل
لكم عن الحاسرِ أظفارٌ كُلُل
لاتعرفُ البغي وأنيابٌ فلُلُ
إنك إن ناقشتني ولم تؤُل
إلى مُساهاة ِ المساميح البُذُل
وملتَ عنّي وعدلتَ في العدل
وضعتُ خدّي ضارعاً ولم أصُل
ولم أُهزهزْ حَربتي ولم أجلْ
حرْبُك لا يشهدُها المرءُ الفُضُل
لاسيما مَنْ دقَّ جداً وضؤُل
بل مَنْ علتْه دِرْعُه ومن جَزُل
وماجِمالي للفراق بالذُّلل
بل هي عن ذاك وثيقاتُ العُقُل
وعن سبيلِ عاندٍ عنك ضُلُل
وهي إذا أمَّتك أطلاقٌ ذمُل
(1/21190)
________________________________________
نوازعٌ لا يتَّرعِنَ للجُدُل
فأينَ لي عنكَ فأقلني أو فقل
حمّلتني ماليس في وسعِ البُزُل
نهضٌ به ولم أخُن ولم أغل
لاهَوْلَ إن صَدُّكَ عني لم يهُل
تلك التي تُبدي المشيبَ في القُذُل
سُمْ مثل ماقد سُمتني من لم تَعُل
ولاتُناقش من له فيكَ أُكل
واعفُ ودع لؤمَ القرى لمن رذُل
قد كان عندي طيّباً من النُّزل
ذاك التحفّي فأعِدْهُ إنْ سَهُلْ
بل في المعالي حملُهُ وإِنْ ثَقُلْ
وليس أخلاقُكَ بالجُنْد الخُذُلْ
المستعينين بها ولا الجُهل
لا تجعلنّي عِظة مثلَ الفُتل
تُضيءُ للناسِ وهم فوق المُثَل
محترقاتٌ للمفاريح الجُذل
أيُّ امرىء ٍ وازنتَهُ فلم يَشُلْ
قُلنا ولو نصبرُ عنكمْ لم تقُل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
رقم القصيدة : 61871
-----------------------------------
ليُطمِعْكَ في رَجَعاتِ الملو
ل أن الملولَ يَملُّ المَلالا
يملُّ القطيعة َ مُعتادُها
كما ملَّ من قبلِ ذاك الوصالا
ولكن ملُولُكَ من لا يُري
عُ فاصرمْه أولا فرجِّ المُحالا
يُداوي الأطباء ذا علة ٍ
وأنَّى يُداوون داء عُضالا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا بن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً
يا بن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً
رقم القصيدة : 61872
-----------------------------------
يا بن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً
ورماك الزمانُ بالإقلالِ
أتراني قنعتُ منكَ بعذرٍ
لم تجدهُ إلا بلطفِ احتيالِ
طالما عِشتَ خافضاً فتجهَّزأو فأعتبْ يجتمع الدهرَ وفورُ الأعراض والأموالِ طويل تلقيت أبوابَ السماءِ بغرة ٍمُسَّومة ٍ فاستقبلتكَ تهلِّلُ وكفّ معاذَ اللهِ من بخلِ مثلهاأترفعُ للسَّقيا فتُسقى وتبخلُ
لركوب العوارم الأمثال
أو فأعتبْ يجتمع الده
رَ وفورُ الأعراض والأموالِ
طويل تلقيت أبوابَ السماءِ بغرة ٍ
مُسَّومة ٍ فاستقبلتكَ تهلِّلُ
وكفّ معاذَ اللهِ من بخلِ مثلها
أترفعُ للسَّقيا فتُسقى وتبخلُ
(1/21191)
________________________________________
تجورون أحياناً وأنتم أُولو عدلِ
كما لو هجاكُمْ شاعرٌ حلَّ قَتْلَهُ
أما قد احسنَ استدعاءَ حامِلِه
طفلٌ على بطن أم الطفل محمولُ
ياتونَ لم يدعُهُم داعٍ سوى كمرٍ
لها حقائقُ أولاها الأباطيلُ
تحضَّنتْ خُلَّتي عُوداً فحضَّنها
طفلاً أتاها وفي أطفال تطفيلُ
جرَّ الصبيُّ الذي كانت تُناغِمُهُ
لنا صبباً وللتنزيلِ تأويلُ
كأنني بك قد سوئِلت حينئذ
فقلتَ قيْلاَ سديداً دُونَه القيل
في بيتهاوالذي حجَّ الحجيجُ له
وهل جنى الغيّ عن جانبيه معدو
يا ليت شعري وعِلمُ الغيب محتجيبٌ
في بيتٍ من ذلك المولودُ مكفول
واعدد لها سبعة أو تسعة ً كملا
يقدمْ عليم دهينُ الرأس مكحولُ
لا تمتعِض التي صاحتْ قوابلُها
قد التقتْ دجلة ُ العوراءُ والنيلُ
ما زال يحرثُ منها النيك أسفلها
والنيكُ يحرث ما لا يحرث البيل
ولا تَغاضبْ لتسفيل القريض بها
فكلُّ ما لقيتْ بالأمس تَسفيلُ
طفلٌ اراد وصيفاً كيّساً فبكى
حتى أتاهُ مليحُ القدّ مجدول
إذا ترعرعَ فهْو الدهرَ هِمتُهُ
وفي يديهِ لى الأبياتِ منقولُ
يخال في فِتِن اللاهي ضلالَته
وإنما فِتنُ الجهلِ الأضاليل
والجاثليقُ مع الإنجيل يدرسُهُ
كأن عثُنونَهُ الكشخانُ إنجيل
للهِ فتيانُ لهو مالَ مائلهُم
إلى التعاليلِ والعيشُ التعاليل
كانت أفاعيلُ مما أنت كارهُهُ
وشيعتها بمكروهٍ أقاويل
ألية ً يا كنى الفيلِ صادقة ً
لقد تحمَّلتَ ما لا يحملُ الفيلُ
أعزِرْ عليَّ بأن سُرَّتْ بليلتها
وأنت صبٌّ عميدُ القلب متبول
فاحدْ على نعمة ِ التكثيرِ واهبها
إذا لم يقعْ بدَلَ التكثيرِ تقليلُ
قد كثر الله فيها وهْي سالمة ٌ
والشملُ مجتمعٌ والحبلُ موصول
فقائلٌ لك قولاً لا أطوّلُهُ
وفي الأقاويل تقصيرٌ وتطويل
وغنني مُسلفٌ إياكَ تهنئتي
وللصنائع تعجيلٌ وتأجيلٌ
كأنني بكَ والخلاّنُ يؤمئذٍ
يُهنئونكَ جيلاً بعده جيلُ
ألم تُسبّلْ سبيلاً لا عُدولَ بها
عما يُحبون والحيراتُ سبيلُ
وما يريد بُغاة ُ النيكش من رجلٍ
(1/21192)
________________________________________
فيما أتى لطريق النيكِ تسهيلُ
ولا تُكلّف فتى اودى بعُذرتها
عقلاً فإنَّ دم الأستاه مطُلولُ
غدا عليها بنو اللذاتِ فابتذلوا
من سُؤْلِ نفسك ما صان السراويلُ
يا أحمد بن سعيدٍ لو بصرت بها
وذيلُها لأيورِ القومِ منديلُ
يا احمد بن سعيدس لو بصُرتَ بها
إذ الأكفُّ لساقيها خلاخيلُ
زلَّ الحِمارُ وكانت تيكَ مُنْيَتُه
إن الحمارَ حمارُ السوءِ مَوْحُول
قالتْ محبٌّ وقد عضَّ الزيّار بها
بين الندامى وسيفُ النيك مسلولُ
غَنَّتْ نهاراً وباتتْ وهْي زامرة ٌ
حتى الصباحِوللأحوالِ تحويلُ
باتتْ عروساً بازواجٍ وباتَ لها
عِرسٌ لعمْرُكَ لم يشهدهُ جبريلُ
نُبِّئْتُ أنَّ محبَّاً باتَ كعثبُها
زيداً وزيدٌ بحكم النحوِ مفعولُ
فيه مصائبُ منها ما أُصيبُ بها
وفي المصائبِ للميزان تثقيلُ
يا أحمد بن سعيد لا تَمتْ جزعاً
فالحبُّ طعمانِممرورٌ ومعسولُ
إحدى المصائب فاصبرْ يا بنَ أمّ لها
وهل على حدثان الدهر تعويلُ
هوَّن عليكَ فإنَّ الأمر وافقَها
وكان منها اعتناقٌ فيه تقبيلُ
وشِيبَ بشوبٍ من عيارتها
بادٍ وإنْ قالت الحسناءُ مجهولُ
لاتبخلن بمالٍ لستَ مالكَه
فلا يفُوتَّنك تبخيلٌ وتضليلُ
ولا تُحرّمْ على الفتيان مُتعتَها
فليس في الفتْكِ تحريمٌ وتحليلُ
وأحمدْ إلهَك واسألهُ سلامَتَها
واقبلْ فإن قليلَ الحبّ مقبول
فانعمْ بحُبلاكَ واعلمْ أنها جَزَرٌ
للنيكِ قد فُعلتْ فيها الأفاعيلُ
تيجان أهلِ التصابي من قرونهمُ
قِدْماً ومن صفوة فيها الأفاعيلُ
فاصبرْ على التاج أن التاج محتملٌ
وإن تحمَّلت تاجاً طُولُهُ مِيلُ
واعلم جُزيتَ ابا العباس نافلة ً
أنَّ المحبَّ له تاجٌ وإكليلُ
نذُلْ ثواباً لك الحسناءُ موعدَها
لكنَّ نائلها للمُرْدِ مبذولُ
صبراً جميلاً فإن الصبَّ مصطبرٌ
على القرونِ وإن ألوَى بها الطُّولُ
تساكرتْ كي يقول القائلون لها
لا يُسلبُ الحرُّ إلا وهْو مقتولُ
(1/21193)
________________________________________
ع كذاك فأوفوا مدْحَه ديَّة َ القتلِ بسيطيا أحمد بن سعيد لا تَمتْ جزعاًفالحبُّ طعمانِممرورٌ ومعسولُ فيه مصائبُ منها ما أُصيبُ بهاوفي المصائبِ للميزان تثقيلُ نُبِّئْتُ أنَّ محبَّاً باتَ كعثبُهازيداً وزيدٌ بحكم النحوِ مفعولُ باتتْ عروساً بازواجٍ وباتَ لهاعِر

العصر العباسي >> ابن الرومي >> من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا
من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا
رقم القصيدة : 61873
-----------------------------------
من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا
في سليمانَ عن سواءِ السبيلِ
وضعوا الرّفدَ والكرامَة َ منه
فيّ مقامَ العقابِ والتَّنكيلِ
نقلوهُ على الهزائمِ بغدا
دَ كأنْ قد أتى بفتحٍ جليل
ماأراهُمْ بذلك الفعلِ إلا
زهَّدوا الناسَ في البلاءِ الجميل
منْ يخوضُ الردى إذا كان من فَرْ
رَ أثابوهُ بالثوابِ الجزيل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> فدَتْكِ النفسُ وهي أقلُّ بذلٍ
فدَتْكِ النفسُ وهي أقلُّ بذلٍ
رقم القصيدة : 61874
-----------------------------------
فدَتْكِ النفسُ وهي أقلُّ بذلٍ
صِلي حُسنَ المقالِ بحُسنِ فِعْلِ
أريني منكِ في أمري نُهوضاً
يُبيّن أن شُغلكِ بي كشغلي
أراكِ إذا حثثْتُكِ في كِتابي
ذكرتِ عناية ً ليستْ بهزل
وإن أغفلتُ حثَّكِ نمتِ عنّي
ولستُ لذاكَ يا أملي بأهل
تحرَّوا في فَكاكِ الأسر عنّي
تحرّي مثلكم في فكّ مثلي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياشبيه البدرِ في الحس
ياشبيه البدرِ في الحس
رقم القصيدة : 61875
-----------------------------------
ياشبيه البدرِ في الحس
نِ وفي بُعد المنالِ
جُدْ فقد تنفجرُ الصخ
رة ُ بالماءِ الزُّلالِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا
تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا
رقم القصيدة : 61876
-----------------------------------
تخذتكُمُ دِرعاً وتُرساً لتدفعوا
نِبَالَ العدا عنِّي فكنتُمْ نصالَها
وقد كنتُ أرجو منكُم خيرَ ناصرٍ
(1/21194)
________________________________________
على حينِ خذلان اليمين شِمالها
فإنْ أنتُمُ لم تحفظوا لمودّتي
ذِماماً فكونوا لاعليها ولالها
قفوا موقفَ المعذورِ عنّي بمعزلٍ
وخلّوا نبالي والعِدا ونبالها
فكم مِن أعادٍ قد نصلْتُ رُماتَها
وكم من رجالٍ مااستَنْبَتُ اعتزالها
وماأوْحشتْني وِحدة ٌ معْ مذلَّة ٍ
إذا الحربُ صفتْ خيلَها ورجالها
هي النفسُ إمّا أن تعيش بغبطة ٍ
وإلا فغنمٌ أن تزولَ زوالها
عفاءٌ على ذكرِ الحياة ِ إذا حمتْ
على المرءِ إلا رنْقها وسِمالها
قُلْ لمنْ ألبسَ الجمالَ جمالا
بالمعاني وهيبة ً وجلالا
أيُّها البدرُ لاتزل في كمالِ ال
أمرِ بدراً وفي النَّماءِ هِلالا
كيفُ كانتْ عُقْبى اقتصادكِ كانت
صحة ً مستفادة ً واندِمالا
واعتدالاً مِنَ المزاجِ كما أُو
تيتَ في الخُلْقِ والخلاق اعتدالا
فعلَ اللَّهُ ذاك أنك مازل
تَ المرضِيَّ ماارتضى فعَّالا
ياعليّ المكانِ لا يتعالى
كوضيعٍ مكانُهُ يتعالى
شكرَ اللَّهُ بذلكَ القُربِ للنا
سِ وإغناءَ فضلكَ السؤالا
ماتزالُ القريبَ من كلّ عافٍ
يشتكي خلة ً ويشكو هزالا
ولعمري لئنْ قربْتَ لقاءً
ونوالاً لقد بعُدتَ منالا
ولقد أوجبتْ عليك يد اللَّ
ه حقّ أنْ تُحسنَ الأعمالا
شُكرَ أنْ فضَّلتْك مرأى ً ورأياً
ومحلاًّ حتى فضلتَ الرجالا
جعل اللَّهُ طينة َ الناسِ صلصا
لا وأجراكَ سائحاً سلسالا
وبحقي أقول فيك بأني
لم أجدْ موعدَ المُنى فيك آلا
لمْ تزلْ مانحي سؤالاً وطوراً
مانحي عِشرة ً أراها نوالا
عِشرة ً تملأُ القلوبَ نسيماً
ونعيماً ونخوة ً واختيالا
ونوالا يُنيلُني كلّ سؤلٍ
ويقيني الخضوعَ والتسآلا
فمتى ماأردتُ كنتَ جنوباً
ومتى ماأردتُ كنتَ شمالا
وتمامُ اليد استماعُكَ فضلاً
من كلامي لا يُعجبُ العُذَّالا
إنما الحسنُ نسخة ٌ فيكَ خُطتْ
بيدِ اللَّهِ فامتثلها امتثالا
وامتثالُ الجميلِ مافي حُلاه
نسخُهُ من جمالهِ الإجمالا
لك نفسٌ وطينة ٌ لاتُذمَّا
نِ فشبِّه بجوهرَيْكَ الفعالا
شاكراً إنْ غدوتَ مُعطى ً قَبُولا
(1/21195)
________________________________________
واقتبالاً مقابِلاً إقبالا
ولما قلتُ هذه مستزيداً
صلة ً مستجدة ً بل وِصالا
واعتذاري من امتياحِيكَ ذنبٌ
فأقِل عثرتي عمرتَ مُقالا
قد لعمري أتَيْتُ جرماً عظيماً
باعتذاري وقد أسأت المقالا
واعتذاري من اعتذاري بوجهٍ
أنت أعديتَهُ الحياءَ الزُّلالا
فغدا يكثُرُ امتياحكَ في اليو
مِ وأمسى يبُلُّني إخضالا
عهدُ كفّى بفضل كفيكَ عهدٌ
يمنعُ السائل الملحَّ السؤالا
غيرَ أني أرى الجوائزَ وبْلاً
وأرى الرزقَ ديمة ً وظلالا
فاترٌ دائمٌ وجَمٌّ مُخلٌّ
وأخو الحزمِ يكرهُ الإخلالا
واجتماعُ الرّفدينَ فهْو محالٌ
عند قومٍ ولن تراهُ محالا
وقليلٌ يدومُ أرْجى وأحجى
بمقلّ ينفِّلُ الأنفالا
أنا عبدٌ عدوتُ طوري وأصبح
تُ كأني لاأعرفُ الإقلالا
وأدلَّتْ خليقتي وبناني
حين صادفتْ حاملاً إدلالا
كلّما جُدتَ لي تبعتُك في الجو
دِ فبدَّرتُ يمنة ً وشمالا
ليس إلا لأنّ نفسي تُريني
كلَّ شيءٍ بجود كفيْك مالا
وكذا أنتم لكم كلَّ يوم
مستنيلٌ إذا أُنيلَ أنالا
تمنحونَ اللُّهَى وتَغْذُوننا الجو
دَ فينثالُ بالعطايا انثيالا
فارتَهنْ خِدمتي بإجراءِ جارٍ
أرتضيهِ كفاية ً واتصالا
والذي أرتضيه جزءٌ صغيرٌ
ولك السؤددُ العظيمُ احتمالا
فأزِح عِلَّتي فإن كفافي
يمنعُ العذرَ مَنْ أرادَ اعتلالا
إن مقدارهُ متى تزِنُوهُ
تجدوه من إلفكُمْ مثقالا
قلَّ مقدارُ ماسألتُ من الرز
قِ وإنْ هَوَّلَ احتكامي وهالا
ومتى شِئْتَ أنْ تزيدَ فماذا
يمنعُ الغيثَ أن يُسحَّ السّجالا
أو يردُّ الفراتَ أو يردعُ السَّي
لَ إذا وافقَ المسيلَ فسالا
ليس في وسع قُوَّتي منعي المف
ضالَ في دولة ِ الغِنى الإفضالا
ياحيا سحَّ مُزنُه الوابلَ الهطا
لُ أرْدفْه دِيمة ً مِهطالا
ياغياثي إذا استرثتُ غِياثي
وثمالي إذا فقدتُ الثمالا
إن ذاك الكمالَ فيك غريمٌ
يتقاضاك في الأيادي الكمالا
والعطايا مجدداتٌ لكفي
كَ فجدّدْ لغرسِ كفيكَ حالا
آل وهب هنَّيتُمُ هبة اللَّ
هِ فما زلتُمْ لها أشكالا
(1/21196)
________________________________________
لكم هيبة ٌ تشرّدُ بالأسْ
دِ وعدلٌ يستنزلُ الأوعالا
قلتُ إذ رُدَّتِ الأمورُ إليكُم
نزل الملكُ دارهُ المحلالا
كانتِ الأرضُ ظُلمة ً وحروراً
أوسعا الناس فتنة ً وضلالا
فاخترعتم من الذكاءِ شُموساً
وابتدعتمُ من السماح ظلالا
قد نظرنا بأعينٍ صافياتٍ
صادقاتٍ إذا مُخيلٌ أخالا
فوجدنا فُضولكم صفواتٍ
ووجدْنا فضول قومٍ فضالا
كم رجاءٍ فيكم أثار جِمالاً
وعطاءٍ منكم أناخَ جِمالا
لابرحتُم مؤمَّلينَ مُنيلي
ن نَوالاً يحقّقُ الآمالا
يرتجي فضلكمْ مرجٍّ ويتلو
علَّكُم بالفواضِلِ الإنهالا
فتشدُّونَ لابنِ بؤسَى رِحالاً
وتحطونَ لابن نُعمَى رحالا
إنْ تكونوا علوْتُمُ وعلا النا
سُ فلستم وغيركمْ أمثالا
سادة ُ الناسِ كالجبالِ وأنتُمْ
كالنجوم التي تفوقُ الجِبالا
يمَّمتْ ربْعكم حُداة ٌ خِفافٌ
من رياحٍ تُزْجي سحاباً ثِقالا
مَنْ يخَفْ من زوالِ نُعمى عليه
آل وهبٍ فلن تخافوا زوالا
عشقتْ نعمة ُ الإله أخاكُم
وفتاهُ فما تريدُ الزَّيالا
في أبي القاسم المحبَّب والقا
سم مايمنعُ المَلُلَول الملالا
لم نجد عاشقاً إذا عَدَل المع
شوقُ في حُكمِهِ يريدُ انتقالا
إنْ رأت نِعمة ٌ نظيرَ أخيكم
وابنَه فلْتبدّلِ الأبدالا
لستُ ألحَى ألية ً حاسديكُمْ
غيرَ أني أقولُ طِلقاً حلالا
جُعِلتْ تلكم الخدودُ نعالاً
لكُمُ الدهر إن صلُحنَ نِعالا
ليَ منكم موالَي اللَّه مولى ً
مثلُهُ إن حكاه مثلٌ يُوالى
ماوجدناهُ للرَّغائبِ مُحتا
لا وإن كان للعُلا محتالا
قاسمٌ قاسمُ العطايا الصفايا
زادهُ اللَّه بالعلا استقلالا
سائلي عن أبي الحسين بدا الصب
حُ فأغنى أن تستضيء الذُّبالا
ذاكَ شخصٌ مهيأُ لاختيالٍ
وهْو يختالُ أن يُرى مختالا
ذو عقودٍ أبَيْن إلا انعقاداً
وحقود أبيْن إلا انحلالا
فترى عِرضَهُ عليه مصُوناً
وترى ماله عليه مُذالا
ولما المرءُ صائناً بكريم
أو يُرى المرء صائناً بدَّالا
تمَّ ذاك الجمالُ والحسنُ فيه
بخلالٍ لم تشكُ منها اختلالا
(1/21197)
________________________________________
عيبُ تلك الخِلالِ إن لم يملَّحْ
نَ بعيبٍ يكون فيهنَّ خالا
مالها عُوذَة ٌ سوايَ فإنّي
أردعُ العينَ أنْ تُصيبَ الجمالا
هاكَها والهاً إليك عروبا
تتثنَّى رشاقة ً ودلالا
لم أقُلْ هاكها لشيءٍ سوى العا
دة والشّعْرُ يركبُ الأهوالا
منطقٌ يطرحُ الكُنى ويسَمّي
منْ يُكنَّى ولا يُبالي مُبالا
جاهليٌّ كما علمتَ ولكِنْ
لاتراه يعاملُ الجُهَّالا
واعتدادي عليك بالمدح شيءٌ
جعلَ العقل دونَهُ لي عِقالا
ليس للمدحِ في معانيكَ إلا
أنه زادَ نُورَهُنَّ اشتعالا
أنت كالسيفِ ماؤُهُ منه والشع
رُ يدا صيقل تُجيدُ الصّقالا
والذي يكتسى بك الشعرُ أسْنى
مِن سناهُ عليك لاإشكالا
وأبْسُط العُذرَ في اختصارِ وليٍّ
لم يخف من إطالة ٍ إملالا
لاولا خال أنَّ حقك يقضى
بيسير وذاك مالنْ يخالا
حاشى لله أن إخالك تستث
قلُ مما يزينك الأثقالا
بل متى لم تكن تحبُّ وتهوى
من أماديح مادحيكَ الطوالا
أم متى لم أرَ الكثيرَ قليلاً
لك بالحقّ نية ً وانتحالا
غيرَ أنّي إذا بلغتُ مُرادي
لم أزِدْ فيه بعد ذاكَ قِبالا
فأردتُ اقتصاص حالي فلمْ أُلْ
قِ إلى غيرهِ من القول بالا
لو قصدتُ المديحَ في هذه الط
بة ِ ماطلْتُكَ الجراءَ مطالا
قائلاً كلما فعلتَ وأفعا
لُك لاشكَ تغمُرُ الأقوالا
غيرَ أني أقولُ حتى يرى اللّ
هُ مضاهاة َ قوليَ الأفعالا
ثم إني أقولُ من بعدِ هذا
إنك الواحدُ العزيزُ مِثالا
قال وجدْتُ الكعوبَ من قصبٍ
مختارُها شدة ً أسافلُها
أفِرْقَة ٌ وافقتْك طاعتها
أمْ عُصبة ٌ فُضّلتْ غراملُها
قلْنا له لمْ هواكَ في سفلِ النا
س وشرُّ الأمورِ سافلُها
مُعاملٍ كلَّ عُصبة ٍ سفلتْ
ولا ترى عِلْية ً يُعاملها
وطائفٍ باستِهِ على طبقٍ
يبغي لها حَرْبة ً تُطاولُها
(1/21198)
________________________________________
ومقالي بطول قدْري ولو قُلْوطائفٍ باستِهِ على طبقٍيبغي لها حَرْبة ً تُطاولُهامُعاملٍ كلَّ عُصبة ٍ سفلتْولا ترى عِلْية ً يُعاملها قلْنا له لمْ هواكَ في سفلِ الناس وشرُّ الأمورِ سافلُها أفِرْقَة ٌ وافقتْك طاعتهاأمْ عُصبة ٌ فُضّلتْ غراملُها قال وجدْتُ الكعوبَ
تُ مقالي بطول قدْرِك طال
واسْتُ الفتى سِفْلة فغايتُها
ووكدُها سِفلة يُشاكلها

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وفارسٍ ماشئْتَ من فارسٍ
وفارسٍ ماشئْتَ من فارسٍ
رقم القصيدة : 61877
-----------------------------------
وفارسٍ ماشئْتَ من فارسٍ
يهزم صفَّين من القمْلِ
إذا سرى في الجيش أغناهُم
ضريطُهُ جُبناً عن الطَّبْلِ
إقدامُهُ تضبيعهُ حذره
من هوجٍ فيه ومن خبلِ
يحوَلُّ أو يُثَوَّلُ من صُفرة
حتى تراه عازبَ العقلِ
ينزعُ طولَ الدهر من جُبنهِ
لكنه نزعٌ على مَهْلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا
غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا
رقم القصيدة : 61878
-----------------------------------
غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا
سُ على ابن اللُّبُونِ إسماعيلِ
ولما أسْخَطَ السماءَ مع الأر
ضِ مع الناسِ غيرُ سُخْطِ الجليل
أنكر اللَّهُ أن يُرى مثلُ مدحي
في أبي الفقْرِ وهْو غيرُ مُنيل
فرماهُ بكوكبٍ هاشميٍّ
كان أدْهى له من السّجّيل
ولقد كادَ مااستطاعَ ولكنْ
جُعل الكيدُ منهُ في تضليلِ
سال ذاك النجيعُ من ذلك العب
د ودْمعُ الباكيهِ كلَّ مسيل
ولْيُطِلْ مُعْوِلٌ عليه عَوِيلاً
إنه في لظى ً طويل العويلِ
لاسقى اللَّهُ جسمَهُ من حيا المُز
نِ ولارُوحَه من السلسبيل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
رقم القصيدة : 61879
-----------------------------------
أيا مَنْ له الشَّرَفُ المستقلُّ
من جودِهِ العارضُ المستهَلُّ
ويامن أضاء كشمسِ الضُّحى
فأضحى عليه به نَستَدلُّ
(1/21199)
________________________________________
بوجهِك ذاك الجميلِ آمتثِلْه
في الفعل بي واسْتمع مايُمِلُّ
فمن مِثله تسْتمِل الفعا
لَ كفُّ كريمٍ عدتْ تستملُّ
أتهتزُّ في ورقٍ ناضرٍ
وليس لعبدِكَ في ذاك ظِلُّ
ولم يأتِ ذنباً ترى شخصه
عِياناً ولامثلهُ من يزلُّ
فإن قلْتَ قصّر فيما عليه
فهْو المُقَصر وهو المُخِل
ولكنّ عفوكَ عفوٌ يحل
إذا كان قدرُك قدراً يجل
وإنّي أُريبُك يامَنْ به
دِفاعي الرُّيُوبَ التي قد تظل
ولكنّ ظنّك بي لا يزالُ
أسوأ ظنّك أو أستقل
وحتى نقدِّم مالاتَشُكُّ
في أنني معهُ لاأضلُّ
هنالِك تُوقنُ أنّي الوليُّ
وأنّي المحبُّ وأني المُجِلُّ
إذا أنْتَ أوليتني صالحاً
فأنت على غيْبِ شكري مُطِلُّ
وهل يلتقي في سليمي الصدور
ذكْرى صنيع جميلٍ وغِلُّ
بحالي ضنى ً من توانيكُم
فحتَّى متى سادتي لاتُبلُّ
وتَضييعَ مثليَ مالا يحلُّ
واللَّه يكره مالا يَحلُّ
أحقاً رضيتَ بأنَّ الغنى
عدوٌّ لعبدك والفقر خِلُّ
وأني إذا ماأُعزَّ امرؤ
فلي مُستضيم ولي مُستَذلُّ
وسيْبُك يغْمُر ظُلابَهُ
وسيْفُك عن ظالمٍ لا يَكلُّ
أيعجِزُ فضلُك عن خادمٍ
وأنت بأمر الورى مستقلُّ
وبَذْري يسير كبذر القرَاحِ
واعلم بأني قراحٌ مُغِل
أغل الثناءَ الذي تعلمو
ن أنْ ليس منه قليلٌ يقلُّ
فصِلْني بما فيه لي عصمة ٌ
فإن جنابَك مُجْنٍ مُظِلُّ
وأعْزِز وليَّك إن القبي
حَ كلَّ القبيح وليٌّ يُذل
ولاتَلْحَينّي في أنْ أذِلَّ
صِفْراً من الإلّ فالوُدُّ إلّ
وطولك أحظى شفيع لديْ
كَ حين يُمَل الشفيعُ المُمل
إذا كنْت هشّاً تُلقّي السّؤا
لَ وجهاً يُهلُّ إليه المُهِل
فإنّي عليك بأن ليس لي
أداة ُ المُدلّ مُدل مدل
ولِمْ لاوأنت رحيب الفنا
ء بحر يُنيخ إليك المُكلُّ
ترى الحمدَ ينشرُ مِسكاً يفو
حُ والمالَ يُطوَى لحاماً تَصِلّ
وتعتدُّ شُكري الذي يُسْتقلْ
لُ فوق جداكَ الذي لا يَقِلُّ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقبلتْ دولة ٌ هي الإقبالُ
أقبلتْ دولة ٌ هي الإقبالُ
رقم القصيدة : 61880
(1/21200)
________________________________________
-----------------------------------
أقبلتْ دولة ٌ هي الإقبالُ
فأقامتْ وزال عنها الزوالُ
دولة ٌ ليس يُعدَمُ الدهر فيها
باطلٌ مزهقٌ وحقٌّ مُدال
طالعتْ للعيون فيها مصابي
حُ أضاءتْ لضوئها الآمالُ
شمسُ دَجْنٍ ومشترٍ غيرِ منحو
س وبدر متمَّمٌ وهلالُ
ملك وابنُهُ ومِدرَه مُلْكٌ
وابنُه هكذا يكون الكمالُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتعذلِ النفسَ في تعجُّلها
لاتعذلِ النفسَ في تعجُّلها
رقم القصيدة : 61881
-----------------------------------
لاتعذلِ النفسَ في تعجُّلها
فإننا خلْقَتان من عَجلِ
وإنَّ فوْتَ الذي أُبادرُهُ
أرمضُ لي مِنْ مُرددِ العذل
أخشى كسادي على النساء إذا
أسنَنْتُ والسن جَمَّة ُ الخبل
وإنني منْ كسادهنَّ على
سِنّي لأولى َ بالخوفِ والوَجل
كم من نشاطٍ لهُنَّ عندي في ال
يومِ وكم بعد ذاك من كَسَل
والعَيْشُ طعمانِ عند ذائقهِ
مُرُّ التوالي مستعذَبُ الأولِ
من عسلٍ تارة ً ومن صبرٍ
لهفي لتأخير عُقبة ِ العسلِ
لو أنها أُخّرَتْ لطابَ بها ال
عيش وإن جاوزتْ شفا الأجلِ
أعجزنا كرنا الشبابَ وأن
تثمر صِدقاً مواعدُ الأمل
كم تحسبُ العيشَ دار عُرْ
جَتنا وإنما العيشُ دارُ مُنْتقلِ
فبادِرِ الدهرَ بالمناعمِ والْ
لذاتِ واحذرْ مِنْ وَشْك مُرْتَحل
فإنْ تعذَّرنَ أن يُجبنك بالقوْ
وَة فاحتَلْ لطائفَ الحيل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا
ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا
رقم القصيدة : 61882
-----------------------------------
ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا
إن للأخفش الحديثِ لفضلا
وإذا ماحكمْتُ والرومُ قومي
في كلام مُعرَّب كنت عدلا
أنا بين الخصوم فيه غريبٌ
لاأرى الزورَ للمحاباة أهلا
ومتى قلتُ باطلاً لم أُلقَّب
فيلسوفاً ولم أسوّم هِرَقْلا
بدأ النحوُ ناشئاً فغذاه
أحدثُ الأخْفشين فانصاتَ كهلا
وتعاصَى فقاده بيديه
أحدثُ الأخْفشَين فانقاد رَسْلا
أيُّهذا المُسائلي بعليّ
(1/21201)
________________________________________
زادك اللَّهُ بالمعالم جهلا
أنت كالمستثير شمساً بنارٍ
ولعمري لَلشمسُ للعينِ أجلى
لاتسائلْ به سواه من الن
ناس تجده بحضرة ِ الحفلِ حَفْلا
قائلاً بالصوابِ يقرع فصّاً
بجواباته وينطق فصْلا
كلّما شذتِ الفروعُ عن الأص
لِ ثناها فألحقَ الفرعَ أصلا
وتراهُ تَدينُه كلُّ عوْصا
ءَ كما دانَتْ الحليلة ُ بَعْلا
ياظِماءً إلى الصواب رِدُوه
يَسْقِكم بالصواب عَلاًّ ونهلا
هو بحرٌ مِنَ البحورِ فراتٌ
ليس ملحاً وليس حاشاه ضحلا
قلْ له يامقوّمي وسمّي
وكنيِّي ومَن غدا ليَ شَكْلا
قد أردْتُ الإطنابَ فيك فقالتْ
ليَ غاياتُك البعيدة مهلا
ورأيتُ اليسيرَ يكفي من الحَلْ
ي إذا النصلُ كان مثلكَ نصلا
لك من نفسك الحُلَى اللواتي
أنفت أن يكون حلْيُكَ نَحْلا
ولعمري ماأنت كالسيف صقلاً
حين نَنْضُوك بل مضاء وصقلا
منظري لناظرٍ مَخْبَريُّ
لمُريغٍ لديك نقضاً وفتلا
ذو أفاعٍ لمن يُعاديك صُمٍّ
كائنات لمن يواليك نحْلا
تقلسُ الأرْيَ والسّمامَ ونا
هيك بهذا وذا شفاءً وخبلا
فدعِ الشكرَ لي فلم أكسُك المد
حَ سليباً ولم أُحَلِّك عُطْلا
أنت مَنْ لم يزلْ يُحلّي ويُكسي
كلَّ مدحٍ فلستَ تُوسم غُفْلا
وحرامٌ عليّ عِرضُك بَسْل
أبداً مارأيت عِرضيَ بَسْلا
فالزمِ الصّدْق إنه للفريقي
يْنِ نجاة ٌ والخَتْلُ يجزيك خَتلا
وخِفيُّ الحديثِ يَنْمِي فيحييَ
بعدما ماتت الضغائن ذحلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا
ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا
رقم القصيدة : 61883
-----------------------------------
ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا
يانعمة ً لست عنها باغياً حِوَلا
يابنَ الوزيرينِ يامَن لاانصرافَ له
عن سدّه خَللاً أو عفوِه جَللا
يامَنْ إذا قلتُ فيه القولَ سددني
إجلالهُ فكُفيت الزَّيغ والخطلا
ومنْ إذا ما فعلتُ الفعلَ أيَّدني
إقبالهُ فوقيت العَثْرَ والزللا
كم فعلة ٍ لك بي أرسلتَها مثلاً
ومدحة ٍ فيك لي أرسلتُها مثلا
(1/21202)
________________________________________
أحللْتَني قُلل الآمال في دَعَة ٍ
أحلَّك اللَّه من آمالِك القُللا
للَّه طولٌ سيجزي غيرَ ما كذب
طَوْلاً قصُرتْ به ساعاتِيَ الطُّوَلا
تُبخّلُ البحرَ نفسي ماعرضتَ لها
أو تزدري البدرَ أو تستصغر الجبلا
بل كلُّ ذلك يجري في خواطرها
وماجهلتُ ولاضاهيتُ مَنْ جهلا
وسائلين بحالي كيف صُورتُها
فقلتُ قد نطقتْ حالي لمن عقلا
قالوا أتأملُ مأمولاً فقلتُ لهم
يؤمّل المرءُ مالم يبلغِ الأملا
مثلُ المسافرِ لا ينفكُّ من سفرٍ
حتى إذا هو وافى رَحْلَه نزلا
وقد بلغْتُ الذي أملتُ من أملٍ
يابن الوزيرِ وماأعطى ومابذلا
فما أؤْملُ إلا طولَ مُدته
أطالها اللَّه حتى يُرغمَ الأجلا
أبى الحسين أخي الحُسنى وفاعلها
تمَّ البيان تمامَ البدرِ بل فضلا
لاتجمعنّ إلى ذكراه نِسبَته
فقد كفاكَ مكان النسبة ِ ابنُ جلا
هل يطلبُ الصبحَ بالمصباحِ طالبُه
مااستُهلك الصبحُ عن عين ولاخملا
رحلْتُ ظني إلى جدواه بل ثقتي
فأخَّر الوعدَ لكنْ قدم النَّفلا
سُقْياً لها رحلة ً ماكان أسعدُها
لقد كفتْني طوالَ المُسندِ الرّحلا
صادفْتُ منه بليغاً في مواهبهِ
تعطي يداه تفاريقَ الغنى جُملا
وليس يقنعُ مَنْ تمَّتْ بلاغتُه
أن يوجزَ القولَ حتى يوجزَ العملا
جرى نداه إلى غاياته طَلَقاً
سرَّ العفاة وساء السادة َ النُّبلا
مازلتُ في بدرٍ منه وفي حُللٍ
لم تمتثل عِذراً منهم ولاعللا
حتى اكتسى من مديحي فيه أوشِية ً
شتى ً فرُحْنا جميعاً نسحبُ الحُلَلا
فتى ً وإن كان كهلاً في جلالته
كهلٌ وإن كان غضا غصنه خَضِلا
ماظُنَّ يوماً به إتيانُ سيئة ٍ
حُقتْ ولاظُنّ فيه صالح بطلا
ومارجا فضله راجٍ فأخلفه
ولاتمنّاه إلا قالَ قد حصلا
إذا التقى سيبُهُ والطالبُونَ لهُ
لاقوهُ بحراً ولاقى شكرهم وشلا
يلقى الوجوهَ بوجهٍ ماؤهُ غَدِقٌ
لاتسأمُ العينُ منه النهلَ والعَللا
المالُ غائبهُ والحمدُ آئبه والمج
دُ صاحبهُ إنْ قال أو فعلا
لم يُزهَ بالدولة ِ الزهراءِ حاشَ له
(1/21203)
________________________________________
مِنْ شيمة ٍ تستحقُّ اللومَ والعذلا
وكيفَ يلقاك مزهواً بدولَة ٍ
منْ صانه اللَّه كي تُزهَى به الدولا
ياربّ زِدْ في معاني ماتُخوِّلهُ
ولاتزدْ في معانيه فقد كَملا
قلْ للإمام أدامَ اللَّهُ غبطتَهُ
لامحَّ نورك مِنْ بدرٍ ولاأفلا
ياخيرَ مُعتضدٍ باللَّهِ معتمدٍ
عليه معتقد مااستودَع المِللا
لولاك لم تلبسِ الدنيا شبيبتَها
ولااكتسى الدينُ سيماهُ ولااكتهلا
أضحى بيُمنِك دينُ المصطفى نُسكاً
محضاً كما أضحتِ الدنيا به غزلا
مالتْ علينا غصونُ العيش مُثقلة ً
حملاً وقامَ عمودُ الحقِّ فاعتدلا
يامَنْ وجدناهُ فرداً في سياسته
إن صالَ عدَّل ميلاً أو قضى عدلا
يامؤنسَ الإنس والوحشِ التي ذُعرتْ
ومن أخافَ الأُسودَ السودَ والجبلا
في قاسم خادم كافٍ كفاكَ به
كأنَّه لك من بين الوَرى جُبِلا
مباركٌ لاتمُجُّ العينُ طلعتَه
ولايرى الرائي في مخبوره فشلا
مثلُ الحُسامِ الذي يُرضيكَ رونقُهُ
وإن ضربْت به في موطنٍ فصلا
لو امتريتَ به الأرزاقَ أنزلها
ولو قرعْتَ به الأجالَ مانكلا
ممن يُبيّن عن لُبّ بعارضة ٍ
والطّرفُ يُعربُ عن عتقٍ إذا صهلا
وإن جرى الأرقُش النضناض في يده
جرى شجاعٌ يمجُّ السمَّ والعسلا
تجيل طرفَك فيما خطَّ حاملُهُ
فلا ترى رهلاً فيه ولاقحلا
كأن تعديلَ أشباهٍ يصورها
تعديلُ أهيفَ لم يسْمنْ ولاهَزُلا
خطٌّ إذا قابلته العينُ قابلها
روضُ الربيع إذا ما طُلَّ أو وُبلا
كأنمّا الشكلُ والإعجامُ شاملهُ
من البيانِ ولم يُعجَمْ ولاشُكلا
ولو وصلتَ به التدبيرَ أمكَنَهُ
أن يفتقَ الرتقَ أو أن يرتقَ الخللا
تكفي من النَّبلِ أحياناً مكايدُهُ
وربّما خلفتْ أقلامُهُ الأسلا
قال الأماثلُ عجباً باختياركَه
لافاقَ سهمُكَ من رامٍ ولانصلا
ومارميتَ ونبلُ القوم طائشة ٌ
إلاّ أصبتَ وإلا قيلَ لاشللا
ماعيبُ عبدِك إلا أنَّ قيمتَهُ
تنهى أخا العدلِ أن يعتدَّه خولا
يكاد يحميك من أرفاقِ خدمتِهِ
إشفاقُ نفسِكَ أن تلقاه مبتذلا
(1/21204)
________________________________________
أبا الحسين ادّرعها إنَّ ملبَسَها
باقٍ عليك إذا ماملبسٌ سَمَلا
ياقابلَ الناسِ والمقبولَ عندهُم
يامقبلاً نحو باب الخير مقتبلا
لك القبولُ مع الإقبالِ لا ارتحلا
عن عُقرِ دارك ماعاشا ولاانتقلا
يحتالُ قومٌ لرفدِ الرافدين لهم
لكنّ رَفدَكَ مُحتالٌ ليَ الحيلا
ماإن يزالُ نوالٌ منك يسألني
حمدي وأيُّ نوالٍ قبله سألا
إن وهزّيك بالأشعار أنسُجُها
للغافل المتعدي جدُّ مَنْ غفلا
أو الشجاعُ الذي لاشيءَ يُفْزِعُه
ولاتُردُّ عوادِيه إذا حملا
إذا استُجيش من الطوفانِ ناجية ً
ماإنْ أرى لي بها حَوْلا ولاقِبَلا
أستوهبُ اللَّه حظاً من معونَتِه
على دفاعي ندى كفَّيكَ إن حفلا
لوْ اتبعَ الناسُ أمري غيرَ معتبرٍ
إذاً لعدونيَ المقدامَة البطلا
كُنْ في مَدى المجدِ للأمجادِ كلِّهم
صدراً وكن في مدى أغمارِهم كفَلا
تبقى ويمضون عُمراً لاانقطاع له
مُفضِّلاً بعطاء اللَّه ما اتصلا
أمورُكَ الدهرَ أمثالٌ وأمثلة ٌ
إذا أمورُ الناسِ أصبحتْ مثلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قُلْ لأيوبَ والكلامُ سجالُ
قُلْ لأيوبَ والكلامُ سجالُ
رقم القصيدة : 61884
-----------------------------------
قُلْ لأيوبَ والكلامُ سجالُ
والجوابات ذاتَ يومٍ تُدالُ
اسكتوا بعدَها فلا تذكروا الشْ
شُؤم حياً فأنتُمُ الآجالُ
أنا شؤمي فيما تقولون عزْ
زالٌ ولكن شؤمكمُ قتَّالُ
بالذي أدْرَكَ المؤّيدَ منكم
وابنَ سعدانَ تضربُ الأمثال
زُرتموه والصالحاتُ عليه
مقبلاتٌ فأدبر الإقبالُ
حين درَّتْ له أفاويقُ دنيا
هُ دلفتُم له فكان الفِصالُ
إن شؤماً حُلَّتْ به عقدة ُ العُه
دِ لشؤمٌ تزول منه الجبال
ليس بدْعاً من الحوادثِ أن يُع
زَلَ والٍ وأن تموتَ الرّجالُ
إنما البدعُ أن تزولَ أُمورٌ
لم يكن يهتدي إليها الزوالُ
كالذي حاقَ بالمؤيدِ منكُمْ
بعدما نُوّطتْ به الآمالُ
ذلك الشؤمُ يابني أمّ شيخٍ
يُمكنُ القائلين فيه المقالُ
ذاكَ شؤمٌ فيهِ سِمام الأفاعي
ناجزُ النقد ليس فيه مِطالُ
(1/21205)
________________________________________
ذاكَ شؤمٌ كالسيل عفَّى على ال
قَطْرِ جُلالٌ كما يكون الجلال
ذاك شؤمٌ لو جاور البحرَ يومي
نِ لأمسى وليس فيه بلال
ذاك شؤمٌ لو كان في جنة الخل
د لحالت بأهلها الأحوالُ
ذاك شؤمٌ لا يثلم الدهر حدّي
ه ومالم يزل فليس يُزالُ
ذاك شؤمٌ شؤمُ البسوسِ وغبرا
ء وشؤم الورى عليه عِيال
كالذي أدركَ المؤيدَ منكم
وهْو في رأسِ نجوة ٍ لا يُنال
وهاذرٍ يبلُغني هَدْرهً
لو شئتُ عفَّى قطرَه سَيلي
أعملنُهُ يركضُ في غَيّهِ
والخيلُ تُبقي الجَريَ للخيلِ
ياأيها الأعمى الذي سبَّني
محلَّلٌ مانلتَ من نيلِ
شِعرُكَ لاتثبتُ آثارُهُ
من غرَّة ِ اليومِ إلى الليلِ
مدَبُّ ذَرّ في نقا هائل
مرّت به مُعصفة ُ الذيل
عفا فما يسطيعُ يقتافُهُ
ناظر لُقمانَ ولاقيل
لوكانَ في شِلوكَ لي مَبْطشٌ
لقد دعتْ أمُّكَ بالويلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> خليليّ قد علَّلتماني بالأسى
خليليّ قد علَّلتماني بالأسى
رقم القصيدة : 61885
-----------------------------------
خليليّ قد علَّلتماني بالأسى
فأنعمتُما لو أنني أتعلَّلُ
أللناسُ آثاري وإلا فما الأسى
وعيشِكما إلا ضلالٌ مضلّلُ
وماراحة ُ المرزوءِ في رزءِ غيره
أيحمل عنه بعضَ مايتحمَّلُ
كلا حامِلَيْ أوْقِ الرزيئة ُ مُثقلٌ
وليس مُعيناً مثقلَ الظهر مُثقلُ
وضربٌ من الظلم الخفيّ مكانُهُ
تَعزّيك بالمرزوءِ حين تأمَلُ
لأنك يأسُوكَ الذي هو كَلمُهُ
بلا جُرمٍ لو أن جورَكَ يعدلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وماراحة ُ المرزوءِ في رُزءِ غيره
وماراحة ُ المرزوءِ في رُزءِ غيره
رقم القصيدة : 61886
-----------------------------------
وماراحة ُ المرزوءِ في رُزءِ غيره
أمُشرِكُهُ في حمل ما قد تحملا
كِلا حاملي أوقِ الرزية ِ مثقلُ
وليس مُعيناً مثقلُ الظهر مُثقلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> حذارِ عُرامي أو نظارِ فإنما
حذارِ عُرامي أو نظارِ فإنما
رقم القصيدة : 61887
-----------------------------------
(1/21206)
________________________________________
حذارِ عُرامي أو نظارِ فإنما
يُظلكُم قَطعٌ من الرّجز مُرسلُ
ولاتحسبنَّ الصلحَ أنصلَ التي
ولاأنني في هُدنة ِ العلم أغفلُ
ولكنني مستجمعُ الحلم مُغبرٌ
أُفَوّقُ نبلي تارة وأنصّلُ
فإن هاجتِ الهيجاءُ أو عادَ عودُها
على بدئها لم يُلقَ مني أعزلُ
ولي بعد إعطائي الوثيقة َ حقَّها
بدائه لا يخذُلنني حينَ أعجلُ
تلافي بيَ الشأوَ المُغرّب وادعاً
وتَسبقُ بي ماقدَّمَ المتمهلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> العدلُ فرضٌ وبذلُ الفضل نافلة ٌ
العدلُ فرضٌ وبذلُ الفضل نافلة ٌ
رقم القصيدة : 61888
-----------------------------------
العدلُ فرضٌ وبذلُ الفضل نافلة ٌ
يابنَ الكرامِ فعدلاً ثم إفضالا
ملكتَ مالكَ جُوداً لا يُقامُ له
والعدلُ أفضلُ ماملكتَهُ المالا
أعطيتَ قوماً ومااستكفيتَهم عملاً
أسنى عطاءٍ وماجاءوك سُؤَّالا
وحظُّ كتّابِك الأشقين أنْ بخسوا
حقوقهم وهمُ الأوفَونَ أعمالا
كُتّابُ دولتِك الميمونِ طائرُها
أضحوا وهم أسوأ الكتّاب أحوالا
عبيدُ خِدمتكَ المُعطوكَ جهدَهُمُ
في غاية ِ الجهد إقتاراً وإقلالا
فاعطفْ عليهم بفضلٍ منك ينعشُهُم
ياواحدَ الناس إحساناً وإجمالا
صُنْ مَنْيصونك عن ثُقلٍ تُحمله
يَزِدْكَ صوناً ويحملْ عنك أثقالا
لاتحتقرهُمْ وإن أصبحتَ فوقهُم
فالسَّمكُ بالأُسّ مدعومٌ وإنْ طالا
فارفُقْ بأسّ بناءٍ ذِروتُهُ
فقد غدوتَ ومانالوهُ زِلزالا
كذا فليعدّ رجالُ العلا
أقاويلَ تُشبهُ أفعالَها
وهل عائبُ الأرض أن حُمّلتْ
من الجن والإنس أثقالها
أمِ العيبُ حملي رماحَ الكُما
ة ِ لا زلتُ ما عشتُ حمَّالها
أتنقمُ إن سفلَتْ كِفَّتي
لرجحانها ذاكَ أعلى لها
وماذا على طالب لذة ً
بأيَّة ِ جارحة ٍ نالَها
فقال ولكنني عارفٌ
أصيبُ وأركبُ أمثالها
أخالُكَ مستنكراً فعلتِي
فقلتُ لعمْرِي وفعَّالها
بصرْتُ بفحلٍ على خالدٍ
فقالَ وكم حكمة ٍ قاله
(1/21207)
________________________________________
إن البناءَ متى مادتْ قواعدُهُمتقارب بصرْتُ بفحلٍ على خالدٍفقالَ وكم حكمة ٍ قالهأخالُكَ مستنكراً فعلتِيفقلتُ لعمْرِي وفعَّالها فقال ولكنني عارفٌأصيبُ وأركبُ أمثالهاوماذا على طالب لذة ً بأيَّة ِ جارحة ٍ نالَها أتنقمُ إن سفلَتْ كِفَّتيلرجحانها ذاكَ أعلى لها
مالَ البناءُ ولن يبقى إذا مالا
ولا يلَحَ لاحٍ أبا غانمٍ
فعولَ الكرائمِ قوَّالها

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياأيُّها الهاربُ منْ دهرهِ
ياأيُّها الهاربُ منْ دهرهِ
رقم القصيدة : 61889
-----------------------------------
ياأيُّها الهاربُ منْ دهرهِ
أدركَكَ الدهرُ على خَيلهِ
يسوقُ من نُفرته طرة ً
إلى مدى ً يقصرُ عن ثيله
فوجهُهُ يأخذُ من رأسهِ
أخذ نهارَ الصيفِ من ليلهِ
قلتُ ميلي إلى القرودِ بصُغْرٍ
ليس لفْقُ النّكالِ غير النكالِ
طالبتني بأن أنيك وما القر
دُ ولو حل نيكهُ بحلالِ
صاح بي عُمرُها وقد غازلتني
لا تُعرِّجْ بدارسِ الأطلال
ضامرٌ وجهُ طيزها غيرَ تر
كيّ ولكن ينموزجيُّ السُّؤال
بنتُ سبعين بل ثمانين بل تس
عينَ بل ضعفُها من الأحوال
لو غدا طولُ بظرِها لقناة ِ الظْ
ظهرِ منها لألحقتْ بالطول
قردة ٌ نردة ٌ نواة حصاة ٌ
بومة ٌ ثومة ٌ عظامٌ بوالي
وإذا ما تنادرتْ رخُصَ الثل
جُ وأضحى فحمُ الغضا وهْو غالِ
وهي تختالُ بين بُرقعٍ قبحٍ
وقميصٍ من الضَّنى والهزالِ
فهي شيءٌ كأنّما صاغة ُ اللهُ
لصفع القفا وقفد القذال
ضُيِّقتْ عينُها ووُسِّع فُوها
ومشقُّ استِها وثَقبُ المبال
قصُرَتْ شنطفٌ وقلَّتْ وذلَّتْ
غيرَ بظر تجرُّه كالطحالِ
مثلُ الذي يُرقّعُ من جَيبهخفيف قصُرَتْ شنطفٌ وقلَّتْ وذلَّتْغيرَ بظر تجرُّه كالطحالِ ضُيِّقتْ عينُها ووُسِّع فُوهاومشقُّ استِها وثَقبُ المبالفهي شيءٌ كأنّما صاغة ُ اللهُلصفع القفا وقفد القذال وهي تختالُ بين بُرقعٍ قبحٍوقميصٍ من الضَّنى والهزالِ وإذا ما تن
وهْياً بما يأخذُ من ذيلِه
قالت الخَلقُ كلُّهم قد قَلَوْنِي
(1/21208)
________________________________________
قلتُ أعييتِ حيلة َ المحتالِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> كريمٌ كثُرتْ قِدْما
كريمٌ كثُرتْ قِدْما
رقم القصيدة : 61890
-----------------------------------
كريمٌ كثُرتْ قِدْما
وطابتْ فيه أقوالي
فما قلَّل غُرَّامي
ولا كثَّرَ أموالي
إذا عانيتُ مدحِيهِ
أراهُ ذاك إغفالي
إلى أن أزمعَ السير
وقد أزمعَ إهمالي
فإن يظعن أبو الصقر
وقد أخلفَ آمالي
فإن اللهَ لي باقٍ
ولن يُحبطَ أعمالي
أبا الصقرِ ألا أوْلى
لتأميلي وأولى لي
لقد طاوَلَ إعراضُك
بالمعروفِ إقبالي
عقلتَ الرّفدَ عن كَفّي
وسارتْ فيكَ أمثالي
لئِن رُحتُ وما حَسَّ
ن إحسانُك من حالي
وأغفلتَ مجازاتي
وتمجيدكَ أشغالي
لما حاسنت إحساني
ولاجاملتَ إجمالي
وحَسبي أن رأتْ عيني
على مثلِكَ إفضالي
لقد أفرطتَ في رفعي
بلا عمدٍ وإجلالي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تفرَّستُ في الشّطرنج حتى عرفتها
تفرَّستُ في الشّطرنج حتى عرفتها
رقم القصيدة : 61891
-----------------------------------
تفرَّستُ في الشّطرنج حتى عرفتها
فإن صحَّ رأيي فهي بالوعة ُ العقلِ
إليها يُغيضُ العقلُ ماشابَ صفوه
من الهَذياناتِ الشنيعة ِ والهَزلِ
وماذاك في الشطرنج عيبا لأنه
عناءٌ عظيمٌ إن جنحْنا إلى العدلِ
أليس عناءً أنها آلة ُ الفتى
لتصفية العقل المشوبِ من الجهل
بلى إن ترويقَ الشرابِ من القذى
لنفعٌ وتخليصُ الخيار من الرذلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد أناسي الهمَّ تجوا
قد أناسي الهمَّ تجوا
رقم القصيدة : 61892
-----------------------------------
قد أناسي الهمَّ تجوا
هُ بصفراء شمولِ
تُجذلُ البالَ وتغتا
لُ مدَى الهمّ الطويلِ
وتُبقّي جِدَّة اللذْ
ذاتِ في عينِ الملولِ
أستشفُّ الروضة َ الخض
راء عن شمسِ الأصيلِ
ولقد يُلهِينيَ الطَّي
ر بترجيع الهديلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاأسرق الشعرَ وغيري قالَهُ
لاأسرق الشعرَ وغيري قالَهُ
رقم القصيدة : 61893
(1/21209)
________________________________________
-----------------------------------
لاأسرق الشعرَ وغيري قالَهُ
يكفيني ارتجالَهُ انتحالَهُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى لعبة َ الشطرنج إنْ هي حُصّلَتْ
أرى لعبة َ الشطرنج إنْ هي حُصّلَتْ
رقم القصيدة : 61894
-----------------------------------
أرى لعبة َ الشطرنج إنْ هي حُصّلَتْ
أحقُّ أمورِ الناسِ ألاَّ يُحصَّلا
تعلَّة ُ توّابيْن جاعا وأرْملا
ببابٍ قليلٍ خيرهُ فتَعللا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا
وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا
رقم القصيدة : 61895
-----------------------------------
وذِكرُكَ في الشعرِ مثلُ السنا
دِ والخرمِ والخزمِ أو كالمحالِ
وإيطاءِ شعرٍ وإكفائهِ
وإقوائهِ دون ذِكرِ الرُّذالِ
وماعِيبَ شعرٌ بعيبٍ له
كأن يُبتَلى برجال السّفال
يُتاحُ الهجاءُ لهاجي الهِجا
ء داءٌ عُضال لداءٍ عُضال

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتَصدِفا عن دِمن المنازلِ
لاتَصدِفا عن دِمن المنازلِ
رقم القصيدة : 61896
-----------------------------------
لاتَصدِفا عن دِمن المنازلِ
اللائي أصبحنَ قِرَى النوازِل
مُستضعفاتٍ لصبيب هاطل
طوراً وطوراً لسفيٍّحافل
من كلّ أحوى قَصِف الأرامِل
وكلّ عَجْلي ذاتِ ذيلٍ ذائل
حتى كأنْ لم تكُ بالأواهلِ
صاولَ منها الدهرُ غيرَ صائلِ
كالثائرِ الطَّالبِ بالطوائلِ
فلمْ يُرع عن دِمنٍ ذلائلِ
خواشعٍ أطلالُها خواملِ
ولن تراهُ غافلاً عن غافلِ
ولاإذا عامَلَ بالمُجاملِ
لادرَّ درُّ الدهرِ من مُعامل
مُجامل مَنْ ليس بالمجامِل
مماحلِ من ليس بالمماحِل
ملتحفِ المكرِ على نَياطِل
مشتمل الشوطِ على مَقاولِ
يهدمُ مايَبني بلا مَعاول
عُوجا خليليّ من العياهل
عوجة َ راعي منزلٍ لآهل
نلبسْ بقايا الخِلع السَّوامِل
من المَغاني لامِنَ السرابل
قد تُحفَظُ الأبرادُ في الرَّعابِل
سقيا لها إذ نحنُ في غَياطِل
من عيشنا ذِي الظُّللِ الظَّلائلِ
كالبُكرِ الطَّلاَّتِ والأصائل
(1/21210)
________________________________________
في نفحاتِ الشَّمألِ البلائل
واهاً لها والظّلُّ غير زائل
والدهرُ لم يثقُلْ على الكواهل
مُرّا على جَنَّاتِنا الذوابل
نَبكِ مع الوُرْقِ بها الهوادل
معاهدَ الأيام واللَّيائل
لاالسُّودِ تاللهِ ولا الأطاول
ميلا إليها مَيلة المُمائل
لاتُعرِضا عنها بوجهٍ خاذل
بِحقّ أُدْماناتِها الخوازل
أبكارِهنّ الغيدِ والمطافل
وإن توجَّدْنا على البخائلِ
المُستمنحات بلا وسائل
صفوَ الهَوى من مُهجة ِ المُغازل
المُوقظاتِ للهوى الغوافل
الفارغاتِ الهِمم الشواغل
التابلاتِ المرءَ غيرَ التابِل
والنافثاتِ السّحرَ سحرَ بابِل
بالأعينِ الصَّحائح العلائل
واهاً لها من أعيُنٍ كَلائلِ
معدودة ٍ في عُدَد المَناصِل
سلبْنَ من أصورة ِ الخمائل
مَكاحلا تُغني عن المكاحل
خُطَّ لها كحلٌ بلا ملامِل
ساءتْ ظِباءُ الوحَش من بدائل
بالمُخرِساتِ ألسُنَ الخلاخل
إخراسَهُنَّ ألسُنَ العواذل
اللائي يمدُدْنَ إلى المُناول
بِيضاً سِباطاً ليس بالعَوامل
غيرَ جليفاتٍ ولاهَزائل
يَصِلْن راحا عَطِرَ الجَداول
يالك من راحٍ ومن أنامل
نوائشٍ ألبابَنا نوائل
تخالها بدْهة ً عن الخائل
سَبائكا رُكبنَ في وذَائلِ
تُجنَى بها حبة ُ قلبِ الذاهلِ
أنذرْتُكَ البيضَ فقِفْ أو وائل
هُنَّ العِدا في صورة ِ الخلائلِ
وأين تَنجُو من غرامٍ داخل
تلك اللَّطيفاتِ من المداخل
تسمو إلى الأملاك في المعاقل
من بقرٍ مبثوثة ِ الحبائل
للأُسدِ في آجامها البواسِل
ياللمُجدَّاتِ بنا الهوازل
الشَّافياتِ الخَبْلَ والخوابل
القاطعاتِ القيظَ في الغَلائلِ
والقُرَّ في الخَزّ وفي المراجل
بُطّنَ بالسَّمورِ والحواصلِ
تلك الحَوالِي لابل العواطل
الخالعاتِ نِحَل النّواحل
عن جَيَّدٍ تيّاهٍ عن المراسل
مُستغنياتٍ بعطايا الجابل
وربما استعددنَ للمُواصلِ
غيرَ أخي الكيدِ ولا المُقاتِل
فزُرْنَهُ في العُددِ الكوامِل
من الحُليّ الجمّة ِ الصَّلاصل
والسَّلَبِ الرائع لاالمباذل
والمسكِ في أبشارهنّ الشامل
(1/21211)
________________________________________
والعنبرِ المنشور كالقساطل
يهتفن هل من فارسٍ مُنازِل
أولى فأولى لابنِ أمّ هابل
نازل أقرانَ بني الثَّواكل
ومن عظيم الفِتنِ الهوائل
عقائلُ الدرّ على العقائل
في وَشْيهنّ الفاخِر المَخايل
والمِسك صِرْفاً كدم الأباجلِ
قاتلهُنّ اللهُ من قواتِل
صوارع بالكيد أو خواتل
رُوعِ المَحالي فُتُنِ المَعاطِل
يلقيننا في الوشُح الجوائل
أطغى من الأبطالِ في الحمائل
يهززْن أوصالَ قنا عواسل
قنا ظُهورٍ لا قنا قنابِل
بين عواليهنَّ والسوافِل
نشرُ قرونٍ جعدة ِ السلاسل
مثلِ الدجى مسدُولة السدائل
إلى خدودٍ ذاتِ ماء جائل
كأنها صفائحُ الصياقل
صُبغنَ لابالصّبغِ الحوائل
إلى ثُغورٍ عذبة ِ المَناهل
كأُقحوانِ الديم الهواطل
ذات رُضابٍ مثلِ أرْي العاسل
إلى ثُدِيٍّ فرَّغٍ حوافل
ترنو إلى أجيادِها العطائل
على صدورٍ لسنَ بالقواحل
تَلمسُ منِهنَّ يدُ المُباعل
رُمانَ لاقطفٍ ولامُكاتِل
من كلّ ريَّا حُلوة ِ الشمائلِ
ناعمة ٍ ذاتِ مُحب ذابل
حسناءَ مِثل الأملِ المقابل
في العُمُرِ المقتبلِ المُماطل
معدومة ِ الأمثالِ والعَدائل
إن قلتَ مثلَ البدرِ لم تُماثل
أوقلتَ مثل الشمس لم تُعادِل
مُهتزَّة ٍ فوق كثيبٍ هائِل
مُرتجّة ٍ تحت قضيبٍ مائل
عرّج على أيٍ لهنّ ماثل
فاستسقِ غيثاً بعد دمعٍ هامل
له وواقفْ خيمَه وسائل
حافظْ على عهدٍ لهنَّ حائل
عليه فاربَعْ لا على الجنادل
ولاعلى مَبرِك ذاكَ الجامل
ماقَدْرُ إصرارِكَ بالجمائل
في وقفة ٍ من مُخبرٍ أو سائل
لابل دعِ الهزلَ لكلّ هازل
وَلهُ عن الباطلِ غيرِ الحاصل
زايلَ عهدُ الظاعن المُزائل
مارِعية ُ المقتولِ عهدَ القاتل
ما صِلة ُ الواصِلِ غيرَ الواصل
في موقفٍ مستهدفٍ للعاذل
مُفيّلٍ رأيكَ غيرَ الفائل
يستنكثُ الداء على عَقابِل
ماذاكَ للعاقِل بالمُشاكل
والعقلُ قِدْما مَعقلٌ للعاقل
والصبرُ من خير مآلٍ آئل
فاعدِلْ إلى الأحجى من المَعاذل
والتمِسِ الفوزَ ولا تُواكل
واستنجحِ العزمَ ولاتُماطل
(1/21212)
________________________________________
عساكَ أن تحظى بنفلِ النَّافل
ماأقربَ النُّهزة َ من مُعاجل
وأبعدَ العثرة َ من مُماهل
وفي التأنِّي رشدُ المُحاول
مالمْ تَفُتْهُ فرصة ُ المُزاول
ليس نضيجُ اللحم للمُناشل
شتَّان لحماً منضجٍ وناشل
وتوأمُ النقصِ غُلُّو الفاتل
إذا تعدَّى فيه حدَّ الجادل
فاقصدْ إذا فرَّطتَ من مُباذل
ولاتُكثِّرْ فيه بالأباطل
وازجُرْ عن الجَهلِ ولاتُجاهل
وادعُ إلى الخيرِ ولاتُقاتل
ليس حميداً سائقٌ كعاتل
شمّر لكي تَسبُلَ ذيلَ الرافل
فالفَقرُ في أذيالك الذَّوائل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ
حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ
رقم القصيدة : 61897
-----------------------------------
حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ
كأنه ألوان دُهْم الخيلِ
يجري إلى الإخوانِ جَريَ السَّيلِ
بغيرِ وزنٍ وبغير كيلِ
كأنه من نَهرِ الرُّفيل
يحدُو به جودٌ كميشُ الذيلِ
نَيْلاً ومازال جزيلَ النيل
قيْلاً من الأقيال وابن قيل
ليس بتَنْبالٍ ولازُميل
إنِّي إليه لشديدُ الميل
ساعٍ لما يرضى كثيرُ الحيل
وإن دعا حاسدُهُ بالويل
كما دعا الجَمَّالُ من سُهيل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> عيني لعينكَ حينَ تنظرُ مَقتلُ
عيني لعينكَ حينَ تنظرُ مَقتلُ
رقم القصيدة : 61898
-----------------------------------
عيني لعينكَ حينَ تنظرُ مَقتلُ
لكن عينَكَ سهمُ حتفٍ مُرسَلُ
ومن العجائب أن معنى ً واحداً
هو منك سهمٌ وهو مني مقتلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
رقم القصيدة : 61899
-----------------------------------
أبابكر لك المثْلُ المعلَّى
وخدُّ عدوّكَ التَّربُ الذليلُ
رأيتُ المطْلَ مَيداناً طويلاً
يَروضُ طِباعَهُ فيه البخيلُ
يُراودُ عن جَداهُ نَفسَ سوءٍ
ترى أن الجَدا رُزءٌ جليل
فما هذا المِطالُ فداكَ أهلي
وباعُكَ بالندى باعٌ طويل
أظنُّك حين تقدُر لي نَوالاً
يقلُّ لديك لي منه الجزيل
(1/21213)
________________________________________
ويُعوزِك الذي ترضى لِمثلي
وإن لم يُعْوزِ الرأيُ الجميل
وعينُ الماجِد المفضالِ عينٌ
كثيرُ نوالهِ فيها قليل
وفيما بين مَطلِك واختلالي
يموت بدائه الرجلُ الهزيلُ
فلا تَقْدرْ بقدركَ لي نوالاً
ولاقَدرِي فتحقِرُ ماتُنيل
وأطلِقْ ماتَهُمُّ به عساهُ
كفافي أيها الرجلُ النبيل
وإلا فالسلامُ عليكَ منّي
نبتْ دارٌ فأسرعَ بي رحيلُ
وإني قائلٌ لك قولَ لاهٍ
نبيلٍ شأنُه شأنٌ نبيلُ
إذا ضاقتْ على أملٍ بلادٌ
فما سُدَّتْ على عزمٍ سبيلُ
وإن يكُ جانبٌ لاظِلٌّ فيه
فلي في جانبٍ ظلٌ ظليلُ
وبئس الظلُّ ظلٌّ ليس فيه
لذي سببٍ يمرُّ به مَقيل
وكل مُطالبٍ يزدادُ بُعداً
فمنه تَعوُّضٌ وبه بديل
وهذا الموتُ للأحياء طُراً
قرارٌ والحياة ُ لهم مثيل
سيرعى ظِمْأَه قرنٌ فقرنٌ
ويُوردُ حوضه جيلٌ فجيل
وصرفُ الدهرِ يسلك في مدارٍ
يُجيلُ خطوبه فيها مُجيل
فآونة ً يُدالُ على أناسٍ
وآونة ً يديلهُمُ مُديل
وليس على يدٍ بقرار أمنٍ
ولاليدٍ بثروتها كفيل
فما لي إثرَ منصرفٍ حنينٌ
ولا بي نحو منحرفٍ مَميل
وقد يتيسر الميئوسُ منه
كما يتعذرُ الأمرُ المُحيل
ومن يكُ من ثنائي مستقيلاً
فإني من جَداه مستقيل
وأعجب ماأراني الدهرُ أني
وفي عهدي وعهدك مستحيل
ولو صمتَ لم يُعجزك نفعي
وأنَّى يعجزُ المرءُ الحَويل
سألتمس المنافعَ من مَليكٍ
إذا طالبتُه فهو الكفيل
وتعلمْ أيُنا المغبونُ منا
عِياناً أو يقوم لك الدليل
أحَدُّكَ عند لائمتي حديدٌ
وحدُّكَ عند منفعتي كليل
ستحكم بيننا القُلسُ النَّواجي
ويُبعد بين دارينا الذميل
لجأتُ إليكم فخذلتموني
وضِفْتكُم فما قُرِيَ النزيلُ
ورمتُك فاستطلْتُ بلا نوالٍ
فما لنزاهتي لاتستطيلُ
سلوتُ مراضعي وصِبا شبابي
فكيف يعزُّ أن يُسْلَى خليل
سيجزي اللهُ ماأوليتموني
لكم صاعٌ بصاعِكُمُ مَكيل
وأحسبُ أن عِرضَك عن قليلٍ
أبا بكر هو العِرضُ الفتيل
ولي عِرضٌ تكانفهُ لسانٌ
كأنّ كليهما سيفٌ صقيل
فهذا غيره الدنسُ المُخزّي
(1/21214)
________________________________________
وهذا غيره الطِبعُ الكليلُ
صحبتَ ذوي المكارمِ آل وهبٍ
بلؤمِك إذ أمالهمُ الدليلُ
فأيقنَ كلُّنا أنْ سوفَ تحمي
جُرامتَها بشوكتها النخيل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا كان صبريَ للعاجلِ
إذا كان صبريَ للعاجلِ
رقم القصيدة : 61900
-----------------------------------
إذا كان صبريَ للعاجلِ
مُلاوة َ صبريَ للآجلِ
فما ليَ أتركُ مالا يزولُ
وأعملُ للعَرضِ الزائلِ
أأصبرُ هذا المدى كُلَّه
لغير رغيبٍ ولاطائلِ
ويعجُزني صبرُ أضعافِه
لما دونَه أمَلُ الآملِ
شهدْتُ إذاً أنني مائقٌ
وأنْ لستُ بالرجلِ العاقلِ
يُباعُ النفيسُ بما دونَهُ
لإيثار مستسلفٍ عاجلِ
فما عُذرُ مَنْ باع أسنى الحظو
ظِ بالوَكْسِ من مُوكِس ماطل
أأتركُ آخرتي ضَلة ً
وأخدُم دنيايَ بالباطل
وأُسخطُ ربّي وأُرضي العبا
دَ بغيرِ ثوابٍ ولانائلِ
شهدتُ إذاً أنني جاهلٌ
بحظّي وزدتُ على الجاهِل
أبا أحمدٍ طال هذا المطا
لُ وَحَسْبُك بالدهر من غائل
فأنجِزْ عِداتك أو أعطني
أماناً من الحَدَثِ النازل
تذكَّر فكم ليَ من مِدحة ٍ
تركَّضتُ في ذَيْلها الذائل
وكائنْ كسوتُكَ من حُلة ٍ
مشيتَ بها مِشية َ الرافل
وكم لك من بارقٍ خُلَّبٍ
كذوبٍ ومن عِدة ٍ حائل
يُحصَّلُ في الزّق نفخُ اليرا
عِ وما لِعدانك من حاصل
ولو لم تكنْ عُقُماً عُقَّراً
لقد جاوزتْ مدّة َ الحاملِ
منحتُك مدحي فلم تجزهِ
ألا ضلّ سعْيَ من عاملَ
كأني في كلّ ما قُلتُهُ
زَرَعتُ حصا في صفا صامل
رجعتُ إلى فضلِ مَنْ فضْلُهُ
على الإنس والجنّ والخابل
دفعْتُ لساني إلى صيْقلٍ
وأسلمتُ عِرضي إلى غاسل
وكم كنتُ نبَّهتُ من خاملٍ
وكم كنتُ حلَّيتُ من عاطل
فلو كنتُ أعشقُ جدوى يدي
كَ لحان ذهولي مع الذَّاهلِ
إذا مدحَ المادحُ الناقصي
نَ ذكَّرهُم فوزَة َ الفاضلِ
فأهدى لهم مِدحة ً حسْرة ً
لتقصيرهِم عن مَدى الكاملِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> غدوْنا إلى ميمونَ نطلبُ حاجة ً
غدوْنا إلى ميمونَ نطلبُ حاجة ً
(1/21215)
________________________________________
رقم القصيدة : 61901
-----------------------------------
غدوْنا إلى ميمونَ نطلبُ حاجة ً
فأوسعَنا منعاً وجيزاً بلا مطلِ
وقد يعدُ المرءُ البخيلُ كراهة ً
ألاءً رجاءً أن يُعانَ على البذْل
وقال اعذروني إن بُخْلي جِبِلَّة ٌ
وإنّ يدي مخلوقة ٌ خلقة َ القُفل
طبيعة ُ بُخْلٍ أكَّدتْها خليقة ٌ
تخلَّقْتُها خوفَ احتياجي إلى مثلي
فألقى إلينا عِذرة ً لانردُّها
وكان مُلقًّى حجة َ اللؤمِ والبخل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتسمُ الحمدَ أبا أحمدٍ
لاتسمُ الحمدَ أبا أحمدٍ
رقم القصيدة : 61902
-----------------------------------
لاتسمُ الحمدَ أبا أحمدٍ
فليس ذاك العِلقُ من بالهِ
فتى ً إذا حاولْتَ معروفَهُ
حمَّلْتَهُ أثقل أثقاله
يستطرفُ الطارفَ من مالهِ
ويألفُ التالدَ من مالهِ
فليس في ماليْهِ من مَطمعٍ
إذا عراهُ بعضُ سُؤّاله
أحوجَهُ إلى مِثله اللَّ
هُ يوماً لكي يُجزَى بأفعاله
وقلَّلَ الأحياءَ من مثلهِ
وكثَّر الموتى بأمثاله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قد بلى الله يونسَ بن بُغاءٍ
قد بلى الله يونسَ بن بُغاءٍ
رقم القصيدة : 61903
-----------------------------------
قد بلى الله يونسَ بن بُغاءٍ
ببلاءِ النبيّ يونسَ قَبْلَهْ
يبلعُ الحوتُ بعضه كلَّ يوم
ليْتَه يبلعُ المسكينَ جُمْله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما في الناسِ أجودُ من شجاعٍ
وما في الناسِ أجودُ من شجاعٍ
رقم القصيدة : 61904
-----------------------------------
وما في الناسِ أجودُ من شجاعٍ
وإنْ أعطى القليلَ من النوالِ
وذلك أنّه يُعطيك مِماً
تُفيء عليهِ أطرافُ العوالي
وحسبُك جودُ مَنْ أعطاكَ مالاً
جباهٌ بالطّرادِ وبالنّزال
شرى دمَهُ ليحويَهُ فلمّا
حواهُ حوى به حمدَ الرجال

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومولًى يجرُّ الشرَّ لي غيرَ مؤْتَل
ومولًى يجرُّ الشرَّ لي غيرَ مؤْتَل
رقم القصيدة : 61905
-----------------------------------
(1/21216)
________________________________________
ومولًى يجرُّ الشرَّ لي غيرَ مؤْتَل
ويجني فيمضي وهْو عني بمعزلِ
إذا كانَ زنداً كنتُ مِسعارَ نارِهِ
وكم قادحٍ ناراً لآخَر مُصطلي
سمَّاك خُرءاً بخلّ
لاشكَّ شيخٌ مغفلْ
لأن في الخُرء نفعا
للنخلِ والنخلُّ يؤكل
وأنت مافيك نَفْعٌ
ولا لنفعٍ تُؤمَّلْ
فلسْتَ خُرْءاً بخلّ
لكن صديدٌ بحنظل
وإنّ هذين عندي
في الخَلْقِ منك لأمثل
وللمنافِع إن عُدْ
دَتِ المنافعُ أخْيَل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> جاركمُ لا يُعادُ من عِللهْ
جاركمُ لا يُعادُ من عِللهْ
رقم القصيدة : 61906
-----------------------------------
جاركمُ لا يُعادُ من عِللهْ
وضيفكُم لا يسدُّ من خَللهْ
فاستعملوا الظلمَ والجفاءَ به
فليس تلك السبيلُ من سُبُله
ماضرَّ مجفُوّكم جفاؤكُم
بالأمس في عيْشه ولاأمَلِه
لاإنْ جفوْتُم قضى العليلُ ولا
إن عُدْتُم تُنْسِئون في أجله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قصيدة ٌ كرَّها مُثقّفها
قصيدة ٌ كرَّها مُثقّفها
رقم القصيدة : 61907
-----------------------------------
قصيدة ٌ كرَّها مُثقّفها
عليكَ إذ ثُقفتْ على مَهَلِ
أعجله الوقتُ عن رياضتها
فأقبلتْ ريّضاً على عجل
ثم استراضتْ فجاء مركَبُها
مُمْتَهَدَ الظهرِ مُردفَ الكَفَلِ
لم أحتشمْ كرَّها عليك ولا
سدَّد منها مواضعَ الخلل
لأنني عالمٌ بأنك لاتع
تِبُ فيما أصلحتُ من عملي
وليس مثلي ينامُ عن خَلَلٍ
في مدح ممدوحِه ولازلَلِ
لاسيما في مديح ممتدَحٍ
يحرُم في مَدْحِ كلّ منتحِل
والشعر ماكان غير مُنْتَحَلٍ
يَحْرُمُ في مدح كل مُنْتَحِلِ
فَلْيَسْتَعِدْهَا الأميرُ ثانية ً
على الذي في المعادِ من ثِقل
وليحتمل عبدَه الأميرُ وإن
ثقَّلَ تثقيلَ غيرِ محتمل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاح شيبٌ فنهنَه الحلمَ جهلا
لاح شيبٌ فنهنَه الحلمَ جهلا
رقم القصيدة : 61908
-----------------------------------
لاح شيبٌ فنهنَه الحلمَ جهلا
ومشى جائرٌ على القصدِ رسْلا
(1/21217)
________________________________________
إنَّ في الحلم للسّفاهِ وفي عي
سى بن شيخٍ لكلّ عاتٍ لنِكلا
دانَتِ الأرضُ سيفَ عيسى بن شيخٍ
خ مادانتِ الحليلة ُ بعْلا
قام لله والإمام بحقّ
قد أطالت به الصناديدُ مَطْلا
فتحَ المُغلقاتِ من سُبُل الأر
ضِ وسدَّ الثغورَ خَيْلاً ورَجْلا
قالتِ الحربُ إذ تخمَّط عيسى
يابن شيخٍ لقد تخمَّطتَ فحلا
صالَ المشرفيُّ صولاتِ صِدْقٍ
لم تدعْ فيهم لذي الذَّحل ذحلا
وأخاف المُخيف ذا العيْث حتَّى
أمِن الخائفُ المشتَّتُ شمْلا
قلتُ للسائلي بعيسى بن شيخٍ
زادكَ اللهُ بالمعالم جَهْلا
أنت كالمستضيء شمساً بنارٍ
ولعمري للشَّمسُ للعين أجْلى
كلُّ مجدٍ تراه في الناس حياً
هو أحياهُ بعدما مات هزلا
كان عيسى في نشره ميتَ الجو
دِ كعيسى مكلّم الناس طِفلا
جبلٌ عاصم ووادٍ خصيبٌ
لاترى الدهرَ في جنابيه مَحلا
ذو أفاعٍ لمن يُعاديه صُمّ
كائناتٍ لمن يُواليه نَحْلا
تَقلِسُ الأرْيَ والسّمامَ وناهي
كَ بهذا وذا شفاءً وخَبْلا
أوسعَ الراغبين فضلاً كما أو
سع أهلَ العنادِ نفْياً وَقَتْلا
واحدُ الجودِ لاتمجُّ سؤالاً
أُذناهُ ولاتُليقانِ عَدْلا
أيها الوافدُ المُيمّمُ عيسى
اغترفْ لي من ذلك البحرِ سَجْلا
ولك اللهُ إنْ عرضْتَ عليه
حاجتي أن تقول أهلاً وسهلاً
ذاك ظني بسيّد الناسِ طراً
وابن منْ سادَهم غُلاماً وكهلا
قُلْ له عن مؤمّلٍ من بعيدٍ
ديمة ً من نَدى يديه وَوَبْلا
إنَّ جوْراً عمومُك الناسَ بالفض
لِ سوى واحدٍ مُحقّ فعدْلا
لاتكُنْ حسرة ً عليَّ فقدْ أوسعْ
تَ هذا الأنام غيريَ فضلا
وشفيعي إليك حاملُ شعرِي
وهْو من لا تراهُ للرد أهلا
مع أني إذا شفعْتُ بأخلا
قِك كانت شفاعة ُ الناس فضلا
قد أردْتُ الإطنابَ فيك فقالت
لي غاياتُك البعيدة ُ مَهْلا
ورأيتُ القليلَ يكفي من المد
حِ إذا المرءُ طاب فرعاً وأصْلا
حسْبُ ذي الهزّ باليسير من الهزْ
زِ إذا النَّصْلُ كان مثلكَ نصْلا
قد تُثيبُ القليلَ مدحاً من القو
مِ كثيراً من المثوبة ِ جَزّلا
(1/21218)
________________________________________
أبِلْها خُلة ً برغمِ عدوّ
جعلَ اللهُ خدَّهُ لك نعلا
ورَميْتَ الذين ترمي فكانت
لك آجالهُم قِسِيّاً ونَبلا
لستُ أخشى صروف دهري إذا ما
عقدَ اللهُ لي بحبلك حَبْلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال
قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال
رقم القصيدة : 61909
-----------------------------------
قُلْ لأبي سهلٍ الذي ترك ال
وعْر بمعروفهِ وقد سهُلا
رأيتُني يا أخا السّماح وإيْ
اكَ عجيباً حديثُنا مَثلا
تولي فأُثني فتُتْبِعِ النهلَ ال
أولَ من عارفاتك العَللا
فهكذا دأبُنا تجودُ فأنْ
أثْنيْتُ أتبعْتَ ناقة ً جملا
مانفلٌ جاءني فقُمْت به
في الناس إلا أردفْتَه نفلا
الله عوْني على صنيعِك بي
فما أرى لي بحملهِ قِبَلا
كلَّفْتُ تخفيف ماامتَنَنْتَ به
شُكريك فازداد كاهلي ثِقلا
ياآلَ نوبختَ لاعدمتُكمُ
ولاتبدَّلتُ منكُم بدلا
إن صحَّ علمُ النجومِ كان لكم
حقاً إذا ما سواكم انتحلا
كم عالمٍ فيكم وليس بأن قا
سَ ولكن بأن رقى فعلا
أعلاكُم في السماء مجدكُمُ
فلستُمُ تجهلون ماجُهلا
شافهتُم البدَر في السؤالِ عن ال
أمرِ إلى أن بلغتُم زُحَلا
وكلُّ مابين ذا وذاك فما
تخشون أنَّي سلكتُمُ الزللا
لم تدركوا قطُّ بالحسابِ بل ال
أحساب علماً لكم ولاعملا
ماجعل الله بين علمكُم
وبينكم غيرَ مَجدِكم وُصَلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أجدرُ مالٍ أن يكون نائلاً
أجدرُ مالٍ أن يكون نائلاً
رقم القصيدة : 61910
-----------------------------------
أجدرُ مالٍ أن يكون نائلاً
هدية ٌ تكسِبُ شكراً عاجلا
فبادِر الآن الثناءَ الكاملا
تلاقِ خلف الفكر منه حافلا
واقسم لنا الكامخ قَسْماً عادلاً
قَسْمَ يدِ اللهِ لك الفضائلا
ولاتَرى فعلكَ فِعْلاً خاملا
إن أنت أسعفْتَ صديقاً مائلا
بحاجة ٍ نَزَّر فيها سائلا
بل فاضلٌ وافق شكراً فاضلا
لن يرهَب العدلَ ولا العواذلا
في أن يُنيلَ التُّحفَ القلائلا
مَنْ قد أنالَ النعمَ الجلائلا
(1/21219)
________________________________________
وكان بالعُرْف سحاباً هاطلا
يُتبعُ بالفرائض النوافلا
أصاب حقاً أم أصاب باطلا
حاشاي أن يصبحَ رأيي فائلا
فأغتدي أخرى الأنام قائلا
وتغتدي أمنع خلق فاعلا
أقسمْتُ لولا أن أصيب عاذلا
أعمى عن المزحِ غبيّاً غافلاً
يُلزمُني الجهلَ ولستُ جاهلا
في أن مَهرتُ كامخاً عقائلا
حواليَ الأجيادِ لاعواطلا
لقد جعلتُ القطرَ منها وابلا
والظّلفَ رأساً والذُّنابي كاهلا
حتّى تراها شُرَّداً مواثلا
طوالعَ الأنجُمِ لا أوافلا
تنشدها المحافل المحافلا
تُولي الصديقَ نحلَها العواسلا
وشانئيكَ رُقشَها القواتلا
وتُورثُ الحُسادَ خَبْلاً خابلا
ما خالفتْ قوائمٌ جحافلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولما رأيتُ القيلَ ينبو شنيعُه
ولما رأيتُ القيلَ ينبو شنيعُه
رقم القصيدة : 61911
-----------------------------------
ولما رأيتُ القيلَ ينبو شنيعُه
عن السمع لم أعدم لطافَ المحايلِ
فصدرْتُ أعجازَ الهجاءِ مناسباً
تحُطُّ الوعولَ من رؤوس المعاقل
ليخرقْنَ أسداد المسامِع قبْله
فينْغلُّ في أزرار تلك الغلائل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعدوّك الحدُّ الأفلُّ
لعدوّك الحدُّ الأفلُّ
رقم القصيدة : 61912
-----------------------------------
لعدوّك الحدُّ الأفلُّ
ماعِشْتَ والخدُّ الأذلُّ
ولك اعتلاءُ الجَدّ في
خفضٍ وعيشٍ لا يُمَل
ياحجة الله التي
لخصيمها السعيُ الأضلُّ
مازلتُ أعلمُ أن جي
شاً أنت فيه لا يفلُّ
أنَّى تُرادى َ صخرة ٌ
يُردَى بها الملِك الأجلُّ
نفسي فداؤُك يومَ أش
به أورقَ القوم الأبل
إذْ كلُّ رأيٍ آفلٌ
وهلالُ رأيك يستَهلُّ
أنت الذي نعشَ الموا
لي رأيهُ حتى استقلوا
من بعدِ ماكَبتِ الجدو
دَ بِهم فأشفُوا أو أضلوا
لو لم تكن أنت الطبي
بَ لهم هناك ماأبلُّوا
شمَّرْتَ نحوَ عدوِّهم
وكأنّك السَّمعُ الأزلُّ
وتلَوْك في سَنن الرشا
د فشمَّروا ثم اشمعلّوا
ولربَّ شِمّيرٍ يجُر
رُ بعقْبهِ الذيلُ الرّفلُ
فثنوْا أعنَّتهم بعزْ
زٍ باذخٍ لا يستذلُّ
(1/21220)
________________________________________
بك أفلح السيفُ الحسا
مُ وأنجحَ الرمحُ المِتَلُّ
لولاك جارا عن مقا
تِل معشرٍ جارُوا وضلُّوا
لكن أريتهُما الهدى
بمعالم لك لاتضلُّ
وعقدْتَ من عُقد المكا
يدِ للعِدا مالا يُحلُّ
تلك التي من زاولتْ
فعروشٍ دولتِه تُثَل
صفرَتْ يدُ الصفار بل
شُلَّتْ وحُقُ لها تشلُّ
أرمَتْ سواداً أنتَ في
ه لقد أتتْ أمراً يجلُّ
ماأُطلقتْ في ذاك إل
لا حين آن لها تُغَلُّ
ملَّ الذينَ اشتاقهُم
عند اللقاءِ ولم يملوا
وسلاهمُ وبصدْرِهِ
منهم غليلٌ لا يُبَلُّ
ولَّى يرى الأرضَ العري
ضة َ ماله فيها محلُّ
ويرى جوارحَ جسمه
وأخفُّهن عليه كلّ
لايطمئن من الحِذا
رِ بهِ المبيتُ ولاالمظلُّ
بيْنَاه في جيشٍ كرُك
نِ مُتالع إذ قيل فلُّ
كثرَ الثرى بجنوده
لكنْ محقْتَهمُ فقلّوا
وضربْتَهم بسيوفِ كي
دٍ مُغمداتٍ لاتُسلُّ
لو هزَّ أدناها الأشلْ
لُ فرى الحديدَ بها الأشلُّ
قد طال ماغلب الكثي
رَ من العديد بها الأقلُّ
لولا الذي أبْلَتْ لما أغ
نى سيوفَ الهند سلُّ
شرعتْ شرائعَ للظُّبا
فيها لها نهْلٌ وعَلّ
فانصاع جمعُ المارقي
ن كأنَّهُم نَعَمٌ تُشَلُّ
ولّوا وحَبُّ قُلوبهم
بالطَّعْن من دبرُ يُحلُّ
والأرضُ تُسْقى من دما
ئِهمُ فتُوبلَ أو تُطل
فبكل قاعٍ منهمُ
بطلٌ لجبهتِه يُتَلُّ
يَتلاومون وينشدو
ن من الهوادة ِ ماأضلّوا
لازلْتَ نجماً يُهتدَى
بك في الظلام ويُستدلُّ
مِرْدَى خطوبٍ للملو
ك برأيهِ عَقْدٌ وحَلُّ
ينبوعَ حزمٍ يُستقى
منه الصوابُ ويستملُّ
في ظل عيش لا يزا
ل من النعيم عليهِ ظِلُّ
تَضْفو عليك فُضُولُه
فيُعاشُ فيه ويُستظلُّ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ
قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ
رقم القصيدة : 61913
-----------------------------------
قوْمي بنو العباسِ حلمُهمُ
حِلْمي هَواك وجهلُهُم جهلي
نَبْلي نِبالُهُمُ إذا نزلتْ
بي شدة ٌ ونِبالُهم نَبلي
لاأبتغي أبداً بهم بدلاً
لفَّ الإلهُ بشمِلهم شملي
ومتى وردْتُ حياضهم معهم
(1/21221)
________________________________________
لم يشْربوا صفواتها قبلي
قومٌ غدا بِرّي وتَكْرِمَتي
من شُغْلِهم ومديحُهم شُغلي
المُنعمونَ عليَّ أنعُمَهم
والحامِدون لكلّ ماأُبلي
أنا منهُمُ بقضاءِ مَنْ خُتمت
رسلُ الإله به وهم أهلي
مولاهُمُ وغذِيّ نعمتهِم
والرُّومُ حين تَنصُّني أصلي
حُكماءُ هذا الناسِ رُوقَتُهم
أتعيبُ اصلي ويكَ أم فَصْلي
ومتى اعتصَمْتُ بهم فهم جبلي
ومتى رعيتهمُ فهُم سَهلي
ومتى صفدْتُ ففضلهُم صفدي
ومتى أجرْتُ فحبلُهم حَبْلي
ومتى دعوتُهمُ لنائبة ٍ
حَدِبوا عليّ ولم يَرَوْا خَذْلي
يَهَبون دون دمي دماءهُمُ
وأرى قليلاً دونهم قتلي
وإذا غدوتَ وجمعُهم حَشَدي
لم تُستَطعْ خَيْلي ولا رَجلي
يامَنْ يميلُ إلى عدوّهمُ
ماأنْتَ من جِدّي ولاهَزْلي
من لا يرى شمسي إذا طلعتْ
فقد استقاد عماهُ لي تبلي
حسبي عماهُ من عُقوبتِه
وكفاهُ من عذلِ امرىء عذلي
لايأملنَّ معاشرٌ جِيَفٌ
جزْري خباءثهم ولاأكلي
أكرمْتُ نصلي عن لُحومِهمُ
وخُلقتُ يعرف مَضْربي نَصلي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إن أنتَ لم تَرْعَ وأنت المفضالْ
إن أنتَ لم تَرْعَ وأنت المفضالْ
رقم القصيدة : 61914
-----------------------------------
إن أنتَ لم تَرْعَ وأنت المفضالْ
لنا حقوقاً أوجبتْها أقوالْ
فيها أماديحٌ صِيابٌ أمثالْ
فلْترعَ فينا لاعَدَتْك الآمالْ
حقَّ الذي أعطاك وهْوَ الفعّال
أنك مسئولٌ وأنا سُؤَّال
تفاوتَتْ منَّا ومنك الحال
فأنت معمور ونحن أعطال
وأنت مَوْسومٌ ونحن أغفال
سالمَك المالُ وعادانا المال
وشكر تفضيلِ الرجال الأفضال
فافعلْ جميلاً ساعدتْك الأفعال

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياراغباً نزعت به الآمالُ
ياراغباً نزعت به الآمالُ
رقم القصيدة : 61915
-----------------------------------
ياراغباً نزعت به الآمالُ
ياراهباً قذفتْ به الأوجالُ
ذهب النوالُ فما يُحسُّ نوالٌ
وعفا الفعالُ فما يحسُّ فعالُ
أودى الزمانُ بمن يعلّم أهلهُ
كيف النعيمُ فكيف ينعم بالُ
(1/21222)
________________________________________
سلبَ الزمانُ جمالَه عن نفسهِ
فغدا وراحَ وما عليه جمالُ
ذهَب الذي هبتْ يداهُ وفيهما
للراغبين منالُه ومصالُ
ذهب الذي نالتْ يداه من العلا
مالاينالُ من المديحِ مقالُ
ياسوءتا للأرض كيف تماسكَتْ
وقد استُزيلَ وحقُها الزلزال
وكفَى من الزلزالِ بعد محمدٍ
أنْ لَيْسَ يُعْرَفُ بعده إفضالُ
ذهب الذي كان الصيامُ شعارَه
ولضيفهِ الإنزالِ والآكال
فكأنه رمضانٌ في إخباتِه
وكأنه في جوده شوّالُ
ذهب الذي أوصاه آدمُ إذ مضَى
بعياله فهمُ عليه عيالُ
ذهب الذي ماكان يمطل وعدَه
وله إذا جارى السماحَ مِطالُ
أودى محمدُ بنُ نصر بعدما
ضُربت به في سروه الأمثال
ملكٌ تنافست العلا في عمرهِ
وتنافستْ في يومِه الآجالُ
من لم يعاين سيرَ نعشِ محمدٍ
لم يدرِ كيف تسيَّرُ الأجبالُ
ياحفرة ً غلبتْ عليه جَنّة ً
كانت به وبنفسِها تختالُ
الآن أيقن من يشكُّ ويمتري
أن البقاعَ من البقاعِ تُدالُ
إمّا أصيب فللنجومِ مغاورٌ
تغتالُهُنّ وللجبالِ زوالُ
ولقد يُعزّينا عليه أنَّهُ
وافى كمالَ العُمرِ منهُ كمالُ
أسدٌ مضى وتخلفتْ أشبالُه
وعليَّ أن تستأسِدَ الأشبالُ
ولمَا حَظيتُ بعُرفه ولقد جَرَتْ
بوفاتِه مِحنٌ عليّ ثِقال
وخلوتُ ممّا نالهُ من مالِه
غيري وقد شقيتْ به الأموالُ
ولمَا عرضتُ له فخاب تعرُّضي
لكن عففتُ وألحف السؤَّالُ
وذخرتُه للدّهرِ أعلمُ أنه
كالحصن فيه لمنْ يؤول مآلُ
وتمتعتْ نفسي بروحِ رجائه
زمناً طويلاُ والتمتعُ مالُ
فرأيتُه كالشمسِ إن هي لم تُنل
فضياؤها والرفقُ فيه يُنالُ
والحقُّ يأمرُ أن يقال وحقُّه
أنْ لا يخالفَ أمره القُوّالُ
لهفي لفقدِكَ يامحمدُ إنه
فُقدت به النفحات والأنفال
باللهِ أقسم أن عُمرك ماانقضى
حتّى انقضى الإحسانُوالإجمالُ
صلّى الغُدوُّ عليك والآصالُ
وتغمدتكَ بظلّها الأظلالُ
وبكتك أوعية ُ الدموع وتارة ً
غيثٌ كعَرفك مُسبل هطَّال
وعفا الثَرى عن حُرّ وجهٍ لم يزلْ
حُرَّ اللقاء إذا عرا السؤّالُ
وتماسكت أوصال كفّ لم تزلْ
(1/21223)
________________________________________
بنوالها تتماسك الأوصال
يازينة َ الدنيا وزينة َ أهلِها
وثمالَ من أعيا عليه ثمال
حالتْ بدارِك بعدَك الأحوالُ
وتغولتْ بقطينها الأغوالُ
وبكاك مِنْ بستانِ قصركِ زاهرٌ
لثناك من نفحاتِه أشكالُ
وبكت حمائمُه وعاد غناؤها
نوحاً يُهاجُ بمثلِهِ البلبال
أعزِز عليَّ بمنزلاتِك أن غدتْ
تبكي السروجُ لهنّ والأجلالُ
أعزِز عليَّ بصافناتك أن غدتْ
تبكي السروجُ لهنّ والأجلال
أعزِز عليَّ بعارفاتك أن غدتْ
يبكي الرجاءُ لهنَّ والتأمالُ
أعزِز عليَّ بأصدقائك أن غدوا
ولشخصكَ الغالي بهم إخلالُ
أصِقالَ كل مروءة ٍ مجفوة ٍ
ماللمروءة ِ مذ أَفَلْتَ صِقالُ
أصبحتَ بعدَ منَافح ومَجامرٍ
لثرى ً يُهالُ عليك أو ينهالُ
أمَّا وحليتُك المُذالة ُ للبِلى
فاذهبْ فكلُّ مصونة ٍ ستذال

العصر العباسي >> ابن الرومي >> طرفتُ عيونَ الغانيات وربما
طرفتُ عيونَ الغانيات وربما
رقم القصيدة : 61916
-----------------------------------
طرفتُ عيونَ الغانيات وربما
أمالتْ إليَّ الطَّرفَ كُلّ مميلِ
وماشبتُ إلا شيبة ً غير أنه
قليلُ قذاة ِ العينِ غيرُ قليلِ
لاشيءَ إلاَّ وفيه أحسنُهُالكاملقد كنتُ أبكي منْ صريمة ِ خلة ٍكان الشبابُ معوّضي أمثالها فالآن حقَّ لي البكاءُ على الذيكان المُضمَّنَ عطفها ووصالها وعلى الذي لو كان أخلفَ خُلة ًمن خُلة ٍ أو ردّها فامالها كم خُلّة ٍ لي صارمتني بعدَهلو كان أوجدني بها أبدالَ
فالعينُ منه إليه تنتقلُ
قد كنتُ أبكي منْ صريمة ِ خلة ٍ
كان الشبابُ معوّضي أمثالها
فالآن حقَّ لي البكاءُ على الذي
كان المُضمَّنَ عطفها ووصالها
كم خُلّة ٍ لي صارمتني بعدَه
لو كان أوجدني بها أبدالَها
وإذا شبابُك بتَّ منك حِبالَهُ
بتَّتْ له منك النساءُ حبالها
فوائدُ العينِ منه طارفة ٌ
كأنما أُخرياتُها الأُولُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لايهنىء الناسَ مايرعونَ من كلأٍ
لايهنىء الناسَ مايرعونَ من كلأٍ
رقم القصيدة : 61917
(1/21224)
________________________________________
-----------------------------------
لايهنىء الناسَ مايرعونَ من كلأٍ
ومايُريحونَ من أهلٍ ومن مالِ
بعد ابن زُرعة ٍ الثاوي ببلقعة ٍ
أمسى ببلدة ٍ لاعمٍّ ولاخالِ
ياويحَ للأرض أضحى ظهرُها عُطُلاً
من ابن زُرعة ٍ لكنْ بطنُها حالي
لئنْ جلا وأقمنا إنَّه لفتى ً
أمسى وكلُّ مقيمٍ بعده جالي
أما لئن هيجَ بلبالَ القلوبِ به
لكمْ كفاها قديماً هَيْج بلبالِ
من لم تلدْ مثله أرضٌ ولاثكلتْ
والأرضُ جِدُّ ولودٍ جدُ مِثكال
نأى ولم ينأ نأياً ينطوي أبداً
لزائريهِ بنصّ أو بإرقالِ
وماأخٌ بقريبٍ حينَ تحجُبُه
نبائثُ الأرضِ في مُنهالة الجالِ
إذا الثرى قِيدَ نصفَ الرمحِ غيَّبه
فقد هَوى في مهاوٍ ذاتِ أهوالِ
حسبُ الخليلين نأيُ الأرض بينهما
هذا عليها وهذا نحتها بالي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياحسنَ الوجه والشمائلِ وال
ياحسنَ الوجه والشمائلِ وال
رقم القصيدة : 61918
-----------------------------------
ياحسنَ الوجه والشمائلِ وال
أخلاقِ والرأي والأفاعيلِ
مابالُ غيريَ يحظى لديك ولا
أحظى بشيءٍ سوى التعاليلِ
ولو تخلّيت من علائقِ تأ
ميلكَ قفَّيتَ بالأباطيلِ
لكنني فيك غيرُ ماعُطُلٍ
من حسنِ ظنٍ وبُعدِ تأميل
وماأُحابيكَ في المديح ولا
شِيدتْ معاليكَ بالأقاويلِ
صِلني برزقي وفائتي صِلة ً
ألذَّ من نَشْطة ِ السراويلِ
بلا دفاعٍ ولا مماطلة ٍ
مُعجلاً ذاك كلّ تعجيلِ
ولاتكنْ مثلَ معشرٍ جعلوا
أعراضَهم فدية َ المناذيل
بحقّ ذاك الذي يقومُ مقا
مَ التاجِ للمَلكِ والأكاليل
لابلْ مقامَ السلاحِ ذلقه الصْ
صيقلُ للفتية ِ البهاليل
لا بل مقامَ الدفاع والطفرِ ال
حاضر في ساعة ِ البلابيل
يُمناً ورأياً مجنَّباً أبداً
كلّ ضلالٍ وكلَّ تضليلِ
سيّدنا بدرُنا مؤَملنا
واحدنا في الفَعال والقيلِ
أبي الحسينِ الذي به رجعتْ
محاسنُ الملكِ بعد تبديلِ
ملأَّهُ اللهُ ماحباهُ به
لابزوالٍ ولابتحويلِ
ممتعاً بالصفاءِ منك وبال
إخلاصِ يجزيك غيرَ تأجيل
(1/21225)
________________________________________
موفقاً فيك للصنائع يُسدْي
ن مافاض ساحلُ النيل
ألبسكَ الله يا أبا عُمر
ثوبَ بهاء وتاجَ تبجيلِ
يامن إذا مااجتباه منتقدٌ
دلَّ على حكمة ٍ وتحصيل
خذ صِلة ً من أخيك كافية ً
يلقاكَ مابعدَها بتفصيلِ
راجحة الوزنِ وهْي شائلة ٌ
عن قَدْرِك الراجح المثاقيل
من قول حُرّ مُخوّل لك بال
إحسان تُوليهِ كلَّ تخويل
قال ببعضِ الذي منحتَ ولم
يمدحْكَ بالزور والتهاويل
أطاقتْ براذينُكُم حِمَلكُم
لأنّ البهائمَ لا تعقلُ
الم تروا الأرضَ إذ ثُقّلتْ
كتثقيلكم خُلقتْ تجمِلُ
وكانَ البغاء دواءَ الثقي
لِ كيما يكونَ هو الأسفلُ
ولكن خُلقكم بلطفِ اللطيفِ
لأن تَحْمِلوا لا لأن تُحمَلوا
ثقُلتُم فلو كنتُم تُنكَحو
ن باتت نساؤكم تُطحلُ
جمعتُم لشِقْوتكم أُبنة ً
إِلي ثقل ماله مَحْلُ
بناتِ ثوابة َ ما في الأنا
مِ أخْلقُ منكم ولا أثقلُ
ولاتَزَلْ من لبوس عافية ٍمتقارببناتِ ثوابة َ ما في الأنامِ أخْلقُ منكم ولا أثقلُجمعتُم لشِقْوتكم أُبنة ًإِلي ثقل ماله مَحْلُثقُلتُم فلو كنتُم تُنكَحون باتت نساؤكم تُطحلُ ولكن خُلقكم بلطفِ اللطيفِلأن تَحْمِلوا لا لأن تُحمَلوا وكانَ البغاء دواءَ الثقيلِ كيم
وسِترِ نعماءَ في سرابيل
وللِ في خلقه حكمة ٌ
بها خُوِّل الناسُ ما خُوّلوا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> مااستشرفتْ منك العيون ضئيلا
مااستشرفتْ منك العيون ضئيلا
رقم القصيدة : 61919
-----------------------------------
مااستشرفتْ منك العيون ضئيلا
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ
حتّى يراك بما سِواك نبيلا
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً
(1/21226)
________________________________________
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا
قال الإمام وقد جمعتهما له
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُم مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ
حتّى يراك بما سِواك نبيلا
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ
(1/21227)
________________________________________
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا
قال الإمام وقد جمعتهما له
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُه
ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان رأيك عند ذاك سحيلا
أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما
أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا
فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً
ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا
ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً
حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا
وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ
فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا
ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها
بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا
دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه
ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا
بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً
أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا
(1/21228)
________________________________________
بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ
تعفو فضولَكَوأصيلا
ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا
أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا
ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ
كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا
فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا
طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا
فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ
حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا
فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ
كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا
ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ
طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا
ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن
في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا
لكن بأن خالوا بدراً باهراً
وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا
ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ
فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا
أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها
لن تستطيع لك الدجى تجليلا
ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ
أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا
لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ
هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا
واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا
فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا
كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها
قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا
مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها
لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا
ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم
ماصادفوك يراعة ً إجفيلا
شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ
كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا
تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً
مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا
من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما
قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا
مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ
لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا
تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً
ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا
حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا
تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا
أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ
فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا
لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم
جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا
فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً
خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا
ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهمم مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً
(1/21229)
________________________________________
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ
حتّى يراك بما سِواك نبيلا
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا
قال الإمام وقد جمعتهما له
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُ
ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان رأيك عند ذاك سحيلا
(1/21230)
________________________________________
أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما
أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا
فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً
ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا
ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً
حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا
وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ
فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا
ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها
بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا
دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه
ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا
بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً
أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا
بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ
تعفو فضولَكَوأصيلا
ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا
أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا
ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ
كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا
فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا
طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا
فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ
حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا
فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ
كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا
ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ
طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا
ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن
في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا
لكن بأن خالوا بدراً باهراً
وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا
ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ
فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا
أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها
لن تستطيع لك الدجى تجليلا
ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ
أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا
لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ
هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا
واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا
فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا
كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها
قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا
مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها
لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا
ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم
ماصادفوك يراعة ً إجفيلا
شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ
كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا
تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً
مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا
من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما
قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا
مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ
لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا
(1/21231)
________________________________________
تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً
ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا
حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا
تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا
أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ
فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا
لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم
جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا
فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً
خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا
ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهمه
أجدى ومثلُك أحسنَ التمييلا
وقتالُ من لاتستطيع قِتالهُ
في الناس يكسبُ رأيكَ التفييلا
ومنِ اتَّقى التحيينَ فيما يتَّقي
فكذاك أيضاً يتَّقي التجهيلا
بل أعجلوكَ عن المِراس كأنهم
عُنفٌ من السيلِ استخفَّ حميلا
لافُلَّ حدُّك من حسامٍ صارمٍ
ترك القِراعُ بحدّهِ تفليلا
لو حُكتَ في السيفِ الذي كافحتَهُ
ماحاك فيك لأسرعَ التهليلا
لو مَسَّهُ الألمُ الذي أحذاكه
أو دونَ ذاك لما استفاقَ صليلا
أو فلَّ فيه حُرُّ وجهك فلة ً
في حُرّ وجهك ريعَ منه وهيلا
لله نفسٌ يومَ ذاك أذلْتها
ولرُبَّ شيءٍ صينَ حين أُذيلا
لوقفْتها نصبَ الكريهة ِ موقفاً
ماكان تعذيراً ولاتحليلا
لاجاهلاً قدْرَ الحياة ِ مغمَّراً
بل عارفاً قدْرَ الحياة بسيلا
مثل الهزبرِ المستميتِ إذا ارتدى
أشباله من خلفِهِ والغيلا
والحربُ تغلى بالكُماة ِ قدورَها
والموتُ يأكلُ ماطهتْه نشيلا
تخِذوا الحديدَ مغافراً وأشلَّة ً
وتخذتَ صبركَ مِغْفراً وشليلا
نفسٌ طلبتَ بها العلا فبلغتها
وركبتَ منها كاهلا وتليلا
وإذا أذلتَ النفسَ في طلب العلا
فلتلفَيَنَّ لما ملكتَ مُذيلا
أتُراك بعد النفس تبخلُ باللُّهى
اللهُ جارُكَ أن تكونَ بخيلا
ما كنتَ تمضي باللقاء مُصمماً
فتكون في شيءٍ سٍواهُ كليلا
مَنْ جاد بالحَوْباء جاد بمالهِ
فالمالُ أيسرُ هالكٍ تعجيلا
ونظرتُ مابخُلَ امرىء ٍ وسماحُهُ
والرأي يُوجدُ أهلهُ التأويلا
فالبخلُ جُبنٌ والسماحُ شجاعة ٌ
لاشكَّ حين تُصحِّحُ التحصيلا مص مااستشرفتْ منك العيونُ ضئيلا
لكنْ عظيماً في الصدورِ جليلا
(1/21232)
________________________________________
أقْبلتَ في خِلع الولاية ِ طالعاً
والناسُ حولَك يوفضون قَبيلا
فكأنك البدرُ المنيرُ مكللاً
من طالعاتِ سعودهِ إكليلا
كم من غليلٍ يومَ ذلك هجتَهُ
لازلتَ في صدرِ الحسودِ غليلا
منْ كان حمَّلهُ لَبوسَ ولا ية ٍ
وأعازه التعظيمَ والتبجيلا
فبذاتِ نفسِكَ مايكون جمالُها
وبمائهِ كان الحسامُ صقيلا
تبّا لمَنْ تَعميَ بصيرة ُ رأيهِ
حتّى يراك بما سِواك نبيلا
إني لأكبِرُ أنْ أراك مهنَّأً
إلاَّ بما يتجاوزُ التأميلا
لأحقُّ منك بأن يُهنأ معشرٌ
رُزقُوكَ حظاً في الحظوظ جزيلا
أنصفتَهم وأقمتَ عدلكَ فيهمُ
ميزانَ قِسطٍ لا يميلُ مَميلا
فهَدتْ عيونُهُم وأفرخَ روعُهم
وأقام منهم مِنْ أرادَ رحيلا
منْ بعدِ ماسألَ الحميمُ حَميمَهُ
مابالُ دفّكَ بالفراش مذيلا
لايعدموك فقد نصحْتَ إمامَهم
ووضعْتَ إصْرهُمُ وكان ثقيلا
أرفقتَهم في خرجِهم ووفرتِهم
وكذا المُدِرُّ يُقدّمُ التحفيلا
فتنافسوا بك في العمارة ِ بعدما
طالَ العِداءُ فعُطّلتْ تعطيلا
فقضاكَ ريْعُ العدلِ ماأعطيتهم
أوفى قضاءٍ واصطنعْتَ جميلا
والعدلُ مغزرة ٌ لكلّ حلوبة ٍ
والجَوْرُ يُعقبُ رِسلَها تشويلا
لِمْ لاتكونُ لدى إمامِك مُرتضى ً
لاينبغي بك في الكُفاة ِ بديلا
وإذا وليتَ فليسَ يعْدَمُ قائلاً
ماكان رأيُ إمامِنا ليفيلا
تَجبي له مالَ البلادِ وحمدها
إذ لاتضيعُ من الحقوقِ فتيلا
قال الإمام وقد جمعتهما له
حظانِ مثلُهما بمثلكِ نِيلا
أنت الذي يَمري اللّقاح برفقهِ
ملءَ الوِطابِ ولا يُجيع فصيلا
أسمعتَهُ شكرَ الرعيَّة ِ بعدما
جارَ الولاة ُ فأسمعوه عويلا
كسبتْ له التجويرَ قبلك عصبة ٌ
فكسبْتَ بعدهُمُ له التعديلا
ولقد قطعتَ إليه كلَّ حِبالة
لايستطيعُ لها الدهاة ُ حويلا
ولقد ركبْتَ إليه كُلَّ مخوفة ٍ
لو زلَّ راكبُها لطاحَ قتيلا
ووهبتَ نفسكَ للمتالفِ دونَهُ
ورأيتَ ذلك في الإمام قليلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
ماكان جولُكم عِند ذلك مَهيلا
شهدَ الخليفة ُ والرعية ُ أنه
(1/21233)
________________________________________
ماكان رأيك عند ذاك سحيلا
أنتَ الذي قطعَ الحبائلَ بعدما
أزِمَت أزامِ وعضَّلتْ تعضيلا
فنجوتَ من أيدي الأخابثِ سالماً
ورهنتَهم لهفاً عليك طويلا
ولئنْ نجوتَ لقد ركبْتَ عزيمة ً
حَذَّاءَ تسبقُ داعراً وجديلا
وأجلتُ رأياً أحوذياً مثلَهُ
فيما ينوبُ من الخطوبِ أُجيلا
ولقلَّ ماينجو امرؤٌ من مثلها
بالرأي إلاّ أنْ يكونَ أصيلا
دبَّرتَ تدبيرَ المدّبرِ إنه
ماكان عندَ مَضلَّة ٍ ضِلّيلا
بلْ كنتَ للملكِ السعيدِ وديعة ً
أمرَ الإلهُ بحفظِها جبريلا
بل ذا وذاك وإن وُهبتَ لأمة ٍ
تعفو فضولَكَوأصيلا
ولقد بلاك الطالبونَ فثبَّطُوا
أن يُدركوكَ وخُذّلوا تخذيلا
ورأوا مكانك ريثَما أخليتَهُ
كمكانِ بعضِ الراسياتِ أزيلا
فسرَوْا على حَرَدٍ إليك وأعملوا
طلباً يحثُّ به الرعيلُ رعيلا
فسُتِرتَ دونهمُ بسترِ كثافة ٍ
حتى خفيتَ وما خفيتَ ضئيلا
فثنوا أعنة ً راجعين بخيبة ٍ
كرجوعهم أيامَ ساقوا الفيلا
ولعلّهم لو أدركوك لأُرسِلتْ
طيرُ العذابِ عليهمُ السّجيلا
ولمَا خفيت بأن وجهك لم يكن
في كل ليلٍ دامسٍ قنديلا
لكن بأن خالوا بدراً باهراً
وإذا أخال شبيهُ شيءٍ خِيلا
ماقدَرُ ليلٍ أن تكونَ لبستَهُ
فاخْتِينَ نُوركَ تحتَه واغتيلا
أنَّى تَجلّك الدجى بأبدرِها
لن تستطيع لك الدجى تجليلا
ولمّا خفيتَ بأن نَشْركَ لم ينلْ
أقصى مدى نشرٍ ونيَّفَ ميلا
لكن بأنْ حسبوه رَيا روضة ٍ
هبّتْ لها ريحُ الشمال بليلا
واللهُ ثبّطهُم بذاك فكذَّبوا
فيك اليقينَ وصدّقوا التخبيلا
كم ليلة ٍ نسي الصباحَ مساؤها
قد بِتَّ فيها بالسُّهادِ كحيلا
مانمتَ نومَ غريرة ٍ في خِدْرها
لكن سُريْتَ سُرى الرجال رجيلا
ولعمرُ جمعِ الزنجِ يومَ لقيتُهم
ماصادفوك يراعة ً إجفيلا
شهدتْ بذلك في جبينك ضربة ٌ
كانتْ على صِدقِ اللقاء دليلا
تركتْ بوجهك للحفيظة مِيسماً
مارجَّعتْ وُرقُ الحمامِ هديلا
من بعدِ ما غادرتَهم وكأنما
قعرتْ بهم عُصفُ الرياحِ نخيلا
مازلت تنكؤهم بحدّ شائكٍ
(1/21234)
________________________________________
لم تألهُم قرحاً ولاتقتيلا
تقريهُمُ طعناً أبجَّ وتارة ً
ضرباً يُزيّلُ بينهم تزييلا
حتى إذا ألبَ الجميعُ وأللَّوا
تلقاءَ نحرك حَدَّهُمْ تأليلا
أسرُوك إذ كَثَروكَ لالعزيمة ٍ
فشلت عليك ولالصبرٍ عِيلا
لكنْ رمَوْكَ بدُهمِهم وكأنهُم
جيشٌ أجابَ دعاءَ إسرافيلا
فانقدْتَ طوعَ الحزمِ لامستقتلاً
خَرِقاً ولاسلسَ القيادِ ذليلا
ورأيتَ أن تَبقى لهم فتكيدهم
أجدى ومثلُك أحسنَ التمييلا
وقتالُ من لاتستطيع قِتالهُ
في الناس يكسبُ رأيكَ التفييلا
ومنِ اتَّقى التحيينَ فيما يتَّقي
فكذاك أيضاً يتَّقي التجهيلا
بل أعجلوكَ عن المِراس كأنهم
عُنفٌ من السيلِ استخفَّ حميلا
لافُلَّ حدُّك من حسامٍ صارمٍ
ترك القِراعُ بحدّهِ تفليلا
لو حُكتَ في السيفِ الذي كافحتَهُ
ماحاك فيك لأسرعَ التهليلا
لو مَسَّهُ الألمُ الذي أحذاكه
أو دونَ ذاك لما استفاقَ صليلا
أو فلَّ فيه حُرُّ وجهك فلة ً
في حُرّ وجهك ريعَ منه وهيلا
لله نفسٌ يومَ ذاك أذلْتها
ولرُبَّ شيءٍ صينَ حين أُذيلا
لوقفْتها نصبَ الكريهة ِ موقفاً
ماكان تعذيراً ولاتحليلا
لاجاهلاً قدْرَ الحياة ِ مغمَّراً
بل عارفاً قدْرَ الحياة بسيلا
مثل الهزبرِ المستميتِ إذا ارتدى
أشباله من خلفِهِ والغيلا
والحربُ تغلى بالكُماة ِ قدورَها
والموتُ يأكلُ ماطهتْه نشيلا
تخِذوا الحديدَ مغافراً وأشلَّة ً
وتخذتَ صبركَ مِغْفراً وشليلا
نفسٌ طلبتَ بها العلا فبلغتها
وركبتَ منها كاهلا وتليلا
وإذا أذلتَ النفسَ في طلب العلا
فلتلفَيَنَّ لما ملكتَ مُذيلا
أتُراك بعد النفس تبخلُ باللُّهى
اللهُ جارُكَ أن تكونَ بخيلا
ما كنتَ تمضي باللقاء مُصمماً
فتكون في شيءٍ سٍواهُ كليلا
مَنْ جاد بالحَوْباء جاد بمالهِ
فالمالُ أيسرُ هالكٍ تعجيلا
ونظرتُ مابخُلَ امرىء ٍ وسماحُهُ
والرأي يُوجدُ أهلهُ التأويلا
فالبخلُ جُبنٌ والسماحُ شجاعة ٌ
لاشكَّ حين تُصحِّحُ التحصيلاه
جَبُنَ البخيلُ من الزمان وصَرْفِهِ
(1/21235)
________________________________________
فتهيَّبَ الإفضالَ والتنويلا
واستشعرتْ نفسُ الجوادِ شجاعة ً
فرجا الزمانَ على الزمانِ مُديلا
وإذا امرؤُ مُنح الشجاعة لم يجدْ
عنه السماحُ لرحلهِ تحويلا
ولقلَّ ماجاد امرؤٌ ليستْ له
نفسٌ ترى حدَّ الزمانِ فليلا
ليشمّرِ الغادي إليك ذُيولَه
كيما يروحَ مُرفَّلاً ترفيلا
فلربَّ تشميرٍ إليك رأيتُهُ
بالأمسِ أعقبَ أهلهُ تذييلا
جُعل البخيلُ لما يفيدُ قرارة ً
لكنْ جُعلتَ لما تفيدُ مَسيلا
صرفتْ يداك إلى المكارم والعلا
عن مالك التثمير والتأثيلا
شذَّبتَ في دارِ الفناءِ أثيلهُ
ليكون في دارِ البقاءِ أثيلا
ماسوَّلتْ نفسٌ لصاحبها الغنى
إلا انبريتَ تُصدّقُ التسويلا
تَعِدُ المنى عنك الغنى فتفي به
وتقيمُ جودَك بالوفاء كفيلا
وتفي بما يعدُ الكذوبُ كأنما
كُفّلتَ ذلك دونَهُ تكفيلا
ولو استطعتَ إذا وفيتَ بوعدِهِ
نفَّلتَه حُسنَ الثنا تنفيلا
ولرُبَّ مرجوّ سواك مُؤمَّلٍ
ألفاه راجيهِ عليك محيلا
فقبلتَ منه حوالة ً مكروهة ً
ورأيتها حظاً إليك أُميلا
ونقدتَ صاحبَها الثوابَ مُعجّلاً
إذا ما سألتَ بنقدهِ تأجيلا
يفديك مَنْ تفدي بمالك عرضهُ
وتذودُ عنه الذمَّ والتبخيلا
لولاك أصبحَ عرض كُلّ مبخَّلٍ
شلواً يُمزقه الهجاء أكيلا
الناسُ أدهمُ أنت فيه غُرة ٌ
جُعلَ الأفاضلَ تحتَها تحجيلا
لو كنتَ في عصرِ النبيّ محمدٍ
أوحَى الإلهُ بمدحِك التنزيلا
شاركتَ إبراهيم في اسمٍ واحدٍ
ونسختَه شبهاً كإسماعيلا
لم يُبقِ إبراهيم إرثَ خليفة ٍ
إلا وقد قُبّلتها تقبيلا
ولئنْ تقدّمك الخليلُ بزُلفة ٍ
لبمثلِ ماتُسديه كان خليلا
تقواك تقواهُ وبرُّك برهُ
للهِ درُّكُما أباً وسليلا
ولقد دعوتَ اللهَ مثلَ دعائهِ
عند البلاء فزلَّ عنك زليلا
يفتنُّ فيك المادحونَ وكلُّهم
يتجنّبُ التشبيه والتمثيلا
فُتَّ العديلَ فما يقالُ كأنه
مَنْ ذا رأى لك في الأنامِ عديلا
هذا أبا إسحاق موقفُ عائذٍ
بك من نوائبَ لم يَدَعْنَ ثَميلا
يتواعدُ الأيامَ منك بجحفلٍ
(1/21236)
________________________________________
ينفي الأوابدَ هدة ً وصهيلا
شئزَ المقيلَ بحيث عبدُك ضاحياً
فامهدْ لعبدك في ذَراك مقيلا
وأفىء ْ عليه الظَّلَّ بعد زواله
لازال ظلُّك ماحييت ظليلا
يامنْ عليه عيالُ آدمَ بعْدَهُ
أكفلْ أخاك وإن غدوتَ مُعيلا
يامنْ تكفَّل للعبادِ برزقهِم
أتخالُني فيمنْ كفلْتَ دخيلا
سوّيتَ بين الخلقِ إلا واحداً
قد كان يأملُ عندك التفضيلا
لاتقسمِ الضّيزَى كقسمة ِ معشرٍ
نصبوا موازينَ الفواضل مِيلا
صُنْ عرضَ عبدكِ أن يُذالَ فإنه
ماكان قطُّ لبِذلة ٍ منديلا
صُنْ وجهَ عبدك عن سؤال معاشرٍ
ألفاهُمُ شرَّ البرية ِ حِيلا
منْ مانعٍ مرعى ً وآخرَ باذلٍ
مرعَى توخَّمُه الكرامُ وبيلا
إنْ منَّ منَّن فاستمرَّ مريرُهُ
مِنْ مِنَّة ٍ فُعلت ومنّ قِيلا
فكأن مايُسديه شهدٌ مُعجِبٌ
فيه الذُّعافُ مثمَّلاً تثميلا
أصبحتُ أرجو منك عاجلَ نائلٍ
مازال مرجواً لديك مَنيلا
وكأنني بي شاكرٌ لك قائلٌ
لاقَيْتُ خيرَ مُنفّل تنفيلا
لاقيتُ من لاقى الزمانَ تحامياً
عني فَنَكّلَ صرفهُ تنكيلا
وأقال جَدّي بعد طولِ عِثارهِ
لازلتَ للجدِ العثورِ مُقيلا
لاقيتُ إبراهيمَ واحدَ عصرِه
وكَفى به من جُملة تفصيلا
لاقيتُ مَنْ ألوى بنحسي سعدُهُ
لازال سعداً للنحوسِ مُزيلا
قالت لحراماني سماحة ُ كفهِ
لن تستطيعَ لسنتي تبديلا
صدقتْ مُنَى نفسي لديه عِداتِها
ولقد عهدتُ عداتِها تعليلا
وارتشتُ ريشَ غنى ً أطار جديدُه
مارثَّ من حالي فطار نسيلا
أنت الذي ماقيل حين مدحتُهُ
خاطبتَ رسماً بالفلاة مُحيلا
بل قيل لي لافال رأيك مادحاً
أمَّلْتَ مأمولاً وشِمتَ مُخيلا
أصبحتُ بين خصاصة ٍ وتجمُّلٍ
والمرءُ بينهما يموتُ هزيلا
فامددْ إليّ يداً تعوَّد بطنُها
بذلَ النوالِ وظهرُها التقبيلا
ووسيلتي أني قصدتُك لاأرى
إلا عليك لحاجتي تعويلا
وأجبتُ مَنْ قال اتصِلْ بوصيلة ٍ
حسبي بسؤددِ منْ مدحتُ وصيلا
مافي خلائق مَنْ مدحتُ نقيصة ٌ
أبغي لها بوسيلة تكميلا
جُعلَ الرشاءُ لمنْ طُوالة ُ شُربهِ
(1/21237)
________________________________________
لا لامرىء ٍ مثلي يؤمُّ النيلا
ساحتْ مواردُهُ فليسَ رشاؤهُ
إلا شرائعَ سُهِّلَتْ تسهيلا
علامَ تقتسمُ الوسائل بينهم
حمدي فيذهبُ جُلُّهُ تضليلا
لاأُشركُ الشركاءَ في حمدِ امرىء
منه أؤمّلُ وحْدَهُ التمويلا
أنَّى أخوِّلُ من سواه محامدي
وهو الذي أرجو به التحويلا
وكلتُ مجدَك باقتضائك حاجتي
وكفى به متقاضياً ووكيلا
إني رأيتُك جنة ً عدنية ً
قد هُدّلتْ ثمراتُها تهديلا
حملتْ فذللتِ الغصون بحملِها
وكفتْ أكُفّ جُناتها التذليلا
أحسنتُ فيك الظنَّ وهي وسيلة ٌ
شُفِّعتُ إنْ أحسنتُ فيك القيلا
ولو التقيتَ وحاتماً لحسبتَهُ
أعداه جودَك أن عراك نزيلا
فقد اكتُنِفْتَ بكل أمرٍ لاتَرى
معه إلى بخسِ الجزاء سبيلا
خذها أبا إسحاقٍ صنعة َ شاعرٍ
صنع أطالَ لفكرهِ التمهيلا
وأطاعه حرفُ الروي فلم يجىء ْ
فيه بمفعولٍ يشوبُ فعيلا
كثرتْ معاني المدحِ فيك فهيَّأتْ
للمادحِ التكثير والتطويلا
فأطلتُ إيفاءً لمجدك حقَّهُ
بل لستُ فيك وإن أطلتُمُطيلا
ولمَا جعلْتُك إذ أطلتُ كموردٍ
قذفٍ أُمِرَّ رشاؤُه فأطيلا
ن

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تطوَّلْ ياقريع بني فراسٍ
تطوَّلْ ياقريع بني فراسٍ
رقم القصيدة : 61920
-----------------------------------
تطوَّلْ ياقريع بني فراسٍ
فإنك من ذوي الأيدي الطوال
وكلٌّ يدٍ أطالَ الحظُّ منها
بلا طَوْلٍ مُقَصِّرَة ُ المنالِ
وما يبقَى على الحدثانِ شيءٌ
سوى شرفٍ من الأفعالِ عالي
هي الدنيا تزولُ بساكنيها
فأفضلها البعيدُ من الزوالِ
وقد مُكّنْتَ من دَرَجٍ وِثاقٍ
فلا تَجْبُنْ من الرُّتَب العوالي
واعدِدْ سحنة ً للحظّ ليستْ
لعمروٍ إنه مني ببالِ
فإن الحظَّ لاشركاءَ فيه
وليس بمؤنسٍ حظٌّ مخالي
لَكا لمرعَى الخصيبِ بلا سَوامٍ
أو البلدِ الرحيبِ بلا حِلالِ
فلا تأنس أبا حسنٍ بحظّ
ومَعمرُهُ من الأخيارِ خالي
ألا يومَاً إلى مثلي مُذالاً
بكم في حَشْوة السَّقَطِ المذالِ
وقد حظيَتْ بحظكُمُ رزايا
(1/21238)
________________________________________
يُطأطىء ُ ذكرُها صيدُ القَذالِ
كعمروٍ أو كأندادٍ لعمروٍ
ألا يا قومُ للكفر الجُلال
أتُشحنُ روضة ٌ عَرُضَت وطالتْ
بأشباهِ النعامِ أو الرّئالِ
دعوتُك خاضعاً من تحتِ تحتٍ
فلا تشمخْ فتُدعَى من مُعالِ
وينصرني عليك الناسُ نصراً
يطولُ به على الطاغي دلالي
وقبلَكَ مانُصرتُ على ظلومٍ
وما أعملتُ أطرافَ الإلالِ
ولكني أَويتُ من اعتصامي
إلى عَيْطاءَ شاهقة ِ القِلالِ
وتلك أعزُّ لي منْ كل رمحٍ
وصَمصام إذا دُعِيتْ نَزالِ
وكم عزَّ الذليل بلا قتالٍ
وكم ذلَّ العزيزُ مع القتالِ
حلفتُ برأي سيدِنا المُصَفَّى
إذا فالاه غامضة ً مُفالي
ونقصي بعد رُجْحاني لديه
وقد يئسَ الموازنُ من عَدالي
لقد أوقعتَ من أمرين أمراً
أتى منه فسادي أو خبالي
فإما أنْ تكون ثللتَ عرشي
وإمَّا أن تكون أهَلْتَ جالي
أتلتمسُ الشفاءَ لديك حالي
فتُمنَى منك بالداء العُضال
مِطالٌ منك قد أضنى اصطباري
وظلمٌ منك قد أفنى احتيالي
وكان مطالُ مدحي بالمساعي
هداك الله أحسن من مطالي
فماطِلْني الجزاءَ تؤُلْ بمدحي
من الأمدِ البعيدِ إلى مآل
حلفتُ لقد حكمتَ بغيرِ عدلٍ
أمنتَ وأنت تشغلني اشتغالي
لحيتَ ليَ الزمانَ وأنت عُطلٌ
وضافرت الزمان وأنت والي
وكيف ولِمْ أمنتَ عليك عتبي
وسَيْلي بالأوابد وانثيالي
أكنتَ ظننت سهوي عن حقوقي
أم استيقنتَ جبني وانخذالي
أم استعهدتَ حلمي واغتفاري
أم استكفيتَ حزمي في حَوالي
كلا الحسبين يوجب أن يُضاهَى
فساجِلني فإنك ذو سِجال
أخفتَ عواقب السوء فخَفْها
فكلُّ إساءة ٍ مَجْنى وَبال
أم استعليتَ عن إتيانِ سوءٍ
فكنْ في ذاك فوقي أوحِيالي
كلا الأمرينِ من كرمٍ وحزمٍ
فإنك فيه ذو عمٍّ وخالِ
وعظتُك أيها الإنسانُ وعظي
فلا أكُ واعظَ الدّمنِ الخوالي
وأنت الحيُّ كُلُّ الحيّ فاتركْ
غروبَ الوعي للرممِ البوالي
ورَجّ تغافلي لك وانخداعي
ولاترجُ اختداعي واغتفالي
تواردْنا ونحنُ على ودادٍ
فلا نصدرْ ونحنُ على تَقالي
فلستُ بمنْ يُعلَّلُ بالهَواهي
(1/21239)
________________________________________
ولستُ بمنْ يفزَّعُ بالسعالي
وسعتَ الناسَ إنصافاً وبراً
وإفضالاً فهم لك كالعيالِ
سواي فإنني أُوسعت خسفاً
بلا جُرمٍ وأعجبَكَ احتمالي
على أني أعادي مَنْ تُعادي
كما أني أوالي منْ توالي
بلَى ذنبي ولستُ أتوبُ منه
ولو أني قُليتُ على المقَالي
لسانٌ بالثناء عليك رطبٌ
وقلبٌ من مديحك في مَجال
أعِدْ نظراتٍ أبا حسنٍ فإني
أراك وهِمتَ في أمري وحالي
ولا والله ماتَسْوَى أمورٌ
تراها قيمتي أبداً قِبالي
أزور فلا أرى منك اهتشاشاً
كما أني أَغيبُ فلا تبالي
وقد يؤتَى هَجورٌ من سُلُوّ
كما يؤتى زَؤُورٌ من ملالِ
ولم أكثر فأوجبْ عُذر قالٍ
ولم أهجر فأوجبْ عذرَ سالي
فما بالُ الجفاء جفاءُ سالٍ
وما بالُ اللقاء لقاءُ قالي
لقد أشجيتَني بالظلم حتى
جعلتُ تعجّبني جُلَّ اشتغالي
وكم أرضيتَ من قومٍ وقومٍ
خُدودهُم تَسافلُ عن نِعالي
أبيتَ فِصالهم من بعد رِيّ
وما أرويتني وترى َ فصالي
بُخِستُ وفُضّلوا حتى كأنّي
حُبِيتُ بنقصِهم وحُبوا كمالي
على أني أحاولُ بعضَ حَقّي
وأيسر ماأَسدُّ به اختلالي
أراك إن اعتزلتك ذاتَ يومٍ
أبا حسنٍ سيوحشُك اعتزالي
فكيف إن ارتحلتُ إلى بلادٍ
تَباعدُ عنك تصبرلارتحالي
أليس من الشدائد أن تراني
على وُدّي وقد شُدَّتْ رحالي
بل وكفتْك وحشتُنا جميعاً
إذا بكرتْ لطِيَّتها جمالي
ولكنْ قد وثقتَ بصدقٍ وُدّي
وآمَنك اختبارُك من زيالي
ولِمْ لا واعتقادُك في فؤادي
مُساكنُ مهجتي أخرى الليالي
هَويتُك ناشئاً قبل التلاقي
هوى ً حدثاً تكهلَ باكتهالي
ولم يكُ للرُّواءِ هواي لكنْ
لمحمودِ الشمائلِ والخصالِ
وكلُّ مودة ٍ قبلَ اختيارٍ
فتلك هوى طِباعٍ لاانتحال
رأت مافيك نفسي رأيَ حدسٍ
فلم يخطىء سَدادي واعتدالي
فلما أن لقيتك واعترفنا
جلا عني ظلامَ الليلِ جالي
وقال الرأيُ لي قولاً فصيحاً
وقعت على الهدى بعد الضلالِ
فكيف أميل بين هوى ً ورأي
إلى صُرمٍ وقد شدَّ اعتقالي
لقد حرسا وصالك من ملالي
وصرمي شئت صرمي أو وصالي
(1/21240)
________________________________________
فلو بودلتُ بالدنيا جميعاً
علقتُكَ وانحرفتُ عن البِدال
ولايظلمْك من قبلِ التلاقي
هوى ً سبقَ اختياري وانتحالِي
ولاحاباك بعدَ الخُبر رأيٌ
رأى فضل اليمينِ على الشمالِ
وكم أصبحتَ معتلاً عليه
فجادل عنك أنواعَ الجدالِ
وأيسرُ حجة ٍ للرأي مما
تكامل فيك يَعصِفُ باعتلالي
ومثلك يا أبا حسنٍ حقيقٌ
بصَوْني عن فراقك واعتقالي
لشكرِ محبتي قبل التلاقي
وشُكْم مودتي بعدَ التبالي
أعيذك أن يَرى مثلي عدوٌ
لديك بحال مطَّرَح مُذالِ
فيوسعُ رأيكَ المحمود ذماً
ويطعنُ في اختياركَ غيرَ آلي
وهبْ أني عدمتُ الفضلَ طراً
سوى علمي بفضلك في الرجالِ
أما في ذاك عندك مايعفّي
عل مابعد ذلك مِنْ خلالي
كفافي يا أبا حسن يسيرٌ
وشكري ذو المثاقيلِ الثقالِ
وكم شيء له بَذْرٌ يسيرٌ
ورَيْعٌ مثلُ أطواد الجبالِ
أنا السيفُ المجرّدُ في الأعادي
أبا حسن فلا تُغفلْ صقالي
أترضَى أن تقلّدني حساماً
وبي طَبَعٌ وجفني غيرُ حالي
معاذَ الله أن ترضى بهذا
وأنت بحيثُ أنت من المعالي
فجدد لي الصقالَ وحلّ جفني
يكنْ لك يومَ تُلبسني جمالي
وصنّي يومَ سلمك إنَّ صوني
يسرُّك يوم حربك بابتذالي
ألم تعلم هداك الله أني
أبَرُّ على المُناضل والمُغالي
متى حققتُ لم أقعُدْ بحقي
وإن جادلْتُ لم يُخشَ انجدالي
رويدَك إنني كاسيكَ بُرداً
جديداً من قريضٍ غيرِ بالي
تَنافسُه مَسامعُ سامعيه
ويَطوى مُنشديه على اختيالِ
مديحاً إنْ تُثبه يكن مديحاً
من الحُلل المحبَّرة الغوالي
وإن تظلمْه تجعلْه هجاء
أشدَّ على الكريم من النبالِ
وليس بلفظة ٍ لي فيك لكنْ
بما للناسِ منْ قيلٍ وقالِ
يرون مدائحاً جُزيتْ بظلم
فألسنهُم أحدُّ من النصالِ
وكم من ناصر لي لم أُرِدهُ
يماحل ظالمي عني مِحالي
وأعوانُ الضعيف أُولو احتشادٍ
لنصرته وعنه ذو نضال
وكم شعرٍ مدحتُ به ظلوماً
فصار هجاءَه لا بافتعالي
ولو أني أشاء سكتُّ عنه
مجاهرة ً ودبّ له اغتيالي
ولكنَّ المحقَّ له نصيرٌ
من الأيام والعُقَب المتالي
(1/21241)
________________________________________
وذمُّ الناس مجلوبٌ رخيصٌ
لأيسرِ علَّة ٍ والحمدُ غالي
وأهلُ الظرف منصورون قِدْماً
لهم من كل طائفة ٍ موالي
فلا تبعثْ عليكَ لسانَ حفلٍ
وحفلٍ بعد حفلٍ واحتفالِ
أقاسي ساهراً إذا لا تقاسي
رياضتي القريضَ ولاارتجالي
وأركبُ أخمصي إذ لاتُراعي
حَفَايَ كيف كان ولاانتعالي
سأدعو الله مبتهلاً إليه
عليك مع الدعاة على الإلالِ
وإن لم يبتهل جهراً لساني
عليك فنيّتي لك بابتهالِ
بكت على أيري بعين استها
حّتى لقدْ بلَّتْ مناديلا
قلتُ وما تهوَيْنَ من عاجزٍ
لم يمشِ من صحرائِكم ميلا
ولم يغصْ في بحركم قامة ُ
حتى أراه عزرائيلا
قالتْ صغيرٌ كاسَ في فعلِه
فلم أحاولْ عنه تحويلا
لم يملأ الآفاقَ لكنّه
قد دَوَّخَ الآفاقَ تجويلا
حتّى إذا صادمتَ خرطومَها
باليأسِ تنزيلا وتأويلا
وقلتُ لما حاولتُ رجعتي
لَساء تسويلكُ تسويلا
ثم تخلصتُ ففاصلتُها
فَصَلها الجزارُ تفصيلا
وظُلْتَ لما غاصَ في بحرها
آملُ أن يرجع تأميلا
واستدخلت إيري فعودْتُه
بربٌ أن يرجع تأميلا
حَلَّت سراويلي على واسعٍ
ما خِلتُه إلا سراويلاً
يا طالبَ التفضيلِ في شنطفٍ
حسبُك بالجملة ِ تفصيلا
لا تعذلوا بظراء زمردة ً
تُضحى لها الأيدي خلاخيلا
صادمَ حافاتِ حِرّي كُلَّها
مُكلّلَ الرأسِ ثآليلا
فعُدْ ونِكني الآن قلت اغربي
لا أشتهي العُمش المهازيلا
هل يُخجلُ التسفيلُ مَنْ كَلُّه
يصلحُ للتسفيل تسفيلا
تسفيلُنا أملحُ من وجهِها
فما تبالي القال والقتيلا
عذرتُ ذاك الوجه أنَّهُ
يصلح للرأسِ منديلا
فانصرفت مكروبة ً شنطفٌ
تساجلُ الدمعَ المثاكيلا
ما ذُقتِه عَوْداً ولو سُبّلت
وقوفُه في الفسق تسبيلا
ثمّ تحمّلْتِ وكلّلتِه
من فاخر الدُّر أكاليلا
أقسمتُ لو ألبستِه جمّة ً
يوسعُها كفُّك ترجيلا
ولستِ والله تذوقينه
إلا إذا هوَّمْت تخييلا
منِ اغتدَى بعدَك يخشَى لظَّى
لم يعتقد في الله تعديلا
ولستْ أخشَى النارَ لظَّى
لم يعتقد في الله تعديلا
وكلُّ منْ ظنَّك محظورة ً
معتقدٌ في الله تبخيلا
(1/21242)
________________________________________
أنت حلالٌ غيرُ محجوزة .
حسبي بتشويهك تحليلا
احللتُ تنكيلي بباب استها
فكانَ للتنكيل تنكيلا
لكنها مَرَّتْ على سمعها
قصة ُ هابيل وقابيلا
قد عذَّبَ الله امرءاً ناكها
طورينِ تعجيلاً وتأجيلاً
ما أحسن الأرقم طوقاً لها
وأحسنَ الأسود إكليلاً
لو حُسّنَتْ معشارَ ما قُبّحتْ
خُوّلتِ الأهواءُ تخويلا
غولً يبيت الشّرب من قبحها
خُوّلتِ الأهواءُ تخويلا
إذا بدا الفيلُ وخرطومُه
قلنا أعارت بظرها الفيلا
أزرَي بها الله فلم يعطها
إلا بطولِ البظر تفضيلا
فاحشة ُ النقصانِ لكنها
قدكُمّلتْ بالبظر تفضيلا
قبَّلها جلمودُ عرادة ٍ
يُحسنُ للبخراءِ تقبيلا
مسمومة ُ الريق إذا قبّلت
صَحَّفت التقبيل تقبيلا
لها ضُراطٌ ريحهُ عاصفٌ
تُطفىء بالليل القاناديلا
ضرّابة ٌ بالطبلِ ضرّاطة ٌ
تُجيبُ بالتطبيل تطبيلاً
إذا تغنتْ شنطف مرة ً
فاصفحْ ودعْ عنك الأباطيلا
من نَتْن حشَّيها وتشويهها
ومن لظَّى تبَّاً وتضليلاً
لا تعبدُ اللهَ ولكنها
تعبدُ بالليلِ الغراميلا
ليست تواري من أخٍ سوءة
طالبة ً إذ ذاك تنويلا
تحققتْ بالفسق في دارهِ
وزادت التكريعَ تطفيلا
لو رامت التوبة َ لم تستطيعْ
لسُنَّة ِ الشيطانِ تبديلا
يابسة العودِ وقد ذُللتْ
قطوفُها للنيك تذليلا
إذا تغنّتْ سطعتْ نكهة ٌ
تتركنا عنها مشاغيلا
في سكرة ِ الموتِ لنا مُذهلٌ
عنها وما أسرفتُ تمثيلاً
واللهِ ما أدري إذا كَرَّعتْ
أأحسنتْ أم أقبحَتْ قيلا
افادها تَبراكُها غُرة ً
وبذلُها الرّجلين تحجيلاً
واضحة َ الأثْرين من طول ما
تُناك إبراكاً وتجديلاً
في وجهها سميا وفي ساقها
من فعلها تلك الأفاعيلا
منْ رتل الآية ألفيتُها
ترتّلُ الشهقة ترتيلاً
عَطَّلتِ الأرباب لا قُدّستْ
وما ترى للأير تعطيلا
(1/21243)
________________________________________
أما يرعى جلالَ الحقّ حُرٌّسريعإذا تغنتْ شنطف مرة ًفاصفحْ ودعْ عنك الأباطيلاضرّابة ٌ بالطبلِ ضرّاطة ٌتُجيبُ بالتطبيل تطبيلاًبذيءلها ضُراطٌ ريحهُ عاصفٌتُطفىء بالليل القاناديلا بذيءمسمومة ُ الريق إذا قبّلتصَحَّفت التقبيل تقبيلاقبَّلها جلمودُ عرادة ٍيُحسنُ لل
وإن حَجدت بَصيرتُه جلالي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً
إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً
رقم القصيدة : 61921
-----------------------------------
إذا أنتَ أزمعتَ الصنيعة َ مرَّة ً
فلا تعتصرْ ماء الصنيعة بالمطْلِ
ولاتخلطِ الحسنَى بسوءٍ فإنه
يجشّمُنا أن نخلطَ الشكر بالعذلِ
أترضَى بأن تُكنَّى بسهلٍ وأن تُرى
وما مطلبُ الحاجات عندَك بالسهلِ
أنِفْتُ لعشاقِالمكارمِ أن تُرى
مواعيدُهم مثلَ البوارق في المَحْل
ولاسيّما بعدَ المشيبِ وبعدَها
أراهم هديَ منهاجِهم سُرُج العقل
تعلَّمْ أبا سهلِ بأنيَ عالمٌ
على علمِ ذي علمٍ بعلمي وذي جَهْل
وأني أرى حسنَ الأمورِ وقبحَها
بألوي من الآراء مستحكم الجدْلِ
وممّا أرى أنَّ النوالَ إذا أتى
على الكرهِ كان المنعُ خيراً من البذلِ
ولمْ لا وقد ألجأتَ ملتمِسَ الجدا
إلى الطلب المذموم والخُلْق والوَغلِ
واعطيته المنزور بعد مطاله
فخَستَ منه وانتسبتَ إلى الفَضلِ
أرى الجزل من نيل الرجالِ هنيؤُهُ
ومانائلٌ جزلٌ مع المطلِ بالجزلِ
وها إنني من بعدها متمثّلٌ
بوَفْقٍ من الأمثال في منطقٍ فصلِ
مطلتَ مطال النخل فاثبتْ ثباتَهُ
واجنِ جَناه أو فدعْ نكدَ النخْلِ
ولا يكُ ماتُجديه كالبقل خِسَّة ً
وكالنخل تأخيراً فما ذاك بالعَدْل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> سُئلَ الأير ماتريدُ إلى الكعْ
سُئلَ الأير ماتريدُ إلى الكعْ
رقم القصيدة : 61922
-----------------------------------
سُئلَ الأير ماتريدُ إلى الكعْ
ثَبِ قال الدخولُ قيل ألا ادْخُلْ
قال أبغي الخروجَ قيل ألا فاخ
رُجْ فقال الخروج ماليس يَسْهُلْ
(1/21244)
________________________________________
إنّما شأني الترددُ فيه
داخلاً خارجاً أغيب وأَنْصُلْ
شهوة ُ القلب لبْثُه بين أيدٍ
وشفائي ترددي بين أرْجُلْ
هَمُّ ذاك العِناقُ والنيك هَمي
وكلانا في شأنه ليس يَغفُل
وليَ الدهرَ طعنة ٌ ذاتُ غَوْرٍ
غير أن لستُ حينَ أطعنُ أَقْتُلْ
وتَرى لي كريمة ُ القومِ حقاً
وذِماماً وحُرْمة ً حين أمْثُلْ
وعليها يخفُّ لي لا لغيري
كلُّ شيء من التكاليف يَثْقُلْ
ولهذا تُجيبني حين أدعو
غيرَ معتاصة ٍ فأعلو وتَسْفُلْ
كلُّ حبّ تَعمُّلٌ وهَوى الحس
ناء إياي من خلاف التعمُّلْ
ومتى طاوعتْ فذاك طِباعٌ
ومتى مانَعَتْ فذاك تدلُّلْ
وعليها تجمّلٌ فإذا ما
عاينتْني فما عليها تَجَمُّلْ
ولديها تبتُّلٌ فإذا ما
غاب في الخاقِ باق زال التَبتُّل
وليَ العطرُ والملابسُ
كلهو التفتُّلْ
وإذا خَسَّ في المعاشر قدْري
فلديها يجلُّ قدْري وينبُل
وبها ترعوي حياتي إذا مِتْ
تُ وتشتدُّ قوّتي حين أذبل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وأخرقَ تُضرَّمُهُ نفحة ٌ
وأخرقَ تُضرَّمُهُ نفحة ٌ
رقم القصيدة : 61923
-----------------------------------
وأخرقَ تُضرَّمُهُ نفحة ٌ
سفاهاً وتطفئه تَفْلَهْ
فأخلاقُه تارة ً وَعْرة ٌ
وأخلاقُه تارة سهْلَه

العصر العباسي >> ابن الرومي >> بررْتُك بالهجرانِ لمّا رأيتَني
بررْتُك بالهجرانِ لمّا رأيتَني
رقم القصيدة : 61924
-----------------------------------
بررْتُك بالهجرانِ لمّا رأيتَني
على حسْبِ ماتُبدي أعُقُّك بالوصْلِ
ولستُ أبالي كيف كانت فروعُنا
إذا نحنُ كنا في الإخاء على أصل
وإني وإنْ لم تأتني وحجبتَني
لأعتدُّك النصلِ المُبرَّ على النصلِ
نَصرتَ بظهر الغيب غيبي وحُطتني
وقمت بعُذْري قاطعاً فيه بالفصلِ
فلا زِلتَ مستورَ المقاتلِ تعتلي
وتحظى على الخَصْم المناضل بالخَصْل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعِ الأجمالَ مُرتَجِلَهْ
دعِ الأجمالَ مُرتَجِلَهْ
رقم القصيدة : 61925
-----------------------------------
(1/21245)
________________________________________
دعِ الأجمالَ مُرتَجِلَهْ
تَخُبُّ بركبها عَجِلَهْ
وعَاطِ أخاك عاتقة ً
بقَارِ الدَّنّ مشتمله
تراها حينَ تبذُلها
كجمرِ النار مُشْتَعله
إذا ما الدنُّ أسبلَها
لنا من عَيْنِه الهَمِله
حسبتَ سبائك العقبانِ
تجري منه منتزلهْ
يطوف بكأسِها رشأٌ
كغصنِ البانة ِ الخضلَهْ
وما للغصنِ نضرتُه
ولا حركاتُه الشَّكِله
وما للغصن مقلتُه
ولا ألحاظُهُ الثمله
وما للغصنِ غرَّتُه
ولا وجناتُه الخجله
وما للغُصنِ طُرَّتُه
ولا أصداغُهالزَّجِله
قوائمهُ بما حملتْ
هُ من أردافِه وَحِلَه
إذا ما قابَل الأبصا
رَ ظلَّتْ فيه منتضله
يُعذّبُ قلبَ مَنْ يهوا
ه بين قطيعة ٍ وصِله
وتشفعُ ذاك مُسمعة ٌ
لنا بالسّحْرِ مُكْتَحله
قد اكتهلت صناعتُها
لرُودٍ غير مُكْتَهله
تُجِيد الشدوَ مُوقعة ً
وضاربة ً ومُرتجله
إذا غنتكَ ذُقْت العي
شَ من نَغماتها الصَّحله
مخففة ٌ ولم تبلغْ
مقالة َ قائل نحلَهْ
مثقَّلة ٌ ولم تبلغْ
مقالة قائل رهِلهْ
ولكن بين ذلكُم
قواماً فهي مُعتدِله
يودُّ الصبُّ لو أمستْ
بسالفَتَيْه منتعِله
محاسن كلّ مخلوقٍ
لها في الحسنِ مُمتثِله
كأن علي روادفها
ستور الليلِ مُنسدله
ولكن لا وفاء لها
فنفس محبها وجِلَه
فقُل لمتيَّمٍ أضْحتْ
له بالدلّ مختبله
عليك أبا الحُسين أخاً
وخَلّ الساحة الدَّغِله
فتى ً كمُلت محاسِنُهُ
فنفسُ خليلهِ جَذِلَهْ
من الشعراءِ والعلما
ءِ أهل الألسنِ الجَدلهْ
مَهَذَّبة ٌ خلائقُهُ
بما حُمّلتْ مُحتمِلَهْ
فتى لا عقدُه واهٍ
ولا عَزَماتُهُ فَشِله
نلقبه شَنُوفيّاً
برغم عُداته السفِلَهْ
شنوفٌ من صنوفِ العِلْ
مِ بالآذانِ متصلة ْ
ولا يعدم أبو بكر
يداً بثرائه مَذله
لعرض الجار صائنة ٌ
لعرض المال مبتذله
ولا نعدمْ سجايا في
ه للخيرات مُعتمله
إذا الحرية ُ انتقلتْ
فليستْ منه مُنتقله
هو الجَمّاش للعليا
ء لا للغادة الغزِله
له لَقَبٌ من التجمي
شِ يشبه نَفْسَه الجذِله
وأخطَلُ دَهْرِه شعراً
بغير سَجيَّة ٍ خَطِله
(1/21246)
________________________________________
وأحنفُ دهره حِلماً
بغير سريرة ٍ نَغِله
كِلا هذا وذاك حَياً
تبيت بُروقُه عمِله
كفى بهما إذا ظَلَّتْ
ستورُ الليل مُنْسَدله
حملتُ لذا وذاك يداً
قواي بحملها بَعِلَه
فنفسي في مقامهما
إلى الرحمن مُبْتَهِله
بعثتُ قريحتي لهما
فجاءت وهي مُحْتَفله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا الصقرِ قد أصبحتَ في ظلّ نعمة ٍ
أبا الصقرِ قد أصبحتَ في ظلّ نعمة ٍ
رقم القصيدة : 61926
-----------------------------------
أبا الصقرِ قد أصبحتَ في ظلّ نعمة ٍ
إليها انتهى تأميلُ كُلّ مؤمّلِ
فدونَك ظلُّ المستديمِ لظلِها
وإن كنتَ فيه دائباً غيرَ مُؤتلي
وما دَعمَ الأقوامُ ظُلَّة َ نَعمة ٍ
بمثلِ مُحقّ تحتها متظّللِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> بالجانبِ الشرقي شمسٌ أشرقتْ
بالجانبِ الشرقي شمسٌ أشرقتْ
رقم القصيدة : 61927
-----------------------------------
بالجانبِ الشرقي شمسٌ أشرقتْ
فتضاءلت شمسُ النهارِ خمولا
يبدو لأبصارِ العيونِ ضياؤها
فترى الخفيَّ وتعرفُ المجهولا
فإذا غدا بصرٌ يباهرُ نورَها
رَجَعته مطروفَ الشعاع كليلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أدللْ على الخير تلحقْ شأوَ فاعِلِه
أدللْ على الخير تلحقْ شأوَ فاعِلِه
رقم القصيدة : 61928
-----------------------------------
أدللْ على الخير تلحقْ شأوَ فاعِلِه
وإن قَدَرتَ فكُنْ أدنى وسائِلِه
واعلم بأن ابتذال الوجه تُخْلقُهُ
إلا ابتذالكَه في نَفع آمله
وبذْلَة ُ الوجه أحياناً تُجدّده
كما تجددُ سيفاً كَفُّ صاقله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله
يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله
رقم القصيدة : 61929
-----------------------------------
يامَنْ أغارُ عليه من غلائِله
ومَنْ أرِقُّ عليه من خلاخلِهِ
أما تغار على ودَّي لصحبتهِ
أما ترقُّ لقلبي من بلابله
ظبيٌ يرى كُلَّ وجهٍ من مَخاتلنا
ونَدَّريه فنْعمى عن مَخاتِلِه
نحتالُ فيه فينجو من حبائلنا
(1/21247)
________________________________________
ونحن نَنْشَبُ تترى في حَبائله
فظٌّ نُميط الأذى عنه فيُتعسنا
وليس في السيفِ عفوٌ عن صياقلهِ
لاتعجبا أن دمعاً فاض عن حُرَقِ
ماء أفاضته نار من مراجله
أراق دمعي هوى ظبيٍ أراق دمي
يا للقَتيل بكى منْ حُبّ قاتلِه
ما للمُعنَّى مُلَقَّى من عَواذِله
ما يستحقُّ المُعنَّى من عَواذلِه
إن الوزيرَ غدا وَصّالَ قاطِعِه
فاعمدْ إليه ودعْ قطّاع واصلِهِ
يَمَّمَ أبا الصقرِ إن اللَّه فَضَّلَهُ
وفات كل نظيرٍ في فضائله
من كُلّ طُولٍ وطَوْلٍ في شمائله
وكلّ جودٍ وجَوْدٍ في أناملهِ
إذا ارتدى السيف لم يُمسكْ بقائمهِ
ليستقلَّ ولم يخططْ بسافلهِ
سيفٌ تردّ سيفٌ غيرُ ذي طَبَعٍ
كأنما الرمحُ يمشي في حمائلهِ
لاشيءَ أقربُ حيناً من مُناضِلِه
أو من مُطاعنه أو من منازلهِ
من لا يرى المال إلا هَمَّ خازنهِ
ولايرى الزادَ إلا ثِقْل آكلهِ
مما حفظناه من أمثال حكمتِه
لن يملكَ المال إلا كفُّ باذله
مِنْ كُلّ كُفءٍ فقير من فضائلهِ
وكل عافٍ غنيٌ من فواضلهِ
خِرْقٌ يشحُّ على صُغَرى محامِدِهِ
كيما يشح على كُبرى طوائله
غيرانُ حينَ يحامي عن مكارمهِ
كالليث كادحَ ليثاً عن حلائلهِ
تلقاه عند مُباراة النظير له
كالسّيلِ دافعَ سيلاً عن مَسايلهِ
مُنابذٌ لأعاديه وثروتِه
كلا الفريقين يرمي في مَقاتلهِ
يُكشّفُ الدهرَ عنه في تصرفِه
عن نُصلٍ قَلَعيّ من مناصِلِه
كأنه بين أحوالٍ تَدَاوَلُه
بدرٌ تهاداه شتى ً من مَغازله
أحيا به اللَّهُ قوماً بعد هُلكهمُ
وأهلك الله قوماً في غوائلهِ
كالبحرِ أروى بني الدنيا وأغرقهم
فهم رِواءٌ وغَرْقى في سواحلهِ
أضحى الملوكُ وأضحينا نحمّلُه
تحميل منْ ليس يُخشى وهْيُ كاهلهِ
عليه أثقالُ أمرِ اللهِ يحملُها
والناس يالك من عبءٍ وحاملهِ
كأنه وحدَه جيشٌ له لَجَبٌ
صواهل الأرض شتى من صواهله
فللرعاة أحاظٍ من نصائحِهِ
وللرعايا أَحاظٍ من نوافِلهِ
ترى دعاوَى قومٍ فوق حاصلِهِم
وما دعاويه إلا دونَ حاصلهِ
للأريحية مشيٌ في مفاصلِه
(1/21248)
________________________________________
وليس للراح مشيٌ في مفاصله
ذو الفضلِ في دهرِه لا عند ناقصهِ
بل عندَ كاملِه بل عندَ فاضلهِ
ياكوكبَ الدهر قِدْماً في غياهبه
يامَعْلمَ الدهر قدْماً في مَجاهله
أصبحتَ في الذروة ِ العليا من شرف
منازلُ الناسِ شتًّى في أَسافله
فهم أنابيبُ رُمحٍ أنت عاملُهُ
لابل سنانُ طرسٍ فوقَ عاملهِ
يامَعْقِلاً غيرَ مخشيٍّ غوائلُهُ
لمنْ أتته الدواهي من معاقلهِ
أنت المخاطبُ لا يُهدَى لسائلهِ
سُوءَ استماع ولا يصغى لعاذله
أماترى الدهرَ قد ألقى كلاكله
على امرىء بينكم مُلْقى ً كلاكله
يا آلَ هَمّامِهِ يا آلَ مُرَّته
يا شيبانه يا آل وائله
مالي حُرِمتُ وحُظَّ الناسُ كلهُمُ
ممن ذنوبيَ خيرٌ من وسائله
أعيذُ عدلك أن يُلفَى بحضرتِه
خصمي وحقي مغلوبٌ بباطله
ماحَقُّ ميدانِ مجدٍ أنتَ صاحبهُ
إجراءُ ناهقِة ِ قُدّامَ صاهِلِه
سائلْ بيَ الشعرَ إني من مَصاعبهِ
فإن أبيتَ فهبني من أَزامِله
أُعيذُ مُزنك أن يشقَى ببارقهِ
شَيْمي وتسعدُ أقوامٌ بوابِله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> عَدّ عنك المنازلا
عَدّ عنك المنازلا
رقم القصيدة : 61930
-----------------------------------
عَدّ عنك المنازلا
والطلولَ المواثلا
إن للشعر في سلي
مانَ عنهُنَّ شاغلا
مَلِكٌ لا يرى اللُّهى
تستحقُّ الوسائلا
حسبُ راجيهِ عندَهُ
أنه جاء سائلا
لايرى المنَّ قائلاً
ويرى المنَّ فاعلا
سيبهُ عُقرُ مالهِ
وهْو يُدْعَى فواضلا
ويراهُ فرائضاً
ويُسَمَّى نوافلا
فتيمَّمْهُ واثقاً
لاتيممهُ آملا
وإذا كادت الأعا
لي تُلاقي الأسافلا
وطىء الأرضَ وطأة ً
فأقرَّ الزلازلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
رقم القصيدة : 61931
-----------------------------------
أبا حسنٍ قد قلتَ لو كان فَعّالٌ
فحسبُك قد سارتْ بخَطْبك أمثالُ
وأصبح ماقد قلتُه وثوابُهُ
عناؤك والحرمانُ والقيل والقالُ
ظللتَ على شرّ الحجارة ِ عاكفاً
(1/21249)
________________________________________
وليستْ لعُبّادِ الحجارة ِ أعمالُ
ذهبتَ وإسماعيلُ في غير مذهبٍ
وأكثرُ تُبّاعِ المطامِع ضُلالُ
فمنّاكَ ظنٌّ أن تنالَ نوالَه
ومَنَّاهُ ظنُّ أن تدومَ له الحالُ
وأنَّى يُرَى للَّهِ إهمالُ مُفسدٍ
وأنى يُرى للفضل في الناس أفضالُ
تمنيتُما مالا يكونُ فأقصِرا
فقد لاح من غَراءَ كالفجر إقبال
تجلّتْ سليمانية ٌ عَبدليّة ٌ
يُحقَّقُ فيها للمحقين آمالُ
فلا يتعاظمْك الدَّعيُّ وحالهُ
وإن للأحلام في النوم أهوالُ
كأني به في محبسٍ وثيابُهُ
من العُمر والنعماء والعزّ أسمال
غلائلُهُ الأمساحُ يأكلنَ جلدَهُ
وحليتُهُ أقياد سُخطٍ وأغلالُ
يُغَنيه بعد المُسمعاتِ إذا مشى
حديدٌ له منه سوارٌ وخلخالُ
كأني به قد قيلَ بعدَ ذهابِه
ذميماً وقد لفَّتهُ نارٌ وأنكالُ
تردَّى مُضيعُ الماءِ والمال في لظى
وَغَالتهُ من أفعالِه الشنعِ أغوال
فلا ذاقَ عفوَ اللَّه عرة ُ دولة
نبيهُ المخاري للخبائثِ أكَّالُ
وضيعُ المباني شامخُ الأنفِ طامحٌ
قصيرُ المساعي للكبائر حَمَّال
أضاع وخان الفيء واستضعف الورى
وأصبح يغتال الملوك ويحتال
كتضييعه ماءَ الرجالِ وخونِه
وليست لأرحام المخانيثِ أحمالُ
ولو أن فحلاً كان يحبلُ مرة ً
إذن ناله مما تَجلّل إحبال
فأزهق مكرُ اللَّهِ ذي الحَوْلِ مكرَهُ
عقاباً ومكرُ اللهِ للمكر قتّالُ
وأصبحَ يبكيهِ نساءٌ وصبية ٌ
تَساندَ أيتامٌ عليهم وأرمالُ
وماعجبٌ أن خانتِ الماء رَملة ٌ
ولا مُنكَرٌ أن ضَيّع الماءَ غِربالُ
وقد كان رَجَّى غلطة ً من أميرنا
وهل يملك الدنيا مَسيحٌ ودجال
وكنا نراه كاتباً أو مؤاجراً
فواثَبنا منه الوليدُ وبَلاَّل
وما كان إلا ثعلباً كان حَينُهُ
فأودى به عَبْلُ الذراعين رِئبال
فأصبحَ مطوياً لمثواهُ أربعٌ
تباعٌ ومشروباً لمثواه أرطال
صيامٌ شُرْبٌ يستحثُّ كؤوسَه
أراعدُ بالخابور نوقٌ وأجمال
لقد خُلّطتْ فيه البذورُ بحقِها
إذا خلّطَ التدبير أهوجُ بطال
ولاتبتئس بالعسر فاليسرُ بعده
(1/21250)
________________________________________
وهل دونَ ماترجوه باللَّه أقفال
لعلك واللَّهُ المبلّغُ أن تُرى
وآمالك الممطولة الوعدِ أموال
بأيدي بني وهبٍ فإنَّ سحابَهَمْ
سَحابٌ يعمُّ الناسَ بالغيث هَطّالُ
أوليتك تنقادُ الأماديحُ فيهمُ
وليست على الأفكارِ منهن أثقالُ
لكل بديلٍ حين يخلو مكانُهُ
وما لبني وهب من الناس أبدال
هُمُ جبلُ اللهِ الذي لو أزالَهُ
وحاشاهُمُ مازال للأرضِ زلزال
وهم آمناتُ اللَّهِ بين عباده
فلو فُورِقوا مافارق الناسَ بلبال
ولم يُخلَقوا أبطالَ عَسفٍ وشدة ٍ
ولكنَّهُمُ بالرفِق واللينِ أبطالُ
وليسوا بأجذالِ الطعانِ ذوي القنا
ولكنهم للطعن بالرأي أجذالُ
وبالرأي لا بالرمحِ والسيفِ مُصلتاً
تَواصلُ أوصالٌ وتنبتُّ أوصالُ
يسوسونَ أقلاماً خماصاً بطونُها
وهم وهْي أشباه من الخمص أشكالُ
خِماصٌ بأيديهم خِماصٌ عَفائفٌ
عن الغَيّ لم يخبث لهاقطُّ آكالُ
علي أنهم جوداً بحارٌ زَواخرٌ
وإن طولبوا بالحلمِ يوماً فأَجبال
ميامينُ يُضحَى من تولَّوا أمورَهُ
مَلياً بأن يُجبى له الحمدُ والمالُ
عليك وليَّ العهدِ بالقوم إنهم
إذا وُكّلوا بالملك لم يكُ إخلالُ
ولم يكُ في تلك الظهارة ِ سُبْهٌ
ولم يكن في تلك البطانة ِ إدغال
ويَهنيك أن أصبحتَ دنيا وجنة ً
فأصبحتِ الدنيا بدنياك تختال
ولازلتَ جارَ المجد في رأس هضبة ٍ
تفوتُ الردى ما حَلَّت الهضبَ أوعال
حياتك تخليدٌ وعيشُك نعمة ٌ
وبُرداك إعظامٌ وتاجُك إجلالُ
وفيك منَ الخيراتِ ما رام رائمٌ
وما ارتاد مُرتادٌ وما اقتال مُقتال
وإن رفرفتْ يوماً عليك مُلمَّة ٌ
فرفرف جبريل عليك وميكال
وياطالبَ المعروفِ من غيرِ وجهه
إليهم فثَمّ النيْلُ لاشك والنالُ
إليهم فما بدءُ الوفادة ِ غُمَّة ٌ
عليهم ولاعودُ الزيادة إملالُ
هنالك أعراقٌ كرامٌ وأوجهٌ
وِسامٌ وأخلاقٌ جسامٌ وأفعالُ
أناسٌ إذا علُّوا رأوا أن علَّهم
عُفاتَهمُ تلك الفواضلَ إنهالُ
وما القومُ بالجهّال بل أهل سؤددٍ
تغابوا ولاحوهم على ذاك جهل جهالُ
(1/21251)
________________________________________
كرام إذا همُّوا بتشييد سؤددٍ
نسوا عنده ما شيَّد العم والخالُ
كأنهمُ ما ورّثوا ما كفاهُمُ
وقد شاد أعمام بُناهم وأخوالُ
تبارى لهم مدح ومنح كلاهما
وإنْ رغِم الحسادُ في الأرض جوَّالُ
وإمَّا عَراهم مادحوهم تحاشدوا
لتصديقهم فالقول للفعل مُنثال
إذا استُنْطِقُوا قالوا وإن سئلوا سالوا
وإن ساوروا نالوا وإن طاولوا طالوا
تُصاغُ بنعمَى آلِ وهبٍ أجِنَّة ٌ
ويُغذى بها من بعد ذلك أطفالُ
ويكتهلُ الشبانُ تحت ظلالها
وتهرَم أجيالٌ عليها وأجيال
وإنَّ عبيدَ اللَّه للرَّأْسُ منهمُ
ولولا مكان الرأْسِ لم تك أوصال
تلافي عبيدُ اللَّه دينَ محمدٍ
فداوتْهُ كفَّاهُ وفي الدينِ إعضالُ
وردَّ بناء الملكِ سوراً مشيَّداً
وقد بقيت منه رسومٌ وأطلالُ
أبو القاسم المقسومُ في الناس عَوْنُهُ
إذا اقتسم الآفاقَ خوفٌ وإمحالُ
فتى ً لم يزلْ يسعَى لدُنْ كان ناشئاً
لتنجَزَ آمال وتمطل آجال
وتبذل كفَّاهُ عقائلَ ماله
ليسكتَ سُؤَالُ وينطقَ عذّالِ
إذا حالتِ الأفعالُ ألفيْتَ فعلَهُ
وأُولاهُ إحسان وأُخراه إجمالُ
كسا المجدَ من أبرادهِ بعدَ عُرْبِهِ
وحلَّى العلا من حَلْيه وهي أعْطالُ
وأيُّ ابنِ تدبيرٍ وراعي رعية ً
ووالي رُعاة ٍ حين تنهال أجوالُ
أخو الرأي والعزم اللذين كلاهما
شهابٌ سماويٌّ وأبيضُ قصَّال
له عزماتٌ لاتُفاتُ بفرصة ٍ
وفيه أناة قبل ذاك وإمهالُ
يبادرُ إلا أنّه غيرُ مرهَقٍ
ويملي فلا الإمهال إذ ذاك إهمالَ
فلا في تأنّيه المبادىء إِغفالٌ
ولافي تلافيه العواقبَ إعجالُ
مدحتُ به مَنْ لامعاناة ُ مدحه
عناءٌ ولاتقويلُ راجيه إعوالٌ
وقاهُ وقاءٌ مَنْ يدُ اللَّهِ محصِنٌ
لنعماه أَنْ يغتالها الدهرَ مغتالُ
ومُتّعَ بابنْيهِ وبالسُّؤْلِ فيهما
لتكرمَ أفعالٌ وتحسُنَ أقوالُ
ولاخُلّيُوا من ثروة ٍ وسماحة ٍ
لِتُقْسَمَ أنفالٌ وتُصْلَح أحوالُ
ولا عُرّيا من نجدة ٍ وسلامة ٍ
لِتْنَجَابَ أهوالٌ وتؤمنَ أوجالُ
يروْنَ العطايا في المكارمِ والعلا
(1/21252)
________________________________________
فرائضَ محكوماً بها وَهْيَ أنفالُ
غيوثٌ لها ضوءُ الشموسِ وإنها
شُموسٌ لها صوْبٌ مِلثٌّ وأظلالُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعمري لقد سهَّلْتَ ماليس بالسهل
لعمري لقد سهَّلْتَ ماليس بالسهل
رقم القصيدة : 61932
-----------------------------------
لعمري لقد سهَّلْتَ ماليس بالسهل
فسمعاً لوعظٍ أو فوعظاً على رِسْل
أسهَّلْتَ عندي والسفاهة ُ كاسمها
رزيئة َ وُدّ ليس من ناجمِ البقْلِ
ولكن من الفَرس الكريم الذي سمتْ
بواسِقُهُ غير الأشاءِ ولا الجعل
ألا في سبيل الله وُدٌّ رَببْتُهُ
بماءِ الصفاءِ العذب في الخُلُقِ السهلِ
فلما تطعمْتُ الثمارَ وجدتُها
أمرَّ من البلوى وأدهَى من القتلِ
ألا لا أُراني أيها الناس لاقياً
من الناس من يرعى لخير ولا فضلِ
ولا مُعظّماً خِلاًّ لغير ثرائه
وإن كان ذا تقوى وإن كان ذا عقلِ
وكم واعدٍ عدلاً على خلطائه
إذا قُلّد الأحكامَ تاب من العدلِ
ينوحُ على الأحرارِ في جوْرِ غيره
ويُوسعُهمْ جَوْراً ويَشْرَى على العذلِ
فلو ساس من ألحاه جَهْلٌ عَذَرْتُه
ولكنّ من ألحاه عالٍ عن الجهل
إليك أبا عبدِ الإله بعثتُها
على ثقة ٍ بالحلمِ منك وبالبذلِ
جريتُ مع الإدلال شأواً مُغَرّباً
فإن قلتَ لي مهلاً مشيتُ على مَهْلِ
ولكنني لابُدَّ لي من مقالة
أقومُ بها ليستْ بظلمٍ ولاهَزْلِ
ألستَ الذي أصفيتُه واصطفيتُه
وآثرته قِدْماً على المالِ والأهل
ألست الذي أمَّلتُهُ وادَّخرتُه
فمالي وقد أمرعتَ أرتعُ في المحلِ
تجاوزْ حديثَ البخس والوكسِ كلَّه
وخذْ في حديثٍ جلَّ عن ذلك الفصلِ
أتحْدِثُ أمراً مثلَ أمرِك جامعاً
فأُخْرِجَ منه مخرجَ الساقط النذلِ
أكنتُ قذاة َ العين دونَ الألى دُعوا
أم السوءة َ السوآء في ذلك الحفلِ
أكانَ تخلّي مغرسي واشتغالُه
سواءً وقد صُنّفْتُ في جوهر النخل
ألا صاحبٌ يبكي لمصرع صاحبٍ
وإنْ كان لم يُكْلَمْ برمحٍ ولا نصلِ
ألا أين عني المعْظِمون لحرمتي
فقد فَضَلَتْها عندكم حرمة ُ الوغلِ
(1/21253)
________________________________________
ألا أين عني الصائنونَ لصفحتي
فها هي قد أضحت أذلَّ من النعلِ
ألا أين عني الحافظونَ صنيعَهم
ألا أين مني حافظو البعْدِ والقَبْلِ
أأفضتْ بيَ الأيامُ درَّ درُّها
إلى ما ترى عيني من الهُون والأزلِ
تيقَّظْ أبا عبدِ الإله فإنها
مَناعس لاتعشَى امرءاً فائز الخصْلِ
أتهجرني والحبلُ في خيرٍمعقدٍ
وتحنو وتدنو عند مضطرب الحبل
وما ذاك عن ذنبٍ سوى أنَّ خُلَّتِي
بلا مَلقٍ فيما علمت ولاخَتْلِ
تأمَّلْ فإنا والبهائمَ أُسْوَة ٌ
سوى عدلنا في النقضِ طوراً وفي الفتلِ
فَضَلنا بإيثارِ الجميلِ وفعلِه
ونحن سواءٌ والبهائم في الأكلِ
أما لتأذّينا على الناس حرمة ٌ
لديكم أما للشكل حَقٌّ على الشكلِ
أما للتشاكي والتباكي ذمامُهُ
لياليَ ذادونا عن العَلّ والنَّهْلِ
ضربتُ لك الأمثالَ تنبيه واعظٍ
وحاشاك من قِيلٍ وحاشاك من قَوْلِ
وتجمعنا من بَعْدِ قُرْبَى كتابة ٌ
وإنْ قلَّ عِلْمي بالجريب وبالأشل
ألم ترَ أنَّ الغدر أردَى ابنَ بلبلٍ
وقد كان ذا خيلٍ وقد كان ذا رَجْلِ
ومازلتَ تلحاهُ على مثل ما أرى
فنكبْ هداك اللَّه عن سنن النبلِ
ولا تعتذرْ إلا بما أنت أهلهُ
فلم تُؤتَ من فرعٍ ولم تُؤتَ من أصلِ
وكم عاتبٍ أهدى إليك عتابَه
فكافأته بالجاه والنائل الجزلِ
كذاكَ عَهِدنا السؤدَد الطفلَ فيكم
فكيف تراه وهْو في نُهْيَة ِ الكهلِ
ولا تشتغلْ عني بلومِك خطبتي
فتودعَ صدر الودّ ذَحلا على ذَحْلِ
إلى الله أشكو أن شعري مُظَلَّم
وأني من الأيام في مَنْهل ضحلِ
ثناؤكُمُ للبحتري وودكُمْ
ومدحي لكم حاشا هواكم من الخبلِ
فإن قلتُم للحكم بالحق فضلُه
فما للدبغِ النحلِ من عسلِ النحلِ
أسارتْ له فيكم أماديحٌ مثلُها
يُحمّلُ ثقلَ الحق مستثقِلي الحملِ
أمِ الخلة ُ الأخرى التي تعرفونها
بل الخلة ُ الأخرى وما النكث كالجدل
ألم يتجهمْكُمْ بمدحٍ كأنه
شَبا الحدّ أسَرى في البقاعِ من النمل
هجاكم بمنْزُورِ الهجاءِ ووغدِه
وماحلية الحسناءِ بالعاجِ والذَّبلِ
(1/21254)
________________________________________
فنال التي أجرَى لها وهْو وادعٌ
مصونٌ وقد أسقاكُم حَمأة السجلِ
فكان هجاءٌأن هجاكم وأنه
أبى شَغْلَكُم أشعارَه غاية الشَّغْل
فعارضْتُهُ فيكم بمدحٍ كأنه
شبابٌ جديدٌ أو صقالٌ على نصل
فكافأتموني بالذي هو أهْلُه
من المنع والحرمان والرفضِ والخذلِ
وكافأتموه بالذي أستحقَّهُ
من البرّ والإحسانِ والعطفِ والوصلِ
هطلتُ فأطفأتُ الصواعقَ عنكُم
فلم تَفْرِقوا بين الصواعقِ والهطلِ
بلى قد فرقتم فرقَ عاكِس خُطَّة ٍ
وما المغزِلُ المعكوسُ بالمحكمِ الغرلِ
إلى الله أشكو أنَّ بحريَ زاخرٌ
وأني من المعروف في منهل ضحل
ولو كفَّ وجهي قوتُه صنتُ ماءه
ومنطقَهُ عن موقعِ الجوْدِ والوبلِ
وأعفيتُ نفسي من أناسٍ أراهمُ
يعدُّونني رَذْلاً وما أنا بالرذلِ
ويرمونني دون امرىء لو نضلْتُه
لكان لهم حظانِ في ذلك النضلِ
مديحٌ يُعالي ذكرَهُمْ وحماية ٌ
لأعراضِهم أمدادُها عِدَّة الرملِ
وما ذاك عند البحتريّ لصاحب
ولابعضُه في باب فرضٍ ولانفلِ
ومابي قصْبُ البحتري وثلبُهُ
وإن صال فحلٌ ذاتَ يومٍ على فحل
شهدتُ له بالعِتْق في الشعر مخلصاً
وما أنا فيه بالهجين ولا البغْلِ
ألا ذاكَ مجَّاجُ السُّلافِ علمتُه
وإني لمجاجٌ لما ليس بالنطل
ولكنَّ حظاً ناله وحُرمتُهُ
أرى خشلَه معرى ً ومعوى من الخشل
لقد أنكرتني بعلبك وأهْلُها
بل الأرضُ بل بغدادُ صاحبة ُ التَّبلِ
أرى لصديقي أَمْنَ ظُلمي ولا أرى
له أمَن إنصافي وإن كان في وعلِ
فلا يغترر من امرؤ بدماثة ٍ
فإني امرؤ أوى إلى جَلَدٍ عبْلِ
وفي السيف فصل تحت صقلٍ يزينه
وفيَّ الذي فيه من الصقل والفصلِ
وماهذه مني وعيداً بجهلة ٍ
ولكنها الإخبارُ عن عزمة ِ بتل
أُمِرُّ وأُحْلِي منطقي في عتابكم
وكلُّ عتابٍ ذو سَجاح وذو كَحلِ
وفي غيرتي خفَّتْ وزفَّتْ نعامتي
ألا فاعذروها أن تَزِفَّ من الرأْلِ
ولاتنكروا صقلي الإخاءَ فإنه
إذا طبعَ الصمصام حودثَ بالصقل
ومهما أقلْ فيكم فإني أخوكُم
على كلّ حالٍ من مريرٍ ومن سحلِ
(1/21255)
________________________________________
وما أنا للحمِ الخبيثِ بآكل
وما أنا للحمِ الذكي بمستحلي
إلى كم يُحازُ الرزقُ دوني وإنما
إلى الله رزقي وحده لا إلى بعلِ
وماكنتُ للزوجات قِدْماً بضَرة
فيهجرني بعلٌ فترضى عن البعل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياسيداً لم تزلْ فروعٌ
ياسيداً لم تزلْ فروعٌ
رقم القصيدة : 61933
-----------------------------------
ياسيداً لم تزلْ فروعٌ
من رأيه تحتها أصول
أمثلُ عمروٍ يَسُومُ مثلي
خسفاً وأيامُه فطولُ
أمثلُ عمروٍ يُهين مثلي
عمداً ولا تنتضي النُّصولُ
ألا يرى منك لي امتعاضاً
كالسيف فيه الردى يجولُ
ياعمرو سالتْ بك السيولُ
لأمّك الويل والهبولُ
وجهك ياعمرو فيه طولُ
وفي وجوه الكلاب طولُ
فأين منك الحياءُ قل لي
يا كلبُ والكلب لا يقول
والكلبُ من شأنه التعدّي
والكلب من شأنه الغلولُ
مُقابح الكلب فيك طراً
يزولُ عنها ولا تزولُ
وفيه أشياءٌ صالحاتٌ
حَماكَها الله والرسولُ
فيه هريرٌ وفيه نبحٌ
وحظُّهُ الذلُّ والخمولُ
والكلب وافٍ وفيك غدرٌ
ففيك عن قدْره سُفول
وقد يحامي عن المواشي
وما تحامي ولاتصول
وأنت من أهلِ بيْتِ سوءٍ
قصتُهم قصة ٌ تطولُ
وجوهُهم للورى عِظات
لكن أقفاءهم طبول
نستغفرُ الله قد فعلنا
مايفعل المائق الجهول
ما إن سألناك ماسألنا
إلا كما تُسْأَلُ الطُّلولُ
صَمْتٌ وعيبٌ فلا خطابٌ
ولاكتابٌ ولا رسولُ
إن كنت حقاً من الندامى
فمنْ ندامى الملوك غولُ
وجهٌ طويلٌ يسيل فوه
أحسنُ منه حِرٌ يبول
بل فيك سُرْبٌ وطولُ خطْمٍ
ولم يزلْ هكذا النغُول
فإن تكن آلة ُ الندامى
هذين فيما ترى العقول
طولُ خطومٍ على وجوه
فتوحٍ أفواهُها تهولُ
فما إذاً سادة الندامى
إلا البلاليعُ والفُيولُ
إنَّ رئيساً يراك يوماً
لَصابرٌ للأذى حمولُ
ما مَلَّني من أطاق صبراً
عليك بل بختي الملُولُ
مستفعل فاعل فعولُ
مستفعل فاعل فعولُ
بيت كمعناك ليس فيه
معنى سوى أنه فضولُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ياعليّ العلا ابن قاسمِ القا
(1/21256)
________________________________________
ياعليّ العلا ابن قاسمِ القا
رقم القصيدة : 61934
-----------------------------------
ياعليّ العلا ابن قاسمِ القا
سم في طالبي النوال نوالَهْ
وابن مارمة الذي يُضربَ المج
دُ له أو بمثلهِ أمثالَه
والذي أضحتِ المروءة ُ والخي
رُ حليفيْهِ والحقوقُ عيالَهْ
والذي بذلُه بغيرِ ابتذالٍ
والذي طَوْلُه بغير استطالهْ
والذي لم يرثْ كريم المساعي
والعلا وابتناءها عن كَلالهْ
والذي يأمن من المِطَال مرجّي
ه ولا يأمنُ المجاري مطالهْ
والذي لا يزالُ كلُّ حكيمٍ
راشدِ الأمرِ يستعين مثالهْ
ماترى في اصطناع حر شكور
قد أراه الرجاءُ مالَكَ مالَهْ
ساقهُ نحوك الزمانُ وقادت
ه أفاعيلُ كفّك الفعَّاله
وعلى ظهره من الدَّيْنِ ثِقْلٌ
يرتجى أن تحطَّهُ لامحالَه
واعتقادُ الرجاءِ يوجبُ حقاً
عند من هذّب الإلهُ خصاله
ومعي ذاك والمودة ُ والشك
رُ ضميراً سجمجماً ومقاله
وشهدي على رجائك أنْ لم
أتوسل وأنْ تركتُ الإطالة
وإذا المستقِي دنا مستقاه
فحقيقٌ أن لا يطيلَ حباله
وكفاني من الوسائل أخلا
قُك يا أيّها القريبُ المناله
فأدِلني على الزمانِ فمازل
تَ على صرِفه كرمَ الإدالهْ
وأجرني من أن يقولَ حسودٌ
خابَ أو أن يقولَ لي أولى له
فلأنت الذي إذا أمَّه الآ
ملُ عُدَّتْ آمالُه أموالَهْ
والذي يشتري الثناء فَيْغْلي
حين لا يسأل النجار الإقاله
لك مني جمَّ البديهة بالشك
رِ على الحادثات باقي العُلاله
وقليلُ الخلافِ يصلح إن شئ
تَ جليساً ويرتضي للوكاله
إن تجالسْهُ فالدماثة منه
أو توكله تَبْلُ منه جزاله
مستقلٌ متى عبأْتَ عليه
عبءَ دهرٍ لم تذممِ استقلاله
فيه أشياءٌ لا يدعنَ ملولاً
يتجنّى عليه ذنبُ الملاله
فاختبرْه في الحالتين جميعاً
تجدِ الجدَّ عنده والبطالة
واعتقلْه فإنه أيها السي
يدُ إن بُرْتَه أطلْتَ اعتقاله
وعزيزٌ على مَدْحِيَ نفسي
غير أني جَشَّمتُه للدلالة
وهْو عيبٌ يكادُ يسقط فيه
كلُّ حرٍ يريدُ إظهارِ آله
واعتسافي العيوبَ حرصاً على قر
(1/21257)
________________________________________
بك حقُّ إنْ لم ترد إبطاله
يا محبَّ الجمال ليس جميلاً
بجميلٍ ألاَّ يريك جماله
وإذا المرء لم يلوح بما في
ه تخطاه رائدٌ بجهاله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
رقم القصيدة : 61935
-----------------------------------
رواغي رواغُ الخائف القلبِ لا السالي
وهجريَ هجر النافر الجأش لا القالي
ولو شئتَ شبهتَ الذي أستحقه
بحالك هاتيك الجليلة لا حالي
فرفعت من قدري وخفضتَ عيشتي
وأمَّنْتَ روْعاتي وحققتَ آمالي
ولو كان هذا أو أقل قليله
لكان لزومُ الباب ما عشتُ من بالي
أرِدني لذاك الطولِ لا لي فإنه
عظيمٌ وزِنْ حمدي وإنْ خَفَّ مثقالي
وإن لم تردني فانصرافي إذا غدا
يوافق ما تهوى يسكن بلبالي
وما بي سخائي عنك لكن تتبعي
رضاك وهل يسخو بمثلك أمثالي
وهل أنا إلا كالطريدِ طردتهُ
إذا طردتني عن فنائك أوْجالي
محاسنك أحفظها وإن كنت قد محت
مقابح أعمالي محاسن أعمالي
فأحسِنْ ولا تخلل فأنت أهلُهُ
وهبْ لي صفحاً عن سقاطي وإحلالي
وإني لأعطِي الظنّ فيك حقوقَهُ
إذا جُلْتُ في أحوال فكري أجْوالي
إخالك لو عاينتني في حفيرتي
بكيت عظامي الباليات وأوصالي
وسرك أن أحيا كما كنت مرة
ببذل الفداء الجزل والثمن الغالي
فلا تجفُني حياً ولا تبكِ رمتي
كمنصرف عني يسائلُ أطلالي
ولا تتمنَّ العيشَ لي وهو فائتٌ
ونَبْتزَّنِيه عامداً وهو سِربالي
تحدثت الأملاء أنك حابسي
على غير إجرامٍ وأنك مغتالي
وما قيل أملاء الرجالِ وقالهم
بأسهلَ من قيلي عليك ومن قالي
فأبق على أحدوثة الصنع إنها
صنيعُك تشكو لا صنيعي وأقوالي
ولا تهجُ أفعالً حِساناً فعلتها
لأني امرؤ أخطأت في بعض أفعالي
فإن هجاء المرءِ بالفعلِ نفسَهْ
هو الشيء يبقى والمقولُ هو البالي
وما قلت لولا ما تظني سوى الذي
أراه جديراً أن يحسّنَ أحوالي
فلا تكره السوءَى من القولِ مغرياً
بها الناس صلاها لديك مع الصالي
(1/21258)
________________________________________
كمبغض أمرٍ غامسٍ فيه نفسه
وقد كان عنه في ذرى المنظر العالي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكم قائل قد قال فيك مرة ً
وكم قائل قد قال فيك مرة ً
رقم القصيدة : 61936
-----------------------------------
وكم قائل قد قال فيك مرة ً
أتصحبُ ذا بخلٍ ولستَ بذي بخلِ
فقلت أنا المفتاحُ والقُفْلُ صاحبي
وهل يوجدُ المفتاح إلا مع القفلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> خليلي عوجا بالديار فإنّما
خليلي عوجا بالديار فإنّما
رقم القصيدة : 61937
-----------------------------------
خليلي عوجا بالديار فإنّما
دعوتكما باسم الخلال لتفعلا
ديارُ التي أرعيتُها بارِض الهوى
وأمطرتُها وسميَّ دمعِي أولا
جعلتُ لها صدري مراداً ترودُه
وبوأتها من حبة ِ القلب منزلا
فما عَلقتْ من قبلها النفس معْلقاً
ولا اتخذت من بعدها متعلَّلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> سألتك بالأصلِ الذي أنت فرعُهُ
سألتك بالأصلِ الذي أنت فرعُهُ
رقم القصيدة : 61938
-----------------------------------
سألتك بالأصلِ الذي أنت فرعُهُ
وأشفعُ بالفرْعِ الذي أنت أصلُه
إذا أنت ودعت الوزيرَ فقل له
توخَّ ابن رومي بما أنت أهله
وإني أرى المسكينَ لا شكّ ضائعاً
متى هو لم يوصَلْ بحبلك حبلُهُ
أجِبه إذا نادى وأنجده صارخاً
ودعدِعه إن زلَّتْ عن الدحض نعلُه

العصر العباسي >> ابن الرومي >> عنَّفتُ شيخيْ في مواثبة ٍ
عنَّفتُ شيخيْ في مواثبة ٍ
رقم القصيدة : 61939
-----------------------------------
عنَّفتُ شيخيْ في مواثبة ٍ
تَواثباها وقد يَعْوَجُّ معتدلُ
فقلت للأكبر الألْحى هَبا لكما
الأذان وهذا المذهب الخطل
فقال نحنُ ديوك الله عادتُنا
أنا نؤذنُ أحياناً ونقتتلُ
لا سيّما عند خضبِ الشيخ لحيَته
ورأسه واختضابُ الشيخ منتصل
نحن الديوكُ بحقّ يومٍ ذلكُم
إذا بدت حمرة الحناء تشتعلُ
فإن أجدنا سفادَ السانحات لنا
فثَمَّ تقوى معانينا وتكتهل
فاعذرْ على ما ترى فينا فحِلفتنا
(1/21259)
________________________________________
ديكية ٌ ليس فيها جانب دغلُ
وبين كلّ الديوكِ الأَن ملحمة ٌ
ليستْ بمعدومة ٍ ماحنَّت الإبل
فقلتُ لا بل يقولُ القائلون لكم
ديوك إبليس والأقوال تنتضِلُ
فيكم من الشرّ ما يزرى بخيركُم
فأين تذهبُ عنه أيُّها الثَّمِلُ
فقالأخطأت فالق الدينَ منتقلاً
إن كنت مما يسوءُ الدينَ تنتقلُ
إنَّ الأذان لَخيرٌ عندَ مسلمنا
قليلهُ لكثير الشر محتمل
والصالحاتُ بحكم الله معصِفة ٌ
بالصالحات وحكمُ الله يمتثَلُ
فسمّنا أفضلَ اسمينا فحقّ لنا
إن كنت ممن بثوب الذين يشتمل
فقلت أحسنت بل أحسنتما عملاً
وقدوة ً وأساءَ اللائم العجلُ
وقلت للدين إذ أُكّدتْ معادنُه
ودّع هريرة إن الركب مرتحل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
رقم القصيدة : 61940
-----------------------------------
أبا حسنٍ صِلْ حاجتي بوصالها
وإلا فدعْ لي صفحتي بِصقالِها
بدأتَ بمعروفٍ فثنّ بمثلِه
حميداً وأطلقْ حاجتي من عقالِها
وإلا فاعتِق طامعاً من مطامعٍ
يروح ويغدو عانياً في حبالها
بذلتُ لك التقريظَ غيرَ مماطلٍ
لا تبلُني في حاجتي بمطالها
فعنديَ بذلُ الشكر عندَ قضائها
وعنديَ بذل العذر عند اعتلالها
متى تكسُني من حاجتي ثوب نفعِها
فأنت الفتى المكسوُّ ثوبَ جمالها
جرت سننٌ للفاعلين ذوي العلا
وأنت حقيق يا ابنهم بامتثالها
فجدْ لي بوجهٍ صونُه في ابتذاله
وكم من وجوه صونها في ابتذالها
وما من علاءٍ في يدٍ عند ملكها
ولكنه لاشكّ عند فعالِها
فعجّل ولا تمطلْ بما أنت أهلُه
فخيرات أفعال الفتى في عِجالها
وما لرجال المخلفين عداتِهم
من الفَعِلات الزُّهْر غير انتحالها

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتكمُ تُبدونَ في الحربِ عدة ً
رأيتكمُ تُبدونَ في الحربِ عدة ً
رقم القصيدة : 61941
-----------------------------------
رأيتكمُ تُبدونَ في الحربِ عدة ً
ولا يمنعُ الأسلابَ منكم مقاتلُ
فأنتم كمثلِ النخلِ يظهر شوكَة
(1/21260)
________________________________________
ولا يمنع الجُرَّامَ ما هو حامل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تنافستك من الأعياد أربعة ٌ
تنافستك من الأعياد أربعة ٌ
رقم القصيدة : 61942
-----------------------------------
تنافستك من الأعياد أربعة ٌ
شتّى على أربَعٍ شتى من المِللِ
الفُصحُ والفِطر والنيروزُ يقدمُه
عيدُ الفطيرِ ازدحامُ الوردِ بالنهلِ
جاءت سراعاً تباري في أزمتها
تكاد تسبقُ شوقاً مبلغ الأمل
في مدة ٍ عدة ُ العشرينَ أولُها
متى شفتْ بكَ ما لاقتْ من العللِ
وغير بدْع أنِ اشتاقت إلى ملكٍ
في كلّ مجدٍ وخير سائر المثلِ
به أديلت توالي الدهرِ فانتصفت
أيامُه الآنَ من أيامه الأول
أضحتْ به أخرياتُ الدهر لابسة ً
فخراً يقومُ مقامَ الحلي والحلل
فاسلم على الدهرِ يا بن الأكرمين له
لا بل لمعتصم منه وذي أمل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لا يُعدمُ اللهُ يديك الصَّولا
لا يُعدمُ اللهُ يديك الصَّولا
رقم القصيدة : 61943
-----------------------------------
لا يُعدمُ اللهُ يديك الصَّولا
على الأعادي وعلينا الطَّولا
أصبحتُ في أمر صديقٍ زوْلا
جمعتَ فيه قوة ً وحولا
وما تهيبت هناك هَوْلا
حتى رأى الويلُ عليه العوْلا
من بعدِ ما أنضى البلاد جوْلا
وعاد فحلاً يستضيم الشَّوْلا
أولى له أولى به وأولى
فاسلم بديئاً للعلا وأولى
في ظلّ عيشٍ لم يخالط غَولا
تُجِدُّ فعلاً وتجدُّ قولا
أنت الكريم ليس فيه لوْلا
قد أصبح الخيرُ عليه استولى
يا من أمرَّ حاله وأحولى

العصر العباسي >> ابن الرومي >> فتى يقطعُ الآمالَ غر مُخيَّبٍ
فتى يقطعُ الآمالَ غر مُخيَّبٍ
رقم القصيدة : 61944
-----------------------------------
فتى يقطعُ الآمالَ غر مُخيَّبٍ
ولكنهُ يعطي قصار المؤملِ
إلى أين بالآمالِ بعدَ نواله
إلى أين وافى السَّفْرُ آخر منزلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا لقومٍ لأحمدَ بن بُنان
يا لقومٍ لأحمدَ بن بُنان
رقم القصيدة : 61945
-----------------------------------
(1/21261)
________________________________________
يا لقومٍ لأحمدَ بن بُنان
ولما قال من عجيب المقال
قال لمَّا اشترى غلاماً كفاهُ
كثرة َ الغُرم واكتراءَ الرجال
صنتُ مالي عن الفساد بمالي
حان لي أن أصونَ مالي بمالي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يابني طاهرٍ طهُرتم وطبتم
يابني طاهرٍ طهُرتم وطبتم
رقم القصيدة : 61946
-----------------------------------
يابني طاهرٍ طهُرتم وطبتم
وزكوتم فروعُكم والأصولُ
جارُكم مَحْرمٌ وأعراضُكم بَسْ
لٌ ولكنَّ مالكمُ مبذولُ
كاد يُكدِي بطونَ أيديكم البَذْ
لُ ويُخفِي ظهورَها التقبيلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيتُ الأخِلاّء في دهرنا
رأيتُ الأخِلاّء في دهرنا
رقم القصيدة : 61947
-----------------------------------
رأيتُ الأخِلاّء في دهرنا
بظهرِ المودّة ِ إلا قليلا
بِطاءً عن المبتغِي نصرَهم
إلى أن يغادرَ شلواً أَكيلا
فإن حشدوا لأخ مرة ً
أدلُّوا عليه دلالاً ثقيلا
فلا تفزعنّ إلى نصرِهمْ
وكن للمظالم ظهراً ذليلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا نَسّيا نفسي حديثَ البلابلِ
ألا نَسّيا نفسي حديثَ البلابلِ
رقم القصيدة : 61948
-----------------------------------
ألا نَسّيا نفسي حديثَ البلابلِ
بمشمولة صفراءَ من خَمرِ بابلِ
فما العيش إلا في ندامِ سُلافة ٍ
تنادَمها العصران غير ثَمائِل
نضا الدهرُ عن أسآرها جُلَّ لونها
فغادرها من لونها في غلائل
سرابية ً آلية ً تصرع الشذا
وترفع من شخص القذى المتضائل
ثوت تصطلي شمس الظهائر برهة ً
إلى أن أفادت لونَ شمس الأصائل
إذا ما تمشت في عظام ابن كبرة ٍ
مشى ليّنَ الأوصال رِخو المفاصل
ترد له غصنَ الشباب وقد ذوى
رطيباً كغصن البانة المتمايل
إذا نزلت بالهم في دار أهلهِ
شكى الضيم شكوى أهلٍ ضيم نَازل
بماءٍ جَلتْ عن جُرّ صفحته القذى
حريقَ لها ذيل كَميش الذلاذل
إذا اطَّردت أنفاسُها في سَراته
تَسلسل عاريَ المتن جعد السلاسل
قرتْهُ السواري بين أكناف روضة ٍ
تَراعَى بها عينُ النعاج المطَافل
(1/21262)
________________________________________
به عبَقٌ كالمسك مما تسحَّبت
عليه الصَّبا تَفْلى خُزامى الخمائل
إذا ساورته الراح في الصحن لألأتْ
وجوهُ الندامى بالبروق العوامل
كأنهما شوبان ذوبُ سبائكٍ
من التبر معلولٌ بذَوب وذائلِ
شربتُ على صحو المشيب وطال ما
شربت على سُكرِ الشباب المخايل
وأعذرُ شُراَّب المُدامة شاربٌ
لتقصير أيام المشيب الأطاول
وللكأس أخرى أن تكون تعلَّة ً
لذي الشيب عن ذكر الشباب المزايل
إذا ما تذكرتُ الشباب جعلتها
رقوءاً لأسرابِ الدموع الهوامل
أدرتُ على لهو الحديث كؤوسها
ونادمتُها الخُلانَ بين الخلائل
طلبتَ بها سلمَ الهموم وربما
طلبتُ بها جَرَّ الذيول الذوائل
وحدثتُ نُدماني أحاديثَ مامضى
من العيشِ أقْفُوها بأنَّه ثاكل
أعاذلتي في الراح أشيهت فارعوِي
لشأنك إني لا أدينُ لعاذل
فلو أسمحتْ عنها القرينة ُ أسمحت
لشيبٍ كنُوار الثُّغامة شامل
وقالت دع الشبانَ والكأس إنها
حِمى ً بعد مرّ الأربعين الكوامل
ألم يكفِها أن المشيبَ أفاتني
نصيبي من وصل الحسانِ العطائل
إلى أن غدت باللوم لادر درُّها
لتمنعني درَّ الكؤوس الحوافل
فتشفع لي حرمان حظ بمثله
رماها عن اللَّوماء رامٍ بشاغل
أأترك عَفْو الكأس حرانَ صادياً
لعلاَّنَ من ريق الكواعب ثامل
خليٍّ من الأحزان في ظل جنة ٍ
قريبٍ جَناها من يد المتناول
يروح ويغدو في الغواني مُساعفاً
بحاجات موموقٍ حظي الوسائل
يميد به مأدُ الشباب فترعوي
إلى جانبيه كالظباء العواطل
مُسقًّى بأفواهٍ كأنَّ رُضابَها
جَنى النحل شارتْ أرْيَه كفُّ عاسل
لذاك عن الصهباءِ أبردُ علة ً
وأجدرُ أن يغْنى بتلك المناهل
إليك فإنا للهوينا وشأنِها
وآلُ زريق للأمورِ الجلائل
ألم تعلمي أنْ قد كفونا شؤوننا
فلم يطرقوا منهنّ أوْلى لآيلِ
همُ أهملونا في مُصاب غُيوثِهم
سُدى ً ورعوْنا بالقنا والقنابل
فأصبحَ شملُ الناسِ شملَ رعية ٍ
وسِربهُم في العيش سربَ الهوامِل
وهم حملونا مِنة ً بعد منة ٍ
على أننا منها خفافُ الكواهل
(1/21263)
________________________________________
سأنْثُونثا آلائكُم آل مصعب
نثا الروضِ آلاء السحاب الهواطل
وما نفحاتُ الروض تثنِي على الحيا
بأطيبَ من ذكراكمُ في المحافلِ
أكفُّكُم في الأرضِ أعينُ مائِها
وأقدامُكم فيها مِراس الزلازل
أقولُ عليماً لا محيطاً بفضلكم
ولاخابطاً في القول عشوة جاهلِ
إذا شئتُ جاريتُ القوافيَ فيكمُ
مداها وما كثَّرتُ حقاً بباطلِ
وما يتناهى القولُ فيكم لغاية ٍ
تناهيَ ذاتٍ بل تناهِيَ قائلِ
ألا أيها المُجري ليدركَ شأوهم
لهنَّك أيمُ اللهِ أنصبُ عاملِ
إذا القول أعيا القائلين بُلوغُه
فكيف به لا كيف ذاك لفاعلِ
فقِفْ خاسِئاً عنهم حسيراً فإنما
طلبتَ منيعاً من حَويل المحاولِ
اصمُّ عن الفحشاءِ والعذلِ في الندى
طويلُ التمادي في شقاقِ العواذلِ
يجودُ فيعطي ماله في حقوقه
على منهجٍ بين السبيلين عادلِ
وإن هاجَه هيجٌ من العذلِ أصبحتْ
فواضلهُ مشفوعة ً بفواضل
كدجلة َ يجري ماؤُها في سبيله
فلا ينتحي عن قصده للمعادل
فإن كفكفتْه الريحُ من شطرِ وجهه
طما فاغتدى آذيُّه في السواحلِ
ولو عدَّهم قِرناً كفِيَّاً لبأسهِ
إذن ما أتاهم من وجوه المخاتِل
طويل أبا حسن حمدي متى ما بغيتُه
رخيصّ وغن أعرضتَ عنه فغالِ
لك الفضلُ لا تلقاء آخرَ ناقصٍ
ولكنه تلقاءُ آخر فاضل
فلو شئتَ إشرافاً عليها وقدرة ً
قبضتَ على اطرافها بالأنامل
تدانتْ لك الأقطارُ ضبطاً وخبرة ً
فأصبحتْ لَدَيْكَ الأرضُ كِفّة حابلِ
ولو أنهم ساموا مخايل جِدة ٍ
غذن لنجوا منها نجاءَ الموائلِ
فغرتُهم منه الغرورُ فأصبحتْ
مقاتلُهم نُصْبَ المنايا القواتل
أراهم هوينا المستخفّ بشأنهم
وربَ مجدّ في الأمور كهازِل
وما نزل الإصحارَ غلا كقانصٍ
اريب توارى عند بثّ الحبائلِ
ولكنه كالليثِ يختلّ صيده
ويبرز للأقرانِ غيرَ مخاتلِ
فلا ترتهنْ ذمَي بمطلك إنني
بمَنْ لا يبالي الذمَّ غيرُ مبالي
حلفتُ لئنْ سفَّتَ حلمي لتقطعنْ
إليك قوافي الشعرِ كلَّ عقالِ
ولا ذنبَ للمظلومِ إن باتَ مُرصِداً
(1/21264)
________________________________________
لسوءِ فعال منكَ سوءَ مقال
إذا كاتبٌ لم يمتثلْ رأى صاحب
طريقتُه المثلى فيُّ مثال
علوتَ علواً لم تكن قطُّ أهله
وأنت جديرٌ بعده بسَفالِ
كذاك يرى من حانَ حينُ سُقوطِه
ومن آذنتْ نَعماؤه بزوالِ
فقل لي وقد خالفتَ واحدَ عصرهِ
أرأيك عن آرائه مُتعال
جوادٌ رأى مَنحاً لم ترَ ما يرى
وما زالتَ مذؤوماً ذَميمَ فَعالِ
لعمري لقد خالفتَ فيَّ مُسدَّداً
له في مضيق الرأي رحبُ مجالَ
ونكّبْ سبيلاً أنت فيه فقد غدتْ
سبيلك في أمري سبيلَ ضلال
أفق صاغراً من نومه لجهل إنها
تعودُ على نُوّالها بوبالِ
أيزخرُ لي بحرُ النوالِ بفضله
وتمطلني في غير حين مِطال
وكم قد أهان الشعر الشعرَ قبلَك معشرٌ
فلاقى مُهينوه هوانَ سِبالِ
وما زال في عُرضِ الأناة ِ وكيدُهُ
بكل سبيل مُرصدٌ بالغوائل
فضم إليه جأُشه ثم راعها
بشدة ِ مكروه الفجاءة باسل
يشيعه بروق الموت من صفحاته
وفي حدّة ِ مصداقُ تلك المخايل
وصولُ الخُطى بالسيف والسيف بالخطى
إذا الطعن حُشَّتْ نارهُ بالسوافل
فإنْ طاعَنوه كان أولَ طاعنٍ
وإنْ نازلوه كان أولَ نازلِ
تهاتفت البطالُهَدَّك فارساً
شهدْنا لقد صدَّقت بشرى القوابل
وقد شمّرتْ عن ساقها غير أنها
تركّضُ في ذيلٍ من النقعِ ذائلِ
إذا ما جلتْه الحربُ عارضَ رُمْحَهُ
على لاحقِ الآطالِ نهدِ المآكلِ
يُمرّ العطايا والمنايا لأهلها
بأخفضِ بالَيْه مُجدّاً كهازل
وحيدٌ فريدٌ في المكارم آنسٌ
بوحدتِه مستأثرٌ بالفضائلِ
ولا بِدْعَ منه بدؤه أريحية ٌ
تحطّ الولايا عن ظهور الرواحل
إذا حالَ بدءٌ دون عُرفٍ فبدؤهولا بِدْعَ منه بدؤه أريحية ٌتحطّ الولايا عن ظهور الرواحل وحيدٌ فريدٌ في المكارم آنسٌبوحدتِه مستأثرٌ بالفضائلِ يُمرّ العطايا والمنايا لأهلهابأخفضِ بالَيْه مُجدّاً كهازلإذا ما جلتْه الحربُ عارضَ رُمْحَهُعلى لاحقِ الآطالِ نهدِ ال
إلى عودِه المأمولِ أحظى الوسائل
إذا كان سلماً فالمقاتلُ كالشَّوى
وإن كان حرباً فالشوى كالمقاتل
(1/21265)
________________________________________
ويومٍ عصيب ظلُّه مثلُ ضِحّه
بل الضحُّ أعفى من ظلالِ المناصلِ
تباذلَ أعلاقَ المضنّة ِ تحتَهُ
رجالٌ عِدى يا للعدو المباذلِ
وحوشٌ رعاها حَيْنها حول غابة ٍ
أسامة ُ فيها مُلبدٌ بالكلاكل
فليس ابنُ الله عنهم بنائمٍ
ولا الله عما يعملونَ بغافلِ
دعوا الحربَ تستكملُ لهم أدواتها
ولا تُعجلوها أن تَعضّ ببازل
هو المرءُ ذو الوعد المعجَّل نجْحُه
كما قد عهدتم والوعيد المماطلِ
فلا تحسبوا تعجيله نقماتِه
لأعدائه تعجيله رفدَ سائلِ
ولا فاته طولُ الأناة ِ بفرصة ٍ
إذا ضاع أمر العاجز المتخاذلِ
وما اعجلْته الحربُ غبرامَ أمرهِ
إذا أعجل المنخوبَ حولُ الجوائلِ
ألا هَبَلتْ أمُّ المعادِيه نفسهُ
وأين امرؤ عاداه إلا ابن هابل
قضى بين جمعيْة وكم من كريهة ٍ
قضى بين جميعها بإحدى الفواصل
إلى أن تظل المضرحياتُ بينهم
تدفّ بطاناً دُلَّحاً بالحواصل
وأنت جديرٌ بعده بسَفالِ
إذا كاتبٌ لم يمتثلْ رأي صاحب
طريقتُه المثلى فأيُّ مثال
أإيايَ تستدعي نوائَر شِرة ٍ
مللتَ صفاءَ العيشِ كلَّ ملالِ
متى أنت صاليت العتاة مَساخطي
فليس يُصاليك الجحيمَ مُصالي
إذا كنتَ لم تلبس لَبوسَ تَجملٍ
بعرفٍ فلم تلبسْ لبوسَ جمالِ
فهل أنت إلا لُعنة ٌ لمُعاين
ومختبَرٌ نَصبٌ لكل نضالِ
أتبغي إلى الشُنع التي فيك سادساً
وفيك من السؤاتِ خمسُ خصال
بُغاءٌ وتشوية ٌ ونُوكٌ ولكنة ٌ
وشؤمٌ كملتَ الشؤمَ كلّ كمالِ
وماصلحَ الرأسُ الذي أنت حامِلٌ
أبا حسنٍ إلا لقفد قَذالِ
أَضيفَ بني عبدونَ أَحسن تزوداً
ولاتهتم فيهم بطعن مَبَالِ
فليس الزنا في دينهم بمحرَّم
وليس القِرى في حُكمهم بحلالِ
وما حرمة ٌ يؤْوونُها بمصونة ٍ
ولا درهمٌ يوعونُه بمُذالِ
حلفتُ على استخفافِه بي أنَّهُ
مُنيخٌ بأثقالٍ عليه ثِقالِ
أتُدعَمُ بالعُرجِ المشائيمِ دولة ٌ
يراها مليكُ الناسِ ذاتَ جلالِ
أبى اللَّهُ إسنادَ الهضابِ وحملَها
بغير هضابٍ مِثلَها وجبالِ
إذا ارتضعَ الدنيا أخو اللؤم وحْدَهُ
(1/21266)
________________________________________
فذاك رضاعٌ مؤذِنٌ بفِصالِ
ن

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لي صديقٌ صامتيٌّ
لي صديقٌ صامتيٌّ
رقم القصيدة : 61949
-----------------------------------
لي صديقٌ صامتيٌّ
قحطبي باحتيالِهِ
أكرمُ الجنة والإن
س على قلة ماله
لا أُسميه عَساهُ
لا يُراءى بفعاله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
رقم القصيدة : 61950
-----------------------------------
قالوا هجاك أبو حفص فقلتُ لهم
باللهِ أدفعُ ما لاتدفع الحِيُلُ
ألا لئيمٌ جزاه اللَّهُ صالحة ً
يهجوه عني فبي عن عرضهِ كسلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا احتضر الشحُّ النفوسَ فخالدٌ
إذا احتضر الشحُّ النفوسَ فخالدٌ
رقم القصيدة : 61951
-----------------------------------
إذا احتضر الشحُّ النفوسَ فخالدٌ
هناك جوادُ النفس بالنفس والأهلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رأيت فِقاحَ الناس للخَرْجِ وحدّه
رأيت فِقاحَ الناس للخَرْجِ وحدّه
رقم القصيدة : 61952
-----------------------------------
رأيت فِقاحَ الناس للخَرْجِ وحدّه
وفقحتَه الشتراءَ للخرج والداخلِ
أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً
رويدك تُدرككَ القوافي على رَسْلِ
ستُدعى حليماً بعد جهلٍ وشرة ٍ
وكم جاهلٍ علَّمتُهُ الحلمَ بالجَهْلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً
أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً
رقم القصيدة : 61953
-----------------------------------
أخالدُ يابنَ الخالداتِ مخازياً
خلودَ الرواسي من هضاب مُواسِلِ
لقد حلَّ حُبُّ الأير منك بمنزلٍ
رفيعٍ فما يسطيعُه عذلُ عاذلِ
هوى كالجوى ألهاك عن كلّ لذة ٍ
وعن كل مكروهٍ من الأمر نازلِ
فكيف وأنّى ليت شعري فرغَت لي
وقد كنتَ في شغل بدائك شاغل
أراني عظيمَ القدرِ عندكَ بعدَها
وإن كنتَ تبغيني ضروبَ الغوائلِ
إذا الناسُ قاموا في القيامة حُسّراً
فهمُّك إذ ذاك اعتراض الفياشل
(1/21267)
________________________________________
كأني أرى تجوالَ عينيك لم تُرَعْ
بروعٍ ولم تُشغل بتلك الشواغلِ
تلاحظُ سوءاتِ الرجالِ وقد بدتْ
هنالك ترميها بعيَنيْ مُغازلِ
ترى كلَّ هولٍ في القيامة نزهة ً
سروراً ولهواً باجتلاء الغرامل
وقد ذَهِلتْ عن طِفلِها كلُّ مُطفلٍ
رؤومٍ وألقتْ حملها كلُّ حاملِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إني رأيتُك حالماً أنشدتني
إني رأيتُك حالماً أنشدتني
رقم القصيدة : 61954
-----------------------------------
إني رأيتُك حالماً أنشدتني
بيتين قاداني عليك على أمَلْ
أيعوذُني متعوذٌ من دهرِهِ
فأعيذَ مالي بالمعاذر والعِلَلْ
إني لأستحي المكارمَ أن أرى
مالاً يُصان وحُرَّ وجهٍ يبتذل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قطعَ اللَّهُ عذرَ مَنْ أبواهُ
قطعَ اللَّهُ عذرَ مَنْ أبواهُ
رقم القصيدة : 61955
-----------------------------------
قطعَ اللَّهُ عذرَ مَنْ أبواهُ
هاشميانِ أن يكون بخيلا
خرجا سالمينِ من كلّ ذم
وأحالا عليه ذمّاً ثقيلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما مدحتُ الناقصين فإنما
إذا ما مدحتُ الناقصين فإنما
رقم القصيدة : 61956
-----------------------------------
إذا ما مدحتُ الناقصين فإنما
تُذكّرهم مافي سواهم من الفضلِ
فتهدي لهم حزناً طويلاً وحسرة ً
وإن منعوا منك النوالَ فبالعدلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قلبتُ بطونَ الشعر قبلَ ظهورِهِ
قلبتُ بطونَ الشعر قبلَ ظهورِهِ
رقم القصيدة : 61957
-----------------------------------
قلبتُ بطونَ الشعر قبلَ ظهورِهِ
فلم أرَ قولا لم تقدّمه بالفعلِ
وما استطرفَ الأقوامُ لي فيك مِدحة ً
لأني بما علَّمتهم بك من جهلِ
أُعرفُهم منك الذي يعرفونه
وأسلافُهم من قبلِ شعري ومن قبلي
فيُعرضُ عنه السامعونَ وإنني
لذو المذهب المحمود والمنطق الجزلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لاتَغْشَ إلا ملكاً في منزلِهْ
لاتَغْشَ إلا ملكاً في منزلِهْ
رقم القصيدة : 61958
(1/21268)
________________________________________
-----------------------------------
لاتَغْشَ إلا ملكاً في منزلِهْ
يُعرضُ في مشربهِ ومأكلهْ
وفي تلهّيه وفي تعلُّله
ومايريه الحقَّ من تفضلِهْ
على أخٍ يأوي إلى تطوُّله
عن أمهِ وعرسه وعُدَّله
لاعبدُه مستمكنٌ من مقتلِهِ
ولا مُلاهيه لدى تنقلهِ
ومن عجيبِ الأمرِ بل من مُعْضله
مُخوَّلٌ يصغي إلى مُخوله
يوهمُ بالصبرِ على تدللِهِ
إنَّ به داهية ً في أسفله
ماذاك من أمرِ الفتى بأجمله
ولا بأسْناهُ لدى تأملِه

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قذفُكَ بالفحشاءِ مَنْ لم يكنْ
قذفُكَ بالفحشاءِ مَنْ لم يكنْ
رقم القصيدة : 61959
-----------------------------------
قذفُكَ بالفحشاءِ مَنْ لم يكنْ
يُعرَفُ بالفحشاءِ تضليلُ
بل سوءة ٌ غابتْ فأحضرتَها
جهلاً وغرَّتك الأباطيلُ
وأنت لا شكّ أخو ريبة ٍ
بادرَ أنْ يبدره القيلُ
ينحلُ مافيه ليخفَى له
وقلَّ ما تُغني التعاليل
هيهاتِ لن يرجَعَ ماقد مضى
قد سبقتْ فيك الأقاويلُ
إن التي تبغي مواراتها
كأنّها في الليل قنديلُ
صاحَ بما جمجمتْ من سوءة ٍ
ذِكْرٌ وتوراة وإنجيلُ
وليس تأويلُ أخي شبهة ٍ
لكنّه نصٌّ وتنزيلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحمل الوزرَ والأمانة َ والدي
أحمل الوزرَ والأمانة َ والدي
رقم القصيدة : 61960
-----------------------------------
أحمل الوزرَ والأمانة َ والدي
نَ جميعاً وكلّ ثقلٍ ثقيلِ
غيركم يا بني ثوابة َ يامَنْ
ليس شيء لبغضهم بعديلِ
لو تُسمَّونَ بالذي تستحقو
ن خُصصتم بأحرف التثقيلِ
شهدَ اللَّهُ أنكم كلُّ شيء
باردٍ جامدٍ ثقيلٍ وبيلٍ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يحجبني عمروُ وقدْ عاشَ حقبة ً
يحجبني عمروُ وقدْ عاشَ حقبة ً
رقم القصيدة : 61961
-----------------------------------
يحجبني عمروُ وقدْ عاشَ حقبة ً
حبيبتُه خُفٌّ ومركبُه نَعْلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهْ
تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهْ
رقم القصيدة : 61962
(1/21269)
________________________________________
-----------------------------------
تلوّنُ أخلاقِ الفتى من مَلالِهْ
ووشْكُ ملالِ المرءِ شرُّ خلالهْ
وإني لمشتاقٌ إلى ظلّ صاحبٍ
مشوقٌ إلى تشبيهِ حالي بحالهِ
إذا الدهرُ أعطاني رأى مثلَ رأيهِ
فباراه جوداً واقتدى بفعاله
وإنْ ضنَّ دهرٌ مرة ً بعطية ٍ
تناولني في ضِيقتي بِنواله
إلى أن يسدّ الله فقري فلا يرى
صديقي في حالي مسدّاً لمالِهْ
وأكره للسمحِ اليدين اعتلالهُ
على صاحبٍ قد عدّه من عيالهِ
أمستكثرٌ لي أن مُنحتُ منيحة ً
أخٌ لا أرى الدنيا تفي بقباله
حمى جانباً قد كان أرعاه مرة ً
لأنّ سحاباً بلّني ببلاله
وقد كان أحجى أن يباريَ في الندى
فيسقيني من مُروياتِ سجالهِ
ومن ضنَّ أن أُعطَى سِواه كمن رأى
جمالَ أخيه كافياً من جمالهِ
وما تركُ عِلقٍ منفس كاقتنائه
ولا رفضُ فعل صالحٍ كامتثاله
أبى لأبي سهلٍ سوى الطَّول أنه
يلاقي اعتلالَ المالِ دون اعتلالهِ
سيعطفه أني محقٌّ وأنه
حكيمٌ وأن العدلَ من حالِ بالهِ
وما مثلُ إسماعيلَ جارَ قضاؤُه
وعدلُ الفتى في حكمه كاعتدالهِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ
أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ
رقم القصيدة : 61963
-----------------------------------
أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ
يِدُ إلفاً وموضعاً للخِلالِ
لم يوفقْكَ للموفّق إلا ص
دقُ ذاك التوفيق والإقبالِ
جمعَ اللَّهُ فيك للناصرِ الد
ينَ خصالاً حميدة ً في الخصالِ
فيك للناظرين والقلبِ حظْ
ظان على رغم حاسدٍ مغتالِ
منظرٌ معجِبٌ من الحسنِ حالٍ
تحته مخبرٌ من الفضلِ حالي
وإذا ما الجليسُ حُلّي هاتي
ن أبى أن يُباعَ بالأبدالِ
أنت مرأى ً ومسمعٌ كلُّ مافي
ك مُسلّ لهمّ ذي الهَم جالي
فيك جدٌّ لمنْ أجدَّ وهزلٌ
لا كهزلِ المُهازلِ البطّالِ
شهدَ اللَّهُ والأميرُ جميعاً
والوزيرُ الخبيرُ بالأحوال
أنك الصاحبُ الخفيفُ على القل
بِ وإن كنت راجحَ المثقال
لستَ في ناظرٍ قذاهُ ولا أن
تَ على خاطرٍ من الأثقال
(1/21270)
________________________________________
يصطفيك الأميرُ للأنسِ والعَوْ
نِ على الحادث العياءِ العُضالِ
وحقيقٌ كلاكما بأخيه
شكلُ أهلِ الكمالِ أهلُ الكمالِ
فليالي أميرِنا بكَ في الطي
بِ كأسحارِها ذواتِ الظلال
ولأيامِ دهره بك روحٌ
مثلُ روح الغدو والآصالِ
ليسَ فيهن وقدة ٌ تلفح الأو
جُهَ بل كلهن من أظلالِ
لم يعبهنَّ عند ذي الجهلِ إلاّ
أنَّ ساعاتِهنَّ غيرُ طوالِ
إن أراد الحديثَ منك تنكَّب
تَ سبيلَ الإخباثِ والإقلالِ
وتحدّثتَ مكثراً ومُطِيباً
بأحاديثَ جمّة ِ الأشكالِ
من طرازِ الملوكِ فيها الفكاها
تُ وفيها سوائر الأمثالَ
يجتلبنَ النشاطَ من أبعدِ البُع
دِ ويدفعنَ في نحورِ الملالِ
كنسيمِ الرياضِ في غلسِ الليل
إذا ساقه نسيمُ الشمال
ثم تأتيهِ بالحديثِ فتأتي
برحاه على سواءِ الثّفالِ
ذا مقالٍ موافقٍ لمقامٍ
ومقامٍ موافقٍ لمقال
عن لسانٍ أرقَّ حدّاً من السي
فِ دليلٍ على طباع زُلال
حاملٍ نغمة ً يشبهُها السم
عُ هديلَ الحمام فوق الهَدال
رافدْتها إشارة ٌ ألبستْها
كلَّ نُور وكل رقراقِ آلِ
ببنانٍ كأنهنّ مدارٍ
وأساريعٌ في دِماث الرمالِ
فلذك الحديثِ حسنُ الملاهي
وله دونهنّ فضلُ الجلالِ
فهْو شيءٌ تَلذه أُذُنُ السّا
مِعِ من ذي هدى ً ومن ذي ضلالِ
كالسّماعِ الذي يحرَّك للهُيْ
يَاب إطرابَهُم وللبخَّالِ
فيهشّونَ عند ذلك للجو
دِ على القانعينِ والسُّؤالِ
ويُراحون للقتالِ لدى الحر
بِ ويغشونَ هائلَ الأهوالِ
ذاك أغرى بك الأميرَ فأصبح
تَ بيمنَى يديهِ دونَ الشمالِ
وله فيك آلتانِ لحربٍ
ولكيدٍ كهمة ِ المؤتال
قُفلٌ سرّ أخوه مفتاحُ رأي
والمفاتيحُ إخوة ُ الأقفالِ
لك إطراقة ٌ إذا ناب خطبٌ
هي أدهى من سورة الأبطالِ
يستثيرُ المكايدَ الصُّمعَ منها
أيُّ صِلّ هناكف العِرْزالِ
أبصرَ الفرصة َ الأميرُ لعمري
فيك وهْو المسدَّدُ الأفعالِ
وتجلّى بعين صقرٍ أبو الصق
رِ على رأس مَرْقبٍ متعالي
فرأى فيك ما رأى مجتبيهِ
فاجتبي منك حظَّه غيرَ آلِ
فالتقى فيك حسنُ رأي أميرٍ
(1/21271)
________________________________________
ووزيرٍ كلاهُما خيرُ والي
فإذا ماذُكِرتَ بالغيبِ قالاً
ذاك حقاً يتيمة ُ اللئَّالِ
يا ثمالَ المؤملينَ أبا إس
حاقَ عندَ انقطاع كلِّ ثمالِ
أنتَ ذاك الذي عهدتك قِدْماً
لايغاليك في المعالي مُعالي
لو تُجاريك في مكارمك الري
حُ لخِيلت معقولة ً بعقالِ
ربّ ذي حاجة ٍ أرقْتَ لها لي
لاً طويلاً وباتَ ناعمَ بالِ
نامَ عمّا عناهُ منها وما نم
َت ولو نمتَ باتَ في بلبالِ
فلأكن بعضَ منْ غرستَه بين فض
لِ شُكريكَ يا أخا الإفضالِ
سيرَى كلَّ شاكرٍ لك عُرفاً
أنني سابقٌ له وهْو تالِ
لم أكلفكَ أن تكونَ شفيعاً
لي إلاَّ إلى امرىء ٍ مفضالِ
أبلجِ الوجهِ كالهلالِ بلِ البد
رِ بل الشمس بل فقيدِ المثالِ
لايضاهيه في المحاسن إلا ما
تسديه كفّهُ من فعالِ
أريحيٌّ يعطي العطية في العط
لة أضعافَ أختها وهْو والِ
محسنٌ مجملٌ وليس ببِدعٍ
ذاك مِنْ مثلهِ ولا بمجالِ
ذانكَ الحسنُ والجمالُ حقيقاً
نِ بكُنه الإحسان والإجمالِ
أحسنَ اللَّه خلقه فبداه
في انتساخٍ لحسنِه وامتثالِ
يستملانِ فعله من كتابٍ
خُطَّ في وجههِ بلا استملالِ
ليسَ ممّنْ إذا ألحّ شفيعٌ
أخلقَ الوجهَ عنده بابتذالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى على العلا من معالي
يتبارى إليهِ وفدانِ شتى
وفدُ شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تبارى
وافداتٍ إلى ذوي الآمالِ
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهْي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقال
رحلتْ نحو مَنْ تثاقلَ عنها
وكفتْهُ مؤونة َ الترحال
لا تزُل عنه نعمة ٌ لو أزيلت
لم تجدْ عنه وجهة ً للزوال
فالْقَ في حاجتي أخاك أبا الصق
رِ مُجدّاً مشمرَ الأذيالِ
فهْو مستعذِبٌ لقاءك إيْ
ياه يراه كالبارد السلسالِ
متصدٍّ لحاجة ٍ لك قد أش
فَى جداه على شفاً مُنهال
ومتى ما لقيتَه كان غيثاً
أمرَتْه الجنوبُ بالتهطالِ
ليسَ منْ كنتَ ريحَه ببعيدٍ
(1/21272)
________________________________________
من سماءٍ تبلُّه ببلالِ
وامرؤٌ يستقي بجاهك أه
لٌ بسجالٍ رويَّة ٍ وسجالِ
لك وجهٌ مشفَّعٌ مَنْ رآه
زاحَ عنه هناك كلُّ اعتلالِ
يُنزل القطرَ من ذُرى المُزن في ال
مَحْلِ على كل جَرْدة ٍ ممحالِ
ليس ينفكُّ للشفاعة ِ مبذو
لاً وما إنْ يزاد غيرَ صقالِ
وكذاك الكريمُ سئّالُ حاجا
تِ سواه وليس بالسئّالِ
صنتُ نفساً أذلتَ في العُرف منها
لا عدمناك من مصونٍ مُذالِ
كم منيعِ الجدا شفعتَ إليه
لخليلٍ رأيتَه ذا اختلالِ
جاد إذ صافحتْ يداك يديه
ورأى وجهك العظيمَ الجلالِ
ففككت البخيلَ من غُلّ بُخلٍ
وفككتَ الخليل من سوءِ حالِ
فإذا أنت قد فككت أسير
ينِ وقِدماً فككت من أغلالِ
ومنْحتَ الذميمَ منحة َ حمدٍ
ومنحت العديم منحة مالِ
فإذا أنت قد أنَلْتَ نوالي
ينِ وقِدماً أنلت كُلَّ نوال
قائلُ المدحِ فيك بدءاً وعوداً
غيرُ مستكرهٍ ولامحتالِ
بل إذا قالهُ أتَتْه المعاني
والقوافي تنثال أيَّ انثيالِ
فابقَ مابُقّيتْ مآثُرك الغُرْ
رُ فقد خُلّدتْ خلودَ الجبال
أنا من أتبع الولاءَ الموالا
ة َ فلا تنسَ حقَّ مولى ً مُوالي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تجلدَّ عمرٌ وللهجاء تجملاً
تجلدَّ عمرٌ وللهجاء تجملاً
رقم القصيدة : 61964
-----------------------------------
تجلدَّ عمرٌ وللهجاء تجملاً
وما زلتُ أرعى حرمة َ المتجملِ
فأقسمتُ لا أهجوه ماعشتُ بعدها
وقد تُسفر الحسناءُ للمتأملِ
ومن عادتي تكذيبُ ظنٍّ مُحاذري
كما عادتي تصديقُ ظن المؤملِ
فقولا لعمروٍ أنت حرٌّ سِيابُه
لشيمة ِ حرٍّ محسنِ الحلم مجْمِلِ
فإنْ هو لم يحفلْ بنقمي ونعمتي
فعندي له عَوْدُ المتمّ المكمّلِ
هجاءٌ إذا ما استافه قبلَ ذَوْقِهِ
رأى فيه شوباً من ذعافِ المُثمَلِ
ولست أُراه لا يبالي وإن بدا
تضرُّمُه في ظَاهرٍ متعملِ
رأيت بعينيه الكذوبينِ مايرى
متى حلتُ كيّاتي له لم يُمَلمِل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> عدلتُ عن الصّبا صَعَري وَمَيْلي
عدلتُ عن الصّبا صَعَري وَمَيْلي
(1/21273)
________________________________________
رقم القصيدة : 61965
-----------------------------------
عدلتُ عن الصّبا صَعَري وَمَيْلي
وشمرّتِ الخطوبُ فضولَ ذَيْلي
وأوضح لي المشيبُ سبيلَ رشدٍ
وكنتُ كخابطٍ عَشواءَ ليل

العصر العباسي >> ابن الرومي >> كسِلَ الأيرُ أو ينشّطه أيرٌ
كسِلَ الأيرُ أو ينشّطه أيرٌ
رقم القصيدة : 61966
-----------------------------------
كسِلَ الأيرُ أو ينشّطه أيرٌ
وكذا لم تأنَّس الأشكالُ
فهْو يعلو طوراً ويعلوه طوراً
قِرنُه هكذا البقاعُ تُدالُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> حيّ المعاهدَ والمنازلْ
حيّ المعاهدَ والمنازلْ
رقم القصيدة : 61967
-----------------------------------
حيّ المعاهدَ والمنازلْ
المقفراتِ بل الأواهلْ
بُدلنَ آراماً خوا
ذلَ بعدَ آرامٍ خواذلْ
حرَّكنَ شجْوك للسؤا
لِ وما أحَرْنَ جوابَ سائلْ
فابعثْ بهنّ من الدمو
عِ وقِفْ بهن من الرواحل
وسلِ الملائحَ بالملا
ئِحِ والعطابلَ بالعطابِلِ
اللائي أشْبَهنَ الغصو
نَ المستقيماتِ الموائلْ
وكَملْنَ كلَّ وسامة ٍ
في غير أسنانٍ كواملْ
حُلّين حَلياً خِلقة ً
مجبولة ً لانحلَ ناحلْ
فإذا عطلْن من الحُلْي
ي فلسْن منه بالعواطل
وإذا غدونَ يمِسْن في
تلك الغلائِل والمراسلْ
غارت عليهن الثُّديْ
يُ هناك من مس الغلائلْ
وإذا لبسْنَ خلاخِلاً
كذَّبْنَ أسماء الخلاخل
تأبى تخلُخَلُهنَّ أسْ
وُقُ مُرجحناتٍ بخادل
لكنهنّ بخائِلٌ
لهْفي على تلكَ البخائلْ
قد غُلِّظتْ تلك القلو
بُ ولُطّفتْ تلك الأناملْ
لي شاغلٌ في حبهنْ
نَ عنِ التي تدعى بشاغل
بظراء تُمسخُ لامُها
راءً إذا رأتِ الفياشِل
ولربما جُنَّتْ لها
فترى عواليها سوافل
عجباً لبردِ غنائها
وغناؤها ثُكْلُ الثواكلْ
ما باله كالزمهري
رِ مُهيجاً وجَعَ المفاصل
هلاَّ استحرَّ لأنه
ثكلٌ وللشّبَقِ المُدَاخلْ
حُلقتْ ذوائبُها التي
خُلقت لصُنَّاع المناخِل
بل لحية ُ الرجلِ الذي
أضحى بها جَمَّ البلابل
ماذا يُضبعُ من الوسا
ئِلِ في هواها والرسائل
(1/21274)
________________________________________
لكن شهوته اللّبا
ءُ فما يُحبُّ سوى الحوامل
وهي التي قد أقسمتْ
أن لا تُعَدَّ مع الحوائل
أتراك تسلمُ يا سلا
مة ُ أن تكون من الثيَاتل
وقد احتملْتَ بها قرو
ناً لا ينوء بهنّ حاملْ
كنْتَ القصيرَ فقد غدوْ
تَ بطولهنّ من الأطاول
لا تَخْلونَ بشاغلٍ
حتى تُعِدَّلها قوابلْ
إن التي عُلّقْتَهاقالوا تُعاهِرُ في الدوربِ فقلتُ كلا بل تُعاظلْ
تَزْنِي الفرائض والنوافلْ
قالوا تُعاهِرُ في الدور
بِ فقلتُ كلا بل تُعاظلْ
لكن أراك تُحِبُّها
حُبَّ المُشاكلِ للمشاكل
أشْبهتها في بردِ أعلا
ها اوفي حَرّ الأسافلْ
كم قد سترْتُ معايباً
لمعتْ بها فيكَ المخائل
ووقفتُ دونك للخصو
مِ بموقفِ الخَصْم المُجادل
قالوا صديقك سيدٌ
بادي النباهة ِ غيرُ خاملْ
نمَّتْ بذاك شواهدٌ
فيه أنمُّ من الجلاجلْ
ولربَّ عيبٍ قد تَبَيْ
يَنَ بالشواهدِ والدلائل
صدقُوا وماكذبوا عليْ
ك فلم أناضح أو أناضلْ
إني لأعلم أنك المطعو
نُ في غيرِ المقاتلْ
وإن استترتَ بقحبة ٍ
لك عند ناكتها طوائل
ما إنْ تزال فريسة ًوإن استترتَ بقحبة ٍلك عند ناكتها طوائل بذيء
في خَلْوة ٍ تحت الكلاكلْ
أنشأتَ تَخدَعُنا وأمْ
رُكَ بيّنٌ بادي الشَّواكل
وعدلتَ من طبلٍ إلى عو
دٍ وأنت من الطوابلْ
بل ليتَ كنتَ من الطوا
بِل بل أنت من سَقْط الزَّوامل
وخضبْتَ خُنْثَك بالتغزْ
زُلِ والبُغاءُ هناك ناصلْ
مثل التي أضحت تكا
تمُ حَملها والضَّرعُ حافل
نتنحَّلُ المتعشقا
تِ وأنت بغَّاءٌ حُلاحِل
أنَّى يصلنك لا وصلْ
نَ ولو بقين بلا مُواصِل
أنت الذي فاق الورى
في القُبح من حافٍ وناعلْ
فبصُرْن فيك بفارسٍ
يغشى الحروبَ ولا يقاتلْ
تبغى بها تقويم أيْ
رِكَ وهو كالسكران مائل
ولقد شهدنك راكباً
فوق الغِلاط من الغرامل
فعلامَ يمنحنَ الهوى
غيرَ الجميل ولا المجامل
وتُناك غيرَ مُساترٍ
للغانيات ولا مخاتلْ
(1/21275)
________________________________________
وأرى غِناءك في المجاوتُناك غيرَ مُساترٍللغانيات ولا مخاتلْبذيء فعلامَ يمنحنَ الهوى غيرَ الجميل ولا المجامل ولقد شهدنك راكباًفوق الغِلاط من الغرامل تبغى بها تقويم أيْرِكَ وهو كالسكران مائل فبصُرْن فيك بفارسٍ يغشى الحروبَ ولا يقاتلْ
لسِ مثلَ ذكرك في المحافلْ
وأراك فيه ناهقاً
وتظنّ أنك فيه صاهلْ
وتُراك فيه فارساً
والحق أنك فيه راجلْ
وتُراكَ فيه عالياً
والحق أنك فيه سافلْ
وأراكَ تعملُ صالحاً
تُعتدُّ فيه أضلَّ عامِلْ
أكفلْتَ نَغْليَ شيخة ٍ
ولدتهما من غيرِ طائلْ
ولدتْهُما من غيرِ شي
خِك ذي الفضائل والفواضلْ
وكذا الكريمُ ابنُ الكرا
مِ يعولُ أيتامَ القبائل
اذهبْ فإنك بعدَها
كهفُ اليتامَى والأراملْ
أقسمتُ أنك جاهلٌ
والمُمتري في ذاك جاهل
أتعولُ ويحك إخوة ً
لا من أبيك وأنت غافل
ويُريبُني كلَّ الإرا
بة ِ منك تأنيثُ الشمائل
قد كان شيخُك باسلاً
بطلاً فمالك غيرُ باسل
إني لأحسبُ أن أُمْ
مَك لبَّستْ حقّاً بباطل
واغتالت الشيخَ الشقيْ
يَ فقيَّرتْه وهْو غافل
خذها إليك تحية ً
تَلقى المعاطس بالجنادل
يامعشرَ السفهاءِ وال
متمردين ذَوي المجاهلْ
فأبتْ جوامحُ للقريض غوالبٌ
جاش الضميرُ بهن جيشَ المِرجلِ
لو أمهلتكَ مدى ثوائك في استها
لسلمْتَ لكن داؤها لم يُمهلِ
وراتك ايسر مهلكا ورزية
من دعستين بأيرِ عيرٍ أغرلِ
فاعْصب ملامَة ناظريْك برأسها
لا بالإله وبالنبي المرسلِ
ما استوجبا منك الكُفورَ بجرمها
فدع الهوادة َ في الحكومة ِ واعدلِ
سقياً لأمك من صديد جهنم
لا من صبيبِ البارقِ المتَهللِ
لمضَتْ من الدنيا وما أسِفت على
مستمتَعٍ من مَشْربٍ أو مأكلِ
إلا مُباضعة َ العبيدِ فإنها
عنها وعن خطراتها لم تذهل
الموتُ يغشاها وخاطرُ قلبِها
ذكْرُ الأيور كأنها لم تُشغل
واستخلفتكَ وما نَسلتْ مكانها
فابذلْ لناكتها عجانَك وابذلِ
ولقد حبوتَهُم بفاعلة ِ التي
ذاعتْ لها مِدحُ الجوادِ المفضلِ
أزناة َ بابِ الشام طراً أبشروا
(1/21276)
________________________________________
من بنتِ شاعركم بخيرِ مُقبلِ
خلفت عليكم أمهُ وتكفّلت
بكُم وعدّة ُ عشرها لم تُكملِ
أأبي يوسف دعوة ً من حاقرٍ
مستصغر يأبى دعاءك من علِ
خذها إليك تذود غاشية َ الكرى
عن أهلها وتُضيق رحبَ المنزلِ
وتُخيلك الماءَ النقاحَ كأنه
في فيك مازجه نقيعُ الحنظلِ
ولقد وزعتُ الشعرَ عنك تعظُّماً
وتنزهاً وكففتُ غربَ المِقولِ
لا تسخطنّ على الإله فإنما
أعمالُ طعنِ فحولها بالفَيْشل
حرَّى تُسَكّن نَعْظَ ألف حزوَّرٍ
شبقٍ وغُلَّة ُ دائِها لم تُبلل
خضراءُ لونِ الريقِ لو نفثتْ به
مَيْثاء ألقحها الحيا لم تُبْقَل
أسألت رسمَ الدارِ أم لم تسأل
دِمناً عفتْ فكأنها لم أتحلِلِ
دُرُساً براهُنَّ البِلى بريَ الضَّنا
جسمي لبينِ قطينها المتحمّلِ
فلو استطاعتْ إذ بكيْتُ دُثورَها
لبكت نُحولي بالدموع الهُمَّلِ
ولقدْ عهدْت عِراصَها مأنوسة ً
أيامَ تعهدُني كسيفِ الصيْقَل
رودُ الشبيبة ِ لا أُعاصي لذة ً
تدعو هواي ولا أدينُ لعُذَّلي
وإذا أشاءُ غدوْتُ غير مُنهنهٍ
فأروح مقْتَنِصَ الغزالِ المُطْفل
بؤسي الزمان وليسَ يبرحُ آخِرٌ
من صرفهِ يعفو محاسنَ أوَّل
وأنا المقابلُ في أكاسرِ فارسٍ
وابنُ الملوكِ الصّيدِ غير تنحُّل
رفعوا يفاعي كابراً عن كابرٍ
حتى استقلَّ إلى السّماك الأعزل
في حيث يقصرُ باعُ كُلّ مساوِرٍ
دوني ويحسرُ ناظرُ المتأمّل
فضلاً له بك يا ابن طاحنة ِ الرَّحى
رَوْمي وبيتُك بالحضيضِ الأسفل
يا بن السّفاح شهادة ً مقبولة ً
مثلَ الشهادة ِ بالكتابِ المنزلِ
إن التي ولدتْك تخبرُ أنها
حملتْك من نُطفٍ لعدة ِ أفحُل
بظراءُ لو نطحتْ بمُقدم بظرها
ثهلانَ حلحله ولم يتحلحلِ
بخراء لو نكهتْ على صُمّ الصّفا
صدعتْ بنكهتها متونَ الجندل
ذفراء لو بلَّتْ برشْح أديمها
جسدَ امريءٍ لم يَنْقَ منه بجدولِ
أنذرتكم قبل الخسو
فِ بما ترون من الزلازلْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليس الكريم من اشترى بنوالهِ
ليس الكريم من اشترى بنوالهِ
رقم القصيدة : 61968
(1/21277)
________________________________________
-----------------------------------
ليس الكريم من اشترى بنوالهِ
حمدَ الرجالِ وإن أنال جزيلا
لا تلمْهُم فإن لومَك لا ين
فع وآرفُق باكلِك الطفشيلا
وتغضّبت من كلامِ أناسٍ
أكثروا إذ ضرطت قالا وقيلا
خفيف لُمْتَ يا وهبُ اهلَ دهركَ فيما
أنتَ أوجدتَهم إليه السبيلا
يا ليت شعريَ عن وهب وفقحتهِ
وكيف عاتبها في الحشّ حين خلا
بئسَ التحية ُ حياها الوزير ضُحًى
والحفل من سرواتِ القومِ قد حَفلا
ثم استمرّتْ فصارتْ في البلاد له
كأنها ارسلتْ من دبره مثلا
حيا أبو حسنٍ وهبٌ ابا حسنٍ
بضراطة ٍ طيرتْ عُثنونه خُصلا
لكنه من جادَ جُودَ طبيعة ٍ بسيطحيا أبو حسنٍ وهبٌ ابا حسنٍبضراطة ٍ طيرتْ عُثنونه خُصلا بذيءثم استمرّتْ فصارتْ في البلاد لهكأنها ارسلتْ من دبره مثلابذيءبئسَ التحية ُ حياها الوزير ضُحًى والحفل من سرواتِ القومِ قد حَفلا يا ليت شعريَ عن وهب وفقحتهِوكيف عاتبها
ورأى الفعالَ مِن الفعال جميلا
واتخذْ حشوة ً واعفِ جِعرا
ك من الطعن بالأيور قليلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبوه بلبلٌ ضاوٍ ويُكْنى
أبوه بلبلٌ ضاوٍ ويُكْنى
رقم القصيدة : 61969
-----------------------------------
أبوه بلبلٌ ضاوٍ ويُكْنى
أبا صقرٍ فكنيتهُ مُحالهْ
يجودُ بعرْضهِ للشتمِ عفواً
ويبخلُ بالقُلامة ِ والخُلالهْ
وللأوغادِ أموالٌ تراها
مصوناتٍ بأعراضٍ مُذاله
ولم يكُ مَنْ نماهُ أبٌ كريمٌ
لِيبذُلَ عرضه ويصونَ ماله
تمحّل نِسبة ً أعيت أباه
وكان المرءُ يعجزُ لا المحاله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا شاخَ قوم شيَّبوا وابن بلبلٍ
إذا شاخَ قوم شيَّبوا وابن بلبلٍ
رقم القصيدة : 61970
-----------------------------------
إذا شاخَ قوم شيَّبوا وابن بلبلٍ
تَشيبَن لما شاخَ بالتَّنحلِ
ولا جورَ إلا جورهُ في اكتنائه
أبا الصقر أنَّى ذاك وهو ابنُ بلبلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قل لابنُ بلبل لِمْ غلطْتَ
قل لابنُ بلبل لِمْ غلطْتَ
(1/21278)
________________________________________
رقم القصيدة : 61971
-----------------------------------
قل لابنُ بلبل لِمْ غلطْتَ
وأنتَ شهمٌ قُلقلُ
أنّى يكون أبا الصق
ر من أبوه بلبلُ
نسبٌ يناقِضُ كنية ً
ما مثلُ ذا بك يجمُل
أغفلت عمّا فيهما
ما عذرُ مثلك يُقبلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> شهرُ الصيَّام مباركٌ لكنّما
شهرُ الصيَّام مباركٌ لكنّما
رقم القصيدة : 61972
-----------------------------------
شهرُ الصيَّام مباركٌ لكنّما
جُعلتْ لنا بركاتُه في طولهِ
سافرْ بفكركَ منه في نأي المدى
ممدودِه ممطولهِ موصولهِ
منْ كان يألفهُ فكيف خروجُهُ
عني بجدعُ الأنف قبلَ دخولهِ
إني ليعجبني تمامُ هلالهِ
وأسرُّ بعد تمامِه بنحولهِ
شهرٌ يصدُّ المرءَ عن مشروبهِ
مما يحلُّ له ومِنْ مأكولهِ
لا أستثيبُ على قبولِ صيامِهِ
حسبي تصرُّمه ثواب قبولهِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> سُؤلي أنْ توقنَ أنّي امرؤٌ
سُؤلي أنْ توقنَ أنّي امرؤٌ
رقم القصيدة : 61973
-----------------------------------
سُؤلي أنْ توقنَ أنّي امرؤٌ
قد امَّحي من صدرهِ الغِلُّ
كيلا ترى أني مستأهلٌ
يوماً عصيباً مالُه ظِلُّ
وأنتَ في حِلٍّ وإنْ نالني
منك الذي لا يسعُ الحِلُّ
لا يغضبُ العبدُ على ربهِ
ويُغضبُ الصاحبَ الخِلُّ
ولستَ بالصارفِ عنك الهوى
والرأيَ أنت الدّقُّ والجِلّ
والإلُّ والذمة ُ قد أُكّدا
فلتُرقبِ الذمة ُ والإل
قد كان برسامٌ وبحُرانه
فلا يكنْ بعدهما سِلُّ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> دعْ لباكٍ رسومَه وطلولَهْ
دعْ لباكٍ رسومَه وطلولَهْ
رقم القصيدة : 61974
-----------------------------------
دعْ لباكٍ رسومَه وطلولَهْ
ولحادٍ ركابه وحُمولهْ
ولغاوٍ سفاهَهُ وصِباهُ
وللاهٍ سماعهُ وشَمُولهْ
وإذا ما صمدْتَ للشعرِ يوماً
فتيمّمْ فصوله لا فضوله
إنما أحمدُ المحمَّدُ شخصٌ
من سماحٍ ونجدة ٍ مجبولهْ
فارسُ المجدِ لم يزلْ غيرَ نُكرٍ
يركبُ المجدَ صعبهُ وذلولَه
فلِسؤّالهِ إذا ما استماحو
(1/21279)
________________________________________
هُ عطاءً سُيوبُه المبذوله
ولأعدائهِ إذا ما أرادو
هُ بكبدٍ سيوفُه المسلوله
شغَلَ المجدُ قلبه ويدي
ه والقوافي بمدحهِ مشغوله
سهَّلَتْهُ ووعَّرتْهُ سجايا
خالطتْها وعورة ٌ وسُهوله
لم نجدها مذمومة ً قطُّ في النا
سِ ولكن محمودة ٌ معذوله
لم يزلْ غُرّة ً يتيهُ بها الده
رُ إذا ما الكرام كانوا حُجوله
أيها السيدُ الذي ليس تنفكْ
كُ أياديه عندنا موصوله
فهي معروفة ٌ لدينا وإن كا
نتْ لديه مجحودة ً مجهوله
نِعَمٌ في الوجوه يُقرُّها النا
سُ جميعاً منقوطة ً مشكوله
شهدَ الله والملائكة الأبرا
ر طُراً شهادة ً مقبوله
أنك الحاكم الذي أوتي الحك
مُ به حكمه فأُعطِيَ سُوله
وأصابتْ آراؤه مَفْصِلَ الحَقْ
قِ فكم خُطّة ٍ به مفصولهْ
لبستْ تاجَ فخرِها بك بغدا
دُ وأثوابَ زينِها المصقوله
ثبَّتَ اللَّهُ دولة ً لك أضْحَت
كلُّ بلوى بَعدلها معدوله
فالرعايا محميَّة في حماها
والمراعي مطلولة ٌ مَوْبوله
ما تزالُ الدماءُ مضمونة ً في
ها وأرزاقُ أهلِها مكفوله
عاقني أن أطيلَ أنك تستغ
رقُ عرضَ الثناء مجداً وطوله
وارتياعي في كلّ يومٍ من الإز
عاجِ عن منزلٍ أُحِبُّ نزوله
فيه عافاني الإلهُ من الشك
و وفكَّ البلاء عني كُبُوله
بعدَ جهدٍ حملتُ منه ضروباً
ليس أثقالهنّ بالمحموله
ومُصابٍ بشقة ِ الروحِ مني
ضمَّنَ الجسم سُقْمَه ونحوله
بأخي بل بوالدي بل بنفسي
ليتَ نفسي من قبله مثكوله
رابني صائني ظهيري وزيري
غالني الدهر فيه لُقّي غوله
لم أرِثه سوى شجاة ٍ أرتْني
عسكر الموت رجله وخيوله
وإليك الشكاة ُ منها ومن أش
ياءَ تبتزَّ ذا الحجى معقولَه
بعضُها أن عزمة ً منك أقْذَتْ
مُقلتي فهي بالقذى مكحوله
لا تذوقُ المنامَ إلا غِراراً
حسرتي فيه غيرُ ما معسوله
كلَّ يومٍ تزورني منك رَوعا
تُ على مَأْمنِ الحشا مدلوله
أنا باللَّهِ عائذٌ وبحِقْوي
كَ وآلاءِ كفَّك المسئولة
لاتردَّنني إلى ظلمِ الكر
خِ وأخلاقِ أهلهِ المرذوله
سيما في حريمِ شهرك ذي الحر
(1/21280)
________________________________________
مة ِ غيرِ المذالة ِ المخذولهْ
حَرَمُ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ ذو العر
شِ على الظلمِ والعداءِ دخُولَه
وحقيقٌ بِرعِيهِ من غدا في
هِ ومافيه خلة ٌ مفضوله
ولعمري لأنتَ ذاك وما أن
شَر عنك المحاسنَ المنحوله
لم تزلْ من فعالكَ البدأة ُ
الحرُّ يشْرى بعودة ٍ مأموله
فاحتَسِبْ فيه تركَ إزعاجِ مثلي
بعضَ أعمالِ بِرك المعموله
يا بنَ أنصارِ دولة ِ الحقِ بالنْي
يَة ذاتِ الصفَاءِ لا المدخوله
والذي برزوا سماحاً وبأساً
فأحاديثُ مجدهِم منقوله
لاتُطلُّ الدماءُ إن طلبوها
وعطايا أكُفّهم مطلوله
ليسَ فيهم مطالبُ الناسِ
بالشكر ولافيهم المُسمَّى قبوله
لاتكن عارضاً رجوتُ حياهُ
فغدا مُرسِلاً عليّ سيوله
بينما النفسُ في بهائِك ترجو
ملكَ دارٍ معمورة ٍ مأهوله
وتُراعى آمالها منك نجا
زَ مواعيدٍ للمنى ممطوله
إذ يتاني الرسولُ منك بأمرٍ
يشبهُ الموتَ نفسَه أو رسوله
وهْو إزعاجُها بأعنفِ عُنفٍ
عن محلٍّ قد استطابتْ حلوله
ويحَ نفسي وما لراجيك ويحٌ
أتُراها بسيفها مقتوله
حاشَ للَّه إنها لتريني
بك إشراقَ نجمِها لا أفوله
ليسَ من عادة ِ الأميرِ المُرَجَّى
أن يغولَ امرءاً رجا أن يعوله
أنا إنْ لم تذدْ يميناك عني
غيرُ شكٍّ فريسة ٌ مأكوله
فليصلْ كفي الأميرُ بحبلٍ
عاصمٍ من حباله المجدولهْ
كم وكم قدّرتُ بدفعك عنها
ردَّ أظفارِ دهرِها مغْلوله
كم وكم قدرتُ بسعيك فيما
ترتجيهِ من الأمور حصُوله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
رقم القصيدة : 61975
-----------------------------------
لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
ويعزُّ عِرضُك والثراءُ ذليلُ
حَمَّلتني ما لا أُطيقُ وإنما
شأنُ الكريم الحملُ لا التحميلُ
كلفتني ماتستحق وبعضُه
ثِقْلٌ على المتكلفين ثقيلُ
إن كنتَ تطلبُ في المديح مُشاكلاً
لك في الرجال فما إليه سبيلُ
أتُرى عديلك في المديح مواتياً
هيهاتِ مالكَ في الأمورِ عديلُ
(1/21281)
________________________________________
اعجزتْ وعيشِك عن حقوقك طاقتي
أأطيقُها وحدي وأنت قبيلُ
بل موسمٌ بل أمة ٌ بل عالمُ
بل عالمونَ وكل ذا فقليلُ
وكذاك معروفُ الكرام كفاية ٌ
أبداً وأكثر مَدْحِهم تعليلُ
يأتي القليلُ من الضئيلِ بحقّهِ
كيما يكونَ من الجزيل جزيلُ
ويدُ البخيل لما استفاد قرارة ٌ
ويدُ الجواد لما استفاد مَسِيلُ
هل أنتَ مستمعٌ فأنطق بالتي
يُشفى بها من ذي الغليل غليلُ
فلكم نطقتُ من الصوابِ بخطبة ٍ
فيها البيان إذا أحال محِيلُ
إن العيوبَ مع التتبّع جمة ٌ
وكثيرُهنّ إذا اغتفرت قليل
فاجعلُ تَصَفُّحكَ المديحَ تفرساً
في غيبِ ما تُسدِي غداً وتُنيلُ
فلذاكَ أجدرُ أن يعانيهِ الفتى
ولذاك أخْلق أن يقال نبيلُ
دع مادحيك يُقصرونَ ولاتكنْ
ممّنْ يقال مُقصرٌ وبخيلُ
إني أعيذك أن يقولوا كاتبٌ
ألِف الحسابَ فشأنه التحصيل
وأجلٌّ منها أن يقولوا ماجدٌ
ألِف السماحَ فشأنه التسهيل
والبسْ جمالك عند كلّ قبيحة ٍ
إن التجمّلَ بالرجالِ جميلُ
ماذا يضرُّ فتًى جليلاً قدرهُ
من أن يدقّ المدحُ وهْو جليلُ
وأحقُّ زوجٍ أن يُنتّجَ شكْله
حسناء تُذكرُ عاثرٌ ومُقيلُ
وإذا نظرتَ فإن أخلقَ منهما
لنِتاجِ مجدٍ جاحدٌ ومُنيل
أفيُغفرُ الكفرانُ وهْو كبيرة ٌ
ويؤاخذ التشبيهُ والتمثيلُ
فعلامَ أُعذلُ في امتثال مقالة ٍ
قد قالها جيلٌ سواي وجيلُ
ضرب الركامُ لكل تهمة ِ مُتهمٍ
مثلاً وشاعَ بذاك قبلي قيلُ
أفضِل وأغِضْ جفونَ عينكِ رأفة ً
بذوي العيوبِ يجبُ لك التفضيلُ
ولقد تُصيبُ بديلَ كل مُبرّزٍ
من مادحيك وليسَ منك بديلُ
كم قال جودُك للمنهنِه بدأة ً
هيهاتِ ليس لسُنّتي تبديلُ
وكذا يقولُ لمن ينهنه عوْده
هيهاتِ ليس لنعمتي تحويلُ
ولراحتيك بدأة ٌ وعُوادة ٌ
وليومِ عُرفك بكرة ٌ وأصيلُ
يامَنْ يطالبُ نفسَه بحقوقنا
مثلُ الغريم فرِفده تعجيلُ
وينامُ عنا حينَ نلوي شُكرَهْ
فِعْلَ الكريمِ فكشرهُ تأجيلُ
يامنْ إذا حرَّكتَهُ لكريمة ٍ
ألفيتَه والجُولُ منه مَهِيلُ
حتّى إذا نبهتَهُ لعظيمة ٍ
(1/21282)
________________________________________
ألفيته والرأيُ منه أصيلُ
آمالُ نفسي فيك غيرُ مَطامعٍ
لكنهنّ مزارعٌ ونخيلُ
أجملتُ من وصفي خلالك جُملة ً
وعلى التجاربِ بعدها التفصيلُ
فليختبرْك السائلون فإنّهم
إن جرَّبُوك أتاهمُ التأويلُ
ليفسِرنَّ لهم فعالكَ أنه
أبداً بصدقِ المادحيك كفيلُ
لازلتُ مرغوباً إليك مُيمّماً
مثلَ الصباحِ عليك منك دليلُ
وإذا تأمّلك المعاشِرُ أمَّلوا
ولمن تأمل ماجداً تأميلُ
ما وجَّه التأميلُ نحوك آملٌ
إلا التقى التأميلُ والتمويلُ
شهدتْ بخيرٍ غُرة ٌ وضَّاحة ٌ
من حقّها التعظيمُ والتبجيلُ
ووفت بموعِدها يدٌ نفَّاحة ٌ
من حقّها الإفضالُ والتقبيلُ
ترجو سواك لدى َ التفكّهِ بالمنى
لكن عليك يُحَصْحص التعويلُ
لازال تعويلٌ عليك مصدّقاً
وعلى عداك وحاسديك عويلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قِني يا إلهي شحٌ نفسي فإنني
قِني يا إلهي شحٌ نفسي فإنني
رقم القصيدة : 61976
-----------------------------------
قِني يا إلهي شحٌ نفسي فإنني
أرى الجودَ لي حظاً وشيمتي البخلُ
وما ذاك أني لاأجودُ بنائل
ولكن ليّ ما لا يحصّنه قُفلُ
وقد كان حقُّ الجودِ بذلي ذخائري
إلى أن يراني اللَّهُ يُعوِزني الأكلُ
ولكنّ نفسي آثرتْ نُبلَ مالِها
وماحيثُ نبلُ المال مايوجدُ النبلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ يعيبُ لدينا الراحَ مجتهداً
يامَنْ يعيبُ لدينا الراحَ مجتهداً
رقم القصيدة : 61977
-----------------------------------
يامَنْ يعيبُ لدينا الراحَ مجتهداً
أسأتَ قولاً وقد أحسنْتَ في العمل
تركْتَها مُؤثراً للأكرمينَ بها
وعبتَها عيبَ ذي جهلٍ وذي خطلِ
فبُؤْ بحمدٍ وذمّ وتستحقُّهما
كما خَلَطْتَ الذي أسْدَيتَ بالعذل
ماكنتَ إلا كساقٍ خاضَ مِجْدَحُه
شوباً من الصابِ في شربٍ من العسلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> خانك الصبرُ يومَ قيلَ الرحيلَ
خانك الصبرُ يومَ قيلَ الرحيلَ
رقم القصيدة : 61978
-----------------------------------
(1/21283)
________________________________________
خانك الصبرُ يومَ قيلَ الرحيلَ
إنّ خطبَ الفراقِ خطبٌ جليلُ
وتزودتَ من سليماك زاداً
فيه للطالبِ الشفاءَ غليلُ
نظرتَ حضرة َ الوداعِ بعينٍ
غسلتْها الدموعُ وهْي كحيلُ
يحدُرُ الماءُ من محاجرِ عيني
ها على خدّها مسيلٌ أسيلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما أخو الخمسين أمَّل مثلها
إذا ما أخو الخمسين أمَّل مثلها
رقم القصيدة : 61979
-----------------------------------
إذا ما أخو الخمسين أمَّل مثلها
فيا ويحه إن خاب أو أدرك الأملْ
هو الموتُ أو نيلُ التي في منالها
ذهابُ الشبابِ الغضّ واللهوِ والغزلْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لازلتَ تبلغُ أقصى السُؤْلِ والأملِ
لازلتَ تبلغُ أقصى السُؤْلِ والأملِ
رقم القصيدة : 61980
-----------------------------------
لازلتَ تبلغُ أقصى السُؤْلِ والأملِ
ممتّعَ النفسِ بالسّراءِ والجَذلِ
ولاعدمْتَ نماءً لاانتهاءَ له
في الحال والمال والأحبابِ والخولِ
يامَنْ تزيّنتِ الدنيا بدولتِه
فأصبحتْ وهْي في حلي وفي حُلل
أورادٌ بحركم مثلي ومنصرفٌ
في الصادرين بلا علّ ولانهلِ
ألستُ أصلحُ سمساراً لبركُمُ
ولاوكيلاً ولاعوناً على عملِ
بلى وإنْ كان راعي الناسِ أهملني
فليسَ حقّي إهمالي مع الهَمَلِ
أني لأخوضُ للأهوالِ من أسدٍ
عادٍ وأنهضُ بالأثقال من جملِ
مازلتُ أنهضُ في الجُلَّى أُحمَّلها
بنجدة ٍ وبرأي غير ذي خلل
عندي إذا غرّر الكافون أو عجزوا
حزمُ الجبانِ تليه جرأة ُ البطلِ
ولستُ كالمرءِ يؤتَى عند عزمِته
من التهوّرِ يوماً لا ولا الفشلِ
إني بما شئت من إتقانِ ذي خللٍ
كل الوفاء ومن تقويم ذي ميلِ
وإنْ نَفَثْتَ إليّ السرَّ مؤتمناً
لم أفشِ سرَّك عن عمدٍ ولازللِ
فهبْ لراجيكِ إذناً منك تلقَ به
مُؤدباً غيرَ ذي جهل ولاخطلِ
لايسألُ الحاجة َ المعوجَّ مسلكُها
ولايحاوِل أمراً بيّنَ الحولِ
بل كلّ مايوجبُ الإنصافَ منك له
مع الوسائل والأسبابِ والوُصَل
من ارتجاعِ عقارٍ لجَّ غاصبُه
(1/21284)
________________________________________
وردّ دينٍ له في الظلمِ مُعتقَل
وشعبة ٍ من مَعاشٍ لاتُكلَّفه
مُرَّ السؤالِ ولامستثقلَ الرّحلِ
وكلّ ذاك خفيفٌ إن نشطتَ له
يامنْ يخفُّ عليه كل ذي ثقلِ
أقولُ إذ غصبتني كفُّ جارية
اللَّه أكبر من ودٍّ ومن هُبل
فاز الغواني بما أملنَ من أملٍ
فما يبالينَ ما لاقينَ من أجلٍ
متى غلبن رجالَ الجدّ في زمنٍ
كما غلبنَ رجالَ اللهو والغزلِ
وإن أعجبَ شيءٍ أنت مُبصرُه
في كل ما حُمّلتْهُ الأرضُ من ثقلِ
كفٌّ خضيبٌ من الحناء غاصبة ٌ
كفاً خضيباً من الأبطالِ والعضلِ
ياحسرتاً لي ويا لهفاً ويا عجباً
إنْ هذه الحال لم تُنكَرْ ولم تُزَلِ
في دولتي أنا مغصوبٌ وفي زمني
عودي ظمِىء ٌ بلا ريٍّ ولا بللِ
أُمسي وأصبحُ مظلوماً بلاجنفٍ
من الوزير ومحروماً بلا نَحِل
لكنْ لأمر خفيٍّ لا يحيطُ به
علمي وإن كنتُ ذا علمٍ وذا جدلِ
وإنني لأرَجِّي أن يصبّحني
سعدُ السعودِ بحظ منه مُقتبل
وما أرجيّ سماحاً منه مُطَّرفاً
لكن سماحاً تليداً فيه لم يزلِ
ومافمي بمفيق من معاتبة ٍ
حتى يشافه تلك الكفّ بالقُبلِ
فليأمرِ السيدُ الحُجّابَ حضرتَه
بصونِ وجهٍ مصونٍ غيرِ مبتذلِ
حتّى يلاقيني أجفى جُفاتِهمُ
بلا فتورٍ يُرى فيه ولا كسلِ
وليجعلِ الإذنَ رسماً لا زوالَ له
كالإذنِ للقومِ من أصحابهِ النُبُلِ
وما خرقتُ ولا ضيّقت في مهلٍ
بل قد رقَقْتُ وقد أوسعت في المهَلِ
ولو عجلتُ وجدتُ اللَّه يعذرني
في قولهخُلق الإنسان من عجل
ها أنتَ تعلمُ أن الصبر من صبرٍ
تمزجُه بالنجحِ إن النُجح من عسلِ
وما عليَّ ملامٌ إنني رجلٌ
ظمئْت خمساً ولم أشرع على وشل
لكل شرعتُ على بحرٍ له حدبٌ
تغشى غواربَه الركبانُ كالظّلَلِ
متى أنال الذي أمَّلتُ من أملٍ
إن لم أنلْ بك ما أمَّلتُ من أمل
أنَّى يكون ربيعي ممرعاً غَدِقاً
إن لم يكن هكذا والشمس في الحَمَلِ
يا آلَ وهبٍ أعينوني على رجلٍ
أعلى وأثقل في الميزان من جبلِ
حُرمتُ منه وقد عمَّت فواضلهُ
وتلْكُمُ المثلة ُ الكبرى من المُثَلِ
(1/21285)
________________________________________
ألحاظُهُ لا تراعيني ونائلُهُ
لا في التفاريق تأتيني ولا الجُملِ
مضتْ سنونُ أراعي نجمَ دولتِكم
فيها وأعتدها قسْمي من الدُّولِ
إن غابَ حظكُم استعبرتُ من أسفٍ
له وإن قفلَ استبشرتُ بالقفلِ
وإن رمَى الدهرُ من يرمي صفاتُكم
ناديتُه لا رماك اللَّه بالشللِ
حتى إذا أطلع اللَّه السعودَ لكم
خُصصتُ بالعطلة الطُّولى من العُطلِ
طال المطال على حقي ودافعَه
من ليس منه دفاع الحق بالعلل
ولم يفتْ فائتٌ تأسى النفوسُ به
كنائلِ الكفِّ ذاِت العُرفِ والنفلِ
مالٌ مولٍّ وأسبابٌ مخيَّبة ٌ
في دولة الفوزِ ما هذا بمحتملِ
حتّام يا سائس الدنيا تؤخرني
وإنني لنظيرُ الصدرِ لا الكفلِ
لكلّ قومٍ رسومٌ أنت راسمُها
ولستُ فيهم بذي رسْم ولا طللِ
لا في التّجار ولا العُمالِ تنصبُني
وإنني لقليلُ المِثل والبدلِ
أنا المشارُ إليه بالبنانِ إذا
عُدَّ المراجيحُ والمرموق بالمُقلِ
وما وفاني بمدخولٍ إذا كَلَحَتْ
دهياءُ تفترُ للأقوامِ عن عُصُلِ
يدومَ عهدي على حالٍ لمصطنعي
ولا أعرّد عنه ساعة َ الوهلِ
ولا أقولُ إذا نابتهُ نائبة ٌ
مالي بعادية الأيام من قبلِ
كم في احتيالي وتدبيري لذي فزعٍ
من ملجأ ومُغاراتٍ ومُدّخلِ
وما أقُرّضُ نفسي كي أدلسَها
ولا أريغ لديك الحظَّ بالحيلِ
لكن تنصّحتُ في نفسي لأهديَها
إليك والنفسُ علِقُ ليس بالجللِ
ومن تسوَّقَ مرتاعاً بسلعته
مستشعرَ الخوفِ مملوءاً من الوجلِ
فقد تقدمتُ في أمري على ثقة ٍ
مني يشيعها أمنٌ من الخجل
فاخبرْ وجرّبْ تجدْني حين تخبرني
أمْضى من السيف في الأعناق والقُللِ
وارم المهماتِ بي في كلِّ حادثة ٍ
ترتاعُ منها أسودُ الغابِ والأسلِ
تجدْ لديَّ كفاياتٍ مُجرّبة ً
أشفى من الباردِ المثلوجِ للُغلل
لا تطرَحني فإني غير مطرحٍ
ولا تُذلَّني فإني العِلقُ لم يُذلِ
خذني عتاداً لما في الدهرِ من نُوَبٍ
محذورة ولما في الحال من نُقلِ
هذا على أنني أرجو لكم مُهلاً
موصولة ً مدة الدنيا إلى مُهَلِ
(1/21286)
________________________________________
وحقُّكم ذاك إن اللَّه فضّلكُم
تفضيلهُ الضحوة َ الأولى على الطّفلِ
براكم الله من حزمٍ ومن كرمٍ
أزكى من الماءِ بل أذكى من الشُعل
وما افتقرتم إلى مدحٍ يزينكُم
تالله يا زينة َ الأيامِ في الحفلِ
وكيف ذاك ومنكم كلَّ مقتبسٍ
من السناءِ وعنكم كلَّ ممتثل
تغنون عن كلِّ تقريظٍ بفضلكُم
غنى الظباء عن التكحيل بالكَحَل
تلوحُ في دولة ِ الأيامِ دولتُكمِ
كأنها مِلة ُ الإسلام في الملل
فأنتمُ أولياءُ اللَّه كُلُّكُمُ
في جنة الخلد سُكناهم بلا حول
ما إن لدولتكم إبانٌ مُنقرضٌ
كلا لعمري ولا ميقاتُ مرتحلِ
أنجى الإلهُ من المريخ زهرتكم
ومشتريكم فقد أنجاهُ من زحلِ
خُذها فما عجزتْ كلا ولا قَصُرتْ
عن رتبة السبعِ في أترابها الطُولِ
واسلمْ سلامَة َ مأمولٍ فواضلهُ
إذا رأوْه لبني الآمال كالقبلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> بني طاهرٍ إمّا منعتم نوالكمُ
بني طاهرٍ إمّا منعتم نوالكمُ
رقم القصيدة : 61981
-----------------------------------
بني طاهرٍ إمّا منعتم نوالكمُ
فلا تمنعوا مني شفاءَ غليلي
دعوني ألومُ النفسَ إذ أمَّلتكم
وأندبُ مدحي فيكمُ بعويلِ
ولاتبخلوا عني بعرضٍ فكلكُم
بني طاهرِ بالعرضِ غيرُ بخيلِ
صِلوني بأعراضٍ لكم قد تمزقتْ
تمزُّقَ أطمارٍ على ابن سبيلِ
يكُنَّ مناديلي إذا ما تنازعتْ
لحُومَكُم كفّي وكفّ أكيلي
ولاتستقلوها رياءً وسُمعة ً
فما مثلُها في مثلكم بقليلِ
بني طاهرٍ مهما أخالَ على امرىء ٍ
فلومُكُمُ في الناسِ غيرُ مُخيل
لعُمر قوافٍ عاجتِ العيسَ نحوكم
لقد وقفَتْ من ربعِكم بمُحيلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> م طل دمع هريق في الأطلالص بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
م طل دمع هريق في الأطلالص بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
رقم القصيدة : 61982
-----------------------------------
م طل دمع هريق في الأطلالص بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
(1/21287)
________________________________________
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
(1/21288)
________________________________________
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ نه طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
(1/21289)
________________________________________
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
(1/21290)
________________________________________
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
(1/21291)
________________________________________
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
(1/21292)
________________________________________
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراهام طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
(1/21293)
________________________________________
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
(1/21294)
________________________________________
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
(1/21295)
________________________________________
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراهاه
نابتاً بعدُ أيّما استئصالِ
أسندتْ ركنَها إليه فأرسى
(1/21296)
________________________________________
ولقد كان زالَ كُلَّ مزالِ
آلهاً أوّلها وحُقّ لأمرٍ
آلهُ أن يؤولَ خيرَ مآلِ
لم يكنْ للصّفاحِ لولا عليٌّ
شوكة ٌ في العدى ولا للإلالِ
كيدُه كاد حدَّ كلّ سنانٍ
وشبا كلّ مُرهفٍ فصّال
كان مثلَ الرحا هناك وكانتْ
عُددُ الحربِ كلها كالثفالِ
أيها السائلي بجمعِ ابن ليث
لجَّ ذاك النعامُ في الإجفالِ
قفلوا خاسرينَ بل أقفلَ القوْ
مُ وهم كارهون للإقفالِ
بل عَدَتْ جُلَّهم عوادي المنايا
عن نوى المقفلين والقُفّالِ
فجلتهم مثقّفاتٌ ظِماءٌ
تتقيها النُّحورُ بالإرغالِ
ظلّ مُرّانهنَّ أشطانَ مَوْت
لدِلاهن في الصُّدورِ تَدالِ
وفلتْهُم مُهنَّداتٌ حِدادٌ
تُحْسن الفَلْي عن سواءِ المفالي
فثوى هامُهم بمثوى هوانٍ
ليس فيه سوى الرياحِ فوالي
قد أُذيلت لهم لحًى كالجوا
ليق تليها عنافِق كالمخالي
ونجا فلُّهم على فلّ خَيْلٍ
كُنّ أقبلن كالقطا الأرسال
بعدما قدّروا لهن مُروجاً
من سيوحٍ مَريعة ودوالي
بين بغداد والحديثة يخصمْ
نَ بها الريفَ آمنات الرعالِ
أمَّل القومُ ثوبة َ البُدنِ فيهنْ
نَ فأعجلن ثوبة َ الأبوالِ
صادفوا دونَ ذاك شوكَ القنا ال
لدن وودُّوا لو كان شوكَ السيالِ
أسرعتْ فيهم مكائدُ كانت
قبلُ دبت لهم دبيبَ النّمالِ
بثّ منها الحكيمُ فيهم سهاماًم طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
(1/21297)
________________________________________
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
(1/21298)
________________________________________
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
(1/21299)
________________________________________
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
(1/21300)
________________________________________
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراها
نابتاً بعدُ أيّما استئصالِ
أسندتْ ركنَها إليه فأرسى
ولقد كان زالَ كُلَّ مزالِ
آلهاً أوّلها وحُقّ لأمرٍ
آلهُ أن يؤولَ خيرَ مآلِ
لم يكنْ للصّفاحِ لولا عليٌّ
شوكة ٌ في العدى ولا للإلالِ
كيدُه كاد حدَّ كلّ سنانٍ
وشبا كلّ مُرهفٍ فصّال
كان مثلَ الرحا هناك وكانتْ
عُددُ الحربِ كلها كالثفالِ
أيها السائلي بجمعِ ابن ليث
لجَّ ذاك النعامُ في الإجفالِ
قفلوا خاسرينَ بل أقفلَ القوْ
مُ وهم كارهون للإقفالِ
بل عَدَتْ جُلَّهم عوادي المنايا
عن نوى المقفلين والقُفّالِ
فجلتهم مثقّفاتٌ ظِماءٌ
تتقيها النُّحورُ بالإرغالِ
ظلّ مُرّانهنَّ أشطانَ مَوْت
لدِلاهن في الصُّدورِ تَدالِ
وفلتْهُم مُهنَّداتٌ حِدادٌ
تُحْسن الفَلْي عن سواءِ المفالي
فثوى هامُهم بمثوى هوانٍ
ليس فيه سوى الرياحِ فوالي
قد أُذيلت لهم لحًى كالجوا
ليق تليها عنافِق كالمخالي
ونجا فلُّهم على فلّ خَيْلٍ
كُنّ أقبلن كالقطا الأرسال
بعدما قدّروا لهن مُروجاً
من سيوحٍ مَريعة ودوالي
بين بغداد والحديثة يخصمْ
نَ بها الريفَ آمنات الرعالِ
أمَّل القومُ ثوبة َ البُدنِ فيهنْ
نَ فأعجلن ثوبة َ الأبوالِ
صادفوا دونَ ذاك شوكَ القنا ال
لدن وودُّوا لو كان شوكَ السيالِ
أسرعتْ فيهم مكائدُ كانت
قبلُ دبت لهم دبيبَ النّمالِ
بثّ منها الحكيمُ فيهم سهاماًه
وقعتْ في مواضعِ الآجالِ
يا ابن يحيى حلفْتُ لو غِبْتَ عنها
أعضلَ الداءُ أيّما إعضالِ
بهُدَاك اهتدتْ حيارى المنايا
(1/21301)
________________________________________
يومَ ضلَّت مقاتلَ الأقيالِ
ظاهرَ الأولياءُ منك ظهيراً
ناصحَ الجيب غيرَ ذي إدغالِ
يوم جاء الصَّفَّارُ تكنُفُه الكُفْ
فارَ حُمرَ العيون صُهبُ السبالِ
بخميسٍ له لجيبُ صهيلٍ
راغَ في عُرضهُ رُغاء الجمالِ
فيه مستلئمون كالجِلة الجرُ
بِ طلاهُنَّ بالعبيبة ِ طالِ
غير أن احتكاكهن من العُرْ
رِ بحد اللقاء لا الأجذالِ
أقبلوا مُقبلاً تمخَّضَ منه
حاملاً كالنساء بالأحمالِ
فوق شقر من الحرائر جرد
لاحقاتِ البطونِ بالآطالِ
مُسْرجاتٍ مجللاتٍ تجافي
فَ حديدٍ مواضعَ الأجلالِ
ملبساتٍ من التهاويلِ زياً
يستفزّ القلوبَ قبل التّبال
راعت الناسَ يومَ ذلك حتَّى
قال قومٌ أخَيْلهُم أم سَعالي
وأبى قلبُك المشيَّعُ إلا
جرأة َ الليثِ مثلك الرئبالِ
فتفاءلتُ إذ بدتْ في شعورٍ
كشعورِ المعيز أصدقَ فالِ
قلتُ شاءٌ مجنَّباتٌ لأُسدٍ
عُوّدتْ جرَّها إلى الأشبالِ
والموالي بمسمع من وليّ
جاهَدَ النصر ليس بالخذّال
واستثاروا عجاجة الكرّ قِدماً
مُشْرعي كلّ ذابلٍ عسّال
من رماح إذا عَسَلْنَ تضَمَنْ
نَ قِرا كلّ عاسل بسَّال
قد مشتْ فيهمُ حُميا حفاظٍ
كحُميا سُلافة ِ الجِريال
بعدما سُهّلتْ لهم سُبل ال
كرّ بتدبيرٍ ناقضٍ فتَّال
راضَ بالرأي مصعبَ الخطبِ حتّى
عاد مثل الطَّليح في التَّذلال
وجرتْ عند كرِّهم ريح نُصرٍم طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
(1/21302)
________________________________________
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
(1/21303)
________________________________________
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذات يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
(1/21304)
________________________________________
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
(1/21305)
________________________________________
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراها
نابتاً بعدُ أيّما استئصالِ
أسندتْ ركنَها إليه فأرسى
ولقد كان زالَ كُلَّ مزالِ
آلهاً أوّلها وحُقّ لأمرٍ
آلهُ أن يؤولَ خيرَ مآلِ
لم يكنْ للصّفاحِ لولا عليٌّ
شوكة ٌ في العدى ولا للإلالِ
كيدُه كاد حدَّ كلّ سنانٍ
وشبا كلّ مُرهفٍ فصّال
كان مثلَ الرحا هناك وكانتْ
عُددُ الحربِ كلها كالثفالِ
أيها السائلي بجمعِ ابن ليث
لجَّ ذاك النعامُ في الإجفالِ
قفلوا خاسرينَ بل أقفلَ القوْ
مُ وهم كارهون للإقفالِ
بل عَدَتْ جُلَّهم عوادي المنايا
عن نوى المقفلين والقُفّالِ
فجلتهم مثقّفاتٌ ظِماءٌ
تتقيها النُّحورُ بالإرغالِ
ظلّ مُرّانهنَّ أشطانَ مَوْت
لدِلاهن في الصُّدورِ تَدالِ
وفلتْهُم مُهنَّداتٌ حِدادٌ
تُحْسن الفَلْي عن سواءِ المفالي
فثوى هامُهم بمثوى هوانٍ
ليس فيه سوى الرياحِ فوالي
قد أُذيلت لهم لحًى كالجوا
ليق تليها عنافِق كالمخالي
ونجا فلُّهم على فلّ خَيْلٍ
كُنّ أقبلن كالقطا الأرسال
بعدما قدّروا لهن مُروجاً
من سيوحٍ مَريعة ودوالي
بين بغداد والحديثة يخصمْ
نَ بها الريفَ آمنات الرعالِ
أمَّل القومُ ثوبة َ البُدنِ فيهنْ
نَ فأعجلن ثوبة َ الأبوالِ
صادفوا دونَ ذاك شوكَ القنا ال
لدن وودُّوا لو كان شوكَ السيالِ
أسرعتْ فيهم مكائدُ كانت
قبلُ دبت لهم دبيبَ النّمالِ
بثّ منها الحكيمُ فيهم سهاماً
وقعتْ في مواضعِ الآجالِ
يا ابن يحيى حلفْتُ لو غِبْتَ عنها
(1/21306)
________________________________________
أعضلَ الداءُ أيّما إعضالِ
بهُدَاك اهتدتْ حيارى المنايا
يومَ ضلَّت مقاتلَ الأقيالِ
ظاهرَ الأولياءُ منك ظهيراً
ناصحَ الجيب غيرَ ذي إدغالِ
يوم جاء الصَّفَّارُ تكنُفُه الكُفْ
فارَ حُمرَ العيون صُهبُ السبالِ
بخميسٍ له لجيبُ صهيلٍ
راغَ في عُرضهُ رُغاء الجمالِ
فيه مستلئمون كالجِلة الجرُ
بِ طلاهُنَّ بالعبيبة ِ طالِ
غير أن احتكاكهن من العُرْ
رِ بحد اللقاء لا الأجذالِ
أقبلوا مُقبلاً تمخَّضَ منه
حاملاً كالنساء بالأحمالِ
فوق شقر من الحرائر جرد
لاحقاتِ البطونِ بالآطالِ
مُسْرجاتٍ مجللاتٍ تجافي
فَ حديدٍ مواضعَ الأجلالِ
ملبساتٍ من التهاويلِ زياً
يستفزّ القلوبَ قبل التّبال
راعت الناسَ يومَ ذلك حتَّى
قال قومٌ أخَيْلهُم أم سَعالي
وأبى قلبُك المشيَّعُ إلا
جرأة َ الليثِ مثلك الرئبالِ
فتفاءلتُ إذ بدتْ في شعورٍ
كشعورِ المعيز أصدقَ فالِ
قلتُ شاءٌ مجنَّباتٌ لأُسدٍ
عُوّدتْ جرَّها إلى الأشبالِ
والموالي بمسمع من وليّ
جاهَدَ النصر ليس بالخذّال
واستثاروا عجاجة الكرّ قِدماً
مُشْرعي كلّ ذابلٍ عسّال
من رماح إذا عَسَلْنَ تضَمَنْ
نَ قِرا كلّ عاسل بسَّال
قد مشتْ فيهمُ حُميا حفاظٍ
كحُميا سُلافة ِ الجِريال
بعدما سُهّلتْ لهم سُبل ال
كرّ بتدبيرٍ ناقضٍ فتَّال
راضَ بالرأي مصعبَ الخطبِ حتّى
عاد مثل الطَّليح في التَّذلال
وجرتْ عند كرِّهم ريح نُصرٍه
تحتَ عُثنونِ ذلك القسطال
بابتهالِ امرىء تقيٍّ ذكيٍّ لي
لُه قبلَ ذاك ليلُ ابتهالِ
فإذا الكلبُ عن حِماهم طريدٌ
قد كفاه الطرادُ دونَ النزالِ
صدَّ عنهم وكان صبَّاً إليهم
حين لاقاهمُ صدودَ مُقالي
وتلته على الوحَى واثقاتٍ
من صبيبِ الدماءِ بالأنعالِ
غيرَ مُرتاعة ٍ لفورِ نجيعٍ
من صريعٍ ولا لصوتِ انجدالِ
فوقها طالبون كانوا قديماً
يطلبون الإدبارَ بالإقبالِ
يتقاضوْن في الغُلول نضالاً
من ديونِ السلاح بعد نضالِ
لهم في الظهور سبحٌ طويلٌ
بعد طعنِ الكُلى وضربِ القلالِ
(1/21307)
________________________________________
لم يخيموا عَنِ النزال ولكن
نزل النصرُ قبلَ دعوى نَزال
شمَّروا في الوغى وذُلّل يعقو
بُ وألوى التشميرُ بالأسبالِ
والموالي مشمِّرون وكم
ذيلٍ حباهُ التشميرُ بالأسبال
ذلّل الحيل حين شمَّرتْ لل
حربِ فما زادها سوى الأثقالِ
ولعمرُ القنا الذي استدبرتْه
لو تمتّعْن منه باستقبالِ
ضلَّ يعقوبُ إذ يعدُّ التهاوي
لِ لمن لا يُهالُ بالأهوالِ
لزَمتهُ زِجاجَها لعيونٍ
ليس فيها كوالىء بل كوالي
لا رأتْ يَومَك الفظيعَ الموالي
فالموالي لما صنعت مَوالي
كدتَ أعداءَهم بكيدٍ عظيم
ذبَّ للقومِ في شخاصٍ ضِئالِ
فاجتَلى هامَهم بسيفِ دهاءٍ
لم يزل قاطعاً بغير استلالِ
وبك استيقظوا وقد زاول الغا
درُ قبلَ القتالِ بابَ الختالِ
قلتُ إذ سطَّر الأساطيرَ مهلاً
رُمْتَ من لا يُزلُّ لاسترسالِ
أرسلوا نحوه السهامَ جواباً
لرسلاتِه وللإرسالِ
عظُمت غفلة ُ امرىء مُبتداه
رام من ذَراكَ باستغفالِ
جادلتْ تُرّهاتهم فاستنز
لتْها إلى النار أيما إزلال
حكمة ٌ منك ربما جُعل السي
فُ لساناً لها غداة الجدالِ
بعدما قلتَ لاسمِ كيدك زرهم
مجلباً في عساكر الأرجالِ
فمضى بادئاً ومعناه خا
فٍ غيرَ رُعبٍ يصولُ كلَّ مَصالِ
ظلّ لما أطلّ تنفلُّ عنه
عزماتُ الطغاة ِ كل انفلالِ
وقديماً ذُكرتَ فاشتملٍ المَجْر
على الرعبِ منك كل اشتمالِ
وغدا ربّه يرى كلَّ شيءٍ
كائداً شديدَ المحالِ
وجِلا قلبهُ بلا أخذِ حِذرٍ
غير مافي حشاه من قلقالِ
لو تدلّى إليه حبلٌ من اللَّه
رآه حبلاً من الأحبالِ
واسم كيد المجرِّب الكيدَ كيْ
دٌ ظَاهِرٌ قبل بطان ختَّال
ليس ينفكُّ صائلاً في صدورٍ
صولة ً بالقلوبِ قبل الصّيالِ
ما عجبنا من انفلال ابن ليثٍ
عن حسام لمثله فلاّل
حُوَلٌ يغرقُ المداهون منه
في غمار يَرونها كالضحالِ
بل لإقدامه مع الرُّعبِ لكن
ساقهُ الحينُ راكبَ استبسال
مستطارَ الفؤاد مُشْعَرَ خوفٍ
لا طمأنينة ٍ ولا استرسالِ
ثكِلت أمُّ منْ تعادي وما كن
تَ تعادي إلا بني مِثكالِ
(1/21308)
________________________________________
لك إطراقة ٌ إذا ناب خطبٌ
هي أدهى من سَوْرة الأبطالِ
يستثيرُ المكائدَ الصُّمعَ منها
أيَّ صِلّ هناك في العِرزال
وقى اللَّه ابن يحيى عن الأمْ
مَة شراً قد همَّ باستفحالِ
فتنة ٌ كان أهلُها قد تعدَّوا
قدْحَ نيرانها إلى الإشعالِ
أطفأتْها دماؤهم بل سيوفٌ
أبهلتْهنَّ أيما إبهالِ
وامرؤٌ مصلحٌ إذا عاينَ القوْ
مَ أرادوا الأديمَ بالإنغال
جَرّدَ الرأي والعزيمة َ والجِدْ
دَ وولَّى الوكالَ أهلَ الوكال
ومضى كالقضاءِ يأذنُ في سَفْ
كِ دماءِ العِدا لأسْدٍ بسّالِ
وكذاك القضاء يأذن في القدَ
ل وفيه عن القتال تعالي
قائلُ المدحِ في علي بن يحيى
غيرُ مستكرهٍ ولامحتالِ
بل إذا قاله أتَتْهُ المعاني
والقوافي تنثال أيَّ انثيال
لاتطالبهُ بالثوابِ فما ردْ
دُ ثوابٍ من مثلهِ بحلال
لن يحلَّ الثوابُ إلا إذا ما
كان في المدحِ موضعٌ لاعتمالِ
فاطوِ كشحاً عن الثوابِ لديه
والتمسْ نيل ماجدٍ منه نالِ
بذلَ المالَ للرعيّة والنف
سَ لراعيه ديدَني بذالِ
للندى والردى مواطنُ كُرهٍ
لايُطاليه حرَّهنَّ مُصالِ
ملك أوْرثَتْه ساسانُ اليونا
نُ من والدٍ وعمّ وخالِ
بيتَ نارٍ وبيتَ نورٍ من الحك
مة طالا شواهقَ الأجبالِ
لستُ أنفك قائماً يا بن يحيى
فيك بالمدح غيرَ ذي إخلالِ
وإلى اللَّه بعد هذا تشكّي
حاجتي منك خلة َ الإغفالِ
أصبحتْ حاجتي إليك تُرجَّى
في عقال أمرَّ من عقالِ
وأُراني إليك دون أناسٍ
لاتُداني بحورُهم أوشالي
ولهذا ومثلهِ غير شكٍّ
كان بينَ القوابل استهلالي
ما بكاءُ الوليدِ إلا لأمرٍ
حُقَّ من مِثله مشيبُ القذال
أتُراه بكى من الرَّوح والرُّح
ب على غمة ٍ وضيقِ مجالِ
لا ولكنْ جلَّى هناك عليه
ما سيلقى من العجائب جالي
أبصرتْ نفسُه الذي هو لاقٍ
فرأت منه منظراً لأهوالِ
من خطوبٍ تغشى به كلَّ حدّم طُلَّ دمعٌ هُريق في الأطلالِ
بعد إقوائها من الحُلاَّلِ
فلَّ ما طُلَّتِ الدماءُ اللواتي
سفكَتْها سواكنُ الأطلال
أيُّ حقٍّ لها فيرعاه راعٍ
(1/21309)
________________________________________
من نوالٍ لأهلِها ووصالِ
فانْصِرَافاً عن الوقوفِ عليها
إنها من مواقِفِ الضُّلالِ
لن ترى الدهَر موقفاً لرشيدٍ
يشتري النُّكس فيه بالإبلالِ
ليسَ تُجدي على المُسائلِ دارٌ
غيرَ هيجِ السقامِ بعد اندمال
وكفاه بما تسلّفَ منها
من قديمِ الخبالِ بعد الخبالِ
تهجُر الوحشُ كلَّ وادٍ عراهُ
مرة ً ذو حِبالة أو نِبالِ
وعساها لم تُمْنَ فيه برمي
نالها صبرة ً ولا باحتبال
وترى الناسَ يرأمون عِراصاً
يختبلن الصحيح أي اختبال
بعدما لقوْا بها البرحَ المبرْ
رِحَ من حابل ومن نَبَّالِ
ولعمري لكانت الإنسُ أحجى
باجتنابِ الأمورِ ذات الوبالِ
بل يظل الأسيرُ منهم إذا فُكْ
كَ طويلَ الأسى على الأكبالِ
واقفاً في معاهدِ الأسر يبكي
من هوى آسراتِه غيرَ سالِ
يُتْبع النفسَ كلَّ بيضاءَ شالتْ
من دماءِ الرجال ذاتَ انتقالِ
مع أني وإن رُزِئتُ عليهم
واحتَلبتُ الصّبا بغير اكتهالِ
غيرُ ناسٍ على تناسيَّ جهلي
عهدَ أسماء بالحِمى والمطالِ
من فتاة ٍ تحلُّ كلَّ ربيعٍ
بمغانٍ من المها ومحلالِ
حينَ يغدو بنو الظباء فيلقو
نَ خليطيْ جآذرٍ ورِئال
وكذاك الزمانُ يمحلُ بالإل
فَيْنِ محلاً يجني بعادَ زِيال
حبَّذا عهدُهَا الذي عاد شوقاً
وحنيناً إلى العهودِ الخوالي
والزمانُ الذي لبسنا به العي
شَ جديداً كأنه بُردُ حالِ
والمحلّ الذي تبدّلَ عِيناً
بعد عين من الأنيسِ الخوالي
إنْ نُبادلْ بسكنه فعلى ضنْ
نٍ بتلك الأعلاقِ عند البِدالِ
ليتَ شعري هل ذلك العهد مرجو
عٌ بعطفٍ من النَوى وانفتالِ
إذ غصونُ اللجيْنِ لا البانِ منه
فوق كثبان لؤلؤ لا رِقال
ليس غيرُ العيونِ فيهنَّ من نَوْ
رٍ وغير الثُّديّ من أحمالِ
بينها غادة ٌ تُشارك فيها
بهجة َ الشمسِ صورة ُ التمثال
من ذواتِ الحظوظ في البُدنِ إلا
طيَّ بينِ الصدور والأكفالِ
تقسِم الحَلي بين قُب خماصٍ
تحت أثنائه وجسمٍ خِدالِ
يتشاكى وشاحها وأخوه ضدّ
شكوى السّوار والخلخالِ
جاع شاكٍ وكُظَّ شاكٍ
(1/21310)
________________________________________
وما ذاك لخبث الغذاء والإرقالِ
بلكلا الشاكيين نُزّل منها
نُزُلا طيباً من الأنزال
شدّ من متنِها هوى بعضها بعضاً
وقد همّ خصرُها بانخزالِ
كاد لولاه أن يلين قضيبٌ
من كثيب على شفير انهيالِ
بل حمَى جسمَها وقد أسلمتهُ
رقة ٌ سابرية ٌ لانحلالِ
مستعارٌ رنَوّها مِنْ مَهاة ٍ
مستعارٌ عُطوُّها من غزال
بل هي المستعارُ ذلك منها
للمها والظباء غيرَ انتحالِ
ظبية ٌ إن عطتْ جنتْ ثمراتٍ
من قلوبٍ ولم تُنشْ غصنَ ضالِ
ذاتُ جيدٍ عُطوله أحسن الحل
ي عليه وليس بالمعطالِ
روضة ُ الليلِ عاطرُ النَّشر فيه
حين تعتلُّ نكهة ُ المِنفال
أيّما منظرٍ تزودْتُ منه
يومَ رُدّت جِمالُها لاحتمال
ذاك يومٌ رأيتها فيه مليءٌ
للعين من بهجة ٍ وحُسْنِ دلالِ
لبست حلة َ الشبابِ وظلتْ
تتهادى في غصنهِ الميّالِ
صبغة ٌ أرجوانية ٌ في صفاءٍ
وقوامٌ مهفهفٌ في اعتدالِ
وزهاها سوادُ فرعٍ بهيمٌ
فهْي سكرى لذاك سُكْر اختيالِ
لتزِدْ في اختيالها ولعمري
إنها في مزِية المختالِ
أقبلَتْ في القبولِ تمشي الهوينا
وهي حُسناً كالحظ في الإقبالِ
قد تجلّت على محاسنَ ليستْ
عند فقد الحُلي والإعطالِ
ظاهرتْ شِكَّة ً عليها بأخرى
لامرىء ٍ غير مُؤْذنٍ بقتالِ
ويحَ أعدائها أذلك منها
فرطُ حشدٍ لحاسرٍ مِعزالِ
لاتُظاهرُ سلاحَها لمُحبّ
فكفاهُ بسهمِها القتَّالِ
أيها العائبي بخفّة ِ لحمي
بجلى منه كُسوة ُ الأوصالِ
وهنيئاً لك الفضولُ من اللح
مِ ففاخِر بها ذواتِ الحجالِ
قلَّ ما توجدُ الفضائل إلا
في خِفاف الرجال دونَ الثقالِ
يُنظم الدرُّ في السلوك وتأبى
عزة ُ الدرّ نظمهُ في الحبالِ
كم غليظٍ من الرجال ثقيلٍ
ناقصُ الوزن شائل المثالِ
من أُناسٍ أوتوا حلومَ العصافي
ر فلم تُغنهم جسومُ البغالِ
وقضيفٍ من الرجال خفيفٍ
راجِحُ الوزن عند وزن الرجال
مكن أناسٍ ذوي جسوم شِخاتٍ
قد أُمّرتْ على نفوسٍ نبالِ
حظُّهم وافرٌ من الروحِ روحِ ال
لهِ لاوافرٌ من الصلصال
لم يخالطُهم من الحمأ المس
(1/21311)
________________________________________
نونِ إلا طيفٌ كطيف الخيالِ
من كهولٍ جحاجحٍ تُعرف الحن
كة ُ فيهم وفتية ِ أزوالِ
خُلقوا للخطوبِ يمضون فيها
فهمُ مرهفونَ مثلَ النصالِ
يتلظَّوْن حدة ً وذكاءً
كتلظّي ثوائر الأصلالِ
يستشفونَ رقّة ً وصفاءً
عن رقيقٍ من الطّباع زُلالِ
مثل ما تستشف آنية ُ البلْ
لورِ عن ماء مُزنة ٍ سلسال
بين تلك الثيابِ أرواحُ نورٍ
علقت منهمُ بأشبال آلِ
جُثثٌ لُطّفتْ على قدرِ الأر
واح إن الآلات كالعمالِ
لم تكن آلة ٌ ليخلقها الخا
لقُ إلا شبيهة َ المؤتالِ
هم مفاتيحُ كلِّ قفلٍ عسيرٍ
وأطباءٌ كلّ داءٍ عُضالِ
هم مصابيحُ كلّ ليلٍ بهيمٍ
وأدلاءُ كلّ أمر ضلالِ
فَلْيَعِبْ عائبٌ سواهم وإلا
فليلاطِم أسنّة ً في عوالِ
ما يعيبُ العماة ُ لولا عماهم
من مصابيحَ أُذكيتْ في ذُبالِ
لو رأى اللَّه أن في البُدنِ فضلاً
ما زَوى الفضلَ عن عليّ المعالي
ما زوى اللَّه عن علي بن يحيى
وزواه عني فلست أبالي
من فتًى أسْمنَ المكارمَ حتى
هزَّلتْه وحبذا من هُزالِ
لم يُثقَّل ولم يشذَّبْ وإن كا
نتْ له هيبة ُ الطوال البِجال
طالهُ بالعظام قومٌ فأضحى
بمساعيهِ وهْوَ فوق الطّوالِ
فليطلهم بالصالحاتِ البواقي
وليطولوهُ بالعظامِ البوالي
ماجدٌ سائرُ النَدى في فَيافٍ
مقفراتٍ منأهله أفلالِ
سالكاً فجَّهُ بغيرِ صحابٍ
وهو ما شئتَ من مَهيبٍ مُهال
يا لقومٍ لأُنسه وهداهُ
بين تلك المهامِه الأغفالِ
أآنَسَتْهُ من مجدهِ مؤنساتٌ
أوحشتهُ بقلة ِ الأشكال
وهداهُ من وجههِ ضوءُ بدرٍ
نورُه الدهرَ غيرَ ذي اضمحلالِ
من رجالٍ توقَّلوا في المعالي
بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها
وتدلَّى إلى العلا من معالِ
منحتْه فضولهُ كلَّ فضلٍ
حلَّ بين النبيلِ والتنبالِ
بل أبى بذله الفضولَ تعدّ
من ظلومٍ كرائمَ الأموالِ
يفضل المفضلون إلا ابن يحيى
فهو عالٍ عن خُطة ِ الإفضالِ
غيرُ راضٍ لسائليه بقصدٍ
عند إثرائهِ ولا إقلالِ
فإذا ماله تعذّر وصّى
جاهَه بعدَه على السُّؤَّالِ
(1/21312)
________________________________________
فتراه لهم رِشاءً وطوراً
جُمة ً يستقونها بالعقال
كلُّ منْ يبنِ لا يبنِ من النا
سِ عيالٌ عليه أو كالعيالِ
ما يقاسي العفاة ُ من عضّ دهرٍ
ما يقاسى فيهمُ من العذَّالِ
بل هو المرءُ يحجمُ العذلُ عنه
لا لخوفِ الخنا بل الإجلالِ
يتبارى إليه وفدانٌ شتَّى
وفد شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لاتزال تُباري
وافداتٍ إلى ذوي الآمال
موغلاتٌ في كل فجّ من الأر
ضِ تفوتُ الرياحَ في الأيقال
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها
نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهي إليهم
أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقل عنها
وكفتْه مؤونة َ الترحالِ
لاتزُل عنه نعمة ٌ لو أُزيلتْ
لم تجد عنه وِجهة ً للزوالِ
فلئنْ كان للرعية غيثاً
أصبحت في حياه كالأهمالِ
إنه للجموح يجمحُ في الغَيْ
ي لنِكْل من أعظم الأنكالِ
في يدِ الله والخليفة ِ منه
سيفُ كيدٍ على ذوي الإخلالِ
هو أجلى عن الخليفة ِ لمَّا
سلَّت السيفَ فتنة ُ الجُهَّالِ
ردَّ بالأمس عرقها في ثراها
نابتاً بعدُ أيّما استئصالِ
أسندتْ ركنَها إليه فأرسى
ولقد كان زالَ كُلَّ مزالِ
آلهاً أوّلها وحُقّ لأمرٍ
آلهُ أن يؤولَ خيرَ مآلِ
لم يكنْ للصّفاحِ لولا عليٌّ
شوكة ٌ في العدى ولا للإلالِ
كيدُه كاد حدَّ كلّ سنانٍ
وشبا كلّ مُرهفٍ فصّال
كان مثلَ الرحا هناك وكانتْ
عُددُ الحربِ كلها كالثفالِ
أيها السائلي بجمعِ ابن ليث
لجَّ ذاك النعامُ في الإجفالِ
قفلوا خاسرينَ بل أقفلَ القوْ
مُ وهم كارهون للإقفالِ
بل عَدَتْ جُلَّهم عوادي المنايا
عن نوى المقفلين والقُفّالِ
فجلتهم مثقّفاتٌ ظِماءٌ
تتقيها النُّحورُ بالإرغالِ
ظلّ مُرّانهنَّ أشطانَ مَوْت
لدِلاهن في الصُّدورِ تَدالِ
وفلتْهُم مُهنَّداتٌ حِدادٌ
تُحْسن الفَلْي عن سواءِ المفالي
فثوى هامُهم بمثوى هوانٍ
ليس فيه سوى الرياحِ فوالي
قد أُذيلت لهم لحًى كالجوا
ليق تليها عنافِق كالمخالي
ونجا فلُّهم على فلّ خَيْلٍ
كُنّ أقبلن كالقطا الأرسال
(1/21313)
________________________________________
بعدما قدّروا لهن مُروجاً
من سيوحٍ مَريعة ودوالي
بين بغداد والحديثة يخصمْ
نَ بها الريفَ آمنات الرعالِ
أمَّل القومُ ثوبة َ البُدنِ فيهنْ
نَ فأعجلن ثوبة َ الأبوالِ
صادفوا دونَ ذاك شوكَ القنا ال
لدن وودُّوا لو كان شوكَ السيالِ
أسرعتْ فيهم مكائدُ كانت
قبلُ دبت لهم دبيبَ النّمالِ
بثّ منها الحكيمُ فيهم سهاماً
وقعتْ في مواضعِ الآجالِ
يا ابن يحيى حلفْتُ لو غِبْتَ عنها
أعضلَ الداءُ أيّما إعضالِ
بهُدَاك اهتدتْ حيارى المنايا
يومَ ضلَّت مقاتلَ الأقيالِ
ظاهرَ الأولياءُ منك ظهيراً
ناصحَ الجيب غيرَ ذي إدغالِ
يوم جاء الصَّفَّارُ تكنُفُه الكُفْ
فارَ حُمرَ العيون صُهبُ السبالِ
بخميسٍ له لجيبُ صهيلٍ
راغَ في عُرضهُ رُغاء الجمالِ
فيه مستلئمون كالجِلة الجرُ
بِ طلاهُنَّ بالعبيبة ِ طالِ
غير أن احتكاكهن من العُرْ
رِ بحد اللقاء لا الأجذالِ
أقبلوا مُقبلاً تمخَّضَ منه
حاملاً كالنساء بالأحمالِ
فوق شقر من الحرائر جرد
لاحقاتِ البطونِ بالآطالِ
مُسْرجاتٍ مجللاتٍ تجافي
فَ حديدٍ مواضعَ الأجلالِ
ملبساتٍ من التهاويلِ زياً
يستفزّ القلوبَ قبل التّبال
راعت الناسَ يومَ ذلك حتَّى
قال قومٌ أخَيْلهُم أم سَعالي
وأبى قلبُك المشيَّعُ إلا
جرأة َ الليثِ مثلك الرئبالِ
فتفاءلتُ إذ بدتْ في شعورٍ
كشعورِ المعيز أصدقَ فالِ
قلتُ شاءٌ مجنَّباتٌ لأُسدٍ
عُوّدتْ جرَّها إلى الأشبالِ
والموالي بمسمع من وليّ
جاهَدَ النصر ليس بالخذّال
واستثاروا عجاجة الكرّ قِدماً
مُشْرعي كلّ ذابلٍ عسّال
من رماح إذا عَسَلْنَ تضَمَنْ
نَ قِرا كلّ عاسل بسَّال
قد مشتْ فيهمُ حُميا حفاظٍ
كحُميا سُلافة ِ الجِريال
بعدما سُهّلتْ لهم سُبل ال
كرّ بتدبيرٍ ناقضٍ فتَّال
راضَ بالرأي مصعبَ الخطبِ حتّى
عاد مثل الطَّليح في التَّذلال
وجرتْ عند كرِّهم ريح نُصرٍ
تحتَ عُثنونِ ذلك القسطال
بابتهالِ امرىء تقيٍّ ذكيٍّ لي
لُه قبلَ ذاك ليلُ ابتهالِ
فإذا الكلبُ عن حِماهم طريدٌ
(1/21314)
________________________________________
قد كفاه الطرادُ دونَ النزالِ
صدَّ عنهم وكان صبَّاً إليهم
حين لاقاهمُ صدودَ مُقالي
وتلته على الوحَى واثقاتٍ
من صبيبِ الدماءِ بالأنعالِ
غيرَ مُرتاعة ٍ لفورِ نجيعٍ
من صريعٍ ولا لصوتِ انجدالِ
فوقها طالبون كانوا قديماً
يطلبون الإدبارَ بالإقبالِ
يتقاضوْن في الغُلول نضالاً
من ديونِ السلاح بعد نضالِ
لهم في الظهور سبحٌ طويلٌ
بعد طعنِ الكُلى وضربِ القلالِ
لم يخيموا عَنِ النزال ولكن
نزل النصرُ قبلَ دعوى نَزال
شمَّروا في الوغى وذُلّل يعقو
بُ وألوى التشميرُ بالأسبالِ
والموالي مشمِّرون وكم
ذيلٍ حباهُ التشميرُ بالأسبال
ذلّل الحيل حين شمَّرتْ لل
حربِ فما زادها سوى الأثقالِ
ولعمرُ القنا الذي استدبرتْه
لو تمتّعْن منه باستقبالِ
ضلَّ يعقوبُ إذ يعدُّ التهاوي
لِ لمن لا يُهالُ بالأهوالِ
لزَمتهُ زِجاجَها لعيونٍ
ليس فيها كوالىء بل كوالي
لا رأتْ يَومَك الفظيعَ الموالي
فالموالي لما صنعت مَوالي
كدتَ أعداءَهم بكيدٍ عظيم
ذبَّ للقومِ في شخاصٍ ضِئالِ
فاجتَلى هامَهم بسيفِ دهاءٍ
لم يزل قاطعاً بغير استلالِ
وبك استيقظوا وقد زاول الغا
درُ قبلَ القتالِ بابَ الختالِ
قلتُ إذ سطَّر الأساطيرَ مهلاً
رُمْتَ من لا يُزلُّ لاسترسالِ
أرسلوا نحوه السهامَ جواباً
لرسالاتِه وللإرسالِ
عظُمت غفلة ُ امرىء مُبتداه
رام من ذَراكَ باستغفالِ
جادلتْ تُرّهاتهم فاستنز
لتْها إلى النار أيما إزلال
حكمة ٌ منك ربما جُعل السي
فُ لساناً لها غداة الجدالِ
بعدما قلتَ لاسمِ كيدك زرهم
مجلباً في عساكر الأرجالِ
فمضى بادئاً ومعناه خا
فٍ غيرَ رُعبٍ يصولُ كلَّ مَصالِ
ظلّ لما أطلّ تنفلُّ عنه
عزماتُ الطغاة ِ كل انفلالِ
وقديماً ذُكرتَ فاشتملٍ المَجْر
على الرعبِ منك كل اشتمالِ
وغدا ربّه يرى كلَّ شيءٍ
كائداً شديدَ المحالِ
وجِلا قلبهُ بلا أخذِ حِذرٍ
غير مافي حشاه من قلقالِ
لو تدلّى إليه حبلٌ من اللَّه
رآه حبلاً من الأحبالِ
واسم كيد المجرِّب الكيدَ كيْ
(1/21315)
________________________________________
دٌ ظَاهِرٌ قبل بطان ختَّال
ليس ينفكُّ صائلاً في صدورٍ
صولة ً بالقلوبِ قبل الصّيالِ
ما عجبنا من انفلال ابن ليثٍ
عن حسام لمثله فلاّل
حُوَلٌ يغرقُ المداهون منه
في غمار يَرونها كالضحالِ
بل لإقدامه مع الرُّعبِ لكن
ساقهُ الحينُ راكبَ استبسال
مستطارَ الفؤاد مُشْعَرَ خوفٍ
لا طمأنينة ٍ ولا استرسالِ
ثكِلت أمُّ منْ تعادي وما كن
تَ تعادي إلا بني مِثكالِ
لك إطراقة ٌ إذا ناب خطبٌ
هي أدهى من سَوْرة الأبطالِ
يستثيرُ المكائدَ الصُّمعَ منها
أيَّ صِلّ هناك في العِرزال
وقى اللَّه ابن يحيى عن الأمْ
مَة شراً قد همَّ باستفحالِ
فتنة ٌ كان أهلُها قد تعدَّوا
قدْحَ نيرانها إلى الإشعالِ
أطفأتْها دماؤهم بل سيوفٌ
أبهلتْهنَّ أيما إبهالِ
وامرؤٌ مصلحٌ إذا عاينَ القوْ
مَ أرادوا الأديمَ بالإنغال
جَرّدَ الرأي والعزيمة َ والجِدْ
دَ وولَّى الوكالَ أهلَ الوكال
ومضى كالقضاءِ يأذنُ في سَفْ
كِ دماءِ العِدا لأسْدٍ بسّالِ
وكذاك القضاء يأذن في القت
ل وفيه عن القتال تعالي
قائلُ المدحِ في علي بن يحيى
غيرُ مستكرهٍ ولامحتالِ
بل إذا قاله أتَتْهُ المعاني
والقوافي تنثال أيَّ انثيال
لاتطالبهُ بالثوابِ فما ردْ
دُ ثوابٍ من مثلهِ بحلال
لن يحلَّ الثوابُ إلا إذا ما
كان في المدحِ موضعٌ لاعتمالِ
فاطوِ كشحاً عن الثوابِ لديه
والتمسْ نيل ماجدٍ منه نالِ
بذلَ المالَ للرعيّة والنف
سَ لراعيه ديدَني بذالِ
للندى والردى مواطنُ كُرهٍ
لايُطاليه حرَّهنَّ مُصالِ
ملك أوْرثَتْه ساسانُ اليونا
نُ من والدٍ وعمّ وخالِ
بيتَ نارٍ وبيتَ نورٍ من الحك
مة طالا شواهقَ الأجبالِ
لستُ أنفك قائماً يا بن يحيى
فيك بالمدح غيرَ ذي إخلالِ
وإلى اللَّه بعد هذا تشكّي
حاجتي منك خلة َ الإغفالِ
أصبحتْ حاجتي إليك تُرجَّى
في عقال أمرَّ من عقالِ
وأُراني إليك دون أناسٍ
لاتُداني بحورُهم أوشالي
ولهذا ومثلهِ غير شكٍّ
كان بينَ القوابل استهلالي
ما بكاءُ الوليدِ إلا لأمرٍ
(1/21316)
________________________________________
حُقَّ من مِثله مشيبُ القذال
أتُراه بكى من الرَّوح والرُّح
ب على غمة ٍ وضيقِ مجالِ
لا ولكنْ جلَّى هناك عليه
ما سيلقى من العجائب جالي
أبصرتْ نفسُه الذي هو لاقٍ
فرأت منه منظراً لأهوالِ
من خطوبٍ تغشى به كلَّ حدّه
وصروفٍ ترمي به كل جال
فبكى مُعولاً لذلك ومحقو
قٌ بطول البكاءِ والإعوالِ
أوليست أعجوبة ٌ أن أراني
وحكيمٌ يعدُّني في الرُّذالِ
أصبحَ الشعرُ باليمين لديهِ
غيرَ شِعري فإنه بالشمالِ
ليت شعري علامَ تحرمُ مثلي
يا ثمالي وليس حينَ ثمال
رُزِق الشعرُ منكَ والقائلُوه
كلَّ حظّ فما لشعري ومالي
والقوافي يشهدْنَ لي صادقاتٍ
باضطلاعي بهن واستقلالي
وبأن الذي كسوتُك منهن
ن طِرازٌ ما كان بالهلهال
غيرَ أني قعدتُ عنكَ بوجهٍ
لم تُوقّحه عادة ُ التسآل
مُشفِقٌ أن ترى وأنت كريمٌ
ضرعَ المستنيل للمستنالِ
واثقاً منك بالعطايا التي
تَسْعى إلى القاعدين غيرَ أوالِ
ناظراً أن تَردَّ نقياً يراهُ
عضّ دهرٍ مصمّمٍ صوالِ
والذي يوجب اختلافٌ وحرصٌ
فقعودي أولى به واتكالي
وعدانِي عن التظلُّم منه
ما دهاني به من الأوجال
حالتي رثَّة ٌ فساقطْ حميداً
بجديدِ الرّياش عني نُسالي
دعَة الواثقين أوجبُ حقاً
من هُويّ الحُراص فوقَ الرمال
فأزِرْني لُها يديك فما زِل
نَ نِشاطاً للهمة ِ المِكسال
للبداءات يابنَ يحيى عُوادا
تٌ فعاوِد وللهوادِي توالي
أتبعِ الكفَّ ساعداً قلّما مث
لك أسدى يداً بلا استكمالِ
قد لعمري أنْهلتَني لو أتمتْ
نعمة َ العلّ نعمة ُ الإنهال
ليس من جدتَه بوسْميّ عُرفٍ
غانياً عن وليَك المتوالي
لايقولنّ قائلٌ فلتة ٌ منه
تلاها من الندامة ِ تالِ
والعطايا مالم تُكرَّرِ مرِاراً
بين قيلٍ من الأعادي وقالِ
وإذا ما أصاب رامٍ بفذّ
عُدَّ من خطيآتِه في النضالِ
لن يُسمَّى مسدّداً أو يوالي
من يديه الصّيابَ كلَّ توالي
اخضل الشكرُ بالندى فتضوّع
ريحُ ريحانِه على الإخضالِ
قد أمَحَّ الذي كسوتَ من النع
مَى فأصبحتُ منه في أسمال
(1/21317)
________________________________________
فأعِدْه لازلتَ لابسَ نُعمى
سابغاتٍ جديدة َ السربالِ
أنا من قال مُطنباً فيك قولاً
باقي الذكرِ سائرَ الأمثالِ
فاحمِ أنفاً من المجازاة عن با
قٍ بفانٍ وعن جديدٍ ببال
فلنُعمى يديك أولى بأن تَنْ
مَى على الدهر من رواسي الجبالِ
وتعلَّم أنّي وإن أنا أُذِلل
تُ بما قلتُ فيك من أقوالِ
عارفُ النفسِ أنني لم أجاوزْ
فيك قولَ العِدا بجهِد احتفالِ
مثل لا يجاوزون الذي قلتُ
إلى غيره بوجهِ احتيالِ
ليس يستطيعُ أن يقول المعادي
فيك إلا الذي يقول المُوالي
وتطوّلْ بركبة ٍ أرتجيها
منك تُدعى فتاحة َ الأقفالِ
تتشكّى سبيلها خيلُ صدقٍ
ولاتشكَّى سآمة َ الأعمال
لم أجشّمك أن تكون شفيعاً
لي إلا إلى فتًى مفضالِ
أبلجُ الوجهِ كالهلالِ بل البد
رِ بل الشمسِ بل فقيد المثال
لايُضاهيهِ في المحاسن إلا
ما يُسدّيه كفُّه من فعالِ
محسنٌ مجمِلٌ وليس ببِدْعٍ
ذاكَ من مثله ولا بمحالِ
ذانكِ الحسنُ والجمال حقيقا
ن بكُنه الإحسان والإجمال
أحسنَ اللَّهُ خَلْقه فبداه
في انتساخٍ من حسنِه وامتثالِ
يستملاّن فعله من كتابٍ
خُطّ في وجههِ بلا استملالِ
أريحيٌّ معطي العطية في العُط
لة ِ أضعافَ أختها وهْو والي
والجوادُ الطباعِ من لاتراه
حائلاً جودُه مع الأحوالِ
ليس ممن إذا ألحَّ شفيعٌ
أخلق الجاه عنده بابتذالِ
وإذا صوَّحتْ نتائجُ وعدٍ
قد ترامْت به شهورُ المِطالِ
كشف الوعدَ من نتائج صدقٍ
مُعجلاتٍ لم تَضْوَ في الإعجال
وعجيبٌ من الحوافلِ أن تج
مع بين التعجيلِ والإجزال
أقسمَ المجدُ أنه لا يجلْ
ِلي وعده عن ضوًى ولا عن حِيال
وعسى حاسدٌ يقول فهلاّ
نزلتْ دِرَّة ٌ بلا استنزالِ
كيف لا يسبق الشفيعَ نداه
بعطايا تنهلُّ كلَّ انهلالِ
ولعمري ماذاك إلا لفضلٍ
عميتْ عنه أعينُ الجُهال
لأبي الصقر إخوة ٌ هم لديه
بمحلّ من الأخوة ِ عالِ
ليس مستأثراً عليهم يدَ الده
رِ بعِلق من المحامِد غالِ
فهو يستجلب الشفاعَة منهم
لا لنقصٍ في جَودِهِ بل كمالِ
(1/21318)
________________________________________
يتوخّى من ذاك أن يشركوه
من حُلى المجدِ في الذي هو حالِ
ويفوزوا بالحمدِ من حيث لا يصْ
لون غُرماً يصْلاه للحمد صال
هكذا يفعلُ الجوادُ إذا كا
ن جواداً بالمنفِسات الغوالي
وحقيقُ من كان شرواه في الفض
لِ بتنفيل أفضلِ الأنفال
مِثله عرّض الأخلاء للحم
دِ لهم بحق الخلالِ
فمتى نوَّل امرؤٌ بشفيعٍ
فلحمدٍ إلى الشفيعِ مُمالي
ذاك ظنّي به وليس بظنْ
بل يقينٌ ذو غُرة ٍ كالهلالِ
فليطلْ رغمَ حاسديه على الفض
لِ طُوالاً يجوز حدّ الطّوال
إنما يشفعُ الكِرامُ من النا
س إلى كلّ ماجدٍ فعّالِ
لن يعيب السحابَ أن يتولّى
منه أيدي الرياحِ حلّ العزالي
فالْقَ في حاجتي أخاك أبا الصق
رِ تجدْه مشمّر الأذيالِ
واهتبلْ عُطلة َ الكريمِ ففيها
يستَقى من جِمامة كلُّ دال
فرعتْ ماجداً فأصبح يبني
سورة َ المجدِ جاهداً غيرَ آلِ
هي حال الجوادِ يعدمُ فيها
كلّ شيء لجودِهِ مُغتالِ
فافتَرِصها وكفُّه لي مِلاء
من نوالٍ ووجهه لي خالي
لاتُخفِ بخلَه وبادِر نَداه
فهو للفال أغولُ الأغوالِ
تلقَ من ليس وجهُه يقذي الع
ينَ ولا درَّه على أميالِ
وهو مُسْتروحٌ لقاءك إيا
ه يرى أنه نسيمُ الشمالِ
مُتصدّ لحاجة ٍ لك قد أش
فَى نداه على شفًى منهالِ
ومتى ما لقيته كان غيثاً
أمرته الجنوبُ بالتهطال
ليس منْ كنت ريحَهُ ببعيدٍ
من سماءٍ تَبُلُّه ببلالِ
وامرؤٌ يستقى بجاهك أهلٌ
بسجالٍ رويَّة وسجالِ
لك وجهٌ مشفَّعٌ من رآه
زاح عنه هناك كلَّ اعتلال
ينزل القطرُ من ذرا المزن في المَحْ
ل على كل جردة ٍ ممحال
ليس ينفك للشفاعة ِ مبذو
لاً وما إنْ يزدادُ غيرَ صقالِ
وكذلك الكريمُ سآل حاجا
تٍ سواه وليس بالسئّالِ
صنتَ نفساً أذلتْ في المجد منها
لاعدمناك من مصونٍ مذالِ
كم منيعِ الجَدَا شفعْتَ إليه
لخليلٍ رأيتَه ذا اختلالِ
جاد إذ صافحتْ يداك يديهِ
ورأى وجهكَ العظيمَ الجلالِ
ففكَكْتَ البخيلَ من غُلّ بُخلٍ
وفككتَ الفقيرَ من سوءِ حالِ
فإذا أنت قد فكَكْتَ أسير
(1/21319)
________________________________________
ين وقِدْماً فككتَ من أغلالِ
ومنحْتَ الذميمَ منحة َ حمدٍ
ومنحتَ العديمَ منحة َ مالِ
فإذا أنت قد أنلتَ نوالي
نِ وقدماً أنلْتَ كلَّ نوالِ
فلأكنْ بعضَ مَنْ غرست تَبي
يَنْ فضلُ شكريك غير ما إذلالِ
سترى كلَّ منْ ندبتَ إليه
أنَّ شكري لشُكرهِ ذو عيالِ
ولقاءُ الوزير في الحاجة الأخ
رى فلا تنتظر استعجالي
فوا أيدي المطيّ نحو الألّ
بل وأيدي الحجيج فوقَ الآلِ
إن نُعماكما تشملُ قوماً
منهمُ المرءُ لا يفي بقبالي
لو قضى الدهرُ للمُحق لأضحوا
لايسوّي خدودهم بنعالي
يأكلون الآكالَ دوني وليسوا
لشكر المُؤثِرين بالأُكَّالِ
أنكِرا منكراً من الأمرِ نُكراً
واعدِلا بي هُديتما إعدالي
فقديماً أنكرتما الحظّ والحر
مانَ لم تجرِيا على استئهال
يا عليَّ العُلا أيا حسن الحسنى
ابن يحيى الحيا لدى الإمحالِ
إن ظني فلا يقع دون ظني
همُّك الطامح البعيدُ المغالي
أن سترقى بي المراقي حتى
أتعالى في باذِخ مُتَعالي
أنت ذاك الذي عهدتك قِدماً
لايغاليك في المساعي مغالي
لوتجاريك في مكارمك الري
ح لخيلت مشكولة ً بشكال
رُب ذي حاجة ٍ أرقْتَ لها
ليلاً طويلاً وباتَ ناعمَ بالِ
نام عمّا يعيّنه منها وما نم
تَ ولو نمت بات ذا بلبالِ
غيرَ ما سُمْتَني وتاللَّهِ أدري
أيُّ كسْبي ترى به إبْسالي
ما أرى ذاك غيرَ نحلي لك
الودَّ وحوكي ثيابه وانتحالي
إن تقاضيتُك احتجزتَ وإن طا
ل سكوتي قابلْتَه باهتمال
وغريبٌ مستنكرٌ من سجايا
ك تناسِي الغريمِ ذي الإهمالِ
أين تغليسك البكورَ لحاجا
تِ نيام عنها ذوي استثقالِ
أين تهجيرك الرواحَ على الأيْ
نِ مُجدَّا للاعبٍ بطال
أين تشميرك الذيولَ ومستكْ
فيك في بال فاكهٍ ذيّالِ
أينَ سعيٌ عهدتُه لك بِلغٌ
أتراني وافقْتُ شوطَ الكلالِ
أم لذنبٍ نبوْتَ عني فلِمْ با
ن اكتسابُ الذنوبِ للأطفالِ
إنما كلَّ ما أتى ليَ في ظِلْ
لك حَوْلٌ أو دونه بليالِ
وهبِ الذنبَ واقعاً أين إم
هالُك ذاك الشبيهُ بالإهمالِ
ما عرفناك بالبوادرِ كلا
(1/21320)
________________________________________
بل عرفناك بالعطايا العِجال
أم ملال عراكَ مني فأنَّى
حان قبل اللقاءِ حينُ الملال
وهبِ الحين حينه أتُراه
خان أخلاقه تجمُّل قال
لا لَعمري لاسيّما صنوُ مجدٍ
فيه مافيك من حميدِ الخصال

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وقفاتُ رأيك في الخطوبِ تأملُ
وقفاتُ رأيك في الخطوبِ تأملُ
رقم القصيدة : 61983
-----------------------------------
وقفاتُ رأيك في الخطوبِ تأملُ
ونفاذُ عزمِك في الأمورِ توكُّلُ
للَّه درُّك من عِمادِ خِلافة
ماذا تصون بك الملوكُ وتبذلُ
مازلتَ تَعمِدُ للمخوَّفِ صيانة ً
وتُسلُّ فيه كما يُسلُّ المُنصلُ
فرقَ الشكوكَ وفي الشكوكِ تلبُّسٌ
جمع الأمورَ وفي الأمور تزيُّلُ
جلبَ المعاشَ وفي المعاشِ تعذُّرٌ
حقَنَ الدماءَ وفي الدماء تبزُّل
هنأ الموفَّق أنه حظٌّ له
ظفرتْ يداه به يُطيبُ ويُجزِل
كافي المشاهدِ لا يخورُ ولا يني
ثبتُ السجية ِ ليسَ فه تغوُّل
متسربِلٌ ثوبَ الشبابِ ولم يزلْ
بالحزمِ فيه وبالوقارِ تكهُّل
فيه إذا افتُرِضَ البدارُ تسرُّعٌ
وله إذا حُذر العِثار ترسُّل
حمَّال أثقالٍ يقومُ بحملِها
كالطَّوْدِ ليس بجانبَيْهِ تخلخُل
فليعلمِ الملك المظفَّرُ أنه
ما للسلامة ِ ما أقام ترحُّلُ
سُدَّتْ على الخَللِ المداخلُ كُلُّها
ولقد يُرى في كل بابٍ يدخُلُ
نِعْمَ الوزيرُ اختارهُ لأُمورهِ
في كل نائبة ٍ ونعم المدْخَلُ
رجلٌ له أنَّي وكيف نسبْتَه
في الأكرمينَ تصعُّدٌ وتنزُّل
يقظانُ فيه تساقُطٌ وتغافُل
إذْ في سواه تسقُّطٌ وتغفُّلُ
مصقولة ٌ أخلاقُه لاتُجتَوى
مشحوذة ٌ عزماتُه لاتَنْكلُ
ولاّهما رأياً له ومروءة ً
فالرأيُ يُشحذُ والمروءة ُ تُصقَلُ
تفدى بآباء البرية ِ بلبلاً
وفداهُ بالأبناءِ طُرَّا بلبلُ
وكناهُ بالصقر العُقابِ كناية ً
ولخَير إخوتك الذكيّ القُلقُل
ذاك الذي لا ينقضي معروفُه
إلا بمعروفٍ له لا يَعْطُلُ
ذاك الذي سبق الكرامَ فما لهُم
إلا امتثالٌ خلفه وتمثُّلُ
إنْ قال قالوا ما يقولُ وإن أبى
(1/21321)
________________________________________
فضلاً أبَوْه فما عداهُ تثقُّلُ
ولهم إذا نزلوا اليفاعَ تحوّلٌ
عنْه وليس له هناك تحوُّلُ
وترى تبدّله فتحسبُ زينة ً
وكأن زينة آخرين تبدُّل
وترى تعمُّلهم فتحسبُ هيبة ً
وكأن هيبتَه هناك تعمُّل
هو جَوْهرٌ والناسُ أعراضٌ وهم
يتبدّلون وليس فه تبدُّل
هذا مقالُ الحاسديك برغْمِهم
ولهم من الحسدِ المُمِضّ تململُ
وبنور شمسكَ أبصروكَ فإنها
تجلو عمى الأبصارِ عمّن يُكْحَلُ
ما قرّظوك محبّة ً لكنهم
لهمُ بذاك تتوُّجٌ وتكللُ
ومن العجائبِ أن أسائلَ مثلهم
وصفاتُك الحسنى بوصفك تكفُل
أنشأْتُ أسألهم بمثلكِ بعدما
أرجَت بريّاك الرُّبى والأهْجُلُ
فكأنني بسؤالهم متنورٌ
شُعلَ الذُّبالِ وللنهارِ ترحُّلُ
يا من تعرَّفتِ العُفاة ُ بجودِهِ
إنّ التشاغُل باللئام تبطُّلُ
إني امرؤ أودى الزمانُ بثروتي
وألحَّ يكلمُني وكفُّك تُدمل
فشددتُ نحوك أرحُلي مستيقناً
أني امرؤ ستُشد نحوي أرحلُ
أرجو لديك تعجُّلاً وتأجلاً
ولمرتجيك تعجُّل وتأجُّل
فليستمحْكَ فما مطامِعُ نفسِه
حُلُمٌ ألمَّ ولا مُناه تعلُّلُ
وعْدُ المنى وعْدٌ عليك نجاحهُ
وفلاحهُ والوعدُ عنك تكفُّل
ألفيتُ حاصلَ وعدِ غيرِك خِلفة ً
ورأيتُ رفدك قبل وعدك يحصُلُ
مستحمِداً لاتُستذمُّ ومُشرِقاً
لاتدلهمّ ونابهاً لا يخمُلُ
لم تلهُ عن حقّ المليكِ ولم تُضعْ
حقَّ الملوكِ فأيُّ حقّ يبطُلُ
عاونْتَهم ولزمْتَ طاعة َ ربّهم
ففضلْتَ بالحسنى ومثلك يفضلُ
وأحقُّ من دعتِ الملوكُ لأمرِها
مَنْ عندَه عوْنٌ وفيه تبتُّلُ
ممّن يبيتُ مع البراءة ِ خاشعاً
للَّه فيه تخوُّفٌ وتوجُّل
تتحلَّل الشُبهاتُ في طرقاتِه
وله بأفنية ِ الحذارِ تظلُّلُ
وسُلوكُ مَنْ طلب البوارَ تخمُّطٌ
وسُلوكُ من طلب النجاة تخلُّلُ
فيمَنْ سواك على الضعاف تحامُلٌ
أبداً وفيك عن الضعاف تحمُّلُ
ولمعشرٍ لا يُنعمون تطاولٌ
ولراحتيك الثَّرتين تطوُّلُ
ولقد نَفيْتَ عن التطوّلِ عيبهُ
فغدا وأصعبهُ مراماً يسهل
ولربّ شيءٍ ذي محاسنَ جمَّة
(1/21322)
________________________________________
وله مقابحُ إن أُديم تأمُّل
عيبُ التطوّلِ أنه لا واجبٌ
ونراك توجبه وفيك تنصُّلُ
كمَّلْتَ بالإيجاب منه محاسناً
قد كنتُ أحسبُ أنها لاتكمُلُ
وإذا تجمّلَ بالنطول أهلهُ
فله بما قد زِدْتَ فيه تجمُّلُ
وقرنْتَ بالإيجاب أن صفّيْته
من كل إذلالٍ كمن يتنقّل
يأبى لك التفضيلُ إلا أن تُرى
وعلى التطوّلِ من يديك تفضل
لبروق وجهك في الوجوهِ تهلُّلٍ
ولصوبِ كفك في الأكف تهللُ
وترى نوافلَ ما أتيت فرائضاً
والفرض عند بني الزمان تنفُّل
متغافلاً عن ذكر ما أسديْتَهُ
وإذا وعدْتَ فذاكرٌ لاتغفُل
متواضعاً أبداً وقدرُك يعتلي
متضائِلاً أبداً وأمرُك يعبُلُ
فُقْتَ الأنام صنيعة ً وصنائعاً
لازلت تستعلي وقِرنك يسفُل
فإذا الأماثلُ خايروك صنيعة ً
فكأن أيمنُهم هنالك أشمل
وفرعْت من شيبانَ ذِروة َ هضْبة ٍ
تعلو السحابَ فأي شأنك يضؤل
لمْ لا تلوذبك الخلافة ُ بعدما
أثبتّ مرساها وفيه تزلزلُ
أثبتّ آساسَ البنية ِ بالصفا
لكنّ أجرافاً لهن تهيُّلُ
فأنمتَ ليلَ الخائفين مكحَّلاً
فيه السهادَ وللدُّثور تزمُّل
تَرعى وتمثُل في صِلاتِك تارة ً
لمن احتباك فخلفُه لك يَمْثُل
تغدو وفيك تشدد وتودُّدٌ
كالدهرِ فيه توعُّر وتسهُّل
وبشيرُ من عاملْتَه ونذيرهُ
في حالتَيْك تبسُّم وتبسُّل
وكأن شخصَك حينَ يعقدُ حبوة ً
جبلٌ تخاشَع في ذُراه الأجبُل
وإذا وقرْتَ أو اهتَزَزْتَ لصولة ٍ
أرسى يلملمُ أو تزعزعَ يذبل
وسألتُ عنك الحاسدين فكُلُّهم
قالوا مقالاً ليسَ فيه تقوُّل
ذاك الوزيرُ بحقّه وبصدقِه
يُصْفي النصيحة َ للمولك وينخلُ
ذاك المؤمَّلُ للرعاة ِ ومن رعَوْا
إنْ صحَّ للمُتأملين تأمُّل
لا مَطْل فيك لطالبٍ منك الغنى
وإذا طلبتَ فإن شأوَك يمطلُ
وإذا اختُبرتَ فللعُفاة تعوّدُ
يدعو إليك وللعِداة ِ تنكُّلُ
وإذا سُئلْتَ فلا نداك تكلُّفٌ
وإذا مُدِحْتَ فلا ثناك تمحُّلُ
وكأن لهوتَك التي تعطى لُهاً
كأنَّ سَجلكَ في العاطِش أسجُلُ
وكأن ذمّتك التي هي عِصمة ٌ
(1/21323)
________________________________________
ذِمَم الورى وكأنَّ حبلكَ أحبلُ
فمتى دعا المعتافَ نحوك مرة ً
فألٌ دَعتني من فعالِك أفْؤُل
خُذْها إليك مُقرة ً بمعايِبٍ
ترجو تغمُّدَها لديك وتأمُلُ
وأقلُّ حقّك أن تُرى متجاوزاً
عن شاعرٍ في القولِ منه تهلهُلُ
ماضره ألا يجيدَ ومالهُ
بسوى نداكَ إلى جداك توسُّل
بل ما عليك من المدائح أُحكِمتْ
أم هُلهلَت في وشيِ نفسك ترفُل
ما قد كسْتك يداك مما أسدتا
كافٍ ومدْحُ المادحين تأكُّلُ
من كان يزعمُ طيبَ نشرِك آتياً
مما يقول فذاك منه تنحّلُ
تتصرّف الأرواحُ كيف تصرّفَتْ
وثراك من مسكٍ حباه قرنفلُ
لم تُذْكِ نشرَكَ في البلادِ مدائحٌ
لِركابِها في الخافِقيْنِ تقلقلُ
يكفيك نقلُ الشعر ذكركَ إنه
ذكرٌ له بِسدى يديك تنقُّلُ
أغنى العيانُ عن السّماعِ وما يُرى
فهْو اليقين وما يُقال تختُّل
بلغتْ مآثرْك البعيدَ فما الذي
نرويه عنك بمدحنا أو تنقلُ
هذا لذاك وإنْ أجاد مُجيدُنا
فلما فعلْتَ عن المقال تمهُّلُ
وبأن أجَدْتَ أجاد مدحاً مادحٌ
قسماً بمدحك ليس عنك تحلُّل
لولا البدائعُ من فعالك لم يكن
للمادحين إلى البديعِ تغلغُل
أرجو وإن رذُلتْ مدائحُ قُلتُها
أن لا يكونَ لديك مَدْحٌ يرذُل
لتخلُّف الشعراءِ عندك رأفة ٌ
ولسبق سابقهم لديك تقبُّلُ
فمتى تقدّمَ أو تأخّر شاعرٌ
عن شأوِ صاحبه ففيك تحمُّلُ
ما كلُّ مثلومِ الكلامِ بساقطٍ
قد يُقتَنى سيفٌ وفيه تفلُّل
ويقومُ طِرفٌ دون شوطِ رسيله
ويحليانُ حُلًى لهن تصلصلُ
عشقْتك أبكارُ القريض وعُونُه
فغدتْ إليك عواصياً منْ يعذل
ورأت لهاك عفاتَها أكفاءها
فغدت هناك عواصياً من يعضلُ
كم من قوافٍ لا يُنالُ وصالُها
قد أصبحت ولها إليك توصُّل
باتت معاولها عليك تقاتُلٌ
وغدت إليك لها إليك تقتُّلُ
متغزلات عند أروع مالَهُ
إلا مع المِدَح الوِضاءِ تغزُّلُ
بل لاتغزُّلٌ عند من لبنانه
رُفضَ التغزُّلُ بل هناك تبعُّلُ
سأسوء قوماً بامتداحِك همُّهم
في أن تُذَمّ وفي صنيعك يرذُلُ
لهمُ إذا أجملتُ فيك تجمُّلٌ
(1/21324)
________________________________________
ولهم إذا فصّلْتُ فيك تفصُّلُ
فاسلمْ لمدحِ المادحين ولاتزل
ذا نائل يُحبَى وكيدٍ يَقْتُل
فكِرٌ كمقدار السماءِ إذا انتحى
لم يعصمِ الأوعالَ منه توقُّلُ
ومناصحٌ تعلَى ونبْلٌ يعتلي
وصفائح تعلو وسُمر تنهلُ
لمُنابذيك ولابن سلمك جنة ٌ
لثمارها أبداً عليك تهدُّل
أنا من تحلله الزمانُ بتركه
ولمستجيرك بالأمان تجللُ
عزْبٌ من النعم الجِسامِ مقدّرٌ
بل أن يقدّرَ لي بهنّ تأهلُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقاسمُ لاتسددْ سبيلي إلى الرضا
أقاسمُ لاتسددْ سبيلي إلى الرضا
رقم القصيدة : 61984
-----------------------------------
أقاسمُ لاتسددْ سبيلي إلى الرضا
فأنت المولّى فتحَ كلّ سبيلِ
ولاتجعلنّ الظنّ ماعشتَ صاحباً
فلستَ تراه صاحباً لنبيلِ
أتقبل دعوى الظنّ وهْي مُخيلة ٌ
وتتركُ مثلي وهْي غيرُ مُخيل
وقد سار مدحي فيك كلَّ مسيرة
مزحزحة ٍ بل سال كلَّ مسيل
فإن قلت قد صحَّ الذي أتت جاحدٌ
فهبْ ذنبَ جانٍ لاعتذارٍ ذليل
أطال عليّ الليلُ أنْ قد منعتني
رضاكَ وكان الليلُ غيرَ طويلِ
وأنك صدقتَ الظنونَ وما أتت
على ما ادّعتْ من قصتي بدليلِ
وإنّ العدا مذ عُلتني وحَجبتني
رأوْا وجه قالٍ عند ذاك وقيل
وإن جُدتَ لي بالكُثْر قالوا مبغَّضٌ
فدى نفسه مَنْ قُربُه بجزيلِ
وإن جدتْ لي بالقُلّ قال خطيبُهم
قليل رُمَى في وجهه بقليلِ
وجودُك بالفضلِ الذي قدْ بذلته
شفاءٌ فلا تمزجه لي بغليلِ
وكلّ الذي أسلفتني من صنيعة ٍ
جميلٌ فلا تُردفه غيرَ جميلِ
أنلتَ فإن شئتَ الإقالة محسناً
أقلتَ ولم أعهدْك غيرَ مُقيل
وقالوا عليلٌ قلتُ كلاّ وإن يكنْ
عليلاً فما إحسانُه بعليلِ
كساهُ الذي أعلاهُ بُرْءاً وصحة ً
وكانت له الأيامُ خيرَ خليلِ
وأضحى وأمسى والسلامة ُ عنده
لحافَ مبيتٍ أو فراش مقيلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومعتذرٍ من نعمة ٍ قد أفادها
ومعتذرٍ من نعمة ٍ قد أفادها
رقم القصيدة : 61985
-----------------------------------
(1/21325)
________________________________________
ومعتذرٍ من نعمة ٍ قد أفادها
وآخر مُمتنٌّ عليَّ بباطلِ
فدتْ نفسُ هذا نفسُ هذا من الردى
وممن كل محذورٍ من الأمرِ نازلِ
وكيف وأنَّى لامرىء ٍ غير فاضلٍ
من الناسِ أن يُرضَى فداءً لفاضلِ
رأيت المُكنَّى بالحسين تحاسنتْ
أفاعليهُ حتى علا كلَّ فاعلِ
إذا طال شكرٌ طولَ كفّيه مرة ً
ثنى الطّوْل طلابا بتلك الطوائلِ
حباني فلم يترك فعالاً لفاعلِ
وقلتُ فلم أتركْ مقالاً لقائلِ
بلى قد تركت القولَ في اليومِ كلّه
لغير غداً بل لي غداً في المحافلِ
سأمجِّده من آجلٍ بعد عاجلٍ
ويمجدني من آجلٍ بعد عاجلِ
فتًى نصبَ الشّطرنج كيما يرى به
عواقبَ لاتسمو لها عينُ جاهلِ
وأجدى على السلطان في ذاك أنه
يريدُ بها كيف اتقاء الغوائل
وتصريفُ مافيه إذا ما اعتبرتُه
مثالٌ لتصريفِ القنا والقنابِل
تأمَّلْ حِجاهُ في دقايق هَزْله
تجدْه حجاه في الهناتِ الجلائلِ
رأى خيرَها لمّا التقينا ولم يزلْ
يرى خير ما في الدسْتِ رأية َ عاقِلَ
فأبصر أعقابَ الأحاديثِ في غدٍ
بعيني عتيقٍ من عِتاق الأجادلِ
إذا قلّبَ الآراء في الدستِ مرة ً
رأيتَ مُجدّاً في مَخيلة ِ هازلِ
وما كان ممنْ يصطفيها فُكاهة ً
كبعضِ الملاهي أو كإحدى المشاغلِ
شهدتُ لقد نادْمتُه فوجدتُه
سميعاً فقيه القلب عن كل سائلِ
أصمَّ عن الفحشاءِ والعذلِ في الندى
طويلَ التمادي في شِقاق العواذلِ
يجودُ فيعطي ماله في حقوقه
على منهجٍ بين السبيلين عادلِ
فإن هاجه هيجٌ من العذلِ أصبحتْ
فرائضهُ مشفوعة ً بنوافلِ
هو النيلُ يجري في سواءِ سبيلهِ
فلا تنتحي عن قصدِهِ للمُعادلِ
فإن كفكفتْه الريحُ عن وجه جريهِ
طما واغتدى آذيُّه في السواحل
له راحة ٌ روحاءُ تشهد أنها
مغيضٌ لصنعٍ أو مفيضٌ لنائلِ
جزتْه يدّ أغلتْ يديه بحقّهِ
جزاء امرىء ٍ عن حقّه غيرِ غافلِ
ولاخملَ المعروفُ منه فإنه
تحمَّلَ منه نابهاً غيرَ خاملِ
قصرتُ له من طولِ شكري ولم تغض
بحوري ولا ألفيتُه غيرَ طائل
ولكنه فجرٌ بدا قبل شمسِه
(1/21326)
________________________________________
ونَغْشَه قطرٍ بشّرتْ قبل وابل
رويدَ المُكنَّى بالحسينِ رويدَه
سأجري به في المُشبهاتِ الأطاولِ
وماذاك عن جودي وفضل مثوبتي
ولكنه عن فضله المتكاملِ
سيضطرني حتى أكررَ مدحَه
تتابعُ كرَّاتٍ له بالفواضل
ولم تكُ جدواه عطية َ باخلٍ
ولكنها منه سجية ُ باذلِ
أخٌ لم يزلْ يرمي مقاتِلَ عُسْرتي
رمى اللَّه عنه قِرنه بالمقاتلِ
أبى اللَّه أن يلقى الندى منه هفوة ً
إذا ما الندى أضحى خطيئة َ باخِلِ
وقد زاح المزاحُ وآن جدٌّ
كجدّ الليثِ حفّتْهُ الشبولُ
ولست بمُوعدٍ بالشر لكن
كذا تدْلي شقاشقها الفحولُ
لك الآلاءُ عندي والأيادي
فلمْ مست تخالطُها تُبُول
وقد سيرْتُ أنكمُ غيوثٌ
تجودُ ولا تكون لها وُحواُ
وما من مُزْنِكم ما فيه دجنٌ
ولا من ريحكم هَيْفٌ جَفُولُ
وإني للفتى القوّالِ فيكم
وإنك للفتى فينا الفعُولُ
ومالي لا أقول وقد اقرَّتْ
لي الشبانُ طُراً والكهول
وأوضاح الأغرّ مفضلاتٌ
ولكن دونَ غرتهِ الحُجُول
وعهدُك صِغة ُ الله استُجدَّتْ
فلاتك كالخضابِ لها نُصولُ
ولاحِظْني بطرفِكٍ لا جديداً
ولا مستكرهاً فيه فولُ
قضيتُ من الدُّعابة ِ نخبَ لهو
وما ترك المداعبة َ الرسولُ
يصيب مقاتلي ومعي سلاحي
وأنتم حاضرون ولا أصول
ونِعم الجذْل للتدبير نأوي
إليه إذا تضعضعت الجذولُ
ضمومٌ كلما انفرجتْ صدوعٌ
صدوعٌ كلما التبست شكولُ
فدبّر لي عليك عساك تُنقى
ضميرك لي وقد ينقي الغسُولُ
ومما اشتكي أني فريدٌ
وأن الناس كلهم بُعول
أباتَ المالُ نسوتهم حبالي
وبتُّ وزوجتي بِكرٌ بتولُ
ومالي زوجة إلا الأماني
مُعلّلة بلا لقحٍ تشولُ
وقلبي بينكم عانٍ بعانٍ
عليه من روادفهِ كُبولُ
يُقابلُ والعيونُ مُصحَّحات
ويدبر والعيونُ إليه حُولُ
فيا لهفي ويا أسفي امثلي
لكلّ مذلة ٍ جملُ ذلولُ
أأثْني حربتي عن كل قرنٍ
وأنتم حاضرون ولا أصول
وأتبع نائلاً بغنى وشيكٍ
إنَّ القطر تتبعه مرقالٌ ذَمُول
ورفّلْني ونفلْني فعندي
ثناءٌ فيك مِرقالٌ ذَمُول
وليس معارضتي إلا زهير
(1/21327)
________________________________________
ومن ابكته حَوْمَلُ والدخول
علي أني أرى التسببَ امسى
وهي أو كاد يدركُه البُطول
وليس يشدُّه لا كتابٌ
مُضمَّنُ عزمة ٍ فيها بُذول
وما أنا بالمقتصر في التقاصي
ولا انت الدَّفوعُ ولا المطولُ
وإني للمغفلُ حين يُرعى
وإنك أنت لا الراعي الغفولُ
صحبتك جاعلا سيماك فألي
وحسبي حين تشتبه الفُؤول
ولم أزجرْ هناك الطيرَ لكنْ
ثناؤك حين تحتفل الحُفولُ
أرجّي من نوالِك فيضَ بحرٍ
إذا ما أنكد الوشل الضَّمولُ
وما الراجي بمحروم لديكم
ولا المشنوءُ عندكم السؤول
وقد سر المكارمَ ان أدلْتُم
كما سر المجمَّرة َ القفولُ
ولا خطر التِّسحبُ لي ببالٍ
كما يتسحب الحَمقُ الجهولُ
وما استبطأتُ طولك في عتابي
كما يستبطئ الخِرْقُ العَجُول
وليس حُصولُ فائدة ِ حصولاً
إذا ما أخطأالغرض الحصولُ
وما أمتن شكري وامتداحي
وهل لك من حُلى مدحي عُطول
ألست معانَ معرفة وعُرفٍ
فكيف يغُول مدحَك من يغولُ
عطايا تُعتفى منها العطايا
وعقلٌ تسْتَقى منه العقول
وما ارتفعت كهمتك الثريا
ولا ألتْ كجاريك الوعولُ
فزدني منك تقريباً وبشراً
فإن الجنسَ تتبعهُ الفصول
وما بي نيل ما استوهبتُ لكن
حَبُّ لحُبّ ساكنها الطُّلولُ
ولم تزل الكرامة ُ أو سواها
فروعاً تستبان بها الأصولُ
وحَظّي بالوصولِ ليك حظي
ولكن الوصالَ هو الوصولُ
وإذنُ الوجهِ لا الحجابِ إذنٌ
وفي الأحشاء لا الدارِ الدخولُ
وما أفعالكم بمفعلاتٍ
وقولي في مدائحكم مقولُ
يُتابُع في أغراضه صوبَ نبله وافرأساء الرأيُ أم عزبَ الرسولُوقد حضرتْ شمولٌو الشمولُأظنُّ الرأي ساء ولم وأنيَّوذاك النُّور ليس له أفولُأحينَ بسطتَ فضلك زال عنيكريمٌ مكن حِفاظِك لا يزولُ وحالتْ صفحة ٌ ما كان رأيٌيريني أنها أبداً تحول ايا أملي أتمرعُ بطْنَ ك
إذا كان بعضُ الصوبِ فلتَة َ نابل
بدأت بمعشرٍ ليسوا عيالاً
عليك فلو بدات بمن تعولُ
بل الثقلان كلهمُ عيالٌ
عليك لأنك الغيثُ الهطولُ
ونحوك تُعمِل السَّفرَ المطايا
(1/21328)
________________________________________
وفي أذرائك الإنسُ الحُلولُ
كأن عفاة َ فضلك في مجال
وكيف تريث عودة ُ من يجولُ
يردُّهمُ انهيالك بالعطايا
وما ينهالُ منك هناكُ جولُ
فلا تتقدمُ الضعفاء منا
إلي معروفك الجُلُد الحُمول
أفُكّه معشرٌ ولهم فضولٌ
واغللنا وليس لنا فضولُ
كمصباحِ الكرام بني بويبٍ
أبى حسن لشانئهِ الهُبول
وما بي أن انافسه نفيساً
وكيف يُنافسُ الحرُّ البذول
كأنك بي اقولُ وقد اتاني
رسولُك بعدما غالته غولُ
وتضمنُ ذاك أعراقٌ كرامٌ
تهزُّك لي وأخلاقٌ سُهولُ
نعم وتزيدني ما أنت أولى
به ويُحقُّ فضلك ما أقولُ
أساء الرأيُ أم عزبَ الرسولُ
وقد حضرتْ شمولٌو الشمولُ
أظنُّ الرأي ساء ولم وأنيَّ
وذاك النُّور ليس له أفولُ
أحينَ بسطتَ فضلك زال عني
كريمٌ مكن حِفاظِك لا يزولُ
وحالتْ صفحة ٌ ما كان رأيٌ
يريني أنها أبداً تحول
ايا أملي أتمرعُ بطْنَ كفّ
لعافٍ واللقاءُ له مُحول
ألا إنَّ القصاصَ لخِيمُ سوءٍ
أبتْه لك العمومة ُ والخؤول
فمالك في القصاص فدتك نفسي
وقدْرُتك عن منافستي يطولُ
حلفت لتجزلنّ لي العطايا
ورأيك أنك البرُّ الوصولُ
أما في الطّوْل جمعمك بين بريّ
وتقريبي وقد وقعَ القبول
تحية ُ روح ندمانٍ ومجنى
فكاهاتٍ تُجَرُّ الذيولُ
وإن نفاستى حظاً عليه
للؤمٌ في الخليفة ِ بل سُفولُ
ولكنَّ المكانة َ منكَ حظُّ
تجورُ لها الفلاسفة ُ العُدول
عذلتكمُ على استمرار ظُلمي
ولولا الظلم ما عذلَ العذولُ
على أني أرى ما نلتموه
إلي لدى تأمُّله يؤولُ
إذا ما ليلة ٌ قصُرتْ عليكم
فليس لها هناك عليّ طولُ
وأرجو توبة ً منكم نصوحاً
وبعضُ القوم توبتهُ خُتُول
منحتُكها مطفَّلة ً تُباري
ذبابَ السيف ليس لها نُكول
ولو اني أشاءُ لقلت غيري
ظلامتُها جفاؤك يا ملولُ
تشكَّى ما اشتكاه أنينُ مُضنى
وتحكى ما حكى دمعٌ همولُ
فإن تكُ محضري كَلاّ ثقيلاً
ففي الكرماء تُحتَمل الكلول
وما بي سلوة ٌ فأقول سيروا
فإن الريح طيبة ٌ قبولُ
ووجهُ مثلُ بدر السعيد أمسى
وليس عليه من ليل سُدولُ
(1/21329)
________________________________________
ولستُ كمنْ له قلمٌ مطاعٌ
تُهال الرَّجلُ منه والخيولُ
وإن عاد الرئيس لبخس حقي
غضبتُ وغضبتي أمرٌ يهولُ
وفُكَّه معشرٌ ضعفاء مثلي
ولكنَّ كلَّهم طبنٌ حيول
كشهريّ لديك ومعشريّ
طفلين شأنهما الوُغول
إذا شاءا أطافا كلَّ يومٍ
بحيث يخالفُ النهمُ الأكولُ
وكلّ فتى له وجهٌ وثيقٌ
متى ما شاء أمكنه النزولُ
وإنا في صناعتنا لرهطٌ
ودولتُنا بدولتكم تدولُ
طفيليون من نحلُل ذراهُ
فأمُّ طعامِه الأمُّ الثكُولُ
ولكن خانني شركاءُ سوء
وغلّوا لا صفا لهُم الغُلول
وإن عادوا إلى اخرى سواها
تُتبعتِ الطوائلُ والذحولُ
وأحسبهم ستنذرهم بيأسٍ
عقول لا تباعِ بها العقولُ
وأنت إذا المثابة ُ ظلَّلتْنا
دليلُ هُدى يلوذ به الضَّلُول

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
رقم القصيدة : 61986
-----------------------------------
أبدرَ السماءِ وغيثَ السما
ءِ لازلتَ حياً مُدالاً مُديلا
أتاني أنك راعيتني
وساءلتَ عني سؤالاً طويلا
فأكبرتُ ذاك وأعظمْتُه
وإنْ كان فيما تسدّي قليلا
ورفَّعتُ رأساً به خشعهُ
وأثقبتُ للدهرِ طرْفاً كليلا
وأصبحتُ أخطِرُ ذا نخوة ٍ
عزيزاً وأضحى عدوي ذليلا
وأقسمتُ بالله أن لا يزا
ل مقدارُ نفسيَ عندي جليلا
ولمْ لا يُجلُّ امرؤٌ نفسه
وأنت ترى فيه رأياً جميلا
ويا لهفَ نفسي لما طلبْ
تُ أن كان بختيَ بختاً عليلا
أيطلبني سيدٌ لا أزا
ل أبغي بجهدي إليه سبيلا
فأخْفى عليه ويخفى عليْ
يَ أي فدٍ بغاني مُغيماً مُخيلا
ليُمطرني مطرة ً لا يزا
ل عُودي منها وريقاً ظليلا
أقولُ لنفسي وقد أثْخنت
فأبدتْ عويلا وأخفت غليلا
عزاؤكِ يا نفسُ لاتهلكي
فإن لأمرك أمراً أصيلا
وإن أمامك مندوحة ً
ومولًى كريماً ورفداًجزيلا
ومنْ شأنه أن إذا همْ
مَ ثمَّ مستكثراً أن يُرى مستحيلا
وإن سبق الرأيَ وعدٌ له
بمُنفسِه جلَّ أن يستقيلا
أراه بحقٍ مليكاًعليْ
يَ مقتدراً ويراني خليلا
سيطلبني فضلهُ عائداً
(1/21330)
________________________________________
كما يتتبّعُ سيلٌ مسيلا
جعلتُ بذاك سنا وجهِه
بشيراً وجودَ يديه كفيلا
ولن أتقاضاه حسبي به
على نفسهِ للمعالي وكيلا
ولست أرى شاعراً عادلا
يكون لسماه عندي عديلا
جعلت الصباحَ على نفسه
دليلاً لعيني وحسبي دليلا

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا ما جلتهُ الحربُ أعرضَ رمحُه
إذا ما جلتهُ الحربُ أعرضَ رمحُه
رقم القصيدة : 61987
-----------------------------------
إذا ما جلتهُ الحربُ أعرضَ رمحُه
على لاحقِ الأقرابِ نهدَ المراكلِ
تهاتفت الأبطال هنَّك فارساً
شهدْنا لقد صدّقْتَ بشرى القوابلِ
فإن طاعنوه كان أولَ طاعنٍ
وإن نازلوه كان أول نازل
يشيّعه قلبٌ رُواع وصارمٌ
صقيلٌ قديمٌ عهدُه بالصياقلِ
يشيم بروقَ الموتِ من صفحاتِه
وفي حدّه مِصداقُ تلك المخايلِ
ويوم عصيب ظِلّه مثل ضِحّه
بل الضّح أعفى من ظلالِ المناصلِ
يبادلُ أعلاقَ المظنّة ِ تحتهُ
رِجالٌ عِدًى يا للعدو المبادَل
إلى أن تظل المَضْرحيّاتُ بينهم
تدف بِطانا دُلّحا بالحواصل
وقد شمّرت عن ساقها غير أنها
تركَّضُ في ذيل من النقعِ ذائل
قضى بين جمعيه وكم من كريهة
قضى بين جمعيها بإحدى الفواصل
ألا هبلتْ أمُّ المعادِيه نفسه
وأيُّ امرىء عاداه إلا ابن هابلِ
أكفُّكُم في الأرضِ أعينُ مائها
وأقدامكم فيها مَراسي الزلازل
همُ أهملونا في مُصابِ عيونهم
سُدًى ورعونا بالقنا والقنابلِ
فأصبح شملُ الناس شملَ رعية
وسربهُم في العيشِ سربَ الهواملِ
وكم حملونا نعمة ً بعد نعمة ٍ
على أننا منها خِفافُ الكواهلِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ترفّعْ إلى النجم العليّ مكانُه
ترفّعْ إلى النجم العليّ مكانُه
رقم القصيدة : 61988
-----------------------------------
ترفّعْ إلى النجم العليّ مكانُه
ونَل كل ما منّاه نفسَك فضلُها
ولاتتكبّرْ عند ذلك كله
فواللَّهِ مانلتَ التي أنت أهلُها
عذرتُك لو نلتَ التي أنت دونَها
من الأمرِ أو نلتَ التي أنت عِدلها
ولاعذرٌ إن نِلتَ التي أنت فوقها
(1/21331)
________________________________________
على هذه الصغرى التي قلّ عذلُها
أمثلُ الذي قد نلتَ يكبُرقدْرُه
لدى نفسك الكبرى التي ليس مثلُها
ولاعذرٌ للحالِ التي ضنَّ فرعُها
علينا بما فيه إذا اشتدّ أصلُها
عهدْنا لك الكفَّ التي جلَّ بذلُها
فلِمْ قلّ لما زادك الله بذْلُها
وما قلّ إلا عندَ عبدِك وحده
وقد جِيد حَزْنُ الأرضِ منها وسهلُها
أضأتَ لأهل الأرضِ غيري وأظلمتْ
لذلك نفسٌ حالف الليلَ رحلُها
وصبّتْ على غيري فجادت بطلّها
سماؤك حتى غرّق الناس هَطلُها
فأنت لعمري في العلو نظيرُها
وفي المجد مولاها وفي الحسنِ شكلُها
فجدْ مِثلَ ماجادت سحابة ُ رحمة ٍ
مطبّقة ٌ عمَّ الخلائقَ وبلُها
مضى قبلكم قومٌ أطاعت نفوسُهم
هواها فأداها إلى الشرّ نحلُها
وكانوا جرادَ الأرض يُفنون ريعَها
وأنتم تمجُّ الشهدَ للناس نحلُها
بل المثلُ الأعلى لكم من عصابة ٍ
غلامُ العلا منكم قديماً وكهلُها

العصر العباسي >> ابن الرومي >> نأمّل أبا عبد الإله فإنه
نأمّل أبا عبد الإله فإنه
رقم القصيدة : 61989
-----------------------------------
نأمّل أبا عبد الإله فإنه
هو ابنُ فرات شمسُ من يتأمّلُ
علتْ وأضاءتْ للعيونِ وربّما
غدا كلُّ طرْفٍ وهْو عنها مُفَلّل
فلا تكن المطروفَ عنها وصادها
تُضيء لك والإجمالُ بالمرء أجمل
أبو حسن ذو الحسنِ والخيرِ منظرا
ومُختبراً أعلى وأسنى وأجْملُ
فما ذنبه في ذاك إن كان ربّه
قضى أنه أعلى وذو الرغم أسفلُ
ولو لم يقلد فيه غيرُ وزيرهِ
وغيرُ ابنه وهو المرَّجى المؤمَّلُ
ورأيها ما لا يُفيَّل مثله
إذا أخطأ التوفيقَ رأيٌ مُفيَّلُ
إذاً لاعدمتَ الشكَّ والريبَ كلّهُ
فكيفَ ومصباحُ الفراتيّ مُشعَلُ
وفيه لعيني ناظرٍ متوسَّمٌ
شهودٌ وأعلامٌ من الفضلِ مُثّلُ
وفي ذاك ماجلّى عماية َ عامه
وقشّعها لكن ليلكَ أَلْيلُ
ولو كان ليلاً واحداً زال ظلُّه
ولكنه ليلٌ بليلٍ مُجلَّلُ
دجا ليلُ نحسٍ في سرارٍ وأطبقتْ
عليه السواري فهو أسود أطول
ومازلتَ ذا ظلمٍ قديمٍ وظلمة ٍ
(1/21332)
________________________________________
من الجهلِ تخفى عنك أنك تجهلُ
فلا تجرحنّ القولَ فيك فإنه
وإن لم يكن عدلاً عليك مُعدّلُ
وحسبُك جهلاً أن سعيت مشمّراً
لتجتثَّ أصلا تحته تتظلّلُ
سعيتَ بمن أحياك من بعد ميتة ٍ
وأدّى وفاءً ماوفاه السّموأل
وفي بغيك البادي عليك شهادة ٌ
بأنك مطروقُ الدماغِ مُخبّلُ
ولم أرَ ما تعتدُّه من ذنوبهِ
سوى أن أبى تبديلَ ما لا يبدّلُ
أكلفتَه هضمَ الخراجِ وحَطْمه
لك الفيءُ عدواناً وأنت مؤمَّل
فلما أبى قلتَ القبيحَ ولم تزل
تُبخّل ذا الإنصافِ قِدماً وتبخلُ
وقال فقال الحق دافع لومه
ببيّنة ٍ إذْ لم تزلْ تتقوّلُ
وكم حاجة ٍ مقرونة ٍ بخيانة ٍ
أباها وإن سيىء امرؤ متذللُ
وكم حاجة ٍ مستحسنٍ حملُ ثقلها
تحمّلَ منها فوق ما يُتحمّل
وليس على مال الخليفة ِ محملٌ
لبُطلٍ وفيه للحقائق محملُ
أمينٌ على مال الملوك كأنه
حِذاراً ونصحاً حية ٌ يتقلْقَل
ينالُ بكُنهِ اللوم كلَّ مخفَّف
عن الناس والسلطانُ بالحقّ مثقَلُ
يبيتُ إلى أن يجمع الفيءَ كلَّه
أخا فِكَرٍ مما به يتململُ
وهل حقُّ سلطانٍ يطالبُ أهله
أبو القاسم المحتاطُ إلا محصّلُ
ومن عتبك الغثِ الذي قد عتبته
على ابن فرات موضعٌ ليسَ يَعقل
فما صُنعُ عبدٍ في قضاء مليكهِ
وتقديرهِ وهْو المدينُ المحوَّل
ولابِدْعٌ أن ضمّ الوزيرُ كُفاته
إليه وألغى اللغو والرَّذْلُ يُرذل
رآك وقوماً أشبهوكَ نفاية ً
إماطتُها عند الأماثل أمثلُ
وهل ساقطٌ وافتْهُ دولة ُ حكمه
وحفظٌ على السلطان إلا مُبَّطلُ
وهل وثنٌ بعد النبي محمد
وبعد كتاب الله إلا مُعطّلُ
فلا تُلحمنّ الشعر عِرضك إنه
حريقُ هجاء نارهُ تتأكّلُ
ولاتُهدفِ الإقْذاع سمعَك إنه
وجدّك لاتُبلى عليك المفضّلُ
وقد قُرعت من ذي أناملك العصا
وإن راب ريبٌ بعدها سُلَّ معولُ
وإن أنت لم تردَعك رادعة النُّهى
فعنديَ مشحوذ الغِراريين مقصلُ
وإني لذو نظمٍ ونثرٍ كأنني
بحدّيهما رمحٌ مزجٌّ منصّلُ
وإن رمتَ من يُعنى به الحقّ والهوى
فإنك مخسوفٌ به أو مزلزلُ
(1/21333)
________________________________________
فلا تلحينّي إن لحيتك إنني
بنُصرة ِ إخوان الصفاء موكل
تنمرتُ للأعداء من دون صاحبي
وحاميتُ عن تاجٍ به أتجمّلُ
أبيْتُ فلا يُرعَى حماه بحضرتي
ولا لحمُه ماعشتُ باللحم يؤكل
وهبْتُ له طوعاً حفاظي وإنه
لأوْهبُ مني للحفاظ وأبذلُ
وإني ليحميه لساني وإنه
لأقْول مني في الخطوبِ وأفعلُ
وماحمسي من دونه أن رأيتني
وإياه في الهيجاء أمضي وينكُل
ولكنه فرضٌ يؤدَّى إلى العلا
ونافلة من بعده تُتنفّلُ
(1/21334)
________________________________________


العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ
يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ
رقم القصيدة : 61990
-----------------------------------
يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ
وبلوغها المأمولَ في تأميلهِ
قدري لديك مُظاهرٌ لبليتي
فاصرفْ بطرفك عن جلالِ جليله
أصبحتُ يحقر لي تطوّلك الغنى
فتخطّ قدْري وانسَ نُبلَ نبيلهِ
وابذلْ لعبدِك ماتيسَّر إنه
في حالة ٍ تقذى جفونَ خليلهِ
ولتبلغنَّ به الغنى لكنّه
لابدّ قبلَ غناه من تعليله
لاتحقرنّ له التي في بذلها
إحياءُ مهجتِه وقتلُ غليلهِ
وافرضْ له من فضل كفك قُوتَه
واعزمْ إذا اتّسعتْ على تنقيلهِ
واملك عليه جماح نفسك إنها
تأبى من المعروفِ غيرَ جزيلهِ
واعذرهُ في استعجالهِ بغياثهِ
لشديدِ حاجته إلى تعجيلهِ
ولكان أوسعَ مُهلة ً من غيره
لوتحسنُ الحوجاءُ في تمهيلهِ
واعلمْ ولستُ معلَّما بحقيقة ٍ
أن النوى تأبى ازدراءَ ضئيلهِ
كلُّ لنوابِل معونة ٌ لمناله
عندَ الضرورة ِ زينة ٌ لمُنيله
ليس الجوادُ من اشترى شمسَ العلا
وحياة ً سمعتُها بموتِ هزيله
يامن يجود من الجَدا بكثيرهِ
ويُغيث قبلَ كثيرهِ بقليلِهِ
فاقصدْ لحق الرأي لاجورِ الهدى
فلأنت أعلى ناظراً بجميله
وعليك عند بلوغنا آمالنا
بعريصِ فعلك في الورى وطويله
ولكم جوادِ الكفّه بخَّل سائلاً
فرماه بالحرمان عن تبخيله
ولربما شقي الفتى بجوداه
ولربما حظي الفتى بنجيلهِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لتعطِ الولاية من فضلها
لتعطِ الولاية من فضلها
رقم القصيدة : 61991
-----------------------------------
لتعطِ الولاية من فضلها
فتى سلَّفَ المدحَ في العُطْلُه
فلم يؤتَ في المدحِ من جوده
ولم يؤتَ من سعة المهله
أتجعل شغلك غير امرىء
جعلتَ مدى عمره شغله
ومهما فعلتَ فأنكرته
فأنت أبا الصقر في الجمله

العصر العباسي >> ابن الرومي >> خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
رقم القصيدة : 61992
(1/21335)
________________________________________
-----------------------------------
خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم مص خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
(1/21336)
________________________________________
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ًخصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
(1/21337)
________________________________________
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
(1/21338)
________________________________________
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
(1/21339)
________________________________________
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
(1/21340)
________________________________________
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُن خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
(1/21341)
________________________________________
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغمه
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
(1/21342)
________________________________________
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
(1/21343)
________________________________________
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
(1/21344)
________________________________________
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
(1/21345)
________________________________________
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
(1/21346)
________________________________________
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له اسم مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ مص خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
(1/21347)
________________________________________
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
(1/21348)
________________________________________
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
(1/21349)
________________________________________
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
(1/21350)
________________________________________
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
(1/21351)
________________________________________
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
(1/21352)
________________________________________
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ
ه فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه
جزيلٌ ومامَنْ كان مثلك يُسْهَمُ
تحمّل ما حُملتَه من أمانة ٍ
فناءَ بها منه ضليعٌ عَثمثُم
حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ
وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ
جهولٌ على الأعداء جهلَ نكاية ٍ
يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسمُ
وحاشاه من جهلِ الغباوة أنه
أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ
عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه
إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ
أخوذٌ بوثقي عروتَيْ كلّ خُطَّة ٍ
تروكُ الهوينا للتي هي أحزمُ
حلا لشفاه الذائقين وإنه
على لهوات الآكلين لعلْقَمُ
وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها
بأدوية ٍ لم يدرِ ماهنّ حِذيمُ
فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى
وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ
وكانت همومٌ لاتزال تهمُّها
(1/21353)
________________________________________
رجالٌ فقد عادت مغايظَ تكظمُ
ولاغروَ أن ذلّتْ له بعد عزّة ٍ
أنوفٌ عِدًى أضحتْ تُخَشُّ وتُحزَم
تكنفُ هذا الدين والملكَ منكما
يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ
رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوة ٍ
بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ
لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها
حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ
هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له
وقدماً إذا استصرم الدومُ يصرمُ
فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاهم
وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ
وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها
مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ
بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه
إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثم
همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ
غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ
له الراية السوداء تخفقُ فوقَها
مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ
يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها
ستُجزَر أشلاءَ الطغاة وتُلْحَمُ
وماحربهُ حربٌ إذ نابذ العدا
ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ
أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما
يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ
يُرى أو يُلاقى وحدَه فكأنما
يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ
له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته
وعند انتضاء العزم للأمر يدْهَمُ
سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورة ٌ
كسورته لابل أشدَّ وأعْرَمُ
هو الليث طوراً بالعراء وتارة ً
له بين أجامِ القنا متأجَّمُ
مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ
من الرأي مكرُ الله فيهنَّ مدغَمُ
ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبة ٌ
فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ
لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده
فللضيف ترحيب ومَثْوًى مكرمُ
وإن كانت الأخرى ولانزلتْ به
فبأسٌ بمثليْه منالشر يؤدمُ
يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله
تُرمّ مصاعيبُ الأمور وتخطم
إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتة ً
ولاهفوة ً في إثرها متندَّمُ
به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم
إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ
عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه
سماءُ سماحٍ لاتزال تَغَيَّمُ
ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له
بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ
(1/21354)
________________________________________
ومافخرَ مَنْ لَو فاخر الفخر أصبَحَتْ
مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ
له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه
تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ
إلى البأس لو يمنى به الدهر مرة ً
لأغضى كما يغْضى الذليل المهضَّمُ
إلى الجود لو يُعْدِي أقلُّ قليلهِ
أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ
خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم
محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ
وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها
فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ
هو المرسَلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ
يظلَّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ
من الشعراء الأعذبين قريحة ً
وعلاَّمَة ٌ بحرٌ من العلم مُفَعمُ
إذا ما جَرى في حلبة عربية ٍ
تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ
جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه
فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ
سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه
يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ
لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة َ شقَّها
فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ
حلفتُ بأصوات الوفود التي لها
بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُ نم خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
(1/21355)
________________________________________
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
(1/21356)
________________________________________
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
(1/21357)
________________________________________
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
(1/21358)
________________________________________
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
(1/21359)
________________________________________
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
(1/21360)
________________________________________
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ
فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه
جزيلٌ ومامَنْ كان مثلك يُسْهَمُ
تحمّل ما حُملتَه من أمانة ٍ
فناءَ بها منه ضليعٌ عَثمثُم
حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ
وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ
جهولٌ على الأعداء جهلَ نكاية ٍ
يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسمُ
وحاشاه من جهلِ الغباوة أنه
أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ
عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه
إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ
أخوذٌ بوثقي عروتَيْ كلّ خُطَّة ٍ
تروكُ الهوينا للتي هي أحزمُ
حلا لشفاه الذائقين وإنه
على لهوات الآكلين لعلْقَمُ
وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها
بأدوية ٍ لم يدرِ ماهنّ حِذيمُ
فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى
وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ
وكانت همومٌ لاتزال تهمُّها
رجالٌ فقد عادت مغايظَ تكظمُ
ولاغروَ أن ذلّتْ له بعد عزّة ٍ
أنوفٌ عِدًى أضحتْ تُخَشُّ وتُحزَم
تكنفُ هذا الدين والملكَ منكما
يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ
رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوة ٍ
بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ
لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها
حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ
(1/21361)
________________________________________
هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له
وقدماً إذا استصرم الدومُ يصرمُ
فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاهم
وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ
وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها
مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ
بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه
إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثم
همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ
غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ
له الراية السوداء تخفقُ فوقَها
مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ
يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها
ستُجزَر أشلاءَ الطغاة وتُلْحَمُ
وماحربهُ حربٌ إذ نابذ العدا
ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ
أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما
يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ
يُرى أو يُلاقى وحدَه فكأنما
يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ
له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته
وعند انتضاء العزم للأمر يدْهَمُ
سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورة ٌ
كسورته لابل أشدَّ وأعْرَمُ
هو الليث طوراً بالعراء وتارة ً
له بين أجامِ القنا متأجَّمُ
مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ
من الرأي مكرُ الله فيهنَّ مدغَمُ
ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبة ٌ
فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ
لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده
فللضيف ترحيب ومَثْوًى مكرمُ
وإن كانت الأخرى ولانزلتْ به
فبأسٌ بمثليْه منالشر يؤدمُ
يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله
تُرمّ مصاعيبُ الأمور وتخطم
إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتة ً
ولاهفوة ً في إثرها متندَّمُ
به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم
إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ
عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه
سماءُ سماحٍ لاتزال تَغَيَّمُ
ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له
بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ
ومافخرَ مَنْ لَو فاخر الفخر أصبَحَتْ
مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ
له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه
تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ
إلى البأس لو يمنى به الدهر مرة ً
لأغضى كما يغْضى الذليل المهضَّمُ
إلى الجود لو يُعْدِي أقلُّ قليلهِ
أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ
(1/21362)
________________________________________
خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم
محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ
وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها
فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ
هو المرسَلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ
يظلَّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ
من الشعراء الأعذبين قريحة ً
وعلاَّمَة ٌ بحرٌ من العلم مُفَعمُ
إذا ما جَرى في حلبة عربية ٍ
تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ
جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه
فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ
سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه
يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ
لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة َ شقَّها
فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ
حلفتُ بأصوات الوفود التي لها
بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُه
لأصبح مَنْ سامَى الأميرَ كرائمٍ
منالَ الثريا وهو أعسم أجذَم
أبا أحمد أنت الأميرُ بحقه
على كل حال والمعاطسُ رُغَّمُ
ألست الذي يُعدى على الدهر إن عدا
ويُنْصفُ منه كلُّ من يتظلم
بحسبك هذي ما حُييت إمارة ً
تُجَلُّ بها حقَّ الجلال وتُعْظَمُ
ولاية َ لاعزْل وكلُّ منيحة ٍ
من الخيم أبقى من سواها وأدومُ
من اللائي يجبي أهلُها الحمدَ التي
جِبا أهلها دينارُ عيْن ودرهم
سلكتَ سبيل المجد وحدَك ممعناً
ولم يبقَ منها موطىء يُتَرسَّمُ
فلم نَرَكَ استوحشتَ منها لوحْدَة
ولاجُرْتَ عن قصد لأنك مُعلَمُ
وهل يوحشُ الإفرادُ من هو وحدَه
خميسٌ تضيق الأرض عنه عرمرمُ
فأصبحتَ قد غادرتَ كلَّ ثنيَّة
لها منهجٌ يهدي الأدلاَّء لَهجمُ
وفي الناس من يسمو بهمة ِ غيره
إلى ذروة المجد التي تُتَسَنَّمُ
ينامُ عن المعروف إلا مبارياً
بمعروفه معروفَ من يتكرمُ
وينكص في الهيجاء إلا مباهياً
وإن كان للْحامي هنالك مَقدَمُ
فياتي منالعلياء والمجد ما أتى
كمقتحمٍ في غمرة وهو مُقْحَمُ
كذاك المبادي والمسامي وإنما
يُسامَى كريمٌ بالمكارم مُلزَمُ
ولاحمد إلاَّ لامرىء ذي قريحة
يهشُّ أخوها للتي هي أكرمُ
هشاشته للماء تنسجُ متنهُ
شمالٌ خَريقٍ وَهْوَ حَرَّان أهْيَمُ
(1/21363)
________________________________________
على حينَ لم تبعثه إلا طبيعة ٌ
تَيَقَّظُ للعلياء والناسُ نُوَّمُ
بمثلك فَلْتَرمْ الملوكُ ثغورَها
فما جانبٌ يُولَى بمثلك أثلمُ
علمتك فيك الخيرُ والشرُّ كلُّه
وكلك خيرٌ عندَ منَ يتفهم
وقد لُمسَتُ من صفيحتيك مرمسٌ
وجُرّبْتَ قِدْماً والمجرَّبُ أعلمُ صم خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
(1/21364)
________________________________________
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
(1/21365)
________________________________________
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
(1/21366)
________________________________________
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
(1/21367)
________________________________________
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
(1/21368)
________________________________________
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
(1/21369)
________________________________________
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ
فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه
جزيلٌ ومامَنْ كان مثلك يُسْهَمُ
تحمّل ما حُملتَه من أمانة ٍ
فناءَ بها منه ضليعٌ عَثمثُم
حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ
وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ
جهولٌ على الأعداء جهلَ نكاية ٍ
يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسمُ
وحاشاه من جهلِ الغباوة أنه
أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ
عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه
إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ
أخوذٌ بوثقي عروتَيْ كلّ خُطَّة ٍ
تروكُ الهوينا للتي هي أحزمُ
حلا لشفاه الذائقين وإنه
على لهوات الآكلين لعلْقَمُ
وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها
بأدوية ٍ لم يدرِ ماهنّ حِذيمُ
فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى
وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ
وكانت همومٌ لاتزال تهمُّها
رجالٌ فقد عادت مغايظَ تكظمُ
ولاغروَ أن ذلّتْ له بعد عزّة ٍ
أنوفٌ عِدًى أضحتْ تُخَشُّ وتُحزَم
تكنفُ هذا الدين والملكَ منكما
يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ
رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوة ٍ
بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ
لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها
حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ
هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له
وقدماً إذا استصرم الدومُ يصرمُ
فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاهم
وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ
وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها
مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ
بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه
إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثم
همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ
غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ
له الراية السوداء تخفقُ فوقَها
مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ
يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها
ستُجزَر أشلاءَ الطغاة وتُلْحَمُ
وماحربهُ حربٌ إذ نابذ العدا
ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ
أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما
يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ
يُرى أو يُلاقى وحدَه فكأنما
يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ
له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته
(1/21370)
________________________________________
وعند انتضاء العزم للأمر يدْهَمُ
سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورة ٌ
كسورته لابل أشدَّ وأعْرَمُ
هو الليث طوراً بالعراء وتارة ً
له بين أجامِ القنا متأجَّمُ
مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ
من الرأي مكرُ الله فيهنَّ مدغَمُ
ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبة ٌ
فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ
لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده
فللضيف ترحيب ومَثْوًى مكرمُ
وإن كانت الأخرى ولانزلتْ به
فبأسٌ بمثليْه منالشر يؤدمُ
يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله
تُرمّ مصاعيبُ الأمور وتخطم
إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتة ً
ولاهفوة ً في إثرها متندَّمُ
به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم
إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ
عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه
سماءُ سماحٍ لاتزال تَغَيَّمُ
ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له
بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ
ومافخرَ مَنْ لَو فاخر الفخر أصبَحَتْ
مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ
له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه
تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ
إلى البأس لو يمنى به الدهر مرة ً
لأغضى كما يغْضى الذليل المهضَّمُ
إلى الجود لو يُعْدِي أقلُّ قليلهِ
أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ
خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم
محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ
وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها
فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ
هو المرسَلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ
يظلَّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ
من الشعراء الأعذبين قريحة ً
وعلاَّمَة ٌ بحرٌ من العلم مُفَعمُ
إذا ما جَرى في حلبة عربية ٍ
تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ
جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه
فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ
سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه
يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ
لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة َ شقَّها
فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ
حلفتُ بأصوات الوفود التي لها
بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُ
لأصبح مَنْ سامَى الأميرَ كرائمٍ
منالَ الثريا وهو أعسم أجذَم
(1/21371)
________________________________________
أبا أحمد أنت الأميرُ بحقه
على كل حال والمعاطسُ رُغَّمُ
ألست الذي يُعدى على الدهر إن عدا
ويُنْصفُ منه كلُّ من يتظلم
بحسبك هذي ما حُييت إمارة ً
تُجَلُّ بها حقَّ الجلال وتُعْظَمُ
ولاية َ لاعزْل وكلُّ منيحة ٍ
من الخيم أبقى من سواها وأدومُ
من اللائي يجبي أهلُها الحمدَ التي
جِبا أهلها دينارُ عيْن ودرهم
سلكتَ سبيل المجد وحدَك ممعناً
ولم يبقَ منها موطىء يُتَرسَّمُ
فلم نَرَكَ استوحشتَ منها لوحْدَة
ولاجُرْتَ عن قصد لأنك مُعلَمُ
وهل يوحشُ الإفرادُ من هو وحدَه
خميسٌ تضيق الأرض عنه عرمرمُ
فأصبحتَ قد غادرتَ كلَّ ثنيَّة
لها منهجٌ يهدي الأدلاَّء لَهجمُ
وفي الناس من يسمو بهمة ِ غيره
إلى ذروة المجد التي تُتَسَنَّمُ
ينامُ عن المعروف إلا مبارياً
بمعروفه معروفَ من يتكرمُ
وينكص في الهيجاء إلا مباهياً
وإن كان للْحامي هنالك مَقدَمُ
فياتي منالعلياء والمجد ما أتى
كمقتحمٍ في غمرة وهو مُقْحَمُ
كذاك المبادي والمسامي وإنما
يُسامَى كريمٌ بالمكارم مُلزَمُ
ولاحمد إلاَّ لامرىء ذي قريحة
يهشُّ أخوها للتي هي أكرمُ
هشاشته للماء تنسجُ متنهُ
شمالٌ خَريقٍ وَهْوَ حَرَّان أهْيَمُ
على حينَ لم تبعثه إلا طبيعة ٌ
تَيَقَّظُ للعلياء والناسُ نُوَّمُ
بمثلك فَلْتَرمْ الملوكُ ثغورَها
فما جانبٌ يُولَى بمثلك أثلمُ
علمتك فيك الخيرُ والشرُّ كلُّه
وكلك خيرٌ عندَ منَ يتفهم
وقد لُمسَتُ من صفيحتيك مرمسٌ
وجُرّبْتَ قِدْماً والمجرَّبُ أعلمُه
فمن كان ذا جهلٍ فإنك مُبْشَرٌ
ومنْ كان ذا حلم فإنك مؤدَمُ
وما سدٌ قولٌ في فعالك خَلَّة
ولاوَجَدَ المدّاحُ نقصاً فتمَّمُوا
وماجاوزوا إذْ أطنبوا فيك أنْ دَعَوْا
بأسمائك اللائي بها كنتَ تُوسَمُ
وما اتخذوا مدحاً إليك وسيلة ً
لأنك سيْحٌ يستقي ماءَة الفم
ولكن رأوا دونَ الكلام ونظمِهِ
حقيقيْن إذ أنتَ المنادَى المكلمُ
وما ملّئتْ منك الصدُورُ بهيبة ٍ
ولا عِظَمٌ إلا وشأنك أعظمُ
إذا مادحٌ أسدَى وألحمَ باطلاً
(1/21372)
________________________________________
فمدحك مسدًى بالذي فيك مُلحَمُ
أقول لشاك بثَّهُ لم تزلْ به
من الحال أسمالٌ رِثاثٌ تُرمَّمُ
ألا أيها الشاكي إليَّ خَصاصة
تضارِعهُ في السنّ بل هيَ أقدمُ
ويشفق منها في بقية عمرهِ
أمنتَ وأنفُ الدهر أجدعٌ أكثمٌ
أمن ضيقِ مثْوى المرء في بطن أمه
إلى ضيق مثواه من القبر يُسْلَمُ
ولم يلقَ بين الضيق والضيق فُسْحَة ً
أبى ذاك أن الله بالعبد أرحم
أنَّ عبيدَ الله للناس عصْمة ٌ
بأيديهم منها عُراً لاتُفَصَّمُ
سيزجر عنك الدهرَ إن شئت زجرة ٌ
يصيخ لها خوفاً ولا يترمرم
هو المرءُ أما مالُه فمحلَّلٌ
لعافٍ وأما جاره فمحرَّمُ
لجيرانه منه مَحَلٌّ ممنَّعٌ
يضيم به الدهرَ الذليل المضيَّمُ
وكفٌّ صَنَاعٌ تجبرُ الكسرَ منهمُ
وتدملُ من ذي كَلْمهم حين يُكْلمُ
وتحتاطُ من كرّ الزمانِ عليهمُ
فتنهاه عنهم بالتي هي أحسُمُ
تتبع أظفارَ الزمان تَتَبُّعاً
بآثارها في أهله أو تُقَلَّمُ
فسرْ راشداً لاتَثْنينَّكَ طِيرة ٌ
كذوبٌ ولا رأي عن القصد أضْجَمُ
إلى ملكٍ لاتبرحُ الطيرُ دونه
وإن برحتْ للركبِ لم يتشأَّموا
إذا ماغدا الغادي إليه فإنه
على ثقة ٍ أنْ ليس في الطير أشأمُ
ترغَّم في السير القلاصُ ولاترى
قلوصاً إذا سارت إليه تُرَغَّمُ
وإن حَفِيتْ لم تُحْذ نعلاً وذُكّرتْ
به فرأيتَ المرْو بالبيد تُرْثَمُ
يثوْبُ لها بعد الحفا عند ذكرِه
أظلُّ وقاحٌ يرضخُ الصخرَ ميثَمُ
وإن ظمئتْ قالتْ لها النفسُ شمري
فعند ابن عبدالله عِدٌّ قَلَيْذَمُ
وما تَضْربُ الأكباد نحو فنائه
من العيس بل عفوا تَحُبُّ وَتَسْعَمُ
إلا رُبَّ قولٍ فيه أمكن قائلاً
ولو رامه في غيره ظلّ يكْعَمُ
تفورُ ينابيع القريض بمدحهِ
إذا جعلتْ في آخرينَ تَسدَّمُ
أطاعت معاني الشعر فيه وأصبحتْ
قوافيهِ حتّى قيل لي أنت مُلْهَمُ
به درتِ الدنيا ولولاه أصبحتْ
يعلّلُنا منها أجَدُّ مُصَرَّمُ
وكان سَنام العيش قبلَ ابن طاهر
أجَبَّ فقد أضحى به وهْو أكْوَمُ
كريم التغاضي عن قوافٍ يزرنَهُ
(1/21373)
________________________________________
له مغمز فيهن بادٍ ومُعْجَمُ
يُثيبُ على النياتِ إن قال قائل
فجار عن القصد الذي يتيمَّمُ
غفورٌ لمن لم يوفِهِ كُنْهَ حقّهم خصيمُ الليالي والغواني مُظلَّم
وعهد الليالي والغواني مُذمَّمُ
فظلم الليالي أنهن أشبْنني
لعشرين يحدوهن حوْل مُجرّم
وظُلم الغواني أنهن صرمنني
لظلم الليالي إنني لمُظلَّم
تنكرن لي أن نكّر الشيبُ لمَّتي
وفي الشيب للسودِ الذرى متحرّم
فإن أغد محزوم السهام فربما
غدا بي مُلقى غرة الصيد مُطعَم
ورب مَهاة صدتها بين نظرتي
ونظرتها أيامَ رأسيَ أسحمُ
أُعارض مرمى الوشح غير مخاتلٍ
فأستدرج الأقناص من حيث تعلم
رأيتُ سوادَ الرأْسِ واللهو تحته
كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ
فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه
فلم يَبْقَ إلا عهدُه المتوهَّم
وصفراءَ بكرٍ لاقذاها مُغيّبٌ
ولاسِرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها
وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجم
هي الورسُ في بيضِ الكؤوس وإن بدَتْ
لعينيك في بيضِ الوجوه فعنْدمُ
يظلُّ لها المزكومُ حين يسوفُها
سحابة َ يومِ وهْو بالمسك يُفعَم
لها لذَّتا طعم ورشٍّ وكأنه
دبيب نمالٍ في نقاً بات يُرهَم
مذاقٌ ومسرى في العروق كلاهما
ألذُّ من البرء الجديد وأنعمُ
كأنهما لثمُ الحبيب وضمُّهُ
وقد باتَ منه تحت خدّك مِعصمُ
إذا نزلتْ بالهم في دارِ أهلهِ
غدا الهمُّ وهو المرهَقُ المهضّمُ
أقامتْ ببيتِ النارِ تسعين حجة ً
وعشراً يُصلّى حولها ويُزمزمُ
سقتْني بها بيضاءُ فُوها وكأسُها
شبيها مذاقٍ عند من يتطعمُ
سقيمة طرْفِ العينِ سُقماً بمثله
يصابُ صحيحات القلوبِ فتسقمُ
من الهيفِ لو شاءت لقامت
بكأسها وخاتمُها في خصرها متختَّم
كهمّ الخليّ اسودّ فرعٌ ومَكْحلٌ
لها خِلقة ً وابيضَّ ثغرٌ ومَلْغم
وأشرقَ منها صحنُ خدٍّ مضرَّجٍ
يظلُّ بما فيه من الماء يُضرم
مُفدًّى يسمى باسمِ فيها مقبَّلاً
إذا قيل للخدّ الشتيم ملطّم
وأنَّى يسمّى ملْطماً وهوملثمٌ
(1/21374)
________________________________________
فدى حُسْنَه من ذاك خَدٌّ مَلطَّمُ
على أنه مغرًى به العضُّ مُولعٌ
وليس له ذنبٌ سوى الحُسنِ يُنقَمُ
يُعضُّ وما أسدى إلى العين شيئاً
وليس بمظلومٍ وإن كان يُظْلم
يظلّ إذا أبدى لنا منه صفحة ً
تلذّ بها أبصارنا وتنعَّم
نُولّيه أطرافَ الثنايا وإنّه
ليَدْمَى من الألحاظِ بل حين يُوهمُ
بذاك قضى قاضي الهوى وهْو ظالمٌ
على الخَدِّ للعين التي هي أظلم
ومازال في القاضي الغشومِ تحاملٌ
على الخَصمِ للخصمِ الذي هو أغشمُ
تفكَّهُ منها العينُ عند اجتلائها
بفاكهة ليست يدَ الدهر تُوخَمُ
عناقيدُ فردوسٍ وتفاحُ جنّة ٍ
تتوقُ إليها كُلّ نفسٍ وتقرم
يناغيهما رمانُ صدرٍ يعيذه
من العين ياقوتٌ ودرٌّ مُنظم
وبين ثمار الرأس والعين عبهرٌ
يضاهيه منها أقحوانٌ مَديَّم
رياضٌ وجناتٌ يهزُّ ثمارها
ونوارها غُصنٌ ودِعصٌ مركَّم
تفاوتَ منها الخلقُ في حسن صورة ٍ
تفاوتَ إبداعٍ فرابٍ وأهْضمُ
وخَدْلٌ وممشوقٌ وأبيض ناصع
وأسودُ غِربيبٌ وأقنى وأخثم
إذا استعرضْتها العينُ دقَّ موشحٌ
لها ورَبا ردفٌ وجَلَّ مُخدّم
مراكبُ للذَّات منها مضمَّرٌ
وما مسَّه ضُمرٌ ومنها مُطهَّم
لها فِرقٌ شتًّى من الحُسنِ أجْمعتْ
على أن يُلقَّى البرْح منها المُتيَّم
أما عجبٌ إجماعُ مختلفاتِها
على قتلِ من لاقَتْهُ لاتتأثَّم
كذا السهمُ يصمى وهو شتَّى نجارهُ
حديدٌ وريشٌ وابنُ غِيل مُقوَّمُ
خلوتُ بها فرداً إذا شئتُ علَّني
بكأسٍ لها ريَّا بنانٌ مُنعَّمُ
وإن شئتُ ألهاني غناءان خِلْفة ً
فصيحٌ ومما تنطق الطير أعجمُ
لدى روضة ٍ فيها النَّوْرِ أعينٌ
تُرقرق دمعاً بل ثغورٌ تبسَّمُ
يضاحك روقَ الشمس منها مُضاحكٌ
مدامِعُه من واقعِ الطلّ سُجَّمُ
كمستعبِر مستبشرٍ بعد حزنهِ
لبيْنِ خليطٍ قوّضوا ثم خيَّموا
يغازلني فيها غزالان منهما
ربيبُ الفيافي والربيب المتوَّمُ
إذا نصبا جيديهما فكلاهما
سواءٌ وإبريقٌ لديَّ مُفدَّمُ
ثلاثة ُ أظبٍ نَجْرُها غيرُ واحدٍ
لذي اللهو فيها كلها مُتنعَّمُ
(1/21375)
________________________________________
غزال وإبريق رذُومٌ وغادة
تُحرّكُ من أوتارها وتُنَغّمُ
فظبي يُغنّيه وظبي يُعلُّهُ
وظبي يرودُ التلعَ أو يتجرثَمُ
لعيني مُراعي شخصه فيه مأس
وملهى ً وللمستطعم الصيد مطعم
فقد عكفتْ منها عليهِ بما اشتهى
هنالك أظْآر من العيشِ رُوَّمُ
وركبِ قنيصٍ قد شهدتُ جيادهم
تُحمْحِمُ في ثيرانِ وحشٍ تَغَمْغمُ
مها كالمها إلا جبالَ متونها
وإلاّ مكانَ الوشمِ أو حيث تُلْطَم
وإلاَّ مخَطَّ الكحلِ من كلّ مقلة ٍ
وإلا قروناً تدَّرِي فتزنم
يُزنّجُ منها الناسبون وشيظة ً
وجمهورها في الناسبين مُرَوَّمُ
دُفعنا إليها وهْي زُهرٌ كأنها
خلالَ أنيقِ النَّوْرِ نورٌ مجسَّمُ
فما ذرَّ قرنُ الشمسِ حتى رأيتها
تعصفرها مثعنجرات تَهزمُ
دلفنا لها بالسمهريّ فطالعٌ
إلى مصرعٍ يرتاده ومُحَرْجمُ
وقد حاولتْ منجًى فقالت رماحُنا
لِمُمْعِنِها عرّجْ فهذا المخيَّمُ
فلم يُنْجِها إحضارُها وهْو مُلْهَبٌ
ولاذبَّ عنها اللُّها وهو مُتْأمُ
قرونٌ لها منها حرابٌ قرائنٌ
ولكنَّ خصمَ السمهرياتِ يُخْصَمُ
وقد طال ماذادتِ بها غير أنه
أتيح لها رأسٌ من الكيدِ مِصْدَم
بحيثُ يضمُّ الثورَ والعيْرَ مرتعٌ
يراعيهما فيه الأصكُّ المصلَّم
وشُنَّتْ لها في آل أخدرَ غارة ٌ
كما شُبَّ أُلْهوبُ الحريقِ المضرَّمُ
تنادمَ فيها الموتُ أحمر قاتماً
قريعَ المها والأخْدَريُّ المكدَّمُ
نديمان من شتّى وكأسٌ كريهة ٌ
أباها من الشُّرَّابِ إلا المجشَّمُ
فظلّ لنا يومٌ من اللهو مُمتعٌ
وظلّ لها يومٌ من الشرّ أيْومُ
ورحنا على القُبّ العتاقِ وكلُّها
من العلقِ الوحشيِّ أقرحُ أرثمُ
تخايلُ منه في خضاب تخاله
طِلاءً من الحناء قاناه بقَّمُ
كأنّ لها حَظَّيْن مما تصيدُه
على أنها منه مدى الدهر صُوَّمُ
وأنقذ منا العُفْرَ والرُّبْدَ ميلُنا
إلى العينِ والحُقْب التي هي أوسمُ
وكان لنا في كلّ حقّ وباطلٍ
جُنوحٌ إلى الشأن الذي هو أفخمُ
ومعتركٍ تبدو نجومُ حديده
وقد لفّه ليلٌ من النقع أطخمُ
(1/21376)
________________________________________
شهدتُ القنا فيه تقصّفُ والظُّبا
تُفلَّلُ والبيضَ الحصينَ تحطَّمُ
فلم أكُ ممنْ حاصَ عن غمراتِه
ولاغاصَ فيها حيث غاصَ المغمَّمُ
ولكنني غامست خَوْضَة َ هَوْلِها
جهيراً شهيراً حين ضلّ المقرقمُ
ولم أغشها إلاَّ عليماً بأنّها
هي المجدُ أو مطرورة ُ الحدّ صَيْلَمُ
وليلٍ غشا ليلٌ من الدَجْنِ فوقهُ
فليس لنجم في غواشيه منجمُ
عفا جِلْبُهُ آيَ الهدى من سمائه
وأعلامَهُ من أرضهِ فَهْيَ طَسْيَمُ
لبستُ دجاه الجونَ ثم هتكتُه
بوجناء يَنْميها غريرٌ وشدْقَمُ
عُذافرة ُ تنقضّ عن كلّ زَجْرة ٍ
كما انقضّ من ذي المنجنيق الململمُ
يخوضُ عليها لجة َ الهوْلِ راكبٌ
هو السيف إلا أنه لا يُثَلّمُ
نجيبٌ من الفتيان فوق نجيبهِ
من العيس في يهماء والليل أيهمُ
فريدْينِ يمضيها وتمضيه في الدجى
كسمراء يُمضيها وتُمضيه لهذمُ
يريها الهدى حدْساً وتنجو برحله
ودون الهدى سدٌّ من الليل مُبْهَمُ
على ظهرِ مَرْت ليس فيه مُعرَّجٌ
ولكنْ مَخَبٌّ للركاب ومَسْعَمُ
من اللائي تنبو بالجنوبِ وكلها
لأيدي المهاري أملسُ المتنِ أدرمُ
خلاءٌ قواءٌ خيرُ من مرعى مطيَّة
وموردها فيه النَّجاءُ الغشَمْشَمُ
ينوحُ به بومٌ وتعزفُ جنة ٌ
فيعوي لها سِيدٌ ويضْبَحُ سَمْسَمُ
يُخال بها من رنّ هذي وهذه
إذا اختلف الصوتان عُرْسٌ ومأتَمُ
تعسَّفتُه إمَّا لخفضٍ أناله
وإمَّا سآمَ الخفضِ والخفضُ يُسْأمُ
وللسيف حيناً مرقدٌ في حجابه
وحيناً مهبٌّ صادق ومُصمَّمُ
وهاجرة بيضاءَ يُعدي بياضُها
سواداً كأن الوجه منهُ مُحمَّمُ
أظلّ إذا كافحتها وكأنني
بوهَّاجها دونَ اللثام مُلثَّمُ
نصبتُ لها مني محاسرَ لم تزلْ
تُصلَّى بنيرانِ العُلا فهي سُهَّمُ
بديمومة ٍ لا صلَّ في صحصحانِها
ولا ماءَ لكنْ قورُها الدهرَ عُوَّمُ
ترى الآلَ فيها يَلْطُم الآلَ مائحاً
وبارحُها المسمومُ للوجه ألطمُ
بذلك قد عللتُنفسي كُلّه
ولكنْ بنو الأيام تُغْدَى وتُفْطَمُ
سأُعْرض عما أعرضَ الدهرُ دونَه
(1/21377)
________________________________________
وأشربُها صِرْفاً وإن لامَ لُوَّمُ
أعمُّهُمُ مدحاً وأختصُّ منهمُ
وأخاهم عبيدَ اللَّه والحق يُلْزَمُ
فتى منهمُ في فضله متقدّمٌ
على أنه في سِنهِ متقدَّمُ
يُعدُّ إذا عُدَّ الملوك مبدَّأً
كما عُدَّ رأساً للشهور المحرَّمُ
له في المعالي والمكارم إخوة ٌ
وليس له فيها على ذاك تَوْأمُ
بنى بالمساعي سُؤدداً لا يُزيلُهُ
صروفُ الليالي أويزولَ يَلمْلَمُ
فتًى لا أسمّيه فتى لحداثة ٍ
ولكن لأخلاق له لاتَكَهَّمُ
من الأريحياتِ التي تُمتَرى الندى
فتَنْدَى وتلقَى عمرة ً فتقحَّمُ
إذا النعلُ شمَّتْ في المجالسِ مرة ً
فإن له نعلاً تُشَمُّ وتُلْثَمُ
وما دُبِغتْ بالمسك بل صُوفحت به
له قدمٌ في كلّ مجدٍ تَقدم
فتى ليس من يومٍ يمر ولا يُرَى
لنعماه فيه أو لبؤساء ميسمُ
يُمرُّ العطايا والمنايا لأهلها
على هِينة منه ولا يتندّمُ
له فعلاتٌ من سماحٍ ونجدة ٍ
لمنْ يعتفي عُرْفاً ومن يتعرَّمُ
يقومُ لها المالُ المؤثَّل والعِدَى
إذا قام للنار الحصادُ المحزَّمُ
فتى عزمه سيفٌ حسامٌ وسيفُه
قضاءٌ إذا لاقى الضريبة َ مُبْرمُ
يباشرُ أطرافَ القنا وهْو حاسرٌ
ويلقى لسانَ الذمّ وهْو مُلأمُ
مُقبَّلُ ظهرِ الكفّ وهّابُ بطنها
له راحة ٌ فيها الحطيمُ وزمزمُ
فظاهرُها للناس رُكن مُقبَّلٌ
وباطنها عينٌ من العُرفِ غيلمُ
فتى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينهِ
لما جهلوا أن المحامد مَغْنَمُ
يدُلُّ عليه السائلين ارتياحهُ
ووجهٌ بسيما الأكرمين مُسوَّمُ
إذا سئل استحيا من اللَّه أن يُرى
بموضعٍ مَرْجُوٍ وراجيه يُحرمُ
يرى شرَّ يومَيْ ماله يومَ كسبهِ
وأفضلَ يوميه إذا ناب مَغْرَمُ
فتى حسنتْ أسماؤه وصفاته
فأضحت بها أيدي الكواعب تُوشمُ
ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحهِ
إذاً لاستلذوا الوسمَ والوسمُ يؤلمُ
إذا ما أسرَّتْ أنفسُ القومِ ذِكْرَه
تبينتهُ فيهم ولم يتكلموا
تطيبُ به أنفاسهُ فتذيعُهُ
وهل سِرُّ مسكٍ أُودِعَ الريحَ يُكْتَم
فتى كَمُلتْ فيه الفضائلُ كلُّها
(1/21378)
________________________________________
هنيئاً له الحظُّ الوفاءُ المتمَّمُ
فلاة خلَّة ٌ منها أضرَّتْ بخلَّة
على أنه في كُلّها متقسَّمُ
وما اقتسمتْ شتى الفضائل واحداً
فكاد من التقصير فيهنَّ يسلمُ
إلى أيّ مافيه قصدتَ حسبته
هو الغرضُ المقصودُ فيه الميمَّمُ
ليُنْظَمَ فيه ذلك الدرُّ سُلّكَتْ
مريرتُه والدرُّ في السلك يُنظَمُ
خلالٌ جفا عنها الجفاة ُ خلائفاً
وخلقاً وهل للدرّ في الحبل مَنْظمُ
ومازال عبدُ اللَّه يعلم أنّه
قديماً لهاتيك الشناشنِ أخزمُ
تبينُ فيه وهْو في المهدِ أنه
سيرفعُ من بُنْيانه وسيدْعَمُ
وأنْ سوف يحييه بماهو فاعلٌ
إذا هو واراه الضريحُ المطمطمُ
لذلك أقفاه وسماه باسمه
وفي الحقّ يُقْفَى مثلهُ ويكرمُ
وماكان لاستصغارهِ اسمهُ
أبى ذاك من معناه فخم مفخَّمُ
ولكنَّ أسماءَ الأحبّة ِ لم تزلْ
تُصَغَّر في أهليهمُ وترخَّمُ
وماضرَّ من أضحى له مُصغَّرٌ
ومعنى مُجلٌّ في الصدورِ معظّمُ
هو الغرة البيضاءُ من آل مُصْعب
وهم بعده التحجيل والناس أدهمُ
لتَفتَرَّ عنه في مواطن جَمَّة ٍ
رُزَيْق فما مفترُّها عنه أهتم
كفاها به من مَضْحَكٍ يومَ زينة
ومن مَكْلح في الحربِ حين تَجَهَّمُ
ثنايا لعمري وُضَّحٌ لا يشيِنُها
ونابُ عضاضٍ مِقْصلٌ حين يَضْغَمُ
ألكْنِي إلى عمرو بن ليث رسالة ً
لها حين يدوى الغيبُ غيبٌ مُسلَّمُ
فإنا غدونا نحمدُ اللَّه أوَّلاً
فواتحَ من حمدٍ بحمدك تُختَمُ
على نعمة ٍ ألبستناها جديدة ً
هي الوشي حُسْناً والحبير المنمنمُ
لك المسمعُ المصغى إليه إذا غدت
لبوساً لنا والمنظرُ المتوسَّمُ
رعيتَ سدانا بالأمير فكلّنا
بذلك ممنونٌ عليه ومُنعَمُ
توخّى بنا المرعى المرِىء نباتُه
وجنَّبنَا المرعى الذي يُتَوَخَّمُ
وذبَّ الذئابَ الطُّلْسَ عنا فأصبحتْ
ومنها طريدُ الخوفِ والمتحرَّم
وأثبتَ للأمرِ الذي يستديمه
أواخيَّ صدْقٍ أقسمتْ لاتَجَذَّمُ
فلا تسهمنَّ الحظَّ فيه فإنه
جزيلٌ ومامَنْ كان مثلك يُسْهَمُ
تحمّل ما حُملتَه من أمانة ٍ
(1/21379)
________________________________________
فناءَ بها منه ضليعٌ عَثمثُم
حليم إذا ما الحلمُ أُحمِدَ غِبُّهُ
وأدَّى إلى العُقْبى التي هي أسلمُ
جهولٌ على الأعداء جهلَ نكاية ٍ
يداوَى به جهلُ الجهولِ فيُحْسمُ
وحاشاه من جهلِ الغباوة أنه
أطبُّ بأحناء الأمور وأحكمُ
عَفُوٌّ إذا ما الذنبُ لم يعْدُ حدَّه
إلى الوِتْرِ تَبَّاعٌ قفا الوتر أرقمُ
أخوذٌ بوثقي عروتَيْ كلّ خُطَّة ٍ
تروكُ الهوينا للتي هي أحزمُ
حلا لشفاه الذائقين وإنه
على لهوات الآكلين لعلْقَمُ
وداوَى من الأدواءِ حتّى أماتها
بأدوية ٍ لم يدرِ ماهنّ حِذيمُ
فذو الزيغِ يُسْتَأنَى وذو الغيث يُنْتَحَى
وذو النفر يُسْتَدْنى وذو الشَّغْب يُوقمُ
وكانت همومٌ لاتزال تهمُّها
رجالٌ فقد عادت مغايظَ تكظمُ
ولاغروَ أن ذلّتْ له بعد عزّة ٍ
أنوفٌ عِدًى أضحتْ تُخَشُّ وتُحزَم
تكنفُ هذا الدين والملكَ منكما
يلمْلم في أنضادهِ ويرْمرمُ
رسا جبلا حَزْمٍ وعزمٍ وقوة ٍ
بمثلهما تحمى القواصي وتُعْصَمُ
لتحملْ رقابٌ مائلاتٌ رؤوسها
حذارِ وإلا فالمليمون ألومُ
هو السيفُ يجني كلَّ رأسٍ دنا له
وقدماً إذا استصرم الدومُ يصرمُ
فأقصرَ قومٌ وانتهوا عن سفاهم
وهامُهمُ بين المناكب جُثَّمُ
وإلا فإني ضامنٌ أنْ يبُزَّها
مجاثمَها سيفٌ من البأسِ مخذمُ
بكفَّي عبيد الله يهوي بحدّه
إلى حيث أهوى الحقُّ لا يتلعثم
همام إذا اعوجّتْ عوالي رماحِهِ
غدت بين أحناء الضلوع تُقوَّمُ
له الراية السوداء تخفقُ فوقَها
مع النصر رايات من الطير حُوَّمُ
يحمنَ عليها واثقاتٍ بأنها
ستُجزَر أشلاءَ الطغاة وتُلْحَمُ
وماحربهُ حربٌ إذ نابذ العدا
ولكنها أرضٌ عليهم تُدمْدِمُ
أخو الرأي والبأسِ اللذيْن كلاهما
يُكادُ به الجيش اللُّهام فيُهْزمُ
يُرى أو يُلاقى وحدَه فكأنما
يُرى أو يُلاقى ألفُ ألفٍ مصممُ
له عندَ قدْحِ الرأي من خطراته
وعند انتضاء العزم للأمر يدْهَمُ
سُكونٌ كإطراقِ الشُّجاع وسورة ٌ
كسورته لابل أشدَّ وأعْرَمُ
هو الليث طوراً بالعراء وتارة ً
(1/21380)
________________________________________
له بين أجامِ القنا متأجَّمُ
مُساورُ قِرنٍ أو مجيلُ جوائلٍ
من الرأي مكرُ الله فيهنَّ مدغَمُ
ليطرقْهُ ضيفٌ أو لتطرقه نوبة ٌ
فما للقرى عن طارقيه مُعتَّمُ
لكلّ نزيل قد أعدَّ عتاده
فللضيف ترحيب ومَثْوًى مكرمُ
وإن كانت الأخرى ولانزلتْ به
فبأسٌ بمثليْه منالشر يؤدمُ
يدبرهُ رأيٌ سديدٌ بمثله
تُرمّ مصاعيبُ الأمور وتخطم
إذا ما أصاب الخطبَ لم يك فلتة ً
ولاهفوة ً في إثرها متندَّمُ
به يهتدي الضُّلالُ عند ضلالهم
إلى سنَنَ القصدِ الذي هو أقومُ
عجبتُ لرأي يُستضاءُ ودونه
سماءُ سماحٍ لاتزال تَغَيَّمُ
ليفخرْ عبيدُ اللَّه فهْو الذي له
بفضلِ الحجى والبأسِ والجود يُحكَمُ
ومافخرَ مَنْ لَو فاخر الفخر أصبَحَتْ
مقاليدُه عفواً إليه تسلَّمُ
له الحلم لو يُلْقَى على الناسِ بعضُه
تعافوا فلم يُسفَك على الأرضِ محجمُ
إلى البأس لو يمنى به الدهر مرة ً
لأغضى كما يغْضى الذليل المهضَّمُ
إلى الجود لو يُعْدِي أقلُّ قليلهِ
أكفَّ الورى لم يُحْمَ للمال مَحْرَمُ
خلائِقُ لو فُضَّتْ على الناسِ كلّهم
محاسنُها لم يبق في الناس مَشْتَمُ
وإن عُدَّتِ الآدابُ يوماً وأهلُها
فذكراه ريحانُ القلوبِ المشمَّمُ
هو المرسَلُ الأمثالُ في كلّ منطقٍ
يظلَّ بماء العين في الخدّ يُرْسَمُ
من الشعراء الأعذبين قريحة ً
وعلاَّمَة ٌ بحرٌ من العلم مُفَعمُ
إذا ما جَرى في حلبة عربية ٍ
تخلّف عن شأويه قُسٌّ وأكثَمُ
جواد ثنى غرْبَ الجيادِ بغربه
فظلَّ يجاري ظلّها وهْيَ صُيَّمُ
سبوق متى يطلبْ سبوقٌ لحاقَه
يفتْهُ به غَمْرُ البديهة مرْجَمُ
لحوقٌ إذا خاضَ العجاجة َ شقَّها
فلا الشأو مقصورٌ ولا الوجه أقتمُ
حلفتُ بأصوات الوفود التي لها
بصحراءَ جمع مَجْأَرٌ ومُهَيْنَمُ
لأصبح مَنْ سامَى الأميرَ كرائمٍ
منالَ الثريا وهو أعسم أجذَم
أبا أحمد أنت الأميرُ بحقه
على كل حال والمعاطسُ رُغَّمُ
ألست الذي يُعدى على الدهر إن عدا
ويُنْصفُ منه كلُّ من يتظلم
(1/21381)
________________________________________
بحسبك هذي ما حُييت إمارة ً
تُجَلُّ بها حقَّ الجلال وتُعْظَمُ
ولاية َ لاعزْل وكلُّ منيحة ٍ
من الخيم أبقى من سواها وأدومُ
من اللائي يجبي أهلُها الحمدَ التي
جِبا أهلها دينارُ عيْن ودرهم
سلكتَ سبيل المجد وحدَك ممعناً
ولم يبقَ منها موطىء يُتَرسَّمُ
فلم نَرَكَ استوحشتَ منها لوحْدَة
ولاجُرْتَ عن قصد لأنك مُعلَمُ
وهل يوحشُ الإفرادُ من هو وحدَه
خميسٌ تضيق الأرض عنه عرمرمُ
فأصبحتَ قد غادرتَ كلَّ ثنيَّة
لها منهجٌ يهدي الأدلاَّء لَهجمُ
وفي الناس من يسمو بهمة ِ غيره
إلى ذروة المجد التي تُتَسَنَّمُ
ينامُ عن المعروف إلا مبارياً
بمعروفه معروفَ من يتكرمُ
وينكص في الهيجاء إلا مباهياً
وإن كان للْحامي هنالك مَقدَمُ
فياتي منالعلياء والمجد ما أتى
كمقتحمٍ في غمرة وهو مُقْحَمُ
كذاك المبادي والمسامي وإنما
يُسامَى كريمٌ بالمكارم مُلزَمُ
ولاحمد إلاَّ لامرىء ذي قريحة
يهشُّ أخوها للتي هي أكرمُ
هشاشته للماء تنسجُ متنهُ
شمالٌ خَريقٍ وَهْوَ حَرَّان أهْيَمُ
على حينَ لم تبعثه إلا طبيعة ٌ
تَيَقَّظُ للعلياء والناسُ نُوَّمُ
بمثلك فَلْتَرمْ الملوكُ ثغورَها
فما جانبٌ يُولَى بمثلك أثلمُ
علمتك فيك الخيرُ والشرُّ كلُّه
وكلك خيرٌ عندَ منَ يتفهم
وقد لُمسَتُ من صفيحتيك مرمسٌ
وجُرّبْتَ قِدْماً والمجرَّبُ أعلمُ
فمن كان ذا جهلٍ فإنك مُبْشَرٌ
ومنْ كان ذا حلم فإنك مؤدَمُ
وما سدٌ قولٌ في فعالك خَلَّة
ولاوَجَدَ المدّاحُ نقصاً فتمَّمُوا
وماجاوزوا إذْ أطنبوا فيك أنْ دَعَوْا
بأسمائك اللائي بها كنتَ تُوسَمُ
وما اتخذوا مدحاً إليك وسيلة ً
لأنك سيْحٌ يستقي ماءَة الفم
ولكن رأوا دونَ الكلام ونظمِهِ
حقيقيْن إذ أنتَ المنادَى المكلمُ
وما ملّئتْ منك الصدُورُ بهيبة ٍ
ولا عِظَمٌ إلا وشأنك أعظمُ
إذا مادحٌ أسدَى وألحمَ باطلاً
فمدحك مسدًى بالذي فيك مُلحَمُ
أقول لشاك بثَّهُ لم تزلْ به
من الحال أسمالٌ رِثاثٌ تُرمَّمُ
(1/21382)
________________________________________
ألا أيها الشاكي إليَّ خَصاصة
تضارِعهُ في السنّ بل هيَ أقدمُ
ويشفق منها في بقية عمرهِ
أمنتَ وأنفُ الدهر أجدعٌ أكثمٌ
أمن ضيقِ مثْوى المرء في بطن أمه
إلى ضيق مثواه من القبر يُسْلَمُ
ولم يلقَ بين الضيق والضيق فُسْحَة ً
أبى ذاك أن الله بالعبد أرحم
أنَّ عبيدَ الله للناس عصْمة ٌ
بأيديهم منها عُراً لاتُفَصَّمُ
سيزجر عنك الدهرَ إن شئت زجرة ٌ
يصيخ لها خوفاً ولا يترمرم
هو المرءُ أما مالُه فمحلَّلٌ
لعافٍ وأما جاره فمحرَّمُ
لجيرانه منه مَحَلٌّ ممنَّعٌ
يضيم به الدهرَ الذليل المضيَّمُ
وكفٌّ صَنَاعٌ تجبرُ الكسرَ منهمُ
وتدملُ من ذي كَلْمهم حين يُكْلمُ
وتحتاطُ من كرّ الزمانِ عليهمُ
فتنهاه عنهم بالتي هي أحسُمُ
تتبع أظفارَ الزمان تَتَبُّعاً
بآثارها في أهله أو تُقَلَّمُ
فسرْ راشداً لاتَثْنينَّكَ طِيرة ٌ
كذوبٌ ولا رأي عن القصد أضْجَمُ
إلى ملكٍ لاتبرحُ الطيرُ دونه
وإن برحتْ للركبِ لم يتشأَّموا
إذا ماغدا الغادي إليه فإنه
على ثقة ٍ أنْ ليس في الطير أشأمُ
ترغَّم في السير القلاصُ ولاترى
قلوصاً إذا سارت إليه تُرَغَّمُ
وإن حَفِيتْ لم تُحْذ نعلاً وذُكّرتْ
به فرأيتَ المرْو بالبيد تُرْثَمُ
يثوْبُ لها بعد الحفا عند ذكرِه
أظلُّ وقاحٌ يرضخُ الصخرَ ميثَمُ
وإن ظمئتْ قالتْ لها النفسُ شمري
فعند ابن عبدالله عِدٌّ قَلَيْذَمُ
وما تَضْربُ الأكباد نحو فنائه
من العيس بل عفوا تَحُبُّ وَتَسْعَمُ
إلا رُبَّ قولٍ فيه أمكن قائلاً
ولو رامه في غيره ظلّ يكْعَمُ
تفورُ ينابيع القريض بمدحهِ
إذا جعلتْ في آخرينَ تَسدَّمُ
أطاعت معاني الشعر فيه وأصبحتْ
قوافيهِ حتّى قيل لي أنت مُلْهَمُ
به درتِ الدنيا ولولاه أصبحتْ
يعلّلُنا منها أجَدُّ مُصَرَّمُ
وكان سَنام العيش قبلَ ابن طاهر
أجَبَّ فقد أضحى به وهْو أكْوَمُ
كريم التغاضي عن قوافٍ يزرنَهُ
له مغمز فيهن بادٍ ومُعْجَمُ
ص يُثيبُ على النياتِ إن قال قائل
فجار عن القصد الذي يتيمَّمُ
(1/21383)
________________________________________
غفورٌ لمن لم يوفِهِ كُنْهَ حقّه
غفورٌ لمن لم يوفهِ كُنْهَ حقّه
من المدح معطاء على ذاك مقثم
وما لعبيدِ الله وهو ابنُ طاهر
على شاعرٍ لم يوفه المدح منقمُ
إذا ما أثيبَ الشعرٌُ إن جاد وشْيه
أثابَ على الحمد الذي فيه يرقم
وما تلك إلا همَّة ٌ طاهرِيِّة ٌ
تميلُ إلى الأمر الذي هو أجْسَمُ
قَلتْ زُخْرفُ الدنيا فلم يكُ قصدَها
بُرودٌ تُوشَّى أو رياطٌ تُسَهَّمُ
ولكن صميمُ الحمدِ لا شيء غيرهُ
أو الأجرُ إن ذُخر مقدَّمُ
تَبيَّنَ أنالمجدَ ليستْ سبيلُهُ
سَبيلَ الملاهي عالمٌ لا يُعلَّمُ
فلم يَنْحُ بالمعروف نحوَ فُكاهة ٍ
ولا نحوَ لهوٍ فيه عارٌ ومأثَمُ
ولو سام سَوْمَ اللهو قامتبلهوه
فِصاحٌ بايديهن خُرْسٌ تَكلَّمُ
أولئك لو يلهو بهنّ كَفَيْنهُ
وكان له فيهم ملهى ومَنْعَمُ
أبا المجدِ لا يفقدُك مدة َ عُمرة ِ
عزيزاً فإن المجدَ بعدكَ ييْتَمُ
ولا آمتِ العلياءُ منك فإنها
لمثلك قبل اليومِ كانتْ تأيَّمُ
شفيتِ من الحرمان قوماً وإنه
لأدْوَى من الداء العَياء وأعْقَمُ
وأحييتَ موتى الشعر بعد فنائها
وربَّ مسيح لم تناسبه مريمُ
ولي فيك آمال وقد عَلَقَتْ يدي
بعروتك الوثقى فهل أنا مُسْلَمُ
أتيتك في عرضٍ جديدٍ طويتُه
إلى أن لبستُ الشيبَ فالرأس أشيمُ
ومثلُكَ منْ لم يُلْقَ في عرْضِ بِذْلَة ٍ
وما عذرُ من يلقاك والعرضُ أدْسَمُ
وقد كنتُ ذا وفرٍ من المال فاقتفى
به جَذَعٌ جَمُّ الحوادثِ أزءلَمُ
وأني لأرجو أن تراني صروفُه
منيعاً كأني في جوارك أعْصَمُ
وما بطَّأَتْ بي عنك نفسٌ مُمَثَّلٌ
لها فيك ظنّ بِالمغيبِ مرجَّمُ
ولا فَهّة ٌ من عاجز متخاذلٍ
إذا نابه يوماً الأمر مُعْظَمُ
بل الثقة ُ الوسْنَى وما زال أهلُها
قديماً إذا استيقظ الناس نَوَّمُوا
وإنَّ همومي بعدها وعزائمي
لأيقظ من نارِ الحريق واسهم
وفي ثقة تدعو إلى الرَّيْثِ مَعْجَبٌ
لقوم ولكنْ أنتَ أَنت المفهَّم
إذا استعجم التأويل يوماً على امرىء
فأعوصُ ما فيه لديك مُتَرْجَمُ
(1/21384)
________________________________________
رمَى بي في أخرى عُفاتك أنني
رأيتُ العطايا منك لا تُتَغَنَّمُ
لأنك لا يَعْتَدُّ جُودُكَ فُرصة ً
تفوتُ وإن أضحتْ لُهاك تُقَسَّمُ
ولو خفت فوتاً بادرتْ بي عزيمة ٌ
لها فرسٌ عندي من الجدّ مُلْجَمُ
ولكنني ممن يرى بَذْلك اللُّها
متى شاءها حتماً من اللهِ يُحْتَمُ
أرى المالَ تحويه كمالي وديعة ٌ
لدى مُودَعٍ لم تؤمنْ منه مُتْهَمُ
على أن ما أرجوه منك مُحَّصل
وما كل ما أودعتُه متسلَّمُ
وما زالتُ كالمثرِي يطولُ تنمسي
رجاءك مغبوطاً بما أتنسمُ
يُعَدُّ رجائي فيك مالا محصلاً
أُدَنَّرُ في قوْمي به وأدرهُم
ويحسدنيه المحاسدون فموضعي
به منهمُ مقذاة ُ عينٍ ومَرغَمُ
ويُلْزمني فيه الزكاة َ معاشرٌ
ولم يَحْوِه ملكي وبالحقّ ألزموا
فهل بعد هذا كله أنا آئب
خميص الحشا أم طاعن ما اطعم
أبتْ لك تخييبَ المجِّين شيمة ٌ
تَذِرُّ إذا ضنَّ البخيل وترأمُ
منحْتكها حوليَّة َ النسْخِ لم تزل
تعاني مدى حَوْلٍ دكيكٍ وتُخْدَمُ
يرى جَهليُّ تبجيلَ قدْرِها
بحقّ وإسلاميُّهُ والمُخَضْرَمُ
إذا مِسْتَ فيها قيل وشيٌ محيَّرٌ
على قمرٍ أو قيل رَبْطٌ مُسَهَّمُ
فدونَكها مغبوطة ً بك لو غدا
سواك لها مولًى غدتْ وهي تُرْجَمُ
وعشْ عيشَ ثاوٍ خير دار فمالَهُ
على غير زادٍ صالحٍ مُتَلَوَّمُ
وراءك جَدٌّ لا ينام كلاءة
ودونك عزٌّ ذو مناكبَ مزْحمُ
ولا زلتَ ممدوحاً لمطريك مَصْدَقٌ
إذا كان للمطرينَ في الناس مَزْعَمُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يُعيّرني لُبْسَ العمامة ِ سادراً
يُعيّرني لُبْسَ العمامة ِ سادراً
رقم القصيدة : 61993
-----------------------------------
يُعيّرني لُبْسَ العمامة ِ سادراً
ويزعم لُبسها لِعيب مُكَتَّم
فقولا له هبني كما ينا صلعة
ألستُ حصينَ الخلفِ عفَّ المقدم
وأَنَّى تعيبُ الصُّلْعَ والأير منهمُ
أنت بِحُبّ الأير عينُ المتيَّم
ألا ربما قبلتَ أيرا مُعَمَّما
بجعرك فاحفظ فيَّ حقَّ المعمَّمِ
(1/21385)
________________________________________


العصر العباسي >> ابن الرومي >> ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
رقم القصيدة : 61994
-----------------------------------
ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
إلى الفطر كي تغشى من اللهو مَحْرما
ولأنهما فيه وإن كنت إنما
تحب من الأضياف من كان أَنْهما
وماكنتَ لولا حُبُّك الجودَ بالذي
تُحبّ من القوم الشَّنىء َ المذمَّما
بدا الفطْر فاستقبلتَه باسطاً يداً
بمعروفك المعروف لا فاغرا فما
ظللتَ وذو الهمّ القصيرِ قد انتشى
من الزادِ حتى مال سكراً فنوما
طعامُك إطعامُ الطعام ولم يزلْ
لديك طعام يابنَ يحيى مُقدَّما
نصبتَ وكانت عادة ً تستعيدها
موائدَ غادرنَ المجاوعَ رُعَّمَا
عليهنَّ خيراتٌ حسانٌ كأنها
مضاحِكٌ من رِبْعيِّ روضٍ تبسما
نحرتَ لصُغْرِاهنَّ حتى تركْتنا
نرى الفطر أضحى من إراقتكَ الدما
وكنتَ إذا أفطرتَ شمرتَ مُجْلباً
لتُطْعمَ والجبسُ الهِدانُ ليُطْعما
حلفتُ لأُضحى الفطر حين لبستَه
بلُبسك إياه مَزيناً مُكَرَّما
ولِمْ لا وقد أصبحتَ للمُلك مِدْرَها
وللمجد سُرسُورا وللدّين مَعْلَمَا
غدوتَ غداة َ الفطر عيداً لعيدهِ
ومازلتَ للأعياد عيداً معظّما
ولما تأملتَ الهلال ابن ليلة
تَكَبَّرَ إذا عاينتَه وتعظَّما
طغَى بك غيان المحبّ ارعوى له
حبيبٌ قَراه الصدَّ حولاً مجرَّما
ويا عجباً أن لا يكونَ بدا لنا
كشمس الضحى لابل أجلَّ وأعظما
أليس حقيقاً من تأملتَ وجهه
بذاك بل كلَّ الحقيق وينعما
لعمري لقد ودعتَ بالأمس صاحباً
عفيفاً وإن كان الذي اعتضتَ أَكرما
مضى صاحب عفٌّ وأَعقب صاحباً
جواداً أراه كان منك تعلَّما
غدا مُطمعاً من دان دينَ محمد
ومن فضلِك الفياضِ في الناس أَطعما
خليلٌ أتى من بعد ماغابَ نوبة ً
وكنتَ إليه جِدَّ ظمآن أهْيما
وليس لشيء ماخلا بَذْلك القِرى
نهاراً وقدماً كنت بالبذل مغرما
وقد كان ماتَقريه بالليل كافياً
ولكن ترى ما ازددت من ذاك مغنما
ولستَ براضٍ عن زمانك أو تَرى
(1/21386)
________________________________________
فعالَك فيه ما أضاء وأَظلما
ومثلك لا يَستحسنُ البُرْدَ ملبساً
إذا كان من إحدى نواحيه مُعلما
ولكنْ إذا أعلامُه كَمُلَتْ له
فذاك إذا ما كان أيضاً مُسَهَّما
ومازلتَ تَقلى الجودَ إلا مُكمَّلا
وتأبى اصطناع العُرف إلا مُتَمَّما
وتبني العلا حتى يخالك معشرٌ
وما أَبعدوا تبني إلى المجد سُلَّما
فعِش أبداً مادام مجدُك باقياً
ولم يَعْنِ من يعنيه إلا يرمرما
تَصومُ ولم تعدمْ من العلم عصمة ً
وتُفر محموداً ولم تأتِ مأثما
تقوت بنات النفسِ أقواتَ حكمة ٍ
وتطوي حشا دون الخبائث أهضما
حَشًا لم يزلْ تقوَى اله يكفُّهُ
بما خفَّ من زاد وما آب مطعما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> اسلمْ على الأيامِ
اسلمْ على الأيامِ
رقم القصيدة : 61995
-----------------------------------
اسلمْ على الأيامِ
مُعَمَّراً ألف عامِ
في ثوب نُعمى جديد
مُذيَّلٍ بالتمام
ياحجة َ اللَّه والمس
لمينَ والإسلام
ويا عصا كلّ راعٍ
وسيفَ كل محامي
يا رائضَ الملك قِدْماً
لكلّ مَلْك هُمامِ
ياعروة ً في الملَّما
ت غيرَ ذاتِ انفصام
ماعلة ٌ بك لا بَلْ
بكلّ حيّ ونامي
بل بالسَّدَى والندى الغَمْ
ر والأيادي الجسامِ
بل بالمكرام والمج
د والمساعي العظامِ
بل بالمشورة في الخُطْ
طَة ِ العياء العُقَامِ
بلْوى اختبارٍ وليستْ
حاشاك بلوى انتقامِ
فيها بريدٌ من الأج
ر قبلَ أجر الصيام
لا استسهلت علَّة ٌ بع
دَها طريقُ اللّمام
إليك لكنْ إلى مع
شرٍ سواك لئامِ
قد قلتُ إذا بلغتْني
لعاً برغم الجِمام
ودَعْدَعاً لابن يحيى
من عاثرٍ بسقام
لايحدث اللَّه فَلاّ
في حدّ ذاك الحسامِ
نستودع اللّه نفساً
فيها نفوسُ الأنام
نفسُ امرىء كلُّ شيء
بحبله ذو اعتصامِ
لم يبقَ للكرم النثْ
رِ غيرُه من نِظام
ولا لراعي مَعالٍ
سواه راعي ذِمامِ
لامسَّهُ الدهرُ إلا
بنعمة وسلامِ
ومادعونا له وح
ده ولا لِفئامِ
بل للبرية طراً
مأمومِها والإمامِ
أنوفُ قومٍ تَمنَّوْا
لك العثار دَوامي
لو تمَّ ما قدّروه
(1/21387)
________________________________________
لجبَّ كلُّ سَنَامِ
لايفرحوا فوشيكاً
تبدو وطرفُك سامي
فيصبحُ الناسُ طراً
في نعمة المنْعَامِ
مستبشرين بإبلا
لِ سيدٍ قَمْقامِ
لم يشمتِ اللَّهُ فيه
لئامَهم بالكرامِ
شمسٌ كأنْ قد تجلّتْ
تجوب كلَّ ظلامِ
والشمس أحسن ماتُج
تلى بِعَقْبِ الغَمامِ
يا دهرُ هل أنت أعمى
هواك أم متعامي
إذا رميتَ فأبصرْ
سوادَ مَنْ أنتَ رامي
شِمْ بعدَها عن عليّ
نَبْلَ الردى والغرامِ
واجعلْ نحور عِداه
أغراضَ تلك السهامِ
أقسمتُ لولا قضاءٌ
من حاكم الحكام
به عززتُ وأص
بحتُ نافذَ الأحكامِ
إذا لقيتَ عليَّ ال
علا عزيزَ المرامِ
مُداهياً ذا دهاء
معارماً ذا عُرام
من لو يزاحمُ ركنَي
ك آذنَا بانهدامِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أقسمتُ والحنثُ له آثامُ
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ
رقم القصيدة : 61996
-----------------------------------
أقسمتُ والحنثُ له آثامُ
بمن له المشْعَرُ والمقامُ
أنكَ ما راضَ لك الصيامُ
طرْفاً ولافرْجاً له عُرامُ
ولا لساناً سيفُه حُسامُ
عادته التكْذابُ والتأثامُ
لوجهك الإجلالُ والإكرامُ
عن ذاك والتبجيلُ والإعظامُ
يفديك مَنْ في سيره اقتحامُ
مالم يُكفكِفْ غربَه اللجامُ
راض سواك الجوعُ والأُوامُ
وراضك الإيمانُ والإسلامُ
والولدُ الصالح والأعمامُ
رياضة ً أيسرُها الإحكامُ
أولئك الساداتُ والأقوامُ
حَلّوْكَ آداباً لها نظامُ
أدابَ أملاك لهم أحلام
تُشْفَى بها الأدواء والأسقامُ
لا صَدَيَتْ هاتيكم العِظامُ
ولا أغَبَّتْ سقْيها الرّهامُ
حتى تُرَوَّى تلْكُمُ الرّمامُ
بل أدبتْك الفطرة ُ التَّمامُ
ومحتد أعراقُه كرام
من قبل أن تلزمك الأحكام
وقبلَ قِيلِ الناس يا غلامُ
فُطِمتَ مذ آن لك الفِطَامُ
من كل ما تَتْبعُهُ الآثامُ
فجئتَ لا يرهقكَ الملامُ
تسيرُ في القصْد ولا زمامُ
يُلْزمك القصْدَ ولاخطامُ
إذا اعتدى في لومك اللُّوَّامُ
وحاولوا الذامَ فأعيا الذامُ
قالوا امرؤ لما له ظلاَّمُ
ذلك عيبٌ مابك احتشامُ
(1/21388)
________________________________________
منه ولافيك به اكتتامُ
لازال مالٌ لك يستضامُ
في ظلّ عزٍ منك لا يرامُ
يهضِمُه منك امرؤ هَضَّامُ
للحمال يرضى ظلمَه الحكامُ
سيشكر الشهرُ لك الحرامُ
أنَّكَ لمَّا هَرَّهُ الطَّغامُ
ونَبَحَتْ في وجههِ اللئامُ
ولم يُعَظّمْ حقَّه أقوامُ
فيهمْ عليهِ بالخنا إقدَامُ
كأنهمْ من جهلهم أنعامُ
ليس على أفواههم خِتام
ولا لضيفٍ عندهم ذمامُ
بَشَّ به منك فتى بسامُ
طَلْقُ المحيَّا ماجدٌ قَمْقَامُ
أبيضُ يُستَسَقى به الغمامُ
سامية ٌ همتُه هُمام
عُرضتُه الإطعامُ لا الطعامُ
وقوتُه الحكمة ُ لا الحُكَّامُ
تَرْعى جَنَابَيْ داره الأيتامُ
والأمهات الجُوّعُ العِيامُ
عُروة ُ صدقٍ مالها انقصامُ
لكلّ ملهوف بها اعْتصَامُ
متيَّمٌ بالعُرْف مستهامُ
للجود في أمواله احتكَام
لايلتقي راجيه والإعدامُ
أو يلتقي الإضْحاءُ والإعْتَامُ
بحران ما بينهما التئامُ
للخير فعَّالٌ به هَمّامُ
تُورقُ من معروفهِ السّلامِ
يلقحُ منه البلد العقام
له إذا ما اصطُنع ابتسامُ
يعود منه الطَّولُ والإنعام
إذ كلُّ غَيْث عوْدُهُ جَهامُ
يعطي عطايا مالها انصرامُ
حَتْمٌ عليه كَرُّها لِزامُ
لها على سُؤاله ازدحامُ
ذاتُ سماء مالَها إنْجامُ
يعقب إنجاماً لها إنْجامُ
من كل أرض برقُها يُشام
ليس على آفاقها قَتامُ
جَلْدٌ فما تؤلمُه الآلامُ
في الله صَوَّامٌ له قوامُ
لايعتريه الأيْنُ والسَّآمُ
كأنَّما الجهدُ له استجمام
يثني عليه النورُ والظلامُ
من كلّ فحشاءَ له إحْرامُ
ما زال والرشد له إمامُ
ترعية ً للدين لا ينام
عنه إذاا استثقل النوامُ
ثبتٌ إذا زُلزلت الأقدامُ
بحجة اللَّه له رِجَامُ
صَدْقٌ إذ ما حَمِس الخصامُ
لولاه أضحتْ تُعبدُ الأصنامُ
وعادت الأنصاب والأزلامُ
فَصُمْ وأفطِرْ مارساً شَمامُ
في نِعمٍ يوليكَها المِنعامُ
لها تمامٌ ولها دوامُ
يمرُّ عامٌ ويكرُّ عامُ
بها إلى أن تنفذ الأعوام
موفورة ً منها لك الأقسامُ
وحظُّ مَنْ يحسدك الإرغامُ
وحرُّ غيظ دونَهُ الضّرام
(1/21389)
________________________________________
تَمطُلُهمْ بيومِكَ الأيامُ
ويعتفيهم دونكَ الحِمامُ
فأنتَ روحٌ والورى أجسامُ
ليس لهم إلا بها قوامُ
لم يفنَ مافيكَ بل الكلامُ
وانقضتِ الخطُبة ُ والسلامُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا عليلاً جعل العِلْ
يا عليلاً جعل العِلْ
رقم القصيدة : 61997
-----------------------------------
يا عليلاً جعل العِلْ
لَة مفتاحاً لظُلمي
شَهِدَتْ وجنتُكَ الحَم
راءُ أَنَّ الزعمَ زَعمي
ليس في الأرضِ عليلٌ
غير جَفنيك وجسمي
بِكَ سقمٌ في جفون
سقمها أكَّد سقمي

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ما لحيتاننا جفتنا وأنَّى
ما لحيتاننا جفتنا وأنَّى
رقم القصيدة : 61998
-----------------------------------
ما لحيتاننا جفتنا وأنَّى
أخلفَ الزائرونَ مُنظريهمْ
قد أزحنا اعتلالهم وجَعَلنا
سَبْتهم جمعة ً فما يُشكيهمْ
جاء في السبت زَوْرُهم فأتينا
من حفاظٍ عليه مايكفيهمْ
وجَعَلناه يومَ عيدٍ عظيم
فكأنا اليهودُ أو نحكيهم
واحتملنا مقالة الناس فينا
ولهم كلُّ ما احتملنا وفيهم
وأراهمُ مُصَممّينَ على الهج
رِ فلِمْ يُسخطونَ من يُرضيهم
قُل لهم يُعتبونَنا أيها الحُرْ
رُ ويُولوننا كما نُوليهم
أو يقولونَ لانجيئُك مَجَّا
ناً فنرتادُ كافياً يشتريهم
ليس شيء سوى الوفاءِ أو التص
ريح بالعذر فاعلمَنْ ينجيهم
قد سَبتْنا وإنما كان قومٌ
يومَ لا يَسبتون لا يأتيهم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> هل حاكمٌ عدلُ الحكو
هل حاكمٌ عدلُ الحكو
رقم القصيدة : 61999
-----------------------------------
هل حاكمٌ عدلُ الحكو
مة ِ مُنصفٌ لي من ظَلومِ
باتتْ بظاهِرها وسا
وسُ من حُلى كالنجومِ
وبباطني منها وسا
وس من هموم كالخصومِ
كم بين وسواس الحُلَي
ي وبينَ وسواسِ الهمومِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يغزو العِدا في ليل زن
يغزو العِدا في ليل زن
رقم القصيدة : 62000
-----------------------------------
يغزو العِدا في ليل زن
جٍ حالكٍ ونهارِ رومِ
فالليل عَونٌ والنها
(1/21390)
________________________________________
رُ له على الأمر المرومِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تعلَّم حوتُ يونسَ من
تعلَّم حوتُ يونسَ من
رقم القصيدة : 62001
-----------------------------------
تعلَّم حوتُ يونسَ من
ه تسبيحاً به سَلِما
فذاك الحوتُ يَدرسُ ذا
لك التسبيحَ ما سَئِمَا
وأحسب هازباءكُم
تعلّم منه ماعلما
فليس ينالُهُ صيدٌ
وكيف يُنالُ معتصما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
رقم القصيدة : 62002
-----------------------------------
شاهدت في بعض ماشهدت مُسمعة ً
كأنّما يومها يومانِ في يَومِ
تظلُّ تُلقى على من ضَمَّ مجلسُها
قولاً ثقيلاً على الأسماع كاللَّومِ
لها غناءٌ يثيبُ اللَّهُ سامعَهُ
ضِعفي ثوابِ صلاة ِ الليل والصومِ
ظَللتُ أشربُ بالأرطالِ لاطَرَباً
عليه بل طَلَباً للسكرِ والنومِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ
أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ
رقم القصيدة : 62003
-----------------------------------
أرى الحُرَّ يجري برُّه ويدومُ
وذو اللُّؤمِ يُجري برُّه ويقومُ
وأنت أبَا العباس بدرٌ مكمّلٌ
تحفُّ به وسطَ السماءِ نجومُ
وسَطتَ القرومَ الصّيدَ من آل مرثدٍ
وما مثلهم فيما عَلمتُ قُرومُ
فيا ليت شعري ما الذي حَطَّ رتبتي
لديكَ فحاجاتي إليك هُمومُ
أألحوتُ حوتُ الأرضِ أم حوتُ يونسَ
لك الخيرُ أم حوتُ السماءِ أرومُ
أَيا سمكاً بين السّماكين عزَّة ً
إلى كم يرانا اللَّهُ منك نَصومُ
رأيتُكَ ذا شوكٍ وشوك من الأذى
فتركُكَ مجدٌ والتماسُك لومُ
إذا لم تكن إلا ببذلِ وجُوهِنا
فأنت علينا بالغلاءِ تقومُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
رقم القصيدة : 62004
-----------------------------------
ومن نكد الدنيا إذا ما تنكرتْ
أمورٌ وإن عُدَّت صغاراً عظائمُ
إذا رُمتُ بالمِنقاش نتفَ أشاهِبي
(1/21391)
________________________________________
أُتيحَ له من دُونهنَّ الأداهمُ
فأَنتفُ ما أهوى بغير إرادتي
وأَتْركُ ما أَقْلى وأنفي راغمُ
يُراوغ منقاشي نجومُ مَسائحي
وهُنَّ لعيني طالعاتٌ نَواجم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ندمْتَ على أن كنتَ يوماً دعوْتني
ندمْتَ على أن كنتَ يوماً دعوْتني
رقم القصيدة : 62005
-----------------------------------
ندمْتَ على أن كنتَ يوماً دعوْتني
ونفسي على أني أَجبتك أَنْدمُ
ولو لم يكن ما قُلتُ أتأمتَ دعوتي
ولي لحسناءِ المبخَّل توأَمُ
ظلمتُك إذا عتَّبتُ بابك أخمصي
وأنت ترى أن المروءَة مغرمُ
فإن شئتَ فاعذرني وإن شئت فالحني
كلانا مُليم غيرَ أني ألْوَمُ
لُؤمتُ وللنفسِ الكريمة ِ رَجعة ٌ
إلى الحَمأ المسنونِ ثم تُكرَّمُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> عَرفْتُ مقاديرَ الرجالِ بنكبة ٍ
عَرفْتُ مقاديرَ الرجالِ بنكبة ٍ
رقم القصيدة : 62006
-----------------------------------
عَرفْتُ مقاديرَ الرجالِ بنكبة ٍ
أفدْتُ به غُنماً وإن عُدَّ مَغرما
كفاني لعمري أيها الناسُ خبرتي
بكم بعدَ جهلي واغتراري مغنما
ألا طال ماحمَّلتُ قلبي ظالماً
تكاليفَ مِن إعظام مَنْ ليس مُعْظما
فقد حطّها عني الإله بمحنة ٍ
أراني بها رُشْدي ومازال مُنعما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إقامة ُ الدِّقل الصينيَّ تُكْلفها
إقامة ُ الدِّقل الصينيَّ تُكْلفها
رقم القصيدة : 62007
-----------------------------------
إقامة ُ الدِّقل الصينيَّ تُكْلفها
ولاإقامة أير هدَّهُ الهَرَمُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها
تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها
رقم القصيدة : 62008
-----------------------------------
تجري المحاسنُ من قرونِ رؤوسها
حتى تمسَّ قُرونها الأقْداما
ما أَبْصرتْ عيناي قبلَ وجوهها
وفروعها نوراً يُقلُّ ظلاما
من كل ناعمة ِ الشباب غريرة ٍ
تَسبي العقولَ وتزدهي الأحلاما
في سُنة ِ القمرِ التمامِ وسِنّه
(1/21392)
________________________________________
واحسبْ لياليَه لها أعواما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أنا صبٌّ مُستهامُ
أنا صبٌّ مُستهامُ
رقم القصيدة : 62009
-----------------------------------
أنا صبٌّ مُستهامُ
ممن هَوى من لا يُرامُ
شادِنٌ من نشرِه المس
كُ ومِن فيه المُدام
وله نثرٌ من الدُرْ
رِ مليحٌ ونِظامُ
فالنظامُ المضْحك الوا
ضحُ والنثرُ الكلام
قاتلٌ بالصدّ محي
إن بدا منهُ ابتسام
فاتنُ الطُّرَّة ِ والغُرْ
رة ِ مافيه ملامُ
يلتقي في وجهه ضِدْ
دانِ نورٌ وظلامُ
فهْو بالليل نهارٌ
فوقه ليلٌ رُكامُ
حار في خدَّيهِ ماءٌ
مازجَ الماءَ ضِرامُ
فمن الماءِ اطَّراد
ومن النار اضْطرام
أورثتْ قلبي سقاماً
نظرة فيها سقامُ
من ضعيفِ الركنِ لكنْ
لحظُ عينيهِ سهامُ
واهنُ البطشِ ولكن
ليس بي منه انتقام
من يكن من أمة ِ الحس
نِ فمن أهوى إمامُ
أو يكنْ للحسن خَلفاً
فهْو للحسن أَمامُ
هو بالدَّل فتاة ٌ
وهو بالزي غلام
فله في مهج العشْ
اق حكمٌ واحتكامُ
بي من حُبّيه بلوى
ما يوازيه اكتتامُ
بي مايعجز عن أَد
ناه رضوى وشَمامُ
ولقد قام بذاك الثّق
ل جِلدٌ وعظامُ
أيها الذاهلُ عني
نمتَ عمَّن لا ينامُ
سيدي كم يَسعد الوا
شي ويشقى المستهامُ
طال بي صدُّك والصدْ
دُ على الضبّ غرامُ
أبدا تُضحي وألحا
ظك من وجهي صيامُ
والرضابُ العذبُ من في
ك على فيّ حرامُ
أعلَى عينكِ عينٌ
أم على فيك ختامُ
سيدي إن لم يكن من
ك عناقٌ ولثامُ
فلحاظٌ كوميض البر
قِ في الأفق يُشامُ
فإن استكثرتَ أو عا
قك عن ذاك احتشامُ
فكتابٌ أو رسولٌ
معه منك سلامُ
ذاك حسبي منك إن أعْ
يا لقاءٌ أو لمامُ
هبك لاتهوي ألا
تُرعَى لمن يهوى ذِمامُ
أنا شاكيك إلى مَنْ
هو للعدْل قَوامُ
وإلى مَن يُذْعَر العا
رمُ منه والعُرام
وإلى مَن منه يُخشى
وإليه يُستنامُ
وإلى مَن يؤُثر لحقْ
قَ إذا اشتدَّ الخصامُ
صاحب الحسبة ِ والعز
زِ الذي لا يُستضامُ
حسْبة ٌ أدرك فيها
طعمَ السوء الفِطام
فتناهَى طاعموها
وعلى القوم كِعام
(1/21393)
________________________________________
حسبة ٌ ليس عليها
لذوي الغش مُقام
فاتَ أهلَ الحطْم ذا
ك الحطمُ فيها والحُطامُ
فعلى التّنين منها
وعلى الليْث لجامُ
كلما راموا فساداً
عَزَّهم ذاك المرامُ
عاقَهم عن ذاك من في
ه على الحق اعتزامُ
سيّد من آل عبا
س ذَوي المجد همامُ
مَعشرٌ مازال منهم
من له العز اللُّهام
فجميع الناس أقدا
مٌ وهم للناس هامُ
يا أبا العباس لا فا
رقَ نعماك التمامُ
والتقى عندّك شُكْرٌ
ومزيدٌ ودوامُ
أنتَ للدنيا إذا جا
رت خِطامِ وزمامُ
أنتَ يقظانٌ لهذا ال
خَلْق والخَلْقُ نيامُ
فهُمُ بالحمد والشك
ر قُعودٌ وقيامُ
حَسَمَ الإدغالَ عزمٌ من
ك صَمْصامُ حُسام
وأعانَتْك على ذا
لك أعراقٌ كرامُ
فيك للباطل تشتي
تٌ وللحقّ انتظامُ
فيك للأموالِ تب
ذير وللحمد اغتنامُ
بَطنُ يُمناكَ لنا زم
زمٌ يغشاها الحِيامِ
وقِراها الركن أضحى
يتهاداه اسْتلاَمُ
فهْيَ ما أزْبد بحرٌ
لأعاليه التِطامُ
بين تقبيل وعُرْف
أوْرَقَتْ منه السّلامُ
جعلتْك الفذَّ في النا
س أياديك التؤامُ
فيك للخيرِ شهي
دان وِسامٌ وقَسام
ولقد قيل قديماً
شيمة ُ الخير الوسَامُ
كلُّ حسناءَ لها ذا
م وما إنْ فيك ذامُ
أنت مصباحٌ وغيثٌ
بهما يحيا الأنامُ
لك آراءٌ ووجْهٌ
هُنَّ أنوارٌ عِظامُ
وبنانٌ مستهلٌّ
جودُه سَحٌّ سِجام
فبأنوارك نُضْحَى
وبسقياك نُغامُ
جمع الصحو لنا وال
قَطْر إذ قلَّ الرّهامُ
وجهُك الساطعُ نُوراً
وعطاياك الجِسام
كلُّ أيامِك يومٌ
فيه شَمْسٌ وغَمامُ
فبإشراقك فينا
يَنجلي عنا القَتام
وبجدْواك علينا
تلقَح الأرضُ العقامُ
فالْبِس العيدِ سعيداً
وأعاديك رِغام
أَلفَ عام كل ما أد
بر عامٌ كرّ عام
وتخطَّاك إلى حسْ
سادٍ نُعماك الحِمام
نسك اللَّهُ بهم عنْ
ك وإن قيل طغام
ما زكتْ منهم دماءٌ
لا ولا طابتْ لحامُ
غيرَ أن قد قيل أولى
من فَدى الناسَ اللئامَ
فيهمُ للسيف والنا
ر وإن خَسُّوا طعامُ
ولتُمتَّع بأبي إس
حاق ما غنَّى الحمام
كوكب الصبح هلال الأفُ
ق والأُفْق الشآم
(1/21394)
________________________________________
أو ترى منه فِئاماً
بعدَهم منك فئام
لك باللَّه اتصال
وانتصار واعتصام
فيكفّيك من الل
ه إذا خِيف ارتطام
بل إذا خيف اجتياح
وإذا خيف اصطلام
عُروة ٌ ما تقواها
آخرَ الدهر انفصامُ
ليس في حكمك إح
جامٌ ولا فيه اقتحامُ
لا ولا تغرس غرساً
يجتنَى منه نِدامُ
كن بهذا الوصف ما اخ
ضرَّ بشَام وثُمام

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إذا نلتَ مأمولاً على رأس برهة ٍ
إذا نلتَ مأمولاً على رأس برهة ٍ
رقم القصيدة : 62010
-----------------------------------
إذا نلتَ مأمولاً على رأس برهة ٍ
حسبْتُك قد أحرزت غُنماً من الغُنم
ولم تذكر الغُرْم الذي قد غرمْته
من العُمُر الماضي ويا لك من غُرْم
رأيتُ حياة َ المرء رهناً بموته
وصحتَه رهناً كذلك بالسُّقم
إذا طاب لي عيشي تنغصتُ طيبه
بصدق يقيني أن سيذهبُ كالحُلم
ومن كان في عيش يراعي زواله
فذلك في بؤسٍ وإن كان في نُعم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أيها الآملُ البعيدُ من الغُنْ
أيها الآملُ البعيدُ من الغُنْ
رقم القصيدة : 62011
-----------------------------------
أيها الآملُ البعيدُ من الغُنْ
م تذكر ما دونه من غرامهْ
مايفي غُنْم غانمٍ نال مأ
مولاً بعيداً بغُرمه أيامَه

العصر العباسي >> ابن الرومي >> اقضِ لي حاجتي ولاتمطلني
اقضِ لي حاجتي ولاتمطلني
رقم القصيدة : 62012
-----------------------------------
اقضِ لي حاجتي ولاتمطلني
فأرى الغُنم من نداكا غراما
مايفي غُنْمُ غانمٍ نالَ مأ
مولاً بعيداً بغُرمه الأياما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> إني إذا ما الصديقُ أكرمني
إني إذا ما الصديقُ أكرمني
رقم القصيدة : 62013
-----------------------------------
إني إذا ما الصديقُ أكرمني
ثم غدا يستردّ إكْرامي
جعلْتُ من لذتي مراغمتي
إياه حتى يملَّ إرغامي
ليس بجَوْرٍ عليه أقْصده
بل منعُه زورتي وإلمالي
ورفْعُ نفسي عن استماحته
ببذلِ وجهي له وإعظامي
(1/21395)
________________________________________


العصر العباسي >> ابن الرومي >> عينيّ جودا على حبيبكما
عينيّ جودا على حبيبكما
رقم القصيدة : 62014
-----------------------------------
عينيّ جودا على حبيبكما
بالسَّجل فالسجلِ من صَبيبكما
لاتجمُدا لاتَ حينَ معذرة ٍ
مالم تذوبا لمُستذيبكما
فاستغزِرا دِرَّة السؤالِ على
بدرٍ كما بَلَّ قضيبكما
هذا فؤادي والرُّزء رزءكما
تبكي له عين مستثيبكما
فاستنكفا أن يكون غيرُكما
أبكى لما فات من نصيبكما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
رقم القصيدة : 62015
-----------------------------------
عيدٌ يعود كعود عُرفك دائماً
نلقاك فيه مثلُ عرضك سالما
تُعطي فيهدم جودُ كفك ثروة ً
وتشيد أنت معالياً ومكارما
ولعلَّ ماتلقي لمجدٍ بانيا
إلا امرءاً أضحى لمالٍ هادما
وجرت ظباؤك للوَلى أَيامنا
سُنُح الوجوه وللعدو أشائما
وطرفْتَ عيناً لاتزال لها قذى
ووطئت أنفاً من حسودك راغما
ورأت أبا العباس عينُك بالغاً
ماقد بلغتَ مُحارباً ومُسالماً
وأخاه هارون الذي أضحى له
في الصالحات مُشاكلاً وملائما
أخوان أيهما بلوتَ وجدْتَه
في كل نائبة مفيداً عاصما
وإذا هما عند الفعال تَباريا
فكأنما باري ابنُ مامة َ حاتما
الأحسنَين ظِهارة ً وبِطانة ً
والأطْيبين مَشارباً ومَطاعما
الألينين مَلامساً ومعاطفاً
والأصلبين مَغامِزاً ومعاجما
نلقى أبا العباس بدراً طالعاً
وشقيقَه هارون نَجماً ناجما
وأباهُما شمسا تُمدُّ بنورها
نوريهما أبداً مِداداً دائما
وشقيقة ٍ قالت أراه مُفكراً
حتى أراه من السكينة نائما
فأجبتُها إني امرؤٌ هيامَة ٌ
في كل وادٍ ما أُفيقَ هَماهِما
أُمسي وأصبحُ للشوارِد طالباً
بهواجسٍ حول الأوابد حائما
متوخياً حظي بذاك مؤدياً
فرضاً لخيرِ الطاهريّة لازما
ملكٌ يُطيع الجودَ في أمواله
عند السؤالِ ولا يُطيع اللائما
مازال يحبوني الجزيلَ وإنما
أحبوه مدحي صادقاً لازاعما
ومتى يقوم بحق مدحك شاعرٌ
(1/21396)
________________________________________
حتى يُرى في كلِّ وادٍ هائما
يابنَ الأُلى لم يوجَدوا إلا وهُمْ
عظماءُ دهرٍ يدفعون عظائما
وابنَ الأُلى لم يعدُ دهرٌ طورَه
إلا غدوا خُطماً له وخزائما
الناكلين عن المآثِم والخنا
والنافذين بصائراً وعزائما
أعني عبيد اللَّه خيرَ عبيده
إلا أئمتنا العظامَ جراثما
يامَنْ يُحِبّ المجدَ حبّاً صادقاً
ويرى مغارمَه الثقالَ مغانما
يامن إذا كًسَى المديحَ معاشِر
حلياً لهم كُسي المديح تمائما
عُوذاً لأخلاق وخَلْقٍ أصبحا
في الحُسن أمثالاً لنا ومعالما
عجباً لمن نسي العواقبَ جوده
نسيانَ جودِك كيف يُدعى حازما
ولمن عفا عمن هفا متمادياً
يوما كعفوك كيف يُدعى صارما
ولمن سَقَى مُهجَ النفوسِ سيوفَهُ
عللا كسقيك كيفَ يُدعَى راحما
ولمن حمى الدنيا حمايتكَ التي
شَهرتْك كيف يُعدُّ غيثاً ساجما
لكنك الرجل الذي لم نَلْقَه
إلا على سنن المحجة قائما
تأتي الأمورَ وتتقي إتيانها
طَبَّاً بما تأتي وتترك عالما
تعطي وتمنع ما اعتديتَ وتارة ً
تعفو وتبطشُ مُنصفاً لاظالما
لم تَقْرِ إبهاميك فاك ندامة ً
يوماً إذا عضّ الرجالُ أباهما
كم قد عفوْتَ فما أبحْتَ محارما
بلْ كم بطشْتَ فما انتهكت محارما
كم قد منحْتَ فما أضعْت منيحة ً
بل كم منعتَ مُحامياً لاحارما
يا آل طاهر المُطهَّر كاسمه
لاتعدموا نعماً ترف نواعما
قد قلتُ للمتكلّفي مَسعاتِكم
إن الخوافي لن تكون قوادما
سُدتم فكنتم للوجوه معاطساً
شُمّا وكنتم للرؤوس جماجما
فإذا وُزنتم بالأباعدِ منكُم
كنتم ذُراً والآخرون مَناسما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وما سدَّ قولٌ في فعالك خلة ً
وما سدَّ قولٌ في فعالك خلة ً
رقم القصيدة : 62016
-----------------------------------
وما سدَّ قولٌ في فعالك خلة ً
ولا وجد المدَّاحُ نقصا يتمَّمُ
ولااتخذوا مدحاً إليك وسيلة
لأنك سَيْح يستقي ماءَهُ الفمُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا سليمانُ لا ألومك في ردْ
يا سليمانُ لا ألومك في ردْ
رقم القصيدة : 62017
(1/21397)
________________________________________
-----------------------------------
يا سليمانُ لا ألومك في ردْ
دِك شعري وهل تُلام البهيمَهْ
دلَّهتك اثنتانِ عن فهم شعري
خوفُ أن تُجتَدى وخوفُ الهزيمة
بل رأيت المديحَ فيك قبيحاً
كَلبوسٍ على عروسٍ ذميمَهْ
بل قد ارتحْتَ واهَتزَزَت لشعري
فأرتك الإمساك نفسٌ لئيمه

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولقد يُؤلفُنا اللقاءُ بليلة ٍ
ولقد يُؤلفُنا اللقاءُ بليلة ٍ
رقم القصيدة : 62018
-----------------------------------
ولقد يُؤلفُنا اللقاءُ بليلة ٍ
جُعلت لنا حتّى الصباحِ نظاما
نجزي العيونَ جزاءهن عن البكا
وعن السهاد ولا نُصيبُ أثاما
فنبيحهن مُرادَهن يَردْنه
فيما ادَّعين ملاحة ً ووساما
ونكافىء الآذانَ وهي حقيقة ٌ
أن لاتزالَ تكايدُ اللواما
فنثيبهُنَّ من الحديث مثوبة ً
تشفي الغليلَ وتكشفُ الأسقاما
ونكافىء الأفواه عن كتمانها
إذ لا يزالُ لها الصُّماتُ لجاما
فنبيحنّ ملاثماً ومراشفاً
ما ضرَّها أن لاتكون مُداما
نجزي الثلاثة ُ أنصباءَ ثلاثة ً
مقسومة ً آناؤها أقساما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
رقم القصيدة : 62019
-----------------------------------
حقُّ الأديب لازمٌ لذي الكرمْ
فإن تناسى حقَّه فقد ظلم
أما رآه لم يزل أعنَى الخَدمْ
بالأدبِ الشعري طوراً والحِكم
مستملياً من عَرَب ومن عجمْ
مُنحرِفاً عن كلّ كسبٍ يُغتنم
حتَّى إذا ما قام في شخصٍ عَمَم
من أدبٍ ذي قيمة ٍ تعلو القيمْ
باتَ الخليُّ نائماً ولم ينم
فتّاق أرتاقٍ وغوَّاصَ حُوَم
بل بات يمري فكره تحت الظُّلم
مريَ أنوف إليهم أطراف الحلم
بمدحٍ أحسنَ من نشر الرممْ
أو من شباب ناشىء بعد هرمْ
أو من شفاء طاردٍ ضيفَ سقمْ
أو نعمٍ ملبوسة بعد نقمْ
أو من ثغورٍ واضحات تبتسمْ
أو من صدور كاعبات تُلتزَم
أو من ثُدِيّ ناهداتٍ تُستَلم
أو من تناغي النَّقرات والنغمْ
بين رياض أقلعتْ عنها دَيمْ
(1/21398)
________________________________________
وأعقبتْها بعدها عُقبى وَهَم
أَرضعَ فيها الغيثُ شتّى ونظم
بكى على عابسها حتى ابتسم
ذو غُمة ضامنة ٍ كشفَ الغُمم
مُتَّصل الإيماض رجَّاس الهزم
قصائد نُظمْن كالدُّر التُّوَم
مثلَ التلاقي واقعاً بعد الندمْ
أومن هُدوّ بعد إقلاق الم
كأنما من كلّ قلب تُنتطم
يُخْترمُ الدهر وليست تختَرم
ألَّفها ذو طَبن وذو فَهَم
وسُهمة في الفكر ليست كالسُّهم
مُؤتمنُ في علمه لامتّهم
يلقي إليه سَلَمٌ بعد سلمْ
مُعوّلا على كريم ذي نعمْ
متَّكلاً فيما بنى وما نظمْ
وما رجا من الأُحاظي والقِسم
على كريم حرب لاسلم نغم
مُستحسنُ الشاهد محمود السّيمْ
منخفضُ النظرة طمَّاحُ الهممْ
حلاَّه من جوهره الغالي القيم
وهّابُ أمداحٍ لوهَّاب نعمْ
يأمُل أن ترعَى له تلك الحُرم
وأن تثاب بالغنى منه القدم
ماحقُّ هذا دفعهُ إلى العدمْ
حكمتُ فيه قاسماً نعم الحَكم
بَخْبِخ لشمس الأوْج لا نارِ الظُّلمْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ترى الأفَدامَ يعتلفون ثوماً
ترى الأفَدامَ يعتلفون ثوماً
رقم القصيدة : 62020
-----------------------------------
ترى الأفَدامَ يعتلفون ثوماً
ويغْشون المجالسَ كالهمومِ
فشَهْمُ القومِ مأثومٌ بخمر
وفدمُ القوم مأثومٌ بثومِ
فإن عيّرتُهم بالنتن قالوا
كذا نكهاتُ أفواه القُرومِ
فسوء الفعل يردفُ سوء قول
ونتْنُ الثوم يردف نتنَ لوم
ألا قُبحاً على قبح وسُحقاً
لهاتيك المناظرِ والجُسومِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحبُّ كلّ غادة ٍ
أحبُّ كلّ غادة ٍ
رقم القصيدة : 62021
-----------------------------------
أحبُّ كلّ غادة ٍ
ألحاظُها تَكلمُ
فإن أحارت طفقت
ألفاظها تَرنمُ
ماء صباها غدق
ونارها تَضرم
فالوجهُ منها جنة
وحَرُّها جهنمُ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لم يُبكني رسمُ منزل طسما عم بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
لم يُبكني رسمُ منزل طسما عم بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
رقم القصيدة : 62022
-----------------------------------
(1/21399)
________________________________________
لم يُبكني رسمُ منزل طسما عم بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
ص خلٌّ جفاني لنعمة ٍ حدثت
له فجازته بالذي حكما
لم أجنِ ذنباً إليه أعلمُهُ
ولاجناه إلى الذي خدما
لكن تجنّتْ عليه نعمتهُ
كما تجنَّى عليَّ إذا صرما
ناكرني ظالماً فناكره
صاحبُه فاستقادَ وانتقما
لايخلُ من نعمة وموعظة
تنهى الفتى أن ينفّر النعما
دعوة ذي خلة ٍ ومَعْتبة ٍ
يهوَى اللُّها للصديق لا النقما
لم يدعُ إذ فار صدرُه غضباً
إلا بما الحظُّ فيه إن قُسِما
دعا بنُعمى وخاف فِتْنتَها
على أخٍ فابتغَى له العِصما
وأحسنُ الظن عند ذاك به
فلم يحَفْ أن يَظُنَّ أو يَهما
ولا أراه يرى العتاب من الش
شتم وأنى يظن من علما
ولن يرى المنصف المميز من
عاتب في نبوة كمن شتما
فليغْنَ في غِبطة ٍ تدومُ له
ووعْظِ بَلْوى تزورُه لَمما
حتى يراه الإلهُ مُعترفاً
بالحقّ يرعى الحقوق والحُرَما
ولايراه الذي إذا سبغتْ
عليه نعماهُ نابِذَ الكرما
إيها أبا القاسمِ الذي ركب ال
غشم جِهاراً ونفسَه غشما
قل ليَ لِمْ تَتِه بمعرفة ال
حقّ وإحكامُ نفسِك الحكما
وتِهت أن نِلْتَ رُتبة ً وَسطاً
لاشططاً في العُلو بل أَمما
هل فُزْتَ في الدولة المباركة ال
غرّاءِ بحظِ من سلما
لا أصْلَ ديوانها ولِيتَ ولا
كُنْتَ كمن زَمَّ أو كمنْ خطما
ولم تُفِدْ بالعلاء فائدة ً
إلا علاءً بَغيْتَ فانهدما
صحِبْتَه فاعتليْتَ ثم أتى
بغيُك والبغيُ ربما شأما
ولو تلقيتَ بالتواضعِ ما
أُوتيت منه لتمَّ والتأما
حملتَ طغيانك العظَيم على
أمرِك فانهد بعدما اندعما
أصبحت أن نِلْتَ فضلَ منزلة ٍ
أُنسيتَ تلك المعاهدَ القُدَما
مُطَّرحَ الأصدقاء مرتفعَ الهمْ
مة عنهم تراهُمُ قُزما
وإنَّني حالفٌ فمجتهدٌ
مُنكَّبٌ عن سبيل من أثِما
ما رفعَ اللَّه همة ً طمحتْ
تلقاءَ غدرٍ ألية ً قسما
كلاّ ولا حطَّ هِمة ً جنحتْ
نحو وفاء كزعمِ من زعما
أمحضُك النصحَ غيرَ محتشمٍ
هل ماحِضٌ نصحَه من احتشما
ذمَّ الأخلاءُ صاحباً حفظ ال
(1/21400)
________________________________________
مالَ وأضحى يُضيّع الذمما
من لبَّس الكِبر عند ثروتِه
على أخيه فنفسَه هضما
نبَّه مِن قدرِه على صغر
خَيَّلة حادثُ الغنى عِظما
كدأْبِ من لم يرثْ أوائِلُه
سابقة ً في العلا ولاقَدما
ضئيلُ شأنٍ أصابَ عارِفة ً
ففخَّمتْ كِبرهُ وما فخما
نَمَّ على نقصِه ويا أسفي علي
ه يا ليت أنه كتما
ماهكذا يفعل الأريبُ من النا
س إذا كان ناقصاً فنما
فكيفَ مَنْ لم يزلْ وليسَ به
نقصٌ ولا كان سافلاً فسما
سَقْياً لأيامك التي جمعتْ
إنصافَك الأصدقاءَ والعدما
ولا سقَى اللَّه برهة ً ضمنتْ
ضديهما وابلاً ولادِيما
لاخيرَ في ثورة ٍ تحضُّ على ال
غدرِ صُراحاً وتمرِضُ الشيما
ناشدْتُك اللَّه والمودّة في ال
له فإني أعُدَّها رحما
في أن تكون الذي يتيه
من نعمة ٍ كمن لؤما
مثلَ التي ظوهرت ملابسها
وماحلا خَلقُها ولا ضخُما
فاستشعرتْ نخوة ً وأعجَبها
مرأى رأته بما اكتست غمما
ولم تزلْ قبلَ ذاك ساخطة ً
خلقا شهيداً بصدقِ من ذأما
لاعنة ً وجهها وجاعلة ً
صفحتهُ عُرضة ً لمن لطما
هاتيك تُزهَى بما اكتستهُ ولا
تُزْهى التي بَذَّ خلقُها الصنما
ممكورة ٌ كالكثيب يفرعهُ
غصنٌ وبدرٌ ينوّر الظُّلما
خُذها شروداً بعثتُها مثلاً
تسيره لابل نَصبتُها عَلما
فيها عِتابٌ يردُّ عادية َ الجا
ئر حتى يُراجع اللَّقما
وكنتُ لا أهملُ الصديق ولا
أعتبُ حتى أُعدَّ مجترما
لكنني قائلٌ له سَدداً
متنخلٌ في عتابه الكَلما
أعالجُ الصاحبَ السقيم ولا
أخرقُ حتى أزيدَهُ سقما
أثقّفُ العودَ يقومَ ولا
أعنفُ في غَمزه لينحطما
ولست آسَى َ على الخليطِ إذا
اعتدَّ زِيالي كبعضِ ماغنما
لاأجتني من فِراقِه أسفاً
أو يَجْتنِي من جفائه نَدما
أروعُهُ عن هَناتِه وأُخلْ
ليه إذا ما تقحَّم القُحَما
فلا تَخلْ أنني أخفُّ ولا
أهلعُ صَدَّ الخليل أو رَئما
إن أنت أقبلتَ لم أطِر فرحاً
وإن تولَّيت لم أَمُت سدما
إني لوصَّالٌ مَنْ يُواصلني
جَذام حبلِ القرين إن جذما
ولستُ أتلو مُولياً أبداً
(1/21401)
________________________________________
ولا أنادي من ادّعى صمما
قوَّمَتني غير قيمتي غلطاً
شَاور ذوي الرأي تعرف القيما
أمتَّ وُديك عَبطة َ فمَهٍ
دَعْهُ على رسله يمت هرما
هلاَّ كمثلِ الحسينِ كنتَ أبي
عبدِ الإلهِ المكشّف الغُمَما
الباقطائي ذي البراعة والسؤ
ددِ والمحتدِ الذي كرما
أخٌ دعاني لكي أشاركَهُ
فيما حَوته يداهُ محتكما
دعا فلبّيتُهُ وجئتُ فأل
فيتُ ضليعاً بالمجد لابَرما
لو ساهم الأكرمين كلُّهمُ
في المجد والخير وحده سَهُما
مُقَبلُ الكفّ غيرُ جامدِها
يلثُم فيها السماحَ مَنْ لثما
لافُقدتْ كفّهُ ولابرحت
ركنا لعافي النوال مستَلما
يَلقَى الغنى لا الكفافَ سائلهُ
والنِعمَ السابغات لا النقما
يعيدُ ما أبدأتْ يَداهُ من العر
لم يُبكني رسمُ منزلٍ طسما
بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
خلٌّ جفاني لنعمة ٍ حدثت
له فجازته بالذي حكما
لم أجنِ ذنباً إليه أعلمُهُ
ولاجناه إلى الذي خدما
لكن تجنّتْ عليه نعمتهُ
كما تجنَّى عليَّ إذا صرما
ناكرني ظالماً فناكره
صاحبُه فاستقادَ وانتقما
لايخلُ من نعمة وموعظة
تنهى الفتى أن ينفّر النعما
دعوة ذي خلة ٍ ومَعْتبة ٍ
يهوَى اللُّها للصديق لا النقما
لم يدعُ إذ فار صدرُه غضباً
إلا بما الحظُّ فيه إن قُسِما
دعا بنُعمى وخاف فِتْنتَها
على أخٍ فابتغَى له العِصما
وأحسنُ الظن عند ذاك به
فلم يحَفْ أن يَظُنَّ أو يَهما
ولا أراه يرى العتاب من الش
شتم وأنى يظن من علما
ولن يرى المنصف المميز من
عاتب في نبوة كمن شتما
فليغْنَ في غِبطة ٍ تدومُ له
ووعْظِ بَلْوى تزورُه لَمما
حتى يراه الإلهُ مُعترفاً
بالحقّ يرعى الحقوق والحُرَما
ولايراه الذي إذا سبغتْ
عليه نعماهُ نابِذَ الكرما
إيها أبا القاسمِ الذي ركب ال
غشم جِهاراً ونفسَه غشما
قل ليَ لِمْ تَتِه بمعرفة ال
حقّ وإحكامُ نفسِك الحكما
وتِهت أن نِلْتَ رُتبة ً وَسطاً
لاشططاً في العُلو بل أَمما
هل فُزْتَ في الدولة المباركة ال
غرّاءِ بحظِ من سلما
لا أصْلَ ديوانها ولِيتَ ولا
(1/21402)
________________________________________
كُنْتَ كمن زَمَّ أو كمنْ خطما
ولم تُفِدْ بالعلاء فائدة ً
إلا علاءً بَغيْتَ فانهدما
صحِبْتَه فاعتليْتَ ثم أتى
بغيُك والبغيُ ربما شأما
ولو تلقيتَ بالتواضعِ ما
أُوتيت منه لتمَّ والتأما
حملتَ طغيانك العظَيم على
أمرِك فانهد بعدما اندعما
أصبحت أن نِلْتَ فضلَ منزلة ٍ
أُنسيتَ تلك المعاهدَ القُدَما
مُطَّرحَ الأصدقاء مرتفعَ الهمْ
مة عنهم تراهُمُ قُزما
وإنَّني حالفٌ فمجتهدٌ
مُنكَّبٌ عن سبيل من أثِما
ما رفعَ اللَّه همة ً طمحتْ
تلقاءَ غدرٍ ألية ً قسما
كلاّ ولا حطَّ هِمة ً جنحتْ
نحو وفاء كزعمِ من زعما
أمحضُك النصحَ غيرَ محتشمٍ
هل ماحِضٌ نصحَه من احتشما
ذمَّ الأخلاءُ صاحباً حفظ ال
مالَ وأضحى يُضيّع الذمما
من لبَّس الكِبر عند ثروتِه
على أخيه فنفسَه هضما
نبَّه مِن قدرِه على صغر
خَيَّلة حادثُ الغنى عِظما
كدأْبِ من لم يرثْ أوائِلُه
سابقة ً في العلا ولاقَدما
ضئيلُ شأنٍ أصابَ عارِفة ً
ففخَّمتْ كِبرهُ وما فخما
نَمَّ على نقصِه ويا أسفي علي
ه يا ليت أنه كتما
ماهكذا يفعل الأريبُ من النا
س إذا كان ناقصاً فنما
فكيفَ مَنْ لم يزلْ وليسَ به
نقصٌ ولا كان سافلاً فسما
سَقْياً لأيامك التي جمعتْ
إنصافَك الأصدقاءَ والعدما
ولا سقَى اللَّه برهة ً ضمنتْ
ضديهما وابلاً ولادِيما
لاخيرَ في ثورة ٍ تحضُّ على ال
غدرِ صُراحاً وتمرِضُ الشيما
ناشدْتُك اللَّه والمودّة في ال
له فإني أعُدَّها رحما
في أن تكون الذي يتيه
من نعمة ٍ كمن لؤما
مثلَ التي ظوهرت ملابسها
وماحلا خَلقُها ولا ضخُما
فاستشعرتْ نخوة ً وأعجَبها
مرأى رأته بما اكتست غمما
ولم تزلْ قبلَ ذاك ساخطة ً
خلقا شهيداً بصدقِ من ذأما
لاعنة ً وجهها وجاعلة ً
صفحتهُ عُرضة ً لمن لطما
هاتيك تُزهَى بما اكتستهُ ولا
تُزْهى التي بَذَّ خلقُها الصنما
ممكورة ٌ كالكثيب يفرعهُ
غصنٌ وبدرٌ ينوّر الظُّلما
خُذها شروداً بعثتُها مثلاً
تسيره لابل نَصبتُها عَلما
فيها عِتابٌ يردُّ عادية َ الجا
(1/21403)
________________________________________
ئر حتى يُراجع اللَّقما
وكنتُ لا أهملُ الصديق ولا
أعتبُ حتى أُعدَّ مجترما
لكنني قائلٌ له سَدداً
متنخلٌ في عتابه الكَلما
أعالجُ الصاحبَ السقيم ولا
أخرقُ حتى أزيدَهُ سقما
أثقّفُ العودَ يقومَ ولا
أعنفُ في غَمزه لينحطما
ولست آسَى َ على الخليطِ إذا
اعتدَّ زِيالي كبعضِ ماغنما
لاأجتني من فِراقِه أسفاً
أو يَجْتنِي من جفائه نَدما
أروعُهُ عن هَناتِه وأُخلْ
ليه إذا ما تقحَّم القُحَما
فلا تَخلْ أنني أخفُّ ولا
أهلعُ صَدَّ الخليل أو رَئما
إن أنت أقبلتَ لم أطِر فرحاً
وإن تولَّيت لم أَمُت سدما
إني لوصَّالٌ مَنْ يُواصلني
جَذام حبلِ القرين إن جذما
ولستُ أتلو مُولياً أبداً
ولا أنادي من ادّعى صمما
قوَّمَتني غير قيمتي غلطاً
شَاور ذوي الرأي تعرف القيما
أمتَّ وُديك عَبطة َ فمَهٍ
دَعْهُ على رسله يمت هرما
هلاَّ كمثلِ الحسينِ كنتَ أبي
عبدِ الإلهِ المكشّف الغُمَما
الباقطائي ذي البراعة والسؤ
ددِ والمحتدِ الذي كرما
أخٌ دعاني لكي أشاركَهُ
فيما حَوته يداهُ محتكما
دعا فلبّيتُهُ وجئتُ فأل
فيتُ ضليعاً بالمجد لابَرما
لو ساهم الأكرمين كلُّهمُ
في المجد والخير وحده سَهُما
مُقَبلُ الكفّ غيرُ جامدِها
يلثُم فيها السماحَ مَنْ لثما
لافُقدتْ كفّهُ ولابرحت
ركنا لعافي النوال مستَلما
يَلقَى الغنى لا الكفافَ سائلهُ
والنِعمَ السابغات لا النقما
يعيدُ ما أبدأتْ يَداهُ من العر
ف جوادٌ لا يعرف السأما
يُتبِعُ وسمِيّه الولَي وقد
أغنى جديب البقاع إن وسما
ألغتْ مواعيدَه فواضلهُ
فلم يَقُل قطُّ لا ولا نعما
يفعل ما يفعل الكريمُ ولو
رقرَقتَهُ من حيائه انسجما
محتقراً ما أتى وقد غمر الآ
مال طُولاً وجاوز الهمما
فتى أخافتني الخطوبُ فعوْ
وِلتُ عليه فكان لي حَرما
موَّلني جُودُهُ فأمنني
حِفاظُه أن أعيش مهتضما
ممنْ إذا ما شهدت أَنَّ له ال
فضلَ نفَى عن شهادتي التُّهما
لوسكتَ المادحونَ لاجتلبَ ال
مدحُ له نفسه ولانتظما
(1/21404)
________________________________________
لم أشكُ من غيره عتومَ قِرى
حتى فراني الغنى وما عتما
وهل تُسرُّ الرياضُ عارفة َ الْ
غيثِ إذا ما أريجُها فغما
أسرَارُه عندنا ودائعُ معْ
روفٍ تَوارَى فتطلعُ الأكما
كم قد كتمنا سَدى ً له كنثا ال
مسكِ لدى فتقهِ فما اكتتما
يسألُنا دفْنَ عُرفهِ ثَقة ً
بنشره نفْسَهُ وما ظلما
يغدُو على الجُودِ غادياً غَدِقاً
وربَّما راحَ رابحاً هَزِما
لَوْ حزَّ مِنْ نفسه لسائله
أَنْفَسَ أعضائه لما أَلِما
يفديه من لا يفي بفديته
يوماً إذا نابُ أزمة ٍ أزما
من كل كَزّ أبى السماح فما
يمنحُ إلا أديمَهُ الحلَمَا
لايبذُلُ الرفدَ مُعْفِياً وإذا
كُلّمَ فيه حَسبتَهُ كُلما
يامنْ يجاريه في مذاهبه
أمازحٌ أمْ تُراك مُعْتزما
حاولتَ ماليس في قواك مِنَ الْ
أمر فلا تجْشَمنَّ ما جَشما
مَسْمعُ معروفه ومنظرُهُ
يكفيك فاقنع ولاتَمُتْ نَهَما
حسبُك من أن يكون معبداً ال
مُحْسِنَ ترجيعهَ لك النغما
ويا مُسرًّا له المكايد أم
سيت فلا تكذبنَّ مُجْتَرما
قد حَتَمَ اللَّهُ أَنْ يبورَ أعا
دَيه فأَنَّى تردُّ ما حَتما
في كفك السيفُ إن ضربتَ به
نَفْسَك أو مَنْ تريدُها خَذَما
فأغمدِ السيفَ عنك وانْتَضهِ
لمن يعاديك يلحقوا إرما
إنَّ أخاك الذي تُزاولُه
ما زال مذ قال أهلُه حَلُما
سراجَ نورٍ شهابَ نائرة
يَهْدِي ولا يُصْطَلى إذا اضطرما
يَنْعَشُ بالرأي والسَّماح إذا ارْ
تاحَ ويُغْرَى فيصرع البُهَما
سرْ في سناه إذا أضاء وإي
يَاك وأُلْهُوبَهُ إذا احْتَدَما
شاورْهُ في الرأي واستحمهُ وإيْ
يَاكَ وفلقاً منْ كيده رَقَما
سَيّدُ أكفائه وإن عَتَبَ الْ
حاسدُ منْ ذاكُمُ وإنْ أَضما
تلقاه إنْ حاسنوهُ أَحسنَهُمْ
وَجْهاً وأذكاهمُ هناك دما
تلقاه إنْ ظارفوه أظرفَ من
رَوْحِ نسيم الصَّبا إذا نَسَمَا
تلقاه إنْ جاودوه أجودَهُمْ
بكل مَنْفوسَة يداً وفما
تلقاه إن شاجعوه أشجعَ مِنْ
قسْوَرَة ِ الغيلِ هيجَ فاعتزما
تلقاه إن خاطبوه أصدقَهُمْ
قيلاً وأرخاهُمُ به كَظَما
(1/21405)
________________________________________
تلقاه إن كاتبوه آنَقَهُمْ
وَشْياً وأجراهُمُ بهِ قَلَمَا
يجلو العمَى خطه إذا كَحَلَ ال
عينَ ويشفى بيانُه القَزَما
وهو الذي اختاره العلاءُ أبو
عيسى حكيمُ الإقليم مذ فُطماه لم يُبكني رسمُ منزلٍ طسما
بل صاحبٌ حال عهدُهُ حُلما
خلٌّ جفاني لنعمة ٍ حدثت
له فجازته بالذي حكما
لم أجنِ ذنباً إليه أعلمُهُ
ولاجناه إلى الذي خدما
لكن تجنّتْ عليه نعمتهُ
كما تجنَّى عليَّ إذا صرما
ناكرني ظالماً فناكره
صاحبُه فاستقادَ وانتقما
لايخلُ من نعمة وموعظة
تنهى الفتى أن ينفّر النعما
دعوة ذي خلة ٍ ومَعْتبة ٍ
يهوَى اللُّها للصديق لا النقما
لم يدعُ إذ فار صدرُه غضباً
إلا بما الحظُّ فيه إن قُسِما
دعا بنُعمى وخاف فِتْنتَها
على أخٍ فابتغَى له العِصما
وأحسنُ الظن عند ذاك به
فلم يحَفْ أن يَظُنَّ أو يَهما
ولا أراه يرى العتاب من الش
شتم وأنى يظن من علما
ولن يرى المنصف المميز من
عاتب في نبوة كمن شتما
فليغْنَ في غِبطة ٍ تدومُ له
ووعْظِ بَلْوى تزورُه لَمما
حتى يراه الإلهُ مُعترفاً
بالحقّ يرعى الحقوق والحُرَما
ولايراه الذي إذا سبغتْ
عليه نعماهُ نابِذَ الكرما
إيها أبا القاسمِ الذي ركب ال
غشم جِهاراً ونفسَه غشما
قل ليَ لِمْ تَتِه بمعرفة ال
حقّ وإحكامُ نفسِك الحكما
وتِهت أن نِلْتَ رُتبة ً وَسطاً
لاشططاً في العُلو بل أَمما
هل فُزْتَ في الدولة المباركة ال
غرّاءِ بحظِ من سلما
لا أصْلَ ديوانها ولِيتَ ولا
كُنْتَ كمن زَمَّ أو كمنْ خطما
ولم تُفِدْ بالعلاء فائدة ً
إلا علاءً بَغيْتَ فانهدما
صحِبْتَه فاعتليْتَ ثم أتى
بغيُك والبغيُ ربما شأما
ولو تلقيتَ بالتواضعِ ما
أُوتيت منه لتمَّ والتأما
حملتَ طغيانك العظَيم على
أمرِك فانهد بعدما اندعما
أصبحت أن نِلْتَ فضلَ منزلة ٍ
أُنسيتَ تلك المعاهدَ القُدَما
مُطَّرحَ الأصدقاء مرتفعَ الهمْ
مة عنهم تراهُمُ قُزما
وإنَّني حالفٌ فمجتهدٌ
مُنكَّبٌ عن سبيل من أثِما
ما رفعَ اللَّه همة ً طمحتْ
(1/21406)
________________________________________
تلقاءَ غدرٍ ألية ً قسما
كلاّ ولا حطَّ هِمة ً جنحتْ
نحو وفاء كزعمِ من زعما
أمحضُك النصحَ غيرَ محتشمٍ
هل ماحِضٌ نصحَه من احتشما
ذمَّ الأخلاءُ صاحباً حفظ ال
مالَ وأضحى يُضيّع الذمما
من لبَّس الكِبر عند ثروتِه
على أخيه فنفسَه هضما
نبَّه مِن قدرِه على صغر
خَيَّلة حادثُ الغنى عِظما
كدأْبِ من لم يرثْ أوائِلُه
سابقة ً في العلا ولاقَدما
ضئيلُ شأنٍ أصابَ عارِفة ً
ففخَّمتْ كِبرهُ وما فخما
نَمَّ على نقصِه ويا أسفي علي
ه يا ليت أنه كتما
ماهكذا يفعل الأريبُ من النا
س إذا كان ناقصاً فنما
فكيفَ مَنْ لم يزلْ وليسَ به
نقصٌ ولا كان سافلاً فسما
سَقْياً لأيامك التي جمعتْ
إنصافَك الأصدقاءَ والعدما
ولا سقَى اللَّه برهة ً ضمنتْ
ضديهما وابلاً ولادِيما
لاخيرَ في ثورة ٍ تحضُّ على ال
غدرِ صُراحاً وتمرِضُ الشيما
ناشدْتُك اللَّه والمودّة في ال
له فإني أعُدَّها رحما
في أن تكون الذي يتيه
من نعمة ٍ كمن لؤما
مثلَ التي ظوهرت ملابسها
وماحلا خَلقُها ولا ضخُما
فاستشعرتْ نخوة ً وأعجَبها
مرأى رأته بما اكتست غمما
ولم تزلْ قبلَ ذاك ساخطة ً
خلقا شهيداً بصدقِ من ذأما
لاعنة ً وجهها وجاعلة ً
صفحتهُ عُرضة ً لمن لطما
هاتيك تُزهَى بما اكتستهُ ولا
تُزْهى التي بَذَّ خلقُها الصنما
ممكورة ٌ كالكثيب يفرعهُ
غصنٌ وبدرٌ ينوّر الظُّلما
خُذها شروداً بعثتُها مثلاً
تسيره لابل نَصبتُها عَلما
فيها عِتابٌ يردُّ عادية َ الجا
ئر حتى يُراجع اللَّقما
وكنتُ لا أهملُ الصديق ولا
أعتبُ حتى أُعدَّ مجترما
لكنني قائلٌ له سَدداً
متنخلٌ في عتابه الكَلما
أعالجُ الصاحبَ السقيم ولا
أخرقُ حتى أزيدَهُ سقما
أثقّفُ العودَ يقومَ ولا
أعنفُ في غَمزه لينحطما
ولست آسَى َ على الخليطِ إذا
اعتدَّ زِيالي كبعضِ ماغنما
لاأجتني من فِراقِه أسفاً
أو يَجْتنِي من جفائه نَدما
أروعُهُ عن هَناتِه وأُخلْ
ليه إذا ما تقحَّم القُحَما
فلا تَخلْ أنني أخفُّ ولا
(1/21407)
________________________________________
أهلعُ صَدَّ الخليل أو رَئما
إن أنت أقبلتَ لم أطِر فرحاً
وإن تولَّيت لم أَمُت سدما
إني لوصَّالٌ مَنْ يُواصلني
جَذام حبلِ القرين إن جذما
ولستُ أتلو مُولياً أبداً
ولا أنادي من ادّعى صمما
قوَّمَتني غير قيمتي غلطاً
شَاور ذوي الرأي تعرف القيما
أمتَّ وُديك عَبطة َ فمَهٍ
دَعْهُ على رسله يمت هرما
هلاَّ كمثلِ الحسينِ كنتَ أبي
عبدِ الإلهِ المكشّف الغُمَما
الباقطائي ذي البراعة والسؤ
ددِ والمحتدِ الذي كرما
أخٌ دعاني لكي أشاركَهُ
فيما حَوته يداهُ محتكما
دعا فلبّيتُهُ وجئتُ فأل
فيتُ ضليعاً بالمجد لابَرما
لو ساهم الأكرمين كلُّهمُ
في المجد والخير وحده سَهُما
مُقَبلُ الكفّ غيرُ جامدِها
يلثُم فيها السماحَ مَنْ لثما
لافُقدتْ كفّهُ ولابرحت
ركنا لعافي النوال مستَلما
يَلقَى الغنى لا الكفافَ سائلهُ
والنِعمَ السابغات لا النقما
يعيدُ ما أبدأتْ يَداهُ من العر
ف جوادٌ لا يعرف السأما
يُتبِعُ وسمِيّه الولَي وقد
أغنى جديب البقاع إن وسما
ألغتْ مواعيدَه فواضلهُ
فلم يَقُل قطُّ لا ولا نعما
يفعل ما يفعل الكريمُ ولو
رقرَقتَهُ من حيائه انسجما
محتقراً ما أتى وقد غمر الآ
مال طُولاً وجاوز الهمما
فتى أخافتني الخطوبُ فعوْ
وِلتُ عليه فكان لي حَرما
موَّلني جُودُهُ فأمنني
حِفاظُه أن أعيش مهتضما
ممنْ إذا ما شهدت أَنَّ له ال
فضلَ نفَى عن شهادتي التُّهما
لوسكتَ المادحونَ لاجتلبَ ال
مدحُ له نفسه ولانتظما
لم أشكُ من غيره عتومَ قِرى
حتى فراني الغنى وما عتما
وهل تُسرُّ الرياضُ عارفة َ الْ
غيثِ إذا ما أريجُها فغما
أسرَارُه عندنا ودائعُ معْ
روفٍ تَوارَى فتطلعُ الأكما
كم قد كتمنا سَدى ً له كنثا ال
مسكِ لدى فتقهِ فما اكتتما
يسألُنا دفْنَ عُرفهِ ثَقة ً
بنشره نفْسَهُ وما ظلما
يغدُو على الجُودِ غادياً غَدِقاً
وربَّما راحَ رابحاً هَزِما
لَوْ حزَّ مِنْ نفسه لسائله
أَنْفَسَ أعضائه لما أَلِما
يفديه من لا يفي بفديته
(1/21408)
________________________________________
يوماً إذا نابُ أزمة ٍ أزما
من كل كَزّ أبى السماح فما
يمنحُ إلا أديمَهُ الحلَمَا
لايبذُلُ الرفدَ مُعْفِياً وإذا
كُلّمَ فيه حَسبتَهُ كُلما
يامنْ يجاريه في مذاهبه
أمازحٌ أمْ تُراك مُعْتزما
حاولتَ ماليس في قواك مِنَ الْ
أمر فلا تجْشَمنَّ ما جَشما
مَسْمعُ معروفه ومنظرُهُ
يكفيك فاقنع ولاتَمُتْ نَهَما
حسبُك من أن يكون معبداً ال
مُحْسِنَ ترجيعهَ لك النغما
ويا مُسرًّا له المكايد أم
سيت فلا تكذبنَّ مُجْتَرما
قد حَتَمَ اللَّهُ أَنْ يبورَ أعا
دَيه فأَنَّى تردُّ ما حَتما
في كفك السيفُ إن ضربتَ به
نَفْسَك أو مَنْ تريدُها خَذَما
فأغمدِ السيفَ عنك وانْتَضهِ
لمن يعاديك يلحقوا إرما
إنَّ أخاك الذي تُزاولُه
ما زال مذ قال أهلُه حَلُما
سراجَ نورٍ شهابَ نائرة
يَهْدِي ولا يُصْطَلى إذا اضطرما
يَنْعَشُ بالرأي والسَّماح إذا ارْ
تاحَ ويُغْرَى فيصرع البُهَما
سرْ في سناه إذا أضاء وإي
يَاك وأُلْهُوبَهُ إذا احْتَدَما
شاورْهُ في الرأي واستحمهُ وإيْ
يَاكَ وفلقاً منْ كيده رَقَما
سَيّدُ أكفائه وإن عَتَبَ الْ
حاسدُ منْ ذاكُمُ وإنْ أَضما
تلقاه إنْ حاسنوهُ أَحسنَهُمْ
وَجْهاً وأذكاهمُ هناك دما
تلقاه إنْ ظارفوه أظرفَ من
رَوْحِ نسيم الصَّبا إذا نَسَمَا
تلقاه إنْ جاودوه أجودَهُمْ
بكل مَنْفوسَة يداً وفما
تلقاه إن شاجعوه أشجعَ مِنْ
قسْوَرَة ِ الغيلِ هيجَ فاعتزما
تلقاه إن خاطبوه أصدقَهُمْ
قيلاً وأرخاهُمُ به كَظَما
تلقاه إن كاتبوه آنَقَهُمْ
وَشْياً وأجراهُمُ بهِ قَلَمَا
يجلو العمَى خطه إذا كَحَلَ ال
عينَ ويشفى بيانُه القَزَما
وهو الذي اختاره العلاءُ أبو
عيسى حكيمُ الإقليم مذ فُطما
يُمْنَى يَدَيْ ذي الوزارتين وعيْ
نَاه ومُفْتَرُّه إذا ابتسما
قائدُ أهل السماح كُلّهُمُ
يعطونه في يَمينه الرُّمَما
فتى إذا قال أو إذا فعل ال
أفْعالَ ألقى الورَى له السَّلَما
أحسنُ مافي سواهُ من حَسَن
أنْ يَحْكِي الصورة َ التي رَسَما
(1/21409)
________________________________________
يرسمُ للعُرْجِ ما يقوّمُهُمْ
تقويمَ كفّ المقوّم الزُّلَمَا
يقظانُ إنْ نام أو تنبه كالن
نار إذا ما حَششتها الضرَّمَا
لايعْزُبُ الرأيُ عن بديهته
يوما إذا ورْدُ حادثٍ دَهَما
وربما جال فكْرُهُ فرأى الْ
غيبَ وإن كان مُلْبساً قتَمَا
أحْوَسُ لا يسبق الرَّوية َ بال
عزْم ولا يَنْثَني إذا عَزَما
إذا ارتأى خلتَهُ هناك يرى
وهْو كمن يَرْتَئى إذا رَجَمَا
فُصّلَ حتى كان خالقَه
خَيَّرَه دون خَلْقه القسَما
كم غمرة لو سواه غامسها
كانت ضَحَاضيحُها له حُومَا
أما وتوفيقُ رأيه لقد اعْ
تَامَ ومَا كان يجهل العَيما
أيمنُ ذي طائر وأَجْدرُه
أن تلزَم الصالحاتُ مَنْ لزما
الراجح الناصحُ الظّهارة وال
غَيْبِ إذا الصّنْوُ كان مُتَّهَمَا
واهاً لها جملة ً كفتْكَ من التَّ
فْسير إن كنتَ عاقلاً فَهما
خرْقٌ رأى الدهْرَ وهْو يثْلُم في
حَالي فما زال يرَتقُ الثُّلَما
ثم تلاهُ أبو محمدٍ ال
محمود في فعله فما سَئما
الحسنُ المحْسِنُ المحسَّنُ أخ
لاقاً وخَلْقاً برغم مَنْ رَغما
فتى إذا عاقَ جودَهُ عَوَزٌ
فكَّر فيما عناك أوْ وَخما
للَّه درُّ امرىء تيمَّمَ جدْ
واه على أي معدنٍ هجما
يُسْترفَدُ المالَ والمشورة َ وال
جاه إذا الخطب شيَّبَ اللِّمَما
بحرٌ من الجدِّ والفكاهة والنْ
نائل تلقاهُ ذاخراً فَعِمَا
مَشْهَدُهُ روضَة ٌ مُنَوَّرَة ٌ
أُرْضعَت الليلَ كلَّه الرّهَمَا
تعاوراني بكلّ صالحة ٍ
لاعَدماً صالحاً ولاعُدما
لذاك أضحتْ محامدي نَفَلاً
بينهما بالسَّواء مُقْتَسَما
وما أبو أحمدٍ بدونهما
لراهبٍ أو لراغب حُرما
عبدُ الجليل الجليلُ إن طرقَ الطْ
ارق مُسْتَرْفداً ومُعْتَصما
إخوة ُ صدْقٍ ثلاثة ٌ جُعِلوا
لكل مَجد مُشَيَّد دِعَما
فأنت تَعْتدُّهُمْ ثلاثَة أشْ
خاص وإن تبلُهُمْ تجدْ أُمَما
أبقاهُم مَنْ أعزَّني بهم
ما أفلَ النَّيّران أَوْ نجما
بَنى شَهْنَشاه الذي وطئتْ
عزتُهُ المعرِبينَ والعَجما
إن يَكُ آباؤكم بنوا لكُمْ
(1/21410)
________________________________________
طوْداً من المجد يفرَعُ القمَمَا
فقد قضى حقَّهُم فَعالُكُم ال
آن بمَحياهُ تلكُمُ الرّمِما
أحيتْ أفاعيلُكم أوائلَكُمْ
أحسابَهُمْ لا النفوسَ والنَّسَما
وهل يضر امرءاً له حَسَبٌ
حيٌّ أن احْتَلَّ جسْمُه الرَّجَمَا
دونكموها وما أَمُنُّ بها
غراءَ تحكي اللآليء التُّؤما
وكيفَ مَنّي وما رمَمْتُ بها
لكم بناءً وَهي ولا انثلما
مدحتُ منكم مُمَدَّحينَ على الدْ
دَهر أماديحَ تَقْدُم القِدما
لم أبتدعْ بدعة ً بمدحكُم
قد قَرَّضَ الناسُ قبلِي الأدَمَا
ويتيمة ٍ من كَرمها ومُدِيمها
لم يُبْقِ منها الدهرُ غيرَ صَميمها
لطُفتْ فقد كادتْ تكون مُشاعة ً
في الجو مثلَ شُعاعها ونسيمها
صفراء تنتحل الزجاجة لونَها
فيُخالُ ذوبُ التبرِ حشوَ أديمها
رَيْحانة ٌ لنديمِها دِرْياقة ٌ
لسليمها تَشفي سقامَ سقيمها
ن

العصر العباسي >> ابن الرومي >> رِكْبتُك الخيرُ التي لم يزل
رِكْبتُك الخيرُ التي لم يزل
رقم القصيدة : 62023
-----------------------------------
رِكْبتُك الخيرُ التي لم يزل
لها جوادٌ مسرج مُلحَمُ
لاتلهُ عنها إنها حُجَّة ٌ
من حُجج المَدْح كما تعلمُ
وأسودُ الناسِ لهم سيّدٌ
فمُسْتَنْهَضٌ في الحاجِ مُستَخدَم
عجِبْتُ من منْع امرىء جاهَهُ
مامَنْعُ من يُجْدي ولا يغْرم
يثْلِم وفْرَ المال إعطاؤه
لكنَّ وفرَ الجاه لا يُثْلم
فمنْ رأى في بَذْلِهِ بَذْلَة ً
للوجه والأوهامُ قد تُوهَم
فتلك من آرائه شُبهة ٌ
مثلك من أمثالها يَسْلم
ليس لذي الجودِ سوى عِرْضِه
مِنْ ملكه دون الندى مَحرمُ
وكل ما أنفقَ من مالِه
أو جاهِه فهْو لهُ مَغْنمُ
قد كادتِ الآمالُ من طول ما
تلْقاهُ من مَطْلك ما تُهْدَم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ألا يازينة َ الدنيا جميعاً
ألا يازينة َ الدنيا جميعاً
رقم القصيدة : 62024
-----------------------------------
ألا يازينة َ الدنيا جميعاً
وواسطة القلادة ِ في النظامِ
نطقْتَ بحكمة ٍ جلَّى سناها
(1/21411)
________________________________________
عن المعنى اللطيفِ دُجى الظلام
تلذُّ كأنها روْحٌ وراحٌ
وتمشي في العروقِ وفي العظام
ولولا أنت قلَّ الواجِدوها
على سعة المذاهبِ في الكلامِ
ولم تُدلل بها فيقول زارٍ
أتاركة ً تدلُّلها قطامِ
فلو أنَّ الكلامَ غدا جزوراً
إذاً لذهبْتَ منه بالسنام
يقول أميرُنا إذْ ذاقَ منه
كريقِ النحلِ أو دمْعِ الغمام
أهزَّة ُ منطق كالسِّحْرِ لُطْفاً
عرتني أم سماعٍ أم مُدام
إذا قالت حذام فصدِّقوها
فإنَّ القولَ ما قالَتْ حذام
ولو عِيبتْ هنالكمُ لديهِ
لقال نكيرهُ صمِّي صمام
ومن قبل العبارة ما لقيتُم
بمعنًى فيه مصلحة ُ الأنامِ
فعافيْتُم إماماً من أثامْ
وأعفيتم قياماً من غرام
فكيف نُرى وكيف تَروْنَ مَعْنًى
حوى دفعَ الغرامِ مع الأنام
لقد أنعمتُم نُعْمى ونُعْمى
على المأْمومِ منّا والإمام
وجِئْتُم في الحياطة ِ والتَّوقِّي
بتلك المُنجِياتِ من الملام
بلِ المستوعبان الشُّكرَ مِنا
ومن أعلامِ مِلَّتِنا الكرام
وأصبحتم بذاك وقد سلِمْتُم
على ربِّ السلامة ِ والسلام
رأيتُ الشعرَ حين يقالُ فيكم
يعودُ أرقَّ من سَجْع الحمام
ويلبسُ حين نخلعُه عليكم
وساماُ من وجوهِكُمُ الوِسام
ويجسُمُ قَدْرُهُ ويزيدُ نُبلاً
بأقدارٍ لكم فيه جِسامِ
فتمَّتْ نعمة ٌ المولى عليكم
ولاقرن الفناءُ إلى التمام
وزاد ودام صنعُ اللَّه فيكم
وطاب مع الزيادة ِ والدوام
وعَيْش أبيكَ ذي النعم الجواري
على الدنيا وذي المِنن العِظام
لما لؤم المُبَشِّر يومَ نادى
أقرَّ اللَّهُ عيْنَك بالغُلام

العصر العباسي >> ابن الرومي >> سليمانُ ميمونُ النقيبة ِ حازمُ
سليمانُ ميمونُ النقيبة ِ حازمُ
رقم القصيدة : 62025
-----------------------------------
سليمانُ ميمونُ النقيبة ِ حازمُ
ولكنَّه حتْم عليه الهزائمُ
ألاعوِّذُوه من توالي فتوحهِ
عساه تَرُدُّ العينَ عنه التمائم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> جاء سليمانُ بني طاهرٍ
جاء سليمانُ بني طاهرٍ
رقم القصيدة : 62026
(1/21412)
________________________________________
-----------------------------------
جاء سليمانُ بني طاهرٍ
فاجتاح مُعنَّز بني المُعْتَصِمْ
كأنَّ بغدادَ لدن أبصرتْ
طلعتَه نائحة ٌ تلتدمْ
مستقبلٌ منه ومُسْتَدْبرٌ
وجهُ بخيلٍ وقفا مُنْهَزِمْ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> فتًى لم يَخْلُقِ اللَّهُ
فتًى لم يَخْلُقِ اللَّهُ
رقم القصيدة : 62027
-----------------------------------
فتًى لم يَخْلُقِ اللَّهُ
يديه لسوى اللَّقْمِ
فما يرتاحُ للمدحِ
ولايرتاعُ للشَّتمِ
فرتْ جِلْدتَه الألس
نُ عن شحمْ وعن لحم
كأنَّا إذ سألْناهُ
وقفنا سائلي رسْم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ومُسمعٍ لاعدمْتُ فُرقَتَه
ومُسمعٍ لاعدمْتُ فُرقَتَه
رقم القصيدة : 62028
-----------------------------------
ومُسمعٍ لاعدمْتُ فُرقَتَه
فإنها نعمة ٌ من النعمِ
يطولُ يومي إذا قُرِنْتُ به
كأنني صائمٌ ولم أصُم
إذا تغنَّى النديمُ ذكَّرهُ
أخْذَ السياق الحثيثِ بالكظمِ
يفتحُ فاهُ من الجهادِ كما
يفْتَح فاهُ لأعظم اللُّقم
مجلسه مأتمُ اللذاذاتِ وال
قَصْفِ وعُرسُ الهموم والسَّدمِ
ينشدنا اللهو عند طلعته
من أوحشتْه البلاد لم يقم
كأنني طولَ ما أُشاهِدُهُ
أشربُ كأسي ممزوجة ً بدمي
تشهدُه فرْطَ ساعتين فيُنْ
سِيكَ عهوداً لم تُؤْتَ من قِدم
يُريكَ ماقد عَهِدْتَ في أمسك ال
أدنى كشيءٍ في سالِفِ الأُمَم
عِشرتُهُ عشرة ٌ تُبارك في الأع
مارِ لولا تعجُّلُ الهرمِ
إذا الندامى دعوْهُ آونة ً
تنادموا كأسهم على ندمِ
نبردُ حتى يظلَّ يُنشِدنا
هل بالديار الغداة َ من صمم
يستطعمُ الشربَ أن يقال لهُ
أحسنْتَ والقومُ منه في وَكم
وكيفَ للقوْم بالتَّصنُّع لا
كيفَ ولو صُوِّروا من الكَرمِ
تظهرُ في وجهه إساءتُه
كأنّها مَسْحة ٌ من الحُمَم
يسْوَدُّ من قُبْحِ مايجيء به
حتّى كأنْ قد أُسِفَّ بالفحم
ماذُقْتُ شيئاً ولستُ ذائقه
أوْقَعَ من صَمْتِه على القرمِ
نرتاح منه إلى الأذان كما
يرتاح ذو شُقة ٍ إلى علم
(1/21413)
________________________________________
يشدو بصَوْتٍ يسوءُ سامِعَهُ
تبارك اللَّهُ بارىء النسمِ
أبحَّ فيه شُذور حَشرجة ٍ
منظومة ٍ في مقاطعِ النغم
نَبْرتُهُ غُصَّة ٌ وهِزَّتُه
مثلُ نبيب التيوسِ في الغنم
لو قُدِّسَ اللَّهُ ذو الجلال به
لم يرفعِ اللَّهُ طيِّب الكلِم
يُفزَّع الصبية الصغارُ به
إذا بكى بعضهُم ولم ينم
يقسو له القلبُ حين يسمعُه
على أحِبَّائهِ بلا جُرَم
أحلفُ باللَّهِ لا شريكَ له
فإنها غاية ٌ من القسم
ما عرَّفَ اللَّهُ قبلهُ أحداً
ما فَضْلُ نعمائهِ على النقمِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> خلافتنا حربٌ ولُقْيانُنا سِلْمُ
خلافتنا حربٌ ولُقْيانُنا سِلْمُ
رقم القصيدة : 62029
-----------------------------------
خلافتنا حربٌ ولُقْيانُنا سِلْمُ
ألا هكذا فلْيُثْمِرِ العقلُ والعِلمُ
عذرتُك من جَهلي بحلمي مُلاوة ً
فأقْصِر ولا يَغْرُرْك من جهلي الحلمُ
وإلاّ فإني مُوقعٌ بك وقعة ً
لكُلِّ سفيهٍ من مواعظها قِسْم
وأيْقِنْ بأنَّ العلم إن كان صورة ً
فإني له رُوحٌ وأنت له جِسم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يامَنْ أُؤمل دونَ كُلِّ كريمِ
يامَنْ أُؤمل دونَ كُلِّ كريمِ
رقم القصيدة : 62030
-----------------------------------
يامَنْ أُؤمل دونَ كُلِّ كريمِ
وتُحِبُّ نفسي دونَ كُلِّ حميمِ
أخرتُ تسليمي عليكَ كراهة ً
لِزِحامِ من يلقاكَ للتَّسليم
وذكرتُ قِسمَتَكَ التَّحفِّي بينهم
عندَ اللقاءِ كفِعْلِ كُلِّ كريمِ
فنفِسْتُ ذاك عليهمُ وأرَدْتُهُ
من دونهم وحْدي بغير قسيم
فصبرْت عنك إلى انحسارِ غُمارهِم
والقلبُ حولَكَ دائمُ التحويمِ
صبرَ امرىء ٍ يُعطي المودة َ حقَّها
لاصبرَ مذمومِ الحفاظِ لئيم
والسعيُ نحوك بعد ذاك فريضة ٌ
وقضاءُ حقِّكَ واجب التقديم
فاعْذِر فداك الناسُ غيرَ مُدافع
عن طيبِ خيمِك فهو أطْيَبُ خيم
ومتى استربت بخُلَّة ٍ مُعْوجَّة ٍ
فتتبع العوجاءَ بالتقويم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ
(1/21414)
________________________________________
بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ
رقم القصيدة : 62031
-----------------------------------
بخيلٌ يُصَوِّمُ أضْيافَهُ
ويَبْخَلُ عنهمْ بأجرِ الصيامِ
يدُسُّ الغلامَ فيوليهمُ
جفاءً فيُشْتَمُ مَوْلى الغُلام
فهم مُفْطِرونَ ولا يُطعْمونَ
وهم صائمون وهم في أثام
فيحتال بُخلاً لأن يُفْطِروا
على رَفَثِ القولِ دون الطعام
لقد جاء باللؤمِ من فصهِ
وتمَّ له البُخلُ كُلَّ التمامِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ
غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ
رقم القصيدة : 62032
-----------------------------------
غضبٌ ألحُّ من السحابِ الأسحمِ
ورضاً أعزُّ من العُرابِ الأعصم
لم يَبْقَ من أحدٍ أفاخر بكم
إلا رآني أمسِ غيرَ مُكرَم
عمَّ الأذينُ بإذْنه وتخلفت
حالي فلم أُذْكر ولم أتوهم
لكنْ نُبذْتُ مع اللَّفيفِ بمَسْمع
وبمنظرٍ للشَّامتينَ ومَعْلمِ
بلْ ما أصابتني هناك شماتة ٌ
لكنْ غُبِطْتُ بأنَّني لم ألطمِ
وأشدُّ من ظُلم الأذينِ وسائلي
عِلْمي بظَنِّكَ أنَّني لم أُظْلم
عطفاً عليَّ أبا الحسين فإنَّني
من أوليائك في الزمانِ الأقْدم
أنا من عراكَ وبابُ داركِ مُوحِشٌ
من كلِّ مُؤتنفٍ عليَّ مُقدَّم
إنّي أُعيذُكَ يا مُؤَمَّل دَهْرِه
من أنْ يراك المجدُ دافعَ مَغْرَم
بل أنتَ مُعْفًى من جميع حوائجي
إلاّ لقاءك في السواد الأعظم
لا أبتغي ما كنْتُ آمُلُ مرَّة ً
حسْبي بوجهِك فهو أفضلُ مَغْنم
بل أستقيلُك لستَ ممن يُبْتَغى
منهُ المودة ُ باحتمال الدرهم
أنت الذي أحظى الوسائل عنده
أن يُجْتَدى ولا أسألنَّك فاعلْم
حسْبي جداك إلى هواكَ وسيلة ً
ستُحبُّني إنْ نِلْتُ نَيْلَكَ فاسْلَم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا سيِّدَ العربِ الذي قُدِرْت له
يا سيِّدَ العربِ الذي قُدِرْت له
رقم القصيدة : 62033
-----------------------------------
يا سيِّدَ العربِ الذي قُدِرْت له
باليُمنِ والبركاتِ سيّدة ُ العجَمْ
(1/21415)
________________________________________
اسْعَدْ بها كسعودِها بك إنها
ظفرتْ بمافوق المطالبِ والهِمَم
ظفرتْ بماليء ناظريها بهجة ً
وضميرها نُبلا وكفَّيْها كرم
شمسُ الضُّحى زُفَّتْ إلى بدرِ الدُّجى
فتكشَّفتْ بهما عن الدنيا الظُّلم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> فرحَ الناسُ أن تَهيَّأ في الفِطْ
فرحَ الناسُ أن تَهيَّأ في الفِطْ
رقم القصيدة : 62034
-----------------------------------
فرحَ الناسُ أن تَهيَّأ في الفِطْ
رِ لهم بالنهارِ أكلُ الطعامِ
ورأينا الإمامَ يفرحُ في الفط
رِ بعاداته من الإطعام
أيَّدَ اللَّهُ مُلكَهُ ورعاهُ
وسقاهُ وحاطهُ من إمام
فهو المُرتجَى لأن يعْضُد اللَّ
هُ به ماوهي من الإسلام

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أُهنِّىء الفطر بوجهِ الإمام
أُهنِّىء الفطر بوجهِ الإمام
رقم القصيدة : 62035
-----------------------------------
أُهنِّىء الفطر بوجهِ الإمام
أليس قد عاينَ بدرَ الأنام
أليس قد شاهَدَ من قُرْبِهِ
من نِعمِ اللَّهِ العظامِ الجسامِ
أمتعهُ اللَّهُ بأعياده
في غِبطة ٍ دائمة ٍ ألفُ عامِ
وسره اللَّه بمولاته
وانصرمت أشهرُها من غلام

العصر العباسي >> ابن الرومي >> مدحْتُ أبا المغيرة ذاتَ يومٍ
مدحْتُ أبا المغيرة ذاتَ يومٍ
رقم القصيدة : 62036
-----------------------------------
مدحْتُ أبا المغيرة ذاتَ يومٍ
فخيَّبني وأربحني دراهِمْ
وذلك أنني نافرتُ قوماً
على أنّي سأرجِعُ غيرَ غانم
وقال القوم بل ستنالُ غُنْماً
لأنك قد مدحْتَ فتى المكارمِ
فصدَّقني جزاهُ اللَّه خيراً
وأكْذَبهم وألزمهم مغارم
ولو فَطِنوا لقالوا قد نَفَرْنا
لأنَّك قد رجَعْتَ وأنت سالم
أليس أبو المغيرة لم يُصَلَّتْ
عليك بمُرْهَفِ الحدين صارم
ولم يَسْلُبْك ثوبكَ إنّ هذا
لأعظمُ مايكونُ من المغانم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> اسْعَدْ بعيد أخي نُسْكٍ وإسلامٍ
اسْعَدْ بعيد أخي نُسْكٍ وإسلامٍ
رقم القصيدة : 62037
-----------------------------------
(1/21416)
________________________________________
اسْعَدْ بعيد أخي نُسْكٍ وإسلامٍ
وعيدِ لهوٍ طليق الوجهِ بسَّامِ
عيدان أضحى ونوروزٌ كأنهما
يومَا فعالِك من بؤسٍ وإنعامِ
من ناصحٍ بالذي تحيي النفوسَ به
وحائلٍ بين أرواحٍ وأجسامِ
كذاك يوماكَ يومٌ سيْبُهُ دِيَمٌ
على العُفاة ويومٌ سَيْفهُ دامي
لله أضحى ونيروزٌ لبستهما
على عفافٍ وجُودٍ غيرِ إلمام
أضْحتْ يمينُك في النَوْروز فائضة ً
بالمال لا الماء فيْضاً غيرَ إرهامِ
لَهَوْتَ فيه بجد النَّفح واجتَنَبتْ
دعابة َ النضح نفسٌ همُّها سامي
ثم انصرفْتَ إلى الأضحى وسُنَّته
فأي مِطعانِ لباتٍ ومِطعام
ألحمتنا الكُومَ فيه فألُ مارِقة ٍ
ستُلحمُ الطيرَ منها أيَّ إلحام
لازلت تنحر في أمثاله أبداً
شتَّى نحائرِ أعداء وأنعام
فمن لحامٍ تريباتٍ بلا وضم
إلا الثرى ولحام فوق أوضام
فِعْلَ امرىء غير ظَلاَّم لمُنصفِهِ
للظالمين وللأموالِ ظلاَّم
فكفُّهُ كفُّ تقبيلٍ يُفازُ به
ووجهُه وجهُ إجلالٍ وإكرام
كأنّه شمسُ إصحاء وحاشى له
من أن يُقاسَ إليه بدْرُ إعتام
فيه بشاشة وصّالٍ ورونقُهُ
وفيه إن راب ريبٌ حَدُّ صرّام
لا تَغتَر بحياء فيه من شرسٍ
فالماءُ في كُل عَضْبِ الغرب صَمْصام
وزيرُ سِلم وحَرْبٍ لا كفاءَ له
مازال حَمَّال أرماحٍ وأقلام
إذا ارتأى الرأي في خَطْبٍ أُتيحَ له
فيه السدادُ بفكرٍ أوبإلهام
فلم يَهِمْ بين إنكارٍ ومعرفة ٍ
ولم يخمِ بين إحجام وإقدام
خبِّرهُ بالداء واسأله بحيلته
تُخْبَرْ وتَسْلَ أخافهمٍ وإفهام
كم اشترى بكرى عينيه من سهرٍ
وباع في اللَّهِ لذَّاتٍ بآلام
للَّهِ مُطروه ما أضحّوا لأنفسِهم
ولا له يومَ زاروه بِلُوّام
آبوا بحظ بلا إثم وكم صدروا
عن آخرين بحرمان وآثام
مُطَلَّبٌ بعطايا ما يُنهنهها
عذْل العواذِل طَلاَّبٌ بأوغام
مُعاوِدٌ نَقْضَ أوتارٍ وآونة ً
مُعاودٌ عفوَ زلاّتٍ وأجرام
يُعْطى فينطق ذا الإفحام نائله
ويُفحم الفحل شِعرا أيّ إفحام
يغدو وقد حل عافوه بذي كرم
إدْلالُ سُؤَّاله إذلالُ غُرَّام
(1/21417)
________________________________________
لابل ترى لهمُ فيما حوت يدُهُ
وهو المحكَّم فيه حُكمَ حكَّام
أخو سماح يمُتُّ الأبعدونَ به
حتى كأنّهمْ منَّوْا بأرْحام
مستأنسين ببشرٍ منه آنسهُم
من قبله بشرُ حُجابٍ وخدام
ما استام بالحمدِ مُستام فماكَسهُ
وهل يرُدُّ جوادٌ حُكْم مُسْتام
ترى له في المساعي جدَّ مجتهِدٍ
لم يكْفهِ كُلُّ كُرَّام لِكُرَّام
ولو يشاء كفاهُ أنَّه رَجُل
من بين أكرم أخوالٍ وأعمام
لكنْ أبى بوفاءٍ من تُراثِهُمُ
إلا نُشوراً لهم من بعد إرمام
تلقى أبا الصقر في الجُلَّى وحُجْزتُه
مَقْسومة ٌ بين أيدٍ خيرَ إقسام
من خائفٍ وهْنَ سُلطانٍ وذي عَوَزٍ
قد أعصما بالمرجَّى أيَّ إعصام
كلا الفريقين منه ثمَّ مُعْتصمٍ
بعُروة الأمنِ من خوفٍ وإعدام
دهرٌ نهى الدهر عن جيرانِ دولتِه
فأحرم الدهرُ فيها أيَّ إحرام
جانٍ على الناس حامٍ عُقرَ بيضتهم
لاتدم الطَّول من حانٍ ومن حامِ
تنافس الناسُ في أيام دولته
فما يبيعون أياماً بأعوام
لايبعد اللَّهُ أياما له جمعتْ
إلى سكونِ ليالٍ أُنسَ أيام
يفدي أبا الصقرِ قومٌ دون فديتِه
كأن مُدَّاحَهُم عُبَّادُ أصنام
ماهمَّ بالدينِ والدنيا فنالهُما
إلا قريعُكُم يا آل همَّام
رأيت أشرافَ خلقِ الله قد جُعلوا
للناس هاما وأنتم أعينُ الهام
أنتم نجومُ سماءٍ لا أُفول لها
وتلك أشرفُ من نيرانِ أعلام
ماينقض الدهرُ من حالٍ ويُبرمها
إلا بنقضٍ لكم فيه وإبرام
كم من غرامٍ يُلاقي المالُ بينكُم
من غارمٍ في سبيل المجد غنَّام
أقسمتُ بالله ما استيقظتُم لِخنا
ولا وُجدتم عن العليا بنوام
ضاهت صنائعُ أيديكم وقائعَها
فأصبحتً ذات إنجادٍ وإتهام
ماتفترُونَ عن التنفيسِ عن كظم
ولا تُفيقون عن أخذٍ بأكظام
مُسوّمين على جُردٍ مسومة ٍ
مثل القداحِ بأيدي غيرِ أبرام
خيلٌ إذا أُسرجت أو أُلجمت لكُم
ذلَّ العزيزُ لإسراجٍ وإلجام
حتى إذا حملتكُم في وشيجكُم
سارت هناك بآسادٍ وآجام
كأن قسطلها والزرقُ ناجمة ٌ
ليلٌ عليه سماءٌ ذاتُ إنجام
(1/21418)
________________________________________
حتى إذا الزرقُ غابت في مطاعِنها
عادت هناك سماء ذات إثجام
وخافكُم كل شيءٍ فاكتسى نفقاً
كأنه في حشاهُ حرف إدغام
سُدتم بخفَّة ِ أقدامٍ مُسارعة
إلى الكرائه في رُجحان أحلامِ
وجود أيغد كأن الله أنشأها
من كلِّ غيث ضَحوكِ البرق زمزامِ
لاتعدموا بسط إيمانٍ مضمنة ٍ
ضرا ونفعا ولا تقديمَ أقدام
تغدون والمنعم المنعامُ منعمكم
ورُبَّ منعِم قوم غيرُ منعام
طالتْ على أناسِ أيديكم وماظلمتْ
ببارعِ الطول قمقامٍ لقمقام
فما اشتكى الفضلُ منكم لؤمَ مقدرة ٍ
ولاشكى العدلُ منكم جور أحكام
لكم لدى الحُكم إلزامٌ بحُجتكم
على الخصومِ وصفحٌ بعد إلزام
أضحى الكرامُ وإسماعيل بينهم
في كل حالٍ مُعلًّى بين أزلام
غاب الموفَّقُ واستكفاه غيبتَهُ
فلم يصادفه بين الذم والذام
مازال مذ سُدَّ ثغر الحادثات به
يرمي الفرائصَ منه أيُّما رامي
إذ لاتقحُّم في حين الأناة لهم
ولا أناة َ له في حين إقحام
ولا تهورَ فيه عند ملتزم
ولاتهيّبَ فيه عند إحجام
شادَ الأمورَ التي ولاه بنيتها
على قواعد إتقان وإحكام
برحب ذرعٍ وصدرٍ لم يزل بلداً
فيه ينابيعُ رأي غيرُ أسدام
تلك الينابيعُ مازالت موارِدُها
فيها سقامٌ وفيها برءُ أسقام
ونائم قال قد أدركتُ غايته
عفوا فقلت له أضغاث أحلام
دع عنك ما تتمنى لن ترى أبداً
سِفلاً كعُلو ولا خَلفا كقُدَّام
تلقى أبا الصقرِ ضرغاماً بشِكَّتِه
إذا تبسَّل ضِرغامٌ لضرغام
واجتبى الناس إلا أنه رجل
لايعرفُ الخاء بين الباء واللامِ
واسلمْ أبا الصقرِ للإسلام تمنعهُ
منعَ امرىء ٍ لا يرى إسلامَ إسلام
مازال معدنَ معروفٍ ومعرفة ٍ
له فوائدُ وهَّابٍ وعلام
أنت الذي غدهُ في اليوم منتظر
وخيرُ قابله المنظورُ في العام
قد كاد يحميكَ حمدَ الناسِ علمهُمُ
بأن جُودك عن وجدٍ وإغرام
يامُعمِلَ الجود قد أنضيت مركبة
نضا فأعقبه منه يومَ أجمام
وليبق جودك من جَدواك باقية ً
لخادم لك محقوقٍ بإخدام

العصر العباسي >> ابن الرومي >> أحبُّ أن تشتمني
(1/21419)
________________________________________
أحبُّ أن تشتمني
رقم القصيدة : 62038
-----------------------------------
أحبُّ أن تشتمني
بوزنِ ما تشتمُهُ
أو تُوقعَ الإكرام لي
وللذي أُكرمهُ
فإن ما تفعلهُ
بحضرتي يُحشمُهُ
وكل ما يألَمه
فإنني إيلمه
وإنني يظْلُمني
كلُّ امرىء يظلمه
لأنني يلزمني
كلُّ الذي يلزمه

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وشمألٍ باردة النسيمِ
وشمألٍ باردة النسيمِ
رقم القصيدة : 62039
-----------------------------------
وشمألٍ باردة النسيمِ
تشفي حزاراتِ القلوبِ الهيمِ
إذا غدتْ في الشارقِ المُغيم
ألوت عن المهمومِ بالهمومِ
ونفَّستْه نفسَ المهموم
مشَّاءة في الليل بالنميم
بين نشيرِ الروضِ والخيشوم
كأنها من جنة ِ النعيم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لو أنكم بعد غُصتي بكُمُ
لو أنكم بعد غُصتي بكُمُ
رقم القصيدة : 62040
-----------------------------------
لو أنكم بعد غُصتي بكُمُ
سوغتموني الغنى من العدمِ
دعوتُ ربي بأن يُبدِّلني
مما منحتم قليلَ ذي كرمِ
وكان أكلي لحومكم حنقا
أشفى من المُشفياتِ للقرمِ
بشمتُ بالأمس من خبائثكم
فالخُمصُ منكمْ خيرُ من البشم
أو أنكم صحتي وعافيتي
فررتُ من قربكم إلى السقم
لو أنكم لي شبيبة ٌ أنفٌ
هربتُ من قُربكم إلى الهرم
لاباركَ الله في صنائعكم
أهكذا لم تزل على القدم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> يعقوبُ ويلُ أبيك أيَّة ُ هُوة ٍ
يعقوبُ ويلُ أبيك أيَّة ُ هُوة ٍ
رقم القصيدة : 62041
-----------------------------------
يعقوبُ ويلُ أبيك أيَّة ُ هُوة ٍ
دلاَّك في لهواتها الإقدامُ
بل أيُّ شأنٍ رمتَ مني لم يكن
لولا سفاهُك مثلهُ فيرامُ
حاولتَهُ والهولُ يزخرُ دونَه
كالبحرِ جلَّلَ متنه الإظلامُ
غطَّى عماكَ على هَداكَ فجئتني
وعلى بصيرة ِ هادييك غمام
عشوَ الفراشة ِ نحو موقدِ مُصطلٍ
فانتاشها من جانبيه ضِرام
فاقبضْ حصائدَ مازرعتَ قصائداً
شُنُعا تجدِّدُ عارها الأيام
يابن العواهر قولة ً وضعت بها
(1/21420)
________________________________________
عن ظهري الأوزارُ والآثام
ليس الحرامُ عضيهتي لك مُفحشاً
بل مهنتي فيكَ القريضَ حرام
ولقد ردعتُ الشعرَ عنك تنزها
إذ لامني في شتمك الأقوام
فأبتْ جوامحُ للهجاء نوازعٌ
لايستطيعُ جِماحهن لجام

العصر العباسي >> ابن الرومي >> شربتُ وقد كان الشبابُ مُحلِّلا
شربتُ وقد كان الشبابُ مُحلِّلا
رقم القصيدة : 62042
-----------------------------------
شربتُ وقد كان الشبابُ مُحلِّلا
من الراحِ ماكان الكتابُ مُحرِّما
وقد طابقَ الشيبُ الكتابَ فحرمتْ
على فيك تحريمين إن كنت مسلما
ومابعد تحريمين في الكأس مشربٌ
لمن كان من أهل الحِجا متوسِّما
وقد كان قبلَ الدين في الشيبِ واعظٌ
لمن كان من شُرَّابها متأثما
كما كان قبل الذين في الشيب زاجرٌ
لمن كان من شُرابها متكرما
فدعْ شُربها إذ أصبح الرأسُ مشرقاً
مُحاذرة ً أن يُصبحَ القلبُ مُظلما
ولاتَرينْك السنُّ واللَّهُ والنُهى
على الشيبِ والإسلامِ واللومِ مُقدِما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> سلوتُ الرضاعَ والشبابَ كليهما
سلوتُ الرضاعَ والشبابَ كليهما
رقم القصيدة : 62043
-----------------------------------
سلوتُ الرضاعَ والشبابَ كليهما
فكيف تُراني ساليا ما سواهما
وما أحدثَ العصران شيئاً نكرتُهُ
هما الواهبان الساليان هما هما
رأيتُ احتسابَ الأمر قبل وقوعهِ
حمى مُقلتي أن يطولَ بُكاهما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قدمتَ قُدومَ البُرء بعد سقامِ
قدمتَ قُدومَ البُرء بعد سقامِ
رقم القصيدة : 62044
-----------------------------------
قدمتَ قُدومَ البُرء بعد سقامِ
على دارِ إسلامٍ ودار سلامِ
مدينة بغداد التي كان جَدُّكم
تخيّرها للمُلكِ دارَ مُقامِ
يُبشِّرنا النصرُ الذي قد مُنحْتَهُ
بأنك عند الله خيرُ إمام
ظفرتَ بما تبغي وسيفُك مغمدٌ
وماكان لو جرَّدته بكهام

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لانتقامُ المظلومِ أرْبى على الظَّا
لانتقامُ المظلومِ أرْبى على الظَّا
(1/21421)
________________________________________
رقم القصيدة : 62045
-----------------------------------
لانتقامُ المظلومِ أرْبى على الظَّا
لمِ من ظُلمه على المظلومِ
صاحبُ الظلم إن تأمَّلتَ كالرَّا
تِع في المرتعِ الوبيل الوخيم
يجتلي أمرهُ فيعلم أنْ قد باع
ليلَ الكرى بليل السليم
فهو من لوم نفسهِ حين يخلو
في غرام وفي عذاب أليم
قد أمرتْ حياتُه وشجته
بُرحاء النَّدام والتنديم
لو تجافى الخصيمُ عنه وأغضى
لكفاهُ بنفسه من خصيم
وأخو الإنتقام ناعمُ بالٍ
يتشفَّى بكلِّ ثأرٍ مُنيم
لم يجدْ نفسه ألامتْ فيل
حاها ولم ينصرف بخد لطيم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لأموركَ التكميلُ والتتميمُ
لأموركَ التكميلُ والتتميمُ
رقم القصيدة : 62046
-----------------------------------
لأموركَ التكميلُ والتتميمُ
ولقدرك التعظيمُ والتفخيمُ
يامن تحسَّنَ بالمحامِد عالما
أن الذميمَ من الرجالِ ذميمُ
يامن تحصَّن بالمرافد مُوقنا
أن البخيلَ من الرجالِ رجيم
يامن أظلَّ على الكريم برتبة ٍ
فهو البديعُ ومن حكاه كريم
يامن إذا سوَّمتُ شعري باسمه
لم يُخزِ شعري ذلك التسويم
من كان خِلاًّ للعُفاة ِ وصاحباً
فأقول إنك للعفاة حَميمُ
فُتَّ الرجالَ فلا كَسَعْيِكَ للعلا
سهيٌ نراه ولاكخِيمك خيمُ
بالبرّ تسترهُ ويشهرُ نفسه
أبدا وتكتمُه وفيه تميم
العرفُ غيث وهو منك مؤمَّلٌ
والبشر برقٌ وهو منك مشيم
ألقحتَ أم الجُودِ بعد حِيالها
ونتجت أمَّ المجدِ وهي عقيم
وحقرتَ أعظمَ ماتُنيلُ من الجدا
فأتاه من تلقائنا التعظيم
متواضعاً أبدا وأنت بربوة ٍ
مُتضائِلاً أبدا وأنت عظيم
فإذا تفاخرتِ الرجالُ فإنما
منك السكوت ومنهم التسليم
شهدوا وهم علماءُ أنك سيدٌ
وسكتَّ مَكْفيا وأنت عليم
لم لا وأنت إذا سألنا مُفضلٌ
ومتى هفونا هفوة ً فحليم
وإذا شكرنا البدءَ منك فعائدٌ
ومتى شكونا جفوة ً فرحيم
ورجاؤنا فيك اليقينُ بعينه
ورجاؤنا في غيرك الترجيم
نغدو وأبواب الملوك مخازناً
وببابك التعريج والتخييم
(1/21422)
________________________________________
لله أخلاقٌ مُنحتَ صفاءها
مثل الرحيق مزاجهُ التسنيم
بعثتْ سماحك في ثرائك عائثاً
فالمالُ ينغلُ والأديمُ سليم
شكر الإله لك اصطناعاً شاملا
لم يُحمَ من ذخرٍ عليه حريم
بل كيف يشكرك اصطناعَ صنائع
صدقُ التذاذكِ فعلهن قديم
أعجِبْ بأمرك أن أَجرتَ وإنما
إسداؤكَ النّعمى لديك نعيمُ
لكنَّ فضلَ اللَّهِ غيرُ مُحرَّمٍ
إذ عاقَ فضل مُبخَّلٍ تحريمُ
يُسنى الجزاء على الفعالِ لذيذه
وأليمه إن كان منه أليم
يا آل حماد العلا مافيكمُ
إلا كريمٌ ماجدٌ وحكيم
بكمُ تغيم سماؤنا في جَدْبنا
وتقشعُ الشبهاتُ حين تغيم
وأقول بعد فريضة من مدحكم
لا اللغو خالطها ولا التأثيم
ومن المقال فرائضٌ ونوافل
والفرضُ مفترضٌ له التقديم
لك عادة ٌ في القطن غيرُ ذميمة ٍ
وهو الرياش وأنت إبراهيم
ولفوته عامانِ تُوبع فيهما
ولعجزِنا وسكوتنا التظليم
ما إن ظلمتَ فلا ألمتَ بل الذي
تركَ امتياحكَ ظالمٌ ومُليم
ولما رغبنا عنك لكنْ صدَّنا
خلقٌ بحرمان الحظوظِ زعيم
عرضَ اللئيمُ من الحياءِ فعاقنا
إن الحياءَ من الكريم لئيم
وقد استقلْنا والندامة ُ توبة
وقد اقتضينا والمحقُّ غريم
فاقسمْ لنا من ريع قطنك حِصة ً
إن الكريمَ لمرتجيه قسيم
وأطِبْ وأكثر إن فعلتَ فلم تزل
تهبُ الجسيمَ فلا تقول جسيم
بيدين من متفضلٍ متطولٍ
مذ كان لم يعدم جداهُ عديم
كلتاهما لمقبِّلٍ ومؤملٍ
يرجو غياثكَ زمزمٌ وحطيم
لاتُبطلنَّ صنيعة ً أوليتها
إن الصنيعة َ حقُّها التتميمُ
حاشا لمرتضعٍ ثُديَّ كفاية ٍ
لك أن يراهُ الناسُ وهو فطيمُ
وأصخْإلى مِثلي فإني ضاربٌ
مثلا ومنك الفهمُ والتفهيمُ
الأرض تُنبتُ كلَّ حينٍ نبتها
ولها جميمٌ تارة ً وهشيم
ولأنت أكرمُ شيمة ً إذ لم تزل
ليديك نبتُ لا يهيجُ عميم
ولما أخالُ الأرضَ توقظُ جُودها
لمنافع شتى وأنت مُنيم
لأحقُّ أن يبقى على عاداتِه
خرقٌ صريح في الكرام صميم
حاشاك تقطعُ ما الترابُ مُديمه
أتراكَ تقطع والتراب يديم
انى وعزمُكَ في السماح كأنه
(1/21423)
________________________________________
سيفُ الشُّراة ِ شعارهُ التحكيم
عزمٌ تَناذره العواذلُ بعدما
علم العواذلُ أنه التصميم
إني على ثقة ٍ بأنك ماجدٌ
فكأنني فيما أقول خصيم
وأطيلُ في حاجي عليك تسحُّبي
فكأنني فيما ملكتَ سهيم
والمجدُ ضامك لي وأنت بنجوة ٍ
فيها ثُويُّ العِز ليس يريم
فاقبل من المجد المؤثَّل ضيمَهُ
فلقد يعزُّ المرءُ وهو مضيم
ذكَّرتُك المعروفَ غيرَ مُعلَّم
ولمثلك التذكيرُ لا التعليم
أنّى يقوَّمُ من كفاهُ قوامُه
سبق القوام فأُسقط التقويم
والمالُ ينفق والصنيعة ُ عقدة ٌ
والوفرُ يَظْعن والثناء مقيمُ
ولأُنشقنَّكَ من ثنائي نفحة ً
كالمسك يجلبُه إليك نسيمُ
ولأكسونّك من فعالك حلة ً
قد زانها التحبير والتسهيم
ولأطربنّك أو تميدَ مُرنَّحا
حتى كأنك للغريض نديم
ولأتركنك في الرجال وغيرهم
وكأن ذكرك في الحشا تتييم
خذها أبا العباس من متنخِّلٍ
يُطريك منه محسنٌ ومديم
وليومِك التأخيرُ ما امتدَّ المدى
بمعمَّر ولشأوِك التقديم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> شكوتُ الزمانَ فقال الزمان
شكوتُ الزمانَ فقال الزمان
رقم القصيدة : 62047
-----------------------------------
شكوتُ الزمانَ فقال الزمان
وكان خصيماً ألدَّ الخصامِ
لك الذنبُ لاليَ فيما شكوتَ
بمدح اللئامِ وتركِ الكرام
عليك أبا الصقر ذاك الذي
يمحصُ عني ذنوبَ اللئام
بجدواه يُغفرُ لي لومُهم
ويُغمدُ عني لسان الملام
فلا يُخلني الله من مثله
يقومُ بعذري عند الأثام

العصر العباسي >> ابن الرومي >> وكم من بخيلٍ قد تأدَّب حيلة ً
وكم من بخيلٍ قد تأدَّب حيلة ً
رقم القصيدة : 62048
-----------------------------------
وكم من بخيلٍ قد تأدَّب حيلة ً
ليحجم عنه المادحون فأحجموا
إذا فكروا في مدحه ذات بينهم
فمنهم أخو التغريد والمتلوِّمُ
يقولون من يُهدي إلى البحر حلية ً
ومخرجها منه وفي ذاك مزعمُ
أتى البخلَ من بابٍ لطيفٍ ومسلكٍ
خفى عن المقتصِّ لا يُتوهم
فأفحم عنه كل طالب حاجة ٍ
وليس عليه لامرىء ٍ متكلَّم
(1/21424)
________________________________________
إذا زاره من طالبي العرفِ مادحٌ
هجا شعره بالحق لا يتجرم
فحاول معسور المديحِ وصعبه
بمنزورِ جدواه ولا يتذمم
منوعٌ وجيزُ المنع غيرُ مدافعٍ
يرى أن وشك المنع أمضى وأصرع
بخيلٌ بجدواه بخيلٌ بأن يُرى
نسيم المُنى من نحوه يَتَنَسَّم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> قولا لطوطٍ أبي عليٍّ
قولا لطوطٍ أبي عليٍّ
رقم القصيدة : 62049
-----------------------------------
قولا لطوطٍ أبي عليٍّ
بصريِّنا الشاعر المنجِّمْ
المنذر المُضحكِ المُغنِّي
الكاتب الحاسب المعلمْ
الفيلسوفِ العظيمِ شأنا
العائفِ القائف المُعزِّم
الماهِن الكاهِن المُعادي
في نصرِ إبليسَ كلَّ مسلم
الأعور المُعور الملاقي
بمؤخر السوء كلَّ مقدمْ
ياوجه طوطٍ رأى قُمدا
فسال طولا وقال قحِّمْ
وجه زكا قُبحُه برأسٍ
قمْقم من قحفه المقمقم
ما إن بدا في الندى يوماً
إلا اشتهتْه يدا مُقرقِم
وقال قومٌ وما تعدَّوا
كأنه رأسُ شِيقبرقم
رأسُ ابن عرسٍ ووجه نمس
فاصفع بشر النعال والطم
يابن الزيوف التي أراها
طارت فصيدتْ بكَفِّ قِرْطم
ولم تزل قبل ذاك وقْفا
للرجل في بيت كلِّ مجرم
تعرضُ عرضَ الطعام جهراً
في كل وقت على مسلَّم
وكلهمْ قائلٌ هنيئاً
لايرتضى وطأها بمنسمِ
إن كنتَ كلباً أراك حربي
حينُك فاركب هواك واعزم
واسرج المركبَ المعرَّى
قبلَ ورودِ الوغي وألجِم
واكتب على عرضكَ المُلقَّى
قواصد النبل ربِّ سلِّم
فليس سهمي بسهمِ رامٍ
لكن سهمي شهابُ مُضرم
افتح بسوء الثناءِ واختم
في ابن أبي قرة المزمزمِ

العصر العباسي >> ابن الرومي >> سفهتُ على عمروٍ سفاهة َ جاهلٍ
سفهتُ على عمروٍ سفاهة َ جاهلٍ
رقم القصيدة : 62050
-----------------------------------
سفهتُ على عمروٍ سفاهة َ جاهلٍ
وأبصرتُ مافي الحلمِ إبصارَ عالمِ
فأقسمتُ لا أهجوه ماعاش بعدها
ولو نالني بالمنكراتِ العظائمِ
وما كرمٌ أن يُمنح المرء مِقْولا
فيعمدُ في عاثر الرأي نادِم
غدوتُ إلى عمرو غدوَّ محاربٍ
(1/21425)
________________________________________
ورحتُ إلى عمروٍ ورواحَ مُسالم
فلا يتلقَّ السلم مني بجفوة ٍ
فأعطفُ حربي عادلاً غير ظالم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> من عذيري من الخلائف حَلُّوا
من عذيري من الخلائف حَلُّوا
رقم القصيدة : 62051
-----------------------------------
من عذيري من الخلائف حَلُّوا
بمحلِّ المُليم كلِّ المُليمِ
حفظوا حقَّ مُصعبٍ في سلي
مانَ بتضييع كلِّ أمرٍ جسيم
نقَّلوه على الهزيمة ِ بغ
دادَ كأن قد أتى بفتح عظيم
لم يكن مثله يُولَّى ولكن
حفظوا في الحديث حقَّ القديم
ضيّعوا حُرمة الخلافة جهلا
ورعوا حرمة العظام الرميم
سوف تُغني العظامُ عنهم إذا ما
أصبح الملك مستباحَ الحريم

العصر العباسي >> ابن الرومي >> لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
رقم القصيدة : 62052
-----------------------------------
لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
إذا ضافه يوما وإن عُدَّ صائما
دعانا فعدّانا صياما بمُشبِع
من العلم مُروٍ يتركُ البالَ ناعما
فكان قِرًى قبل القِرى مُتعجلاً
شهياً مرياً للنفوس ملائما
ولم نر مثل العلم زاداً مُقدَّماً
له محملٌ خِفٌّ وإن كان عاصما
وعللّنا من قبله بمناظرٍ
لهونا بها حتى نسينا المطاعما
أثاثٌ يحار الطرفُ فيه كأنه
ربيعٌ تصدَّى للربيع مُراغما
فقل في ربيع في ربيع أراكه
ربيعٌ يرى حمدَ الرجال مغانما
ثلاثة ُ أشكال نُظمن وربما
أتاح مُتيحٌ للفرائد ناظما
ظللنا يذودُ الجوعَ عنا كأنه
يذبُّ عدوا أن يُبيح محارما
بمستمعٍ طورا وطورا بمنظرٍ
يرى من رآه أنه كان حالما
فما زال يُوفي خدمة المجدِ حقَّها
إلى أن دعاه المجد أفديك خادما
خفيفا ذفيفا قالص الذيل قاعدا
لإعداد ما يُرضي النزيلَ وقائما
وقرَّب منا الفرقدين ولم نكن
ننال ذراري السماء القوائما
بُنيان تلتذُّ الأنوفُ نثاهما
إذا ذاقت الأفواهُ تلك الملاثما
سعيدان ميمونان تعرف فيهما
من اليُمن آياتٍ له ومعالما
أبرَّا على الولدان حُسنا ونازعا
(1/21426)
________________________________________
جحاجحة َ القومِ السجايا الكرائما
ظللنا نباري سُنة الشمس يومَنا
بوجهيهما لانسألُ الحيفَ حاكما
إذا نحن فاتحْنا أخا الكُبرِ منهما
سؤالا وجدْنا واعي القلب عالما
فإن نحن ناغمناه أخاه استفزنا
سروراً ففدينا الغزالَ المُناغما
وما منهما إلا الذي ما أتى له
من السن ما يبتز عنه التمائما
فلما أحل الزادَ للقوم وقتُه
أتى بطعامٍ أذكر القومَ حاتما
قديرٌ من الخرفان كان رضيفُه
شِواءً من الرُّقط الثقيل مغارما
وكان إذا ما زاره الزَّورُ مرة ً
توقع معلوفُ الدجاج الملاحما
وأرّخ بالحلواء تأريخَ مُحسنٍ
وخيرُ المساعي خيرهُن خواتِما
ولا شِعر إلا ما يُقفَّى رويُّه
إذا قام بالشعر الرواة ُ المقاوما
شهدنا له جُودا أراناه ماجدا
وبُقيا على النعمى أرتناه حازما
وما أحسن النُّعمى إذا هي جاورت
فتى ً يحفظ النعمى ويبني المكارما
فلا زال موطوءَ البساطِ بأخمصٍ
حبيبٍ إليه يألفُ الوفرَ سالما
مُفيدا مفيتا يُسبغُ اللَّهُ فضلهُ
عليه ويُوليه الأخلاءَ دائما
وفي هذه من دعوة ٍ لي شِرْكة ٌ
ولا بأس قد يدعو الصديقُ مقاسما
ومن يدعُ يوما للفراتِ فإنما
دعا للذي يرويه ظمآنٌ حائما
فمُتِّع بابنيه متاعا يسرُّه
على رغم من أضحى لذلك راغما
وغيرُ كثيرٍ لابن موسى فعالُهُ
وإن فعلَ المستحسناتِ الجسائما
يشيدُ بنًى ألفى أباه يشيدُها
ومثل ابن موسى رام تلك المراوما
ومثل أبيه الخير أعقبَ مثله
سقى الله هاتيك العظام الرَّمائما

العصر العباسي >> ابن الرومي >> ولقد مُنعتُ من المرافق كُلِّها
ولقد مُنعتُ من المرافق كُلِّها
رقم القصيدة : 62053
-----------------------------------
ولقد مُنعتُ من المرافق كُلِّها
حتى مُنعتُ مرافقَ الأحلام
من ذاك أبي ما أراني طاعما
في النوم أو متعرِّضا لطعام
إلا رأيتُ من الشقاءِ كأنني
أُثنى وأكْبح دونه بلجامِ
وأرى الحبيبَ إذا ألمَّ خيالهُ
ومرام قُبلته أعزّ مرام
إلا منازعة تجُرُّ جنابة ً
وتَشُبُّ في الأحشاءِ أيّ ضَرام
(1/21427)
________________________________________