المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجدول في إعراب القرآن الكريم


sawsan
10-16-2019, 08:56 PM
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة



الكتاب: الجدول في إعراب القرآن الكريم
المؤلف: محمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ)
الناشر: دار الرشيد، دمشق - مؤسسة الإيمان، بيروت
الطبعة: الرابعة، 1418 هـ
عدد الأجزاء: 31 (30 ومجلد فهارس) في 16 مجلدا
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة مقارنة تفاسير]
3- الإشارة في (ذلك) إلى سوء عملهم (على قلوبهم) نائب الفاعل (الفاء) تعليليّة (لا) نافية.
والمصدر المؤوّل (أنّهم آمنوا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ذلك) .
وجملة: «ذلك بأنّهم ... » لا محلّ لها تعليلة.
وجملة: «آمنوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «طبع على قلوبهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التعليل.
وجملة: «هم لا يفقهون» لا محلّ لها تعليلية «1» .
وجملة: «لا يفقهون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
4- (الواو) عاطفة في الموضعين (لقولهم) متعلّق ب (تسمع) ، (عليهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بحال من الواو في (يؤفكون) .
وجملة: «رأيتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعجبك أجسامهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة من الشرط وفعله وجوابه.
وجملة: «تسمع ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «كأنّهم خشب ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «يحسبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم العدوّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) قد تكون الجملة مسبّبة عن طبع قلوبهم فهي معطوفة على جملة طبع على قلوبهم.
(2) أو في محلّ نصب حال من الضمير في قولهم.
(28/254)
________________________________________
وجملة: «احذرهم» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي تنبه لهذا فاحذرهم.
وجملة: «قاتلهم اللَّه» لا محلّ لها استئنافيّة دعائيّة.
وجملة: «يؤفكون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
5- (الواو) عاطفة في الموضعين وحاليّة في الثالث (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (يستغفر) مضارع مجزوم جواب الأمر (لوّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تعالوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» .
وجملة: «يستغفر لكم رسول ... » جواب شرط مقدّر، لا محلّ لها، غير مقترنة بالفاء أي: إن تقبلوا يستغفر.
وجملة: «لوّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (إذا) .
وجملة: «رأيتهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لوّوا.
وجملة: «يصدّون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (رأيتهم) .
وجملة: «هم مستكبرون» في محلّ نصب حال من فاعل يصدّون.
الصرف:
(4) خشب: قيل هو اسم جمع واحدته خشبة بفتحتين أو بفتحة وسكون، وقيل هو جمع خشب بفتحتين كأسد وأسد، وزنه فعل بضمتين.
(مسنّدة) ، مؤنث مسنّد، اسم مفعول من (سنّد) الرباعيّ، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
__________
(1) هي في الأصل مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.
(28/255)
________________________________________
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6)
(5) لوّوا: فيه إعلال بالحذف حذفت لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة وزنه فعّوا.
البلاغة
التشبيه المرسل التمثيلي: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ» .
شبهوا في جلوسهم مجالس رسول (صلّى اللَّه عليه وسلّم) ، مستندين فيها، وما هم إلا أجرام خالية عن الإيمان والخير، بخشب منصوبة، مسندة إلى الحائط، في كونهم أشباحا خالية عن الفائدة، لأن الخشب تكون مسندة إذا لم تكن في بناء، أو دعامة بشيء آخر، ويجوز أن يراد بالخشب المسندة الأصنام المنحوتة من الخشب، المسندة إلى الحيطان. شبهوا بها في حسن صورهم وقلة جدواهم.
ووجه الشبه كون الجانبين أشباحا خالية عن العلم والنظر.
[سورة المنافقون (63) : آية 6]
سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (6)
الإعراب:
(سواء) خبر مقدّم مرفوع (عليهم) متعلّق ب (سواء) و (الهمزة) للتسوية مصدريّة.
والمصدر المؤوّل (أستغفرت لهم) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
(لهم) متعلّق ب (استغفرت) ، (أم) حرف عطف متّصلة (لهم) الثاني متعلّق ب (تستغفر) ، و (لهم) الثالث متعلّق ب (يغفر) ، (لا) نافية..
جملة: سواء عليهم (استغفارك) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استغفرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: «لم تستغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغفرت.
وجملة: «لن يغفر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(28/256)
________________________________________
هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7)
وجملة: «إنّ اللَّه لا يهدي ... » لا محلّ لها تعليلية.
وجملة: «لا يهدي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
[سورة المنافقون (63) : آية 7]
هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ (7)
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (على من) متعلّق ب (تنفقوا) المنهيّ عنه (عند) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول من (حتّى) حرف غاية وجرّ (ينفضّوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى..
والمصدر المؤوّل (أن ينفضّوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (تنفقوا) .
(الواو) حاليّة (للَّه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خزائن (لا) نافية.
وجملة: «هم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تنفقوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ينفضّوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «للَّه خزائن ... » في محلّ نصب حال «1» .
وجملة: «لكنّ المنافقين لا يفقهون» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «لا يفقهون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
__________
(1) أو استئنافيّة.
(2) أو معطوفة على الاستئنافيّة.
(28/257)
________________________________________
يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8)
[سورة المنافقون (63) : آية 8]
يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8)
الإعراب:
(اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (رجعنا) ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إلى المدينة) متعلّق ب (رجعنا) ، (اللام) لام القسم (منها) متعلّق ب (يخرجنّ) ، (الواو) حالية (للَّه العزّة) مثل للَّه خزائن «1» (ولكنّ المنافقين لا يعلمون) مثل ولكن المنافقين لا يفقهون مفردات وجملا «2» جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن رجعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يخرجن الأعزّ ... » لا محلّ لها جواب القسم. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
الصرف:
(الأذلّ) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ ذلّ، وزنه أفعل وعينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة
فن القول بالموجب: في قوله تعالى يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ.
وهذا الفن، هو أن يخاطب المتكلم شخصا بكلام، فيعمد هذا الشخص المخاطب إلى كل كلمة مفردة من كلام المتكلم، فيبني عليها من كلامه، وما يوجب عكس معنى المتكلم، لأن حقيقة القول بالموجب ردّ الخصم كلام خصمه من فحوى كلامه، فإن موجب قول المنافقين، الآنف الذكر في الآية، إخراج الرسول
__________
(1، 2) في الآية (7) من هذه السورة.
(28/258)
________________________________________
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)
المنافقين من المدينة، وقد كان ذلك، ألا ترى أن اللَّه تعالى قال على إثر ذلك «واللَّه العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون» .
الفوائد:
ذلة المنافقين..
كان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) في غزوة بني المصطلق، فتدافع رجلان: أنصاري ومهاجر، فنادى كل منهما أصحابه، فاستطلع رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) الأمر، وقال: دعوها فإنها خبيثة، فإنها من دعوى الجاهلية، فتناهي الخبر إلى عبد اللَّه بن أبيّ، رأس النفاق، فقال: أو قد فعلوها (يعني المهاجرين) واللَّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزّ (يعني نفسه) منا الأذلّ (يعني رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فوصل الخبر لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فقال عمر: ائذن لي أضرب عنقه، فقال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) : هل يرضيك أن يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه؟ وفي طريق العودة، رصد عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبي مدخل المدينة، ومنع والده من الدخول قائلا له: أنت الذليل، ورسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) هو العزيز، فعلم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) بالخبر، فأرسل إلى عبد اللَّه أن يسمع لوالده بالدخول، فقال الابن:
إن أذن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) فنعم إذن.
[سورة المنافقون (63) : الآيات 9 الى 11]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (11)
(28/259)
________________________________________
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الذين) موصول في محلّ نصب بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- (لا) ناهية جازمة (لا) زائدة لتأكيد النهي (أولادكم) معطوف على أموالكم مرفوع (عن ذكر) متعلّق ب (تلهكم) ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «1» .
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تلهكم أموالكم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «من يفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفعل ذلك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «أولئك.. الخاسرون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
10- (الواو) عاطفة (ممّا) متعلّق ب (أنفقوا) ، والعائد محذوف (من قبل) متعلّق ب (أنفقوا) ، (أن) حرف مصدري ونصب (الموت) فاعل (يأتي) بحذف مضاف أي مقدّمات الموت (الفاء) عاطفة (يقول) مضارع منصوب معطوف على يأتي..
والمصدر المؤوّل (أن يأتي ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف (لولا) حرف تحضيض بمعنى الدعاء (إلى أجل)
__________
(1) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الخاسرون.. والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(2) أو الخبر هو جملتا الشروط والجواب معا.
(28/260)
________________________________________
متعلّق ب (أخّرتني) ، (الفاء) فاء السببية (أصدّق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (الواو) عاطفة (أكن) مضارع ناقص مجزوم جواب شرط مقدّر معطوف على جملة الدعاء «1» ، (من الصالحين) متعلّق بخبر أكن.
وجملة: «أنفقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «رزقناكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يأتي ... الموت» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتي.. الموت.
وجملة: «ربّ ... » في محلّ نصب مقول القول «2» .
وجملة: «أخّرتني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أصّدّق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن أصّدّق.) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من الدعاء المتقدّم المتمثّل في أداة التحضيض أي أثمّة تأخير في الأجل فتصدّق بالزكاة.
وجملة: «أكن ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
11- (الواو) استئنافيّة والثانية عاطفة (ما) حرف مصدريّ «3» .
والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .
وجملة: «لن يؤخّر اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاء أجلها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فلن يؤخّره اللَّه «4» .
__________
(1) أو معطوف على محلّ (فأصّدّق) بحسب المعنى.. أي إن أخّرتني أتصدّق- بالجزم- وأكن ...
(2) أو اعتراضيّة وجملة أخّرتني مقول القول.
(3) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والعائد محذوف، والجملة بعده صلته.
(4) قد يكون الظرف مجرّدا من الشرط فلا جواب. ويتعلّق الظرف حينئذ بالفعل المذكور يؤخر.
(28/261)
________________________________________
وجملة: «اللَّه خبير ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يؤخّر اللَّه.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(9) تلهكم: فيه إعلال بالحذف، حذفت لامه لمناسبة الجزم، وزنه تفعكم انتهت سورة «المنافقين» ويليها سورة «التغابن»
(28/262)
________________________________________
يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التّغابن
آياتها 18 آية
[سورة التغابن (64) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
الإعراب:
(يسبّح للَّه ... في الأرض) مرّ إعرابها «1» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الملك) ، و (له) الثاني خبر للمبتدأ (الحمد) ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) .
جملة: «له الملك ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «له الحمد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة له الملك.
وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة له الملك.
البلاغة
التقديم: في قوله تعالى «لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ» .
حيث قدّم الظرفان، ليدل بتقديمها على معنى اختصاص الملك والحمد باللَّه عز وجل، وذلك لأنّ الملك على الحقيقة له لأنه مبدئ كل شيء ومبدعه، والقائم به والمهيمن عليه، وكذلك الحمد، لأن أصول النعم وفروعها منه. وأما ملك غيره
__________
(1) في الآية (1) من سورة الصفّ في هذا الجزء، مفردات وجملا. [.....]
(28/263)
________________________________________
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)
فتسليط منه واسترعاء، وحمده اعتداد بأن نعمة اللَّه جرت على يده.
[سورة التغابن (64) : آية 2]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة تفريعيّة (منكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كافر) ، و (منكم) الثاني خبر للمبتدأ (مؤمن) ، (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «1» ، والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (بصير) .
جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «منكم كافر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «2» .
وجملة: «منكم مؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على منكم كافر.
وجملة: «اللَّه.. بصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ.
حيث طابق بين الكافر والمؤمن وفي الآية التي قبلها حصل طباق بين السموات والأرض.
__________
(1) أو اسم موصول والعائد محذوف.
(2) أو معطوفة على جملة الصلة ولا يضرّ عدم وجود العائد إذ المعطوف بالفاء يكفيه وجود العائد في إحدى الجملتين.. وكذا في حاشية الجمل.
[سورة التغابن (64) : آية 3]
خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
(28/264)
________________________________________
يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)
الإعراب:
(بالحقّ) متعلّق بحال من السموات، والباء للملابسة (الفاء) عاطفة (إليه) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المصير) .
جملة: «خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «صوركم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أحسن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صوركم.
وجملة: «إليه المصير» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة التغابن (64) : آية 4]
يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (4)
الإعراب:
(في السموات) متعلّق بمحذوف صلة ما، (ما) الثاني والثالث حرف مصدري «1» ، (بذات) متعلّق بالخبر (عليم) .
والمصدر المؤوّل (ما تسرّون) في محلّ نصب مفعول به، (ما تعلنون) في محلّ نصب معطوف على الأول جملة: «يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تسرّون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: «اللَّه عليم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
__________
(1) أو اسم موصول والعائد محذوف.
(28/265)
________________________________________
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)
[سورة التغابن (64) : الآيات 5 الى 6]
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (5) ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (6)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (قبل) اسم ظرفيّ مبني على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتكم) ، (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) .
جملة: «لم يأتكم نبأ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ذاقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذاقوا.
6- الإشارة في (ذلك) إلى العذاب (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (الفاء) عاطفة في الموضعين (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (بشر) فاعل لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين واستئنافيّة في الموضع الثالث ... والمصدر المؤوّل (أنّه كانت..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ (ذلك) .
وجملة: «ذلك بأنّه ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانت تأتيهم ... » في محلّ رفع خبر أنّ «2» .
__________
(1) أو مبتدأ خبره الجملة المذكورة بعده.
(2) اسم أنّ هو ضمير الشأن.
(28/266)
________________________________________
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)
وجملة: «تأتيهم رسلهم ... » في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانت ...
وجملة: « (يهدينا) بشر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يهدوننا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «كفروا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة قالوا.
وجملة: «تولّوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: «استغنى اللَّه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تولّوا.
وجملة: «اللَّه غني ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(استغنى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استغنى- بياء متحرّكة في آخره- ياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة التغابن (64) : آية 7]
زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7)
الإعراب:
(أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير محذوف أي:
أنّهم ... و (الواو) في (يبعثوا) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أنّهم لن يبعثوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي زعم.
(بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ (الواو) واو القسم (ربّي) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم (تبعثنّ) مضارع مرفوع للتجرّد، وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين نائب فاعل، و (النون) نون التوكيد (ثمّ) للعطف
(28/267)
________________________________________
(لتنبّؤنّ) مثل لتبعثنّ (ما) حرف مصدريّ- أو موصول- والمصدر المؤوّل (ما عملتم) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (تنبّؤنّ) .
(الواو) استئنافيّة، والإشارة في (ذلك) إلى البعث والحساب (على اللَّه) متعلّق بالخبر (يسير) .
جملة: «زعم الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لن يبعثوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففّة.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الجواب المقدّرة (ستبعثون) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول مؤكّد لمقول القول.
وجملة: «تبعثنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدر.
وجملة: «تنبّؤنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبعثنّ.
وجملة: «عملتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
وجملة: «ذلك على اللَّه يسير» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- بلى..
هي حرف جواب، وتختص بالنفي، وتفيد إبطاله، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) وقوله تعالى:
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ؟ بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ وقوله تعالى: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ؟ قالُوا بَلى أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى. قال ابن عباس وغيره: لو قالوا «نعم» لكفروا. ووجهه: أن نعم تصديق للمخبر بنفي أو إيجاب.
(28/268)
________________________________________
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)
ولذلك قال جماعة من الفقهاء، لو قال: أليس لي عليك ألف، فقال: بلى لزمته، ولو قال: نعم لم تلزمه، وقال آخرون: تلزمه فيهما، وجروا في ذلك على مقتضى العرف لا اللغة، والحاصل: أن الاستفهام المسبوق بنفي، إذا أردت أن تجيب عنه بالإثبات، تقول (بلى) كما سبق في الآيات الكريمة، وإذا أردت أن تجيب عنه بالنفي فتقول:
«نعم» فإذا قيل لك: (ألا تحب السباحة؟) فتقول: بلى أحب السباحة، للإثبات، أو نعم، لا أحب السباحة للنفي.
[سورة التغابن (64) : آية 8]
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باللَّه) متعلق ب (آمنوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين، واستئنافيّة في الموضع الثالث (ما) حرف مصدريّ- أو موصول حذف عائده- جملة: «آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الأمر كذلك في البعث والتنبؤ فآمنوا.
وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «اللَّه ... خبير» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
والمصدر المؤوّل (ما تعملون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالخبر (خبير) .
[سورة التغابن (64) : الآيات 9 الى 10]
يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ خالِدِينَ فِيها وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)
(28/269)
________________________________________
الإعراب:
(يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (ليوم) متعلّق ب (يجمعكم) ، (الواو) استئنافيّة، وعاطفة في الموضعين الثاني والثالث (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (يعمل) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط (صالحا) مفعول به منصوب «1» ، (عنه) متعلّق ب (يكفّر) بمعنى يخفّف- أو ينزل- (يدخله) مضارع مجزوم معطوف على جواب الشرط (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (يدخله) ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) ، وكذلك الظرف (أبدا) ، والإشارة في (ذلك) إلى تكفير السيئات وإدخال الجنّات ...
جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يجمعكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «من يؤمن باللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن.
وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
__________
(1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته، والمفعول به مقدّر.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(28/270)
________________________________________
وجملة: «يدخله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها معترضة.
10- (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (خالدين) حال منصوبة من أصحاب (فيها) متعلّق ب (خالدين) (الواو) استئنافيّة- أو عاطفة-، والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي النار.
وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يؤمن.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كفروا.
وجملة: «أولئك أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
الصرف:
(9) التغابن: مصدر قياسيّ للخماسيّ تغابن، مأخوذ من الغبن وهو فوت الحظ، وهو مستعار من تغابن القوم في التجارة.. وزنه تفاعل بفتح الفاء وضمّ العين.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ.
التغابن: مستعار من تغابن القوم في التجارة، وهو أن يغبن بعضهم بعضا، لنزول السعداء منازل الأشقياء التي كان سينزلها هؤلاء الأشقياء لو كانوا سعداء، ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كان سينزلها هؤلاء السعداء لو كانوا أشقياء.
فن التهكم: في الآية تهكم بالأشقياء، لأن نزولهم ليس بغبن.
وفي حديث
__________
(1) أو في محلّ نصب معطوفة على الحال خالدين.
(28/271)
________________________________________
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم «ما من عبد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليزداد حسرة» .
[سورة التغابن (64) : آية 11]
ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11)
الإعراب:
(ما) نافية (مصيبة) مجرور لفظا مرفوع محلّا فاعل أصاب، ومفعوله محذوف أي: أحدا (إلّا) للحصر (بإذن) متعلّق بحال من مصيبة (الواو) عاطفة (من يؤمن باللَّه) مرّ إعرابها «1» ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- (بكل) متعلّق بالخبر (عليم) .
جملة: «أصاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «يهد قلبه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «اللَّه ... عليم» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
[سورة التغابن (64) : آية 12]
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (12)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة، والثانية عاطفة، وكذلك (الفاء) ، (تولّيتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما)
__________
(1) في الآية (9) من هذه السورة.
(2) أو في محلّ نصب حال من فاعل يهدي.
(28/272)
________________________________________
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
كافّة ومكفوفة (على رسولنا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (البلاغ) .
وجملة: «أطيعوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أطيعوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تولّيتم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّما على رسولنا البلاغ ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن تولّيتم فلا بأس على رسولنا لأنّ عليه البلاغ.
[سورة التغابن (64) : آية 13]
اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)
الإعراب:
(لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف (الواو) استئنافيّة (على اللَّه) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر، والفعل مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين..
جملة: «اللَّه لا إله إلّا هو» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا إله إلّا هو ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «ليتوكّل المؤمنون» في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن توكّل الناس على غير اللَّه فليتوكّل المؤمنون عليه.. وجملة الشرط المقدّرة استئنافيّة.
[سورة التغابن (64) : الآيات 14 الى 18]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (16) إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)
(28/273)
________________________________________
الإعراب:
(من أزواجكم) متعلّق بخبر إنّ (لكم) متعلّق ب (عدوّا) «1» ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (الفاء) رابطة لجواب الشرط.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «إنّ من أزواجكم ... عدوّا» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «احذروهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مسبّب عما سبق أي: تنّبهوا فاحذروهم.
وجملة: «تعفوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «تصفحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «تغفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «إنّ اللَّه غفور» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
15- (إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة في الموضعين (عنده) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (أجر) .
وجملة: «أموالكم ... فتنة» لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
__________
(1) أو متعلّق بنعت ل (عدوّا) .
(28/274)
________________________________________
وجملة: «اللَّه عنده أجر» لا محلّ لها معطوفة على جملة أموالكم ... فتنة.
وجملة: «عنده أجر» في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللَّه) .
16- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) حرف مصدريّ ظرفيّ (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة..
والمصدر المؤوّل (ما استطعتم) في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق ب (اتّقوا) ، أي: اتّقوا اللَّه مدة استطاعتكم (خيرا) خبر يكن المقدّر مع اسمه أي: أنفقوا يكن الإنفاق خيرا لأنفسكم «1» ، (لأنفسكم) متعلّق ب (خيرا) (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (هم) ضمير فصل «2» ..
وجملة: «اتّقوا اللَّه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن قمتم إلى الطاعة فاتّقوا اللَّه....
وجملة: «استطعتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اسمعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: «أطيعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: «أنفقوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
وجملة: « (يكن الإنفاق) خيرا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
__________
(1) هذا الإعراب موافق لتفسير الآية في ابن كثير حيث جاء فيه: «أحسنوا كما أحسن اللَّه إليكم يكن خيرا لكم في الدنيا والآخرة ... » أمّا سيبويه فقد جعله مفعولا به لفعل محذوف تقديره ائتوا خيرا لأنفسكم، والكوفيون يجعلونه مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر فهو صفته أي إنفاقا خيرا..
أو هو مفعول به عامله أنفقوا، والخير هو المال.
(2) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره المفلحون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(28/275)
________________________________________
وجملة: «من يوق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط المقدّرة «1» .
وجملة: «يوق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «أولئك ... المفلحون» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
17- 18- (قرضا) مفعول مطلق منصوب «3» ، (لكم) متعلّق ب (يضاعفه) ، و (لكم) الثاني متعلّق ب (يغفر) ، (شكور، حليم، عالم، العزيز، الحكيم) أخبار عن المبتدأ (اللَّه) .
وجملة: «تقرضوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز جواب النداء.
وجملة: «يضاعفه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «اللَّه شكور ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
انتهت سورة «التغابن» ويليها سورة «الطلاق»
__________
(1) أو لا محلّ لها استئنافيّة. [.....]
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(3) وهذا بحسب الظاهر.. أو هو مفعول به كما جاء في تفسير ابن كثير: «مهما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، ومهما تصدّقتم من شيء فعليه جزاؤه ... »
(4) أو في محلّ نصب حال من فاعل يضاعفه أو يغفر ...
(28/276)
________________________________________
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الطّلاق
آياتها 12 آية
[سورة الطلاق (65) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (1) فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبني على الضمّ في محلّ نصب
(28/277)
________________________________________
(النبي) بدل من أيّ- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لعدتهنّ) متعلق بحال من الضمير المفعول في (طلقوهنّ) بحذف مضاف أي: مستقبلات لأول عدّتهنّ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ربّكم) نعت للفظ الجلالة منصوب (لا) ناهية جازمة (من بيوتهنّ) متعلّق ب (تخرجوهنّ) ، (لا) مثل الأولى (يخرجن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (إلّا) للاستثناء (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب (بفاحشة) متعلّق ب (يأتين) ..
والمصدر المؤوّل (أن يأتين..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بحال أي إلّا مذنبات بإتيانهنّ الفاحشة «1» .
(الواو) استئنافيّة، والإشارة في (تلك) إلى الأحكام السابقة (الواو) عاطفة (من) اسم شرط في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (لا) نافية، والفاعل في (تدري) ضمير تقديره أنت، والخطاب للمطلّق (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يحدث) ..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها جواب النداء «2» .
وجملة: «طلّقتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «طلّقوهنّ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة: «أحصوا العدّة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
__________
(1) هذه الحال مستثناة من عموم الأحوال أي لا يخرجن في حال من الحالات إلّا في حال كونهنّ مذنبات ...
(2) في تفسير النداء للنبيّ آراء كثيرة يرجع إليها في التفاسير.. ويجوز في جملة الشرط وفعله وجوابه أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يأيّها النبيّ قل لأمتك ...
(28/278)
________________________________________
وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «لا تخرجوهنّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا يخرجن ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف البيانيّ.
وجملة: «يأتين ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «تلك حدود ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من يتعدّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تلك حدود.
وجملة: «يتعدّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «قد ظلم نفسه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا تدري ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لعلّ اللَّه يحدث ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» .
وجملة: «يحدث ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
2- (الفاء) استئنافيّة، والثانية رابطة لجواب الشرط (بمعروف) متعلّق بحال من فاعل أمسكوهنّ، والثاني حال من فاعل فارقوهنّ (منكم) متعلّق بحال من (ذوي) - أو بنعت له- (للَّه) متعلّق ب (أقيموا) بحذف مضاف أي لوجه اللَّه، والإشارة في (ذلكم) إلى المذكور من أول السورة إلى هنا من أحكام (به) متعلّق ب (يوعظ) ، (من) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (الواو) استئنافيّة (من يتّق اللَّه) مثل من يتعدّ حدود.. (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان..
وجملة: «بلغن ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أمسكوهنّ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) ومفعول تدري مقدّر.. أما من يجعل (لعل) معلقة للفعل فإنّ الجملة في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي تدري.
(28/279)
________________________________________
وجملة: «فارقوهنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهنّ.
وجملة: «أشهدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهن.
وجملة: «أقيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمسكوهن.
وجملة: «ذلكم يوعظ به ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يوعظ به من كان ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم) .
وجملة: «كان يؤمن باللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «من يتّق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتّق ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
3- (الواو) عاطفة في الموضعين (حيث) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (يرزقه) ، (لا) نافية (على اللَّه) متعلّق ب (يتوكّل) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (لكلّ) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «2» .
وجملة: «يرزقه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يجعل ...
وجملة: «لا يحتسب ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «من يتوكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من يتّق اللَّه ...
وجملة: «يتوكّل على اللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «هو حسبه ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «إنّ اللَّه بالغ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعل اللَّه ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(1) يتعدّ: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يتفعّ.
__________
(1، 3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) أو متعلّق بحال من (قدرا) إذا ضمّن جعل معنى خلق.
(28/280)
________________________________________
وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5) أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (6) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)
(2) مخرجا: مصدر ميميّ من الثلاثيّ خرج، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وقد يكون اسم مكان.
الفوائد
الالتفات: في قوله تعالى لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً.
التفات من الغيبة إلى الخطاب في قوله تعالى: لا تَدْرِي، فالخطاب في «لا تدري» للمتعدي، بطريق الالتفات، لمزيد الاهتمام بالزجر عن التعدي، لا للنبي (صلّى اللَّه عليه وسلّم) كما قيل، فالمعني: من يتعدّ حدود اللَّه تعالى، فقد عرّض نفسه للضرر، فإنك لا تدري أيها المتعدي عاقبة الأمر.
[سورة الطلاق (65) : الآيات 4 الى 7]
وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً (4) ذلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5) أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى (6) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ ما آتاها سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7)
(28/281)
________________________________________
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (من المحيض) متعلّق ب (يئسن) ، (من نسائكم) متعلّق بحال من فاعل يئسن (ارتبتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (الواو) عاطفة (اللائي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول «1» ، (يحضن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ جزم (أجلهنّ) مبتدأ ثان مرفوع (أن) حرف مصدريّ ونصب (يضعن) في محلّ نصب بأن (الواو) استئنافيّة (من يتّق اللَّه يجعل له) مرّ إعرابها «2» ، (من أمره) متعلّق بحال من (يسرا) وهو المفعول الأول..
والمصدر المؤوّل (أن يضعن..) في محلّ رفع خبر المبتدأ الثاني أي:
أجلهنّ وضع حملهنّ.
جملة: «اللائي يئسن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يئسن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) .
وجملة: «إن ارتبتم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللائي) وجملة: «عدّتهنّ ثلاثة أشهر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «لم يحضن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (اللائي) الثاني.
وجملة: «أولات الأحمال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة وجملة: «أجلهن أن يضعن ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ أولات ...
وجملة: «يضعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «من يتّق اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يتق اللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
__________
(1) يجوز أن يكون الموصول مبتدأ خبره محذوف دلّ عليه الخبر الأول، والعطف حينئذ من عطف الجمل.
(2) في الآية (2) من السورة.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(28/282)
________________________________________
وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
5- والإشارة في (ذلك) إلى الأحكام السابقة (إليكم) متعلّق ب (أنزله) ، (الواو) عاطفة (من يتق اللَّه يكفّر) مرّ إعراب نظيرها «1» ، (عنه) متعلّق ب (يكفّر) بتضمينه معنى ينزل، (يعظم) مضارع مجزوم معطوف على (يكفّر) بالواو (له) متعلّق ب (يعظم) .
وجملة: «ذلك أمر اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنزله إليكم ... » في محلّ نصب حال من أمر اللَّه، والعامل فيها الإشارة.
وجملة: «من يتّق اللَّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلك أمر اللَّه.
وجملة: «يتّق اللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يعظم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر.
6- (حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (أسكنوهنّ) «3» ، (من وجدكم) بدل من حيث بإعادة الجار (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (اللام) لام التعليل (تضيّقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، (عليهنّ) متعلّق ب (تضيّقوا) .. والمصدر المؤوّل (أن تضيّقوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تضارّوهنّ) .
(الواو) عاطفة (كنّ) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (عليهنّ) الثاني متعلّق ب (أنفقوا) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يضعن) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب بأن مضمرة بعد حتّى..
__________
(1) في الآية (2) من السورة.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب. [.....]
(3) (من) للتبعيض- أو لابتداء الغاية-
(28/283)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (أن يضعن) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (أنفقوا) .
(الفاء) عاطفة (أرضعن) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (لكم) متعلّق ب (أرضعن) ، ومفعول الإرضاع محذوف أي أولادكم (الفاء) رابطة لجواب الشرط (أجورهنّ) مفعول به ثان منصوب (بينكم) ظرف منصوب متعلّق ب (ائتمروا) ، (بمعروف) متعلّق بحال من فاعل ائتمروا (إن تعاسرتم) مثل إن أرضعن (الفاء) رابطة لجواب الشرط (السين) حرف استقبال (له) متعلّق ب (سترضع) ..
وجملة: «أسكنوهنّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «سكنتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا تضارّوهنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنوهنّ.
وجملة: «تضيّقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إن كنّ أولات ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسكنوهنّ «1» .
وجملة: «أنفقوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يضعن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة: «إن أرضعن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن كنّ..
وجملة: «آتوهنّ ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ائتمروا ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة آتوهنّ.
وجملة: «إن تعاسرتم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن أرضعن ...
وجملة: «سترضع له أخرى» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
7- (اللام) لام الأمر (من سعته) متعلّق ب (ينفق) ، (الواو) عاطفة (من)
__________
(1) أو هي استئنافيّة.
(28/284)
________________________________________
اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (عليه) متعلّق ب (قدر) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر (ممّا) متعلّق ب (ينفق) ، (لا) نافية (إلّا) للحصر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به ثان، والعائد محذوف أي آتاه إيّاه (بعد) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: «ينفق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من قدر عليه رزقه» لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفق.
وجملة: «قدر عليه رزقه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «ينفق ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «آتاه اللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لا يكلّف اللَّه نفسا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «آتاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «سيجعل اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(4) أولات: مؤنّث: أولو- وأولي- وانظر الآية (179) من سورة البقرة.
(6) وجدكم: مصدر وجد في المال بمعنى استغنى، وزنه فعل بضمّ فسكون وقد تفتح الفاء وتكسر.
الفوائد:
عدة المطلقة وأحكامها.
المعتدة الرجعية، تستحق على الزوج النفقة والسكنى، ما دامت في العدة، وأما المعتدة البائنة، بالخلع أو بالطلاق الثلاث أو باللعان، فلها السكنى، حاملا كانت أو غير حامل، عند أكثر أهل العلم، وقال ابن عباس، لا سكنى لها إلا ان تكون حاملا، وقال ابن عباس والحسن الشعبي والشافعي لا نفقه لها إلا ان تكون حاملا، وهو ظاهر الآية الكريمة، وأما المعتدة عن وطء، لشبهة، والمفسوخ نكاحها
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب.
(28/285)
________________________________________
بعيب أو خيار عتق، فلا سكنى لها ولا نفقة وإن كانت حاملا، وأما المعتدة عن وفاة الزوج، فلا نفقة لها عند أكثر أهل العلم، وأما السكنى، فهناك قولان: أحدهما:
لا سكنى لها، وهو أحد قولي الشافعي وابن عباس وعائشة وعطاء والحسن وأبي حنيفة، والثاني: أن لها سكنى، وهو قول عمر وعثمان وابن مسعود وابن عمر ومالك والثوري وأحمد وإسحاق. واعلم أن الطلاق في حال الحيض والنفاس بدعة، وكذلك في الطهر الذي جامعها فيه. والطلاق السني: أن يطلقها في طهر لم يجامعها فيه. هذا في حال امرأة تلزمها العدة بالأقراء، أما إذا طلّق غير المدخول بها في حال الحيض، أو الصغيرة التي لم تحض، أو الآيسة بعد ما جامعها، أو طلق الحامل بعد ما جامعها، أو طلق التي لم تر الدم، فلا حرج في ذلك، أما الخلع في حال الحيض أو في طهر جامعها فيه فلا حرج في ذلك أيضا.
والطلاق آخر إجراء يلجأ إليه الزوج، وبعد إخفاق جميع محاولات الإصلاح.
عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) : أبغض الحلال إلى اللَّه الطلاق،
وعن ثوبان أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وسلّم) قال: أيّما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس حرم عليها رائحة الجنة.
- اللام الجازمة (لام الأمر) ..
هي اللام الموضوعة للطلب، وحركتها الكسر، وإسكانها بعد الفاء والواو أكثر من تحريكها، كقوله تعالى: (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) وقد تسكن بعد ثم (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) ، ولا فرق، في اقتضاء اللام الطلبية للجزم، بين كون الطلب أمرا، كقوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ) ، أو دعاء (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ، أو التماسا كقولك لمن يساويك (ليفعل فلان كذا) إذا لم ترد الاستعلاء عليه، وكذا لو أخرجت عن الطلب إلى غيره، كالتي يراد بها وبمصحوبها الخبر، كقوله تعالى (مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) أي فيمد، أو التهديد (وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) . وأما قوله تعالى: (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا) فيحتمل اللامان منه التعليل، فيكون ما بعدهما منصوبا، والتهديد فيكون مجزوما، ودخول اللام على فعل المتكلم قليل، وذلك كقوله عليه الصلاة والسلام (قوموا فلأصل لكم) وقوله تعالى وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا
(28/286)
________________________________________
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا (8) فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9)
اتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ
، وقد تحذف اللام في الشعر ويبقى عملها كقول الشاعر:
محمد تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من شيء تبالا
أي لتفد. والتبال: الوبال بمعنى الهلاك.
[سورة الطلاق (65) : الآيات 8 الى 9]
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً (8) فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِها خُسْراً (9)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كأيّن) اسم كناية العدد مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ (من قرية) تمييز (عن أمر) متعلّق ب (عتت) ، (الفاء) عاطفة (حسابا) مفعول مطلق منصوب، وكذلك (عذابا) ..
جملة: «كأيّن من قرية ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عتت ... » في محلّ رفع خبر كأيّن.
وجملة: «حاسبناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عتت.
وجملة: «عذّبناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عتت.
9- (الفاء) عاطفة (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة-..
وجملة: «ذاقت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عذّبناها.
وجملة: «كان عاقبة أمرها خسرا» في محلّ نصب حال بتقدير قد.
الصرف:
(عتت) ، فيه إعلال بالحذف كما في عتوا.. انظر الآية (77) من سورة الأعراف.
(خسرا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ خسر، وزنه فعل بضمّ فسكون، وثمّة
(28/287)
________________________________________
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12)
مصادر أخرى للفعل هي خسر بفتح فسكون، وخسر بضمّتين، وخسار بفتح الخاء، وخسارة بفتح الخاء، وخسران بضمّ الخاء وسكون السين..
البلاغة
مجاز مرسل: في قوله تعالى وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها.
وعلاقة هذا المجاز المحلية، من إطلاق المحل وارادة الحال.
[سورة الطلاق (65) : الآيات 10 الى 12]
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (10) رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً (11) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً (12)
الإعراب:
(لهم) متعلق ب (أعدّ) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أولي) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الياء (الذين) موصول في محلّ نصب عطف بيان على أولي- أو بدل منه- (قد) حرف تحقيق (إليكم) متعلّق ب (أنزل) .
جملة: «أعدّ اللَّه ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
(28/288)
________________________________________
وجملة: «اتّقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أعدّ اللَّه العذاب لمن عتا عن أمره فاتّقوه.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «أنزل اللَّه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
11- (رسولا) مفعول به لفعل محذوف أي أرسل رسولا «1» ، (عليكم) متعلّق ب (يتلو) ، (اللام) للتعليل (يخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من الظلمات) متعلّق ب (يخرج) وكذلك (إلى النور) ، (الواو) استئنافيّة..
والمصدر المؤوّل (أن يخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزل) ، أو ب (يتلو) .
(من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (باللَّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (يعمل) مضارع مجزوم معطوف على فعل الشرط بالواو (صالحا) مفعول به منصوب «2» ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) «3» بحذف مضاف أي من تحت أشجارها (خالدين) حال من ضمير الغائب في (يدخله) والمراعى فيه لفظ من (فيها) متعلّق ب (خالدين) ، وكذلك (أبدا) ظرف الزمان (قد) حرف تحقيق (له) متعلّق بحال من (رزقا) «4» .
وجملة: «يتلو ... » في محلّ نصب نعت ل (رسولا) .
وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «آمنوا ... (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
__________
(1) يجوز أن يكون بدلا من (ذكرا) ، أو مفعول به للمصدر (ذكرا) ، أو مفعول به لفعل محذوف على الإغراء أي الزموا.
(2) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، والمفعول به مقدر.
(3) أو متعلّق بحال من الأنهار.
(4) نعت تقدّم على المنعوت.
(28/289)
________________________________________
وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤمن باللَّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «يعمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤمن.
وجملة: «يدخله ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «قد أحسن اللَّه ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (يدخله) .
12- (الواو) عاطفة (من الأرض) متعلّق بحال من (مثلهنّ) المعطوف على سبع سموات «2» ، (بينهنّ) ظرف منصوب متعلّق ب (يتنزّل) ، (لتعلموا) مثل ليخرج (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) ، (الواو) عاطفة (بكل) متعلّق ب (أحاط) «3» (علما) تمييز محوّل عن الفاعل أي: أحاط علم اللَّه بكلّ شيء.
وجملة: «اللَّه الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يتنزّل الأمر ... » في محلّ نصب حال من سبع سموات، أو من السموات والأرض.
وجملة: «تعلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن تعلموا.) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره أخبركم بذلك.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللَّه على كلّ شيء قدير) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلموا.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) ويجوز أن يكون (مثلهنّ) مفعولا به لفعل محذوف أي وخلق مثلهنّ من الأرض، والعطف حينئذ من عطف الجمل.
(3) أو متعلّق ب (علما) .
(28/290)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (أنّ الله قد أحاط..) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأخير.
وجملة: «قد أحاط ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ. حيث شبه سبحانه وتعالى الكفر بالظلمات، ثم حذف المشبه، وأبقى المشبه به. وشبه الإيمان بالنور، وحذف المشبه أيضا، وأبقى المشبّه به.
انتهت سورة «الطلاق» ويليها سورة «التحريم»
(28/291)
________________________________________
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة التحريم
آياتها 12 آية
[سورة التحريم (66) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)
الإعراب:
(يا أيّها النبيّ) مرّ إعرابها «1» ، (لم) متعلّق ب (تحرّم) ، و (ما) اسم استفهام حذفت منه الألف، (ما) موصول «2» في محلّ نصب مفعول به (لك) متعلّق ب (أحلّ) ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة-.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «تحرّم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أحلّ اللَّه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «3» .
وجملة: «تبتغي ... » في محلّ نصب حال من فاعل تحرّم.
وجملة: «اللَّه غفور ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
__________
(1) في الآية (1) من سورة الطلاق.
(2) أو نكرة مقصودة.
(3) أو في محلّ نصب نعت ل (ما) .
(4) يجوز أن تكون في محلّ نصب حالا. [.....]
(28/292)
________________________________________
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)
الفوائد:
1- (يا أَيُّهَا) المنادي: اسم ظاهر يذكر بعد أداة من أدوات النداء لطلب استدعاء مسماه أو تنبيهه مثل: (يا خالد اذهب إلى الملعب) .
أدوات النداء هي: (يا، أيا، هيا، أي، والهمزة) .
اختصاصها: (أي والهمزة) لنداء القريب (وأيا، وهيا) لنداء البعيد و (يا) لكل منادى.
أقسام المنادي: الأول: مبني على ما يرفع به في محلّ نصب وهو نوعان آ- إذا كان علما مفردا، أي: لا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف نحو:
(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) .
ب- إذا كان نكرة مقصودة، وهي النكرة المعينة كقولنا لمن هو أمامنا: (يا رجل أقبل) .
الثاني: منصوب بالفتحة أو ما ينوب عنها، وهو ثلاثة أنواع:
1- المنادي المضاف، نحو: يا عبد اللَّه 2- المنادي الشّبيه بالمضاف، نحو: يا حافظا وقته أبشر بالفوز.
3- المنادي النكرة غير المقصودة، نحو: يا جنديا احترس. والمنادي في هذه الأنواع الثلاثة (معرب) واجب النصب.
2- اختلفت العلماء في لفظ التحريم، فقيل: هو ليس بيمين، فإن قال لزوجته: أنت علي حرام، أو قال: حرمتك، فإن نوى طلاقا فهو طلاق، وإن نوى ظهارا فظهار، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين، وإن قال ذلك لجاريته، فإن نوى عتقا أعتقها، وإن نوى تحريم ذاتها أو أطلق فعليه كفارة اليمين، وإن قال لطعام: حرمته على نفسي، فلا شيء عليه. وهذا قول أبي بكر وعمر وجمع من الصحابة والتابعين والشافعي.
[سورة التحريم (66) : آية 2]
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)
(28/293)
________________________________________
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (لكم) متعلّق ب (فرض) بمعنى شرع (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- والثانية عاطفة.
جملة: «قد فرض اللَّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اللَّه مولاكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «هو العليم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اللَّه مولاكم.
الصرف:
(تحلّة) ، مصدر سماعيّ، للرباعيّ حلّل، والقياسيّ تحليل.
[سورة التحريم (66) : آية 3]
وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه قوله: العليم الخبير أي علم اللَّه.. (إلى بعض) متعلّق ب (أسرّ) ، (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب عرّف (به) متعلّق ب (نبّأت) ، (عليه) متعلّق ب (أظهره) بتضمينه معنى أطلعه (عن بعض) متعلّق ب (أعرض) ، (فلمّا نبّأها به) مثل فلما نبّأت به..
جملة: «أسرّ النبيّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نبّات به ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
__________
(1) يجوز أن تكون في محل نصب حالا.
(28/294)
________________________________________
إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5)
وجملة: «أظهره ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نبّأت به «1» .
وجملة: «عرّف ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أعرض ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «نبّأها به ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «من أنبأك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنبأك هذا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «نبّأني العليم ... » في محلّ نصب مقول القول.
[سورة التحريم (66) : الآيات 4 الى 5]
إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (5)
الإعراب:
(إلى اللَّه) متعلّق ب (تتوبا) ، (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (الواو) عاطفة (تظاهرا) مضارع مجزوم حذفت منه إحدى التاءين (عليه) متعلّق ب (تظاهرا) ، (الفاء) تعليليّة (هو) ضمير فصل «2» ، (جبريل)
__________
(1) يجوز أن تكون اعتراضيّة أو في محلّ نصب حالا بتقدير قد.
(2) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره مولاه، والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(28/295)
________________________________________
مبتدأ مرفوع خبره (ظهير) «1» ، (صالح) معطوف على جبريل مرفوع وعلامة الرفع الواو وقد حذفت للتخفيف مراعاة لقراءة الوصل (بعد) ظرف منصوب متعلّق بالخبر ظهير.
جملة: «تتوبا ... » لا محلّ لها استئنافيّة. وجواب الشرط محذوف تقديره يقبل منكما أو تقبلا.
وجملة: «قد صغت قلوبكما ... » لا محلّ لها تعليل للشرط أي: إن تتوبا إلى اللَّه لأنكما قد ملتما مع نفسيكما يقبل منكما التوبة.
وجملة: «تظاهرا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تتوبا.. وجواب الشرط محذوف تقديره يجد ناصرا ينصره.
وجملة: «إن اللَّه ... مولاه» لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط الثاني.
وجملة: «جبريل ... ظهير» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة الأخيرة.
5- (طلّقكنّ) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (أن) حرف مصدري ونصب (خيرا) نعت ل (أزواجا) منصوب، (منكنّ) متعلّق ب (خيرا) ، (مسلمات ... )
حال من (أزواجا) «2» منصوبة..
والمصدر المؤوّل (أن يبدله..) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: «عسى ربّه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «طلّقكنّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن طلّقكنّ فعسى ربّه أن يبدله..
وجملة: «يبدله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
__________
(1) أو هو معطوف على محلّ إنّ واسمها- ومحلّه الرفع- ف (الملائكة) حينئذ مبتدأ خبره ظهير، والجملة مستقلّة عن الأولى ومعطوفة عليها.
(2) تخصّص بالنعت. ويجوز أن يكون نعتا ثانيا ل (أزواجا) مع بقية الصفات الأخرى.
(28/296)
________________________________________
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)
الصرف:
(صغت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت منه لام الكلمة، وزنه فعت.
(ثيّبات) ، جمع ثيّب، اسم جنس مؤنّث، وسمّيت المرأة كذلك لأنها تثوب إلى بيت أبويها، وزنه فيعل، وفيه إعلال بالقلب أصله ثيوب- بسكون الياء وكسر الواو- قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأخرى
البلاغة
سر الجمع: في قوله تعالى «قلوبكما» .
الجمع في «قلوبكما» دون التثنية، لكراهة اجتماع تثنيتين، مع ظهور المراد، وهو في مثل ذلك أكثر استعمالا من التثنية والإفراد.
[سورة التحريم (66) : آية 6]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ (6)
الإعراب:
(يأيّها الذين) مثل يأيّها النبيّ «1» ، (نارا) مفعول به ثان منصوب عامله (قوا) ، (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملائكة) ، (لا) نافية (ما) حرف مصدريّ «2» ، والثاني موصول والعائد محذوف..
والمصدر المؤوّل (ما أمرهم..) في محلّ نصب بدل من لفظ الجلالة أي:
لا يعصون أمر اللَّه.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) في الآية (1) من سورة الطلاق.
(2) أو اسم موصول في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف والعائد محذوف أي: بما أمرهم إيّاه.
(28/297)
________________________________________
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «وقودها الناس» في محلّ نصب نعت ل (نارا) .
وجملة: «عليها ملائكة ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (نارا) .
وجملة: «لا يعصون ... » في محلّ رفع نعت لملائكة.
وجملة: «يفعلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا يعصون..
وجملة: «أمرهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة: «يؤمرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(قوا) ، فيه إعلال بالحذف من موضعين، الأول فاء الكلمة بدءا من المضارع لأنها وقعت بين ياء وكسرة، ثم امتّد الحذف إلى الأمر- كما في المعتلّ المثال- والثاني لام الكلمة بدءا من المضارع أيضا حيث أسند إلى واو الجماعة، ثمّ امتدّ الحذف إلى الأمر.. الأصل يقيونا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة الى القاف «1» ، فلما التقى ساكنان حذفت الياء، ثمّ انجرّ الحذف إلى الأمر، وحذفت النون للبناء.. وزنه عوا.
(يعصون) ، فيه إعلال بالحذف أصله يعصيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى الصاد ولمّا التقى ساكنان حذفت الياء فأصبح يعصون، وزنه يفعون.
البلاغة
فن السلب والإيجاب: في قوله تعالى لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ.
وهذا الفن هو بناء الكلام على نفي الشيء من جهة وإيجابه من جهة أخرى، أو
__________
(1) وقال بعضهم: حذفت الياء لثقلها ثمّ ضمّت القاف لتناسب الواو.
(28/298)
________________________________________
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)
أمر بشيء من جهة ونهي عنه من غير تلك الجهة.
وفي الآية الكريمة، سلب عز وجل عن هؤلاء الموصوفين العصيان، وأوجب لهم الطاعة.
[سورة التحريم (66) : آية 7]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تعتذروا) ، (إنّما) كافّة ومكفوفة، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ «1» ..
والمصدر المؤوّل (ما كنتم ... ) في محلّ نصب مفعول به بحذف مضاف أي جزاء ما كنتم..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لا تعتذروا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «تجزون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
وجملة: «تعملون» في محلّ نصب خبر كنتم.
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف.
(2) أو هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول الملائكة ...
(28/299)
________________________________________
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)
[سورة التحريم (66) : آية 8]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِرْ لَنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)
الإعراب:
(إلى اللَّه) متعلّق ب (توبوا) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (عنكم) متعلّق ب (يكفّر) بتضمينه معنى ينزل (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (يدخلكم) مضارع منصوب معطوف على (يكفّر) ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها «1» ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يدخلكم) «2» ، (لا) نافية (الذين) موصول في محلّ نصب معطوف على النبيّ «3» ، (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (آمنوا) ، (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (يسعى) «4» ، (بأيمانهم) متعلّق بما تعلّق به بين، فهو معطوف عليه (لنا) متعلّق ب (أتمم) ، والثاني متعلّق ب (اغفر) ، (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) .
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف حال من الأنهار.
(2) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر..
(3) أو في محلّ رفع خبره جملة نورهم يسعى ...
(4) أو متعلّق بحال من فاعل يسعى. [.....]
(28/300)
________________________________________
وجملة: «توبوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «عسى ربّكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يكفّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يكفّر..) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: «يدخلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يكفّر.
وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة: «لا يخزي اللَّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنوا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «نورهم يسعى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «يسعى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نورهم) .
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في أيديهم «2» .
وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أتمم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اغفر لنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «إنّك ... قدير» لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(نصوحا) ، صفة مشبهة من الثلاثيّ نصح ... أو هي من صيغ المبالغة، وزنه فعول بفتح الفاء.
__________
(1) أو هي في محلّ نصب حال من النبيّ والذين آمنوا معه.
(2) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.
(28/301)
________________________________________
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى تَوْبَةً نَصُوحاً.
حيث وصفت التوبة بالنصح، على الإسناد المجازي، والنصح صفة التائبين، وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم، فيأتوا بها على طريقها متداركة للفرطات، ماحية للسيئات.
[سورة التحريم (66) : آية 9]
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)
الإعراب:
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، وحالية- أو استئنافيّة- في الموضع الرابع، والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنّم..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جاهد ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اغلظ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «مأواهم جهنّم» لا محلّ لها معطوفة على تعليل مقدّر أي سنحاسبهم ومأواهم جهنّم ...
وجملة: «بئس المصير» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
انتهى المجلد الرابع عشر ويليه المجلد الخامس عشر
__________
(1) أو حال من جهنّم، والعامل فيها الابتداء.
(28/302)
________________________________________
الجزء التاسع والعشرون
سورة الملك سورة القلم سورة الحاقّة سورة المعارج سورة نوح سورة الجنّ سورة المزّمّل سورة المدّثّر سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات
(29/7)
________________________________________
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)
بقية سورة التحريم
من الآية 10 إلى الآية 12
[سورة التحريم (66) : الآيات 10 الى 12]
ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (12)
الإعراب:
(مثلا) مفعول به ثان مقدّم (للذين) متعلق بنعت
(29/8)
________________________________________
ل (مثلا) «1» ، (امرأة) مفعول به أوّل مؤخّر «2» منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين (تحت) ظرف منصوب متعلّق بخبر كانتا، والظرفيّة مجازيّة (من عبادنا) متعلّق بنعت ل (عبدين) (الفاء) عاطفة في الموضعين (عنهما) متعلّق ب (يغنيا) بتضمينه معنى يدفعا (من الله) متعلّق ب (يغنيا) بحذف مضاف أي من عذاب الله (شيئا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «3» أي شيئا من الإغناء (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (ادخلا) .
جملة: «ضرب الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانتا تحت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «خانتاهما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كانتا ...
وجملة: «لم يغنيا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خانتاهما.
وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يغنيا.
وجملة: «ادخلا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «4» .
11- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (ضرب الله ... امرأة فرعون) مثل ضرب الله ... امرأة نوح (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (مثلا) ، (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (لي) متعلّق ب (ابن) ، (عندك) ظرف منصوب متعلّق بحال من الضمير في (لي) «5» (في الجنّة) متعلّق بنعت ل (بيتا) ،
__________
(1) أو متعلّق ب (مثلا) .
(2) بحذف مضاف أي حال امرأة.
(3) أو هو مفعول به منصوب.
(4) لأنها مقول القول مع الفعل المعلوم.
(5) أو بحال من (بيتا) ، نعت تقدّم على المنعوت ... ويجوز (في الجنّة) أن يكون بدلا- أو عطف بيان- للظرف عندك ...
(29/9)
________________________________________
(من فرعون) متعلّق ب (نجّني) ، (من القوم) متعلّق ب (نجّني) الثاني ...
وجملة: «ضرب الله (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة ضرب الله (الأولى) .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «قالت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ابن لي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «نجّني (الأولى) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة: «نجّني (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجّني (الأولى) .
12- (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (مريم) معطوف على (امرأة فرعون) منصوب (بنة) بدل من مريم- أو عطف بيان عليه- منصوب (التي) موصول في محلّ نصب نعت لمريم (فيه) متعلّق ب (نفخنا) ، والضمير يعود على فرجها مجازا لأنّ النفخ كان في جيب قميصها (من روحنا) متعلّق ب (نفخنا) ، و (من) تبعيضيّة (بكلمات) متعلّق ب (صدّقت) ، (من القانتين) متعلّق بخبر كانت ...
وجملة: «أحصنت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «نفخنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «صدّقت ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فحملت بعيسى وصدّقت بكلمات ...
وجملة: «كانت من القانتين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صدّقت «1» ...
البلاغة
1- التمثيل: في قوله تعالى «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ... » الآية.
حيث مثّل الله عز وجل حال الكفار- في أنهم يعاقبون على كفرهم وعداوتهم
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد.
(29/10)
________________________________________
للمؤمنين، معاقبة مثلهم، من غير إبقاء ولا محاباة، ولا ينفعهم مع عداوتهم لهم ما كان بينهم وبينهم من لحمة نسب أو وصلة صهر، لأن عداوتهم له وكفرهم بالله ورسوله قطع العلائق وبت الوصل، وجعلهم أبعد من الأجانب وأبعد، وإن كان المؤمن الذي يتصل به الكافر نبيا من أنبياء الله- بحال امرأة نوح وامرأة لوط، لما نافقتا وخانتا الرسولين، لم يغن الرسولان عنهما بحق ما بينهما وبينهما من وصلة الزواج إغناء ما من عذاب الله.
2- التعريض: في قوله تعالى «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا» الآية في ضرب هذين التمثيلين تعريض بأمي المؤمنين، المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بما كرهه، وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده، لما في التمثيل من ذكر الكفر وإشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين، وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله، والتعريض بحفصة أرجح، لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) .
الفوائد:
طهارة عرض الأنبياء ...
ضرب الله مثلا في هذه الآية بأن الفاسد العاصي الكافر، لا ينفعه صلاح غيره لو كان نبيا، فامرأة نوح واسمها واعلة، وقيل: والعة، وامرأة لوط واسمها واهلة وقيل:
والهة، كانتا زوجتين لعبدين صالحين نبيين، وهما نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام (فخانتاهما) . قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما بغت امرأة نبي قط، وإنما كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما، وكانت امرأة نوح تقول للناس: إنه مجنون، وإذا آمن به أحد أخبرت الجبابرة من قومها. وأما امرأة لوط، فإنها كانت تدل قومها على أضيافه، إذا نزل به ضيف بالليل أوقدت النار، وإذا نزل به ضيف في النهار دخنت لتعلم قومها بذلك. لذا أجمع العلماء على طهارة عرض الأنبياء، وقالوا: بأن زوجة النبي إذا أصرت على الكفر هذا لا يقدح في شرفه وعصمته، أما إذا زنت فهذا لا يتفق مع عصمة الأنبياء وطهارتهم، فعرضهم مصون من الزنا، فلا يقع ذلك في نسائهم أبدا.
(29/11)
________________________________________
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
سورة الملك
آياتها 30 آية
[سورة الملك (67) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
الإعراب:
(بيده) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (الملك) (الواو) عاطفة (على كلّ) متعلّق بالخبر (قدير) .
جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «بيده الملك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «هو ... قدير» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
(29/13)
________________________________________
2- (الذي) في محلّ رفع بدل من الموصول الأول فاعل تبارك (الواو) عاطفة في الموضعين (اللام) للتعليل (يبلوكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أيّكم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع، و (كم) مضاف إليه (عملا) تمييز منصوب.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «يبلوكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يبلوكم ... ) » في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) .
وجملة: «أيّكم أحسن ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله يبلوكم المعلّق بالاستفهام أيّكم.
وجملة: «هو العزيز ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» .
3- (الذي) في محلّ رفع خبر ثالث للمبتدأ هو «2» ، (طباقا) نعت لسبع منصوب «3» ، (ما) نافية (في خلق) متعلّق بحال من تفاوت (تفاوت) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لفعل الرؤية (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (هل) حرف استفهام (فطور) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ...
وجملة: «خلق (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: «ما ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
وجملة: «ارجع البصر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردت المعاينة فارجع ...
__________
(1) يجوز أن تكون الجملة حالا من فاعل خلق.
(2) أو نعت للغفور، أو بدل منه، أو عطف بيان عليه ...
(3) أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف، بكونه مصدرا، أي طابقت طباقا.
(4) أو نعت ثان لسبع بتقدير الرابط أي من تفاوت فيها.
(29/14)
________________________________________
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)
وجملة: «هل ترى من فطور ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل مقدّر معلّق بالاستفهام أي ارجع البصر وانظر هل ترى ...
4- (ثمّ) حرف عطف (كرّتين) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو عدده (ينقلب) مضارع مجزوم فهو جواب الأمر (إليك) متعلّق ب (ينقلب) ، (خاسئا) حال منصوبة من البصر (الواو) حالية..
وجملة: «ارجع البصر ... » معطوفة على جملة ارجع البصر (الأولى) .
وجملة: «ينقلب إليك البصر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «هو حسير ... » في محلّ نصب حال من البصر أو من الضمير في (خاسئا) ، فهي حينئذ متداخلة مع الحال الأولى.
الصرف:
(طباقا) : جمع طبقة بفتح فسكون، أو جمع طبق بفتحتين وهو اسم في الحالتين.. أو هو مصدر سماعيّ للرباعيّ طابق، والقياسيّ منه مطابقة، ويجوز أن يكون وصفا مبالغة، ووزن طباق فعال بكسر الفاء.
(ترى) قياس صرفه كفعل نرى ... انظر الآية (5) من سورة البقرة.
(تفاوت) ، مصدر قياسيّ للخماسيّ تفاوت بمعنى تباين، وزنه تفاعل بفتح التاء وضمّ العين.
(فطور) ، جمع فطر بكسر فسكون وهو الشقّ والصدع.. وفي المختار:
الفطر الشقّ يقال فطره فانفطر وتفطّر الشيء تشقّق، وبابه نصر.
(حسير) ، صفة مشبّهة باسم الفاعل من الثلاثيّ حسر باب ضرب أي كلّ وانقطع نظره، وزنه فعيل.
[سورة الملك (67) : آية 5]
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (5)
(29/15)
________________________________________
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (بمصابيح) متعلّق ب (زيّنا) ، و (الباء) للاستعانة (للشياطين) متعلّق ب (رجوما) «1» ، (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أعتدنا) ..
جملة: «زيّنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «أعتدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلناها «2» .
الصرف:
(رجوما) مصدر الثلاثيّ رجم، استعمل صفة بمعنى المفعول أي المرجوم به، ويجوز أن يستعمل كمصدر بعد حذف مضاف أي ذات رجوم، وجمع المصدر باعتبار أنواعه، وزنه فعول بضمّ الفاء، أو هو جمع رجم اسم لما يرجم به زنة فعل بفتح فسكون.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ.
حيث شبه الكواكب والنجوم بمصابيح، وحذف المشبه وأبقى المشبه به، على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية وذلك أن الناس يزيّنون مساجدهم ودورهم بأثقاب المصابيح، ولكنها مصابيح لا توازيها، أي مصابيح إضاءة.
[سورة الملك (67) : الآيات 6 الى 8]
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
__________
(1) على أنه مصدر ... أو متعلّق بنعت ل (رجوما) . [.....]
(2) يجوز أن تكون الجملة حالا بتقدير قد.
(29/16)
________________________________________
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (للذين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) (بربّهم) متعلّق ب (كفروا) ، (الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره هي أي جهنم.
وجملة: «للذين كفروا ... عذاب» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «بئس المصير ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
7- (الواو) في (ألقوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (ألقوا) ، (لها) متعلّق بحال من (شهيقا) ، (الواو) حاليّة ...
وجملة: «ألقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم وجملة: «هي تفور ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (لها) .
8- (من الغيظ) متعلّق ب (تميّز) «2» ، (كلّما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب سألهم (فيها) متعلّق ب (ألقي) ، (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ ...
وجملة: «تكاد تميّز ... » في محلّ نصب حال من فاعل تفور..
وجملة: «تميّز ... » في محلّ نصب خبر تكاد.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ألقي فيها فوج ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سألهم خزنتها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «لم يأتكم نذير ... » في محلّ نصب مفعول به- وهو مقيد بالجار- لفعل سأل المعلّق عن العمل بالاستفهام. أي سألوهم عن مجيء النذير إليهم.
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من جهنّم، والعامل فيها الابتداء.
(2) و (من) سببيّة.. أو هو تمييز أي: تتميّز غيظا.. أو متعلّق بحال من الضمير الفاعل في (تميّز) .
(29/17)
________________________________________
قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)
الصرف:
(يأتكم) فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفعكم.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ» .
حيث شبه اشتعال النار بهم، في قوة تأثيرها فيهم، وإيصال الضرر إليهم، باغتياظ المغتاظ على غيره، المبالغ في إيصال الضرر إليه، على سبيل الاستعارة التصريحية ويجوز أن تكون هنا تخييلية تابعة للمكنية، بأن تشبه جهنم، في شدة غليانها وقوة تأثيرها في أهلها، بإنسان شديد الغيظ على غيره، مبالغ في إيصال الضرر إليه، فتوهم لها صورة كصورة الحالة المحققة الوجدانية، وهي الغضب الباعث على ذلك، وأستعير لتلك الحالة المتوهمة للغيظ.
9-
[سورة الملك (67) : الآيات 9 الى 11]
قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (11)
الإعراب:
(بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفّي (قد) حرف تحقيق (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (ما) نافية (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ (أنتم) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قد جاءنا نذير ... » في محلّ نصب مقول القول.
(29/18)
________________________________________
وجملة: «كذّبنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «قلنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «ما نزّل الله ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني.
وجملة: «إن أنتم إلّا في ضلال ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول الثاني «1» .
10- (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (أو) حرف عطف (ما) نافية (في أصحاب) متعلّق بخبر (كنّا) .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا (الأولى) .
وجملة: «لو كنّا نسمع ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نسمع ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «نعقل ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة نسمع وجملة: «ما كنّا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «2» .
11- (الفاء) استئنافيّة في الموضعين (بذنبهم) متعلّق ب (اعترفوا) ، (سحقا) مفعول مطلق لفعل محذوف «3» (لأصحاب) متعلّق ب (سحقا) ... «4» .
وجملة: «اعترفوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (أسحقهم الله) سحقا» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(سحقا) ، مصدر الثلاثيّ سحق بمعنى بعد باب فرح وباب كرم، وزنه فعل بضمّ فسكون.
__________
(1) إذا كانت من كلام الكافرين ... وهي اعتراضيّة إذا كانت من كلام الملائكة ...
(2) ومعنى الشرط: إذا لم يكونوا من أصحاب السعير فهم من أصحاب الجنّة، وقد امتنع كونهم كذلك لامتناع كونهم سامعين أو عاقلين..
(3) أو مفعول به لفعل محذوف أي: ألزمهم الله سحقا.
(4) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الدعاء لأصحاب السعير.
(29/19)
________________________________________
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)
12-
[سورة الملك (67) : آية 12]
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
الإعراب:
(بالغيب) متعلّق بحال من فاعل يخشون (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (مغفرة) ...
وجملة: «إنّ الذين يخشون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لهم مغفرة ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
13- 14
[سورة الملك (67) : الآيات 13 الى 14]
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (13) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (أو) حرف عطف (به) متعلّق ب (اجهروا) ، (بذات) متعلّق بالخبر (عليم) .
وجملة: «أسرّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «اجهروا به ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أسرّوا.
وجملة: «إنّه عليم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
14- (ألا) استفهام إنكاريّ ونفي (من) موصول في محلّ رفع فاعل (يعلم) «1» ، (الواو) حاليّة ...
وجملة: «يعلم من خلق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
__________
(1) أو في محلّ نصب مفعول به، والفاعل مستتر يعود على الله والعائد ضمير الغائب محذوف.
(29/20)
________________________________________
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
وجملة: «هو اللطيف ... » في محلّ نصب حال.
15-
[سورة الملك (67) : آية 15]
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)
الإعراب:
(لكم) متعلّق ب (ذلولا) المفعول الثاني (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (في مناكبها) متعلّق ب (امشوا) ، (الواو) عاطفة في الموضعين (من رزقه) متعلّق ب (كلوا) ، (إليه) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (النشور) .
وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «امشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي انتبهوا لهذا فامشوا.
وجملة: «كلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة امشوا.
وجملة: «إليه النشور ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(امشوا) ، فيه إعلال بالحذف كما في (يمشون) لأنه مأخوذ منه.. انظر الآية (195) من الأعراف.
(مناكبها) ، جمع منكب، اسم بمعنى الجانب، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين، ووزن مناكب مفاعل.
16- 17
[سورة الملك (67) : الآيات 16 الى 17]
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
(29/21)
________________________________________
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التهديديّ (في السماء) متعلّق بمحذوف صلة من (أن) حرف مصدريّ ونصب (بكم) متعلّق ب (يخسف) ، (الفاء) عاطفة «1» ، (إذا) حرف فجاءة..
والمصدر المؤوّل (أن يخسف ... ) في محلّ نصب بدل اشتمال من الموصول (من) .
وجملة: «أمنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يخسف ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «هي تمور ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هي تمور» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تمور ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ هي.
17- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (من في السماء أن يرسل ... ) مثل من في السماء أن يخسف (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ رفع خبر مقدّم للمبتدأ (نذيري) ... وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية.
وجملة: «أمنتم (الثانية) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يرسل) في محلّ نصب بدل اشتمال من الموصول الثاني (من) .
وجملة: «ستعلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءكم العذاب فستعلمون حالة إنذاري به.
وجملة: «كيف نذير ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالاستفهام كيف.
__________
(1) وهي زائدة لازمة عند بعضهم منهم الفارسيّ والمازنيّ.
(29/22)
________________________________________
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)
18-
[سورة الملك (67) : آية 18]
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (18)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (الفاء) عاطفة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للفاصلة، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه.
جملة: «كذّب الذين ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «كان نكير» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فعذّبهم فكيف كان نكير.
19-
[سورة الملك (67) : آية 19]
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (إلى الطير) متعلّق ب (يروا) بمعنى ينظروا (فوقهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من الطير «1» ، (صافّات) حال ثانية منصوبة (الواو) عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (بكلّ) متعلّق بالخبر (بصير) .
جملة: «لم يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أغفلوا ولم يروا وجملة: «يقبضن ... » في محلّ نصب معطوفة على الحال المفردة صافّات.
__________
(1) أو متعلّق بصافّات.
(29/23)
________________________________________
أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20)
وجملة: «ما يمسكهنّ إلّا الرحمن ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «إنّه ... بصير» لا محلّ لها تعليليّة.
البلاغة
عطف الفعل على الاسم: في قوله تعالى «أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ» .
حيث قال: ويقبضن، والسياق أن يقول: وقابضات. وذلك لأن الأصل في الطيران هو صف الأجنحة، لأنّ الطيران في الهواء كالسباحة في الماء، والأصل في السباحة مدّ الأطراف وبسطها. وأما القبض فطارئ على البسط، للاستظهار به على التحرك، فجيء بما هو طارئ غير أصل بلفظ الفعل، على معنى أنهن صافات، ويكون منهن القبض تارة كما يكون من السابح، فالبسط عبّر عنه بالاسم لأنه الغالب، والقبض عبّر عنه بالفعل لأنه طارئ.
20-
[سورة الملك (67) : آية 20]
أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنِ الْكافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20)
الإعراب:
(أم) بمعنى بل (الذي) موصول في محلّ رفع بدل من اسم الإشارة (لكم) متعلّق بنعت ل (جند) ، (من دون) متعلّق بحال من فاعل ينصركم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (في غرور) متعلّق بخبر المبتدأ (الكافرون) .
وجملة: «من هذا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو جند ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ينصركم ... » في محلّ رفع نعت لجند.
__________
(1) قال العكبريّ: يجوز أن تكون حالا من الضمير في (يقبضن) ، أي: غير ممسكات إلّا من الرحمن.
(29/24)
________________________________________
أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)
وجملة: «إن الكافرون إلّا في غرور» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد
- إن النافية:
وهي تدخل على الجملة الاسمية كقوله تعالى: (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) ، وتدخل على الجملة الفعلية كقوله تعالى: «إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى» «إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً» وقال بعضهم: لا تأتي (إن) النافية إلا وبعدها (إلا) . فهذا القول مردود، بدليل قوله تعالى: (إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا) (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ) . وإذا دخلت على الجملة الاسمية لم تعمل عند سيبويه والفراء، وأجاز الكسائي والمبرد إعمالها عمل ليس، وقرأ سعيد بن جبير (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) وسمع من أهل العالية: «إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية» ولكن أكثر النحاة يعتبرونها نافية مهملة لا عمل لها» .
21-
[سورة الملك (67) : آية 21]
أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)
الإعراب:
(أم من هذا الذي) مرّ إعرابها «1» ، (أمسك) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير يعود على الله (بل) للإضراب الانتقاليّ (في عتوّ) متعلّق بحال من فاعل لجّوا ...
وجملة: «من هذا الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرزقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «أمسك رزقه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط
__________
(1) في الآية السابقة (20) .
(29/25)
________________________________________
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)
محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «لجّوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
22-
[سورة الملك (67) : آية 22]
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريري (الفاء) استئنافيّة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره (أهدى) ، (على وجهه) متعلّق ب (مكبّا) ، (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (على صراط) متعلّق ب (يمشي) ...
وجملة: «من يمشي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمشي (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يمشي (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (من) (الثاني) .
الصرف:
(مكبّا) ، اسم فاعل من الرباعيّ أكبّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وعينه ولامه من حرف واحد.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» .
مثل ضرب للمشرك والموحد، توضيحا لحالهما وتحقيقا لشأن مذهبهما، فالمشرك أعمى لا يهتدي إلى الطريق، يمشي متعسفا، فلا يزال يتعثر وينكب على وجهه والموحد صحيح البصر، يمشي في طريق واضحة مستقيمة، سالما من العثور والانكباب على وجهه.
(29/26)
________________________________________
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)
23-
[سورة الملك (67) : آية 23]
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (23)
الإعراب:
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لكم) متعلّق بمحذوف حال من السمع والأبصار والأفئدة «1» ، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته، عامله تشكرون، منصوب (ما) زائدة لتأكيد التقليل..
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنشأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تشكرون» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
24-
[سورة الملك (67) : آية 24]
قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)
الإعراب:
(في الأرض) متعلّق ب (ذرأكم) ، (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (تحشرون) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هو الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «ذرأكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «إليه تحشرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
__________
(1) بتضمين جعل معنى خلق ... ومتعلّق بمفعول ثان إذا كان على بابه.
(2) أو هي في محلّ نصب حال من الضمير في (لكم) . [.....]
(29/27)
________________________________________
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)
25-
[سورة الملك (67) : آية 25]
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (25)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (هذا) ، (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط ...
جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «كنتم صادقين ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
26-
[سورة الملك (67) : آية 26]
قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة في الموضعين (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (العلم) ، (الواو) عاطفة ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «العلم عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أنا نذير ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
27-
[سورة الملك (67) : آية 27]
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب سيئت، و (الهاء) في (رأوه) يعود على العذاب (زلفة) حال من الضمير المفعول في (رأوه) منصوبة (به) متعلّق ب (تدّعون)
(29/28)
________________________________________
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)
بحذف مضاف أي بإنذاره ...
وجملة: «رأوه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «سيئت وجوه ... » لا محلّ لها لها لجواب شرط غير جازم.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيئت وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» .
وجملة: «كنتم به تدّعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «تدّعون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(زلفة) ، اسم مصدر للرباعيّ أزلف، وهذا الاسم بمعنى اسم الفاعل أي مزلف أي قريب، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(سيئت) ، فيه إعلال بالقلب، الياء أصلها واو مكسور ما قبلها وكانت حركة السين في الأصل فحركت بالكسر لمناسبة البناء للمجهول، ثم قلبت الواو ياء تخلصا من الثقل الحاصل بالانتقال من الضمّ إلى الكسر لمناسبة البناء للمجهول ...
(قيل) ، فيه إعلال مثل سيئت ...
28-
[سورة الملك (67) : آية 28]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (28)
الإعراب:
(أرأيتم) أي أخبروني، والمفعول به محذوف تقديره شأنكم أو حالكم (أهلكني) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ نصب معطوف على الضمير المفعول في (أهلكني) ، (أو) حرف
__________
(1) لأنها في الأصل مقول القول للمبني للمعلوم ... وبعضهم يجعلها تفسير لنائب الفاعل المقدّر أي قيل القول.
(29/29)
________________________________________
قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)
عطف ... (الفاء) رابطة لجواب الشرط (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (من عذاب) متعلّق ب (يجير) ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أهلكني الله ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل الرؤية.
وجملة: «رحمنا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أهلكني الله.
وجملة: «من يجير ... » لا محلّ لها تعليل لجواب الشرط المقدّر أي: إن متّ أو حييت فلا فائدة لكم في ذلك لأنّه لا مجير لكم من عذاب الله ...
وجملة: «يجير ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
29-
[سورة الملك (67) : آية 29]
قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29)
الإعراب:
(به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (توكّلنا) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، (السين) حرف استقبال (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم «2» .
وجملة: «هو الرحمن ... » في محلّ نصب مقول القول وجملة: «آمنّا به» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول
__________
(1) أو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره الجارّ والمجرور (في ضلال ... ) ، و (هو) ضمير فصل، والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعولي ستعلمون المعلّق بالاستفهام.
(2) في الآية السابقة (28) .
(29/30)
________________________________________
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)
وجملة: «توكّلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنّا به.
وجملة: «ستعلمون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاءكم العذاب فستعلمون.
وجملة: «هو في ضلال ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
30-
[سورة الملك (67) : آية 30]
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ (30)
الإعراب:
مرّ إعراب نظير هذه الآية «1» ، (بماء) متعلّق ب (يأتيكم) .
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للاستئناف المتقدّم «2» .
وجملة: «رأيتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أصبح ماؤكم غورا ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيتم.
وجملة: «من يأتيكم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يأتيكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
انتهت سورة «الملك» ويليها سورة «القلم»
__________
(1، 2) في الآية السابقة (28) .
(29/31)
________________________________________
ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)
سورة القلم
آياتها 52 آية
[سورة القلم (68) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (1) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)
الإعراب:
(والقلم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «1» .
والمصدر المؤوّل (ما يسطرون) في محلّ جرّ معطوف على القلم.
جملة: « (أقسم) بالقلم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «يسطرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
2- (ما) نافية عاملة عمل ليس (بنعمة) متعلّق بمعنى النفي في (ما) ،
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يسطرونه، وضمير الفاعل يعود على الملائكة الكتبة.
(29/33)
________________________________________
و (الباء) سببيّة «1» ، (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ...
وجملة: «ما أنت ... بمجنون» لا محلّ لها جواب القسم 3- (الواو) عاطفة (لك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم (غير) نعت ل (أجرا) منصوب.
وجملة: «إنّ لك لأجرا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
4- (الواو) واو العطف (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوضا من المزحلقة (على خلق) متعلّق بخبر إنّ.
وجملة: «إنّك لعلى خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
البلاغة
فن المناسبة اللفظية: في قوله تعالى «ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ» وما بعدها، إلى قوله «غَيْرَ مَمْنُونٍ» . وهذا الفن هو عبارة عن الإتيان بلفظات متّزنات.
الاستعارة في الحروف: في قوله تعالى «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» .
على في حقيقتها تفيد الاستعلاء، وهو غير مقصود في الآية، إذ الرسول عليه السلام لا يستعلي فوق الخلق العظيم ويمتطيه، كما يمتطي الرجل صهوة الجواد مثلا، وإنما هو على المجاز والاستعارة، أراد به تمكن الرسول عليه السلام من الخلق العظيم والسجايا الشريفة.
الفوائد
- حسن الخلق:
روى جابر أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن الله بعثني لتمام مكارم الأخلاق وتمام
__________
(1) أي انتفى كونك مجنونا بسبب نعمة ربّك عليك، ولا يصحّ تعليقه بمجنون كيلا يفيد نفي جنون يكون نعمة من الله، وليس في الوجود جنون هو نعمة.
(29/34)
________________________________________
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6)
محاسن الأفعال، عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن البر والإثم فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه الناس. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. أخرجه أبو داود.
وعن أبي الدرداء، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن، وإن الله تعالى يبغض الفاحش البذيء. أخرجه الترمذي
وقال:
حديث حسن صحيح.
وعن جابر، رضي الله عنه، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن من أحبكم إلى الله وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.
عن أنس، رضي الله عنه، قال: خدمت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عشر سنين، والله ما قال لي أفّ قط، ولا قال لشيء: لم فعلت كذا، وهلا فعلت كذا.
5- 6
[سورة القلم (68) : الآيات 5 الى 6]
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّكم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (المفتون) «1» ، و (أيّ) اسم استفهام.
جملة: «ستبصر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جاء أمر الله فستبصر «2» .
وجملة: «يبصرون ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة ستبصر.
وجملة: «بأيّكم المفتون» في محلّ نصب مفعول به لفعل الإبصار المعلّق بأيّ «3» .
__________
(1) بحذف مضاف أي فتن المفتون، أو بغير حذف إن كان المفتون مصدرا.
(2) أمر الله هو يوم القيامة في قول، أو نصر المؤمنين في الدنيا في قول آخر.
(3) الرؤية البصريّة تعلّق- بفتح اللام- عن العمل على الرأي الصحيح بدليل: أما ترى أيّ برق هاهنا ... وتبصر بمعنى ترى.
(29/35)
________________________________________
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)
الصرف:
(المفتون) ، اسم مفعول من (فتن) الثلاثيّ، وزنه مفعول..
ويجوز أن يكون مصدرا كالمعقول والميسور.
7-
[سورة القلم (68) : آية 7]
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (7)
الإعراب:
(هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (أعلم) ، (بمن) متعلّق ب (أعلم) ، (عن سبيله) متعلّق ب (ضلّ) (الواو) عاطفة (بالمهتدين) متعلّق ب (أعلم) الثاني.
وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل لما قبله.
وجملة: «هو أعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ضلّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هو أعلم (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو أعلم (الأولى) .
8- 16
[سورة القلم (68) : الآيات 8 الى 16]
فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)
عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (14) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)
(29/36)
________________________________________
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة، وحرّك الفعل بالكسر لالتقاء الساكنين.
جملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أيّ: إن ضلّ المكذّبون فلا تطعهم.
9- 13 (لو) حرف مصدريّ (الفاء) عاطفة (الواو) عاطفة (مهين، همّاز، مشّاء، منّاع، معتد، أثيم، عتّل، زنيم) صفات ناعتة ل (حلّاف) مجرورة مثله (بنميم) متعلّق ب (مشّاء) ، (للخير) متعلّق ب (منّاع) «1» ، (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (زنيم) ، والإشارة في (ذلك) إلى المذكور من الصفات السابقة ...
والمصدر المؤوّل (لو تدهن ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل ودّوا ...
وجملة: «ودّوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل للنهي- وجملة: «تدهن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) .
وجملة: «يدهنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تدهن.
وجملة: «لا تطع (الثانية) » في محلّ جزم معطوفة على جملة لا تطع (الأولى) .
14- 16 (أن) حرف مصدريّ (عليه) متعلّق ب (تتلى) ، (آياتنا) نائب الفاعل (أساطير) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
والمصدر المؤوّل (أن كان ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو اللام أي لأنّ كان ذا ... متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه الشرط الآتي مع فعله وجوابه، أي كذّب بآيات الله لأن كان..
وجملة: «كان ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
__________
(1) أو اللام زائدة للتقوية و (الخير) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لمنّاع.
(29/37)
________________________________________
وجملة: «تتلى عليه آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «سنسمه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(10) حلّاف: مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ حلف، وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين المفتوحة.
(11) همّاز: مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ همز باب ضرب، الذي يعيب غيره ويغتابه، أو الذي يضرب الناس بيده، وزنه فعّال.
(مشّاء) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ مشى، وزنه فعّال.
(نميم) ، قيل هو مصدر كالنميمة، وقيل هو جمع النميمة، أو اسم جمع لها من فعل نمّ باب نصر أو باب ضرب ... وفي المصباح: النميمة اسم والنميم أيضا ... وزنه فعيل.
(13) عتّل: بمعنى غليظ وجافّ، وقيل الشديد الخصومة، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عتل باب ضرب وزنه فعلّ بضمّتين وتشديد اللام.
(زنيم) ، بمعنى دعيّ أو لئيم يعرف بلؤمه، صفة مشبّهة، وزنه فعيل بمعنى فاعل أي عالق بالقوم كزنمة البعير أو الشاة، وهي القطعة من الأذن تقطع منها وتترك معلّقة للاستدلال بها.
(16) نسمه: فيه إعلال بالحذف فهو مضارع المعتلّ المثال وسم، حذفت فاؤه في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع، وزنه نعله بفتح النون وكسر العين.
(الخرطوم) ، اسم بمعنى الأنف، وزنه فعلول بضمّ فسكون كزنبور.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ» .
وعبّر بذلك، كناية عن غاية الإذلال، لأن السمة على الوجه شين، حتى إنه (صلّى الله عليه وسلّم)
(29/38)
________________________________________
إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلَا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ (21) أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ (23) أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33)
نهى عنه في الحيوانات، ولعن فاعله، فكيف على أكرم موضع منه وهو الأنف لتقدمه. وقد قيل: الجمال في الأنف وجعلوه مكان العزة والحمية، واشتقوا منه الأنفة. وفي لفظ الخرطوم استهانة، لأنه لا يستعمل إلا في الفيل والخنزير، ففي التعبير عن الأنف بهذا الاسم ترشيح لما دل عليه الوسم على العضو المخصوص من الاذلال. والمراد سنهينه في الدنيا، ونذله غاية الإذلال.
17- 33
[سورة القلم (68) : الآيات 17 الى 33]
إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ (17) وَلا يَسْتَثْنُونَ (18) فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (20) فَتَنادَوْا مُصْبِحِينَ (21)
أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ (22) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (23) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ (24) وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ (25) فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ (26)
بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (27) قالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ (28) قالُوا سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (30) قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ (31)
عَسى رَبُّنا أَنْ يُبْدِلَنا خَيْراً مِنْها إِنَّا إِلى رَبِّنا راغِبُونَ (32) كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (33)
(29/39)
________________________________________
الإعراب:
(ما) حرف مصدريّ (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (بلونا) ، (اللام) لام القسم (يصرمنّها) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وحذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد، و (ها) ضمير مفعول به وهو يعود إلى الجنّة أي ثمرها (مصبحين) حال من فاعل يصر منّ.
والمصدر المؤوّل (ما بلونا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله بلوناهم.
جملة: «إنّا بلوناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بلوناهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «بلونا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «أقسموا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يصرمنّها ... » لا محلّ لها جواب القسم.
18- (الواو) اعتراضيّة «1» ، (لا) نافية ...
وجملة: «لا يستثنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة «2» .
19- (الفاء) عاطفة (عليها) متعلّق ب (طاف) ، (من ربّك) متعلّق بنعت لطائف (الواو) حاليّة ...
وجملة: «طاف عليها طائف ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أقسموا.
وجملة: «هم نائمون ... » في محلّ نصب حال.
20- (الفاء) عاطفة (كالصريم) متعلّق بمحذوف خبر أصبحت ...
__________
(1) أو حاليّة.
(2) أو هي في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.. والجملة الاسميّة حال.
(29/40)
________________________________________
وجملة: «أصبحت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة طاف ...
21- 22 (الفاء) عاطفة (مصبحين) مثل الأول (أن) حرف تفسير «1» ، (على حرثكم) متعلّق ب (اغدوا) بمعنى أقبلوا (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط..
وجملة: «تنادوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أصبحت.
وجملة: «اغدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «كنتم صارمين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
23- 24 (الفاء) عاطفة (الواو) حاليّة (أن) مثل الأول في الاحتمالين (لا) ناهية جازمة (يدخلنّها) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يدخلنّها) ، وكذلك (عليكم) ...
وجملة: «انطلقوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تنادوا.
وجملة: «هم يتخافتون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «لا يدخلنّها ... مسكين» لا محلّ لها تفسيريّة.
25- (الواو) عاطفة (على حرد) متعلّق ب (قادرين) ، وهو خبر الفعل الناقص غدوا «2» ...
وجملة: «غدوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة هم يتخافتون «3»
__________
(1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن اغدوا..) في محلّ جرّ بباء محذوفة، متعلّق ب (تنادوا)
(2) يجوز أن يكون حالا من الضمير الغائب في غدوا إذا كان الفعل تاما بمعنى خرجوا في الغدوة. [.....]
(3) أو في محلّ نصب حال من فاعل يتخافتون بعد واو الحال بتقدير قد.
(29/41)
________________________________________
26- 27 (رأوها) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (اللام) المزحلقة للتوكيد (بل) للإضراب ...
وجملة: «رأوها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّا لضالّون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «نحن محرومون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
28- (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (لكم) متعلّق ب (أقل) ، (لولا) حرف تحضيض..
وجملة: «قال أوسطهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لم أقل ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لولا تسبّحون» لا محلّ استئناف في حيزّ القول الاول «1» .
29- (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب..
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافّية.
وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا ظالمين» في محلّ رفع خبر إنّ.
30- 32 (الفاء) استئنافيّة (على بعض) متعلّق ب (أقبل) ، (يا) أداة نداء وتحسّر (ويلنا) منادى مضاف متحسّر به منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به ثان (منها) متعلّق ب (خيرا) ، (إلى ربّنا) متعلّق ب (راغبون) بتضمينه معنى راجعون..
وجملة: «أقبل بعضهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) ومقول القول الثاني محذوف تقديره: ابتعدوا عن المعصية.
(29/42)
________________________________________
وجملة: «يتلاومون ... » في محلّ نصب حال من بعضهم وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «النداء والتحسّر» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: «إنّا كنّا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا طاغين» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «عسى ربّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يبدلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يبدلنا) في محلّ نصب خبر عسى.
وجملة: «إنّا ... راغبون» لا محلّ لها تعليليّة.
33- (كذلك) متعلّق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (العذاب) ، (الواو) عاطفة (اللام) لام الابتداء للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم ...
وجملة: «كذلك العذاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عذاب الآخرة أكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كانوا يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف تقديره ما خالفوا أمرنا.
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب خبر كانوا ...
الصرف:
(18) يستثنون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يستثنيون- بياء قبل الواو مضمومة- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى النون- إعلال بالتسكين- فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء- إعلال بالحذف- وزنه يستفعون.
(19) طاف: فيه إعلال بالقلب، أصله طوف، مضارعه يطوف،
__________
(1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(29/43)
________________________________________
تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(نائمون) ، جمع نائم، اسم فاعل من الثلاثيّ نام، وزنه فاعل، وقلب حرف العلّة همزة قلبا قياسيا.
(20) الصريم: اسم لليل الشديد الظلمة لانصرامه عن النهار، أو اسم للبستان الذي صرمت ثماره، فهو فعيل بمعنى مفعول ... وقد يطلق الصريم على قطعة الرمل الكبيرة.
(22) اغدوا: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع ... أصله في المضارع يغدوون- بواو مضمومة بعد الدال، ثمّ نقلت حركة الواو إلى الدال قبلها للثقل، فلمّا التقى ساكنان حذفت الواو لام الكلمة ... ثمّ انسحب الإعلال إلى الأمر اغدوا، وزنه افعوا.
(صارمين) ، جمع صارم اسم فاعل من الثلاثيّ صرم وزنه فاعل.
(25) غدوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة لالتقاء الساكنين، وزنه فعوا.
(حرد) ، مصدر الثلاثيّ حرد بمعنى قصد باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون، وقيل معناه المنع وقيل الغضب والحنق، وقد يكون من باب فرح، وقيل هو الانفراد من باب نصر.
(32) راغبون: جمع راغب، اسم فاعل من الثلاثيّ رغب، وزنه فاعل.
البلاغة
العدول إلى المضارع: في قوله تعالى «وَلا يَسْتَثْنُونَ» .
أي غير مستثنين. وفي العدول إلى المضارع نوع تعبير وتنبيه على مكان خطئهم.
التشبيه: في قوله تعالى «فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ» .
حيث شبهت بالبستان الذي صرمت ثماره بحيث لم يبق فيها شيء وقيل:
(29/44)
________________________________________
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34)
الصريم هو الليل، أي أصبحت محترقة تشبه الليل في السواد. وقيل: كالصبح من حيث ابيضت كالزرع المحصود.
الاستعارة التبعية: في قوله تعالى «أَنِ اغْدُوا عَلى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صارِمِينَ» .
غدا عليه إذا أغار، فيكون قد شبه غدوهم لقطع الثمار بغدو الجيش على شيء، لأن معنى الاستعلاء والاستيلاء موجود فيه، وهو الصرم والقطع، وهذا على طريق الاستعارة التبعية. ويجوز أن تعتبر الاستعارة تمثيلية.
الفوائد
- أصحاب الجنة:
عن ابن عباس قال: الجنة بستان باليمن، يقال له «الضروان» ، دون صنعاء بفرسخين، يطؤه أهل الطريق، وكان غرسه قوم من أهل الصلاة، وكان لرجل فمات فورثه ثلاثة أبناء له، وكان يترك للمسكين- إذا صرموا نخلهم- كل شيء تعداه المنجل، وكان يأخذ منها قوت سنة، ويتصدق بالباقي على الفقراء. فلما مات الأب وورثه الأبناء الثلاثة قالوا: والله إن المال قليل، وإن العيال كثير، وإنما كان هذا الأمر يفعل لما كان المال كثيرا، أو العيال قليلا أما الآن فلا مجال لأن نفعل كما كان يفعل أبونا، وائتمروا بينهم أن يذهبوا باكرا، قيل استيقاظ الناس، حتى لا يعطوا الفقراء شيئا. فانطلقوا وهم يتهامسون بينهم، حتى لا يسمعهم أحد، لكنهم وجدوا ذلك البستان قد استحال سوادا ويبسا، فتلاوموا وندموا على فعلتهم.
34-
[سورة القلم (68) : آية 34]
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34)
الإعراب:
(للمتّقين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (جنّات) (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق بالخبر المحذوف.
جملة: «إنّ للمتّقين ... جنّات» لا محلّ لها استئنافيّة.
(29/45)
________________________________________
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38)
35-
[سورة القلم (68) : آية 35]
أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ- وللتوبيخ والتقريع- (الفاء) عاطفة (كالمجرمين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
جملة: «نجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أنحيف في الحكم فنجعل المسلمين كالمجرمين.
البلاغة
التشبيه المقلوب: في قوله تعالى «أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ» .
وأصل الكلام: أفنجعل المجرمين كالمسلمين، ولكنه عكس، مسايرة لاعتقادهم أنهم أفضل من المسلمين. أما إذا جعل المعنى ليس المصلحون كالمفسدين والمتقون كالفجار، والمسلمون كالمجرمين، في سوء الحال، فلا عكس في التشبيه.
[سورة القلم (68) : آية 36]
ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)
الإعراب:
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ ما (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عاملها تحكمون ...
جملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تحكمون» لا محلّ لها بدل من جملة ما لكم «1» .
[سورة القلم (68) : الآيات 37 الى 38]
أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ (38)
__________
(1) وإذا تمّ الوقف عند (لكم) ، فالجملة استئنافيّة.
(29/46)
________________________________________
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل وهمزة الاستفهام المفيدة للتوبيخ والتقريع (لكم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (كتاب) ، (فيه) متعلّق ب (تدرسون) ، و (لكم) الثاني خبر إنّ، (فيه) الثاني متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (تخيّرون) مضارع محذوف منه إحدى التاءين، وحذف منه ضمير الغائب العائد أي تخيّرونه.
جملة: «لكم كتاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدرسون ... » في محلّ رفع نعت لكتاب «1» .
وجملة: «إنّ لكم فيه لما ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الدراسة «2» .
وجملة: «تخيّرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الفوائد
- بعض ما يخفى من الجملة المحكية بالقول:
من الجمل المحكية ما قد يخفى، فمن ذلك في المحكية بعد القول: (فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ) . والأصل إنكم لذائقون عذابي، ثم عدل إلى المتكلم، لأنهم تكلموا عن ذلك بأنفسهم، كما قال الفرزدق:
ألم تر أني يوم جوّ سويقة ... بكيت فنادتني هنيدة ماليا
والأصل: مالك. ومنه في المحكية، بعد ما فيه معنى القول، قوله تعالى: (أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ. إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ) أي تدرسون فيه هذا اللفظ، أو تدرسون فيه قولنا هذا الكلام، وذلك إما على أن يكونوا خوطبوا بذلك في الكتاب
__________
(1) يجوز أن يكون الضمير في (فيه) يعود على حكمهم المفهوم من السؤال السابق لا على الكتاب، فهو حينئذ متعلّق بالاستقرار المتقدّم الذي تعلّق به (لكم) . وجملة تدرسون على ذلك في محلّ نصب حال من الضمير في (فيه) ... أو هي استئنافيّة.
(2) وهي جملة محكيّة أي هي المدروسة في الكتاب، وكان من حقّ همزة (إنّ) الفتح ولكنّ اللام المؤكّدة في حيّزها جعلت الهمزة مكسورة.
(29/47)
________________________________________
أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39)
على زعمهم، أو الأصل إن لهم لما يتخيرون، ثم عدل إلى الخطاب عند مواجهتهم، وقد قيل في قوله تعالى: «يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ» إن يدعو في معنى يقول، مثلها في قول عنترة:
يدعون عنتر والرماح كأنها ... أشطان بئر في لبان الأدهم
فيمن رواه «عنتر» بالضم على النداء، وإن (من) في الآية السابقة مبتدأ، و (لبئس المولى) خبره، وما بينهما جملة اسمية صلة، وجملة (من) خبرها محكية بيدعو، أي أن الكافر يقول ذلك يوم القيامة، وقيل: من مبتدأ حذف خبره: أي إلهه، وإن ذلك حكاية لما يقول في الدنيا، وعلى هذا فالأصل يقول: الوثن إلهه، ثم عبر عن الوثن بمن ضره أقرب من نفعه، تشنيعا على الكافر
[سورة القلم (68) : آية 39]
أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ (39)
الإعراب:
(أم لكم أيمان) مثل أم لكم كتاب «1» ، (علينا) متعلّق ب (أيمان) «2» ، (إلى يوم) متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر «3» ، (إنّ لكم لما تحكمون) مثل إنّ لكم ... لما تخيّرون «4» ...
جملة: «لكم أيمان ... » لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: «إنّ لكم لما تحكمون ... » لا محلّ لها جواب القسم المفهوم من سياق الآية لكم علينا أيمان ...
وجملة: «تحكمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
__________
(1، 4) في الآية السابقة (37) من السورة.
(2) أو متعلّق بنعت لأيمان.
(3) أو متعلّق ببالغة.
(29/48)
________________________________________
سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)
الصرف:
(بالغة) ، مؤنّث بالغ بمعنى ثابت وواثق ... وانظر الآية (95) من سورة المائدة،
[سورة القلم (68) : آية 40]
سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (40)
الإعراب:
(أيّهم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع ... و (هم) مضاف إليه، (بذلك) متعلّق ب (زعيم) ، والإشارة إلى الحكم الذي يحكم به الكافرون (زعيم) خبر المبتدأ أيّهم، مرفوع ...
جملة: «سلهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أيّهم ... زعيم» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام أيّهم، وذلك بتقدير حرف الجرّ.
الصرف:
(سلهم) ، حذفت عينه- الهمزة- تخفيفا جوازا، واقتضى حذف الهمزة فيه حذف همزة الوصل في أوّله، وزنه فلهم ... ويجوز أن تبقى الهمزة- في هذا الفعل- وإرجاع همزة الوصل في غير الآية ...
[سورة القلم (68) : آية 41]
أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (41)
الإعراب:
(أم لهم شركاء) مثل أم لكم كتاب «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (بشركاء) متعلّق ب (يأتوا) ، (كانوا) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط..
جملة: «لهم شركاء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) في الآية (37) من السورة.
(29/49)
________________________________________
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)
وجملة: «ليأتوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان لهم شركاء فليأتوا ... «1» .
وجملة: «إن كانوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
[سورة القلم (68) : الآيات 42 الى 43]
يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ (42) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ (43)
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان متعلّق ب (يأتوا) «2» ، (عن ساق) نائب الفاعل لفعل يكشف، و (الواو) في (يدعون) نائب الفاعل (إلى السجود) متعلّق ب (يدعون) ، (الفاء) عاطفة (لا) نافية ...
جملة: «يكشف عن ساق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يدعون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يكشف عن ساق.
وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يدعون.
43- (خاشعة) حال منصوبة من الضمير في (يدعون) ، (أبصارهم) فاعل لاسم الفاعل خاشعة، مرفوع (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (إلى السجود) متعلّق ب (يدعون) الثاني (الواو) حاليّة ...
وجملة: «ترهقهم ذلّة ... » في محلّ نصب حال مؤكّدة من نائب فاعل يدعون.
__________
(1) أو إن كانوا صادقين في ما يقولون ... وجملة إن كانوا صادقين المذكورة تفسيريّة.
(2) أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر ...
(29/50)
________________________________________
فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)
وجملة: «قد كانوا ... » في محلّ نصب حال «1» .
وجملة: «يدعون (الثانية) » في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «هم سالمون ... » في محلّ نصب حال من الضمير في (يدعون) الثاني.
الصرف:
(سالمون) ، جمع سالم، اسم فاعل من الثلاثيّ سلم باب فرح، وزنه فاعل.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ» .
وكشفها والتشمير عنها مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب، لأن من وقع في شيء يحتاج إلى الجدّ شمر عن ساقه.
التنكير: في قوله تعالى «ساق» .
حيث جاءت ساق منكّرة، للدلالة على أنه أمر مبهم في الشدة، منكر خارج عن المألوف.
السرّ في نسبة الخشوع إلى الأبصار: في قوله تعالى «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» .
وذلك لظهور أثره فيها، فما في القلب يعرف من العين، فهو مجاز عقلي.
[سورة القلم (68) : الآيات 44 الى 45]
فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ (44) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (45)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الواو) عاطفة (من) موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المتكلّم في (ذرني) ، (بهذا) متعلّق
__________
(1) أو استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
(29/51)
________________________________________
أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)
ب (يكذّب) ، (الحديث) بدل من اسم الإشارة مجرور- أو عطف بيان عليه- (السين) للاستقبال (حيث) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نستدرجهم) ، (لا) نافية.
جملة: «ذرني ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا كانت أحوالهم كذلك فذرني ...
وجملة: «يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «سنستدرجهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
45- (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (أملي) ...
وجملة: «أملي لهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنستدرجهم.
وجملة: «إنّ كيدي متين» . لا محلّ لها تعليليّة ...
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» .
حيث سمى إمهاله إياهم، ومرادفة النعم والآلاء عليهم، كيدا لأنه سبب التورط والهلاك، لأن حقيقة الكيد ضرب من الاحتيال، لكونه في صورته، حيث أنه سبحانه يفعل معهم ما هو نفع لهم ظاهرا، ومراده عز وجل به الضرر، لما علم من خبث جبلتهم، وتماديهم في الكفر والكفران.
[سورة القلم (68) : آية 46]
أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (46)
الإعراب:
(أم) منقطعة بمعنى بل والهمزة (الفاء) تعليليّة (من مغرم) متعلّق ب (مثقلون) ...
جملة: «تسألهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(29/52)
________________________________________
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)
وجملة: «هم ... مثقلون» لا محلّ لها تعليليّة.
[سورة القلم (68) : آية 47]
أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (47)
الإعراب:
(أم) مثل المتقدّمة «1» ، (عندهم) ظرف منصوب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الغيب) (الفاء) عاطفة.
جملة: «عندهم الغيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم يكتبون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يكتبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
[سورة القلم (68) : الآيات 48 الى 50]
فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لحكم) متعلّق ب (اصبر) بتضمينه معنى اخضع (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (كصاحب) متعلّق بخبر تكن، بحذف مضاف «2» ، (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالمضاف المقدّر أي كحال صاحب الحوت وقت ندائه (الواو) حاليّة.
جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وقعت في ضيق فاصبر ...
__________
(1) في الآية السابقة (46) . [.....]
(2) أي لا يكن حالك كحال صاحب الحوت.
(29/53)
________________________________________
وجملة: «لا تكن ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «نادى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هو مكظوم» في محلّ نصب حال.
49- (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (تداركه) مضارع منصوب، حذفت منه إحدى التاءين «1» ، و (الهاء) مفعول به (من ربّه) متعلّق بنعت ل (نعمة) ، (اللام) رابطة لجواب لولا (بالعراء) متعلّق ب (نبذ) و (الباء) للظرف (الواو) حاليّة.
والمصدر المؤوّل (أن تداركه ... ) في محلّ رفع مبتدأ ... والخبر محذوف.
جملة: «لولا (تدارك) نعمة ربّه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تداركه نعمة ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «نبذ ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «هو مذموم ... » في محلّ نصب حال.
50- (الفاء) عاطفة في الموضعين (من الصالحين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
وجملة: «اجتباه ربّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لولا أن ...
وجملة: «جعله من الصالحين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اجتباه.
الصرف:
(48) مكظوم: اسم مفعول من الثلاثيّ كظم، وزنه مفعول.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَهُوَ مَذْمُومٌ» .
مجاز مرسل، لأن اللوم في الحقيقة سبب للذم، فالعلاقة السببية.
__________
(1) أو هو فعل ماض مبنيّ على الفتح، وقد جاء الفعل مذكّرا- وهو جائز- لأن الفاعل مؤنث مجازيّ.
(29/54)
________________________________________
وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (52)
[سورة القلم (68) : الآيات 51 الى 52]
وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (52)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إن) مخفّفة من الثقيلة واجبة الإهمال (اللام) هي الفارقة (بأبصارهم) متعلّق ب (يزلقونك) ، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوحيد ...
جملة: «يكاد الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «يزلقونك ... » في محلّ نصب خبر يكاد وجملة: «سمعوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي كادوا يزلقونك.
وجملة: «يقولون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يزلقونك وجملة: «إنّه لمجنون» في محلّ نصب مقول القول.
52- (الواو) حاليّة (ما) نافية مهملة (إلّا) للحصر (للعالمين) متعلّق ب (ذكر) «1» .
وجملة: «ما هو إلّا ذكر ... » في محلّ نصب حال.
انتهت سورة «القلم» ويليها سورة «الحاقة»
__________
(1) أو متعلّق بنعت لذكر.
(29/55)
________________________________________
الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ (4) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ (8)
سورة الحاقة
آياتها 52 آية
[سورة الحاقة (69) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (3) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (4)
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (5) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (6) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (8)
الإعراب:
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ثان خبره (الحاقّة) الثاني..
جملة: «الحاقّة ما الحاقّة» لا محلّ لها ابتدائيّة..
وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الحاقّة) الأول.
(29/57)
________________________________________
3- (الواو) عاطفة (ما) مثل الأول خبره جملة أدراك (ما الحاقّة) مثل الأولى كرّرت للتفخيم والتعظيم.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني.
وجملة: «ما الحاقّة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
4- (الواو) عاطفة (بالقارعة) متعلّق ب (كذّبت) .
وجملة: «كذّبت ثمود ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ لتقرير أحوال الحاقّة.
5- 6 (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) الثانية رابطة لجواب أمّا، و (الواو) في (أهلكوا) نائب الفاعل (بالطاغية) متعلّق ب (أهلكوا) و (الباء) سببيّة ... (بريح) متعلّق ب (أهلكوا) الثاني ...
وجملة: «ثمود ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبت ثمود ...
وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ثمود) «1» .
وجملة: «أمّا عاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمّا ثمود ...
وجملة: «أهلكوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (عاد) .
7- (عليهم) متعلّق ب (سخّرها) . (سبع) ظرف منصوب متعلّق ب (سخّرها) ، (حسوما) نعت لسبع، وثمانية «2» (الفاء) استئنافيّة (فيها) متعلّق ب (ترى) ، (صرعى) حال منصوبة وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
وجملة: «سخّرها ... » في محلّ جرّ نعت لريح «3» .
__________
(1) الأصل في هذه الجملة: مهما يكن من أمر فثمود أهلكوا بالطاغية.
(2) يجوز أن يكون حالا من مفعول سخّرها.. وإذا قدّر الحسوم مصدرا- كالشكور بضمّ الشين- كان مفعولا مطلقا.
(3) أو في محلّ نصب حال من ريح لأنه تخصّص بالوصف ... كما يجوز أن تكون استئنافيّة.
(29/58)
________________________________________
وجملة: «ترى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كأنّهم أعجاز ... » في محلّ نصب حال من القوم.
8- (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام- وقد يفيد النفي- (لهم) متعلّق بحال من باقية (باقية) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به «1» ...
وجملة: «هل ترى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترى القوم.
الصرف:
(1) الحاقّة: اسم فاعل من الثلاثيّ حقّ أضيفت إليه تاء التأنيث لأنه وصف به مؤنّث أي القيامة الحاقّة أو الساعة الحاقّة أو الحالة التي تجب فيها الأمور وتعرف حقيقتها، وزنه فاعلة.
(3) أدراك: فيه إعلال بالقلب، أصله أدري- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(5) الطاغية: اسم فاعل من الثلاثيّ طغى الشيء أي جاوز حدّه، وهو صفة نابت عن الموصوف أي الصيحة الطاغية أو الفعلة الطاغية، وزنه فاعلة ... وقيل هو مصدر و (التاء) للمبالغة كالداهية، وقد يراد به عاقر الناقة وقيل له طاغية كما يقال فلان راوية أو داهية..
(6) عاتية: مؤنّث عات، اسم فاعل من الثلاثيّ عتا يعتو، وزنه فاع، حذفت لامه لأنه منقوص ...
(7) سبع: جاء مذكّرا لأنّ المعدود مؤنّث وهو ليال ... وانظر الآية (23) من سورة الكهف.
(ثمانية) ، جاء مؤنّثا لأنّ المعدود مذكّر وهو أيام ... اسم للعدد وزنه فعاللة.
(حسوما) ، جمع حاسم، اسم فاعل من حسم بمعنى تابع العمل كرّة بعد أخرى وخصوصا تتابع الكليّ، جعله بعضهم مصدرا بمعنى الفصل أو
__________
(1) وهو نعت لمنعوت محذوف ... ويجوز أن تكون التاء للمبالغة.
(29/59)
________________________________________
وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً (10)
الاستئصال، وزنه فعول بضمّتين.
(صرعى) ، جمع صريع صفة مشبّهة من صرع المبنيّ للمجهول، فهو فعيل بمعنى مفعول كقتيل وقتلى، وزن صرعى فعلى بفتح فسكون.
البلاغة
(1) معنى الاستفهام: في قوله تعالى «مَا الْحَاقَّةُ» .
أي: أي شيء أعلمك ما هي تأكيدا لهولها وفظاعتها، ببيان خروجها عن دائرة علوم المخلوقات، على معنى أن أعظم شأنها، ومدى هولها وشدتها، بحيث لا يكاد تبلغه دراية أحد ولا دهمه. وكيفما قدرت حالها فهي وراء ذلك وأعظم وأعظم.
وقد وضع الظاهر موضع المضمر، فلم يقل: ما هي. والفائدة منه زيادة التهويل والتفخيم لشأنها.
2- المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً» .
حسوما جمع حاسم، كشهود جمع شاهد، من حسمت الدابة إذا تابعت كيها على الداء، كرة بعد أخرى، حتى ينحسم فهي مجاز مرسل، من استعمال المقيد- وهو الحسم الذي هو تتابع الكي- في مطلق التتابع. وقيل: مستعار من الحسم بمعنى الكي، شبه الأيام بالحاسم والريح لملابستها بها وهبوبها فيها.
3- التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ» .
حيث شبههم بالجذوع. لطول قاماتهم، فقد كانت الريح تقطع رؤوسهم كما تقطع رؤوس النخل المتطاولة خلال تلك الأيام الثمانية.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 9 الى 10]
وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (10)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة والأخريان عاطفتان (من) اسم موصول في
(29/60)
________________________________________
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)
محلّ رفع معطوف على فرعون (قبله) ظرف زمان منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (المؤتفكات) معطوف على فرعون مرفوع «1» ، (بالخاطئة) متعلّق بحال من فاعل جاء ومن عطف عليه.
جملة: «جاء فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
10- (الفاء) عاطفة (عصوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (أخذة) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «عصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أخذهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا.
الصرف:
(الخاطئة) ، صيغة للنسب أي ذات الخطأ كتامر ولابن، وزنه فاعلة.
(أخذة) ، مصدر مرّة من الثلاثيّ أخذ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 11 الى 12]
إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (12)
الإعراب:
(لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب حملناكم (في الجارية) متعلّق ب (حملناكم) «2» .
جملة: «إنّا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «طغا الماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه
__________
(1) هو على المجاز، أو بحذف مضاف أي أهل المؤتفكات.
(2) أي حملنا آباءكم ... فالكلام بحذف مضاف.
(29/61)
________________________________________
وجملة: «حملناكم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
12- (اللام) للتعليل (نجعلها) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (أن نجعلها ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (حملناكم) .
وجملة: «نجعلها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «تعيها أذن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعلها.
الصرف:
(12) تعيها: فيه إعلال بالحذف، حذفت الفاء في المضارع لأنّه معتلّ لفيف مفروق يعامل معاملة المثال في الإعلال، كما يعامل معاملة الناقص في الأمر، وزنه تعلها.
(واعية) ، مؤنّث واع، اسم فاعل من الثلاثيّ وعى، وزنه فاع فيه إعلال بالحذف، حذفت اللام لأنّه منقوص، ووزن واعية فاعلة.
البلاغة
1- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ» .
وهذه الاستعارة من باب استعارة المعقول للمحسوس، للاشتراك في أمر معقول، وهي الاستعارة المركبة من الكثيف واللطيف، فالمستعار الطغي وهو الاستعلاء المنكر، والمستعار منه كل مستعل ومتكبر متجبر مضر، والمستعار له الماء، والطغي معقول، والماء محسوس، والمستعار منه محسوس.
2- التنكير: في قوله تعالى «أُذُنٌ واعِيَةٌ» .
فقد قال: أذن واعية، على التوحيد والتنكير، للإيذان بأن الوعاة فيهم قلة، ولتوبيخ الناس بقلة من يعي منهم، وللدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت
(29/62)
________________________________________
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)
وعقلت عن الله فهي السواد الأعظم عند الله، وأن ما سواها لا يبالي بهم، وإن ملؤوا ما بين الخافقين
[سورة الحاقة (69) : الآيات 13 الى 18]
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (15) وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (17)
يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ (18)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في الصور) متعلّق ب (نفخ) ، (نفخة) مصدر قام مقام نائب الفاعل لأنّه موصوف.
جملة: «نفخ ... نفخة» في محلّ جرّ مضاف إليه.
14- 15 (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) ، (دكّة) مفعول مطلق منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يومئذ) ظرف أضيف إلى ظرف، مبنيّ على الفتح- لأنه أضيف إلى مبنيّ- أو منصوب بدل من إذا، أي متعلّق ب (وقعت) ، والتنوين فيه عوض من جملة محذوفة أي: يوم إذ نفخ في الصور ...
وجملة: «حملت الأرض ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نفخ.
وجملة: «دكّتا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة حملت الأرض.
وجملة: «وقعت الواقعة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
16- (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) ، (يومئذ) الثاني متعلّق ب (واهية) .
(29/63)
________________________________________
وجملة: «انشقّت السماء ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «هي ... واهية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انشقت السماء.
17- 18 (الواو) عاطفة- أو حاليّة- والثانية عاطفة (فوقهم) ظرف منصوب متعلّق بحال من ثمانية «1» ، (يومئذ) مثل الأول متعلّق ب (يحمل) ، والتالي متعلّق ب (تعرضون) ، والضمير فيه هو نائب الفاعل (لا) نافية (منكم) متعلّق بحال من خافية- نعت تقدّم على المنعوت-.
وجملة: «الملك على أرجائها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انشقّت السماء «2» .
وجملة: «يحمل ثمانية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الملك على أرجائها.
وجملة: «تعرضون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» .
وجملة: «لا تخفى منكم خافية» في محلّ نصب حال من الضمير في (تعرضون) .
الصرف:
(13) نفخة: مصدر مرّة من الثلاثيّ نفخ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(14) دكّة: مصدر مرّة من الثلاثيّ دكّ، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(16) واهية: مؤنّث الواهي، اسم فاعل من الثلاثيّ وهي، وزنه فاعلة بمعنى ضعيفة.
__________
(1) نعت تقدّم على المنعوت، واختلف في معدود ثمانية فقيل ثمانية صفوف وقيل ثمانية أملاك وقيل ثمانية آلاف ... أو هو متعلّق بحال من عرش ربّك.
(2) أو في محلّ نصب حال من السماء.
(3) أو هي بدل من جواب الشرط.
(29/64)
________________________________________
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37)
(17) أرجاء: جمع رجا بمعنى طرف وجانب، وفيه قلبت الواو إلى همزة لمجيئها متطرّفة بعد ألف ساكنة، أصله أرجاو ... وزنه أفعال.
(18) خافية: مؤنّث الخافي، اسم فاعل من الثلاثيّ خفي، وزنه فاعلة.. أو هو اسم بمعنى الشيء المخفيّ ضدّ المعلن.. أو هو مصدر بمعنى الخفاء ضدّ العلانية كالعافية.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 19 الى 37]
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (22) قُطُوفُها دانِيَةٌ (23)
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (26) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (27) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (28)
هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33)
وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (35) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (37)
(29/65)
________________________________________
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة والثانية رابطة لجواب أمّا (أمّا) حرف شرط وتفصيل (بيمينه) متعلّق ب (أوتي) و (الباء) للاستعانة (هاؤم) اسم فعل أمر بمعنى خذوا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (كتابيه) مفعول به عامله اقرؤوا «1» منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) هاء السكت لا محلّ لها ...
جملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «هاؤم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «اقرؤوا ... » في محلّ نصب بدل من جملة هاؤم «2» .
20- (ملاق) خبر أنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (حسابيه) مفعول به لاسم الفاعل ملاق، وهو مثل كتابيه ...
وجملة: «إنّي ظننت ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ظننت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّي ملاق..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
21- 23 (الفاء) استئنافيّة (في عيشة) متعلّق بخبر المبتدأ (هو) ، (في جنّة) متعلّق بالخبر المحذوف «3» ...
وجملة: «هو في عيشة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «قطوفها دانية ... » في محلّ جرّ نعت لجنّة.
__________
(1) وهو أيضا مفعول (هاؤم) على التنازع، وقد أضمر فيه ضمير الكتاب.
(2) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها. [.....]
(3) أو متعلّق بعيشة.
(29/66)
________________________________________
24- (هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «1» (في الأيام) متعلّق ب (أسلفتم) .
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا.
وجملة: «أسلفتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما أسفلتم ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كلوا واشربوا) .
25- (الواو) عاطفة (أمّا من ... فيقول) مثل الأولى (يا) أداة تنبيه (كتابيه) مثل الأول «2» ...
وجملة: «أمّا من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي (الأولى) .
وجملة: «أوتي ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «ليتني لم أوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم أوت ... » في محلّ رفع خبر ليتني.
26- 27 (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (حسابيه) ، مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم، و (الياء) مضاف إليه، و (الهاء) للسكت لا محلّ لها (يا) للتنبيه، والضمير الغائب في (ليتها) يعود على الميتة الأولى.
وجملة: «لم أدر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لم أوت.
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(2) في الآية (19) من هذه السورة.
(29/67)
________________________________________
وجملة: «ما حسابيه» في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدر المعلّق بالاستفهام (ما) .
وجملة: «ليتها كانت القاضية» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «كانت القاضية» في محلّ رفع خبر ليتها.
28- 29 (ما) نافية «1» ، (عنّي) متعلّق ب (أغنى) ، والثاني متعلّق ب (هلك) بتضمينه معنى غاب ...
وجملة: «ما أغنى عنّي ماليه» لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «هلك عنّي سلطانية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر- أو تعليل آخر.
30- 31 (الفاء) عاطفة وكذلك (ثمّ) ، (الجحيم) مفعول به ثان مقدّم ...
وجملة: «خذوه ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
وجملة: «غلّوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوه.
وجملة: «صلّوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوه.
32- (ثمّ) عاطفة (في سلسلة) متعلّق ب (أسلكوه) ، (ذراعا) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة «2» ...
وجملة: «ذرعها سبعون ... » في محلّ جرّ نعت لسلسلة.
وجملة: «أسلكوه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة بعد ثمّ «3» .
33- 34 (لا) نافية (بالله) متعلّق ب (يؤمن) المنفيّ (الواو) عاطفة (لا) نافية (على
__________
(1) أو استفهام مفعول به مقدّم.
(2) لعطف الجمل المقولة في إعراب الجمل.
(3) والجملة المقدّرة معطوفة على جملة (صلّوه) ب (ثمّ) . أي ثمّ زيدوا في عذابه فاسلكوه في سلسلة ...
(29/68)
________________________________________
طعام) متعلّق ب (يحضّ) .
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
وجملة: «كان لا يؤمن ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يؤمن بالله ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «لا يحضّ ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يؤمن.
35- 37 (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق بمحذوف خبر ليس «1» ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من حميم، وكذلك (هاهنا) «2» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (طعام) معطوف على حميم مرفوع (إلّا) للحصر (من غسلين) متعلّق بنعت لطعام «3» ، (لا) نافية (إلّا) الثانية للحصر أيضا..
وجملة: «ليس له ... حميم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كانت هذه حاله في الدنيا فليس له ... «4» .
وجملة: «لا يأكله إلّا الخاطئون» في محلّ جرّ نعت لغسلين.
الصرف:
(21) عيشة: مصدر سماعيّ للثلاثيّ عاش باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون، فهو على وزن مصدر الهيئة ... ثمّة مصادر أخرى للفعل هي العيش زنة فعل بفتح فسكون، ومعاش زنة مفعل بفتح الميم والعين ومعيشة زنة مفعلة بفتح الميم وكسر العين، وعيشوشة زنة فعلولة بفتح فسكون..
__________
(1) أو متعلّق بحال من حميم، والظرف (هاهنا) هو خبر ليس.
(2) أو (هاهنا) خبر ليس.
(3) وإذا كان الحميم هو ما يشرب أو ما يحمّ البدن من صديد النار فإن (من غسلين) هو خبر ليس بحسب الظاهر.
(4) أو الجملة معطوفة على التعليليّة (إنّه كان لا يؤمن ... ) بالفاء وفيها معنى السببيّة.
(29/69)
________________________________________
(راضية) ، مؤنّث الراضي، اسم فاعل من الثلاثيّ رضي، وزنه فاعلة «1» .
(23) قطوف: جمع قطف بكسر فسكون وزنه فعل بمعنى مفعول كالذّبح بمعنى المذبوح أي ما يجنى من الثمار، ووزن قطوف فعول بضمّتين.
(24) الخالية: مؤنّث الخالي، اسم فاعل من الثلاثيّ خلا يخلو باب نصر وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الخالو، جاء ما قبل الواو مكسورا فقلبت ياء فأصبح الخالي، ووزن الخالية الفاعلة.
(25) أوت: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بضمّ فسكون ففتح.
(26) أدر: فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع بفتح فسكون فكسر.
(31) صلّوه: فيه إعلال بالحذف بدءا من المضارع يصلّون- بضمّ الياء وفتح اللام المشدّدة- أصله يصلّيون- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يصلّون ... ثمّ انسحب الإعلال إلى الأمر صلّوه، وزنه فعّوه.
(32) ذرعها: مصدر ذرع بمعنى قاس، أو اسم بمعنى الطول، وزنه فعل فتح فسكون.
(سبعون) ، اسم عدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر السالم، وزنه فعلون بفتح فسكون.
(ذراعا) ، اسم للطول أو للعضو المعروف، وزنه فعال بكسر الفاء.
__________
(1) هو مجاز إن كان على بابه. أي إن كان بمعنى مفعول، وعلى الحقيقة إن كان بمعنى النسبة كتامر ولابن.
(29/70)
________________________________________
(34) طعام: قد يكون اسم مصدر لفعل أطعم الرباعيّ، بمعنى الإطعام، وزنه فعال بفتح الفاء ... وانظر الآية (259) من سورة البقرة.
(36) غسلين: اسم لما يجري من الجراح إذا غسلت، وفي التفسير هو صديد أهل النار أو شجر يأكلونه، وزنه فعلين بكسر فسكون فكسر.
البلاغة
التخصيص: في قوله تعالى «ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ» .
تقديم السلسلة على السلك، كتقديم الجحيم على التصلية للدلالة على الاختصاص والاهتمام، بذكر ألوان ما يعذب به، كأنه قيل لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة، كأنها أفظع من سائر مواضع الإرهاق من الجحيم.
الفوائد
- القلب:
وأكثر وقوعه في الشعر. ومنه قول رؤبة:
ومهمه مغبرة أرجاؤه ... كأن لون أرضه سماؤه
أي كأن لون سمائه لغبرتها لون أرضه، فعكس التشبيه مبالغة، وحذف المضاف.
وقال عروة بن الورد
فديت بنفسه نفسي ومالي ... وما آلوك إلا ما أطيق
والأصل: فديت بنفسي ومالي نفسه. ومعنى ما آلوك ما أمنعك، ثم ضمن في البيت معنى المنح، أي ما أمنحك إلا ما أقدر عليه.
ومن القلب في الكلام «أدخلت القلنسوة في رأسي» و «عرضت الناقة على الحوض» و «عرضتها على الماء» . ومنه قوله تعالى: «وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ» وقال ثعلب في قوله تعالى: (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ) : إن
(29/71)
________________________________________
فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
المعنى اسلكوا فيه سلسلة، ومنه قوله تعالى (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) أصله قابي قوس، فقلبت التثنية بالإفراد، وهو حسن إن فسر القاب بما بين مقبض القوس وسيتها (أي طرفها) ، ولها طرفان، فله قابان ونظير ما مر في الآية الكريمة قول ابن الأعرابي:
إذا أحسن ابن العم بعد إساءة ... فلست لشرّي فعله بحمول
أي فلست لشر فعليه ومن القلب قوله تعالى: (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ) ، الأصل: فعميتم عنها. ومنه قوله تعالى (ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة) إن المعنى لتنوء العصبة بها، أي لتنهض بها متثاقلة والحاصل أن هذا الأسلوب وارد عند العرب وفي أساليبهم، وقد جاء به القرآن الكريم، وهو يمنح المعنى قوة وجمالا.
[سورة الحاقة (69) : الآيات 38 الى 52]
فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (38) وَما لا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (41) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (42)
تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (44) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (47)
وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (50) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (51) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (52)
(29/72)
________________________________________
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة «1» ، (بما) متعلّق ب (أقسم) ، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) الثاني في محلّ جرّ معطوف على ما الأوّل (لا) نافية (اللام) في موضع لام القسم (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (قول) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (ما) زائدة لتأكيد القلّة ...
جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبصرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الأول.
وجملة: «لا تبصرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم وجملة: «ما هو بقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم وجملة: «تؤمنون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
42- 43 (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (بقول) مثل الأول ومعطوف عليه (قليلا ما) مثل الأول (تذكّرون) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (تنزيل) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (من ربّ) متعلّق ب (تنزيل) ...
وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها اعتراض ثان.
وجملة: « (هو) تنزيل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
44- 47 (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (علينا) متعلّق ب (تقوّل) ، (بعض) مفعول به منصوب (اللام) واقعة في جواب لو (منه) متعلّق ب (أخذنا) بتضمينه معنى نلنا (باليمين) متعلّق بحال من فاعل
__________
(1) أو هي لا النافية للجنس، والمنفي بها مقدّر أي لا ردّ لإنكارهم البعث. ثمّ يستأنف بالقسم.
(29/73)
________________________________________
أخذنا «1» ، (ثمّ) حرف عطف (لقطعنا) مثل لأخذنا (منه) متعلّق ب (قطعنا) «2» ، (الفاء) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (منكم) متعلّق بحال من أحد (أحد) مجرور لفظا مرفوع محلّا اسم ما (عنه) متعلّق ب (حاجزين) خبر ما، وهو بحدف مضاف أي عن عقابه «3» ...
وجملة: «تقوّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم «4» .
وجملة: «أخذنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قطعنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: «ما منكم من أحد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
48- 51 (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة «5» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد في المواضع الأربعة (للمتّقين) متعلّق ب (تذكرة) (منكم) متعلّق بخبر أنّ (على الكافرين) متعلّق بنعت ل (حسرة) ...
والمصدر المؤوّل (أنّ منكم مكذّبين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي نعلم.
وجملة: «إنّه لتذكرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم «6» .
وجملة: «إنّا لنعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة.
وجملة: «نعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ
__________
(1) أي أخذنا منه حالة كوننا أقوياء، فاليمين مستعار للقوة.
(2) أو متعلّق بحال من الوتين. [.....]
(3) والضمير في (عنه) يعود على النبيّ صلى الله عليه وسلّم.
(4) أو هي استئنافيّة.
(5) أو الأولى استئنافيّة والثلاثة الأخرى عاطفة.
(6) أو هي استئنافيّة، والجمل التالية معطوفة عليها.
(29/74)
________________________________________
وجملة: «إنّه لحسرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة.
وجملة: «إنّه لحق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتذكرة.
52- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (باسم) متعلّق ب (سبّح) «1» ...
وجملة: «سبّح ... » في محلّ جواب شرط مقدّر
الصرف:
(الوتين) ، اسم لعرق في القلب يجري فيه الدم إلى كل الجسم، وزنه فعيل بفتح الفاء.
انتهت سورة «الحاقة» ويليها سورة «المعارج»
__________
(1) أو الباء زائدة واسم منصوب محلّا مفعول به عامله سبّح.
(29/75)
________________________________________
سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
سورة المعارج
آياتها 44 آية
[سورة المعارج (70) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (1) لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4)
الإعراب:
(بعذاب) متعلّق ب (سأل) «1» ، (للكافرين) متعلّق ب (واقع) «2» ، (له) متعلّق بمحذوف خبر ليس (من الله) متعلّق ب (واقع) «3» (إليه) متعلّق ب (تعرج) ، (في يوم) متعلّق ب (تعرج) «4» ، (ألف) تمييز العدد خمسين (سنة) مضاف إليه- تمييز العدد ألف- مجرور.
__________
(1) إمّا أن الباء بمعنى عن، أو بتضمين فعل سأل معنى دعا.
(2) واللام للعلّة أي لأجل الكافرين أو بمعنى على، ويجوز تعليق الجار ب (سأل) بتضمينه معنى دعا.
(3) أو متعلّق بدافع.
(4) أو متعلّق بفعل محذوف دلّ عليه واقع أي: يقع العذاب يوم..
(29/77)
________________________________________
فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9) وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا (10)
جملة: «سأل سائل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «ليس له دافع» في محلّ جرّ نعت لعذاب وجملة: «تعرج الملائكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان مقداره خمسين ... » في محلّ جرّ نعت ليوم.
الصرف:
(خمسين) ، اسم للعدد من ألفاظ العقود، ملحق بجمع المذكّر، وزنه فعلين بفتح فسكون.
البلاغة
فن التمثيل: في قوله تعالى «تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» . إشارة إلى استطالة ذلك اليوم لشدته، لا أنه بهذا المقدار من العدد حقيقة. والعرب تصف أوقات الشدة والحزن بالطول، وأوقات الرخاء والفرج بالقصر. وقيل: الكلام بيان لغاية ارتفاع تلك المعارج وبعد مداها، على سبيل التمثيل والتخييل.
[سورة المعارج (70) : الآيات 5 الى 10]
فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَراهُ قَرِيباً (7) يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ (9)
وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً (10)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعيدا) مفعول به ثان منصوب عامله يرونه (قريبا) مفعول به ثان منصوب عامله نراه (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (قريبا) «1» ، (المهل) متعلّق بخبر تكون الأول (كالعهن)
__________
(1) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره يقع العذاب ... وإذا كان الضمير في (نراه) يعود على يوم القيامة كان الظرف بدلا من الضمير.
(29/78)
________________________________________
متعلّق بخبر تكون الثاني (الواو) عاطفة (حميما) مفعول به منصوب «1» ، والمفعول الثاني مقدّر أي نصره أو عونه.
جملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن سأل سائل فاصبر ...
وجملة: «إنّهم يرونه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ وجملة: «يرونه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نراه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّهم يرونه وجملة: «تكون السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تكون الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء.
وجملة: «يسأل حميم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تكون السماء ...
الصرف:
(العهن) ، اسم للصوف أو للأحمر منه، وزنه فعل بكسر فسكون.
البلاغة
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ» .
هذا من التشبيه المرسل، ووجه الشبه التلوّن، أي كالفضة المذابة في تلوّنها.
ثم جاء في الآية التي تليها «وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ» ووجه الشبه التطاير والتناثر.
والمراد: أنها كالصوف المصبوغ ألوانا، لأنّ الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود. فإذا بست وطيرت في الجو: أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح.
__________
(1) أو منصوب على نزع الخافض أي عن حميم.
(29/79)
________________________________________
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)
[سورة المعارج (70) : الآيات 11 الى 14]
يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ (14)
الإعراب:
(الواو) في يبصّرونهم نائب الفاعل، (لو) حرف مصدريّ (من عذاب) متعلّق ب (يفتدي) ...
والمصدر المؤوّل (لو يفتدي ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله يودّ.
(يومئذ) ظرف مضاف إلى ظرف، والأول مضاف إليه مجرور (ببنيه) متعلّق ب (يفتدي) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لفصيلته (في الأرض) متعلّق بمحذوف صلة من (جميعا) حال منصوبة من العائد المقدّر في الصلة (ثمّ) حرف عطف ...
جملة: «يبصّرونهم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يودّ المجرم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «1» .
وجملة: «يفتدي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (لو) .
وجملة: «تؤويه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
وجملة: «ينجيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
الصرف:
(13) فصيلة: اسم للعشيرة، وزنه فعيلة بمعنى مفعولة، مشتق من الفصل.
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من نائب فاعل (يبصّرونهم) أو من مفعوله بتقدير الرابط أي يودّ المجرم منهم.
(29/80)
________________________________________
كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)
(تؤويه) ، مضارع آوى، فيه حذف الهمزة المزيدة تخفيفا قياسا على (يؤمن) - انظر الآية (3) من سورة البقرة- وزنه تفعله ... وقد أعلّت الياء بالتسكين لثقل الحركة.
(14) ينجيه: مضارع أنجى، فيه حذف الهمزة المزيدة، شأنه شأن تؤويه السابق وكذلك الإعلال.
[سورة المعارج (70) : الآيات 15 الى 18]
كَلاَّ إِنَّها لَظى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوى (16) تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعى (18)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر لما يودّ المجرم (نزّاعة) حال منصوبة من الضمير في لظى (للشوى) متعلّق ب (نزّاعة) «1» ، (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) ..
جملة: «إنّها لظى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تدعو ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «2» .
وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «جمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «أوعى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع.
الصرف:
(لظى) ، اسم للهب، ثمّ استعمل علما لجهنّم فمنع من التنوين للعلميّة والتأنيث، وزنه فعل بفتحتين.
__________
(1) أو اللام زائدة للتقوية، والشوى مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لنزّاعة.
(2) أو حال من الضمير في نزّاعة. [.....]
(29/81)
________________________________________
إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)
(نزّاعة) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ المتعدّي نزع، وزنه فعّالة بفتح الفاء وتشديد العين.
(الشوى) ، جمع شواة، وهي جلدة الرأس أو الطرف أو العضو الذي ليس بمقتل أو هو جلد الإنسان ووزن شواة فعلة بفتحتين، وفيه إعلال بالقلب، أصله شوي- بياء في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وكذلك في شواة، أصله شوية بثلاثة فتحات.
(أوعى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أوعي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.
البلاغة
الاستعارة: في قوله تعالى «تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى» .
حيث شبه لياقتها لهم، أو استحقاقهم لها على ما قيل- بدعانها لهم. فعبّر عن ذلك بالدعاء، على سبيل الاستعارة. وقد قيل: تدعو تهلك، من قول العرب: دعاك الله، أي: أهلكك. ومن ذلك قوله:
دعاك الله من رجل بأفعى ... إذا نام العيون سرت عليكا

[سورة المعارج (70) : الآيات 19 الى 35]
إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23)
وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33)
وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)
(29/82)
________________________________________
الإعراب:
(هلوعا) حال منصوبة من نائب الفاعل «1» ، (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط «2» في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب المقدّر (جزوعا) خبر كان- أو صار- مقدّرا (الواو) عاطفة (إذا مسّه الخير منوعا) مثل إذا مسّه الشرّ جزوعا (إلّا) للاستثناء (المصلّين) مستثنى بإلّا من الإنسان الدال على الجنس، منصوب ...
وجملة: «إنّ الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق هلوعا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «مسّه الشرّ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: « (كان) جزوعا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «مسّه الخير ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: « (كان) منوعا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
__________
(1) وهي حال مقدّرة لعدم اتصاف الإنسان بها حال خلقه.
(2) أو غير متضمّن معنى الشرط فهو متعلّق ب (جزوعا) ، وكذلك يقال في (إذا) الثاني ويتعلّق ب (منوعا) .
(29/83)
________________________________________
23- 28 (الذين) موصول في محلّ نصب نعت للمصلّين (على صلاتهم) متعلّق ب (دائمون) الخبر، (في أموالهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حقّ) ، (للسائل) متعلّق بنعت ثان ل (حقّ) ، (بيوم) متعلّق ب (يصدّقون) ، (من عذاب) متعلّق بالخبر (مشفقون) ...
وجملة: «هم ... دائمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «في أموالهم حقّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «يصدّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «هم ... مشفقون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «إنّ عذاب ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
29- 30 (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول السابق في محلّ نصب (لفروجهم) متعلّق ب (حافظون) ، (إلّا) للاستثناء (على أزواجهم) متعلّق بمحذوف وهو المستثنى «1» ، (أو) حرف عطف (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على أزواجهم (الفاء) تعليليّة «2» ...
وجملة: «هم ... حافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.
وجملة: «ملكت أيمانهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «إنّهم غير ملومين ... » لا محلّ لها تعليليّة «3» .
31- (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق بنعت لمفعول ابتغى المقدّر أي ابتغى أمرا كائنا وراء ذلك (الفاء) رابطة لجواب الشرط المذكور (هم) ضمير فصل «4» .
__________
(1) أي إلّا حفظها على أزواجهم.
(2) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
(3) أو هي جواب شرط مقدّر أي إن لم يحفظوها على أزواجهم فإنّهم ...
(4) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره العادون، والجملة الاسميّة خبر المبتدأ أولئك.
(29/84)
________________________________________
وجملة: «من ابتغى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ابتغى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «أولئك ... العادون» في محلّ جزم جواب الشرط المذكور مقترنة بالفاء.
32- 35 (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول في محلّ نصب (لأماناتهم) متعلّق ب (راعون) ، (بشهادتهم) متعلّق ب (قائمون) ، (على صلاتهم) متعلّق ب (يحافظون) ، (في جنّات) متعلّق بخبر المبتدأ (أولئك) «2» (مكرمون) خبر ثان مرفوع للمبتدأ (أولئك) ...
وجملة: «هم ... راعون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس.
وجملة: «هم ... قائمون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع.
وجملة: «يحافظون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
وجملة: «هم ... يحافظون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثامن.
وجملة: «أولئك في جنّات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(19) هلوعا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ هلع باب فرح بمعنى شدّة الجزع وعدم الصبر على المصائب وقد يكون مبالغة اسم الفاعل.
(20) جزوعا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ جزع باب فرح بمعنى يفزع من الشيء، وزنه فعول وقد يكون مبالغة اسم الفاعل.
(21) منوعا: صيغة مبالغة من الثلاثيّ منع باب فتح، وزنه فعول بفتح الفاء.
(22) المصلّين: جمع المصلّي، اسم فاعل من الرباعيّ صلّى، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة ... وفي المصلّين إعلال بالحذف بسبب التقاء
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) أو متعلّق ب (مكرمون) .
(29/85)
________________________________________
الساكنين وأصله المصلّيين بياءين.
(28) مأمون: اسم مفعول من الثلاثيّ أمن، وزنه مفعول.
(31) ملومين: جمع ملوم، اسم مفعول من الثلاثيّ لام، فهو على وزن مقول بحذف واو مفعول، أصله ملووم، سكّنت الواو عين الكلمة ونقلت حركتها إلى الحرف قبلها، ثمّ حذفت واو مفعول لالتقاء الساكنين.
(32) ابتغى: فيه إعلال بالقلب، أصله ابتغي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
التكرير: في قوله تعالى «وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ» .
تكرير الصلاة ووصفهم بها أولا وآخرا باعتبارين: للدلالة على فضلها، وتقديمها على سائر الطاعات، وتكرير الموصولات: لتنزيل اختلاف الصفات منزلة اختلاف الذوات. وقيل: المراد يراعون شرائطها، ويكملون فرائضها وسننها ومستحباتها، باستعارة الحفظ من الضياع للإتمام والتكميل.
الفوائد
المحافظة على الصلاة:
وصف الله المؤمنين بالدوام على الصلاة والمواظبة- في آية سابقة- ووصفهم- في هذه الآية- بالمحافظة عليها، أي تأديتها كاملة، بأركانها وشروطها. وقد وردت أحاديث وآيات كثيرة بصدد الصلاة:
عن جابر- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» رواه مسلم.
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن نتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوّع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم تكون سائر أعماله على هذا. رواه
(29/86)
________________________________________
فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)
الترمذي

وقال: حديث حسن.
وعن عثمان بن عفان- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: «ما من امرئ مسلم، تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله» . رواه مسلم.
[سورة المعارج (70) : الآيات 36 الى 39]
فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37) أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (للذين) متعلّق بخبر المبتدأ ما (قبلك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من الموصول (مهطعين) حال ثانية من الموصول منصوبة (عن اليمين) متعلّق ب (عزين) «1» ، وكذلك (عن الشمال) «2» ، (عزين) حال أخرى من الموصول «3» .
جملة: «ما للذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
38- (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن يدخل) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع) ، أي في أن يدخل.
__________
(1، 2) أو متعلّق بمحذوف حال من الموصول ... ويجوز أن يكون متعلّقا بمهطعين.
(3) أو حال من الضمير في (مهطعين) ، فهي حال متداخلة.
(29/87)
________________________________________
فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ (40) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)
وجملة: «يطمع كلّ امرئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
39- (كلّا) حرف ردع وزجر (ممّا) متعلّق ب (خلقناهم) ..
وجملة: «إنّا خلقناهم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «خلقناهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(36) قبلك: اسم ظرفيّ بمعنى الجهة، وزنه فعل بكسر ففتح ... وقد يأتي بمعنى الطاقة «1» .
(37) عزين: جمع عزة بمعنى الجماعة وهو اسم جمع، وقيل محذوف منه الهاء وأصله عزهة ... وقيل لامه واو من عزوته أعزوه أي نسبته. وقيل لامه ياء أي عزيته أعزيه بمعنى عزوته.. وقد ألحق بجمع المذكّر بسبب حذف لامه، وقد يجمع جمع التكسير على عزى زنة فعل بكسر ففتح ... وقال الأصمعيّ: العزون الأصناف.
[سورة المعارج (70) : الآيات 40 الى 41]
فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40) عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا أقسم) مرّ إعرابها «2» ، (بربّ) متعلّق ب (أقسم) ، (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم (أن) حرف مصدريّ ونصب (خيرا) مفعول به منصوب، وهو صفة لموصوف محذوف، (منهم)
__________
(1) وانظر الآية (37) من سورة النمل.
(2) في الآية (38) من سورة الحاقّة السابقة.
(29/88)
________________________________________
فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44)
متعلّق ب (خيرا) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مسبوقين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما ...
والمصدر المؤوّل (أن نبدّل ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرون) .
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّا لقادرون» لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «نبدّل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما نحن بمسبوقين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
[سورة المعارج (70) : الآيات 42 الى 44]
فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ (44)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (يخوضوا) مضارع مجزوم جواب الأمر (حتّى) حرف غاية وجرّ (يلاقوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى (يومهم) مفعول به منصوب (الذي) موصول في محلّ نصب نعت ل (يومهم) ، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل..
والمصدر المؤوّل (أن يلاقوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يخوضوا، ويلعبوا) .
جملة: «ذرهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إذا تبيّن أنّنا قادرون عليهم فذرهم ...
(29/89)
________________________________________
وجملة: « ... «يخوضوا ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر آخر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعهم يخوضوه.
وجملة: «يلعبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخوضوا.
وجملة: «يلاقوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
43- (يوم) بدل من يومهم منصوب (من الأجداث) متعلّق ب (يخرجون) ، (سراعا) حال منصوبة من فاعل يخرجون (إلى نصب) متعلّق ب (يوفضون) ..
وجملة: «يخرجون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كأنّهم ... يوفضون» في محلّ نصب حال من فاعل يخرجون، أو من الضمير في (سراعا) .
وجملة: «يوفضون» في محلّ رفع خبر كأنّ.
44- (خاشعة) حال من فاعل يوفضون (أبصارهم) فاعل لاسم الفاعل خاشعة مرفوع، والإشارة إلى العذاب الذي سألوا عنه في أوّل السورة، (اليوم) خبر المبتدأ «1» ، وهو بحذف مضاف أي عذاب اليوم الذي ... (الذي) موصول في محلّ رفع نعت لليوم، و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل.
وجملة: «ترهقهم ذلّة ... » في محلّ نصب حال من فاعل يوفضون «2» .
وجملة: «ذلك اليوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانوا يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «يوعدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
__________
(1) يجوز أن يكون (اليوم) بدلا من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- و (الذي) خبر المبتدأ ... فالإشارة هي إلى اليوم المتقدّم في قوله: (يومهم الذي يوعدون) .
(2) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها. [.....]
(29/90)
________________________________________
الفوائد
- حتى الداخلة على المضارع المنصوب، ولها ثلاثة معان:
1- مرادفة (إلى) ، كقوله تعالى: «قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى» .
2- مرادفة (كي) التعليلية، كقوله تعالى: «وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ» (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) .
3- ومرادفة إلا في الاستثناء، وهذا المعنى ظاهر من قول سيبويه في تفسير قولهم:
«والله لا أفعل إلا أن تفعل» المعنى حتى أن تفعل ... ونقله أبو البقاء عن بعضهم في قوله تعالى «وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ» وهذا المعنى ظاهر فيما أنشده ابن مالك للمقنع الكندي:
ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل
ولا ينتصب الفعل بعد حتى إلا إذا كان مستقبلا، ثم إن كان استقباله بالنظر إلى زمن التكلم فالنصب واجب، وإن كان بالنسبة إلى ما قبلها خاصة فالوجهان جائزان، كقوله تعالى «وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ» فقولهم مستقبل بالنظر إلى الزلزال لا بالنظر إلى زمن قص ذلك علينا.
وكذلك لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا إذا كان حالا، ثم إن كانت حاليته بالنسبة إلى زمن التكلم فالرفع واجب، كقولك «سرت حتى أدخلها» إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، واعلم أنه لا يرتفع الفعل بعد حتى إلا بثلاثة شروط:
1- أن يكون حالا أو مؤولا بالحال كما مر.
2- أن يكون مسببا عما قبلها، فلا يجوز سرت حتى تطلع الشمس، لأن طلوع الشمس ليس مسببا عن المسير.
3- أن يكون فضلة، فلا يصح «سيري حتى أدخلها» لئلا يبقى المبتدأ بلا خبر.
انتهت سورة «المعارج» ويليها سورة «نوح»
(29/91)
________________________________________
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1)
سورة نوح
آياتها 28 آية
[سورة نوح (71) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (1)
الإعراب:
(إلى قومه) متعلّق ب (أرسلنا) ، (أن) حرف تفسير «1» ، (من قبل) متعلّق ب (أنذر) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب.
وجملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «يأتيهم عذاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يأتيهم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
__________
(1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أرسلنا) في الآية الأولى، ومتعلّق بنذير في الآية الثانية والثالثة.
(29/93)
________________________________________
قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
[سورة نوح (71) : الآيات 2 الى 4]
قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
الإعراب:
(قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (الياء) المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليه (لكم) متعلّق بالخبر (نذير) (أن) حرف تفسير «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين، و (النون) في (أطيعون) هي نون الوقاية قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة، وهي مفعول به (يغفر) مضارع مجزوم جواب الأمر في الأفعال المتقدّمة (لكم) متعلّق ب (يغفر) ، (من ذنوبكم) متعلّق ب (يغفر) و (من) تبعيضيّة، (الواو) عاطفة (يؤخّركم) مضارع مجزوم معطوف على (يغفر) ، (إلى أجل) متعلّق ب (يؤخّركم) ، (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب لا يؤخّر «2» ، (لو) حرف شرط غير جازم ...
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّي ... نذير» لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «اتّقوه ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
__________
(1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أرسلنا) في الآية الأولى، ومتعلّق بنذير في الآية الثانية والثالثة.
(2) أو ظرف مجرّد من الشرط متعلّق بخبر إنّ (لا يؤخّر) .
(29/94)
________________________________________
وجملة: «أطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء «1» .
وجملة: «يؤخّركم ... » لا محلّ لها. معطوفة على جملة يغفر.
وجملة: «إنّ أجل الله» لا محلّ لها فيها معنى التعليل ...
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يؤخّر ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم «2» .
وجملة: «كنتم تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب لو محذوف تقديره لآمنتم.
وجملة: «تعلمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الفوائد:
- هل يؤخر الأجل إذا جاء؟
ورد في هذه الآية قوله تعالى «وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» ثم قال تعالى «إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» معنى ذلك أن الله عز وجل يقول:
آمنوا قبل الموت تسلموا من العذاب، فإن أجل الله- وهو الموت- إذا جاء لا يؤخر، قال الزمخشري: فإن قلت كيف قال: ويؤخركم مع الإخبار بامتناع تأخير الأجل، وهل هذا إلا تناقض؟! قلت: قضى- مثلا- أن قوم نوح، إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم على رأس تسعمائة سنة فقيل لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى، أي وقت سماه الله وضربه أمدا تنتهون إليه لا تتجاوزونه، وهو الوقت الأطول، تمام الألف ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الأجل، لا يؤخر كما يؤخر هذا الوقت، ولم تكن لكم حيلة، فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير عنكم وحيث يمكنكم الإيمان.
__________
(1) أي إن تعبدوا الله ... يغفر لكم.
(2) أو هي خبر (إنّ) في حال كون (إذا) مجردا من الشرط.
(29/95)
________________________________________
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)
وقيل: إنهم كانوا يخافون على أنفسهم الإهلاك من قومهم بإيمانهم وإجابتهم لنوح عليه الصلاة والسلام، فكأنه عليه الصلاة والسلام أمنهم من ذلك، ووعدهم أنهم بإيمانهم يبقون إلى الأجل الذي ضرب لهم لو لم يؤمنوا، أي أنكم بإسلامكم تبقون آمنين من عدوكم إلى الأجل الذي كتبه الله عز وجل لكم.
[سورة نوح (71) : الآيات 5 الى 9]
قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً (6) وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً (9)
الإعراب:
(ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل (ياء) المتكلّم المحذوفة للتخفيف، وهي مضاف إليه (ليلا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (دعوت) ، (الفاء) عاطفة (إلّا) للحصر (فرارا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة للاسترحام.
وجملة: «إنّي دعوت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «دعوت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لم يزدهم دعائي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
(29/96)
________________________________________
7- (الواو) عاطفة (كلّما) ظرف شرطيّ في محلّ نصب متعلّق بالجواب جعلوا «1» ، (اللام) للتعليل (تغفر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (لهم) متعلّق ب (تغفر) ، (في آذانهم) متعلّق ب (جعلوا) أي وضعوا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (استكبارا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «إنّي كلّما ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوت ...
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «تغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن تغفر) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (دعوتهم) .
وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «استغشوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «أصرّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
8- 9 (ثمّ) حرف عطف (جهارا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «2» ، (لهم) متعلّق ب (أعلنت) ، والثاني متعلّق ب (أسررت) ، (إسرارا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «إنّي دعوتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: «دعوتهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) .
وجملة: «إنّي أعلنت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّي دعوتهم.
__________
(1) يجوز أن يكون (كلّ) ظرفا مضافا إلى المصدر المؤوّل من (ما) والفعل.
(2) لأنه نوعه أي دعاء الجهار، أو لأنه صفته أي دعاء جهارا ... أو هو مصدر في موضع الحال أي مجاهرا.
(29/97)
________________________________________
وجملة: «أعلنت ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الرابع) .
وجملة: «أسررت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أعلنت.
الصرف:
(6) يزدهم: فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين الداعي له الجزم ب (لم) ، وأصله يزيدهم ... وزنه يفهم.
(7) استغشوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت لام الكلمة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الألف المحذوفة، وزنه استفعوا- بفتح العين- (8) جهارا: مصدر سماعيّ لفعل جهر باب فتح وزنه فعال بكسر الفاء، وهو أيضا مصدر سماعيّ للرباعيّ جاهر لأنّ المصدر القياسي له هو مجاهرة.
البلاغة
المبالغة: في قوله تعالى «وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ» .
أي بالغوا في التغطي بها، كأنهم طلبوا من ثيابهم أن تغشاهم، لئلا يروه، كراهة النظر إليه، من فرط كراهة الدعوة. ففي التعبير بصيغة الاستفعال ما لا يخفى من المبالغة.
التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً» .
ذكر أنه دعاهم ليلا ونهارا. ثم دعاهم جهارا، ثم دعاهم في السرّ والعلن. وكان يجب أن تكون ثلاث دعوات مختلفات حتى يصح العطف، والسبب في ذلك أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فعل كما يفعل الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: في الابتداء بالأهون، والترقي في الأشد فالأشد فافتتح بالمناصحة في السر، فلما لم يقبلوا ثنى بالمجاهرة، فلما لم تؤثر ثلث الجمع بين الإسرار والإعلان.
(29/98)
________________________________________
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)
الفوائد:
- كلّما:
كلما: منصوبة على الظرفية باتفاق، متعلقة بالجواب. ففي قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) فهي متعلقة بالفعل (جعلوا) ، وجاءتها الظرفية في جهة (ما) ، ولا يليها إلا الماضي: شرطا وجوابا، كقوله تعالى (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) (كُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ) .
وإذا قلت: (كلما استدعيتك فإن زرتني فعبدي حر) (فكلما) منصوبة أيضا على الظرفية، ولكن ناصبها محذوف مدلول عليه ب (حرّ) المذكور في الجواب وليس العامل المذكور لوقوعه بعد الفاء، وإنّ والجملة الواقعة بعد (كلما) في محل جر بالإضافة، أما جواب الشرط فلا محل له لأنه جواب شرط غير جازم.
[سورة نوح (71) : الآيات 10 الى 14]
فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12) ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (14)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (يرسل) مضارع مجزوم جواب الأمر، وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (السماء) مفعول به منصوب «1» ، (عليكم) متعلّق ب (يرسل) ، (مدرارا) حال من السماء «2» منصوبة (الواو) عاطفة (يمددكم)
__________
(1) بحذف مضاف أي مطر السماء ... أو استعمل السماء مجازا مرسلا، والعلاقة مكانيّة.
(2) لم يؤنّث لأنّ الوزن مفعال يستوي فيه التذكير والتأنيث.
(29/99)
________________________________________
مضارع مجزوم معطوف على (يرسل) ، (بأموال) متعلّق ب (يمددكم) ، (يجعل) مجزوم معطوف على (يرسل) ، (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (يجعل لكم أنهارا) مثل يجعل لكم جنّات ...
جملة: «قلت ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أسررت «1» .
وجملة: «استغفروا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان غفّارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يمددكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: «يجعل (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
وجملة: «يجعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة يرسل.
13- 14 (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لكم) متعلّق بخبر المبتدأ ما (لا) نافية (لله) متعلّق بحال من (وقارا) ، (الواو) حاليّة (قد) حرف تحقيق (أطوارا) حال منصوبة أي متقلّبين ...
وجملة: «ما لكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: «لا ترجون ... » في محلّ نصب حال.
وجملة: «خلقكم ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترجون.
الصرف:
(13) وقارا: مصدر وقر باب كرم أي أصبح رزينا، وزنه فعال بفتح الفاء ... أو اسم بمعنى الرزانة.
(14) أطوارا: جمع طور، اسم بمعنى الحال والشكل والتارة، وزنه فعل بفتح فسكون والجمع أفعال.
__________
(1) في الآية السابقة (9) .
(29/100)
________________________________________
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً» .
علاقة هذا المجاز المحلية، فقد أراد بالسماء المطر، لأن المطر ينزل من السماء.
[سورة نوح (71) : الآيات 15 الى 20]
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (19)
لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (20)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال (طباقا) حال منصوبة من سبع سموات (الواو) عاطفة في الموضعين (فيهنّ) متعلّق ب (جعل) «1» .
جملة: «لم تروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق الله ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل الرؤية المعلّق بالاستفهام كيف.
وجملة: «جعل (الأولى) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق الله.
وجملة: «جعل (الثاني) ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق الله.
__________
(1) والضمير المجرور يعود على السموات بحسب الظاهر لا في الحقيقة.
(29/101)
________________________________________
17- 18 (الواو) استئنافيّة (من الأرض) متعلّق ب (أنبتكم) أي أنشأكم (نباتا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق (ثم) حرف عطف (فيها) متعلّق ب (يعيدكم) ، (إخراجا) مفعول مطلق منصوب ...
وجملة: «الله أنبتكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنبتكم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «يعيدكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة أنبتكم.
وجملة: «يخرجكم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يعيدكم.
19- 20 (الواو) عاطفة (لكم) متعلّق ب (جعل) «1» ، (اللام) للتعليل (تسلكوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (منها) متعلّق ب (تسلكوا) بتضمينه معنى تتّخذوا «2» ... (فجاجا) نعت ل (سبلا) - أو بدل منه-.
والمصدر المؤوّل (أن تسلكوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) «3» .
وجملة: «الله جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الله أنبتكم.
وجملة: «جعل (الثالثة) ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «تسلكوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(19) بساطا: اسم لما يبسط في أرض الغرفة، وجاء في الآية على سبيل التشبيه.
البلاغة
الاستعارة التصريحية التبعية: في قوله تعالى «وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً» .
أي أنشأكم منها، فاستعير الإنبات للإنشاء، لكونه أدل على الحدوث والتكون من
__________
(1) أو متعلّق بحال من (بساطا) .
(2) أو متعلّق بحال من (سبلا) .
(3) أو متعلّق ب (بساطا) لأنه بمعنى مبسوطة. [.....]
(29/102)
________________________________________
قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25)
الأرض، لكونه محسوسا. وقد تكرر إحساسه، وهم وإن لم ينكروا الحدوث جعلوا بإنكار البعث كمن أنكره، ففي الكلام استعارة مصرحة تبعية.
[سورة نوح (71) : الآيات 21 الى 25]
قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَساراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (24) مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً (25)
الإعراب:
(ربّ) مر إعرابها «1» ، (عصوني) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل، و (النون) للوقاية، و (الياء) مفعول به (الواو) عاطفة في الموضعين (إلّا) للحصر (خسارا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «قال نوح ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إنّهم عصوني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «عصوني ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «اتّبعوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة عصوني.
وجملة: «لم يزده ماله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من)
__________
(1) في الآية (5) من هذه السورة.
(29/103)
________________________________________
وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «1» .
23- (الواو) عاطفة في المواضع الستّة (لا) ناهية جازمة (تذرنّ) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (لا) مثل الأول والثالث والرابع زائدان لتأكيد النهي «2» .
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «3» .
وجملة: «لا تذرنّ ... (الأولى) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا تذرنّ ... (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
24- (الواو) عاطفة في الموضعين (قد) حرف تحقيق (لا) ناهية جازمة- دعائيّة- (إلّا) للحصر (ضلالا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «قد أضلّوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قال نوح «4» .
وجملة: «لا تزد ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قد أضلّوا.
25- (ما) زائدة (من خطيئاتهم) متعلّق ب (أغرقوا) ، و (من) سببيّة، و (الواو) في (أغرقوا) نائب الفاعل، وكذلك الواو في (أدخلوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (من دون) متعلّق بحال من (أنصارا) ، (لهم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
__________
(1) أي اتّبعوا من مكروا مكرا كبّارا. ويجوز أن تكون معطوفة على جملة عصوني فهي في محلّ رفع.
(2) منع (يغوث ويعوق) من التنوين للعلميّة والعجمة، أو للعلميّة ووزن الفعل.
(3) أو معطوفة على جملة عصوني في محلّ رفع.
(4) وهذا القول المقدّر لا محلّ له معطوف على قوله: قال نوح ربّ إنّهم عصوني.
(29/104)
________________________________________
وجملة: «أغرقوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أدخلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقوا.
وجملة: «لم يجدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدخلوا.
الصرف:
(22) كبّارا: صيغة مبالغة من الثلاثيّ كبر، وزنه فعّال بضمّ الفاء وتشديد العين المفتوحة.
(23) ودّا: اسم صنم وقيل هو ابن من أبناء آدم صنع له تمثال بعد موته باسمه، وزنه فعل بفتح فسكون- أو بضمّ فسكون على قراءة نافع- (سواعا) اسم صنم من أصنام الجاهلية وزنه فعال بضم الفاء.
(يغوث) ، هو مثل ودّ ... وزنه يفعل بضمّ العين، ثمّ أعلّ بتسكين الواو ونقل حركتها إلى الغين.
(يعوق) ، مثل يغوث معنى وتصريفا.
(نسرا) ، مثل ودّ وزنا ومعنى.
الفوائد:
- (ما) الزائدة:
من المواضيع التي تزاد بها (ما) بعد الخافض (أي الجار) ، كقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ) و (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ) و (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) . وقول الشاعر:
وننصر مولانا ونعلم أنه ... كما الناس مجروم عليه وجارم
وتزاد بعد الجار الذي هو اسم، كقوله تعالى (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) .
وتزاد بعد الجازم كقوله تعالى: «إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ» (أيّا ما تدعو) وقول الأعشى:
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم ... تراحي وتلقى من فواضله ندى
(29/105)
________________________________________
وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
وابن هاشم هو الرسول محمد (صلّى الله عليه وسلّم) .
وتزاد بعد أداة الشرط، جازمة كانت، كقوله تعالى: (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) ، أو غير جازمة، كقوله تعالى (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ) .
وتزاد بين المتبوع وتابعه، كقوله تعالى: «مَثَلًا ما بَعُوضَةً» . وزادها الأعشى مرتين في قوله:
إما ترينا حفاة لا نعال لنا ... إنا كذلك ما نحفى وننتعل

[سورة نوح (71) : الآيات 26 الى 28]
وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً (28)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (على الأرض) متعلّق ب (تذر) ، (من الكافرين) متعلّق بحال من (ديّارا) جملة: «قال نوح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال نوح «1» .
وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «2» .
وجملة: «لا تذر ... » لا محلّ لها جواب النداء.
27- (الواو) عاطفة (لا) نافية (يلدوا) مضارع مجزوم معطوف على (يضلّوا) جواب الشرط (إلّا) للحصر (فاجرا) مفعول به منصوب «3» .
__________
(1) في الآية (21) من هذه السورة.
(2) أو جملة النداء اعتراضيّة، وجملة لا تذر مقول القول.
(3) في الكلام مجاز مرسل على اعتبار ما سيكون، قال نوح ذلك بعد الإيحاء إليه بمصير هؤلاء.
(29/106)
________________________________________
وجملة: «إنّك إن تذرهم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «إن تذرهم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يضلّوا ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «لا يلدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّوا.
28- (لي) متعلّق ب (اغفر) ، (الواو) عاطفة في المواضع الخمسة (لوالديّ، لمن) متعلّقان ب (اغفر) فهما معطوفان على (لي) ، (مؤمنا) حال منصوبة من فاعل دخل (للمؤمنين) متعلّق ب (اغفر) معطوف على (لي) ، (المؤمنات) معطوف على المؤمنين مجرور (لا تزد الظالمين إلّا تبارا) مثل لا تزد الظالمين إلّا ضلالا «1» .
وجملة: «ربّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «دخل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «لا تزد الظالمين» لا محلّ لها معطوفة على جملة اغفر.
الصرف:
(26) ديّارا: اسم بمعنى أحد، قيل هو مأخوذ من الدار أي نازل دارا، وقيل هو مأخوذ من الدوران وهو التحرّك، فيه إعلال بالقلب أصله ديوار، اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى، وزنه فيعال.
(27) يلدوا: فيه إعلال بالحذف، حذفت منه فاء الكلمة في المضارع فهو معتلّ مثال مكسور العين في المضارع وزنه يعلوا.
(فاجرا) ، اسم فاعل من الثلاثيّ فجر باب نصر، وزنه فاعل.
__________
(1) في الآية (24) من هذه السورة.
(29/107)
________________________________________
(28) تبارا: الاسم من تبر يتبر باب نصر أو باب فرح بمعنى هلك ...
أو هو اسم مصدر من الرباعيّ تبرّ وزنه فعال بفتح الفاء.
البلاغة
مجاز مرسل: في قوله تعالى «وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً» .
وعلاقة هذا المجاز ما يؤول إليه، لأنهم لم يفجروا وقت الولادة، بل بعدها بزمن طويل على كل حال. أي لا يلدوا إلا من سيفجر ويكفر، فوصفهم بما يصيرون إليه.
انتهت سورة «نوح» ويليها سورة «الجن»
(29/108)
________________________________________
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19)
سورة الجنّ
آياتها 28 آية
[سورة الجن (72) : الآيات 1 الى 19]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (3) وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4)
وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (9)
وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14)
وَأَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (17) وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19)
(29/109)
________________________________________
الإعراب:
(إليّ) متعلّق ب (أوحي) ، و (الهاء) في (أنّه) ضمير الشأن اسم أنّ (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (نفر) ...
جملة: «قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أوحي ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «استمع نفر ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
(29/110)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (أنّه استمع ... ) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل أوحي.
وجملة: «قالوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة استمع وجملة: «إنّا سمعنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «سمعنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
2- (إلى الرشد) متعلّق ب (يهدي) ، (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الواو) عاطفة (بربّنا) متعلّق ب (نشرك) .
وجملة: «يهدى ... » في محلّ نصب نعت ل (قرآنا) «1» وجملة: «آمنّا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سمعنا.
وجملة: «لن نشرك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة آمنّا.
3- (الواو) عاطفة (ما) نافية (صاحبة) مفعول به ثان منصوب، والمفعول الأول مقدّر أي امرأة ... (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ولدا) معطوفة على صاحبة «2» ...
وجملة: «تعالى جدّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة «3» .
وجملة: «ما اتّخذ ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) والمصدر المؤوّل (أنّه ... ما اتّخذ) في محلّ جرّ معطوف على محلّ الضمير في (به) أي آمنّا به «4» .
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من (قرآنا) الموصوف ب (عجبا) .
(2) وفي الكلام تقدير أي: ولا أحدا ولدا.
(3) يجوز أن تكون الجملة خبرا ل (أنّ) ، والجملة بعدها حالا من ربّنا.
(4) في الآيات وردت (أنّ) مفتوحة الهمزة ... فالمصدر المؤوّل فيها معطوف على محلّ الضمير في (به) على الرغم من عدم إعادة الجارّ، ولكنّ الحذف قياسيّ في هذا التعبير المبدوء ب (أنّ) .
(29/111)
________________________________________
4- (الواو) عاطفة (أنّه كان ... ) مثل أنّه استمع، واسم (كان) هو الضمير الشأن محذوف «1» ، (على الله) متعلّق بحال من فاعل يقول أي: يقول السفيه كاذبا على الله (شططا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا شططا «2» .
والمصدر المؤوّل (أنّه كان ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّه ... ما اتّخذ) وجملة: «كان يقول ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الثالث.
وجملة: «يقول سفيهنا ... » في محلّ نصب خبر كان ...
5- (الواو) عاطفة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف (على الله) متعلّق بحال من فاعل تقول (كذبا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي قولا كذبا.
والمصدر المؤوّل (أنّا ظنّنا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق أنّه كان ...
والمصدر المؤوّل (أن لن تقول) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّنا.
وجملة: «ظننا ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) الرابع.
وجملة: «لن تقول الإنس ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخففة.
6- (الواو) عاطفة (أنّه كان ... ) مثل السابق (من الإنس) متعلّق بنعت ل (رجال) (برجال) متعلّق ب (يعوذون) ، (من الجنّ) متعلّق بنعت ل (رجال) الثاني (الفاء) عاطفة (رهقا) مفعول به ثان منصوب.
__________
(1) أو ضمير مستتر وجوبا يعود على السفيه الآتي لتنازعه مع فعل يقول عليه. [.....]
(2) أو هو مفعول به.
(29/112)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (أنّه كان ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «كان رجال ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «يعوذون ... » في محلّ نصب خبر كان.
وجملة: «زادوهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان رجال.
7- (الواو) عاطفة (أنّهم ظنّوا) مثل أنّا ظنّنا (ما) حرف مصدريّ (أن لن يبعث ... ) مثل أن لن تقول ...
والمصدر المؤوّل (أنّهم ظنّوا) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل (أنّه كان..)
والمصدر المؤوّل (ما ظننتم) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي: ظنّا كظنّكم.
والمصدر المؤوّل (أن لن يبعث) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّوا- أو ظننتم- «1» .
وجملة: «ظنّوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «ظننتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «لن يبعث الله ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
8- (الواو) عاطفة (الفاء) كذلك (حرسا) تمييز منصوب «2» .
والمصدر المؤوّل (أنّا لمسنا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
__________
(1) ومفعولا الظنّ الآخران محذوفان دلّ عليهما المصدر السادّ مسدّهما في الظنّ الآخر.
(2) أو هو مفعول به عند من يجعل فعل ملأ متعدّيا لاثنين.
(29/113)
________________________________________
وجملة: «لمسنا ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «وجدناها ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لمسنا.
وجملة: «ملئت ... » في محلّ نصب مفعول به ثان ل (وجدناها) .
9- (الواو) عاطفة (منها) متعلّق بحب من مقاعد «1» ، (مقاعد) مفعول مطلق «2» منصوب أي قعودات للسمع (للسمع) متعلّق ب (نقعد) «3» أي لأجل السمع (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (يستمع) مضارع مجزوم وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (الآن) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (يستمع) ، (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
والمصدر المؤوّل (أنّا كنّا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «كنّا نقعد ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «نقعد ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
وجملة: «من يستمع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يستمع ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «4» .
وجملة: «يجد ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «جد ربنا» استعارة من الجد الذي هو الدولة والبخت، لأن الملوك والأغنياء هم المجدودون
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل نقعد بتضمينه معنى نتّخذ.
(2) فهو جمع للمصدر الميميّ مقعد ... أو هو مفعول به لفعل نقعد بالتضمين السابق ومقاعد جمع لاسم المكان مقعد.
(3) أو متعلّق بنعت لمقاعد.
(4) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(29/114)
________________________________________
والمعنى: وصفه بالتعالي عن الصاحبة والولد لعظمته. أو لسلطانه وملكوته أو لغناه.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وأنا لمسنا السماء» .
أي طلبنا بلوغها لاستماع كلام أهلها، أو طلبنا خبرها. واللمس: قيل: مستعار من المس، للطلب، كالجس. يقول: لمسه والتمسه وتلمسه، كطلبه واطلبه وتطلبه. والظاهر أن الاستعارة لغوية، لأنه مجاز مرسل، لاستعماله في لازم معناه.
الفوائد
- هل رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الجنّ؟
اختلف الرواة هل رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الجن؟ فقد أثبت ذلك ابن مسعود فيما رواه عنه مسلم في صحيحة، وقد تقدم حديثه في سورة الأحقاف، عند قوله تعالى: «وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن» . وأنكر ذلك ابن عباس، فيما رواه عنه البخاري ومسلم، قال ابن عباس: ما قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على الجن ولا رآهم.
انطلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) في طائفة من أصحابه، عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسل عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم؟ فقيل: حيل بيننا وبين خبر السماء، وأرسلت علينا الشهب. قالوا:
وما ذاك إلا من شيء قد حدث، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها، فانظروا السبب.
فانطلقوا، فمر النفر الذين أخذوا نحو (تهامة) بالنبي (صلّى الله عليه وسلّم) ، وهو بنخلة، عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلي بالصحابة صلاة الفجر، فلما سمعوا القرآن واستمعوا له قالوا: هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء، فرجعوا إلى قومهم، فقالوا: يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا، يهدي إلى الرشد، فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله عز وجل على رسوله (صلّى الله عليه وسلّم) الآية. وأما حديث ابن مسعود فقضية أخرى وجن آخرون، والحاصل من الكتاب والسنة العلم القطعي بأن الجن والشياطين موجودون، متعبدون بالأحكام الشرعية، وأنه صلى الله عليه وسلم رسول إلى الإنس والجن.
(29/115)
________________________________________
- كرامات الأنبياء:
قال الزمخشري: في هذه الآية دليل على إبطال الكرامات، لأن الذين تضاف إليهم الكرامات، وإن كانوا أولياء مرتضين، فليسوا برسل. وقد خص الله الرسل- من بين المرتضين- بالاطلاع على الغيب. وفيه أيضا إبطال الكهانة والتنجيم، لأن أصحابها أبعد شيء في الارتضاء، وأدخله في السخط. قال الواحدي: وفي هذا دليل على أن من ادعى أن النجوم تدله على ما يكون، من حياة أو موت، ونحو ذلك، فقد كفر بما في القرآن.
فأما الزمخشري، فقد أنكر كرامات الأولياء، جريا على قاعدة مذهبه في الاعتزال، ووافق الواحدي وغيره من المفسرين في إبطال الكهانة والتنجيم. قال الامام فخر الدين: ونسبة الآية إلى الصورتين واحدة، فإن جعل الآية دالة على المنع من أحكام النجوم فينبغي أن يجعلها دالة على المنع من الكرامات. قال: وعندي أن الآية لا دلالة فيها على شيء من ذلك، والذي تدل عليه أن قوله (فلا يظهر على غيبه أحدا) ليس فيه صيغة عموم، فيكفي في العمل بمقتضاه أن لا يظهر الله تعالى خلقه على غيب واحد من غيوبه، فتحمله على وقت وقوع القيامة، فيكون المراد من الآية أنه تعالى لا يظهر هذا الغيب لأحد، فلا يبقى في الآية دلالة على أنه لا يظهر شيئا من الغيوب لأحد. ثم إنه يجوز أن يطلع الله على شيء من المغيبات غير الرسل. والذي ينبغي أن مذهب أهل السنة إثبات كرامات الأولياء، خلافا للمعتزلة، وأنه يجوز أن يلهم الله بعض أوليائه وقوع بعض الوقائع في المستقبل، فيخبر به. ويدل على صحة ذلك ما
روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : لقد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناس محدّثون ملهمون.
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : أنّه كان يقول: قد كان يكون في الأمم قبلكم محدّثون، فإن يكن من أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم.
ففي هذا إثبات لكرامات الأولياء. وما جاز أن يكون معجزة لنبي صح أن يكون كرامة لولي. والفرق بينهما: أن المعجزة أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي، ولا يجوز للولي أن يدعي خرق العادة مع التحدي، إذ لو
(29/116)
________________________________________
ادعاه الولي لكفر من ساعته. أما الكهانة، فقد أغلق بابها بمبعثه (صلّى الله عليه وسلّم) ، فمن ادعاها فهو كافر. والله تعالى اعلم.
10- (الواو) عاطفة (لا) نافية (الهمزة) للاستفهام (شرّ) فاعل لفعل محذوف على الاشتغال تقديره حصل أو تمّ «1» . (بمن) متعلّق ب (أريد) ، (أم) عاطفة «2» ، (بهم) متعلّق ب (أراد) ... و (في الأرض) متعلّق بصلة من ...
والمصدر المؤوّل (أنّا لا ندري ... ) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «لا ندري ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: « (أحصل) شرّ ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعول ندري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «أريد ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أراد بهم ربّهم ... » في محلّ نصب معطوفة على الجملة المقدّرة حصل.
11- (الواو) عاطفة (منّا) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الصالحون) ، وكذلك (منّا) الثاني والمبتدأ مقدّر وصف بالظرف دون أي: منّا قوم دون ذلك «3» ، (طرائق) خبر كنّا بحذف مضاف أي ذوي طرائق «4» .
__________
(1) يجوز أن يكون (شرّ) مبتدأ خبره جملة أريد، وحينئذ تعطف الجملة الفعلية أراد على الاسميّة شرّ أريد.
(2) الجملة بعدها بتأويل مفرد لذلك صحّ كونها عاطفة أي أشرّ أريد بمن في الأرض أم خير، وجاء التعبير عن (خير) بالجملة ... ويجوز أن تكون منقطعة بمعنى بل، فالجملة بعدها استئنافيّة.
(3) على رأي الأخفش (دون) لفظ بمعنى غير مبنيّ لإضافته إلى مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.
(4) يجوز أن يكون حذف المضاف في اسم كان أي كانت أحوالنا طرائق ...
(29/117)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (أنّا منّا الصالحون) في محلّ جرّ معطوف على المصدر السابق.
وجملة: «منّا الصالحون ... » في محلّ رفع خبر (أنّ) .
وجملة: «منّا دون ذلك ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «كنّا طرائق ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
12- (الواو) عاطفة (أن لن نعجز..) مثل أن لن تقول.. (في الأرض) متعلّق بحال من فاعل نعجز (هربا) مصدر في موضع الحال أي هاربين..
والمصدر المؤوّل (أنّا ظننّا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
والمصدر المؤوّل (أن لن نعجز) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّنا.
وجملة: «ظنّنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «لن نعجز ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «لن نعجزه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نعجز.
13- (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب آمنّا (به) متعلّق ب (آمنّا) ، (الفاء) استئنافيّة (من يؤمن) مثل من يستمع (بربّه) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) نافية، والثانية زائدة لتأكيد النفي (رهقا) معطوف على (بخسا) منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّا لمّا سمعنا..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر السابق.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «سمعنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «آمنّا به ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
(29/118)
________________________________________
وجملة: «من يؤمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: «يؤمن بربّه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «لا يخاف ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
14- (الواو) عاطفة (منّا المسلمون) مثل منّا الصالحون، وكذلك (منّا القاسطون) ، (فمن) مثل الأول (أسلم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (تحرّوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، و (الواو) فاعل..
والمصدر المؤوّل (أنّا منّا المسلمون..) في محلّ جرّ معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
وجملة: «منّا المسلمون» في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «منّا القاسطون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
وجملة: «من أسلم» لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة «1» .
وجملة: «أسلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «أولئك تحرّوا ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «تحرّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ.
15- (الواو) عاطفة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الفاء) رابطة لجواب أمّا (لجهنّم) متعلّق بحال من (حطبا) .
وجملة: «القاسطون.. كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أسلم..
__________
(1) يجوز عطفها على جملة الخبر (منّا المسلمون) بتقدير الربط أي فمن أسلم منّا ...
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(29/119)
________________________________________
وجملة: «كانوا.. حطبا» في محلّ رفع خبر المبتدأ (القاسطون) .
16- (الواو) اعتراضيّة- أو استئنافيّة- (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (لو) حرف شرط غير جازم (على الطريقة) متعلّق ب (استقاموا) ، (اللام) واقعة في جواب لو (ماء) مفعول به ثان منصوب..
والمصدر المؤوّل (أن لو استقاموا..) في محلّ رفع نائب الفاعل لفعل محذوف تقديره أوحي إليّ.. «1»
وجملة: « (أوحي إليّ ... » أن لو ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر (أن) .
وجملة: «أسقيناهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
17- (اللام) لام التعليل (نفتنهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) اعتراضيّة (من) مثل الأول (عن ذكر) متعلّق ب (يعرض) .. (فيه) متعلّق ب (نفتنهم) . (عذابا) مفعول به ثان ب (تضمين) نسلكه معنى ندخله.
والمصدر المؤوّل (أن نفتنهم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أسقيناهم) .
وجملة: «نفتنهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «من يعرض ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «يعرض ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «يسلكه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
18- (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر أنّ (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر
__________
(1) الكلام هنا ليس من كلام الجنّ بل من كلامه تعالى، وعلى هذا يجوز العطف على المصدر المؤوّل (أنّه استمع..) وكلّ ما بينهما اعتراض. [.....]
(2) أو اعتراضيّة بين كلام الجنّ الأول وكلامهم اللاحق..
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(29/120)
________________________________________
(لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من (أحدا) ...
والمصدر المؤوّل (أنّ المساجد لله) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل (أن لو استقاموا..) .
وجملة: «لا تدعوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تهيّأتم للعبادة فلا تدعوا..
19- (الواو) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب.. (عليه) متعلّق ب (لبدا) بتأويل مشتّق أي جماعات..
والمصدر المؤوّل (أنّه لما قام..) في محلّ رفع معطوف على المصدر المؤوّل السابق أو المصدر المؤوّل (أنّه استمع ... ) في الآية (1) من هذه السورة.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: «قام عبد الله ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يدعوه ... » في محلّ نصب حال من فاعل قام وجملة: «كادوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «يكونون ... » في محلّ نصب خبر كادوا.
الصرف:
(3) تعالى: فيه إعلال بالقلب، أصله تعالي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(جدّ) ، اسم بمعنى العظمة والجلال بفتح الجيم، وزنه فعل بفتح فسكون.
(6) رهقا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ رهق بمعنى غشي، باب فرح، وهنا بمعنى السفه والطغيان.
(29/121)
________________________________________
(8) حرسا: اسم جمع أو جمع حارس، اسم فاعل من الثلاثيّ حرس وزنه فاعل ووزن حرس فعل بفتحتين.
(9) رصدا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ رصد باب نصر بمعنى رقبه أو قعد له في طريقه، واستعمل في الآية كصفة للمبالغة بمعنى المفعول أي أرصد له هيّئ.. أو على تقدير مضاف إي ذا إرصاد.
(11) قددا: جمع قدّة اسم بمعنى السيرة والطريقة مشتّق من (قدّ السير) أي قطعه، وزن قدّة فعلة بكسر فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد، ووزن قدد فعل بكسر ففتح.
(12) هربا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ هرب باب نصر، وزنه فعل بفتحتين.
(14) القاسطون: جمع القاسط، اسم فاعل من الثلاثيّ قسط بمعنى جار، وزنه فاعل.
(تحرّوا) ، فيه إعلال بالحذف لالتقاء الساكنين لام الكلمة وواو الجماعة، وزنه تفعّوا بفتح التاء والعين.
(15) حطبا: اسم جمع القطعة منه حطبة، وزنه فعلة بفتحتين، والجمع أحطاب زنة أفعال وحطب فعل.
(16) غدقا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ غدق باب فرح بمعنى أعطى كثيرا، وزنه فعل بفتحتين.
(17) صعدا: مصدر الثلاثيّ صعد باب فرح، واستعمل المصدر وصفا بمعنى اسم الفاعل للمبالغة.
(19) لبدا: جمع لبدة زنة سدرة- بكسر اللام- اسم للشعر الذي فوق رقبة الأسد. وكلّ شيء ألصقته إلصاقا شديدا فقد لبّدته، ووزن لبد فعل بكسر ففتح وقد تضمّ كقوله تعالى: أهلكت مالا لبدا «1» .
__________
(1) في الآية (6) من سورة البلد.
(29/122)
________________________________________
قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20)
البلاغة
السر في اختلاف صورة الكلام: في قوله تعالى «وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً» . فإن ما قبل «أم» من الكلام صورة تخالف صورة ما بعدها، لأن الأولى فيها فعل الإرادة مبني للمجهول، والثانية فيها فعل الإرادة مبني للمعلوم.
والسبب الداعي إلى ذلك: الأدب مع الله سبحانه وتعالى، حيث لم يصرحوا بنسبة الشر إلى الله عز وجل، كما صرحوا به في الخير وإن كان فاعل الكل هو الله تعالى.
ولقد جمعوا بين الأدب وحسن الاعتقاد.
فن الإيضاح: في قوله تعالى «وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً» .
وهذا الفن هو حلّ للإشكال الوارد في ظاهر الكلام.
حيث أنّ الله سبحانه وتعالى وضّح- بعد أن ذكر الإيمان- أن المؤمن لا يخاف جزاء بخس ولا رهق، لأنه لم يبخس أحدا حقا ولا رهق [أي لم يغش] ظلم أحد، فلا يخاف جزاءهما.
[سورة الجن (72) : آية 20]
قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20)
الإعراب:
(إنّما) كافّة ومكفوفة (الواو) عاطفة (لا) نافية (به) متعلّق ب (أشرك) ..
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدعوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا أشرك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
(29/123)
________________________________________
قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24)
[سورة الجن (72) : آية 21]
قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً (21)
الإعراب:
(لا) نافية (لكم) متعلّق ب (أملك) «1» ، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي.
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّي لا أملك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لا أملك ... » في محلّ نصب خبر إنّ.
[سورة الجن (72) : الآيات 22 الى 24]
قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً (23) حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (24)
الإعراب:
(من الله) متعلّق ب (يجيرني) بحذف مضاف (الواو) عاطفة (من دونه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان، جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة- أو اعتراضيّة- وجملة: «إنّي لن يجيرني ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لن يجيرني.. أحد ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لن أجد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لن يجيرني أحد.
__________
(1) أو متعلّق بحال من (ضرّا) .
(29/124)
________________________________________
23- (إلّا) للاستثناء (بلاغا) مستثنى ب (إلّا) منصوب «1» (من الله) متعلّق بنعت ل (بلاغا) ، (الواو) عاطفة (رسالاته) معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله «2» ، (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر إنّ (خالدين) حال منصوبة من الضمير في (له) مراعى فيه معنى الجمع المأخوذ من الشرط (من) ، (فيها) متعلّق ب (خالدين) وكذلك الظرف أبدا.
وجملة: «من يعص ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعص ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «3» .
وجملة: «إنّ له نار جهنّم ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
24- (حتّى) حرف ابتداء (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به. و (الواو) في (يوعدون) نائب الفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (السين) لمجرّد التوكيد «4» ، (من) موصول في محلّ نصب مفعول به «5» ، (أضعف) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ناصرا) تمييز منصوب (أقلّ عددا) مثل أضعف ناصرا فهو معطوف عليه..
__________
(1) هذا الاستثناء منقطع إذا كان البلاغ مستثنى من (ملتحدا) لأنّ البلاغ من الله لا يكون داخلا تحت قوله (لن أجد ... ملتحدا) لأنه لا يكون من دون الله.. وعلى هذا فجملة: قل إنّي لن يجيرني ... استئنافيّة. هذا ويمكن أن يكون الاستثناء متّصلا إذا كان المستثنى منه (الضرّ والرشد) أي: لا أملك لكم شيئا إلّا بلاغا من الله، وعلى هذا فجملة: قل إنّي لن يجيرني ... اعتراضيّة.
(2) أو معطوف على (بلاغا) منصوب وعلامة النصب الكسرة.
(3) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(4) لأنّ رؤية العذاب تحصل مع العلم، والسين إذا أفادت الاستقبال تجعل العلم متأخّرا.
(5) يجوز أن يكون اسم استفهام مبتدأ خبره أضعف، والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعول يعلمون المعلّق بالاستفهام.
(29/125)
________________________________________
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)
وجملة: «رأوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يوعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «سيعلمون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: « (هو) أضعف ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(23) أبدا: اسم ظرفي للزمن، ويأتي بمعنى الدهر والأزليّ والقديم والدائم، جمعه آباد وأبود بضمّ الهمزة، والظرف يستعمل في الغالب للمستقبل نفيا وإثباتا، تقول لا أفعله أبدا أو لم أفعله أبدا، وزنه فعل بفتحتين.
[سورة الجن (72) : الآيات 25 الى 28]
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28)
الإعراب:
(إن) حرف نفي (الهمزة) للاستفهام (قريب) خبر مقدّم مرفوع «1» ، (ما) حرف مصدريّ «2» ، (أم) حرف معادل للهمزة عاطف (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ...
والمصدر المؤوّل (ما توعدون) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
__________
(1) أو هو مبتدأ معتمد على الاستفهام و (ما) وصلته فاعل سدّ مسدّ الخبر.
(2) أو موصول في محلّ رفع والعائد محذوف.
(29/126)
________________________________________
جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إن أدري ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قريب ما توعدون ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدري المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الحرفيّ أو الاسميّ.
وجملة: «يجعل له ربّي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة قريب ما توعدون.
26- (عالم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (الفاء) عاطفة (لا) نافية (على غيبه) متعلّق ب (يظهر) .
وجملة: « (هو) عالم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» .
وجملة: «لا يظهر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (هو) عالم.
27- (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ نصب بدل من (أحدا) «3» ، (من رسول) تمييز للضمير المقدّر مفعول ارتضى أي ارتضاه رسولا «4» ، (الفاء) تعليليّة «5» ، (من بين) جارّ ومجرور متعلّق ب (يسلك) ، وكذلك (من خلفه) ، (رصدا) مفعول به منصوب ...
وجملة: «ارتضى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
__________
(1) أو بدل من (ربّي) - أو عطف بيان عليه-
(2) أو في محلّ نصب حال من ربّي.
(3) أو في محلّ نصب مستثنى بإلّا ... وإذا كانت (إلّا) بمعنى لكن فالموصول مبتدأ خبره جملة (إنّه يسلك) ، كما يجوز أن يكون (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة ارتضى وجوابه فإنّه يسلك. [.....]
(4) يجوز أن يكون متعلّقا بحال من الضمير المقدّر.
(5) أو زائدة، أو رابطة لجواب الشرط.
(29/127)
________________________________________
وجملة: «إنّه يسلك ... » لا محلّ لها تعليليّة «1» .
وجملة: «يسلك ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
28- (اللام) للتعليل (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «2» ، (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف (قد) حرف تحقيق (الواو) حالية- أو عاطفة (بما) متعلّق ب (أحاط) ، (لديهم) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما، (الواو) عاطفة (عددا) تمييز منصوب «3» .
والمصدر المؤوّل (أن يعلم) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (يسلك) .
والمصدر المؤوّل (أن قد أبلغوا..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «قد أبلغوا ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «أحاط ... » في محلّ نصب حال من فاعل يعلم «4» .
وجملة: «أحصى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحاط تأخذ إعرابها.
__________
(1) أو في محلّ رفع خبر الموصول من.. أو في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
(2) بين المفسّرين خلاف فيما يرجع عليه هذا الضمير، فبعضهم جعله ضمير الجلالة أي ليعلم الله.. وبعضهم جعل عودته على الرسول عليه السّلام أي ليعلم محمّد أنّ الرسول قبله قد أبلغوا الرسالة.. وبعضهم جعل عودته على الرسل أي ليعلم الرسل أنّ الملائكة يبلّغون.. أو ليعلم إبليس والجنّ أنّ الرسل قد أبلغوا رسالات ربّهم.. أو ليعلم من كذّب الرسل أنّ المرسلين قد بلّغوا ... إلخ.
(3) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مرادفه أو نوع عدده أي أحصاه إحصاء.
(4) إذا كان ضمير يعلم هو الله. والجملة معطوفة على جملة أبلغوا إذا كان الضمير يعود على غير الله.
(29/128)
________________________________________
الصرف:
(28) أحاط: فيه إعلال بالقلب، أصله أحوط زنة أفعل، ثقلت الفتحة على الواو فسكّنت ونقلت الحركة إلى الحاء- إعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها وتحركها في الأصل- إعلال بالقلب-.
(أحصى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أحصي، بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، وزنه أفعل.
(كلّ) ، اسم يدلّ على مجموع الشيء، وزنه فعل بضمّ فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
انتهت سورة «الجن» ويليها سورة «المزمّل»
(29/129)
________________________________________
يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)
سورة المزّمّل
آياتها 20 آية
[سورة المزمل (73) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (المزمّل) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (الليل) ظرف زمان متعلّق ب (قم) ، (إلّا) للاستثناء (قليلا) مستثنى منصوب.
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «قم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
(نصفه) بدل من (قليلا) منصوب (أو) حرف عطف للتخيير (منه) متعلّق ب (انقص) ، (عليه) متعلّق ب (زد) ، (ترتيلا) مفعول مطلق منصوب.
(29/131)
________________________________________
وجملة: «انقص ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «زد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انقص.
وجملة: «رتّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
الصرف:
(المّزمّل) ، اسم فاعل من (تزمّل) الخماسيّ بمعنى تلفّف بثوبه- على أغلب الآراء «1» ، وزنه متفعّل.. فيه إبدال، أصله المتزمّل، قلبت التاء زايا ثمّ سكّنت ليتمّ الإدغام مع فاء الكلمة وهي الزاي.
(قم) ، فيه إعلال بالحذف، هو أمر الثلاثيّ الأجوف قام، والأصل فيه قوم بضمّ فسكونين، حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وزنه فل بضمّ فسكون لأنّ فاءه مضمومة في المضارع، (نصفه) ، اسم لأحد جزأي الشيء إذا تساويا، وزنه فعل بكسر فسكون- وقد تفتح الفاء أو تضمّ- جمعه أنصاف زنة أفعال.
(زد) الإعلال فيه مثل في (قم) وعلى قياسه، وزنه فل بكسر فسكون لأنّ الفاء مكسورة في المضارع.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا» .
أي صل الليل إلا قليلا، والقيام جزء من الصلاة، فعبّر بالجزء وهو القيام وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة المجاز جزئية.
الفوائد
- جهاد الروح والجسد:
كان النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يقومون من الليل، من النصف إلى
__________
(1) قيل المتزمّل بالنبوّة أو بالقرآن..
(29/132)
________________________________________
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)
الثلثين، وكان الرجل منهم، لا يدري متى ثلث الليل أو متى نصفه أو متى ثلثاه، فكان يقوم الليل كله حتى يصبح، مخافة ألا يحفظ القدر الواجب، واشتد ذلك عليهم حتى انتفخت أقدامهم، فرحمهم الله، وخفف عنهم، ونسخها بقوله: «فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ» . قيل: ليس في القرآن سورة نسخ آخرها أوّلها إلّا هذه السورة. وكان بين نزول أولها ونزول آخرها سنة. وقيل: ستة عشر شهرا. وكان قيام الليل فرضا، ثم نسخ بعد ذلك في حق الأمة بالصلوات الخمس. وثبتت فرضيته على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بقوله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) .
عن سعد بن هشام قال: انطلقت إلى عائشة، فقلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى؟ قالت: فإن خلق رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) القرآن، قلت: فقيام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قالت: ألست تقرأ المزمل؟ قلت:
بلى، قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة، فقام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء، ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة.
[سورة المزمل (73) : الآيات 5 الى 6]
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (5) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (6)
الإعراب:
(عليك) متعلّق ب (سنلقي) ، (هي) ضمير فصل «1» ، (وطئا) تمييز منصوب (أقوم قيلا) مثل أشدّ وطئا.
جملة: «إنّا سنلقي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سنلقي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
__________
(1) يجوز أن يكون ضميرا منفصلا مبتدأ خبره أشدّ والجملة خبر إنّ.
(29/133)
________________________________________
إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7)
وجملة: «إنّ ناشئة.. أشدّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(ناشئة) ، إمّا مؤنّث ناشئ، اسم فاعل من الثلاثيّ نشأ، وزنه فاعل وصف به النفس الناشئة بالليل للعبادة.. أو هو مصدر بمعنى قيام الليل كالعاقبة.. وقيل هو جمع ناشئ وهو جمع غير قياسيّ.. وقيل هو أول ساعات الليل أو ما ينشأ من الطاعات فيه.
(وطئا) ، مصدر سماعيّ لفعل وطأ باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة المزمل (73) : آية 7]
إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (7)
الإعراب:
(لك) متعلّق بخبر مقدّم (في النهار) متعلّق بالخبر المحذوف «1» ، (سبحا) اسم إنّ منصوب جملة: «إنّ لك في النهار سبحا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
الصرف:
(سبحا) ، مصدر الثلاثيّ سبح بمعنى جرى أو تقلّب في الماء، وقد أستعير للتصرّف بالحوائج وزنه فعل بفتح فسكون.
(طويلا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ طال، وزنه فعيل.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا» .
أي تقلبا وتصرفا في مهماتك، واشتغالا بشواغلك، فلا تستطيع أن تتفرغ للعبادة فعليك بها في الليل. وأصل السبح المر السريع في الماء، فاستعير للذهاب مطلقا.
وأنشدوا قول الشاعر:
__________
(1) أو متعلّق بحال من (سبحا) .
(29/134)
________________________________________
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14)
أباحوا لكم شرق البلاد وغربها ... ففيها لكم يا صاح سبح من السبح
وأما القراءة بالخاء: سبخا فاستعارة من سبخ الصوف: وهو نقشه ونشر أجزائه، لانتشار الهم، وتفرق القلب بالشواغل.
[سورة المزمل (73) : الآيات 8 الى 14]
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (9) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (11) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (12)
وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (14)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (إليه) متعلّق ب (تبتّل) ، (تبتيلا) مفعول منصوب نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق.
جملة: «اذكر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبتّل ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
9- (ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو «1» ، (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في خبر لا المحذوف، أي لا إله موجود إلّا هو (الفاء) رابطة لجواب الشرط (وكيلا) مفعول به ثان منصوب.
__________
(1) أو هو مبتدأ خبره جملة لا إله إلّا هو.
(29/135)
________________________________________
وجملة: « (هو) ربّ ... » لا محلّ لها تعليليّة «1» .
وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو) .
وجملة: «اتّخذه ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت التوفيق في أعمالك فاتّخذه وكيلا.
10- (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ «2» ، (هجرا) مفعول مطلق منصوب..
والمصدر المؤوّل (ما يقولون) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (اصبر) .
وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذكر.
وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «اهجرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
11- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة «3» ، (المكذّبين) معطوف على ضمير المتكلّم المفعول في (ذرني) «4» (أولي) نعت للمكذّبين منصوب (قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف الزمانيّ أي زمانا قليلا «5» .
وجملة: «ذرني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
وجملة: «مهّلهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اصبر.
12- (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق بخبر إنّ (ذا) نعت ل (طعاما) منصوب..
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من ربّك.
(2) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف والجملة صلته.
(3) أو الثانية هي واو المعيّة و (المكذّبين) مفعول معه.. قال ابن هشام: ليس في القرآن الكريم واو المعيّة.
(4) أي أنا أكفيكهم. [.....]
(5) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي تمهيلا قليلا.
(29/136)
________________________________________
وجملة: «إنّ لدينا أنكالا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
14- (يوم) ظرف متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لدينا «1» ، (مهيلا) نعت ل (كثيبا) منصوب.
وجملة: «ترجف الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «كانت الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ترجف أي تكون..
الصرف:
(10) هجرا: مصدر الثلاثيّ هجر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(11) النعمة: مصدر بمعنى التنّعم والتمتّع وزنه فعلة كمصدر المرّة..
(12) أنكالا: جمع نكل بمعنى القيد الثقيل، وزنه فعل بكسر فسكون، والجمع أفعال.
(13) غصّة: اسم للحال الذي يكون عليه المرء حين يغصّ بشيء ما، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
(14) كثيبا: اسم للرمل المتجمّع، وزنه فعيل.
(مهيلا) ، اسم مفعول من (هال) الثلاثيّ باب ضرب على وزن مبيع، فيه إعلال بالحذف والخلاف في موضع الحذف بين سيبويه والكسائيّ بأنّ المحذوف هو الواو أو الياء إذ أصله مهيول.
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى «رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» .
حيث طابق سبحانه وتعالى بين المشرق والمغرب في هذه الآية الكريمة.
__________
(1) أو متعلّق بمحذوف نعت ل (عذابا) ، أي عذابا واقعا يوم ترجف..
(29/137)
________________________________________
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16)
[سورة المزمل (73) : الآيات 15 الى 16]
إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً (16)
الإعراب:
(إليكم) متعلّق ب (أرسلنا) ، (عليكم) متعلّق ب (شاهدا) ، (ما) حرف مصدريّ (إلى فرعون) متعلّق ب (أرسلنا) الثاني.
والمصدر المؤوّل (ما أرسلنا ... ) في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمفعول مطلق عامله أرسلنا إليكم.
جملة: «إنّا أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أرسلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أرسلنا (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
16- (الفاء) عاطفة في الموضعين (أخذا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «عصى فرعون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر.
وجملة: «أخذناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عصى فرعون.
الصرف:
(وبيلا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ وبل باب وعد أي اشتدّ، وزنه فعيل.. وفي المصباح: الوبيل الوخيم وزنا ومعنى.
الفوائد:
- مسألة وفتوى:
كتب الرشيد ليلة إلى القاضي أبي يوسف، يسأله عن قول القائل:
فإن ترفقي يا هند فالرفق أيمن وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم
(29/138)
________________________________________
فأنت طلاق والطلاق عزيمة ... ثلاث، ومن يخرق أعق وأظلم
فقال: ماذا يلزمه إذا رفع ال (ثلاث) وإذا نصبها؟ قال أبو يوسف: فقلت: هذه مسألة نحوية فقهية، ولا آمن من الخطأ إن قلت فيها برأي، فأتيت الكسائي، وهو في فراشه، فسألته، فقال: إن رفع ثلاثا طلقت واحدة، لأنه قال: «أنت طلاق» ثم أخبر أن الطلاق التام ثلاث وإن نصبها طلقت ثلاثا، لأن معناه: أنت طالق ثلاثا، وما بينهما جملة معترضة. فكتبت بذلك إلى الرشيد، فأرسل إليّ بجوائز، فوجهت بها إلى الكسائي.
وأقول: إن الصواب أن كلا من الرفع والنصب محتمل لوقوع الثلاث ولوقوع الواحدة، أما الرفع فلأن (أل) في الطلاق إما لمجاز الجنس كما تقول: «زيد الرجل» أي هو الرجل المعتد به، وإما للعهد الذكري، مثلها في قوله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلًا) ، أي وهذا الطلاق المذكور عزيمة ثلاث ولا تكون للجنس الحقيقي، لئلا يلزم الإخبار عن العام بالخاص، كما يقال: «الحيوان إنسان» وذلك باطل، إذ ليس كل حيوان إنسانا، ولا كل طلاق عزيمة ولا ثلاثا فعلى العهدية يقع الثلاث، وعلى الجنسية يقع واحدة كما قال الكسائي وأما النصب: فلأنه محتمل لأن يكون على المفعول المطلق، وحينئذ يقتضي وقوع الطلاق الثلاث، إذ المعنى فأنت طالق ثلاثا، ثم اعترض بينهما بقوله: «والطلاق عزيمة» ، ولأن يكون حالا من الضمير المستتر في عزيمة، وحينئذ لا يلزم وقوع الثلاث، لأن المعنى: والطلاق عزيمة إذا وقع ثلاثا، فإنما يقع ما نواه هذا ما يقتضيه معنى اللفظ، مع قطع النظر عن شيء آخر وأما الذي أراده هذا الشاعر المعين فهو الثلاث، لقوله بعد:
فبيني بها إن كنت غير رفيقة ... وما لامرئ بعد الثلاث مقدّم
(29/139)
________________________________________
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18)
[سورة المزمل (73) : الآيات 17 الى 18]
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (17) السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال من فاعل تتّقون (كفرتم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (يوما) مفعول به عامله تتّقون بحذف مضاف أي عذاب يوم «1» ، منصوب وفاعل (يجعل) ضمير مستتر يعود على (يوما) - أو على الله- (شيبا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: «تتّقون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن جحدتم يوم القيامة. فكيف تتّقون عذاب الله.
وجملة: «كفرتم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: «يجعل ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) «2» .
18- (به) متعلّق ب (منفطر) - و (الباء) سببيّة أو ظرفيّة وقد تكون للاستعانة- والضمير في (وعده) يعود على الله.
وجملة: «السماء منفطر ... » في محلّ نصب نعت ثان ل (يوما) .
وجملة: «كان وعده مفعولا» لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
الصرف:
(17) شيبا جمع أشيب، صفة مشبّهة من الثلاثيّ شاب باب
__________
(1) أو عامله كفرتم بمعنى جحدتم.. ويجوز أن يكون منصوبا على نزع الخافض أي كفرتم بيوم.
(2) وإذا كان الفاعل في (يجعل) يعود على الله ففي الجملة رابط مقدّر أي يجعل الولدان شيبا فيه.
(3) المصدر (وعد) مضاف إلى فاعله وهو الله، وقد يكون الضمير عائدا على اليوم فالمصدر مضاف إلى مفعوله والفاعل محذوف، وحينئذ تصبح الجملة تعليليّة.
(29/140)
________________________________________
إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)
ضرب وزنه أفعل، ووزن شيب فعل بضمّ فسكون، وقد كسرت الشين لمناسبة الياء.. ولا يقال في المؤنّث شيباء بل شائبة أو شمطاء.
(18) منفطر: اسم فاعل من الخماسيّ انفطر، وزنه منفعل بضمّ الميم وكسر العين.. وجاء اللفظ مذكّرا لأن الصيغة هي صيغة نسب أي ذات انفطار مثل امرأة مرضع.. وقد تكون الصيغة مما يستوي معها المذكّر والمؤنّث، أو لأنّ السماء اسم جنس.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً» .
كناية عن الهول والشدة، يقال في اليوم الشديد: يوم يشيب نواصي الأطفال.
والأصل فيه: أن الهموم والأحزان إذا تفاقمت على الإنسان أسرع فيه الشيب.
[سورة المزمل (73) : آية 19]
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (19)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ، ومفعول (شاء) مقدّر أي شاء النجاة أو الايمان (اتّخذ) ماض في محلّ جزم جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان.
جملة: «إنّ هذه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(29/141)
________________________________________
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
[سورة المزمل (73) : آية 20]
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
الإعراب:
(من ثلثي) متعلّق ب (أدنى) ، (نصفه) معطوف على أدنى منصوب وكذلك (ثلثه) .
والمصدر المؤوّل (أنّك تقوم..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
(الواو) عاطفة (طائفة) معطوف على الضمير فاعل تقوم «1» ، (من الذين) متعلّق بنعت ل (طائفة) ، (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة الذين (الواو) عاطفة قبل لفظ الجلالة (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمه ضمير الشأن محذوف «2» ، (الفاء) عاطفة (عليكم) متعلّق ب (تاب) .
__________
(1) جاء العطف من غير توكيد بالضمير المنفصل لوجود الفاصل.
(2) أو هو ضمير مخاطب الجمع أي: أنّكم لن تحصوه.
(29/142)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (أن لن تحصوه ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به (من القرآن) تمييز للضمير العائد «1» (علم أن) مثل الأولى (منكم) متعلّق بمحذوف خبر سيكون (آخرون) معطوف على مرضى (في الأرض) متعلّق ب (يضربون) بتضمينه معنى يسعون أو يسافرون (من فضل) متعلّق ب (يبتغون) ، (في سبيل) متعلّق ب (يقاتلون) ..
والمصدر المؤوّل (أن سيكون..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي علم الثاني.
(الفاء) عاطفة (ما تيسّر منه) مثل ما تيسّر من القرآن (قرضا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في الاشتقاق «2» ، (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدّم (لأنفسكم) متعلّق ب (تقدّموا) (من خير) تمييز ما «3» ، (عند) ظرف منصوب متعلّق بحال من ضمير الغائب في (تجدوه) «4» ، (هو) ضمير فصل «5» (خيرا) مفعول به ثان منصوب (أجرا) تمييز منصوب.. (الواو) عاطفة..
جملة: «إنّ ربّك يعلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تقوم ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
__________
(1) أو متعلّق بحال من الضمير العائد.
(2) المفعول الثاني محذوف. ويجوز أن يكون (قرضا) هو المفعول الثاني إذا كان بمعنى المال المقروض.
(3) أو متعلّق بحال من (ما) .
(4) أو متعلّق ب (تجدوه) .
(5) جاز أن يفصل بين معرفة ونكرة لا بين معرفتين لأنّ اسم التفضيل (خيرا) بمنزلة المعرفة إذ جاء بعده المفضّل مجرورا بمن- مقدّرين- أي خيرا ممّا قدّمتموه.
(29/143)
________________________________________
وجملة: «الله يقدّر ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقدّر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
وجملة: «علم ... » لا محلّ لها استئناف في حكم التعليل «1» .
وجملة: «لن تحصوه ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علم..
وجملة: «اقرؤوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن رغبتم في الثواب فاقرؤوا.
وجملة: «تيسّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «علم ... (الثانية) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيكون منكم مرضى ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «يضربون ... » في محلّ رفع نعت ل (آخرون) .
وجملة: «يبتغون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضربون.
وجملة: «يقاتلون ... » في محلّ رفع نعت ل (آخرون) الثاني.
وجملة: «اقرؤوا ... » جواب شرط مقدّر «2» .
وجملة: «تيسّر (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: «أقيموا ... » معطوفة على جملة اقرؤوا.
وجملة: «آتوا ... » معطوفة على جملة اقرؤوا.
وجملة: «تقدّموا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة للتعليل.
وجملة: «تجدوه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «استغفروا ... » معطوفة على جملة أقيموا الصلاة.
وجملة: «إنّ الله غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة.
__________
(1) أو هي في محلّ نصب حال من فاعل يقدّر بتقدير قد. [.....]
(2) مثل جملة: اقرؤوا الأولى.
(29/144)
________________________________________
الصرف:
(تحصوه) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف أصله تحصيوه- بياء مضمومة بعد الصاد- سكّنت الياء للثقل ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، وزنه تفعوه..
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ» .
أي زمانا أقل منهما، استعمل فيه الأدنى، وهو اسم تفضيل من دنا إذا قرب، لما أن المسافة بين الشيئين إذا دنت قل ما بينهما من الأحياز، فهو فيه مجاز مرسل، لأن القرب يقتضي قلة الأحياز بين الشيئين، فاستعمل في لازمه، أو في مطلق القلة.
ويجوز اعتبار التشبيه بين القرب والقلة، ليكون هناك استعارة، والإرسال أقرب.
انتهت سورة «المزمل» ويليها سورة «المدثر»
(29/145)
________________________________________
يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
سورة المدّثّر
آياتها 56 آية
[سورة المدثر (74) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (4)
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
الإعراب:
(يأيّها المدّثّر) مثل يأيّها المزمّل «1» ، (الفاء) عاطفة ...
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «قم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قم.
__________
(1) في الآية (1) من السورة السابقة.
(29/147)
________________________________________
(الواو) عاطفة في المواضع الخمسة، وكذلك (الفاء) «1» ، (ربّك) مفعول به عامله كبّر و (ثيابك، الرجز) مفعولان ل (طهّر، اهجر) ، (لا) ناهية جازمة (لربّك) متعلّق ب (اصبر) ، وجملة: «كبّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة معطوفة على جملة جواب النداء قم.. أي: قم فكبّر ربّك.
وجملة: «طهّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
وجملة: «اهجر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
وجملة: «لا تمنن ... » لا محلّ لها معطوفة على إحدى الجمل الطلبيّة.
وجملة: «تستكثر ... » في محلّ نصب حال من فاعل تمنن.
وجملة: «اصبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أخرى أي قم.
الصرف:
(1) المدّثّر: اسم فاعل من الخماسيّ تدثّر أي لبس الدثار وهو الثوب.. أي المتلفّف بثيابه، فيه إبدال تاء التفعل دالا للمجانسة، وزنه متفعّل «2» .
(5) الرجز: بضمّ الراء وهو مثل الرجز بكسرها.. انظر الآية (59) من سورة البقرة.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ» .
قيل: كناية عن أمر بتطهير النفس مما يستقذر من الأفعال ويستهجن من
__________
(1) هذه الفاء هي زائدة عند الفارسيّ، وهي جواب (أمّا) المقدّرة عند غيره أي: وأمّا ربّك فكبّر..
وقد ردّ ذلك ابن هشام في المغني لأنّ فيه حذفا بعد حذف.. لأن (أمّا) عوض من (مهما يكن من شيء) ، فلمّا حذفت من الكلام لم تعوّض بشيء فلا دليل على حذفها.. فهي إذا عاطفة عطفت الفعل بعدها على مقدّر هو قم، أو تنبّه أو ما شاكل.
(2) انظر الآية (1) من سورة المزّمّل.
(29/148)
________________________________________
فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)
الأحوال. يقال فلان طاهر الذيل والأردان، إذا وصفوه بالنقاء من المعايب ومدانس الأخلاق.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ» .
فالمعنى الحقيقي للرجز العذاب الشديد، والمراد هنا عبادة الأصنام، فعبّر بالرجز- وهو العذاب الشديد- لأنه مسبب عن عبادة الأصنام، فعلاقة هذا المجاز المسببية.
[سورة المدثر (74) : الآيات 8 الى 10]
فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (في الناقور) نائب الفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنّه أضيف إلى غير متمكّن في محلّ نصب- بدل من إذا «1» ، وإذ اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه، والتنوين هو تنوين عوض (يوم) خبر المبتدأ (ذلك) ، مرفوع (على الكافرين) متعلّق ب (عسير) «2» (غير) نعت ثان.
جملة: «نقر في الناقور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ذلك ... يوم عسير» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(الناقور) ، اسم بمعنى الصور- وهو القرن، وزنه فاعول من النقر وهو القرع.
__________
(1) أو بدل من المبتدأ (ذلك) فهو في محلّ رفع.
(2) أو متعلّق بنعت له أو متعلّق بحال من الضمير في عسير.
(29/149)
________________________________________
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)
(عسير) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ عسر باب فرح وباب كرم، وزنه فعيل.
[سورة المدثر (74) : الآيات 11 الى 15]
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (12) وَبَنِينَ شُهُوداً (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على محلّ الياء في (ذرني) ، (وحيدا) حال من العائد المحذوف أي من خلقته منفردا (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلت و (له) الثاني متعلّق ب (مهّدت) ، (تمهيدا) مفعول مطلق منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن أزيد ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يطمع) أي في أن أزيده أو بأن أزيده.
جملة: «ذرني ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «جعلت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقت.
وجملة: «مهّدت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقت.
وجملة: «يطمع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مهّدت.
وجملة: «أزيد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(11) وحيدا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ وحد باب ضرب..
ويأتي من باب وحد يحد بضمّ عينه في الماضي وكسرها في المضارع شاذّا، وزنه فعيل.
(14) تمهيدا: مصدر قياسيّ للرباعيّ (مهّد) ، وزنه تفعيل بفتح التاء.
(29/150)
________________________________________
الفوائد:
- كفر وعناد:
لما أنزل الله عز وجل على نبيه محمد (صلّى الله عليه وسلّم) (حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم) إلى قوله (المصير) قام النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في المسجد يصلي، والوليد بن المغيرة قريب منه، يسمع قراءته فلما فطن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) لاستماعه أعاد قراءة الآية، فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه من بني مخزوم، فقال: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس، ولا من كلام الجن. والله إن له حلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو وما يعلى. ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش: صبأ والله الوليد ولتصبونّ قريش كلهم. فقال أبو جهل: أنا أكفيكموه، فانطلق حتى جلس إلى جنب الوليد حزينا، فقال له الوليد: ما لي أراك حزينا يا ابن أخي؟ فقال: وما يمنعني ألّا أحزن، وهذه قريش، يجمعون لك نفقة، يعينونك على كبر سنّك، ويزعمون أنك زينت كلام محمد، وأنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن أبي قحافة، لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش أني من أكثرهم مالا وولدا. وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام حتى يكون لهم فضل طعام، ثم قام مع أبي جهل، حتى أتى مجلس قومه، فقال لهم: تزعمون أن محمدا مجنون، فهل رأيتموه يحنق قط؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه كاهن، فهل رأيتموه قط تكهن؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه شاعر، فهل رأيتموه قال الشعر قط؟ قالوا: اللهم لا. قال: تزعمون أنه كذاب، فهل جربتهم عليه شيئا من الكذب؟ قالوا: اللهم لا. فقالت قريش للوليد فما هو؟ فتفكر في نفسه، ثم قال:
ما هو إلا ساحر. أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، فهو ساحر، وما يقوله سحر يؤثر فذلك قوله عز وجل: «إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ. فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ. ثُمَّ نَظَرَ. ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ. ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ. فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ» فعند ما قال ذلك، ارتجّ النادي فرحا، وتفرقوا متعجبين منه.
(29/151)
________________________________________
كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
[سورة المدثر (74) : الآيات 16 الى 25]
كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20)
ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (25)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر (لآياتنا) متعلّق ب (عنيدا) بمعنى (جاحدا) ، (صعودا) تمييز منصوب.
جملة: «إنّه كان لآياتنا ... » لا محلّ لها تعليل للردع.
وجملة: «كان لآياتنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الأول) .
وجملة: «سأرهقه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
(الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) و (ثمّ) في المواضع الأربعة (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله قدّر.
وجملة: «إنّه فكّر ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «فكّر ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) .
وجملة: «قدّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة فكّر.
وجملة: «قتل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه فكّر.
وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قتل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة قتل (الأولى) .
وجملة: «قدّر (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ مؤكّد للأول.
وجملة: «نظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر الثانية «1» .
__________
(1) أو معطوفة على جملة قدّر الأولى، فهي في محلّ رفع، وما بين الجملتين اعتراض.
(29/152)
________________________________________
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
وجملة: «عبس ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نظر.
وجملة: «بسر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس- أو نظر-.
جملة: «أدبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس.
وجملة: «استكبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عبس.
(الفاء) عاطفة (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على سحر (إن هذا إلّا قول) مثل إن هذا إلّا سحر..
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبر.
وجملة: «إن هذا إلّا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «إن هذا إلّا قول ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «يؤثر ... » في محلّ رفع نعت لسحر.
الصرف:
(صعودا) ، بفتح الصاد اسم بمعنى العقبة الشاقّة، أو مشقّة العذاب، وزنه فعول بفتح فضمّ.
[سورة المدثر (74) : الآيات 26 الى 30]
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (27) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
الإعراب:
(سقر) مفعول به ثان منصوب «1» ومنع من التنوين للعلميّة والتأنيث.
جملة: «سأصليه سقر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
__________
(1) أو هو منصوب على نزع الخافض أي في سقر بتضمين (أصليه) معنى أحرقه.
(2) أجاز الزمخشريّ أن تكون بدلا من (سأرهقه صعودا) .
(29/153)
________________________________________
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (سقر) خبر الثاني.
جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما سقر ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ المفعول لفعل أدراك المعلّق بالاستفهام.
(لا) نافية (الواو) عاطفة، ومفعول (تبقي) و (تذر) محذوف (لوّاحة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (البشر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به للمبالغة لوّاحة، و (اللام) للتقوية (عليها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (تسعة عشر) جزءان عدديان مبنيان على الفتح في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر.
وجملة: «لا تبقي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» .
وجملة: «لا تذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تبقي.
وجملة: « (هي) لوّاحة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «3» .
وجملة: «عليها تسعة عشر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر «4» .
الصرف:
(29) (لوّاحة) مؤنّث لوّاح صيغة مبالغة من لاح يلوح بمعنى غيّر الجلد، أو بمعنى ظهر «5» ، واللوح أيضا شدة العطش.. وزنه فعّال بفتح الفاء.
(البشر) ، جمع بشرة بمعنى الجلد. اسم جامد، وزنه فعلة بفتح الفاء والعين واللام، ووزن البشر فعل بفتحتين.. وقد يكون البشر اسم جمع للناس.
__________
(1) يجوز أن تكون اعتراضيّة بين الحال وعاملها- أو صاحبها-، والاعتراض للتعظيم والتهويل.
(2) أو في محلّ نصب حال من سقر الثاني والعامل فيها معنى التعظيم في قوله ما سقر.. أو حال من سقر الأول.
(3، 4) أو في محلّ نصب حال من سقر الثاني أو الأول
(5) هذا المعنى يجعل (اللام) في قوله للبشر للجرّ متعلّق ب (لوّاحة)
(29/154)
________________________________________
وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)
البلاغة
فن الإبهام: في قوله تعالى «عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ» وهذا الفن، هو أن يقول المتكلم كلاما، يحتمل معنيين متغايرين، لا يتميز أحدهما عن الآخر. وفي هذه الآية الكريمة عدة معان محتملة، منها: أن حال هذه العدة الناقصة واحدا من عقد العشرين أن يفتتن بها من لا يؤمن بالله وبحكمته، ويعترض ويستهزئ، ولا يذعن إذعان المؤمن، وإن خفي عليه وجه الحكمة، كأنه قيل: ولقد جعلنا عدتهم عدة من شأنها أن يفتتن بها، لأجل استيقان المؤمن وحيرة الكافر، واستيقان أهل الكتاب، لأن عدتهم تسعة عشر في الكتابين، فإذا سمعوا بمثلها في القرآن أيقنوا أنه منزل من الله، وازدياد المؤمنين إيمانا لتصديقهم بذلك، كما صدقوا سائر ما أنزل.
الفوائد:
- حذف التمييز:
يحذف التمييز إذا فهم من سياق الكلام، كما في الآية التي نحن بصددها (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) ، أي تسعة عشر ملكا. وفي قولنا (كم صمت) أي كم يوما صمت. وقوله تعالى: (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ) . وهو شاذ في باب (نعم) نحو «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت» أي فبالرخصة أخذ ونعمت رخصة.
[سورة المدثر (74) : آية 31]
وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَما هِيَ إِلاَّ ذِكْرى لِلْبَشَرِ (31)
(29/155)
________________________________________
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) نافية في المواضع الأربعة (إلّا) للحصر في المواضع الأربعة (ملائكة) مفعول به ثان منصوب، وكذلك (فتنة) ، (للذين) متعلّق بنعت ل (فتنة) ، (اللام) للتعليل (يستيقن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام، و (الواو) في (أوتوا) نائب الفاعل في الموضعين (يزداد) مضارع منصوب معطوف على (يستيقن) .. (إيمانا) تمييز.
والمصدر المؤوّل (أن يستيقن ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) الثاني.
(الواو) عاطفة (لا) نافية (يرتاب) مضارع منصوب معطوف على (يستيقن) ، (ليقول) مثل ليستيقن (في قلوبهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مرض) ، (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله أراد «1» (بهذا) متعلّق ب (أراد) ، (مثلا) حال منصوب من اسم الإشارة.
والمصدر المؤوّل (أن يقول..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) الثاني فهو معطوف على المصدر الأوّل.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يضلّ (من) موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين لفعلي الضلالة والهداية (هو) ضمير منفصل
__________
(1) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر والجملة في محلّ نصب مقول القول وجملة أراد صلة ذا. [.....]
(29/156)
________________________________________
في محلّ رفع فاعل (يعلم) ، (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (ذكرى) ، (للبشر) متعلّق ب (ذكرى) .
جملة: «ما جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما جعلنا (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
وجملة: «يستيقن ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «أوتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة: «يزداد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستيقن.
وجملة: «لا يرتاب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يستيقن.
وجملة: «أوتوا.. (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر الثاني.
وجملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.
وجملة: «أراد ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «يضلّ الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «يهدي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ.
وجملة: «يشاء (الثانية) ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني وجملة: «ما يعلم ... إلّا هو» لا محلّ لها معطوفة على جملة يضلّ الله..
وجملة: «ما هي إلّا ذكرى ... » لا محلّ لها معطوفة على جمل يضلّ الله..
(29/157)
________________________________________
كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)
الصرف:
(يرتاب) ، فيه إعلال بالقلب أصله يرتيب، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، والقلب منسحب من الماضي ارتاب، وزنه يفتعل.
الفوائد
الترجيح:
أحيانا يرد في الإعراب وجهان صحيحان، لكننا نحكم بترجيح أحد الوجهين، بناء على استعمال آخر يشهد بذلك، في نظير ذلك الموضع. ومن أمثلة ذلك، قول مكي في قوله تعالى: (ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) إن جملة (يضلّ) صفة ل (مثلا) أو مستأنفة، والصواب الوجه الثاني، وهو الاستئناف، لقوله تعالى في سورة المدثر، في الآية التي نحن بصددها: (ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا؟ كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) .
[سورة المدثر (74) : الآيات 32 الى 37]
كَلاَّ وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ (34) إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيراً لِلْبَشَرِ (36)
لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر «1» ، (الواو) واو القسم، والجار والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) عاطفة في الموضعين (الليل، الصبح) معطوفان على القمر مجروران (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المحذوف (إذا) ظرف للزمن المستقبل مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل القسم المقدّر، والضمير اسم (إنّ) يعود
__________
(1) جعلها الجلال المحلّي أداة استفتاح بمعنى ألا، وجعلها الفرّاء وبعض البصريين بمعنى حرف الجواب السابق للقسم (إي) بكسر الهمزة.
(29/158)
________________________________________
كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)
على سقر (اللام) للتوكيد في موضع لام القسم عوض من المزحلقة (إحدى) خبر إنّ مرفوع..
جملة: « (أقسم) بالقمر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدبر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أسفر ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.
وجملة: «إنّها لإحدى ... » لا محلّ لها جواب القسم.
(نذيرا) حال منصوبة من إحدى والعامل فيها التوكيد «1» ، (للبشر) متعلّق ب (نذيرا) ، (لمن) بدل من البشر بإعادة الجارّ (منكم) متعلّق بحال من الضمير العائد (أن) حرف مصدريّ ونصب (أو) حرف عطف.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يتقدّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يتقدّم) في محلّ نصب مفعول به لفعل شاء.
وجملة: «يتأخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يتقدّم.
الصرف:
(35) الكبر: جمع كبري مؤنّث أكبر، وزنه فعل بضمّ ففتح.
[سورة المدثر (74) : الآيات 38 الى 42]
كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)
__________
(1) وجاء اللفظ مذكّرا لتضمين إحدى معنى العذاب.. وقيل هو حال من الضمير في إحدى والعامل فيها معنى التعظيم أي أعظم الكبر منذرة.. وقيل هو حال من الكبر أو من ضميره..
وأجازوا أن يكون تمييزا بجعله مصدرا بمعنى الإنذار كنكير بمعنى الإنكار.. أو هو مفعول مطلق لفعل محذوف إذا كان مصدرا..
(29/159)
________________________________________
الإعراب:
(ما) حرف مصدريّ «1» ، (إلّا) للاستثناء (أصحاب) مستثنى بإلّا منصوب «2» ..
والمصدر المؤوّل (ما كسبت) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (رهينة) بمعنى مرهونة.
(في جنّات) متعلّق بحال من فاعل يتساءلون «3» ، (عن المجرمين) متعلّق ب (يتساءلون) بحذف مضاف أي عن حال المجرمين (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة سلككم (في سقر) متعلّق ب (سلككم) أي أدخلكم.
جملة: «كلّ نفس.. رهينة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كسبت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «يتساءلون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ما سلككم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي:
يقولون بعد ذلك: ما سلككم.. وجملة القول المقدّرة استئنافيّة.
وجملة: «سلككم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
الصرف:
(38) رهينة: مؤنّث رهين- انظر الآية (21) من سورة الطور- صفة مشتقّة، ويحسن أن يبقى بغير تأويل لمعنى مفعول- فعيل بمعنى مفعول لا يؤنّث بالتاء بل يستوي فيه التذكير والتأنيث- وقد يكون مصدرا أطلق وأريد به المفعول كالشتيمة- على رأي الزمخشريّ- قال: لأن الله تعالى جعل تكليف عباده كالدين عليهم ونفوسهم مرهونة.
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(2) الاستثناء متّصل من كلّ نفس.. وقيل هو منقطع بتأويل معنى كلّ نفس كافرة هي مأخوذة بعملها في النار.
(3) أو متعلّق بخبر محذوف تقديره هم، والجملة استئناف بيانيّ.
(29/160)
________________________________________
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)
[سورة المدثر (74) : الآيات 43 الى 47]
قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (47)
الإعراب:
(نك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهرة على النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر تقديمه نحن (من المصلّين) متعلّق بخبر نك (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (مع) ظرف منصوب متعلّق ب (نخوض) .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لم نك ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «لم نك (الثانية) » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم نك (الأولى) .
وجملة: «نطعم ... » في محلّ نصب خبر نك.
وجملة: «كنّا نخوض ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لم نك (الأولى) .
وجملة: «نخوض ... » في محلّ نصب خبر كنّا.
(بيوم) متعلّق ب (نكذّب) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ..
والمصدر المؤوّل (أن أتانا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق بالأعمال الأربعة: عدم الصلاة، عدم الإطعام، الخوض، التكذيب..
وجملة: «كنّا نكذّب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
(29/161)
________________________________________
فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)
وجملة: «نكذّب ... » في محلّ نصب خبر كنّا (الثاني) .
وجملة: «أتانا اليقين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(الخائضين) ، جمع الخائض، اسم فاعل من الثلاثيّ خاض، وزنه فاعل، وفيه إبدال عينه المعتلة همزة على القياس، وأصله خاوض، جاءت الواو بعد ألف فاعل الساكنة قلبت همزة..
[سورة المدثر (74) : آية 48]
فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) نافية.
جملة: «ما تنفعهم شفاعة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان هذا أمرهم فما تنفعهم شفاعة..
البلاغة:
فن نفي الشيء بإيجابه: في قوله تعالى «فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ» .
وهذا الفن، هو أن يثبت المتكلم شيئا في ظاهر كلامه، بشرط أن يكون المثبت مستعارا، ثم ينفي ما هو من سببه مجازا، والمنفي حقيقة في باطن الكلام.
ففي هذه الآية الكريمة، ليس المعنى أنهم يشفع لهم فلا تنفعهم شفاعة من يشفع لهم، وإنما المعنى نفي الشفاعة، فانتفى النفع، أي لا شفاعة لهم فتنفعهم.
[سورة المدثر (74) : الآيات 49 الى 51]
فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51)
الإعراب:
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لهم) متعلّق بمحذوف
(29/162)
________________________________________
خبر (عن التذكرة) متعلّق ب (معرضين) وهو حال منصوبة من الضمير في (لهم) ، (من قسورة) متعلّق ب (فرّت) .
جملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كأنّهم حمر ... » في محلّ نصب حال من الضمير في معرضين فهي حال متداخلة.
وجملة: «فرّت ... » في محلّ رفع نعت ثان لحمر «1» .
الصرف:
(50) مستنفرة: مؤنّث مستنفر، اسم فاعل من السداسيّ استنفر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(51) قسورة: اسم جامد بمعنى الأسد، أو اسم جمع بمعنى الجماعة الرماة لا واحد له من لفظه.. وعند العرب كلّ ضخم شديد فهو قسورة، وزنه فعللة، بفتح فسكون.
البلاغة:
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ» .
شبههم في إعراضهم عن القرآن، واستماع الذكر والموعظة، بحمر فرّت من حظيرتها، مما أفزعها. وفي تشبيههم بالحمر: مذمة ظاهرة، وتهجين لحالهم بيّن، كما في قوله تعالى: «كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً» ، وشهادة عليهم بالبله وقلة العقل، ولا ترى مثل نفار حمير الوحش واطرادها في العدو إذا رابها رائب.
__________
(1) أو محلّ نصب حال من حمر لتخصّصه بالوصف بتقدير قد بحذف مضاف أي وقت مشيئة الله، متعلّق ب (يذكرون) .
(29/163)
________________________________________
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)
[سورة المدثر (74) : الآيات 52 الى 53]
بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (52) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (53)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (منهم) متعلّق بنعت ل (كلّ امرئ) (أن) حرف مصدريّ ونصب، ونائب الفاعل ضمير مستتر.
جملة: «يريد كلّ امرئ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يؤتى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
والمصدر المؤوّل (أن يؤتى ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد.
(كلّا) حرف ردع وزجر (لا) نافية.
وجملة: «لا يخافون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(يؤتى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يؤتي- بياء في آخره متحركة قبلها تاء مفتوحة- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(منشّرة) ، مؤنّث منشّر، اسم مفعول من الرباعيّ نشّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
[سورة المدثر (74) : الآيات 54 الى 56]
كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (55) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (أن) حرف مصدريّ ونصب..
(29/164)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يذكرون) أي إلّا بمشيئة الله «1» .
جملة: «إنّه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «ذكره ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: «يذكرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «هو أهل ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(56) التقوى: هو عوض من المصدر المؤوّل في البناء للمجهول أي أهل لأن يتّقى..
انتهت سورة «المدثر» ويليها سورة «القيامة»
__________
(1) أو هو في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(29/165)
________________________________________
لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)
سورة القيامة
آياتها 40 آية
[سورة القيامة (75) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (3) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (4)
الإعراب:
(لا) زائدة «1» ، (بيوم) متعلّق ب (أقسم) ، ومثلها (لا أقسم بالنفس ... ) ،
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أقسم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.. وجواب القسم لكلا الجملتين محذوف دلّ عليه ما بعده أي: لتبعثنّ.
__________
(1) قيل (لا) ليست بزائدة فهي للنفي، وفي تفسير ذلك توجيهان: الأول نفي للقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوّامة والثاني هي ردّ لكلام مقدّر، كأنّهم قالوا أنت مفتر على الله في البعث فقال لا ثمّ ابتدأ بالقسم.. وله نظير في كلام العرب.
(29/167)
________________________________________
3- (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ التوبيخيّ (أن) مخفّفة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف «2» .
وجملة: «يحسب الإنسان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «لن نجمع ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
والمصدر المؤوّل (أن لن نجمع ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
4- (بلى) حرف جواب لإيجاب السؤال المنفيّ أي بلى نجمعها (قادرين) حال منصوبة من فاعل الفعل المقدّر (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
والمصدر المؤوّل (أن نسوّي ... ) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادرين) .
وجملة: « (نجمعها) قادرين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نسوّي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(اللوّامة) ، مؤنّث اللوّام، صيغة مبالغة من الثلاثيّ لام، وزنه فعّال والمؤنّث فعّالة بفتح الفاء.
البلاغة
فن صحة الأقسام أو التناسب بين المعاني: قوله تعالى «لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ» .
فهذه الآية تعدّ من محاسن التقسيم، لتناسب الأمرين المقسم بهما، فقد أقسم بيوم البعث أولا، ثم أقسم بالنفوس المجزية فيه، على حقيقة البعث والجزاء.
__________
(2) يجوز أن يكون اسمها ضمير متكلّم الجمع للتعظيم أي: أنّنا لن نجمع ...
(29/168)
________________________________________
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)
[سورة القيامة (75) : الآيات 5 الى 6]
بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ (5) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ (6)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (اللام) زائدة (يفجر) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (أمامه) ظرف أستعير للزمان- وكان للمكان- منصوب «1» ، (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (يوم) .
جملة: «يريد الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يفجر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
والمصدر المؤوّل (أن يفجر ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل يريد- وهو المحلّ البعيد- وجملة: «يسأل ... » في محلّ نصب حال من فاعل يفجر «2» .
وجملة: «أيّان يوم ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل يسأل المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.
الصرف:
(5) أمامه: اسم ظرف للمكان- أستعير في الآية للزمان- وزنه فعال بفتح الفاء.
(6) أيّان: اسم استفهام- وقد يكون للشرط- مستعمل للدلالة على الزمان، وزنه فعّال بفتح الفاء.
__________
(1) أي يريد الإنسان أن يدوم على فجوره في ما يستقبله من الزمان.
(2) يجوز أن تكون استئنافا بيانيّا.. أو بدل من جملة يريد.
(29/169)
________________________________________
فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)
[سورة القيامة (75) : الآيات 7 الى 10]
فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (يقول) وإذ اسم ظرفيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المفرّ) .
جملة: «برق البصر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «خسف القمر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر.
وجملة: «جمع الشمس ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة برق البصر.
وجملة: «يقول الإنسان ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أين المفرّ ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(المفرّ) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ فرّ «1» ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، نقلت حركة العين إلى الحرف قبلها لمناسبة التضعيف.
[سورة القيامة (75) : الآيات 11 الى 13]
كَلاَّ لا وَزَرَ (11) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر عن طلب الفرار (لا) نافية
__________
(1) لا يجوز أن يكون اسم مكان لأنه يجب أن يكون على مفعل- بكسر العين- مضارعه يفرّ..
(29/170)
________________________________________
بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)
للجنس، والخبر محذوف تقديره موجود (إلى ربّك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (المستقرّ) ، (يومئذ) ظرف متعلّق بالخبر المحذوف «1» ، و (يومئذ) الثاني متعلّق ب (ينبّأ) ، (بما) متعلّق ب (ينبّأ) ..
جملة: «لا وزر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إلى ربّك.. المستقرّ.» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «ينبّأ الإنسان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «قدّم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أخّر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
الصرف:
(وزر) ، اسم بمعنى الملجأ أو الحصن، وزنه فعل بفتحتين.
[سورة القيامة (75) : الآيات 14 الى 15]
بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (15)
الإعراب:
(بل) للإضراب (على نفسه) متعلّق ب (بصيرة) «2» وهو الخبر و (التاء) للمبالغة «3» ، (الواو) حالية.
جملة: «الإنسان.. بصيرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ألقى ... » في محلّ نصب حال من الضمير في بصيرة..
وجواب الشرط محذوف تقديره: ما قبلت منه.
__________
(1) لا يجوز تعليقه بالمستقرّ، فإن كان مصدرا ميمّيا فلا يتقدّم عليه المعمول، وإن كان اسم مكان فلا عمل له. [.....]
(2) أو هو خبر مقدّم للمبتدأ بصيرة بحذف موصوف أي عين بصيرة أو جوارح بصيرة، والجملة خبر عن المبتدأ الإنسان.
(3) كما يقال فلان حجّة أو عبرة.. ويجوز أن يقدّر الإنسان بالجوارح.
(29/171)
________________________________________
لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)
الصرف:
(ألقى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله ألقي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(معاذير) ، جمع معذرة على غير قياس «1» ، وهو اسم جمع على رأي الزمخشريّ..
[سورة القيامة (75) : الآيات 16 الى 19]
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (19)
الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (به) متعلّق ب (تحرّك) ، (اللام) للتعليل (تعجل) مضارع منصوب بأن مضمرة.
والمصدر المؤوّل (أن تعجل) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تحرّك) .
(به) الثاني متعلّق ب (تعجل) ، (علينا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الفاء) عاطفة، والثانية رابطة للجواب.
جملة: «لا تحرّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تعجل ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: «إنّ علينا جمعه ... » لا محلّ لها تعليل للنهي.
وجملة: «قرأناه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اتّبع ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
19- (ثمّ) حرف عطف (علينا) متعلّق بخبر إنّ الثاني (بيانه) اسم إنّ منصوب..
__________
(1) انظر الآية (165) من الأعراف.
(29/172)
________________________________________
كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)
وجملة: «إنّ علينا بيانه» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(قرآنه) ، مصدر الثلاثيّ قرأ، مضاف إلى المفعول أي قراءتك إيّاه، وزنه فعلان بضمّ فسكون.
الفوائد:
- حرص النبي (صلّى الله عليه وسلّم) على حفظ القرآن: أشارت هذه الآية إلى حرص النبي (صلّى الله عليه وسلّم) الشديد على حفظ آيات الوحي، حتى لا تتفلت منه،
فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) يعالج من التنزيل شدة، وكان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل (لا تحرك به لسانك) ، فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إذا أتاه جبريل بعد ذلك استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي (صلّى الله عليه وسلّم) كما قرأ وفي رواية: كما وعده الله تعالى. هذا لفظ الحميدي. ورواه البغوي من طريق البخاري، وقال فيه: كان النبي (صلّى الله عليه وسلّم) إذا نزل عليه جبريل بالوحي، كان مما يحرك لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، وكان يعرف منه، فأنزل الله وعز وجل الآية: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)
. قال: إن علينا أن نجمعه في صدرك ونقرأه (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)
فإذا أنزلناه فاستمع (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ)
علينا أن نبينه بلسانك. فكان إذا أتاه جبريل أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى. وفي رواية: كان يحرك شفتيه إذا نزل عليه، يخشى أن يتفلت منه، فقيل له: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)
أي نجمعه في صدرك، وقرآنه أي تقرأه.
[سورة القيامة (75) : الآيات 20 الى 21]
كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21)
الإعراب:
(كلّا) للردع (بل) للإضراب (الواو) للعطف.
وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
(29/173)
________________________________________
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)
وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
[سورة القيامة (75) : الآيات 22 الى 25]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (22) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25)
الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع «1» نعت ب (ناضرة) ، (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ إذ.. متعلّق بالنعت ناضرة (إلى ربّها) متعلّق بالخبر (ناظرة) ، (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ باسرة) مثل الآية الأولى (بها) متعلّق بالمبنيّ للمجهول (يفعل) ، (فاقرة) نائب الفاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يفعل ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
جملة: «وجوه ... إلى ربّها ناظرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وجوه.. تظنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
وجملة: «تظنّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) الثاني.
وجملة: «يفعل بها فاقرة» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(22) ناضرة: مؤنّث ناضر، اسم فاعل من (نضر) الثلاثي وزن فاعل وهي فاعلة.
(24) باسرة: مؤنّث باسر، اسم فاعل من (بسر) بمعنى عبس، وزنه فاعل.
(25) فاقرة: اسم للداهية.. وفي المصباح فقرت الداهية الرجل نزلت به، وزنه فاعلة.
__________
(1) جاز البدء بالنكرة لأنها وصفت.
(29/174)
________________________________________
الفوائد:
- هل يرى المؤمنون ربهم في الآخرة؟
قال علماء أهل السنة: رؤية الله سبحانه وتعالى ممكنة، غير مستحيلة عقلا، وأجمعوا على وقوعها في الآخرة، وأن المؤمنين يرون الله سبحانه وتعالى دون الكافرين، بدليل قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) . وزعمت طوائف من المعتزلة والخوارج والمرجئة أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه، وأن رؤيته مستحيلة عقلا، لكن قولهم هذا لا يستند إلى دليل من الكتاب أو السنة، وإنما يقوم على الرأي والظن، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة، وإجماع الصحابة ومن بعدهم من سلف الأمة، على إثبات رؤية الله تعالى، وقد رواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، وآيات القرآن فيها مشهورة، واعتراض المعتزلة لها أجوبة مشهورة في كتب المتكلمين من أهل السنة، وليس هنا موضع ذكرها ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك.
وأما الأحاديث
فقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه ونعيمه وخدمه مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)
وعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فنظر إلى القمر ليلة البدر، قال: إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) .
هذا وقد وردت أحاديث أخرى صحيحة بهذا الصدد لا مجال لعرضها جميعا.
(29/175)
________________________________________
كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)
[سورة القيامة (75) : الآيات 26 الى 30]
كَلاَّ إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ راقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ (30)
الإعراب:
(إذا) متعلّق بالجواب الذي دلّ عليه قوله (إلى ربّك يومئذ المساق) ، وفاعل (بلغت) محذوف دلّ عليه السياق وهو الروح أو النفس (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (من) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (راق) ، وهو مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة فهو اسم منقوص (بالساق) متعلّق ب (التفّت) ، (إلى ربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (المساق) ، (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق بما تعلّق به الظرف إذا فهو بدل منه..
والمصدر المؤوّل (أنّه الفراق ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
جملة: «بلغت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قيل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت.
وجملة: «من راق ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» .
وجملة: «ظنّ ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت..
وجملة: «التفّت الساق ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغت..
وجملة: «إلى ربّك ... المساق» لا محلّ لها تفسير لجواب إذا المقدّر أي:
إذا بلغت التراقي.. تساق إلى حكم ربّها.
__________
(1) هي في الأصل مقول القول.
(29/176)
________________________________________
فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)
الصرف:
(التراقي) جمع ترقوة، اسم للعظم الأعلى الممتدّ من القصّ إلى الكتف، أو هو مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث ترقى فيه النفس، وزنه تفعلة بفتح التاء والعين واللام، ووزن التراقي تفاعل، وفيه إعلال بالقلب أصله التراقو، جاء ما قبل الواو مكسورا قلبت ياء.
(راق) ، اسم فاعل من (رقي) أو من (رقى) ، الأول بمعنى صعد باب فرح، والثاني قرأ عليه ليشفيه باب ضرب، وزنه فاع، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، فهو منقوص.
(المساق) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ ساق، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب أصله مسوق بفتح الميم والواو بينهما ساكن..
نقلت فتحة الواو إلى السين وسكّنت الواو- إعلال بالتسكين- تحرّكت السين بالفتح قبل الواو قلبت الواو ألفا- إعلال بالقلب-
البلاغة:
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ» .
في الآية الكريمة استعارة تمثيلية، لشدة مفارقة المألوف من الوطن والأهل والولد والصديق، وشدة القدوم على ربه جلّ شأنه. وقد التفّت الشدتان ببعضهما، كما تلتف الساق على الساق. ويقال: شمرت الحرب عن ساق استعارة لشدّتها.
[سورة القيامة (75) : الآيات 31 الى 33]
فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) نافية في الموضعين (لكن) حرف استدراك مهمل (إلى أهله) متعلّق ب (ذهب) .
(29/177)
________________________________________
أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)
جملة: «لا صدّق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا صلّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «ذهب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب أو تولّى.
وجملة: «يتمطّى ... » في محلّ نصب حال من فاعل ذهب.
الصرف:
(صلّى) ، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو لأنّ جمع الصلاة صلوات.. تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه فعّل.
(يتمطّى) ، الألف منقلبة عن ياء وأصلها واو، فهي مأخوذة من المطا وهو الظهر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وزنه يتفعّل.
[سورة القيامة (75) : الآيات 34 الى 35]
أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (34) ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (35)
الإعراب:
(أولى) خبر لمبتدأ محذوف تقديره العقاب أو الهلاك «1» ، (لك) متعلّق ب (أولى) ، (الفاء) عاطفة (أولى) الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي التهديد أو الشرّ (ثمّ) حرف عطف..
جملة: « (العقاب) أولى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: « (هو) أولى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أولى لك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة للتوكيد.
وجملة: « (هو) أولى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أولى لك.
__________
(1) حكى المحلّي أنّ (أولى) اسم فعل ماض بمعنى وليك شرّ بعد شرّ، والفاعل ضمير مستتر يعود على ما يفهم من السياق أي شرّ أو ما تكره، اللام في (لك) للتبيين فهي زائدة، وضمير المخاطب مفعول به، وأولى الثاني خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي مضمون معنى أولى الأول.
(29/178)
________________________________________
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)
[سورة القيامة (75) : آية 36]
أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (36)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (أن) حرف مصدريّ ونصب (سدى) حال منصوبة من ضمير يترك.
والمصدر المؤوّل (أن يترك) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
جملة: «يحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يترك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
الصرف:
(سدى) ، صفة مشتّقة للواحد والجمع يقال: إبل سدى أي مهملة.. و (الألف) منقلبة عن ياء.. وقال العكبري: الألف منقلبة عن واو.. وجاء في المصباح سديت الأرض فهي سدية من باب تعب كثر سداها وسدا الرجل سدوا من باب قال مدّ يده نحو الشيء، وسدا البعير سدوا مدّ يده في السير.. وأسديته تركته سدى أي مهملا.
[سورة القيامة (75) : الآيات 37 الى 40]
أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى (37) ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (39) أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (40)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (يك) مضارع مجزوم وعلامة الجزم السكون الظاهر على النون المحذوفة للتخفيف (من منيّ) متعلّق بنعت ل (نطفة) ، والضمير اسم (كان) يعود على المنيّ، وفاعل (خلق) ضمير يعود
(29/179)
________________________________________
على الله وكذلك (سوّى) و (جعل) ، (منه) متعلّق ب (جعل) بتضمينه معنى خلق (الذكر) بدل من الزوجين منصوب.
جملة: «لم يك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يمنى ... » في محلّ جرّ نعت منيّ.
وجملة: «كان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يك.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: «سوّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كان.
40- (الهمزة) مثل الأولى (قادر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤوّل (أن يحيي..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (قادر) .
وجملة: «ليس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(منيّ) ، اسم لماء الذكر المقذوف في الرحم، وزنه فعيل.
(يمنى) ، فيه إعلال بالقلب أصله يمني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(سوّى) ، فيه إعلال بالقلب أصله سوّي- بالياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(الموتى) جمع ميّت.. انظر الآية (28) من سورة البقرة.
انتهت سورة «القيامة» ويليها سورة «الإنسان»
(29/180)
________________________________________
هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)
سورة الإنسان
آياتها 31 آية
[سورة الإنسان (76) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتقرير «1» ، (على الإنسان) متعلّق ب (أتى) ، (حين) فاعل أتى مرفوع.
جملة: «أتى ... حين» لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «لم يكن ... » في محلّ نصب حال من الإنسان «2» .
الصرف:
(حين) ، اسم بمعنى المدّة غير المحدودة الكثيرة أو القليلة، وزنه فعل بكسر فسكون.
__________
(1) أو بمعنى قد.
(2) أو في محلّ رفع نعت لحين بتقدير الرابط فيه.
(29/181)
________________________________________
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2)
(الدهر) ، اسم للزمان الممتدّ غير المحدود، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مذكور) ، اسم مفعول من الثلاثيّ ذكر، وزنه مفعول.
[سورة الإنسان (76) : آية 2]
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2)
الإعراب:
(من نطفة) متعلّق ب (خلقنا) ، (أمشاج) نعت ل (نطفة) «1» مجرور (الفاء) عاطفة (سميعا) حال منصوبة من المفعول بتضمين الفعل معنى خلقناه (بصيرا) حال ثانية منصوبة..
جملة: «إنّا خلقنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «خلقنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «نبتليه ... » في محلّ نصب حال من فاعل خلقنا أو من المفعول «2» .
وجملة: «جعلناه ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقنا..
الصرف:
(أمشاج) ، جمع مشج زنة فعل بفتحتين أو بفتح فسكون بمعنى خليط.
[سورة الإنسان (76) : آية 3]
إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)
الإعراب:
(إمّا) حرف لتفصيل الأحوال (شاكرا) حال من مفعول هديناه منصوبة (الواو) عاطفة..
__________
(1) جاء النعت جمعا لأن النطفة في معنى الجمع، أو لأنّ كلّ جزء من النطفة نطفة.
(2) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة فلا محلّ لها.
(29/182)
________________________________________
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (4)
جملة: «إنّا هديناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هديناه ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
البلاغة
في قوله تعالى «إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ... » .
فعند ما كان الشكر قليلا من يتصف به قال «شاكرا ... » ، فعبّر عنه باسم الفاعل، للدلالة على قلته، وأما إيراد الكفور بصيغة المبالغة، لمراعاة الفواصل، والإشعار بأن الإنسان قلما يخلو من كفران ما، فهو كثير من يتصف به، ويكثر وقوعه من الإنسان.
الفوائد:
- (إمّا) :
وهي حرف شرط وتفصيل، ولها خمسة معان:
1- الشك نحو: (جاءني إما حسن وإما حسين) إذا لم تعلم الجائي منهما.
1- الشك نحو: (جاءني إما حسن وإما حسين) إذا لم تعلم الجائي منهما.
2- الإبهام، كقوله تعالى: «وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ... » .
3- التخيير، كقوله تعالى (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) .
4- الإباحة، نحو (جالس إما الحسن وإما ابن سيرين) 5- التفصيل، كقوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) .
و (إما) يبنى الكلام معها- من أول الأمر- على ما جيء بها لأجله، من شك وغيره، لذلك وجب تكرارها في غير ندور، و (أو) يفتتح الكلام معها على الجزم، ثم يطرأ الشك أو غيره، ولهذا لم تتكرر.
[سورة الإنسان (76) : آية 4]
إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (4)
(29/183)
________________________________________
إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10)
الإعراب:
(للكافرين) متعلّق ب (أعتدنا) ، ومنع (سلاسل) من التنوين لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع.
جملة: «إنّا أعتدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 5 الى 10]
إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً (5) عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً (9)
إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10)
الإعراب:
(من كأس) متعلّق ب (يشربون) ، (عينا) بدل من (كافورا) منصوب «1» ، (بها) متعلّق ب (يشرب) بتضمينه معنى يلتذّ أو يرتوي «2» ، (تفجيرا) مفعول مطلق منصوب.
__________
(1) أو مفعول به عامله يشربون المتقدّم بحذف مضاف أي ماء عين.. أو هو مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال بحذف مضاف أيضا، والجملة بعده تفسيريّة.
(2) أو من غير تضمين إذا كان الضمير يعود على الكأس.. أو هو متعلّق بحال من عينا إذا كانت علما بذاتها.. وبعض المفسّرين جعلوا الباء زائدة أي يشربها، مستدلّين بإحدى القراءات بتعدية الفعل إلى الضمير بنفسه.
(29/184)
________________________________________
جملة: «إنّ الأبرار يشربون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشربون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كان مزاجها كافورا ... » في محلّ جرّ نعت لكأس.
وجملة: «يشرب بها ... » في محلّ نصب نعت ل عينا «1» وجملة: «يفجّرونها ... » في محلّ نصب حال من فاعل يشرب.
7- (بالنذر) متعلّق ب (يوفون) ، (يوما) مفعول به منصوب..
وجملة: «يوفون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليل لما سبق- وجملة: «يخافون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.
وجملة: «كان شرّه مستطيرا ... » في محلّ نصب نعت ل (يوما) .
8- (الواو) عاطفة (على حبّه) حال من الفاعل أو المفعول..
وجملة: «يطعمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.
9- (إنّما) كافّة ومكفوفة (لوجه) متعلّق بحال من فاعل نطعم «2» ، (لا) نافية (منكم) متعلّق ب (نريد) (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (شكورا) معطوف على (جزاء) منصوب مثله.
وجملة: «نطعمكم ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل يطعمون أي: يطعمون الطعام قائلين إنّما نطعمكم..
وجملة: «لا نريد ... » في محلّ نصب حال من فاعل نطعمكم.
10- (من ربّنا) متعلّق ب (نخاف) «3» ..
__________
(1) وإذا كان الضمير في (بها) يعود على الكأس فالجملة نعت ثان للكأس في محلّ جرّ.
(2) أو متعلّق- (نطعمكم) واللام سببيّة. [.....]
(3) أو متعلّق بحال من (يوما) - نعت تقدّم على المنعوت-
(29/185)
________________________________________
وجملة: «إنّا نخاف ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
الصرف:
(5) مزاجها: اسم لما يمزج به، وزنه فعال بكسر الفاء.
(كافورا) ، اسم للمادّة المعروفة ذات اللون الأبيض والرائحة الطيّبة، وقد يكون علما لعين ماء في الجنّة، وزنه فاعول مشتقّ من الكفر وهو الستر، قيل لأنه يغطّي الأشياء برائحته.
(7) يوفون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يوفيون..
استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى الفاء قبلها، ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع الواو.. وزنه يفعون.. وفيه أيضا حذف الهمزة من أوّله حذفا قياسيّا فهو مضارع أوفى مثل أكرم فحذفت الهمزة من المضارع كما حذفت من (يكرم) .
(مستطيرا) ، اسم فاعل من السداسيّ استطار بمعنى انتشر، مشتقّ من الطيران، وقال الفرّاء: المستطير المستطيل، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفيه إعلال بالتسكين أي تسكين الياء.
(10) عبوسا: صيغة مبالغة- أو صفة مشبّهة- من الثلاثيّ عبس، وزنه فعول بفتح الفاء.
(قمطريرا) ، اسم بمعنى الشديد من الأيام أو الشرّ، وزنه فعلليل.
البلاغة
المجاز: في قوله تعالى «يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ... » .
وصف اليوم بالعبوس، مجاز على طريقين: أن يوصف بصفة أهله من الأشقياء، كقولهم: نهارك صائم- وأن يشبه في شدته وضرره بالأسد العبوس أو الشجاع الباسل.
(29/186)
________________________________________
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19)
[سورة الإنسان (76) : الآيات 11 الى 19]
فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً (14) وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا (15)
قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (16) وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (19)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (شرّ) مفعول به ثان منصوب وكذلك (نضرة) ..
جملة: «وقاهم الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يوفون.. «1» .
وجملة: «لقّاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاهم الله..
12- (الواو) عاطفة (ما) حرف مصدريّ (جنّة) مفعول به ثان منصوب..
وجملة: «جزاهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وقاهم الله.
وجملة: «صبروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
__________
(1) في الآية (7) من السورة.
(29/187)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (ما صبروا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (جزاهم) و (الباء) سببيّة.
13- (متّكئين) حال منصوبة من ضمير المفعول في (جزاهم) ، (فيها) متعلّق بحال من الضمير في متّكئين، فهي متداخلة (على الأرائك) متعلّق ب (متّكئين) (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (يرون) ، (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي.
وجملة: «لا يرون ... » في محلّ نصب حال ثانية من ضمير جزاهم.
14- (الواو) عاطفة في الموضعين (دانية) معطوفة على متّكئين (عليهم) متعلّق ب (دانية) بمعنى مائلة (ظلالها) فاعل اسم الفاعل دانية مرفوع (تذليلا) مفعول مطلق منصوب..
وجملة: «ذلّلت قطوفها ... » في محلّ نصب معطوفة على دانية «1» .
15- (الواو) عاطفة في الموضعين (عليهم) متعلّق ب (يطاف) ، (بآنية) نائب الفاعل لفعل يطاف (من فضّة) متعلّق بنعت ل (آنية) ، (قوارير) الثاني بدل من الأول منصوب (من فضّة) متعلّق بنعت ل (قوارير) ، (تقديرا) مفعول مطلق منصوب.
وجملة: «يطاف.. بآنية ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جزاهم..
وجملة: «كانت قواريرا ... » في محلّ جرّ نعت لأكواب.
وجملة: «قدّروها ... » في محلّ نصب نعت لقوارير الثاني «2» .
17- (الواو) عاطفة (فيها) متعلّق بحال من ضمير يسقون (عينا) بدل من (زنجبيلا) «3» ، (فيها) متعلّق بنعت ل (عينا) .
__________
(1) أو معطوفة على جملة لا يرون.
(2) أو حال من قوارير لتخصّصه بالوصف.
(3) أو من (كأسا) منصوب مثله.
(29/188)
________________________________________
وجملة: «يسقون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يطاف..
وجملة: «كان مزاجها زنجبيلا ... » في محلّ نصب نعت ل (كأسا) .
وجملة: «تسمّى ... » في محلّ نصب نعت ل (عينا) الثاني.
19- (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (يطوف) ، (لؤلؤا) مفعول به ثان منصوب..
وجملة: «يطوف عليهم ولدان ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يسقون.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع نعت لولدان ثان.
وجملة: «رأيتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «حسبتهم ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(11) وقاهم: فيه إعلال بالقلب، أصله وقيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(لقّاهم) ، فيه إعلال بالقلب، أصله لقّيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(11) (نضرة) : مصدر الثلاثيّ نضر باب نصر وباب فرح وباب كرم، وزنه فعلة بفتح فسكون بمعنى الحسن.
(سرورا) ، مصدر الثلاثيّ سرّ باب نصر، وزنه فعول بضمّ الفاء، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي سرّ بضمّ السين، وسرّى بضم السين وفتح الراء المشدّدة، ومسرّة بفتح فكسر، ومسرّة- مصدر ميميّ- بفتحتين.
(12) جزاهم: فيه إعلال بالقلب، أصله جزيهم، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(13) زمهريرا: اسم بمعنى شدّة البرد- قيل هو القمر على لغة طيء- وزنه فعلليل.
(14) تذليلا: مصدر قياسيّ للرباعيّ ذلّل، وزنه تفعيل.
(29/189)
________________________________________
وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)
(15) يطاف: فيه إعلال بالقلب لمناسبة البناء للمجهول، جاء ما قبل الواو مفتوحا فقلبت ألفا.
(آنية) ، جمع إناء، اسم للوعاء وزنه فعال بكسر الفاء، والهمزة فيه منقلبة عن ياء لتطرّفها بعد ألف ساكنة، وزن آنية فاعلة، والمدّة فيه أصلها همزة وألف (أأنية) .
(17) يسقون: فيه إعلال بالحذف أصله يسقاون، التقى ساكنان فحذفت الألف وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة على الحرف المحذوف، وزنه يفعون بضمّ الياء وفتح العين.
(زنجبيلا) ، اسم للنبات المعروف- وليس كزنجبيل الدنيا- وزنه فعلليل.
(18) سلسبيلا: إمّا اسم علم لماء في الجنّة، أو صفة مشبّهة للماء الذي هو في غاية السلاسة، قيل زيدت فيه الباء مبالغة فوزنه فعلبيل، أو بدون زيادته فوزنه فعلليل.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 20 الى 22]
وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً (21) إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ثمّ) ظرف مكان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (رأيت) الأول..
(29/190)
________________________________________
جملة: «رأيت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «رأيت (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
21- (عاليهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم «1» للمبتدأ (ثياب) ، (خضر) نعت لثياب مرفوع (إستبرق) معطوف بالواو على ثياب مرفوع، و (الواو) في (حلّوا) نائب الفاعل (من فضّة) متعلّق بنعت ل (أساور) ، (شرابا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «عاليهم ثياب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «حلّوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عاليهم ثياب «2» .
وجملة: «سقاهم ربّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حلّوا ...
22- (لكم) متعلّق بحال من جزاء (الواو) عاطفة..
وجملة: «إنّ هذا كان ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كان لكم جزاء ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كان سعيكم مشكورا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كان (الأولى) .
الصرف:
(21) عاليهم: إمّا اسم فاعل من (علا) «3» ، أو هو ظرف على وزن اسم الفاعل كداخل الشيء وخارجه.
(حلّوا) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف.. أصله حلّيوا- بياء مضمومة قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى اللام قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لاجتماعها ساكنة مع واو
__________
(1) أو هو حال من (نعيما) بتقدير مضاف أي: أهل نعيم وملك كبير و (ثياب) فاعل لاسم الفاعل عاليهم.
(2) أو في محلّ نصب معطوفة على الحال (عاليهم) إذا أعرب حالا.
(3) انظر الآية (83) من سورة يونس.
(29/191)
________________________________________
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)
الجماعة- إعلال بالحذف-، وزنه فعّوا بضمّ الفاء والعين المشدّدة.
(سقاهم) ، فيه إعلال بالقلب ... أصله سقيهم- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
الفوائد:
ثمّ اسم يشار به إلى المكان البعيد كقوله تعالى: (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) وهو ظرف لا يتصرف، ولذلك غلط من أعربه مفعولا لرأيت في قوله تعالى: (وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً)
، ولا يتقدمه حرف التنبيه، ولا يتأخر عنه كاف الخطاب.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 23 الى 26]
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26)
الإعراب:
(نحن) ضمير في محلّ نصب مستعار لتوكيد الضمير اسم إنّ «1» ، (عليك) متعلّق ب (نزّلنا) ، (تنزيلا) مفعول مطلق منصوب.
جملة: «إنّا ... نزّلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نزّلنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ 24- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لحكم) متعلّق ب (اصبر) بتضمينه معنى أذعن (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (منهم) متعلّق بحال من (آثما) ، (أو) حرف عطف للإباحة..
__________
(1) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره جملة نزّلنا، والجملة الاسميّة خبر إنّ.
(29/192)
________________________________________
إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27)
وجملة: «اصبر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن جاء قدر الله فاصبر.
وجملة: «لا تطع ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
25- (الواو) عاطفة (بكرة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (اذكر) .
وجملة: «اذكر ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة الجواب.
26- (الواو) عاطفة في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق ب (اسجد) ، (ليلا) ظرف منصوب متعلّق ب (سبّحه) .
وجملة: «اسجد ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي مهما حصل فاسجد والشرط المقدّر معطوف على الشرط المقدّر السابق.
وجملة: «سبّحه ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة اسجد.
[سورة الإنسان (76) : آية 27]
إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27)
الإعراب:
(وراءهم) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من (يوما) «1» .
(يوما) مفعول به منصوب.
جملة: «إنّ هؤلاء يحبّون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يحبّون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يذرون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يحبّون.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «يَوْماً ثَقِيلًا ... » : وصف اليوم بالثقيل لتشبيه شدته وهوله بثقل شيء قادح باهظ لحامله، بطريق الاستعارة.
__________
(1) وهو بمعنى أمامهم.. أو هو بمعنى وراء أي لا يعبؤون به فيجوز تعليقه ب (يذرون) .
(29/193)
________________________________________
نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)
[سورة الإنسان (76) : آية 28]
نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ وَإِذا شِئْنا بَدَّلْنا أَمْثالَهُمْ تَبْدِيلاً (28)
الإعراب:
(تبديلا) مفعول مطلق منصوب..
جملة: «نحن خلقناهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقناهم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (نحن) .
وجملة: «شددنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة خلقناهم.
وجملة: «شئنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «بدّلنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(أسرهم) ، اسم بمعنى المفاصل والأعضاء، وفي القاموس:
الأسر الشدّة والغضب وشدّة الخلق وشددنا أسرهم أي مفاصلهم. وفي المختار: أسره الله أي خلقه، وشددنا أسرهم أي خلقهم، وزنه فعل بالفتح.
[سورة الإنسان (76) : الآيات 29 الى 31]
إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (29) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (31)
الإعراب:
الإشارة في (هذه) إلى السورة (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وكذلك جواب الشرط (اتّخذ) ، (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذ.
(29/194)
________________________________________
جملة: «إنّ هذه تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط الجازم غير مقترنة بالفاء.
30- (الواو) عاطفة (ما) نافية، ومفعول (تشاؤون) محذوف أي الطاعة (إلّا) للحصر «2» ، (أن) حرف مصدريّ.
والمصدر المؤوّل (أن يشاء الله) في محلّ نصب ظرف زمان بحذف مضاف أي إلا وقت مشيئة الله «3» .
وجملة: «تشاؤون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من شاء.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «إنّ الله كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان عليما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
31- (في رحمته) متعلّق ب (يدخل) ، (الواو) عاطفة (الظالمين) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي أوعد أو عاقب (لهم) متعلّق ب (أعدّ) ..
وجملة: «يدخل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يشاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: « (أوعد) الظالمين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يدخل.
وجملة: «أعدّ لهم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(2) أو للاستثناء.
(3) أو في محلّ نصب مستثنى من أعمّ الأحوال بحذف مضاف أي ما تشاؤون الطاعة في كلّ حال إلّا في حال مشيئة الله.
(29/195)
________________________________________
وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا (2) وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا (5) عُذْرًا أَوْ نُذْرًا (6) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7)
سورة المرسلات
آياتها 50 آية
[سورة المرسلات (77) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (3) فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (4)
فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (5) عُذْراً أَوْ نُذْراً (6) إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (7)
الإعراب:
(الواو) واو القسم، وما بعده حروف عطف، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم، و (المرسلات) نعت ناب عن منعوته، وكذلك الصفات التالية «1» ، (عرفا) مصدر في موضع الحال أي متتابعة «2» ، (العاصفات) معطوف على المرسلات مجرور مثله (عصفا) مفعول مطلق منصوب (الناشرات، الفارقات، الملقيات) أسماء معطوفة على المرسلات
__________
(1) المرسلات أي الرياح المرسلات على الأرجح، وكذلك العاصفات والناشرات، والفارقات آيات القرآن الكريم، والملقيات الملائكة.. [.....]
(2) يجوز أن يكون مفعولا لأجله إن كان العرف ضدّ النكر، فالمرسلات يعني الملائكة.
(29/197)
________________________________________
مجرورة مثله (نشرا، فرقا) مفعول مطلق منصوب (ذكرا) مفعول به لاسم الفاعل الملقيات منصوب (عذرا) مفعول لأجله منصوب عامله الملقيات «1» ، (أو) حرف عطف (ما) موصول في محلّ نصب اسم إنّ (اللام) المزحلقة للتوكيد.
جملة: « (أقسم) بالمرسلات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «إنّ ما توعدون لواقع ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(1) المرسلات: جمع المرسل، اسم مفعول من الرباعيّ أرسل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، والمرسلات هي الرياح أو الملائكة أو آيات القرآن الكريم.
(عرفا) ، اسم لشعر الفرس فوق الرقبة، وزنه فعل بضمّ فسكون.. أو هو مصدر بمعنى ضدّ النكر أو بمعنى التتابع، يقال: جاء القوم عرفا أي بعضهم وراء بعض، وللكلمة بضمّ الفاء معان كثيرة أخرى..
(2) العاصفات: جمع العاصفة مؤنّث العاصف.. انظر الآية (22) من سورة يونس.
(عصفا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ عصف، وزنه فعل بفتح فسكون.
(3) الناشرات: جمع الناشرة مؤنّث الناشر.. اسم فاعل من الثلاثيّ نشر وزنه فاعل.
(نشرا) ، مصدر سماعيّ لثلاثيّ نشر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(4) الفارقات: جمع الفارقة مؤنّث الفارق.. اسم فاعل من الثلاثيّ فرق، وزنه فاعل.
__________
(1) أو هو بدل من (ذكرا) منصوب.
(29/198)
________________________________________
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)
(فرقا) ، مصدر الثلاثيّ فرق، وزنه فعل بفتح فسكون.
(5) الملقيات: جمع الملقية مؤنّث الملقي، اسم فاعل من الرباعيّ ألقى، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(6) نذرا: جمع النذير بمعنى الإنذار، أي هو مصدر، أو اسم بمعنى المنذر أي على معنى اسم الفاعل، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(7) إنّما: رسمت في المصحف متّصلة وحقّها أن تكون منفصلة لأن (ما) اسم موصول وليس حرفا مصدريا ولا كافّة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 8 الى 13]
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)
لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب المقدّر (النجوم) فاعل لفعل محذوف يفسّره فعل طمست أي غابت أو زالت، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود على النجوم (إذا السماء) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تشقّقت أو انشقّت «1» ، (إذا الجبال) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف تفتّتت (إذا الرسل) مثل إذا النجوم، وتقدير الفعل المحذوف اجتمعت في الوقت المحدّد (لأيّ) متعلّق ب (أجّلت) ، (ليوم) متعلّق بفعل محذوف تقديره أجّلت..
جملة: « (غابت) النجوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب إذا
__________
(1) كقوله تعالى في سورة الفرقان: «ويوم تشقّق السماء ... » وفي سورة الانشقاق «إذا السماء انشقّت ... » .
(29/199)
________________________________________
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)
وما عطف عليه محذوف تقديره: فصل بين الخلائق أو بان الأمر.
وجملة: «طمست ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (تشقّقت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «فرجت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (تفتّتت) الجبال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «نسفت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: « (اجتمعت) الرسل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أقّتت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أجّلت ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر «1»
الصرف:
(11) أقّتت: قلبت فيه الواو همزة، أصله وقّتت، فلمّا ضمّت الواو قلبت إلى الهمزة لحمل الحركة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 14 الى 15]
وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام مبتدأ في محلّ رفع «2» في الموضعين (ويل) مبتدأ مرفوع «3» (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- مضاف إلى اسم ظرفيّ مبنيّ، والتنوين فيه عوض من جملة مقدّرة أي يوم إذا يفصل بين الخلائق (للمكذّبين) متعلّق بخبر المبتدأ (ويل) .
__________
(1) وهذا القول المقدّر حال من ضمير أقّتت.. أو هو جواب الشرط (إذا) الأول أي: إذا النجوم طمست.. يقال.
(2) الاستفهام الأول للاستبعاد والثاني للتهويل.
(3) سوّغ الابتداء بالنكرة لكون اللفظ دعاء.
(29/200)
________________________________________
أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19)
جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما يوم ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أدراك. المعلّق بالاستفهام.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 16 الى 19]
أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ (17) كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (19)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ، وحرّك (نهلك) بالكسر لالتقاء الساكنين (ثمّ) حرف عطف «1» ..
جملة: «نهلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نتبعهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نفعل (بالمجرمين) متعلّق ب (نفعل) ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأول «2» .
وجملة: «نفعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد.
__________
(1) أو استئناف.. انظر الآية (19) من سورة العنكبوت.
(2) والجملة قد تكون للتوكيد أو لتقييد الويل هنا بعذاب الدنيا وهناك بعذاب الآخرة- كذا فسّره البيضاوي-
(29/201)
________________________________________
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)
[سورة المرسلات (77) : الآيات 20 الى 24]
أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ (21) إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ «1» ، (من ماء) متعلّق ب (نخلقكم) ، (في قرار) متعلّق ب (جعلناه) بتضمينه معنى وضعناه (إلى قدر) متعلّق بمحذوف حال من الهاء في (جعلناه) أي مؤخّرا إلى قدر..
جملة: «نخلقكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
(الفاء) عاطفة في الموضعين، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره نحن (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «قدرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة- أو جعلناه- وجملة: «نعم القادرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدرنا.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة للتوكيد..
[سورة المرسلات (77) : الآيات 25 الى 28]
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً (25) أَحْياءً وَأَمْواتاً (26) وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28)
__________
(1) أي للتقرير.. أو هو للتوبيخ.
(29/202)
________________________________________
الإعراب:
(كفاتا) مفعول به ثان منصوب (أحياء) مفعول به ل (كفاتا) «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (فيها) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (ماء) مفعول به ثان منصوب (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أسقيناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(كفاتا) ، اسم فاعل جمع كافت، أو هو مصدر الثلاثيّ كفت كحساب، أو اسم للموضع يكفت فيه الشيء أي يضمّ.. وزنه فعال بكسر الفاء.
(شامخات) ، جمع شامخة مؤنّث شامخ. اسم فاعل من الثلاثيّ شمخ بمعنى علا وارتفع وزنه فاعل.
البلاغة
1- التنكير: في قوله تعالى «أَحْياءً وَأَمْواتاً» .
قيل أحياء وأمواتا على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعا، وذلك للتفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون، وأمواتا لا يحصرون، على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات.
2- التنكير: في قوله تعالى «رَواسِيَ شامِخاتٍ» و «ماءً فُراتاً» .
فائدة التنكير هو إفادة التبعيض، لأن في السماء جبالا، قال الله تعالى «وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ» وفيها ماء فرات أيضا، بل هي منبعه ومصبه
__________
(1) و (كفات) هو مصدر كفت، أو هو اسم فاعل جمع كافت كصائم وصيام.. أو هو مفعول لفعل محذوف تقديره تضمّ إذا كان (كفاتا) اسم مكان أو اسم للوعاء الذي يكفت فيه.
(29/203)
________________________________________
انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)
- ويحتمل أن يكون للتفخيم.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 29 الى 34]
انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (33)
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (34)
الإعراب:
(إلى ما) متعلّق ب (انطلقوا) ، (به) متعلّق ب (تكذّبون) ، (إلى ظلّ) متعلّق ب (انطلقوا) الثاني (ذي) نعت لظلّ مجرور وعلامة الجرّ الياء (لا) نافية (ظليل) نعت لظلّ مجرور (لا) الثانية نافية (من اللهب) متعلّق بنعت لمفعول مقدّر أي لا يدفع شيئا من اللهب، والضمير في (إنّها) يعود على النار (بشرر) متعلّق ب (ترمي) ، (كالقصر) متعلّق بنعت ل (شرر) ، (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «انطلقوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة: «كنتم به تكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تكذّبون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «انطلقوا (الثانية) » في محلّ نصب بدل من جملة انطلقوا الأولى.
وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على النعت ظليل.
وجملة: «إنّها ترمي ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ترمي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «كأنّه جمالة ... » في محلّ جرّ نعت ثان لشرر «1» .
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من الشرر لأنه تخصّص بالوصف.
(29/204)
________________________________________
هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (35) وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(30) شعب: جمع شعبة، اسم بمعنى الفرقة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح.
(31) اللهب: اسم للسان النار وزنه فعل بفتحتين.
(32) شرر: اسم جمع لما يتطاير من النار وزنه فعل بفتحتين، والواحدة شرارة زنة فعالة بالفتح.
(33) جمالة: إمّا جمع جمل كحجر وحجارة زنة فعالة بكسر الفاء.. أو هو اسم جمع..
البلاغة
التشبيه المرسل: في قوله تعالى «إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ» .
فقد شبه الشرر، حين ينفصل من النار، في عظمته، بالقصر وحين يأخذ في الارتفاع والانبساط، لانشقاقه عن أعداد غير محصورة، بالجمال، لتصور الانشقاق والكثرة والصفرة والحركة المخصوصة. وقد روعي الترتيب في التشبيه، والقصور والجمال يشبّه بعضها ببعض فالتشبيه الثاني بيان للتشبيه الأول، على معنى أن التشبيه بالقصر كان المتبادر منه إلى الفهم العظم فحسب.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 35 الى 37]
هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37)
الإعراب:
(لا) نافية في الموضعين (لهم) نائب الفاعل (الفاء)
(29/205)
________________________________________
عاطفة «1» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأولى، جملة: «هذا يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينطقون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يؤذن لهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينطقون.
وجملة: «يعتذرون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يؤذن لهم.
وجملة: «ويل.. للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- تفصيل وبيان:
في قوله تعالى (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) قرأ عيسى بن عمر: (فيموتون) عطفا على يقضى، وأجاز ابن خروف فيه الاستئناف على معنى السببية، وقرأ السبعة (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) ، وقد كان النصب ممكنا، مثله في (فيموتوا) ، ولكن عدل عنه لتناسب الفواصل، والمشهور أنه لم يقصد إلى معنى السببية، بل إلى مجرد العطف على الفعل وإدخاله معه في سلك النفي، لأن المراد ب (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ) نفي الإذن في الاعتذار، وقد نهوا عنه في قوله تعالى (لا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ) ، فلا يتأتى العذر منهم بعد ذلك. وذكر ابن مالك بدر الدين أنه مستأنف بتقدير (فهم يعتذرون) ، وهو مشكل على مذهب الجماعة، لاقتضائه ثبوت الاعتذار مع انتفاء الإذن، كما في قولك (ما تؤذينا فنحبك) بالرفع وقد أجاب أبو البقاء عن الوجه الثاني- أي الاستئناف- بقوله: أي (فهم يعتذرون) فيكون المعنى أنهم لا ينطقون نطقا ينفعهم، أي لا ينطقون في بعض المواقف، وينطقون في بعضها، وليس بجواب النفي، إذ لو كان كذلك لحذف النون.
__________
(1) هي عاطفة فقط وليست سببيّة، فالنفي متوجّه إلى الإذن والاعتذار.. ولو كانت سببيّة لنصب الفعل بعدها. هذا ويجوز حمل المعنى على الاستئناف أي هم يعتذرون في بعض حالات نطقهم.
(29/206)
________________________________________
هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45)
[سورة المرسلات (77) : الآيات 38 الى 40]
هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (39) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (40)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (الأوّلين) معطوف على ضمير الخطاب في (جمعناكم) منصوب (الفاء) عاطفة (كان) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (لكم) متعلّق بخبر كان (الفاء) رابطة لجواب الشرط، و (النون) في (كيدون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «هذا يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «جمعناكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «كان لكم كيد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا يوم..
وجملة: «كيدون ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 41 الى 45]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45)
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من يوم الفصل، والرابط مقدّر، والعامل فيها الإشارة أي جمعناكم فيه.
(29/207)
________________________________________
الإعراب:
(في ظلال) متعلّق بخبر إنّ (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (فواكه) معطوف على ظلال مجرور، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (ممّا) متعلّق بنعت ل (فواكه) ..
جملة: «إنّ المتّقين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشتهون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
(هنيئا) حال منصوبة من فاعل كلوا واشربوا (ما) حرف مصدريّ «1» ..
والمصدر المؤوّل (ما كنتم..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (هنيئا) ، و (الباء) سببيّة.
(كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي «2» ، (ويل..
للمكذّبين) مثل الأولى.
وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله لهم أو الملائكة كلوا..
وجملة: «اشربوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كلوا وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة: «إنّا ... نجزي» لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «نجزى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(42) يشتهون: فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يشتهيون- بياء مضمومة قبل الواو استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف، والجملة بعده صلة. [.....]
(2) لأنّ الإشارة إلى الجزاء أي إنّا نجزي المحسنين جزاء كذلك الجزاء المذكور.
(29/208)
________________________________________
كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49)
الحركة إلى الهاء- إعلال بالتسكين-، التقى ساكنان الياء والواو حذفت الياء- إعلال بالحذف- وزنه يفتعون.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ» .
مجاز مرسل علاقته المحلية، وهي الجنة، لأن الظلال تمتد، والعيون تجري، والفواكه تكون فيها ناضجة.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 46 الى 47]
كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47)
الإعراب:
(قليلا) مفعول فيه نائب عن الظرف لأنه صفته أي زمنا قليلا «1» ، (ويل.. للمكذّبين) مثل الأول.
جملة: «كلوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة، والخطاب للكافرين في الدنيا.
وجملة: «تمتّعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «إنّكم مجرمون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
[سورة المرسلات (77) : الآيات 48 الى 49]
وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (لا) نافية (ويل..
__________
(1) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر أي تمتّعا قليلا.
(29/209)
________________________________________
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)
للمكذّبين) مثل الأولى.
جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اركعوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» .
وجملة: «لا يركعون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة المرسلات (77) : آية 50]
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بأيّ) متعلّق ب (يؤمنون) ، (بعده) ، ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (حديث) .
جملة: «يؤمنون ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي: إن لم يؤمنوا بالقرآن فبأيّ حديث بعده يؤمنون.
الفوائد:
- (أيّ) اسم معرب، وتأتي على خمسة أوجه:
1- شرطا: كقوله تعالى: «أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى» (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ) 2- استفهاما: كقوله تعالى (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) وقوله تعالى في الآية التي نحن
__________
(1) هي مقول القول في الأصل.
(29/210)
________________________________________
بصددها (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) .
3- وموصولا: كقوله تعالى ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا أي الذي هو أشد وهي هنا مبنية مع كونها مضافة، ولا ضير في ذلك.
4- أن تدل على معنى الكمال فتقع صفة للنكره نحو (زيد رجل أيّ رجل) أي كامل في صفات الرجال، وحالا للمعرفة ك (مررت بعبد الله أيّ رجل) .
5- أن تكون وصلة الى نداء ما فيه (ال) نحو (يا أيها الرجل) .
انتهى الجزء التاسع والعشرون ويليه الجزء الثلاثون
(29/211)
________________________________________
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)
الجزء الثلاثون
سورة النبأ
آياتها 40 آية
[سورة النبإ (78) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَمَّ يَتَساءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)
الإعراب:
(عمّ) متعلّق ب (يتساءلون) ، (عن النبأ) متعلّق بفعل محذوف تقديره يتساءلون (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان للنبأ (فيه) متعلّق ب (مختلفون) .
جملة: «يتساءلون ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (يتساءلون) عن النبأ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «هم فيه مختلفون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
(30/213)
________________________________________
كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)
الفوائد:
- (ما) الاستفهامية:
ومعناها: (أيّ شيء) كقوله تعالى (ما هِيَ) (ما لَوْنُها) (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) ، ويجب حذف ألف (ما) الاستفهامية إذا جرّت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، نحو: فيم، إلام، علام، بم. وقال الكميت بن زيد:
فتلك ولاة السوء قد طال مكثهم ... فحتام حتام العناء المطوّل
الشاهد فيه دخول حتى على ما الاستفهامية فحذفت ألفها. وكذلك قوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) .
وأما قول حسان:
على ما قام يشتمني ليئم ... كخنزير تمرغ في رماد
فهذا ضرورة شعرية لا يقاس عليها.
وإذا ركّبت (ما) الاستفهامية مع (ذا) لم تحذف ألفها نحو (لماذا جئت) لأن ألفها قد صارت حشوا.
[سورة النبإ (78) : الآيات 4 الى 5]
كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر في الموضعين عن التساؤل (السين) للاستقبال (ثمّ) للعطف جملة: «سيعلمون (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سيعلمون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة لزيادة الوعيد والتهديد.
(30/214)
________________________________________
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)
[سورة النبإ (78) : الآيات 6 الى 16]
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (6) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (7) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (8) وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً (10)
وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (11) وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً (12) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً (15)
وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً (16)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (مهادا) مفعول به ثان منصوب (الجبال أوتادا) مثل الأرض مهادا ومعطوف عليه.
جملة: «نجعل الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
8- 11 (الواو) عاطفة (أزواجا) حال منصوبة من ضمير المفعول في (خلقناكم) ، (سباتا) مفعول به ثان منصوب وكذلك (لباسا، معاشا) .
وجملة: «خلقناكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
وجملة: «جعلنا (الثالثة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل.
12- (فوقكم) ظرف منصوب متعلّق ب (بنينا) بتضمينه معنى رفعنا (سبعا) مفعول به منصوب- وهو نعت عن منعوت محذوف أي سموات سبعا- وجملة: «بنينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...
(30/215)
________________________________________
13- (سراجا) مفعول به منصوب عامله جعلنا بتضمينه معنى خلقنا «1» .
وجملة: «جعلنا (الرابعة) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل ...
14- 16 (من المعصرات) متعلّق ب (أنزلنا) ، (اللام) للتعليل (نخرج) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام.
والمصدر المؤول (أن نخرج..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعل..
وجملة: «نخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(11) معاشا: مصدر ميميّ بمعنى المعيشة، وقصد به ظرف الزمان إذ لم يثبت مجيئه في اللغة اسم زمان فيجب تقدير مضاف محذوف أي وقت معاش، كقولنا آتيك طلوع الفجر أي وقت طلوع الفجر. وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وفيه إعلال بالقلب والأصل معيش- بفتح الياء- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(13) وهّاجا، صفة مشبّهة باسم الفاعل من الثلاثيّ وهج يوهج باب فتح أو وهج يهج باب ضرب وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، وقد يقصد به المبالغة.
(14) المعصرات: جمع المعصرة مؤنّث المعصر، اسم للسحابة التي حان وقت إمطارها، وزنه مفعلات بضمّ الميم وكسر العين.
(ثجّاجا) ، مبالغة اسم الفاعل من الثلاثيّ ثجّ- المتعدّي أو اللازم- باب ضرب وزنه فعّال بالفتح.
__________
(1) يجوز أن يكون (سراجا) مفعولا ثانيا.. والمفعول الأول محذوف أي جعلنا الشمس سراجا.
(30/216)
________________________________________
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)
(15) حبّا، اسم جمع واحدته حبّة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(16) ألفافا: جمع لفيف زنة فعيل كشريف وأشراف، أو بمعنى ملتفّة لا واحد له، أو جمع لفّ بكسر اللام كسّر وأسرار، ووزن ألفاف أفعال.
البلاغة
التشبيه: في قوله تعالى «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً وَالْجِبالَ أَوْتاداً» .
شبه الجبال بأوتاد الخيام التي تمنعها من الاضطراب، كما تمنع الجبال الأرض أن تميد بأهلها.
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً» .
ووجه الشبه الستر، لأن كلا من اللباس والليل يستر المتلبس به. والمعنى جعلناه ساترا لكم عن العيون، إذا أردتم هربا من عدو، أو بياتا له، أو خفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من كثير من الأمور.
[سورة النبإ (78) : الآيات 17 الى 20]
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (18) وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (20)
الإعراب:
(يوم) الثاني بدل من (ميقاتا) «1» ، (في الصور) نائب الفاعل (أفواجا) حال منصوبة من الفاعل..
جملة: «إنّ يوم الفصل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كان ميقاتا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
__________
(1) أو بدل من اسم إنّ.. أو متعلّق ب (تأتون) .
(30/217)
________________________________________
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)
وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تأتون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ «1» .
19- 20 (الواو) عاطفة في الموضعين، وكذلك (الفاء) في الموضعين..
وجملة: «فتحت السماء ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «2» .
وجملة: «كانت أبوابا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فتحت.
وجملة: «سيّرت الجبال» في محلّ جرّ معطوفة على جملة تأتون «3» .
وجملة: «كانت سرابا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة سيّرت.
الصرف:
(19) أبوابا: جمع باب، اسم جامد، والألف منقلبة عن واو كما يرى في الجمع، وزنه فعل بفتحتين، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
التشبيه البليغ: في قوله تعالى «وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً» .
حيث شبه الجبال بالسراب، وحذف الأداة ووجه الشبه، والجامع أن كلا من الجبال والسراب يرى على شكل شيء وليس هو بذلك الشيء.
[سورة النبإ (78) : الآيات 21 الى 30]
إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (21) لِلطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25)
جَزاءً وِفاقاً (26) إِنَّهُمْ كانُوا لا يَرْجُونَ حِساباً (27) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذاباً (30)
__________
(1) وإذا تعلّق الظرف (يوم) ب (تأتون) كانت الجملة معطوفة على الاستئنافيّة.
(2) أو معطوفة على جملة ينفخ.
(3) أو معطوفة على جملة ينفخ.
(30/218)
________________________________________
الإعراب:
(للطاغين) متعلّق ب (مرصادا) ، (مآبا) خبر كانت ثان (لابثين) حال منصوبة من الطاغين (فيها) متعلّق ب (لابثين) ، (أحقابا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لابثين) ، (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يذوقون «1» ، (شرابا) معطوف بالواو على (بردا) منصوب (إلّا) للاستثناء (حميما) بدل من (شرابا) «2» ، (جزاء) مفعول مطلق لفعل محذوف «3» ، (وفاقا) نعت ل (جزاء) منصوب..
جملة: «إنّ جهنّم كانت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانت مرصادا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لا يذوقون ... » في محلّ نصب حال من ضمير لابثين.
25- 29 (لا) نافية (الواو) عاطفة في الموضعين (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (كذّابا) مفعول مطلق منصوب (كلّ) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال أي أحصينا كلّ ... (كتابا) مفعول مطلق نائب عن المصدر «4» .
وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
__________
(1) أو متعلّق ب (يذوقون) .
(2) جعله بعضهم منصوبا على الاستثناء المنقطع.
(3) أو مفعول لأجله منصوب.
(4) إمّا لأن الكتابة إحصاء، أو لأنّ أحصيناه بمعنى كتبناه ... ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بمعنى مكتوبا.
(30/219)
________________________________________
وجملة: «لا يرجون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا «1» .
وجملة: « (أحصينا) كلّ شيء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أحصيناه ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
30- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (الفاء) تعليليّة (إلّا) للحصر ...
(عذابا) مفعول به ثان منصوب.
وجملة: «ذوقوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كذّبتم في الدنيا فذوقوا العذاب في الآخرة.. وجملة الشرط المقدّرة مقول القول لقول مقدّر ...
وجملة: «لن نزيدكم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
الصرف:
(21) مرصادا: اسم بمعنى الطريق جاء على وزن صيغة المبالغة من الثلاثيّ رصد بمعنى رقب، أي هي راصدة الكافرين تترقّبهم، أو هي مرصدة لهم ومعدّة لتعذيبهم.
(23) لابثين جمع لابث اسم فاعل من الثلاثيّ لبث، وزنه فاعل، (أحقابا) ، جمع حقب بضمّ فسكون.. انظر الآية (60) من سورة الكهف.
(24) بردا: قد يكون اسما بمعنى النوم، وقد سمّي النوم بردا لأنه يبرد صاحبه وهو لغة هذيل.. وانظر الآية (69) من سورة الأنبياء.
(26) وفاقا: مصدر سماعيّ للرباعيّ وافق، وزنه فعال بكسر الفاء، واستعمل في موضع الصفة مبالغة.
(28) كذّابا: مصدر سماعيّ للرباعيّ كذّب، وزنه فعّال بكسر الفاء
__________
(1) أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
(30/220)
________________________________________
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)
وتشديد العين المفتوحة.
(29) كتابا: مصدر بمعنى الكتابة أو بمعنى الإحصاء، وزنه فعال بكسر الفاء.
[سورة النبإ (78) : الآيات 31 الى 37]
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَأَعْناباً (32) وَكَواعِبَ أَتْراباً (33) وَكَأْساً دِهاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35)
جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (36) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37)
الإعراب:
(للمتّقين) متعلّق بخبر إنّ (حدائق) بدل من (مفازا) منصوب مثله، ومنع من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع، ومثله (كواعب) المعطوف، (أترابا) نعت لكواعب منصوب ...
جملة: «إنّ للمتّقين مفازا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
35- 37 (لا) نافية والثانية زائدة لتأكيد النفي (فيها) متعلّق بحال من فاعل يسمعون «1» ، (جزاء) مرّ إعرابه «2» ، (عطاء) بدل من جزاء منصوب «3» (حسابا) نعت لعطاء «4» ... (ربّ) بدل من ربّك مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف بالواو على السموات (الرحمن) نعت لربّ الثاني (لا) نافية (منه) متعلّق ب (يملكون) بتضمينه معنى ينالون.
__________
(1) أو متعلّق ب (يسمعون) . [.....]
(2) في الآية (26) من السورة.. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مجازين.
(3) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.. أو مصدر في موضع الحال من فاعل يسمعون.
(4) أو مفعول مطلق لفعل محذوف.
(30/221)
________________________________________
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)
وجملة: «لا يسمعون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «لا يملكون ... » في محلّ نصب حال من الرحمن.
الصرف:
(31) مفازا: مصدر ميميّ من الثلاثيّ فاز، وزنه مفعل بفتح الميم والعين ففيه إعلال بالقلب، أصله مفوز تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا ... ويجوز أن يكون اسم مكان.
(33) كواعب: جمع كاعب، اسم فاعل من الثلاثيّ كعبت الجارية باب نصر، بدا ثديها للنهود، وزنه فاعل، والجمع فواعل.
(34) دهاقا: صفة مشبّهة من دهق الكأس ملأها، باب فتح،- أو أفرغها- من الأضداد، والكأس الدهاق الممتلئة، وزنه فعال بكسر الفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 38]
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (38)
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يملكون) «2» المنفيّ (صفّا) مفعول مطلق لفعل محذوف «3» (لا) نافية (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ رفع بدل من فاعل يتكلّمون «4» ، (له) متعلّق ب (أذن) ، (صوابا) مفعول به منصوب، وهو نعت عن منعوت محذوف أي قال كلاما صوابا.
__________
(1) أو في محلّ نصب نعت لحدائق.
(2) في الآية السابقة (37) .
(3) والجملة المقدّرة حال من الروح والملائكة. أو هو مصدر في موضع الحال أي مصطفّين.
(4) أو في محلّ نصب على الاستثناء.
(30/222)
________________________________________
ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39)
جملة: «يقوم الروح ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يتكلّمون ... » في محلّ نصب حال من الروح والملائكة.
وجملة: «أذن له الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أذن له الرحمن.
الصرف:
(صواب) اسم مصدر من الرباعيّ أصاب، وزنه فعال بفتح الفاء.
[سورة النبإ (78) : آية 39]
ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً (39)
الإعراب:
(اليوم) بدل من الإشارة مرفوع- أو عطف بيان عليه- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل يعود على من (اتّخذ) مثل شاء جواب الشرط (إلى ربّه) متعلّق بحال من (مآبا) وهو المفعول الثاني منصوب.. والمفعول الأول محذوف أي اتّخذ الإيمان ...
جملة: «ذلك اليوم الحقّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عرفتم أمر ذلك اليوم فمن شاء ...
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «اتّخذ ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
__________
(1) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(30/223)
________________________________________
إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)
[سورة النبإ (78) : آية 40]
إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً (40)
الإعراب:
(عذابا) مفعول به ثان منصوب (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (عذابا) ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به بتضمين ينظر معنى يرى (يا) للتنبيه..
جملة: «إنّا أنذرناكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أنذرناكم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «ينظر المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قدّمت يداه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يقول الكافر ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينظر المرء.
وجملة: «ليتني كنت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنت ترابا ... » في محلّ رفع خبر ليت.
الفوائد:
- حذف نون المثنى وجمع المذكر السالم عند الإضافة:
ورد في هذه الآية قوله تعالىَ وْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)
. الملاحظ في كلمة (يداه) أن النون حذفت منها لإضافتها إلى الضمير (الهاء) . وهذه قاعدة مطردة في المثنى وجمع المذكر السالم. وفي جمع المذكر السالم كقولنا (جاء عاملو المحطة) . وكذلك الاسم المفرد يحذف منه التنوين إذا أضيف كقولنا (هذا فتى الفتيان) . ومن هنا جاء قولهم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
(30/224)
________________________________________
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)
سورة النازعات
آياتها 46 آية
[سورة النازعات (79) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (4)
فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (5)
الإعراب:
(الواو) واو القسم، والجارّ والمجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (غرقا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى «1» ، (الواو) عاطفة في الموضعين وكذلك (الفاء) في الموضعين (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل على المدبّرات.
جملة: « (أقسم) بالنازعات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة ... وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ أيّها الكافرون.
__________
(1) قال أبو البقاء: «النازع هو المغرق في نزع السهم أو الروح، وهو مصدر محذوف الزيادة أي إغراقا. ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال بحذف مضاف أي ذوات إغراق.
(30/225)
________________________________________
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11)
الصرف:
(النازعات) ، جمع النازعة مؤنّث النازع، اسم فاعل من الثلاثيّ نزع، وزنه فاعل، والنازعات الملائكة.
(الناشطات) ، جمع الناشطة مؤنّث الناشط، اسم فاعل من الثلاثيّ نشط، وزنه فاعل، والناشطات الملائكة.
(السابحات) ، جمع السابحة مؤنّث السابح، اسم فاعل من الثلاثيّ سبح، وزنه فاعل، والسابحات الملائكة.
(السابقات) ، جمع السابقة مؤنّث السابق، اسم فاعل من الثلاثيّ سبق، وزنه فاعل، والسابقات الملائكة.
(المدبّرات) ، جمع المدبّرة مؤنّث المدبّر، اسم فاعل من الرباعي دبّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(غرقا) ، مصدر سماعيّ لفعل غرق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون..
أو هو اسم مصدر من (أغرق) .
(نشطا) ، مصدر سماعيّ لفعل نشط باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون..
(سبقا) ، مصدر سماعيّ لفعل سبق باب ضرب وزنه فعل بفتح فسكون..
[سورة النازعات (79) : الآيات 6 الى 11]
يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (8) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (10)
أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (11)
الإعراب:
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بالفعل المقدّر لتبعثنّ
(30/226)
________________________________________
(قلوب) مبتدأ مرفوع خبره جملة أبصارها خاشعة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ على الفتح لأنه أضيف إلى المبنيّ إذ- متعلّق ب (واجفة) «1» ، (واجفة) نعت لقلوب «2» مرفوع (أبصارها) مبتدأ ثان مرفوع بحذف مضاف أي أبصار أصحابها.. خبره (خاشعة) ..
جملة: «ترجف الراجفة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تتبعها الرادفة ... » في محلّ نصب حال من الراجفة.
وجملة: «قلوب ... أبصارها خاشعة» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «أبصارها خاشعة» في محلّ رفع خبر المبتدأ (قلوب) .
10- 11 (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (اللام) للتوكيد وهي المزحلقة (في الحافرة) متعلّق ب (مردودون) ، (الهمزة) مثل الأولى (إذا) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب..
وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم..
والجملة الاسميّة حال من أصحاب القلوب الواجفة «3» .
وجملة: «إنّا لمردودون ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «كنّا عظاما ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره فهل نبعث من جديد.
الصرف:
(6) الراجفة: مؤنّث الراجف، اسم فاعل من الثلاثيّ رجف وزنه فاعل.
(7) الرادفة: مؤنّث الرادف، اسم فاعل من الثلاثيّ ردف وزنه فاعل.
__________
(1) أو هو بدل من يوم ترجف.
(2) جاز فصل النعت عن المنعوت بفاصل لأنه ظرف.
(3) يجوز أن تكون جملة يقولون استئنافا بيانيّا.
(30/227)
________________________________________
(8) واجفة: مؤنّث واجف، اسم فاعل من الثلاثيّ وجف وزنه فاعل.
(10) الحافرة: اسم للطريق التي يرجع الإنسان فيها من حيث جاء ويعبّر به عن الرجوع في الأحوال من آخر الأمر إلى أوّله.. وهو على وزن فاعل بمعنى مفعول، والمراد بها هنا الأرض.
(11) نخرة: مؤنّث نخر، صفة مشبّهة من الثلاثيّ نخر العظم باب فرح إذا بلي، وزنه فعل بفتح فكسر.
البلاغة
الإسناد المجازي: في قوله تعالى «يوم ترجف الراجفة» .
الإسناد إليها مجازي، لأنها سبب الرّجف.
الفوائد:
- حذف جواب القسم:
يجب حذفه إذا تقدم عليه، أو اكتنفه، ما يدل على الجواب، نحو (زيد قائم والله) .
ومنه (إن جاءني زيد والله أكرمته) . هذه أمثلة تقدم فيها الجواب فحذف، كذلك يحذف الجواب إذا اكتنفه ما يدل على الجواب، مثل: «زيد والله قائم» فإن قلت:
(زيد والله إنه قائم) احتمل كون المتأخر عنه خبرا عن المتقدم عليه، واحتمل كونه جوابا، وجملة القسم وجوابه الخبر. ويجوز في غير ذلك، كما في قوله تعالى في السورة التي نحن بصددها (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً. وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً) وجواب القسم محذوف تقديره (لتبعثن) بدليل ما بعده، وهذا المقدر هو العامل في قوله تعالى (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) أو عامله (اذكر) المحذوف. ومثله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) والجواب تقديره (ليهلكن) بدليل (كَمْ أَهْلَكْنا) . ومثله (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) أي (إنه لمعجز) .
(30/228)
________________________________________
قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)
[سورة النازعات (79) : آية 12]
قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (12)
الإعراب:
(إذا) بالتنوين- حرف جواب لا محلّ له «1» .
جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف مؤكّد لجملة يقولون السابقة.
وجملة: «تلك ... كرّة ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(خاسرة) ، مؤنّث خاسر، اسم فاعل من الثلاثيّ خسر باب فرح، وزنه فاعل.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ» .
فقد أسند الخسارة للكرة، والمراد أصحابها. والمعنى إن كان رجوعنا إلى القيامة حقا فتلك الرجعة رجعة خاسرة.
[سورة النازعات (79) : الآيات 13 الى 14]
فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (13) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (إنّما) كافّة ومكفوفة (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (إذا) فجائيّة (بالساهرة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هم) جملة: «هي زجرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «هم بالساهرة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا نفخ في الصور فإذا هم ...
__________
(1) إذا- بالتنوين- تعبّر عن شرط مقدّر أيّ: إن رددنا إلى الحافرة وصحّ ذلك فهي كرّة خاسرة.
(2) أو هي تعليل لمقدّر مقول لقول مقدّر أي قال تعالى: ليس ذلك صعبا لأنها زجرة واحدة. [.....]
(30/229)
________________________________________
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26)
الصرف:
(13) زجرة: مصدر مرّة من الثلاثيّ زجر، وزنه فعلة بفتح فسكون.
(واحدة) ، مؤنّث واحد، اسم للعدد الأول من الأرقام الحسابيّة، وزنه فاعل.
(14) الساهرة: مؤنّث الساهر، وهو صفة للأرض أو الفلاة لأنّ سالكها لا ينام من الخوف، وزنه فاعل.
[سورة النازعات (79) : الآيات 15 الى 26]
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (15) إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (16) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلى رَبِّكَ فَتَخْشى (19)
فَأَراهُ الْآيَةَ الْكُبْرى (20) فَكَذَّبَ وَعَصى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعى (22) فَحَشَرَ فَنادى (23) فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى (24)
فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (25) إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشى (26)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (حديث) ، (بالواد) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (ناداه) «1» ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة قراءة الوصل لالتقاء الساكنين (طوى) عطف بيان على الوادي- أو بدل منه- مجرور..
__________
(1) أو متعلّق ب (ناداه) .
(30/230)
________________________________________
جملة: «أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ناداه ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّه طغى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «طغى ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
18- 19 (الفاء) عاطفة (هل) حرف استفهام (لك) خبر مقدّم لمبتدأ مقدّر أي رغبة أو سبيل (أن) حرف مصدريّ ونصب.
والمصدر المؤول (أن تزكّى) في محلّ جرّ ب (إلى) متعلّق بالمبتدأ المقدّر أي ميل إلى أن تتزكّى.
(الواو) عاطفة (أهديك) مضارع منصوب معطوف على (تزكّى) ، (إلى ربّك) متعلّق ب (أهديك) بحذف مضاف أي إلى معرفة ربّك (الفاء) تعليليّة (تخشى) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف، والفاعل أنت.
وجملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهب.
وجملة: «هل لك (ميل ... ) » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «أهديك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تزكّى.
وجملة: «تخشى ... » لا محلّ لها تعليل للمعرفة.
20- 26 (الفاء) عاطفة في المواضع الخمسة (الآية) مفعول به ثان منصوب (الواو، ثمّ) عاطفان (نكال) مفعول مطلق نائب عن المصدر لفعل محذوف «1» ،
__________
(1) فهو اسم مصدر أي نكّل به نكال.. وقد يكون نائبا عن المصدر لملاقاة فعله بالمعنى فأخذ الله هو نكال.. ويجوز أن يكون مفعولا لأجله.
(30/231)
________________________________________
(الآخرة) مضاف إليه مجرور- وهو نعت عن منعوت محذوف أي الكلمة الآخرة- وكذلك الأولى (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (لمن) متعلّق بنعت ل (عبرة) ..
وجملة: «أراه ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي فذهب إلى فرعون فأراه.
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراه.
وجملة: «عصى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «أدبر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّب.
وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل أدبر.
وجملة: «حشر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أدبر.
وجملة: «نادى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نادى.
وجملة: «أنا ربّكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أخذه الله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: «إنّ في ذلك لعبرة ... » لا محلّ لها تعليل للأخذ «1» .
وجملة: «يخشى» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(16) الواد: رسم في المصحف بغير ياء مراعاة لحذفها من القراءة بسبب التقاء الساكنين.
(18) تزكّى: مضارع حذفت منه إحدى التاءين.. والمذكور في سورة طه ماض، وفيه قلب الياء ألفا لتحركها وفتح ما قبلها.
(20) أراه: الهمزة الأولى من أحرف الزيادة في الفعل فهي همزة أفعل، والألف قبل الهاء هي لام الفعل، أمّا عينه- وهي الهمزة، مجرّده رأى- فقد
__________
(1) جعل بعض المفسّرين هذه الجملة جوابا للقسم الذي بدأت به السورة..
(30/232)
________________________________________
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29)
حذفت للتخفيف بعد نقل حركتها إلى الراء، والأصل أرآه (أرأاه) - بهمزة ثمّ ألف بعدها- وزنه أفله «1» .
(24) الأعلى: على وزن اسم التفضيل ولم يقصد به التفضيل بل الوصف وزنه أفعل، ولام الكلمة منقلبة عن ياء- هي رابعة- وأصلها واو من العلوّ.. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة النازعات (79) : الآيات 27 الى 29]
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (27) رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَها وَأَخْرَجَ ضُحاها (29)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (خلقا) تمييز منصوب (السماء) معطوف على الضمير المبتدأ (أنتم) بحرف العطف، وفاعل (بناها) ضمير يعود على الله وقد فهم من السياق ...
جملة: «أنتم أشدّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «بناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «رفع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
وجملة: «أغطش ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة رفع.
الصرف:
(أشدّ) ، اسم تفضيل من الثلاثيّ شدّ، وزنه أفعل وعينه ولامه من حرف واحد.
(خلقا) ، مصدر خلق الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
__________
(1) وانظر أيضا الآية (55) من سورة البقرة.
(30/233)
________________________________________
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33)
(سمكها) ، مصدر سمك أي أغلظ وثخن.. وزنه فعل بفتح فسكون.
(سوّاها) ، فيه إعلال بالقلب قياسه مثل (بناها) ، تحرّكت الياء- لام الكلمة- بعد فتح قلبت ألفا.
(ضحاها) ، اسم للوقت بين الشمس والظهر، وزنه فعل بضمّ ففتح..
وانظر الآية (98) من الأعراف.
[سورة النازعات (79) : الآيات 30 الى 33]
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (30) أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها (31) وَالْجِبالَ أَرْساها (32) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (33)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (الأرض) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره ما بعده أي دحى.. (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (دحى) المقدّر (منها) متعلّق ب (أخرج) ، (الجبال) مثل الأرض أي أرسى الجبال (متاعا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي متّعكم بذلك متاعا «1» فهو نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في الاشتقاق (لكم) متعلّق ب (متاعا) ومثله لأنعامكم فهو معطوف عليه.
جملة: « (دحى) الأرض ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «دحاها» لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: « (أرسى) الجبال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (دحى) الأرض «2» .
وجملة: «أرساها ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
__________
(1) يجوز أن يكون مفعولا لأجله عامله محذوف أي فعل ذلك متاعا ...
(2) يجوز أن تكون اعتراضيّة إذا كان عامل (متاعا) فعل أخرج.
(30/234)
________________________________________
فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)
الصرف:
(30) دحاها: فيه إعلال بالقلب مثل سوّاها «1» ، والألف أصلها واو أو ياء.
(31) مرعاها: هو في الأصل اسم مكان، ثمّ استعمل مجازا مرسلا للشجر والعشب وما يأكله الإنسان.. فيه إعلال بالقلب، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.. وزنه مفعل بفتح الميم والعين.
(32) أرساها: فيه إعلال بالقلب، والألف أصلها ياء في المزيد، وواو في المجرّد، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
البلاغة
المجاز المرسل: في قوله تعالى «أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها» .
حيث استعمل المرعى في مطلق المأكول للإنسان وغيره، ويجوز أن يكون استعارة تصريحية، لأن الكلام مع منكري الحشر بشهادة «أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً» . كأنه قيل:
أيها المعاندون المقرونون مع البهائم في التمتع بالدنيا والذهول عن الآخرة.
[سورة النازعات (79) : الآيات 34 الى 36]
فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (36)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يحاسب «2» ، (ما) حرف مصدري (لمن) متعلّق ب (برّزت) .
والمصدر المؤوّل (ما سعى) في محلّ نصب مفعول به.
__________
(1) في الآية (27) من السورة.
(2) يجوز أن يكون بدلا من (إذا) فيتعلّق بالجواب.
(30/235)
________________________________________
فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)
جملة: «جاءت الطامّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. والجواب مقدّر أي يبعث الناس.
وجملة: «يتذكّر الإنسان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه..
وجملة: «سعى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
وجملة: «برّزت الجحيم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يتذكّر.
وجملة: «يرى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
الصرف:
(34) الطامّة: اسم للداهية، جاء على وزن اسم الفاعل من الثلاثيّ طمّ أي علا وغلب والتاء زائدة للمبالغة كتاء الداهية، وزنه فاعلة، وعينه ولامه من حرف واحد.
[سورة النازعات (79) : الآيات 37 الى 41]
فَأَمَّا مَنْ طَغى (37) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (39) وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (41)
الإعراب:
(الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط غير جازم (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره عذّب (الفاء) الثانية تعليليّة (هي) ضمير فصل..
جملة: «من طغى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف «1» .
وجملة: «طغى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
__________
(1) في الآية (34) من السورة، وهي مكوّنة من الشرط وفعله وجوابه.
(30/236)
________________________________________
وجملة: «آثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة طغى.
وجملة: «إنّ الجحيم ... المأوى» لا محلّ لها تعليل للخبر المحذوف..
وجواب الشرط مقدّر دلّ عليه الخبر.
40- 41 (الواو) عاطفة في الموضعين (أمّا من خاف ... ) مثل أمّا من طغى «1» (عن الهوى) متعلّق ب (نهى) ، (الفاء) تعليليّة (إنّ الجنّة هي المأوى) مثل إنّ الجحيم هي المأوى «2» .
وجملة: «من خاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من طغى.
وجملة: «نهى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خاف صلة من.
وجملة: «إنّ الجنّة ... المأوى» لا محلّ لها تعليل للخبر المحذوف..
والجواب مقدّر دلّ عليه الخبر وهو: دخل الجنّة.
الصرف:
(37) طغى: فيه إعلال بالقلب، أصله طغي مصدره طغيان، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(آثر) : المدّة مكوّنة من همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة (أأثر) ، وزنه أفعل مضارعه يؤثر كأكرم يكرم.
(39) المأوى: اسم مكان من الثلاثيّ أوى، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، فهو لفيف مقرون.
البلاغة
فن المقابلة: في هذه الآيات الكريمات، حيث تعدد الطباق، وتعدد الطباق كما هو معروف في علم البلاغة يطلق عليه المقابلة.
__________
(1) في الآية (37) من هذه السورة.
(2) في الآية (39) السابقة.
(30/237)
________________________________________
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)
[سورة النازعات (79) : الآيات 42 الى 46]
يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (43) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاها (44) إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَها لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحاها (46)
الإعراب:
(عن الساعة) متعلّق ب (يسألونك) ، (أيّان) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف زمان متعلّق بمحذوف خبر للمبتدأ (مرساها) ، (فيم) حرف جرّ واسم استفهام في محلّ جرّ متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ أنت (من ذكراها) متعلّق بالخبر المقدّر (إلى ربّك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (منتهاها) ..
جملة: «يسألونك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أيّان مرساها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «فيم أنت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «إلى ربّك منتهاها ... » لا محلّ لها تعليل للاستفهام المتضمّن معنى الإنكار.
45- 46 (إنّما) كافّة ومكفوفة (من) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بحال من فاعل (يلبثوا) المنفيّ (إلّا) للحصر (عشيّة) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يلبثوا) ، (أو) حرف عطف.. (ضحاها) معطوف على عشيّة «1» .
وجملة: «أنت منذر ... » لا محلّ لها تعليل آخر.
__________
(1) إضافة الضحا لضمير العشيّة لكونهما من يوم واحد، فالملابسة بينهما تسمح بإضافة أحدهما إلى الآخر.
(30/238)
________________________________________
وجملة: «يخشاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «كأنّهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يرونها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لم يلبثوا ... » في محلّ رفع خبر كأنّ.
الصرف:
(عشيّة) ، اسم بمعنى الأمسية وزنه فعيلة، وياء فعيلة ولام الكلمة من حرف واحد.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «أَيَّانَ مُرْساها» .
في الكلام استعارة تصريحية، حيث استعار الإرساء، وهو لا يستعمل إلا فيما له ثقل.
انتهت سورة «النازعات» ويليها سورة «عبس»
(30/239)
________________________________________
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)
سورة عبس
آياتها 42 آية
[سورة عبس (80) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (4)
الإعراب:
(أن) حرف مصدريّ (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يدريك..
والمصدر المؤول (أن جاءه الأعمى) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف هو (اللام) متعلّق ب (عبس وتولّى) أي لأن جاءه.
جملة: «عبس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
وجملة: «جاءه الأعمى ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
(30/241)
________________________________________
وجملة: «ما يدريك ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة «1» .
وجملة: «يدريك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «لعلّه يزّكّى ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل يدريك.
وجملة: «يزّكّى ... » في محلّ رفع خبر لعنّ.
4- (أو) حرف عطف (الفاء) فاء السببيّة (تنفعه) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء.
والمصدر المؤوّل (أن تنفعه..) في محلّ رفع معطوف على مصدر منتزع من الترجّي المتقدّم أي عسى لديك تزكية أو تذكير فنفع من ذكرى..
وجملة: «يذّكّر ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يزّكّى.
وجملة: «تنفعه الذكرى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(1) تولّى: فيه إعلال بالقلب أصله تولّي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(3) يزّكّى: فيه إبدال تاء التفعّل زايا للمجانسة، أصله يتزكّى، ثم أدغمت مع فاء الكلمة بعد تسكينها وزنه يتفعّل.. وفيه إعلال بالقلب أصله يتزكّي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(4) يذّكّر: فيه إبدال تاء التفعّل ذالا للمجانسة قياسه كقياس يزّكّى.
الفوائد:
- توجيه وعتاب:
سبب نزول الآيات هو أن عبد الله بن أم مكتوم، واسمه عمرو، وقيل: عبد الله ابن شريح بن مالك بن ربيعة. وقيل: عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم بن أهرة بن رواحة القرشي الفهري، من بني عامر بن لؤي، واسم أمه عاتكة بنت عبد الله
__________
(1) في الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب.
(30/242)
________________________________________
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)
المخزومية، وهو ابن خالة خديجة بنت خويلد أسلم قديما بمكة، وذلك
أنه أتى النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل وعمه العباس وأبي بن خلف وأخاه أمية، ويدعوهم إلى الإسلام، يرجو إيمانهم، فقال ابن أم مكتوم: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله، وجعل يناديه ويكرر النداء، وهو لا يدري أنه مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد: إنما اتبعه الصبيان والعبيد، فعبس وجهه، وأعرض عنه، وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم فأنزل الله هذه الآيات، معاتبة لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) . فكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) بعد ذلك يكرمه إذا رآه ويقول: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول له: هل لك من حاجة. واستخلفه على المدينة مرتين.
وكان من المهاجرين الأولين، وقيل: قتل شهيدا بالقادسية.
- (لعلّ) :
هي حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ولها معان:
1- التوقع: وهو ترجّي المحبوب والإشفاق من المكروه، نحو: (لعل الحبيب واصل) و (لعل الرقيب حاصل) وتختص بالممكن.
2- التعليل: كقوله تعالى: (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) .
3- الاستفهام: أثبته الكوفيون، ولهذا علق بها الفعل في نحو قوله تعالى (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً) (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى) .
ويقترن خبرها (بأن) كثيرا، حملا على (عسى) ، كقول متمم بن نويرة:
لعلك يوما أن تلمّ ملمة ... عليك من اللائي يدعنك أجدعا

[سورة عبس (80) : الآيات 5 الى 10]
أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8) وَهُوَ يَخْشى (9)
فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)
(30/243)
________________________________________
الإعراب:
(أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أمّا (له) متعلّق ب (تصدّى) (الواو) حاليّة (ما) نافية «1» ، (عليك) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ألّا) حرف مصدريّ ونصب وحرف نفي..
والمصدر المؤوّل (ألّا يزّكّى..) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «2» .
جملة: «من استغنى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «استغنى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «أنت له تصدّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «تصدّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .
وجملة: «ما عليك ألّا يزّكّى» في محلّ نصب حال من فاعل تصدّى.
وجملة: «يزّكّى» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
8- 10 (الواو) عاطفة (أمّا من جاءك) مثل أمّا من استغنى (الواو) حاليّة (الفاء) رابطة للجواب (عنه) متعلّق ب (تلهّى) .
وجملة: «من جاءك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «جاءك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يسعى ... » في محلّ نصب حال من فاعل جاءك.
وجملة: «هو يخشى ... » في محلّ نصب حال من فاعل يسعى.
وجملة: «يخشى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
وجملة: «أنت عنه تلهّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «تلهّى» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .
__________
(1) أو اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره (عليك) . [.....]
(2) أو في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بخبر ما الاستفهاميّة أي: ما عليك في عدم التزكّي؟
(30/244)
________________________________________
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)
الصرف:
(5) استغنى: فيه إعلال بالقلب أصله استغني، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا وزنه استفعل.
(6) تصدّى: حذفت منه إحدى التاءين تخفيفا، وفيه إعلال بالقلب قياسه كقياس استغنى.
(8) يسعى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى.
(9) يخشى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى.
(10) تلهّى: فيه إعلال بالقلب شأنه شأن استغنى، وفيه حذف إحدى التاءين تخفيفا.
[سورة عبس (80) : الآيات 11 الى 16]
كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15)
كِرامٍ بَرَرَةٍ (16)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، ومثله جواب الشرط (ذكره) ، (في صحف) متعلّق بحال من ضمير الغائب في (ذكره) «1» ، (بأيدي) متعلّق ب (مرفوعة) ..
جملة: «إنّها تذكرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «من شاء ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «شاء ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
__________
(1) أو متعلّق بنعت لتذكرة ... أو متعلّق بخبر إنّ ثان وما بينهما اعتراض.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
(30/245)
________________________________________
قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22)
وجملة: «ذكره ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
الصرف:
(11) تذكرة: مصدر سماعيّ للرباعيّ ذكّر، وزنه تفعلة بفتح التاء وكسر العين.
(13) مكرّمة: مؤنّث مكرّم، اسم مفعول من الرباعيّ كرّم، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
(15) سفرة: جمع سافر بمعنى كاتب، اسم فاعل من الثلاثيّ سفر باب ضرب، ووزن سفرة فعلة بثلاث فتحات.
(16) بررة: جمع بارّ بمعنى مطيع، اسم فاعل من الثلاثيّ برّ باب ضرب وباب فتح وزنه فعلة كسفرة.
[سورة عبس (80) : الآيات 17 الى 22]
قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21)
ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (22)
الإعراب:
(ما) تعجبيّة نكرة تامة بمعنى شيء في محلّ رفع مبتدأ «1» ، (من أيّ) متعلّق ب (خلقه) ، (من نطفة) متعلّق ب (خلقه) الثاني (الفاء) عاطفة وكذلك (ثمّ) في المواضع الثلاثة (السبيل) مفعول به لفعل محذوف على الاشتغال يفسّره المذكور بعده..
جملة: «قتل الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أكفره ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
__________
(1) أو هي استفهاميّة مبتدأ خبره جملة أكفره ...
(30/246)
________________________________________
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)
وجملة: «أكفره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) التعجّبيّة.
وجملة: «خلقه (الأولى) » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلقه (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة خلق الأولى.
وجملة: «قدّره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلقه الثانية.
وجملة: « (يسّره) السبيل» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّره.
وجملة: «يسّره ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أماته ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة.
وجملة: «أقبره ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أماته.
وجملة: «شاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «أنشره» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(21) أماته: فيه إعلال بالقلب بعد الإعلال بالتسكين، أصله أموته، سكّنت الواو ونقلت حركتها إلى الميم.. ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل، وزنه أفعله بفتح الهمزة والعين بينهما فاء ساكنة.
[سورة عبس (80) : آية 23]
كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (23)
الإعراب:
(كلّا) ردع وزجر عمّا في الإنسان من تكبّر وإصرار على إنكار التوحيد (لمّا) حرف نفي وقلب وجزم (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي: ما أمره به.
جملة: «يقض ... » لا محلّ لها استئناف فيه معنى التعليل.
وجملة: «أمره ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(يقض) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.
(30/247)
________________________________________
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)
[سورة عبس (80) : الآيات 24 الى 32]
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28)
وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدائِقَ غُلْباً (30) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (32)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة «1» ، (اللام) لام الأمر (إلى طعامه) متعلّق ب (ينظر) ، (صبّا) مفعول مطلق منصوب.
والمصدر المؤوّل (أنّا صببنا..) في محلّ جرّ بدل اشتمال من طعامه.
جملة: «لينظر الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
وجملة: «صببنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
26- 32 (ثمّ) حرف عطف وكذلك (الفاء) و (الواو) في المواضع الأربعة (شقّا) مفعول مطلق منصوب (فيها) متعلّق ب (أنبتنا) ، ومنع (حدائق) من التنوين لأنه على صيغة منتهى الجموع (متاعا) مفعول مطلق لفعل محذوف أي متّعكم بذلك متاعا «3» ، (لكم) متعلّق ب (متاعا) وكذلك (لأنعامكم) ..
وجملة: «شققنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة صببنا.
وجملة: «أنبتنا ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة شققنا.
__________
(1) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
(2) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردتهم معرفة قدرة الله وتدبيره فلينظر الإنسان ...
(3) انظر (33) من سورة النازعات.
(30/248)
________________________________________
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)
الصرف:
(25) صبّا: مصدر سماعيّ للثلاثيّ صبّ وزنه فعل بفتح فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
(26) شقّا: مصدر سماعيّ للثلاثي شقّ وزنه فعل بفتح فسكون، وعينه ولامه من حرف واحد.
(28) قضبا: اسم للعشب الطريّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
(30) غلبا: اسم للشجر الغليظ الملتفّ، وزنه فعل بضمّ فسكون.
(31) أبّا: اسم للعشب اليابس وقيل هو التبن، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا» .
إسناده إلى ضميره تعالى مجاز من باب الإسناد إلى السبب، وإن كان الله عز وجل هو الموجد حقيقة، ويكون إسناد الفعل حقيقة لمن قام به، لا من صدر عنه إيجادا.
[سورة عبس (80) : الآيات 33 الى 37]
فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة، وجواب إذا مقدّر (يوم) ظرف زمان منصوب بدل من (إذا) ، (من أخيه) متعلّق ب (يفرّ) ، (الواو) عاطفة في المواضع الأربعة (لكلّ) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (شأن) ، (منهم) متعلّق بنعت لكلّ امرئ (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبني- مضاف إلى ظرف مبنيّ
(30/249)
________________________________________
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به لكلّ..
جملة: «جاءت الصاخّة ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط مقدّر أي يشغل كلّ بنفسه.
وجملة: «يفرّ المرء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لكلّ امرئ منهم شأنه ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يغنيه ... » في محلّ رفع نعت لشأن.
الصرف:
(33) الصاخّة: اسم بمعنى الداهية التي تصخّ الخلائق لها أي يستمعون إليها وهي النفخة الثانية، وفي المختار: الصاخّة الصيحة تصمّ بشدّتها، وهي على وزن اسم الفاعل، والتاء للمبالغة.
(36) صاحبته: مؤنّث صاحب، اسم فاعل من الثلاثيّ صحب، وزنه فاعل.
[سورة عبس (80) : الآيات 38 الى 42]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع «1» ، (يومئذ) مرّ إعرابه «2» متعلّق بالخبر (ضاحكة) ، (مسفرة) نعت لوجوه مرفوع.
جملة: «وجوه ... ضاحكة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) وصفت النكرة فجاز إعرابها مبتدأ..
(2) في الآية السابقة (37) .
(30/250)
________________________________________
40- 42 (الواو) عاطفة (وجوه يومئذ..) مثل الأولى (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (غبرة) (هم) ضمير فصل..
وجملة: «وجوه ... عليها غبرة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «عليها غبرة» في محلّ رفع نعت لوجوه.
وجملة: «ترهقها قترة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) .
وجملة: «أولئك ... الكفرة» لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(38) مسفرة: مؤنّث مسفر، اسم فاعل من الرباعيّ أسفر بمعنى أضاء، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(39) مستبشرة: مؤنّث مستبشر، اسم فاعل من السداسيّ استبشر، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(40) غبرة: اسم للتراب أو ما دقّ منه، وزنه فعلة بثلاث فتحات.
(41) قترة: اسم للظلمة والسواد، أو لما ارتفع من الغبار إلى السماء وزنه فعلة بثلاث فتحات.
(42) الفجرة: جمع فاجر اسم فاعل من الثلاثي فجر وزنه فاعل والجمع فعلة بثلاث فتحات.
انتهت سورة «عبس» ويليها سورة «التكوير»
(30/251)
________________________________________
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14)
سورة التّكوير
آياتها 29 آية
[سورة التكوير (81) : الآيات 1 الى 14]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (4)
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9)
وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ (14)
الإعراب:
(إذا) ظرف للمستقبل في محلّ نصب متعلّق بالجواب علمت، وكذا بقية الظروف المعطوفة (الشمس) فاعل لفعل محذوف يفسّره ما بعده
(30/253)
________________________________________
تقديره انطوت، وكذلك تعرب الأسماء بعد الظروف التالية (الجبال) فاعل لفعل محذوف تقديره انتثرت (العشار) فاعل لفعل محذوف تقديره سرحت وحدها (الوحوش) فاعل لفعل محذوف تقديره اجتمعت (البحار) فاعل لفعل محذوف تقديره اختلطت أو امتلأت (النفوس) فاعل لفعل محذوف تقديره اقترنت (الموؤدة) فاعل لفعل محذوف تقديره تظلّمت (بأيّ) متعلّق ب (قتلت) و (الباء) سببيّة (الصحف) فاعل لفعل محذوف تقديره ظهرت (السماء) فاعل لفعل محذوف تقديره زالت (الجحيم) فاعل لفعل محذوف تقديره اشتعلت (الجنّة) فاعل لفعل محذوف تقديره قربت «1» ، (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف..
جملة: « (انطوت) الشمس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه.. لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «كوّرت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجمل: «الشرط وفعله وجوابه الإحدى عشرة التالية ... » لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة.
والجمل: «المقدّرة بعد (إذا) ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
والجمل: «المذكورة بالبناء للمجهول ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «قتلت ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل السؤال المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ عن.
وجملة: «علمت نفس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أحضرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
الصرف:
(4) العشار: جمع عشراء، اسم للناقة الحامل وزنه فعلاء
__________
(1) هذا، وأجاز بعض المفسّرين إعراب الأسماء المذكورة كلّ منها نائب فاعل لفعل محذوف من جنس الفعل المبني للمجهول الوارد بعدها ...
(30/254)
________________________________________
فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)
بضمّ ففتح، والجمع فعال بكسر الفاء.
(5) الوحوش: جمع وحش، اسم لدابة الأرض وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع فعول بضمّ الفاء.
(8) الموؤدة: اسم للجارية تدفن حيّة، وهو اسم مفعول من الثلاثيّ وأد، وزنه مفعول.
البلاغة
التنكير: في قوله تعالى «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ» .
تنكير النفس المفيد لثبوت العلم المذكور لفرد من النفوس، أو لبعض منها، للإيذان بأن ثبوته لجميع أفرادها قاطبة، من الظهور والوضوح، بحيث لا يكاد يحوم حوله شائبة اشتباه قطعا، يعرفه كل أحد، إذا هذا التنكير يفيد العموم.
[سورة التكوير (81) : الآيات 15 الى 22]
فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)
ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة (بالخنّس) متعلّق ب (أقسم) ، (الجوار) بدل من الخنّس مجرور وعلامة الجر الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لقراءة الوصل (الكنّس) نعت للجواري مجرور (الواو) عاطفة في الموضعين (الليل) معطوف على الخنّس مجرور (إذا) ظرف في محلّ نصب جرّد من الشرط
(30/255)
________________________________________
متعلّق ب (أقسم) ، (الصبح إذا تنفّس) مثل الليل إذا عسعس (اللام) في موضع لام القسم للتوكيد عوض من المزحلقة (ذي) نعت لرسول مجرور (عند) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (مكين) «1» وهو نعت لرسول مجرور (ثمّ) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (مطاع) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (مجنون) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
جملة: «أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «عسعس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تنفّس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «ما صاحبكم بمجنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
الصرف:
(15) الخنّس: جمع خانس، اسم فاعل من الثلاثيّ خنس باب نصر بمعنى تأخّر وتنحّى، وهو اسم للكوكب السيار ما عدا القمر، وزنه فاعل، والجمع فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة.
(16) الكنّس: اشتقاقه كاشتقاق الخنّس وبمعناه من الثلاثيّ كنس باب ضرب بمعنى غاب في موضعه.
(21) مطاع: اسم مفعول من الرباعيّ أطاع، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إعلال بالقلب أصله مطوع، تحرّكت الطاء بالفتح بنقل حركة الواو، ثمّ قلبت الواو ألفا لأنّ ما قبلها مفتوح.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ» .
لما كان النفس ريحا خاصا، يفرج عن القلب، انبساطا وانقباضا، شبه ذلك النسيم
__________
(1) أو بحال من مكين.
(30/256)
________________________________________
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)
بالنفس، وأطلق عليه اسم الاستعارة. وجعل الصبح متنفسا لمقارنته له. ويجوز أن يكون بعد الاستعارة كناية عن الإضاءة. ويجوز أن يكون هناك مكنية وتخييلية، بأن يشبه الصبح بماش وآت من مسافة بعيدة، ويثبت له التنفس المراد به هبوب نسيمه، مجازا على طريق التخييل.
[سورة التكوير (81) : الآيات 23 الى 26]
وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (بالأفق) متعلّق بحال من الهاء في (رآه) «1» .
وجملة: «قد رآه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما صاحبكم بمجنون «2» .
24- (الواو) عاطفة- أو حالية- (ما) نافية عاملة عمل ليس (هو) أي الرسول عليه السلام (على الغيب) متعلّق ب (ضنين) ، (ضنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: «ما هو ... بضنين» لا محلّ لها معطوفة على جملة رآه «3» .
25- (الواو) عاطفة (ما هو بقول) مثل ما هو بضنين، وضمير الغائب يعود على القرآن الكريم.
وجملة: «ما هو بقول ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما هو بضنين.
__________
(1) أو متعلّق ب (رآه) والباء للظرف.
(2) في الآية (22) السابقة.
(3) يجوز أن تكون الجملة في محلّ نصب حال من فاعل رآه. [.....]
(30/257)
________________________________________
26- (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (أين) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (تذهبون) بتقدير حرف جرّ إلى.
وجملة: «تذهبون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن تبيّن لكم أمر محمد والقرآن فأين تذهبون ...
الصرف:
(24) ضنين: صفة مشبهة من الثلاثي ضنّ باب ضرب بمعنى بخل بالشيء وزنه فعيل.
الفوائد:
- إعراب أسماء الشرط والاستفهام ونحوها، وجميعها مبنية، ما عدا (أي) فهي معربة. ومحلها من الإعراب: إن دخل عليها جار أو مضاف فمحلها الجر كقوله تعالى (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) وقولنا (صبيحة أيّ يوم سفرك؟) و (غلام من جاءك؟) .
وإن وقعت على زمان فهي ظرف زمان كقوله تعالى (أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) ، أو مكان فهي في محل نصب على الظرفية المكانية كقوله تعالى: (فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) ، أو حدث فهي نائب مفعول مطلق كقوله تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) ، فإن وقع بعدها اسم نكرة نحو (من أب لك؟) فهي مبتدأ، أو اسم معرفة نحو (من أبوك) فهي خبر أو مبتدأ، ولا يقع هذان النوعان في أسماء الشرط لاختصاصها بالأفعال، وإلا فإن وقع بعدها فعل لازم فهي مبتدأ نحو (من قام) ونحو (من يقم أقم معه) ، والأصح كما يقول ابن هشام أن الخبر فعل الشرط لا فعل الجواب، وبعضهم يرى أن فعلي الشرط والجواب معا هما الخبر، وإن وقع بعدها فعل متعد، فإن كان واقعا عليها فهي مفعول به كقوله تعالىَ أَيَّ آياتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ)
و (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) و (مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ) ، وإن كان واقعا على ضميرها نحو (من رأيته) أو متعلقها نحو (من رأيت أخاه؟) فهي مبتدأ أو منصوبة بمحذوف مقدر بعدها يفسره المذكور.
(30/258)
________________________________________
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)
- تنبيه:
إذا وقع اسم الشرط مبتدأ، فهل خبره فعل الشرط وحده لأنه اسم تام وفعل الشرط مشتمل على ضميره، فقولك (من يقم) لو لم يكن فيه معنى الشرط لكان بمنزلة قولك (كل من الناس يقوم) ؟ أو فعل الجواب لأن الفائدة به تمت، ولالتزامهم عود ضمير منه إليه على الأصح، ولأن نظيره هو الخبر في قولك (الذي يأتيني فله درهم) ، أو مجموعهما لأن قولك (من يقم أقم معه) بمنزلة قولك «كل من الناس إن يقم أقم معه» . والصحيح الأول، وإنما توقفت الفائدة على الجواب من حيث التعلق فقط، لا من حيث الخبرية. هذا ما أورده ابن هشام في المغني.
[سورة التكوير (81) : الآيات 27 الى 29]
إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (27) لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (29)
الإعراب:
(إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (لمن) بدل من العالمين بإعادة الجارّ (منكم) متعلّق بحال من فاعل شاء (أن) حرف مصدريّ ونصب (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (ربّ) نعت للفظ الجلالة.
والمصدر المؤوّل (أن يستقيم) في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل (أن يشاء..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف وهو الباء متعلّق ب (تشاؤون) «1» .
__________
(1) يجوز أن يكون المصدر في محلّ نصب على الظرفيّة بحذف مضاف أي: إلّا وقت مشيئة الله.. ومفعول (تشاؤون) ، و (يشاء الله) محذوف تقديره الاستقامة على الحقّ.
(30/259)
________________________________________
جملة: «إن هو إلّا ذكر ... » لا محلّ لها تعليلية لمضمون النفي المتقدّم.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يستقيم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
وجملة: «ما تشاؤون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يشاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
انتهت سورة «التكوير» ويليها سورة «الإنفطار»
(30/260)
________________________________________
إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)
سورة الانفطار
آياتها 19 آية
[سورة الانفطار (82) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)
عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)
الإعراب:
(السماء) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده، ومثله (الكواكب) ، (البحار) فاعل لفعل محذوف تقديره ثارت (القبور) فاعل لفعل محذوف تقديره تبعثرت (ما) موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.
جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
(30/261)
________________________________________
يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)
وجملة: « (انفطرت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «1» .
وجملة: «انفطرت (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة «2» .
وجملة: «علمت نفس ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «قدّمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «أخّرت» لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّمت.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 6 الى 8]
يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8)
الإعراب:
(أيها) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الإنسان) بدل من أي- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة غرّك (بربّك) متعلّق ب (غرّك) ، (الذي) موصول في محلّ نعت ثان لربّك (الفاء) عاطفة في الموضعين (في أيّ) متعلّق ب (ركّبك) «3» ، و (أيّ) اسم شرط جازم «4» ، معرب (ما) زائدة «5» ، (شاء) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وكذلك الجواب ركّبك..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما غرّك ... » لا محلّ لها جواب النداء.
__________
(1) وكذلك الجمل المقدّرة الباقية.
(2) وكذلك الجمل المذكورة بعد إذا.
(3) أو متعلّق بمحذوف حال من ضمير الخطاب في ركّبك.
(4) أو هي الكمالية، وجملة شاء استئناف بيانيّ، أو اسم استفهام فيه معنى التأنيب والعتاب بعدم التبصّر، وجملة شاء نعت لصورة بتقدير الرابط وجملة ركّبك بيان.
(5) أو اسم شرط جازم في محلّ نصب مفعول به مقدم.
(30/262)
________________________________________
كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)
وجملة: «غرّك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «خلقك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «سوّاك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «عدلك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّاك.
وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «ركّبك ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 9 الى 12]
كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (10) كِراماً كاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (12)
الإعراب:
(كلّا) للردع والزجر (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالدين) متعلّق ب (تكذّبون) ، (الواو) حاليّة- أو استئنافيّة- (عليكم) متعلّق بخبر مقدّم (اللام) للتوكيد (حافظين) اسم إنّ منصوب (ما) حرف مصدريّ «1» ..
والمصدر المؤوّل (ما تفعلون) في محلّ نصب مفعول به.
جملة: «تكذّبون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ عليكم لحافظين ... » في محلّ نصب حال من ضمير تكذّبون «2» .
وجملة: «يعلمون ... » في محلّ نصب نعت آخر لحافظين «3» .
وجملة: «تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ نصب، والعائد محذوف.
(2) أو استئنافيّة لا محلّ لها.
(3) أو حال من الضمير في كاتبين والعامل فيها معنى التوكيد.
(30/263)
________________________________________
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)
الفوائد:
- أعمالك مسجلة عليك: أفادت هذه الآيات أن الإنسان موكل به رقباء من الملائكة، يسجلون عليه أعماله الحسنة أو السيئة، وهم مطلعون عليه في جميع أحواله. وقد ورد ذلك في سورة (ق) في قوله تعالى: (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أي ما يتكلم من كلام يخرج من فيه إلا اطلع عليه ملك حافظ وملك حاضر أينما كان، فهما لا يفارقانه إلا وقت الغائط، وعند جماعه، وعند انكشاف عورته المغلّظة، فإنّهما يتأخران عنه، فلا يجوز للإنسان أن يتكلم في هاتين الحالتين حتى لا يؤذي الملائكة بدنوهما منه ليكتبا ما يقول. قيل: إنهما يكتبان عليه كل شيء يتكلم به حتى أنينه في مرضه، وقيل: لا يكتبان إلا ما له أجر أو ثواب أو عقاب.
روى البغوي بإسناد الثعلبي عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : كاتب الحسنات أمين على كاتب السيئات، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: دعه سبع ساعات، لعله يسبح أو يستغفر.
وجدير بالذكر، أن الله عز وجل غني عن توكيل ملائكة بالعباد، فهو مطلع على كل شيء، لقوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) ، ولكن كتابة أعمال الإنسان وأقواله تكون حجة عليه يوم القيامة، كما أن شعوره بملازمة الملائكة له تزيده رهبة وخشية وقربا من الله عز وجل.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 13 الى 16]
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (15) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (16)
(30/264)
________________________________________
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (في نعيم) متعلّق بخبر إنّ، ومثله لفي جحيم.. (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يصلونها) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (عنها) متعلّق ب (غائبين) ، (غائبين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما..
جملة: «إنّ الأبرار لفي نعيم» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ الفجّار لفي جحيم» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يصلونها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «ما هم عنها بغائبين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلونها.
البلاغة
الوصل: في قوله تعالى «إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجّار لفي جحيم» .
في الكلام- من مقتضيات الوصل- اتفاق الجملتين في الخبرية والإنشائية مع الاتصال، أي الجامع بينهما هنا التضاد.
[سورة الانفطار (82) : الآيات 17 الى 19]
وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في المواضع الأربعة (يوم) خبر المبتدأ ما الثاني والرابع (يوم) الثالث متعلّق بفعل
__________
(1) أو في محلّ جرّ نعت لجحيم.
(30/265)
________________________________________
محذوف تقديره يجازون «1» ، (لا) نافية (لنفس) متعلّق ب (تملك) بتضمينه معنى تقدّم (الواو) حاليّة (يومئذ) ظرف منصوب- أو مبنيّ- بدل من يوم الأخير (لله) خبر المبتدأ (الأمر) .
جملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما يوم ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أدراك (الثانية) » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثالث.
وجملة: «ما يوم الدين.. (الثانية) » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك (الثاني) .
وجملة: «لا تملك نفس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «الأمر ... لله» في محلّ نصب حال من فاعل تملك والرابط مقدّر «2» .
انتهت سورة «الإنفطار» ويليها سورة «المطففين»
__________
(1) يجوز أن يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره أعني.
(2) يجوز أن تكون استئنافيّة فلا محلّ لها.
(30/266)
________________________________________
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)
سورة المطفّفين
آياتها 36 آية
[سورة المطففين (83) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)
الإعراب:
(ويل) مبتدأ مرفوع «1» ، (للمطفّفين) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمطففين «2» ، (على الناس) متعلّق ب (اكتالوا) «3» ، (أو) للعطف..
جملة: «ويل للمطفّفين ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
__________
(1) الذي سوّغ الابتداء به دلالته على الدعاء.
(2) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة استئناف بيانيّ. [.....]
(3) قال الزمخشريّ: لمّا كان اكتيالهم اكتيالا يتحامل فيه عليهم أبدل (على) مكان (من) للدلالة على ذلك، ويجوز أن يتعلّق ب (يستوفون) .
(30/267)
________________________________________
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «اكتالوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يستوفون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه» لا محلّ لها معطوفة على جملة الشرط الأولى.
وجملة: «كالوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «وزنوهم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة كالوهم.
وجملة: «يخسرون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
الصرف:
(المطفّفون) ، جمع المطفّف، اسم فاعل من الرباعيّ طفّف، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين.
(2) اكتالوا: فيه إعلال بالقلب، قلب عين الفعل ألفا، تحرّكت بعد فتح، وزنه افتعلوا.
(يستوفون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله يستوفيون- بياء بعد الفاء- نقلت حركة الياء إلى الفاء للثقل، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، وزنه يستفعون.
(3) كالوهم: فيه إعلال بالقلب قياسه كما في اكتالوا..
البلاغة:
المقابلة: في قوله تعالى «الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ» .
وذلك أن المعنى: إذا أخذوا من الناس استوفوا، وإذا أعطوهم أخسروا.
الفوائد:
ولا تنقصوا الناس أشياءهم: أفادت هذه الآيات الوعيد
(30/268)
________________________________________
أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)
الشديد، والعذاب الأليم في الآخرة للذين، ينقصون الكيل والميزان، ويبخسون الناس حقوقهم، وإن كان لهم حق استوفوه كاملا. ويتناول هذا الوعيد القليل والكثير من بخس الحق، وهذا الذنب كبيرة من الكبائر، فمن لم يتب منه خشي عليه من سوء الخاتمة، أما إن تاب ورد الحقوق إلى أهلها قبلت توبته، ومن أصر على ذلك كان مصرّا على كبيرة من الكبائر، وذلك لأن عامة الخلق يحتاجون إلى المعاملات، وهي مبنية على أمر الكيل والوزن والذرع، فلهذا السبب عظم الله عز وجل أمر الكيل والوزن. قال نافع: كان ابن عمر يمر بالبائع فيقول له: اتق الله، أوف الكيل والوزن، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة حتى يلجمهم العرق. وقال قتادة: أوف يا ابن آدم كما تحب أن يوفى لك، واعدل كما تحب أن يعدل لك، وقال الفضيل: بخس الميزان سواد يوم القيامة.
[سورة المطففين (83) : الآيات 4 الى 6]
أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (6)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (لا) نافية (ليوم) متعلّق ب (مبعوثون) ..
والمصدر المؤوّل (أنّهم مبعوثون) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يظنّ.
(يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره يبعثون (لربّ) متعلّق ب (يقوم) .
جملة: «يظنّ أولئك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يقوم الناس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
(30/269)
________________________________________
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)
[سورة المطففين (83) : الآيات 7 الى 9]
كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (8) كِتابٌ مَرْقُومٌ (9)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر عمّا كانوا عليه من التطفيف والغفلة عن البعث (اللام) المزحلقة للتوكيد (في سجين) متعلّق بخبر إنّ (الواو) استئنافيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة أدراك (ما) مثل الأول خبره (سجّين) ، (كتاب) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو..
جملة: «إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما سجّين ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: « (هو) كتاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(سجّين) ، اسم علم إمّا لكتاب جمعت فيه أعمال الشياطين والكفرة والفسقة.. أو اسم علم لمكان بعينه، وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشدّدة، مأخوذ من السجن، وقيل النون عوض من اللام والأصل سجّيل وهو مشتّق من السجلّ وهو الكتاب.
(مرقوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ رقم، وزنه مفعول.
[سورة المطففين (83) : الآيات 10 الى 13]
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَما يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)
__________
(1) أو اعتراضية بين كتاب الاول والجملة البيانية المبينة له
(30/270)
________________________________________
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)
الإعراب:
(ويل ... للمكذّبين) مثل ويل للمطفّفين «1» ، (يومئذ) بدل من (يوم يقوم) «2» ، (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت للمكذّبين «3» ، (بيوم) متعلّق ب (يكذّبون) ، (الواو) حالية- أو استئنافيّة- (ما) نافية (به) متعلّق ب (يكذّب) ، (إلّا) للحصر (كلّ) فاعل (يكذّب) مرفوع (عليه) متعلّق ب (تتلى) ...
جملة: «ويل ... للمكذّبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «ما يكذب به إلّا كلّ ... » في محلّ نصب حال من يوم الدين «4» .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ رفع نعت لكلّ معتد.
وجملة: «تتلى عليه آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: « (هي) أساطير ... » في محلّ نصب مقول القول.
[سورة المطففين (83) : آية 14]
كَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (14)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (على قلوبهم) متعلّق ب (ران) ،
__________
(1) في الآية (1) من السورة.
(2) في الآية (6) من هذه السورة.
(3) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة استئناف بيانيّ.
(4) أو لا محلّ لها استئنافيّة.
(30/271)
________________________________________
كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)
(ما) موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف.
جملة: «ران على قلوبهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كانوا يكسبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «يكسبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(ران) ، فيه إعلال بالقلب، أصله رين- مضارعه يرين- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة المطففين (83) : الآيات 15 الى 17]
كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)
الإعراب:
(عن ربّهم) جار ومجرور متعلّق ب (محجوبون) وهو بحذف مضاف أي عن رؤية ربّهم، وكذلك الظرف (يومئذ) ، والتنوين عوض من جملة أي يوم إذ يقوم الناس (اللام) المزحلقة للتوكيد في الموضعين (ثمّ) للعطف في الموضعين (الذي) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذا) ، (به) متعلّق ب (تكذّبون) .
جملة: «إنّهم ... لمحجوبون» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّهم لصالوا الجحيم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «يقال ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «1» .
وجملة: «كنتم به تكذّبون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
__________
(1) هي في الأصل جملة مقول القول.
(30/272)
________________________________________
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)
وجملة: «تكذّبون» في محلّ نصب خبر كنتم.
الصرف:
(محجوبون) ، جمع محجوب، اسم مفعول من الثلاثيّ حجب، وزنه مفعول.
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ» .
من أنكر رؤيته تعالى كالمعتزلة قال: إن الكلام تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم، لأنه لا يؤذن على الملوك إلا للوجهاء المكرمين لديهم، ولا يحجب عنهم إلا الأدنياء المهانون عندهم.
[سورة المطففين (83) : الآيات 18 الى 21]
كَلاَّ إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ (19) كِتابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)
الإعراب:
(كلّها إنّ ... كتاب مرقوم) مثل الآية كلّا إنّ ... كتاب مرقوم «1» ... مفردات وجملا.
وجملة: «يشهده المقرّبون ... » في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ المقدّر (هو) .
الصرف:
(علّيّون) ، جمع علّيّ، صفة مشتّقة وزنه فعّيل بكسر الفاء والعين المشددة، أو هو مفرد على صيغة الجمع لا واحد له من لفظه معناه الكتاب الجامع لأعمال الخير.
الفوائد:
- كلّا:
وهي حرف معناه الردع والزّجر، وأجاز النحاة الوقف عليها والابتداء بما
__________
(1) في الآية (7) من هذه السورة وما يليها.
(30/273)
________________________________________
إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)
بعدها. وقال جماعة: متى سمعت (كلّا) في سورة فاحكم بأنها مكيّة، لأن فيها معنى التهديد والوعيد، وأكثر ما نزل ذلك بمكة، لأن أكثر العتوّ كان بها، وهذا كلام فيه نظر، لأن كلا أحيانا لا تحمل معنى الزجر كقوله تعالى (ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين. كلا إن كتاب الفجار لفي سجّين) .
ورأى الكسائي وأبو حاتم ومن وافقهما أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيها، فزاد فيها معنى ثانيا يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها، ثم اختلفوا من تعيين ذلك المعنى على ثلاثة أقوال:
1- قال الكسائي ومتابعوه: تكون معنى حقا.
2- قال أبو حاتم ومتابعوه: تكون بمعنى (ألا) الاستفتاحية.
3- قال النضر بن شميل والفراء ومن وافقهما: تكون حرف جواب بمنزلة (إي) و (نعم) وحملوا عليه قوله تعالى: (كلا والقمر) فقالوا معناه: إي والقمر.
وقول أبي حاتم أولى من قولهما، لأنه أكثر اطرادا، لأن أنّ تكسر بعد (ألا) الاستفتاحية ولا تكسر بعد حقا، ولأن تفسير حرف بحرف أولى من تفسير حرف باسم. وقد تحمل (كلا) أحيانا معنى الردع ومعنى الاستفتاح، كقوله تعالى: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) لأنها لو كانت بمعنى حقا لما كسرت همزة إن بعدها، ولو كانت بمعنى نعم لكانت للوعد بالرجوع، لأنها بعد الطلب، كما يقال (أكرم فلانا) فتقول:
(نعم) .
[سورة المطففين (83) : الآيات 22 الى 28]
إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (26)
وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)
(30/274)
________________________________________
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (في نعيم) متعلّق بخبر إنّ (على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون (في وجوههم) متعلّق ب (تعرف) ، (من رحيق) متعلّق ب (يسقون) ، (الواو) اعتراضيّة (في ذلك) متعلّق بفعل (يتنافس) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (الواو) عاطفة (من تسنيم) متعلّق بخبر المبتدأ (مزاج) ، (عينا) مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني، أو أمدح، أو يسقون (بها) متعلّق ب (يشرب) بتضمينه معنى يرتوي أو يلتذّ.
جملة: «إنّ الأبرار لفي نعيم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ رفع خبر ثان «1» .
وجملة: «تعرف ... » في محلّ رفع خبر ثالث «2» .
وجملة: «يسقون ... » في محلّ رفع خبر رابع «3» .
وجملة: «ختامه مسك ... » في محلّ جرّ نعت ثان لرحيق.
وجملة: «ليتنافس المتنافسون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تمّ التنافس في الأشياء فليتنافس المتنافسون في ذلك.. وجملة الشرط المقدّرة اعتراضيّة لا محلّ لها.
وجملة: «مزاجه من تسنيم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ختامه مسك.
وجملة: «يشرب بها المقرّبون ... » في محلّ نصب نعت ل (عينا) .
الصرف:
(25) رحيق: اسم للخمرة الخالصة، وزنه فعيل.
__________
(1، 2، 3) أو في محلّ نصب حال من ضمير خبر إنّ، والعامل فيها التوكيد.. ويجوز أن تكون استئنافا بيانيّا فلا محلّ لها.
(30/275)
________________________________________
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32)
(مختوم) ، اسم مفعول من الثلاثيّ ختم، وزنه مفعول.
(26) ختامه: إمّا اسم للشيء الذي يختم به، أو هو مصدر بمعنى الخلط والمزج أو بمعنى الختم بفتح الخاء وزنه فعال بكسر الفاء.
(مسك) ، اسم للرائحة الطيّبة وهو جامد، وزنه فعل بكسر فسكون.
(المتنافسون) ، جمع المتنافس، اسم فاعل من الخماسيّ تنافس، وزنه متفاعل بضمّ الميم وكسر العين.
(27) تسنيم: قيل هو علم لعين بعينها في الجنّة. وهو في الأصل مصدر قياسيّ للرباعيّ سنّم، بمعنى رفع، أو مستعمل على أنه مصدر مفسّر ب (عينا) ، وزنه تفعيل.
[سورة المطففين (83) : الآيات 29 الى 32]
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذا رَأَوْهُمْ قالُوا إِنَّ هؤُلاءِ لَضالُّونَ (32)
الإعراب:
(من الذين) متعلّق ب (يضحكون) ، (بهم) متعلّق ب (مرّوا) ، (إلى أهلهم) متعلّق ب (انقلبوا) ، (فكهين) حال منصوبة من فاعل انقلبوا (اللام) المزحلقة للتوكيد..
جملة: «إنّ الذين أجرموا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أجرموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
(30/276)
________________________________________
وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33)
وجملة: «يضحكون ... » في محلّ نصب خبر كانوا..
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون «1» .
وجملة: «مرّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يتغامزون ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «الشرط الثاني وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضحكون «2» .
وجملة: «انقلبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انقلبوا (الثانية) ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إذا رأوهم قالوا ... » في محلّ نصب- أو رفع- معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه السابقة.
وجملة: «رأوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «إنّ هؤلاء لضالّون ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(31) فكهين: جمع فكه.. صفة مشبّهة من الثلاثيّ فكه باب فرح، وزنه فعل بفتح فكسر.
[سورة المطففين (83) : آية 33]
وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حافِظِينَ (33)
الإعراب:
(الواو) حاليّة (ما) نافيّة (عليهم) متعلّق ب (حافظين) «3» ، (حافظين) حال منصوبة من الواو في (أرسلوا) .
__________
(1) أو على جملة خبر انّ: (كانوا ... )
(2) أو في محلّ رفع معطوفة على جملة كانوا.. أو معطوفة على جملة الشرط وفعله وجوابه الأولى.
(3) الضمير في (عليهم) يعود على المؤمنين.
(30/277)
________________________________________
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)
جملة: «ما أرسلوا ... » في محلّ نصب حال من فاعل قالوا.
[سورة المطففين (83) : الآيات 34 الى 36]
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (36)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اليوم) ظرف زمان متعلّق ب (يضحكون) الآتي، (من الكفار) متعلّق ب (يضحكون) بعده، (على الأرائك) متعلّق بحال من فاعل ينظرون «1» ، (هل) حرف استفهام (ما) حرف مصدريّ «2» ..
والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ نصب بنزع الخافض أي: ممّا كانوا ...
جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الذين آمنوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كان الذين أجرموا يضحكون من الذين آمنوا في الدنيا فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكافرين.
وجملة: «يضحكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «ينظرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يضحكون.
وجملة: «ثوّب الكفّار ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
__________
(1) وانظر الآية (23) من هذه السورة.
(2) أو اسم موصول في محلّ نصب بنزع الخافض.. والعائد محذوف. [.....]
(3) أو هي في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.. وقيل هي في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي: يقول المؤمنون لبعضهم: هل ثوّب الكفّار ...
(30/278)
________________________________________
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)
سورة الإنشقاق
آياتها 25 آية
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (4)
وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (5)
الإعراب:
الظرف (إذا) متعلّق بالجواب المقدّر أي علمت النفوس أعمالها «1» ، (السماء) فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده (لربّها) متعلّق ب (أذنت) «2» ، ونائب الفاعل للمجهول (حقّت) ضمير يعود على السماء وذلك
__________
(1) أو ما في معناه، وقيل: الجواب هو فملاقيه أي فأنت ملاقيه، في الآية (6) من هذه السورة.
(2) أذنت لربّها: استمعت وأطاعت.
(30/279)
________________________________________
بحذف مضاف أي حقّ سمعها وطاعتها «1» ، (الأرض) فاعل لفعل محذوف تقديره انبسطت (فيها) متعلّق بمحذوف صلة ما، والضمير في (حقّت) الثاني يعود على الأرض.
جملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: « (انشقّت) السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «انشقّت (المذكورة) » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «أذنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط.
وجملة: «حقّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فعل الشرط.
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه (الثانية) ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الابتداء.
وجملة: « (انبسطت) الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «مدّت ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: «ألقت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة انبسطت.
وجملة: «تخلّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ألقت.
وجملة: «أذنت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تخلّت.
وجملة: «حقّت ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة أذنت.
الصرف:
(ألقت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت لام الفعل قبل تاء التأنيث وزنه أفعت.
(تخلّت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين، حذفت لام الفعل قبل تاء التأنيث وزنه تفعّت.
__________
(1) أو أن السماء جعلت حقيقة بالاستماع والانقياد فلا حاجة لتقدير مضاف.
(30/280)
________________________________________
يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15)
البلاغة
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ... » .
حيث شبه حال الأرض بحال المرأة الحامل، تلقي ما في بطنها عند الشدة والهول، ثم حذف المشبه به، واستعار لفظ الإلقاء.
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ ... » .
حيث شبّهت حال السماء في انقيادها لتأثير قدرة الله تعالى حيث أراد، بانقياد المستمع المطيع للأمر، ثم حذف المشبه به، وأستعير لفظ الإذن والاستماع المستعمل في غايته.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 6 الى 15]
يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (8) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ (10)
فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُوراً (11) وَيَصْلى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً (15)
الإعراب:
(أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (الإنسان) بدل من أيّ- أو عطف بيان عليه- تبعه في الرفع لفظا (إلى ربّك) متعلّق ب (كادح) بحذف مضاف أي إلى لقاء ربّك (كدحا) مفعول مطلق
(30/281)
________________________________________
منصوب (الفاء) عاطفة (ملاقيه) معطوف على كادح مرفوع «1» .
جملة: «النداء: أيّها الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّك كادح ... » لا محلّ لها جواب النداء.
7- 9 (الفاء) عاطفة تفريعيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (كتابه) مفعول به منصوب (بيمينه) متعلّق ب (أوتي) ، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (سوف) حرف استقبال (حسابا) مفعول مطلق منصوب (إلى أهله) متعلّق ب (ينقلب) ، (مسرورا) حال منصوبة من فاعل ينقلب وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «أوتي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «2» .
وجملة: «يحاسب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «ينقلب ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يحاسب.
10- 15 (الواو) عاطفة (من أوتي كتابه) مثل الأولى (وراء) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (أوتي) ، (ثبورا) مفعول به منصوب ومثله (سعيرا) ، (في أهله) متعلّق ب (مسرورا) ، (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها محذوف أي أنّه.
والمصدر المؤوّل (أن لن يحور..) معطوفة على سدّ مسدّ مفعولي ظنّ.
(بلى) حرف جواب لإيجاب المنفيّ (به) متعلّق ب (بصيرا) .
وجملة: «من أوتي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من أوتي (الأولى) .
__________
(1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره أنت، والجملة لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء إنّك كادح.
(2) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.. ويجوز أن تكون الجملة صلة (من) إذا أعرب موصولا، وجملة سوف يحاسب هي الخبر بزيادة الفاء لمشابهة المبتدأ للشرط.
(30/282)
________________________________________
فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19)
وجملة: «أوتي ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
وجملة: «سوف يدعو ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: «يصلى ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة يدعو.
وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «كان في أهله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «إنّه ظنّ ... » لا محلّ لها تعليل آخر ...
وجملة: «ظنّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثاني) .
وجملة: «لن يحور ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
وجملة: «إنّ ربّه كان ... » لا محلّ لها تعليل للجواب المقدّر بعد بلى، أي بلى يرجع إلى الله لأن ربّه كان به بصيرا.
وجملة: «كان به بصيرا ... » في محلّ رفع خبر إنّ (الثالث) .
الصرف:
(6) كادح: اسم فاعل من الثلاثيّ كدح، وزنه فاعل.
(كدحا) ، مصدر سماعيّ لفعل كدح باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
(8) مسرورا: اسم مفعول من الثلاثيّ سرّ، وزنه مفعول.
(11) يصلى: فهي إعلال بالقلب، أصله يصلي، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 16 الى 19]
فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (لا) زائدة (بالشفق) متعلّق ب (أقسم) ،
__________
(1) راجع الصفحة السابقة حاشية رقم (2) .
(30/283)
________________________________________
(الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، (ما) مصدرية «1» ، (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق ب (أقسم) ، (اللام) لام القسم (تركبنّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، و (النون) نون التوكيد (عن طبق) متعلّق بنعت ل (طبقا) ..
والمصدر المؤوّل (ما وسق) في محلّ جرّ معطوف على الشفق.
جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «وسق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «2» .
وجملة: «اتسق ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تركبنّ ... » لا محلّ لها جواب القسم.
الصرف:
(16) الشفق: اسم لاختلاط ضوء النهار بسواد الليل بعد الغروب، أو اسم للحمرة التي ترى في الأفق بعيد المغرب.
(18) اتّسق: فيه إبدال الواو- فاء الكلمة- تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، والأصل اوتسق، وزنه افتعل.
(19) طبقا: اسم بمعنى الحال وزنه فعل بفتحتين.
الفوائد:
- عن:
وترد على ثلاثة أوجه:
1- أحدها: أن تكون حرفا جارا، وجميع ما ذكر لها عشرة معان:
1- المجاوزة: مثل: (سافرت عن البلد) و (رميت السهم عن القوس)
__________
(1) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة، في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي وسقه..
(2) أو صلة الموصول الاسميّ، أو في محلّ جرّ نعت للنكرة الموصوفة (ما) .
(30/284)
________________________________________
فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (21)
2- البدل: كقوله تعالى (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) ، وفي الحديث (صومي عن أمك) .
3- الاستعلاء: كقوله تعالى (فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ) .
4- التعليل: كقوله تعالى (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ) .
5- مرادفة (بعد) نحو قوله تعالى (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) وقوله تعالى في الآية التي نحن بصددها (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) .
6- الظرفية: كقول الأعشى ميمون بن قيس:
وآس سراة الحي حيث لقيتهم ... ولا تك عن حمل الرباعة وانيا
الرباعة: نجوم الحمالة، قيل إن ونى لا يتعدى إلا (بفي) بدليل قوله تعالى (وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) .
7- مرادفة (من) كقوله تعالى (هُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) 8- الاستعانة: مثل (رميت عن القوس) لأنه يقال (رميت القوس) .
9- أن تكون زائدة للتعويض عن أخرى محذوفة، كقول الشاعر:
أتجزع أن نفس أتاها حمامها ... فهلا التي عن بين جنبيك تدفع
قال ابن جني: أراد فهلا تدفع عن التي بين جنبيك، فحذفت عن من أول الموصول وزيدت بعده.
10- أن تكون بمعنى الباء، نحو قوله تعالى: (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) أي: بالهوى 2- الوجه الثاني: أن تكون حرفا مصدريا، وذلك أن بني تميم يقولون في نحو أعجبني أن تفعل: (عن تفعل) 3- الوجه الثالث: أن تكون أسماء بمعنى جانب، كقول قطري بن الفجاءة:
فلقد أراني للرماح دريئة ... من عن يميني مرة وأمامي

[سورة الانشقاق (84) : الآيات 20 الى 21]
فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (21)
(30/285)
________________________________________
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (لهم) متعلّق بخبر ما (لا) نافية (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (قرئ) ، (لا) مثل الأولى..
جملة: «ما لهم ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا كان هذا أمرهم يوم القيام فما لهم لا يؤمنون..
وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في (لهم) .
وجملة: «الشرط وفعله وجوابه ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يؤمنون.
وجملة: «قرئ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «لا يسجدون» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
[سورة الانشقاق (84) : الآيات 22 الى 25]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (24) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ما) حرف مصدريّ «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بعذاب) متعلّق ب (بشّرهم) ، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (أجر) ، (غير) نعت لأجر مرفوع..
__________
(1) أو اسم موصول، أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يوعونه.
(30/286)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (ما يوعون..) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) بمعنى عالم.
جملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «يكذّبون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «الله أعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة «1» .
وجملة: «يوعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) «2» .
وجملة: «بشّرهم ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن استمرّوا في كذبهم فبشّرهم ...
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «لهم أجر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» .
الصرف:
(23) يوعون: ماضيه أوعى الشيء أي وضعه في الوعاء وهنا بمعنى يضمرون، وفي الفعل إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف أصله يوعيون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى العين قبلها- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة- إعلال بالحذف- وزنه يفعون بضمّ الياء والعين.
انتهت سورة «الانشقاق» ويليها سورة «البروج»
__________
(1) أو في محلّ نصب حال.
(2) أو صلة الموصول الاسميّ.. أو في محلّ جرّ نعت للنكرة، والعائد فيهما محذوف أي يوعونه.
(3) إذا أعربت (إلّا) بمعنى لكن فالموصول مبتدأ وجملة لهم أجر خبره.
(30/287)
________________________________________
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
سورة البروج
آياتها 22 آية
[سورة البروج (85) : الآيات 1 الى 7]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (4)
النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)
الإعراب:
(الواو) واو القسم (السماء) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (النار) بدل اشتمال من الأخدود «1» ، (إذ) ظرف في محلّ
__________
(1) والضمير العائد على المبدل منه محذوف أي: النار فيه. [.....]
(30/289)
________________________________________
نصب متعلّق ب (قتل) ، (ما) حرف مصدريّ «1» ، (بالمؤمنين) متعلّق ب (يفعلون) .
والمصدر المؤوّل (ما يفعلون..) في محلّ جرّ ب (على) متعلّق ب (شهود) .
جملة: « (أقسم) بالسماء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.. وجواب القسم محذوف تقديره: إنّ الجزاء لحقّ أو لواقع على الكافرين ...
وجملة: «قتل أصحاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «2» .
وجملة: «هم عليها قعود» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هم ... شهود» في محلّ جرّ معطوفة على جملة «هم عليها قعود» .
وجملة: «يفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
الصرف:
(2) الموعود: اسم مفعول من الثلاثيّ وعد، وزنه مفعول وهو يوم القيامة.
(4) الأخدود: اسم للشقّ في الأرض، وزنه أفعول بضمّ الهمزة وسكون الفاء والجمع أفاعيل.
الفوائد:
- أصحاب الأخدود:
روي عن صهيب، أن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: كان ملك فيمن كان قبلكم، كان له ساحر، فلما كبر قال للملك: ابعث لي غلاما أعلمه السحر. وكان في طريق الغلام راهب، فقعد إليه فأعجبه كلامه. وكان يتأخر في الذهاب عن الساحر وفي الإياب عن أهله، فشكا ذلك للراهب، فقال له: قل للساحر: حبسني أهلي، وقل لأهلك:
حبسني الساحر، فبينما الغلام كذلك، إذ عرضت دابة قطعت الطريق، فأخذ الغلام
__________
(1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
(2) إذا كانت الجملة خبريّة- لا إنشائيّة دعائيّة- كانت هي جواب القسم بتقدير اللام وقد.
(30/290)
________________________________________
حجرا وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك فاقتل هذه الدابة، فماتت الدابة.
فقص ذلك على الراهب، فبشره بخير، وقال له: لقد أصبحت أفضل مني، وإنك ستبتلى، فلا تدلّ علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، ويداوي أمراض الناس، وكان جليس للملك أعمى، فجاءه بهدايا وقال له: هذه جميعها لك إن شفيتني فقال الغلام إنما يشفيك الله، فآمن به، فآمن جليس الملك، فدعا له فبرئ، فسأله الملك كيف شفي من مرضه، فقص عليه وقال له: شفاني الله. قال الملك: وهل لك رب غيري، قال الجليس: ربي وربك الله، فلم يزل يعذبه الملك حتى دله على الغلام، ولم يزل يعذب الملك الغلام حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب، فطلب منه الرجوع عن دينه فأبى، فنشره من مفرقه حتى وقع شقّاه، ثم فعل بالجليس كذلك.
ثم دفع الملك الغلام إلى نفر، ووكلهم بطرحه من شاهق جبل فقال الغلام: اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك.
فقال له: ما فعل أصحابك، فقال: كفانيهم الله فدفعه إلى نفر فقال: اجعلوه في قرقور فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه، وإلا فألقوه في اليم. فقال: اللهم اكفينهم بما شئت وكيف شئت، فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا. وجاء الغلام يمشي، فسأله الملك عن أصحابه، فقال: كفانيهم الله عز وجل. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال: ما هو؟ قال: تجعل الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع نخل، ثم خذ سهما من كنانتي وقل باسم الله رب الغلام، ثم ارمني به، فعند ذلك تقتلني، ففعل الملك ذلك وضربه بالسهم قائلا: باسم الله رب الغلام، فوقع السهم في صدغه، فوضع الغلام يده مكان وقوع السهم، ثم مات. فقال الناس: آمنا برب الغلام. فقيل للملك: أرأيت ما كنت تحذره قد والله نزل بك، فأمر الملك بشق أخدود أضرمت فيه النيران، فمن لم يرجع عن دينه ألقي في النار، فأتي بامرأة معها صبي لها، فتقاعست، فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق. هذا الحديث صحيح أخرجه مسلم.
قال ابن عباس: كان بنجران ملك من ملوك حمير، يقال له يوسف ذو نواس
(30/291)
________________________________________
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
ابن شرحبيل بن شراحيل، في الفترة قبل مولد النبي (صلّى الله عليه وسلّم) بسبعين سنة، وكان في بلاده غلام يقال له: عبد الله بن تامر، وكان أبوه يسلمه إلى معلم يعلمه السحر، وساق نفس الحديث السابق الذي رواه صهيب.
- حذف قد:
ذكر البصريون أن الفعل الماضي الواقع حالا لا بد معه من (قد) ظاهرة، كقوله تعالى (وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ) أو مضمرة كقوله تعالى (أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) أي (وقد اتبعك) (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) أي قد حصرت. وقال الجميع: حقّ الماضي المثبت المجاب به القسم أن يقرن باللام وقد، كقوله تعالى (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا) . وقيل في قوله تعالى: (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) في الآية التي نحن بصددها، إنه جواب القسم على إضمار اللام وقد جميعا أي (لقد قتل) .
[سورة البروج (85) : الآيات 8 الى 9]
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (ما) نافية (منهم) متعلّق ب (نقموا) بتضمينه معنى عابوا (إلّا) للحصر (أن) حرف مصدريّ ونصب (بالله) متعلّق ب (يؤمنوا) ، (الحميد) نعت ثان للفظ الجلالة.
جملة: «ما نقموا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة هم.. شهود «1» .
وجملة: «يؤمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
__________
(1) في الآية السابقة (7) .
(30/292)
________________________________________
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)
والمصدر المؤوّل (أن يؤمنوا) في محلّ نصب مفعول به لفعل نقموا «1» .
9- (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثالث للفظ الجلالة «2» ، (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ملك) ، (الواو) استئنافيّة (على كلّ) متعلّق ب (شهيد) ..
وجملة: «له ملك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «الله ... شهيد» لا محلّ لها استئنافيّة.
البلاغة
فن تأكيد المدح بما يشبه الذم: في قوله تعالى «وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» .
استثناء مفصح عن براءتهم عما يعاب وينكر بالكلية، على منهاج قوله:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
فقد استثنى من صفة ذم منفية صفة مدح، وهذا ما يسمى تأكيد المدح بما يشبه الذم.
[سورة البروج (85) : آية 10]
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (10)
الإعراب:
(الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (عذاب) في الموضعين.
جملة: «إنّ الذين فتنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) يجوز أن يكون بدلا من المفعول المقدّر و (إلّا) للاستثناء أي ما نقموا شيئا إلّا إيمانهم، أو هو منصوب على الاستثناء.
(2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو والجملة استئناف بيانيّ.
(30/293)
________________________________________
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
وجملة: «فتنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «لم يتوبوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة فتنوا.
وجملة: «لهم عذاب» في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «لهم عذاب (الثانية) » في محلّ رفع معطوفة على جملة الخبر.
الصرف:
(الحريق) ، اسم لحالة شبوب النار واشتعالها، واستعمل في الآية بمعنى الإحراق- أي إحراق الكافرين للمؤمنين «1» - فهو اسم مصدر وزنه فعيل.
[سورة البروج (85) : آية 11]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11)
الإعراب:
(لهم) خبر المبتدأ (جنّات) ، (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها، والإشارة في (ذلك) إلى حيازة المؤمنين للجنّات (الفوز) خبر المبتدأ مرفوع.
جملة: «إنّ الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «لهم جنّات ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ رفع نعت لجنّات.
وجملة: «ذلك الفوز ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
__________
(1) أي لهم العذاب بسبب الحريق.
(30/294)
________________________________________
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)
[سورة البروج (85) : الآيات 12 الى 16]
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (16)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة يبدئ «1» ، (الواو) عاطفة (اللام) زائدة للتقوية «2» ، (ما) موصول محلّه البعيد مفعول به للمبالغة فعّال..
جملة: «إنّ بطش ربّك لشديد» لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
وجملة: «إنّه هو يبدئ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «هو يبدئ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يبدئ ... » في محلّ رفع خبر (هو) .
وجملة: «يعيد ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يبدئ.
وجملة: «هو الغفور ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة هو يبدئ «4» .
وجملة: «يريد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
[سورة البروج (85) : الآيات 17 الى 18]
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18)
__________
(1) أو ضمير مستعار لمحلّ النصب توكيدا للضمير اسم إنّ.. وجملة هو الغفور معطوفة حينئذ على جملة إنّه هو.
(2) أو غير زائدة متعلّقة بفعّال.
(3) جعلها بعضهم جواب القسم الوارد في أول السورة: والسماء ذات ...
(4) يجوز أن تكون معطوفة على جملة الاستئناف فلا محلّ لها.
(30/295)
________________________________________
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتقرير «1» ، (فرعون) بدل من الجنود مجرور، وفيه حذف مضاف أي جنود فرعون.
جملة: «هل أتاك حديث ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة البروج (85) : الآيات 19 الى 20]
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (20)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ (في تكذيب) متعلّق بخبر المبتدأ (الذين) ، (الواو) عاطفة (من ورائهم) متعلّق ب (محيط) «2» .
جملة: «الذين كفروا في تكذيب» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «الله ... محيط» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(تكذيب) ، مصدر قياسيّ للرباعيّ كذّب، وزنه تفعيل.
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ» .
تمثيل لعدم نجاتهم من بأس الله تعالى بعدم فوت المحاط المحيط والمعنى أنه عز وجل عالم بهم، وقادر عليهم، وهم لا يعجزونه ولا يفوتونه سبحانه وتعالى.
المجاز المرسل: في قوله تعالى «بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ» .
علاقة هذا المجاز الحالية، لأن التكذيب معنى من المعاني، ولا يحلّ الإنسان فيه،
__________
(1) أو الاستفهام للتعجّب ... ويجوز أن تكون بمعنى قد.
(2) أو هو خبر أوّل و (محيط) خبر ثان.
(30/296)
________________________________________
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
وإنما يحلّ في مكانه، فاستعمال التكذيب في مكانه مجاز، أطلق فيه الحال وأريد المحل، فعلاقته الحالية.
[سورة البروج (85) : الآيات 21 الى 22]
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
الإعراب:
(في لوح) متعلّق بنعت ثان لقرآن.
جملة: «هو قرآن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
انتهت سورة «البروج» ويليها سورة «الطارق»
(30/297)
________________________________________
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)
سورة الطارق
آياتها 17 آية
[سورة الطارق (86) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (1) وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (4)
الإعراب:
(والسماء) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (الواو) الثالثة اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في الموضعين (النجم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (إن) حرف نفي (لمّا) حرف للحصر بمعنى إلّا (عليها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (حافظ) ..
جملة: « (أقسم) بالسماء ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الأول.
(30/299)
________________________________________
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)
وجملة: «ما الطارق ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: « (هو) النجم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «إنّ كلّ نفس لمّا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «عليها حافظ» في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .
الصرف:
(الطارق) ، في الأصل هو اسم فاعل من الثلاثيّ طرق أي سار في الليل وزنه فاعل، ثمّ أطلق ليكون اسم جنس أو كوكب معهود.
الفوائد:
- (لمّا) الاستثنائيّة:
من أوجه (لمّا) أنها ترد حرف استثناء، فتدخل على الجملة الاسمية، كما في هذه الآية (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) كما تدخل على الماضي لفظا لا معنى، نحو:
«أنشدك الله لمّا فعلت) أي ما أسألك إلا فعلك.
[سورة الطارق (86) : الآيات 5 الى 7]
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ (7)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (اللام) لام الأمر (ممّ) متعلّق ب (خلق) ، و (ما) للاستفهام حذفت الألف لتقدّم حرف الجر (من ماء) متعلّق ب (خلق) الثاني (من بين) متعلّق ب (يخرج) ..
جملة: «لينظر الإنسان» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «خلق (الأولى) » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق
(30/300)
________________________________________
إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)
بالاستفهام بتقدير حرف الجرّ.
وجملة: «خلق (الثانية) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يخرج ... » في محلّ جرّ نعت لماء «1» .
الصرف:
(6) دافق: اسم فاعل من الثلاثيّ دفق، وزنه فاعل «2» .
(7) الصلب: اسم للظهر وزنه فعل بضمّ فسكون جمعه أصلاب زنة أفعال.
(الترائب) ، جمع تريبة اسم للصدر أو أضلاعه أو لحمه ودمه، وزنه فعلية كصحيفة والجمع فعائل، وفيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة والأصل ترايب.
البلاغة
الطباق: في قوله تعالى «مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ» .
فقد طابق بين عظم الظهر وعظم الصدر، وأفرد الأول، وجمع الآخر، لأن صدر المرأة هي تريبتها فيقال للمرأة: ترائب يعني بها التريبة وما حواليها وما أحاط بها.
أو يقال إنه تعالى أراد: يخرج من بين الأصلاب والترائب، فاكتفى بالواحد عن الجماعة، كما قال تعالى «أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما» ولم يقل والأرضين.
[سورة الطارق (86) : الآيات 8 الى 10]
إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (9) فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ (10)
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من ماء لتخصّصه بالوصف.
(2) وهو في الآية مجاز عقليّ بمعنى مدفوق، أو استعمل للنسبة أي ذا اندفاق. [.....]
(30/301)
________________________________________
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)
الإعراب:
(على رجعه) متعلّق ب (قادر) ، والضمير فيه يعود على الماء الدافق أو على الإنسان (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (رجعه) «1» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قوّة) ، وهو مجرور لفظا مرفوع محلّا (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (ناصر) معطوف على قوّة مجرور لفظا مثله.
جملة: «إنّه ... لقادر» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تبلى السرائر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما له من قوّة ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا بعث يوم القيامة فما له ...
الصرف:
(9) السرائر: جمع سريرة زنة فعيلة، أي ما يكتم في النفس، والجمع فعائل فيه قلب الياء همزة لمجيئها بعد ألف ساكنة، أصله السرائر.
[سورة الطارق (86) : الآيات 11 الى 14]
وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (14)
الإعراب:
(والسماء) مثل السابق «2» ، (ذات) نعت للسماء مجرور (الأرض) معطوف على السماء بالواو مجرور، (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الهزل) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
__________
(1) هذا إن أعيد الضمير في (رجعه) للإنسان.. وإن أعيد إلى الماء فالظرف متعلّق بمحذوف تقديره يرجعه (أي الإنسان) ، أو تقديره اذكر.
(2) في الآية (1) من السورة.
(30/302)
________________________________________
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)
جملة: « (أقسم) بالسماء» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّه لقول ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «ما هو بالهزل» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(الصدع) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ صدع بمعنى شقّ، أو اسم للشقّ في الأرض حيث يخرج النبات.. وزنه فعل بفتح فسكون.
(الهزل) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ هزل بمعنى لم يجدّ، وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة الطارق (86) : الآيات 15 الى 17]
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (17)
الإعراب:
(كيدا) مفعول مطلق منصوب «1» في الموضعين (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (رويدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه.
جملة: «إنهم يكيدون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يكيدون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «أكيد ... » في محلّ نصب حال «2» .
وجملة: «مهّل ... » جواب شرط مقدّر أي إن كادوا لك فمهّلهم..
وجملة: «أمهلهم رويدا» لا محلّ لها استئنافيّة مؤكّدة للجملة السابقة.
الصرف:
(رويدا) ، قيل هو تصغير ترخيم بحذف الزوائد، وتكبيره
__________
(1) وهذا بحسب الظاهر.. ويجوز أن يكون مفعولا به أي يعملون المكايد للنبيّ عليه السلام، و (كيدا) الثاني بمعنى أردّ الكيد.
(2) أو لا محلّ لها استئنافيّة.
(30/303)
________________________________________
إرواد- بكسر الهمزة- وزنه فعيل بضمّ الفاء وفتح العين.. أو هو تصغير رود بضمّ الراء زنة عود أي مهل. وجاء في المختار: تقول: رويدك عمرا أي أمهله وهو تصغير ترخيم من إرواد مصدر أرود يرود- بكسر الواو-.
ورويدا يستعمل مصدرا بدلا من اللفظ بفعله فيقال رويد زيد أو رويدا زيدا أي أمهله، ويقع حالا مثل ساروا رويدا أي متمهّلين، كما يقع مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه نعتا له أي ساروا سيرا رويدا.
الفوائد:
- (بله) و (رويد) .
(بله) : مصدر أهمل فعله، و (رويد) مصدر مرخم لفعل (أرود بمعنى مهل) ، فإذا وردتا دون تنوين فهما اسما فعل أمر، مثل: (بله العاجز) اتركه (رويد لمفلس) أمهله أما إذا نوّنتا: (بلها أخاك) (رويدا المفلس) كانتا مصدرين منصوبين على أنهما مفعولان مطلقان لفعليهما المحذوفين لا اسمي فعل. وكذلك أن جررت ما بعدهما بإضافتهما إليه (بله أخيك) (رويد المفلس) فهما هنا مفعولان مطلقان أيضا انتهت سورة «الطارق» ويليها سورة «الأعلى»
(30/304)
________________________________________
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5)
سورة الأعلى
آياتها 19 آية
[سورة الأعلى (87) : الآيات 1 الى 5]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (4)
فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (5)
الإعراب:
(اسم) مفعول به منصوب «1» ، (الأعلى) نعت لربّك مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت ثان لربّك، والموصولان الآتيان معطوفان على الأول في محلّ جرّ (غثاء) مفعول به ثان منصوب (أحوى) نعت لغثاء منصوب «2» ..
__________
(1) جعل بعض المفسّرين لفظ (اسم) زائدا ولا ضرورة لذلك، فتنزيه الاسم هو تنزيه لصاحب الاسم.
(2) يجوز أن يكون اللفظ حالا من المرعى- على رأي أبي البقاء- أي: أخرج العشب أسود فجعله هشيما.
(30/305)
________________________________________
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7)
جملة: «سبّح ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «سوّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: «قدّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «هدى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدّر.
وجملة: «أخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: «جعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أخرج.
الصرف:
(5) أحوى: صفة مشبّهة من حوي يحوى باب فرح بمعنى اسودّ مع اخضرار.. وفي القاموس: الحوّة بالضم سواد إلى خضرة أو حمرة إلى سواد، وحوي حوى كرضي، ووزن أحوى أفعل مؤنّثه حوّاء والجمع حوّ بضمّ الحاء وتشديد الواو.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 6 الى 7]
سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (6) إِلاَّ ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (7)
الإعراب:
(السين) للاستقبال (الفاء) عاطفة (لا) نافية «1» ، ومفعول (تنسى) محذوف أي لا تنسى ما تقرؤه (إلّا) للاستثناء (ما) موصول في محلّ نصب على الاستثناء و (ما) الثاني في محلّ نصب معطوف على الجهر..
جملة: «سنقرئك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تنسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سنقرئك.
__________
(1) أو هي ناهية عند بعضهم، والألف زائدة هي إشباع حركة السين لمناسبة الفاصلة.
(30/306)
________________________________________
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13)
وجملة: «شاء الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: «إنّه يعلم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: «يخفى» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
الصرف:
(تنسى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تنسي بياء متحرّكة في آخره. تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(يخفى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله يخفي بياء متحرّكة في آخره، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 8 الى 13]
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (12)
ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (13)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (لليسرى) متعلّق ب (نيسرك) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (نفعت) ماض في محلّ جزم فعل الشرط، وحرّكت التاء بالكسر لالتقاء الساكنين (السين) للاستقبال (من) موصول في محلّ رفع فاعل (الذي) في محلّ رفع نعت للأشقى (ثمّ) للعطف (لا) نافية في الموضعين..
جملة: «نيسرك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نقرئك «1» .
وجملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن نفعت الذكرى من يتذكّر فذكّر ...
وجملة: «نفعت الذكرى ... » لا محلّ لها تفسير للشرط المقدّر..
__________
(1) في الآية (6) من السورة.
(30/307)
________________________________________
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)
وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله..
وجملة: «سيذّكر من يخشى ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «يخشى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «يتجنّبها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيذّكر..
وجملة: «يصلى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «لا يموت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يصلى.
وجملة: «لا يحيا» لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يموت.
الصرف:
(8) اليسرى: مؤنّث الأيسر بمعنى الأسهل، وهو اسم تفضيل من اليسر، وزن اليسرى فعلى بالضمّ.
(10) الأشقى: اسم تفضيل من الشقاء، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب أصله الأشقي، تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا.
(13) يحيا: الألف رسمت طويلة لأنها ليست علما وسبقت بياء، وقد رسمت في المصحف بياء غير منقوطة.
[سورة الأعلى (87) : الآيات 14 الى 15]
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15)
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق (من) موصول في محلّ رفع فاعل (الواو) عاطفة وكذلك (الفاء) .
جملة: «أفلح من تزكّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «تزكّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «ذكر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «صلّى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ذكر.
(30/308)
________________________________________
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)
[سورة الأعلى (87) : الآيات 16 الى 17]
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (17)
الإعراب:
(بل) للإضراب الانتقاليّ عن مقدّر أي أنتم لا تفعلون ذلك بل تؤثرون.. (الواو) حاليّة..
جملة: «تؤثرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الآخرة خير ... » في محلّ نصب حال «1» .
[سورة الأعلى (87) : الآيات 18 الى 19]
إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (18) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (19)
الإعراب:
(اللام) المزحلقة للتوكيد (في الصحف) متعلّق بخبر إنّ (صحف) بدل من الصحف مجرور.
جملة: «إنّ هذا لفي الصحف» لا محلّ لها استئنافيّة.
الفوائد:
- بعض ما في صحف إبراهيم وموسى عليهما الصلاة والسلام:
عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: دخلت المسجد، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن للمسجد تحية، فقلت: وما تحيته يا رسول الله؟ قال: ركعتان تركعهما، قلت: يا رسول الله، هل أنزل الله عليك شيئا مما كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال: يا أبا ذر، اقرأ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا. وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى.
__________
(1) يجوز أن تكون استئنافية فلا محل لها.
(30/309)
________________________________________
إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى. صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى) قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرا كلها: (عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح! عجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك! عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها في أهلها كيف يطمئن! عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب! عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لا يعمل!) . أخرج هذا الحديث رزين في كتابه، وذكره ابن الأثير في كتابه جامع الأصول.
وأورد النسفي قوله: وفي صحف إبراهيم: (ينبغي للعاقل أن يكون حافظا للسانه، عارفا بزمانه، مقبلا على شانه) .
انتهت سورة «الأعلى» ويليها سورة «الغاشية»
(30/310)
________________________________________
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)
سورة الغاشية
آياتها 26 آية
[سورة الغاشية (88) : آية 1]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ (1)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتشويق «1» ، والجملة لا محلّ لها ابتدائيّة.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 2 الى 7]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ (2) عامِلَةٌ ناصِبَةٌ (3) تَصْلى ناراً حامِيَةً (4) تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضَرِيعٍ (6)
لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7)
الإعراب:
(وجوه) مبتدأ مرفوع خبره جملة تصلى «2» ، (يومئذ) ظرف
__________
(1) أو بمعنى قد للإخبار.
(2) جاز الابتداء بالنكرة لأنها وصفت.
(30/311)
________________________________________
مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (خاشعة) ، (خاشعة، عاملة، ناصبة) نعوت لوجوه مرفوعة (من عين) متعلّق ب (تسقى) ..
جملة: «وجوه ... تصلى» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تصلى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (وجوه) .
وجملة: «تسقى ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (وجوه) .
6- 7 (لهم) متعلّق بخبر ليس (إلّا) للحصر «1» ، (من ضريع) متعلّق بنعت ل (طعام) ، (لا) نافية في الموضعين (جوع) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به بتضمين الفعل معنى يدفع.
جملة: «ليس لهم طعام ... » في محلّ رفع خبر ثالث..، والضمير في (لهم) لأصحاب الوجوه.
وجملة: «لا يسمن ... » في محلّ جرّ نعت لضريع.
وجملة: «لا يغني ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة لا يسمن.
الصرف:
(3) ناصبة: جمع ناصب.. اسم فاعل من الثلاثيّ نصب بمعنى تعب، وزنه فاعل.
(4) حامية: مؤنّث الحامي، اسم فاعل من الثلاثيّ حمي، وزنه فاعل.
(6) ضريع: اسم لنوع من الشوك يقال هو الشبرق حال اخضراره فإذا يبس كان ضريعا لا تأكله دابّة..
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ» .
ففي الكلام مجاز أو كناية، أريد به طعام مكروه للإبل وغيرها من الحيوانات التي
__________
(1) أو للاستثناء، و (من ضريع) نعت للمستثنى المقدّر أو للبدل المقدّر أي إلّا طعاما- أو طعام بالرفع- من ضريع.
(30/312)
________________________________________
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)
تلتذ رعي الشوك، فلا ينافي كونه زقوما أو غسلينا. وقيل: إنه أريد أن لا طعام لهم أصلا، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم، فضلا عن الناس، كما يقال: ليس لفلان ظل إلا الشمس، أي لا ظل له. وعليه يحمل قوله تعالى «وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ» .
فن التتميم: في قوله تعالى «لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» .
فقوله «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» جملة لا يمكن طرحها من الكلام لأنه لما قال «لا يُسْمِنُ» ساغ لمتوهم أن يتوهم أن هذا طعام، الذي ليس من جنس طعام البشر، انتفت عنه صفة الاسمان، ولكن بقيت له صفة الإغناء فجاءت جملة «وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ» تتميما للمعنى المراد، وهو أن هذا الطعام انتفت عنه صفة إفادة السمن والقوة، كما انتفت عنه صفة إماطة الجوع وإزالته.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 8 الى 16]
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ (8) لِسَعْيِها راضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (10) لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً (11) فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ (12)
فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)
الإعراب:
(وجوه يومئذ ناعمة) مثل وجوه يومئذ خاشعة «1» ، (لسعيها) متعلّق ب (راضية) خبر المبتدأ (وجوه) ، (في جنة) متعلّق بمحذوف خبر ثان لوجوه «2» ، (لا) نافية (فيها) متعلّق ب (تسمع) «3» ، (فيها) الثاني متعلّق بخبر
__________
(1) في الآية (2) من هذه السورة.
(2) أو هو الخبر و (راضية) نعت ثان. [.....]
(3) أو متعلّق بحال من لاغية أي جماعة لاغية فيها.
(30/313)
________________________________________
مقدّم للمبتدأ (عين) ، و (فيها) الثالث خبر للمبتدأ (سرر) عطف عليه (أكواب، نمارق، زرابيّ) مرفوعة مثله.
جملة: «وجوه ... راضية» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
وجملة: «لا تسمع ... » في محلّ جرّ نعت ثان لجنّة.
وجملة: «فيها عين جارية ... » في محلّ جرّ نعت ثالث لجنّة.
وجملة: «فيها سرر ... » في محلّ جرّ نعت رابع.
الصرف:
(8) ناعمة: مؤنّث ناعم، اسم فاعل من الثلاثيّ نعم، وزنه فاعل.
(11) لاغية: مؤنّث لاغ، اسم فاعل من (لغا يلغو) ، ولاغية فيه إعلال بالقلب أصله لاغوة، قلبت الواو ياء لتحرّكها بعد كسر، وزنه فاعلة، ووزن لاغ فاع.. وقيل إنّ (لاغية) مصدر مثل العافية.
(14) موضوعة: مؤنّث موضوع، اسم مفعول من الثلاثيّ وضع، وزنه مفعول.
(15) نمارق: جمع نمرقة، اسم بمعنى وسادة، وزنه فعللة بضمّ الفاء واللام الأولى، وقد يكسران لغة، ووزن نمارق فعالل بفتح الفاء وكسر اللام الأولى.
(16) زرابيّ: جمع زربيّة، اسم جامد لنوع من البسط والطنافس، وقيل جمع زربيّ بضمّ الزاي وكسرها- كما في القاموس- وتشديد الياء، وقيل بتثليث الزاي فيهما.. وزنه فعليل أو فعليلة، وزن زرابيّ فعاليل بفتح الفاء.
(مبثوثة) ، مؤنّث مبثوث، اسم مفعول من الثلاثيّ بثّ، وزنه مفعول.
(30/314)
________________________________________
أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)
[سورة الغاشية (88) : الآيات 17 الى 20]
أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (لا) نافية (إلى الإبل) متعلّق ب (ينظرون) ، (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب حال عامله الفعل الذي يتلوه (إلى السماء) متعلّق ب (ينظرون) ، وكذلك (إلى الجبال، إلى الأرض) ، (كيف) مثل الأول في الموضعين.
جملة: «ينظرون ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
أينكرون فلا ينظرون..
وجملة: «خلقت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الإبل أي ينظرون إلى خلق الإبل «1» أو إلى كيفية خلقها.
وجملة: «رفعت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من السماء.
وجملة: «نصبت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال من الجبال.
وجملة: «سطحت ... » في محلّ جرّ بدل اشتمال الأرض.
__________
(1) وفي حاشية الجمل: «ينظرون تعدّى إلى الإبل ب (إلى) وتعدّى إلى (كيف خلقت..)
على سبيل التعليق، وقد تبدل الجملة وفيها الاستفهام من الاسم قبلها وإن لم يكن فيه استفهام.. وإذا علق العامل عمّا فيه استفهام لم يبق الاستفهام على حقيقته ... » اه.
(30/315)
________________________________________
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)
الفوائد:
- وقوع الجملة بدلا من مفرد:
ورد في هذه الآية (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) وقوع جملة (كَيْفَ خُلِقَتْ) بدلا من الإبل، وبناء على ذلك قرر النحاة قاعدة مفادها (الجملة تقع بدلا من المفرد) . وإليك ما أورده ابن هشام في المغني بهذا الصدد: قوله تعالى (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) لا يصح أن تكون (كيف) بدلا من الإبل، لأن دخول الجار على كيف شاذ، على أنه لم يسمع في إلى، بل في على ولأن إلى متعلقة بما قبلها، فيلزم أن يعمل في الاستفهام فعل متقدم عليه ولأن الجملة التي بعدها تصير حينئذ غير مرتبطة، وإنما هي منصوبة بما بعدها على الحال، وفعل النظر معلق، وهي وما بعدها بدل من الإبل بدل اشتمال، والمعنى إلى الإبل كيفية خلقها ومثله قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) ومثلهما من إبدال جملة فيها كيف من اسم مفرد قول الفرزدق:
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة ... وبالشام أخرى كيف يلتقيان
أي أشكو هاتين الحاجتين تعذر التقائهما.
[سورة الغاشية (88) : الآيات 21 الى 26]
فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (24) إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25)
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (26)
الإعراب:
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّما) كافّة ومكفوفة (عليهم) متعلّق بمسيطر (مسيطر) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ليس (إلّا)
(30/316)
________________________________________
للاستثناء «1» ، (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء «2» ، (الفاء) عاطفة (العذاب) مفعول مطلق منصوب (إلينا) متعلّق بخبر إنّ وكذلك (علينا) خبر إنّ الثاني.
جملة: «ذكّر ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن لم يتّعظ الكفّار بدلائل قدرة الله فذكّرهم بها.
وجملة: «إنّما أنت مذكّر ... » لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: «لست عليهم بمسيطر» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «تولّى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّى.
وجملة: «يعذّبه الله» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: يحبسه فيعذّبه.
وجملة: «إنّ إلينا إيابهم ... » لا محلّ لها تعليل للمحاسبة.
وجملة: «إنّ علينا حسابهم» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الصرف:
(21) مذكّر: اسم فاعل من الرباعيّ ذكّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وكسر العين المشدّدة.
(25) إيابهم: مصدر سماعيّ للثلاثيّ آب يئوب باب نصر، وله مصدر آخر هو أوبة زنة فعلة بفتح فسكون، ووزن إياب فعال بكسر الفاء.. وفيه إبدال بالقلب أصله إواب، كسر ما قبل الواو قلبت ياء ...
__________
(1) المنقطع من الضمير في (عليهم) ، أو المتّصل من مفعول ذكّر المقدّر أي ذكر عبادي.
(2) أو بمعنى لكن، ف (من) مبتدأ خبره جملة يعذّبه على زيادة الفاء، والجملة مستأنفة أو في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع على رأي ابن خروف.
(30/317)
________________________________________
البلاغة
السرّ في تقديم الظرف: في قوله تعالى «إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ» .
معناه التشديد في الوعيد، وأن إيابهم ليس إلا إلى الجبار المقتدر على الانتقام، وأن حسابهم ليس بواجب إلا عليه، وهو الذي يحاسب على النقير والقطمير.
الفوائد
الجملة المستثناة:
يقول ابن هشام في المغني: إن النحاة قد ذكروا بأن الجمل التي لها محلّ من الإعراب سبع. والحق أنها تسع. والذي أهملوه الجملة المستثناة، والجملة المسند إليها.
أما المستثناة: كقوله تعالى (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذابَ الْأَكْبَرَ) قال ابن خروف: من مبتدأ، و (فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ) الخبر، والجملة في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقال الفراء في قراءة بعضهم (فشربوا منه إلا قليل منهم) إن (قليل) مبتدأ حذف خبره أي لم يشربوا، وقال جماعة في (إلا امرأتك) بالرفع إنه مبتدأ والجملة بعده خبر. وليس من الجمل المستثناة قولنا:
(ما مررت بأحد إلا زيد خير منه) لأن الجملة هنا حال من أحد باتفاق، أو صفة له عند الأخفش وفي نحو (ما علمت زيدا إلا يفعل الخير) فإنها مفعول به.
انتهت سورة «الغاشية» ويليها سورة «الفجر»
(30/318)
________________________________________
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4)
سورة الفجر
آياتها 30 آية
[سورة الفجر (89) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (4)
الإعراب:
(والفجر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف في محلّ نصب، مجرّد من الشرط، متعلّق بفعل القسم المحذوف (يسر) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة الفاصلة..
جملة: « (أقسم) بالفجر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «يسري ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب القسم محذوف تقديره لنجازينّ كلّ امرئ بما عمل «1» .
__________
(1) جعل بعض المعربين جواب القسم قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ.
(30/319)
________________________________________
هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14)
الصرف:
(3) الشفع: اسم بمعنى الزوج، ويجوز أن يكون مستعارا بمعنى الخلق، وزنه فعل «1» بفتح فسكون.
(الوتر) ، اسم بمعنى المفرد.. وزنه فعل بفتح فسكون.
(4) يسر: حذفت الياء تخفيفا لتناسب الفاصلة في الآيات، ولتناسب القراءات المشهورة.
[سورة الفجر (89) : آية 5]
هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)
الإعراب:
(هل) حرف استفهام للتحقيق والتقرير (في ذلك) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قسم) ، (لذي) متعلّق بنعت ل (قسم) وعلامة الجرّ الياء.
جملة: «في ذلك قسم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
[سورة الفجر (89) : الآيات 6 الى 14]
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (6) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (10)
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام (كيف) اسم استفهام في محلّ نصب
__________
(1) وللشفع معان منها الصلوات، ودرجات الجنّة، والتضاد في أوصاف المخلوقين، ويوم النحر، وعشر ذي الحجّة.. وقيل آدم لأنه شفع بزوجته حواء.
(30/320)
________________________________________
حال عامله (فعل) «1» ، (بعاد) متعلّق ب (فعل) (إرم) عطف بيان على عاد- أو بدل منه- مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (ذات) نعت لإرم مجرور (التي) موصول في محلّ جرّ نعت لإرم «2» ، (في البلاد) متعلّق ب (يخلق) ..
جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «فعل ربّك ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي الرؤية القلبية وقد علّق الفعل بالاستفهام كيف.
وجملة: «لم يخلق مثلها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
(الواو) عاطفة (ثمود) معطوف على عاد مجرور، ومنع من الصرف للعلميّة والتأنيث (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لثمود- وقد جمع الموصول تبعا لمعنى ثمود- (بالواد) متعلّق ب (جابوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات..
وجملة: «جابوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
10- 14 (الواو) عاطفة (فرعون) مثل ثمود (ذي) نعت لفرعون مجرور (الذين) موصول في محلّ جرّ نعت لفرعون بحذف مضاف أي قوم فرعون «3» ، (طغوا) ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (في البلاد) متعلّق ب (طغوا) ، (الفاء) عاطفة (فيها) متعلّق ب (أكثروا) «4» ، (الفاء) عاطفة
__________
(1) أو في محلّ نصب مفعول مطلق عامله فعل أي ألم تر أنّ ربّك فعل فعلا عظيما بعاد..
(2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي، والجملة استئناف بيانيّ.. ويجوز أن يكون مفعولا به بفعل محذوف للمدح.
(3) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم مقطوع عن الوصف للذمّ.. ويجوز أن يكون نعتا لعاد وثمود وفرعون ...
(4) أو متعلّق بحال من فاعل أكثروا.
(30/321)
________________________________________
(عليهم) متعلّق ب (صبّ) وجملة: «طغوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة: «أكثروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة طغوا.
وجملة: «صبّ عليهم ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أكثروا.
وجملة: «إنّ ربّك لبالمرصاد» لا محلّ لها تعليل لما تقدّم.
الصرف:
(7) إرم: اسم قبيلة، وكان قبلا اسما لجدّ عاد فهو علم، وزنه فعل بكسر ففتح.
(العماد) ، اسم جمع بمعنى الأبنية الرفيعة يذكّر ويؤنّث واحدته عمادة، وفلان طويل العماد إذا كان منزله معلوما لزائره كما جاء في الصحاح.. وفي المصباح: العماد ما يسند به- وهو مفرد- والجمع عمد بفتحتين، والعماد الأبنية الرفيعة الواحدة عمادة.. ووزن العماد فعال بكسر الفاء.
(9) جابوا: فيه إعلال بالقلب أصله جوبوا نقلا عن جاب يجوب، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(11) طغوا: فيه إعلال بالحذف قياسه كفعل (تطغوا) - انظر الآية (113) من سورة هود-.
(13) سوط: اسم جامد بمعنى سير الجلد المتّخذ للجلد، واستعمل في الآية على سبيل المجاز المرسل بقرينة الغائيّة أو السببيّة.
البلاغة
الاستعارة المكنية: في قوله تعالى «فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ» .
حيث شبه العذاب، في سرعة نزوله، بالشيء المصبوب، واستعمل الصب وهو خاص بالماء. وتسمية ما أنزل سوطا، للإيذان بأنه، على عظمه، بالنسبة إلى ما أعد لهم من الآخرة، كالسوط بالنسبة إلى سائر ما يعذب به.
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» .
(30/322)
________________________________________
حيث شبه، كونه تعالى حافظا لأعمال العصاة، مترقبا لها، ومجازيا على نقيرها وقطميرها، بحيث لا ينجو منه سبحانه أحد- بحال من قعد على الطريق، مترصدا لمن يسلكها، ليأخذه فيوقع به ما يريد.
الفوائد
- (ثمود) الممنوع من الصرف، هو: الاسم الذي لا ينوّن، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة إلا إذا أضيف أو دخلته (أل) فإنه يجر بالكسرة.
والأسماء التي تمنع من الصرف يمكن ترتيبها على النحو التالي:
أولا: ما منع الصرف لعلة واحدة وهو نوعان:
آ- ما ختم بألف التأنيث المقصورة أو الممدودة، مثل: (ليلى- سلمى- صحراء) .
ب- ما جاء على صيغة منتهى الجموع أي ما جاء على وزن (مفاعل أو مفاعيل) وهي كل جمع ثالثة ألف زائدة بعدها حرفان أو ثلاثة وسطها ساكن، مثل: (مررت بمساجد دمشق) .
ثانيا: ما منع الصرف لعلتين اثنتين وهو نوعان: علم وصفة:
آ- أما العلم فيمنع من الصرف في المواضع الستة الآتية:
1- إذا كان علما مؤنثا.
2- إذا كان علما أعجميّا زائدا على ثلاث أحرف، مثل إدريس- إبراهيم- سقراط 3- أن يكون علما على وزن الفعل، مثل: (يثرب) 4- أن يكون مركبا تركيبا مزجيا غير مختوما ب (ويه) 5- أن يكون علما على وزن فعل، نحو: (عمر) 6- أن يكون علما مزيدا في آخره ألف ونون، مثل: (عثمان) ب- وأما الصفة فتمنع من الصرف في المواضع الثلاثة الآتية:
1- أن تأتي الصفة على وزن (أفعل) والمؤنث فعلاء، نحو (أفضل) .
2- أن تأتي الصفة على وزن (فعلان) والمؤنث (فعلى) ك (عطشان، عطشى)
(30/323)
________________________________________
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)
3- أن تكون صفة من الألفاظ الآتية: مثل: لفظ (أخر) ك (فعدة من أيام أخر) ومثل لفظ (مثنى وثلاث)
[سورة الفجر (89) : الآيات 15 الى 16]
فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ (16)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل لحالات الإنسان (الإنسان) مبتدأ مرفوع (ما) زائدة (الفاء) عاطفة والثانية رابطة لجواب أمّا، و (النون) في (أكرمن) للوقاية جاءت قبل ياء المتكلّم التي حذفت لمناسبة الفاصلة.
جملة: «أمّا الإنسان ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الشرط إذا وفعله وجوابه ... » لا محلّ لها اعتراضيّة على نيّة التأخير.
وجملة: «ابتلاه ربّه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب أمّا- وهو خبر المبتدأ-.
وجملة: «أكرمه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ابتلاه ربّه.
وجملة: «نعّمه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ابتلاه ربّه.
وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الإنسان) «1» .
وجملة: «ربّي أكرمن ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «أكرمن ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ربّي) .
__________
(1) وأصل التركيب: مهما يكن فالإنسان يقول ...
(30/324)
________________________________________
كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)
16- (الواو) عاطفة (أمّا إذا ... أهانن) تعرب كالأولى مفردات وجملا «2» ، (عليه) متعلّق ب (قدر) .
[سورة الفجر (89) : الآيات 17 الى 20]
كَلاَّ بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا (20)
الإعراب:
(كلّا) حرف ردع وزجر عن المفهوم السابق (بل) للإضراب الانتقاليّ (لا) نافية في الموضعين، وحذفت إحدى التاءين من (تحاضّون) ، (على طعام) متعلّق ب (تحاضّون) ، (أكلا) مفعول مطلق منصوب، ومثله (حبّا) وهو نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر..
جملة: «لا تكرمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تحاضّون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تأكلون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تحبّون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(18) تحاضّون: فيه حذف إحدى التاءين، أصله تتحاضّون.
(طعام) ، اسم مصدر بمعنى إطعام من الرباعيّ أطعم، وإذا كان بمعنى ما يؤكل فهو جامد بحذف مضاف أي بذل طعام المسكين.
(19) التراث: اسم لما يتركه الميّت من الميراث.. وفيه إبدال الواو تاء، أصله الوراث تخفيفا للفظ مثل تجاه وتخمة.. وزنه فعال بضمّ الفاء.
__________
(2) ويلاحظ أن جملة: يقول.. هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي الإنسان ...
(30/325)
________________________________________
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24)
(أكلا) مصدر سماعيّ للثلاثيّ أكل، وزنه فعل بفتح فسكون.
(لمّا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لمّ بمعنى جمع، استعمل في الآية استعمال الصفة مبالغة أي الجمع الكثير.
(20) جمّا: صفة مشبّهة من الثلاثيّ جمّ الشيء- بالرفع- أي كثر باب ضرب، وهو أيضا مصدر سماعيّ للفعل وصف به مبالغة.. وزنه فعل بفتح فسكون.
[سورة الفجر (89) : الآيات 21 الى 24]
كَلاَّ إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى (23) يَقُولُ يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي (24)
الإعراب:
(كلّا) لردع الكافرين عن جمع المال والبخل به (إذا) ظرف في محلّ نصب متعلّق بالجواب يتذكّر (دكّا) مفعول مطلق منصوب، والثاني توكيد للأول منصوب ومثله (صفّا) ، (يومئذ) ظرف مضاف إلى اسم ظرفيّ، منصوب- أو مبنيّ- بدل من إذا (بجهنّم) نائب الفاعل لفعل (جيء) ، (يومئذ) توكيد للأول (الواو) حاليّة- أو اعتراضيّة- (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (الذكرى) ، (له) متعلّق بالخبر المقدّم (يا) للتنبيه (لحياتي) متعلّق ب (قدّمت) ..
جملة: «دكّت الأرض ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «جاء ربّك- أي أمره-» في محلّ جرّ معطوفة على جملة دكّت.
وجملة: «جيء ... بجهنّم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة دكّت.
وجملة: «يتذكّر الإنسان» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: «أنّى له الذكرى ... » في محلّ نصب حال- أو اعتراضيّة لا محلّ لها-.
(30/326)
________________________________________
وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «ليتني قدّمت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قدّمت ... » في محلّ رفع خبر ليت.
البلاغة
فن الإفراط في الصفة: في قوله تعالى «وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا» وهذا الفن هو أن يذكر المتكلم حالا، لو وقف عندها، لأجزأت فلا يقف عندها حتى يزيد في كلامه ما يكون أبلغ في معنى قصده.
وفي الآية الكريمة، لو أنه قال: صفا ووقف لأجزأه ذلك، ولكن لم يقف عنده، بل تعداه ليكون الكلام أبلغ.
الفوائد:
- حذف الاسم المضاف:
وورد ذلك في الآية التي نحن بصددها (وَجاءَ رَبُّكَ) أي أمر ربك. وكذلك قوله تعالى (فَأَتَى اللَّهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ) أي (أتى أمر الله) . ومن حذف المضاف ما نسب فيه حكم شرعي إلى ذات، لأن الطلب لا يتعلّق إلا بالأفعال، كقوله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) أي استمتاعهن، (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) أي أكلها، (حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ) أي تناولها. ومن ذلك ما علق فيه الطلب بما قد وقع، كقوله تعالى: (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) أي بمضمونها، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ) أي بمقتضاه، ومنه (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) أي أهل القرية وأهل العير، (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) أي أهل مدين، (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) أي أهل قرية ومن ذلك نيابة المصدر عن الزمان، كقولنا:
جئتك طلوع الشمس، أي وقت طلوعها وقولك: أفطرت غروب الشمس، أي
__________
(1) أو هي بدل اشتمال من جملة يتذكّر.
(30/327)
________________________________________
فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
وقت غروبها، أما لو قلت (جئتك مقدم الحاج) فهنا لم ينب المصدر عن الزمان لأن (مقدم) اسم لزمن القدوم.
[سورة الفجر (89) : الآيات 25 الى 26]
فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ (26)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (يومئذ) متعلّق ب (يعذّب) المنفيّ، (عذابه) مفعول مطلق نائب عن المصدر- هو اسم مصدر- والضمير يعود على الله المفهوم من سياق الآية (وثاقه) مثل عذابه»
..
جملة: «لا يعذّب ... أحد» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «يوثق ... أحد» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
الصرف:
(وثاقه) ، إمّا اسم مصدر من الرباعيّ أوثق بمعنى الإيثاق، أو هو اسم جامد بمعنى القيد أو الحبل، وزنه فعال بفتح الفاء.. وانظر الآية (4) من سورة القتال أي (محمّد) .
[سورة الفجر (89) : الآيات 27 الى 30]
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
الإعراب:
(أيّتها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب، و (ها) للتنبيه (النفس) بدل من أيّتها- أو عطف بيان- تبعه في الرفع لفظا (إلى ربّك) متعلّق ب (ارجعي) ، (راضية) حال منصوبة من فاعل ارجعي،
__________
(1) أو هو مفعول به إذا كان الوثاق بمعنى القيد أو الحبل ونحوه. [.....]
(30/328)
________________________________________
وكذلك (مرضيّة) ، (الفاء) عاطفة (في عبادي) متعلّق ب (ادخلي) بحذف مضاف أي في زمرة عبادي..
جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «ارجعي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «ادخلي (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
وجملة: «ادخلي (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
الصرف:
(28) مرضيّة: مؤنّث مرضيّ، اسم مفعول من الثلاثيّ رضي، وزنه مفعول، وفيه إعلال بالقلب أصله مرضوي- بياء في آخره- اجتمعت الواو والياء والأولى ساكنة قلبت الواو إلى ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، ثمّ كسر ما قبل الياء للمناسبة.
انتهت سورة «الفجر» ويليها سورة «البلد»
__________
(1) أو هي مقول القول لقول مقدّر أي يقول الله تبارك وتعالى للنفس المؤمنة: يأيّتها النفس ...
(30/329)
________________________________________
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)
سورة البلد
آياتها 20 آية
[سورة البلد (90) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (2) وَوالِدٍ وَما وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (4)
الإعراب:
(لا) زائدة «1» ، (بهذا) متعلّق ب (أقسم) (الواو) اعتراضيّة (بهذا) متعلّق ب (حلّ) ، (والد) معطوف على (هذا) الأول مجرور (ما) موصول في محلّ جرّ معطوف على (والد) ، (اللام) لام القسم (قد) حرف تحقيق (في كبد) متعلّق بحال من المفعول..
جملة: «لا أقسم ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أنت حلّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «ولد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
__________
(1) قيل هي نافية و (الواو) بعدها حاليّة، والجملة حال أي: لا أقسم بهذا البلد وأنت مقيم فيه لعظم قدرك- أو مستحلّ فيه..- بل أقسم بك.
(30/331)
________________________________________
أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)
وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
الصرف:
(4) كبد: اسم بمعنى المشقّة، أو مصدر الثلاثيّ كبد الرجل إذا وجعه كبده، باب فرح، ثم استعمل في كلّ تعب، وزنه فعل بفتحتين.
[سورة البلد (90) : آية 5]
أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التهديديّ (أن) مخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف يعود على الإنسان أي أنه.. (عليه) متعلّق ب (يقدر) والمصدر المؤوّل (أن لن يقدر..) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يحسب.
جملة: «يحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لن يقدر عليه أحد ... » في محلّ رفع خبر (أن) المخفّفة.
[سورة البلد (90) : آية 6]
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً (6)
الإعراب:
الضمير الفاعل في (يقول) يعود على شخص بعينه «1» .
جملة: «يقول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أهلكت ... » في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(لبدا) ، جمع لبدة، اسم بمعنى الكثرة، وزنه فعلة بضمّ فسكون، والجمع فعل بضمّ ففتح «2» .
__________
(1) هو أبو الأشدّ بن كلدة- بضمّ الشين- أو أسيد بن كلدة.
(2) وانظر الآية (19) من سورة الجنّ.
(30/332)
________________________________________
أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)
[سورة البلد (90) : آية 7]
أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7)
الإعراب:
مرّ إعراب نظيرها «1» مفردات وجملا، والاستفهام فيها إنكاريّ.
[سورة البلد (90) : الآيات 8 الى 17]
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ (12)
فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (له) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «2» ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة.
جملة: «نجعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هديناه ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
10- 11 (الفاء) عاطفة (لا) نافية «3» ، (الواو) اعتراضيّة (ما) اسم استفهام في
__________
(1) في الآية (5) من هذه السورة.
(2) أو متعلّق ب (نجعل) بتضمينه معنى نخلق.
(3) جاءت الآيات غير مكرّر فيها (لا) لدلالة آخر الكلام على تكرارها أي: فلا اقتحم العقبة ولا آمن.. وهي عند أبي زيد بمعنى هلا للتحضيض.
(30/333)
________________________________________
محلّ رفع مبتدأ في الموضعين، خبر الأول جملة أدراك، وخبر الثاني (العقبة) بحذف مضاف أي: اقتحام العقبة..
وجملة: «لا اقتحم العقبة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هديناه.
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .
وجملة: «ما العقبة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان ل (أدراك) .
11- 17 (فكّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي (أو) حرف عطف في الموضعين (إطعام) معطوف على فكّ مرفوع «1» (في يوم) متعلّق بالمصدر إطعام (يتيما) مفعول به للمصدر إطعام (مسكينا) معطوف على (يتيما) منصوب (ثمّ) حرف عطف (من الذين) متعلّق بخبر كان (بالصبر) متعلّق ب (تواصوا) الأول (بالرحمة) متعلّق ب (تواصوا) الثاني.
وجملة: « (هي) فكّ ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «كان من الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا اقتحم «2» .
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «تواصوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
وجملة: «تواصوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة تواصوا (الأولى) .
الصرف:
(9) شفتين: مثنّى شفة، اسم ذات للعضو المعروف في الوجه، وفي (شفة) حذف اللام، والأصل شفهة بدليل تصغيرها على شفيهة، وجمعها على شفاه.. ولا تجمع جمعا سالما فوزن شفة فعة بفتحتين.
__________
(1) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف والجملة معطوفة على جملة (هي) فكّ بالعاطف أو.
(2) داخلة تحت معنى النفي أو هي مثبتة إن لم يكن ثمّة نفي في الجملة الأولى.
(30/334)
________________________________________
(10) النجدين: مثنّى نجد، اسم بمعنى الطريق المرتفع وقصد به هنا طريق الخير والشرّ، وقيل هما الثديان.. ووزن نجد فعل بفتح فسكون.
(11) العقبة: اسم للطريق الصعب في الجبل، وأستعير هنا لمجاهدة النفس في فعل الطاعات وترك المحرّمات، أو هو ترشيح لاستعارة النجدين للخير والشر، وزنه فعلة بثلاث فتحات.
(13) فكّ: مصدر سماعيّ للثلاثيّ فكّ باب نصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
(14) مسغبة: مصدر ميميّ من الثلاثيّ سغب باب فرح بزيادة التاء للمبالغة أو باب نصر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين.
(15) مقربة: مثل مسغبة من باب كرم.
(16) متربة: مثل مسغبة من باب فرح أي أصابه التراب بمعنى افتقر.
(17) المرحمة: مثل مسغبة من باب فرح.
البلاغة
1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» .
أي طريقي الخير والشر، حيث استعار النجدين للخير والشر، وحذف المشبه وأبقى المشبه به وقد وصف سبيل الخير بالرفعة والنجدية، بخلاف سبيل الشر، فإن فيه هبوطا من ذروة الفطرة إلى حضيض الشقاوة، فهو على التغليب أو على توهم المتخيلة.
2- الاستعارة: في قوله تعالى «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ» .
العقبة الطريق الوهر في الجبل وفي البحر، هي ما صعب منه وكان صعودا. وهي هنا استعارة لما فسرت به من الأعمال الشاقة المرتفعة القدر عند الله تعالى، والقرينة ظاهرة، وإثبات الاقتحام المراد به الفعل، والكسب ترشيح.
(30/335)
________________________________________
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
الفوائد:
- عمل المصدر عمل فعله:
في هاتين الآيتين عمل المصدر عمل فعله، في قوله تعالى (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ) فالمصدر إطعام عمل عمل فعله فنصب مفعولا وهو (يتيما) .
وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بعمل المصدر عمل فعله.
يعمل المصدر الصريح عمل فعله في موضعين اثنين:
1- إذ صح أن يحل محله (أن والفعل) كما في الآية الكريمة، بتأويل (أو أن تطعم يتيما) أو (ما والفعل) كقوله تعالى (تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) والتقدير: (كما تخافون أنفسكم) . ويعمل المصدر بهذه الحال، سواء أكان مضافا كقوله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ) أم منونا، كما في الآية الكريمة أم محلّى ب (آل) وهذا قليل جدا في اللغة، وذلك كقول الشاعر:
ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي الأجل
الشاهد فيه المصدر (النكاية) نصب أعداءه على المفعولية.
2- إذا كان نائبا عن الفعل: مثل (أداء الواجب) (حفظا الحقّ) فهذان مصدران نابا عن فعلهما. والتقدير أدّ الواجب، احفظ الحق. والمصدر يعرب في هذه الحال مفعولا مطلقا لفعل محذوف. وهذا المصدر النائب عن الفعل يكون منصوبا دائما ويلزم حالة واحدة أينما وقع.
[سورة البلد (90) : الآيات 18 الى 20]
أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (بآياتنا) متعلّق ب (كفروا) ، (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (أصحاب) ، (عليهم) متعلّق بخبر مقدّم
(30/336)
________________________________________
للمبتدأ المؤخّر (نار) .
جملة: «أولئك أصحاب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الذين كفروا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «هم أصحاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
وجملة: «عليهم نار ... » في محلّ رفع خبر ثان «1» .
الصرف:
(20) مؤصدة: اسم مفعول من الرباعيّ آصد بمعنى أطبق وزنه مفعلة بضمّ الميم وفتح العين.
انتهت سورة «البلد» ويليها سورة «الشمس»
__________
(1) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.
(30/337)
________________________________________
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)
سورة الشمس
آياتها 15 آية
[سورة الشمس (91) : الآيات 1 الى 8]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالشَّمْسِ وَضُحاها (1) وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (2) وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (4)
وَالسَّماءِ وَما بَناها (5) وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (6) وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها (7) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (8)
الإعراب:
(والشمس) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق بفعل أقسم المقدّر، وكذلك في الموضعين التاليين (ما) حرف مصدريّ «1» في المواضع الثلاثة (الفاء) عاطفة ...
__________
(1) إذا جاز استعمال (ما) لمن يعقل أو لآحاد أولي العلم فهو اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السماء، وكذلك في الموضعين التاليين.
(30/339)
________________________________________
والمصدر المؤوّل (ما بناها..) في محلّ جرّ معطوف على السماء.
والمصدر المؤوّل (ما طحاها..) في محلّ جرّ معطوف على الأرض.
والمصدر المؤوّل (ما سوّاها) في محلّ جرّ معطوف على نفس.
جملة: « (أقسم) بالشمس ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «تلاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «جلّاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «يغشاها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «بناها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الأول.
وجملة: «طحاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثاني.
وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) الثالث.
وجملة: «ألهمها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سوّاها.. وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثنّ «1» .
الصرف:
(2) تلاها: فيه إعلال بالقلب أصله تلوها- مضارعه يتلو- بفتح الواو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
(3) جلّاها: فيه إعلال بالقلب، أصله جلّيها- بتحريك الياء بالفتح- قلبت الياء ألفا لأنها تحرّكت بعد فتح.
(6) طحاها: أي بسطها.. فيه إعلال بالقلب قيل أصله طحوها وقيل طحيها.. جاء في القاموس طحا كسعى بمعنى بسط، وطحا يطحو بعد وهلك وألقى إنسانا على وجهه، والطحا المنبسط من الأرض.
(8) فجور: مصدر سماعيّ للثلاثيّ فجر، وزنه فعول بضمّ الفاء والعين.
__________
(1) أو ليدمدمنّ الله على كفّار مكّة- كما جاء في الكشّاف- ويجوز أن يكون جواب القسم جملة قد أفلح ... - في الآية (9) من هذه السورة- بحذف اللام لطول الكلام.
(30/340)
________________________________________
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)
[سورة الشمس (91) : الآيات 9 الى 10]
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها (9) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها (10)
الإعراب:
(قد) حرف تحقيق في الموضعين (من) موصول في محلّ نصب مفعول به في الموضعين..
جملة: «قد أفلح من ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
وجملة: «زكّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: «قد خاب من ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «دسّاها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثانيّ.
الصرف:
(9) زكّاها: فيه إعلال بالقلب، عين الفعل في المجرد واو تحرّكت بعد فتح قلبت ألفا.
(10) خاب: فيه إعلال بالقلب، أصله خيب- مضارعه يخيب- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
(دسّاها) قيل الألف منقلبة عن سين والأصل دسّسها- بثلاث سينات- فلمّا توالت الأمثال قلبت السين ياء، ثمّ جرى فيه إعلال بالقلب.. قال أهل اللغة: والأصل دسّسها من التدسيس وهو إخفاء الشيء في الشيء فأبدلت سينه ياء.
[سورة الشمس (91) : الآيات 11 الى 14]
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14)
__________
(1) أو هي جواب القسم، واللام فيها محذوفة لطول الكلام.
(30/341)
________________________________________
الإعراب:
(بطغواها) متعلّق ب (كذّبت) ، و (الباء) للسببيّة، أو للاستعانة المجازيّة (إذ) ظرف في محلّ نصب متعلّق ب (كذّبت) ، (الفاء) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قال) ، (ناقة) مفعول به لفعل محذوف على التحذير أي: ذروا ناقة الله، أي: احذروا عقرها (سقياها) معطوف على ناقة منصوب..
جملة: «كذّبت ثمود» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «انبعث أشقاها» في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «قال لهم رسول ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: « (ذروا) ناقة الله ... » في محلّ نصب مقول القول.
14- (الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (عليهم) متعلّق ب (دمدم) بمعنى أطبق (بذنبهم) متعلّق ب (دمدم) و (الباء) للسببيّة.
وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال لهم.
وجملة: «عقروها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذّبوه.
وجملة: «دمدم عليهم ربّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عقروها.
وجملة: «سوّاها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دمدم.
الصرف:
(11) طغواها: مصدر سماعيّ للثلاثيّ طغا يطغو باب نصر، وطغى يطغى باب فتح، وزنه فعلى.
(13) سقياها: الاسم من السقي أو ما يسقى به، وزنه فعلى بضمّ فسكون، والألف في (السقيا) ترسم طويلة لمجيء الياء قبلها..
الفوائد:
- الإغراء والتحذير:
1- التحذير أسلوب في الكلام يراد منه تنبيه المخاطب إلى أمر مكروه ليجتنبه.
(30/342)
________________________________________
وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)
2- الإغراء: أسلوب في الكلام يراد منه ترغيب المخاطب بأمر محمود ليقوم به.
3- يشترك أسلوبا التحذير والإغراء بالصور الآتية:
أ- أن يذكر المحذر منه والمغرى به مفردا منصوبا بفعل محذوف جوازا، مثل:
(الكذب فإنه طريق الشر) أي احذر الكذب، (الصدق فإنه طريق البرّ) أي الزم الصدق. وهنا حذف الفعل جائز، أي أن ذكره غير خطأ.
ب- أن يرد كل منهما مكررا، مثل (الكذب الكذب فإنه طريق الفجور) ، (الصدق الصدق فإنه طريق البر) .
ج- أن يرد كل منهما معطوفا عليه، مثل (الأمانة والإحسان فإنهما من خلق المؤمن) (الكذب والغشّ فإنهما طريق الهلاك) وفي الحالتين الأخيرتين: (ب، ج) يجب حذف الفعل. ونعرب الاسم: منصوبا على الإغراء والتحذير، فإن تكرر نعرب المكرر توكيدا لفظيا لا محلّ له من الإعراب، أما المعطوف فهو اسم معطوف على المغرى به أو المحذر منه.
وينفرد التحذير بصورة، وهي تصديره بضمير النصب (إيّاك) وفروعه: إياكما- إياكم- إياكن- ... إلخ) ويأتي بعده المحذر منه معطوفا عليه، أو مجرورا بمن، مثل: (إياك والكذب) أو (إياك من الكذب) . ونعرب إياك: في محلّ نصب على التحذير، والكذب: الواو حرف عطف. الكذب مفعول به لفعل محذوف تقديره اجتنب أي (احذر إياك واجتنب الكذب) .
[سورة الشمس (91) : آية 15]
وَلا يَخافُ عُقْباها (15)
الإعراب:
(الواو) حالية- أو استئنافيّة- (لا) نافية، وفاعل (يخاف) ضمير يعود على فاعل سوّاها أي الله «1» .
__________
(1) يجوز أن يكون عائدا على الرسول المنذر.. أو يعود على عاقر الناقة. [.....]
(30/343)
________________________________________
جملة: «لا يخاف ... » في محلّ نصب حال من فاعل سوّاها «1» .
الصرف:
(يخاف) ، فيه إعلال بالقلب أصله يخوف- بفتح الواو- مصدره الخوف، نقلت حركة الواو إلى الخاء ثمّ قلبت الواو ألفا لفتح ما قبلها..
(عقباها) ، اسم بمعنى جزاء الأمر أو عاقبته، وزنه فعلى بضمّ الفاء وسكون العين.
البلاغة
الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَلا يَخافُ عُقْباها» .
أي عاقبتها وتبعتها كما يخاف المعاقبون من الملوك عاقبة ما يفعلونه وتبعته، فهو استعارة تمثيلية، لإهانتهم وأنهم أذلاء عند الله جل جلاله.
انتهت سورة «الشمس» ويليها سورة «الليل»
__________
(1) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.
(30/344)
________________________________________
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)
سورة الليل
آياتها 21 آية
[سورة الليل (92) : الآيات 1 الى 4]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (1) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (2) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)
الإعراب:
(والليل) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف بمعنى حين مجرّد من الشرط في محلّ نصب متعلّق ب (أقسم) في الموضعين (ما) حرف مصدريّ «1» ، وفاعل (خلق) ضمير مستتر تقديره هو أي الله (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة.
__________
(1) أو هو موصول استعمل للعاقل بمعنى من أي الله في محلّ جرّ معطوف على الليل.
(30/345)
________________________________________
جملة: « (أقسم) بالليل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «يغشى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تجلّى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
والمصدر المؤوّل (ما خلق ... ) في محلّ جرّ معطوف على المقسم به الليل.
وجملة: «إنّ سعيكم لشتّى» لا محلّ لها جواب القسم.
الفوائد
تناسق وانسجام:
من بديع ما في كتاب الله عز وجل تناسقه وانسجامه بصورة رائعة متناهية في الروعة والجمال، ومن أمثلة ذلك ما ورد في هذه السورة الكريمة، حيث تناسق إطار السورة مع مضمونها، فجاء الإطار متناسقا متوافقا مع معاني السورة وأفكارها، فالسورة تفتتح بقوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) فهما صورتان متعاكستان: صورة الليل عند ما يستر بظلامه، وصورة النهار عند ما يتجلى وينكشف لذي عينين لذا فقد جاء موضوع السورة متناسقا منسجما مع هذا المطلع الرائع، فقوله تعالى: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) فإنها توافق صورة النهار بضيائه وإشراقه وجماله، وأما قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى) فتوافق صورة الليل بظلامه وسواده، ومن هنا نلاحظ أسرار كتاب الله عز وجل التي لا تنفد أبدا، كما نلاحظ الروابط التي تمسك بآياته بحالة من التآلف البديع والانسجام الرائع.
(30/346)
________________________________________
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)
[سورة الليل (92) : الآيات 5 الى 11]
فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (9)
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (10) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (11)
الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) موصول في محلّ رفع مبتدأ (الواو) عاطفة في الموضعين (بالحسنى) متعلّق ب (صدّق) ، (الفاء) رابطة لجواب أمّا (السين) للاستقبال (لليسرى) متعلّق ب (نيسّر) .
جملة: «من أعطى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «أعطى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «اتّقى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «صدّق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «سنيسّره ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «1» .
8- 11 (الواو) عاطفة (أمّا من بخل ... للعسرى) مثل السابقة (ما) نافية «2» ، (عنه) متعلّق ب (يغني) ، (إذا) ظرف في محلّ نصب متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر..
وجملة: «يغني ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة سنيسّره للعسرى.
وجملة: «تردّى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف تقديره ما يغني عنه ماله.
__________
(1) أصل التركيب: مهما يكن الأمر فمن أعطى.. فسنيسّره، وحذفت الفاء الثانية تخفيفا.
(2) أو اسم استفهام مبتدأ خبره جملة يغني.
(30/347)
________________________________________
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)
الصرف:
(10) العسرى: اسم بمعنى الضيق والشدّة، أو اسم تفضيل مؤنّث الأعسر ضد اليسرى وزنه فعلى بضمّ فسكون.
(11) تردّى: فيه إعلال بالقلب، أصله تردّى- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
[سورة الليل (92) : الآيات 12 الى 18]
إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (12) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (18)
الإعراب:
(علينا) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (الهدى) اسم إنّ منصوب (إنّ لنا للآخرة) مثل إنّ علينا للهدى (الفاء) عاطفة (نارا) مفعول به ثان منصوب (تلظّى) مضارع محذوف منه إحدى التاءين (لا) نافية (إلّا) للحصر.
جملة: «إنّ علينا للهدى» لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «إنّ لنا للآخرة» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «أنذرتكم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: «تلظّى ... » في محلّ نصب نعت ل (نارا) .
وجملة: «لا يصلاها إلّا الأشقى» في محلّ نصب نعت ثان ل (نارا) «1» .
16- 18 (الذي) في محلّ رفع نعت للأشقى «2» ، والثاني نعت للأتقى «3» ، (ماله) مفعول أول أو ثان منصوب والآخر مقدّر.
__________
(1) أو في محلّ نصب حال من (نارا) لتخصّصه بالوصف.
(2، 3) أو خبر لمبتدأ محذوف.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني.
(30/348)
________________________________________
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)
وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الأول.
وجملة: «تولّى» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «سيجنّبها الأتقى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يصلاها ...
وجملة: «يؤتي ماله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: «يتزكّى ... » في محلّ نصب حال من فاعل يؤتي «1» .
الصرف:
(14) تلظّى، فيه حذف إحدى التاءين أصله تتلظّى.. وفيه إعلال بالقلب، قلبت الياء- لام الكلمة- ألفا لأنها متحرّكة بعد فتح.
(17) الأتقى: فيه إعلال بالقلب قياسه كفعل تلظّى.
[سورة الليل (92) : الآيات 19 الى 21]
وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (19) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضى (21)
الإعراب:
(الواو) استئنافيّة- أو حاليّة- (ما) نافية (لأحد) متعلّق بخبر مقدّم (عنده) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من نعمة «2» ، (نعمة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ مؤخّر (إلّا) للاستثناء «3» ، (ابتغاء) منصوب على الاستثناء المنقطع «4» ، (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (سوف) للاستقبال، وفاعل (يرضى) ضمير يعود على الأتقى «5» ..
__________
(1) أو هي بدل من جملة يؤتي لا محلّ لها.
(2) أو متعلّق ب (تجزى) .
(3) أو بمعنى لكن..
(4) أو مفعول لأجله، والعامل مقدّر وإلّا بمعنى لكن، أي: لكن فعل ذلك ابتغاء وجه ربّه ...
(5) وكذلك الضمائر في (ماله، عنده، ربّه) ، وقيل نزلت هذه الآيات في حقّ أبي بكر رضي الله عنه لمّا أعتق بلالا.
(30/349)
________________________________________
جملة: «ما لأحد ... من نعمة» لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
وجملة: «تجزى ... » في محلّ رفع نعت لنعمة.
وجملة: «سوف يرضى ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
انتهت سورة «الليل» ويليها سورة «الضحى»
__________
(1) أو في محلّ نصب حال.
(30/350)
________________________________________
وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)
سورة الضحى
آياتها 11 آية
[سورة الضحى (93) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالضُّحى (1) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3)
الإعراب:
(والضحى) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط متعلّق بفعل أقسم (ما) نافية في الموضعين..
جملة: « (أقسم) بالضحى ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «سجي ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «ما ودّعك ربّك ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «ما قلى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(2) سجي: فيه إعلال بالقلب، أصله سجو- مضارعه
(30/351)
________________________________________
يسجو- بمعنى سكن باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، وكان حقّه أن يرسم بالألف الطويلة (سجا) ولكنّ رسم المصحف جاء بالياء غير المنقوطة (سجي) ليناسب قراءة الإمالة..
(3) قلى: فيه إعلال بالقلب، أصله قلو- مضارعه يقلو- باب نصر، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا وعلّة رسمه بالألف القصيرة كعلّة سجي..
وجاء في المصباح: قليت الرجل أقليه باب ضرب إذا أبغضته، ومن باب تعب لغة، فالألف واويّة وائيّة بآن معا.
البلاغة
الاسناد المجازي: في قوله تعالى «وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» .
أي سكن أهله، على أنه من السجو وهو السكون مطلقا، والاسناد مجازي حيث أسند السكون إلى الليل وهو لأهله.
الفوائد:
- سبب نزول السورة:
اختلف العلماء في سبب نزول هذه السورة على ثلاثة أقوال:
1-
عن جندب بن سفيان البجلي قال: اشتكى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا، فجاءت امرأة فقالت: يا محمد، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك، لم أره قربك ليلتين أو ثلاثا فأنزل الله عز وجل (والضحى والليل إذا سجي) . وأخرجه الترمذي عن جندب قال كنت مع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في غار، فدميت أصبعه، فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم) :
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
قال: فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد ودّع محمد، فأنزل الله عز وجل (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) .
وقيل: إن المرأة المذكورة في الحديث المتفق عليه، هي أم جميل، امرأة أبي لهب.
2-
قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) عن الروح، وعن ذي القرنين وأصحاب الكهف، فقال: سأخبركم غدا، ولم يقل: إن شاء الله، فاحتبس الوحي عليه ثم نزل.
(30/352)
________________________________________
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8)
3-
قال زيد بن أسلم: كان سبب احتباس الوحي، أن جروا كان في بيته، فلما نزل عليه عاتبه رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) على إبطائه، فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة.
واختلفوا في مدة احتباس الوحي عنه، فقيل: اثنا عشر يوما. وواضح أن الرواية الأولى أقوى في سبب النزول، وتتفق مع الواقع أكثر.
[سورة الضحى (93) : الآيات 4 الى 5]
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (5)
الإعراب:
(الواو) عاطفة (اللام) لام القسم في الموضعين (لك) متعلّق ب (خير) ، (من الأولى) متعلّق ب (خير) ..
جملة: «للآخرة خير ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم «1» .
وجملة: «سوف يعطيك ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم المتقدّم وجملة: «ترضى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يعطيك.
[سورة الضحى (93) : الآيات 6 الى 8]
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (8)
الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام التقريريّ (يتيما) مفعول به ثان منصوب (الفاء) عاطفة في المواضع الثلاثة، ومفعول (آوى) مقدّر، وكذلك مفعولا (هدى، أغنى) ...
__________
(1) في الآية (3) من السورة وأتي باللام لأنّ الكلام مثبت بعد منفيّ.
(30/353)
________________________________________